طَبخ الحَطَب بِنقول لِيه: (الشُّغُل على النّار)؛ يعني كل شُغلنا بِنسَوّيه على النّار، وبِنكُون مْسَوّيِين مَركبة مِن حديد لِيها ثلاث رِجلِين، بِنْوَلِّع النّار وبنْحُطّْها فُوق النّار، والحَطَب بنكون جايبِينُه من الظّْهَار مِشان النّار، وهو من الشِّيح والوَسْبَا، وإذا راحُوا على المُوجِب بِجِيبُوا حَطَب السِّدِر والبُطُم أو رَتَم...

كانت النّاس زمان ما تِهْتَمّ إنّها تِزْرَع شَجَر، اللِّي كان يهِمّْها هو إنّها تْربِّي غَنَم وبَقَر وبَس، وكانت النَّاس ما عِندها شَجَر زيتون ولا غيرُه، وكُنّا يُوم وِدْنا زِيت زيتون ترُوح النّاس على الطفيلة، وتُوخِذ مَعها قمح أو مصاري؛ الموجود عِندها، ويرُوحوا على الدوابّ يقُعْدُوا ثلاث أو أربع أيّام حَسَب ما يِقْضُوا حاجتهم، ويِشْتَرُوا الزِّيت ويرَوّحُوا، والزِّيت كان نادِر في الدُّور، والنَّاس كانت ترُوح تْجِيبُه خاصَّة في وقت الصيام؛ لأنُّه ما بِصِير تُوكل أكل عليه سمنة، بَس زيت؛ لأنّه نغمِّس منُّه مع زَعتر، وكانت النّاس يُوكلوا زِيت ويْهِدُّوا الحِيط.

 بِنجِيب العِنَب الأشقر، يا بِكُون عالشَّجَر عِنَّا أو بنِشْتَري من السُّوق، المُهِم بنِغِسْلُه وبعدين بنِستَنّاه يِنْشَف مَزبوط، وبنِقِطفُه خَصْلة خَصْلة، يعني بِنْخَصّْلُه وبنْحُطُّه على الطَّاولة، وبنْحُطّ تحته شرشف نظيف، وبِنْغَطِّس كل خصلة ناشفة بالزِّيت، وبنحُطّْها على الشَّرشف إللّي فَرَدْناه، كلّ كميّة العِنب الموجودة عِنّا، وبَظَلّ أقَلّبُه في الشّمس لمّا يِنشَف العِنَب ويِتْغَيَّر لُونُه للأحمر، والعرُوق تِنْشَف مزبوط.

بتجِيبي هالعِنب وبتِقِطْفيه وبتِغِسْلِيه قَطْف قَطْف، وبتْحُطّي عليه (قيلو) (والقيلو شجرة)، وبتحُطِّيها في شْرَاط وبتغَطِّيه في الزِّيت وبتحُطِّي العِنَب قَطف قَطف، وبتحُطّيه عالسَّطح من فُوق، وبِتْخَلّي الشّمس تُظُرْبُه لَمَنُّه يِنْشَف، وهيك بِصير زَبيب نَاشِف غِير شَكل، وسلامتكِ.

أخبرتنا الحجّة فضّة عن طريقة صناعتها، فقالت: الرَّشُوف (المَدقُوقة) شوربة نسَوِّيها أكثر إشِي في الشِّتا لأنها بتِعطي دَفَا.

الرَّشُوف هو أكْلَة مُتعارَف عليها عند البدو وبسيطة وسهلة وغير مُكلِفة، ولها فوائد جَمّة لِما تَحوِيه من مُكوِّنات غِذائية غَنِيّة بالعناصر الغِذائية. نَضع العَدَس (عَدَس حَبّ أسود)، ثُمّ نَضَع الأرُزّ ثُمّ اللَّبَن وهو لَبَن جَمِيد سائِل نَقوم بِمَرْسِه جيِّدًا، ثُمّ نَضَعُه على العَدَس والأرز في القِدر، وقد يستطيع استبدال الأرز بالجَرِيش حَسَب الرَّغْبة ثُمّ نتركه على النار حتّى ينضجن وبعدها نُفْرُم البَصل والثُّوم فَرم ناعم، ونسَوِّي قَدْحَة بالزيت (زيت الزيتون)، بقوم بوَضعُه على الرَّشُوف ونتركه لمدّة خمس دقائق، ثُمّ ننَزّله عن النّار ونقدِّمه للأكل.

وهي عِنَب وسُمْسُم بِنْمُدُّه على شَاش، وكما تُحَدِّثُنا المُخبِرة عن طريقة عَمَل الخَبِيصة:

بُعْصُرُوا العِنَب بعد ما يِغْسْلُوه وبُحُطُّوه في طَنْجَرة على الغَاز، وبُحُطُّوا عليها السّمْسم وقِزْحَة وبُحُطُّوا النَّشَا عَشَان يِتْمَاسَك مع بعض، وبَس يِغْلِي بُحُطُّوه على شَاش وبُحُطُّوه في الشّمس، وبنِعْمَل الخَبِيصة في فصل الصِّيف، وبِنْخَبِّيها لَلشِّتَا حِلُو من الحِلْوِيّات في مَوسِم العِنب.

بِنْبَلِّش نْسَوِّي خَبِيصَة بعد ما يصِير العِنَب أشقر بنِقْطِف العِنَب وبنِغِسْلُه، وبَعدين بنِقْطَع العِنَب حَبّة حَبّة وبنِغِسلُه وبْنُتُرْكُه يِتْصَفَّى، بنُعْصُر العِنب وبنْمَرِّرُه من مِخْشَانِه، وبنُوخِذ من العِنب المَعصور كَميّة صغيرة قَدَر مِكْيالِين في عُلبة اللَّبَن الصغيرة، وبنِرْجِع الباقي في الطُّنجرة على الغاز، وبعد ما يِتغَيَّر لُونُه بِنْذَوِّب شْوَيّة طحين أو سَمِيد حسب الموجود، وبِنْحُطّه في الكميّة الباردة، وبنُخْلُطها كويِّس، وبنحُطّها على العِنب الفاتر، وبنحَرّك فيه وهو على النار، لمّا يصِير ثَقيل بنحُطّ فيه لَحْشِة قْرِيش ويانْسُون وحَبّة البَرَكة، وفيه ناس بتحُطّ مَع

أكثر إشِي بنِسْتَخدمُه فيها النَّشَا، والنَّشَا زَمان كُنّا نْسَوِّيه في البيوت من الجَرِيشة (القمح المطحون)، نِنْقَعُه من اللِّيل لَثَاني مِن يُوم، وبِنْخَلِّيه على بِين ما الجَريشة تُرْكُد في القَاع ونُعْصُرْها ونِطْلِع مِنها النَّشَا، أمّا هَسَّا يا بْنَيِّي كُلّ شِي صار جاهز في الأسواق.

هي شكل من أشكال الأكلات في مُجتمعنا، والله المْشَوّطَة بَعْتَبِرها من الأكلات الشّعبيّة التي تُمارَس حتى الآن في موائد الطعام.