الكرك

حَمْسُ القَهْوَة

هو عمليّة تَحمِيس القَهوة لتصبح جاهزة للطَّحن وإعداد مشروب القهوة العربية، وبحسب الرّاوية الإخبارية في حديثها عن طريقة إعداد القهوة وحَمسِها فإنّها تقول:

أنواع الفناجين

أنواع فناجين القهوة عند البدو:

 القهوة من أهم عادات الضّيافة والكرم عند البدو، ويجب أن تكون موجودة في كل مناسبات البدو. وأنواع الفناجين هي كما يقول الحاجّ عبد الله العطوي:

 الفِنجان الأول (فِنجان الهِيف): وهو الفنجان اللّي بِشربُه المعزِّب قبل ما يمُدّ القهوة لضيوفه عَشان يتأكّد منها لا تكون صايدة.

الفنجان الثاني (فنجان الضّيف): وهو الفنجان الأوّل اللّي نقدمه للضّيف، ولازم يشربُه إلّا إذا فيه عداوة بينهم، أو يكون للضّيف طلب عند المعزّب وما يشربه إلا بعد ما يوخذ وَعد من المعزّب إنّه يقبل طلبه، وإذا المعزّب ما نفّذ وعده يلحقه العار بين العرب.

النِّجْر

***

هي أداة تُستخدم لطَحن القَهوة والهِيل قديمًا، مصنوعة من النُّحاس. وكما حدَّثنا المُخبر، فقال: النِّجْر غِير عن المِهْباش، فهو مصنوع من النُّحاس بِكون شَكلُه مثل الصَّحن الغَوِيط، قاعدته صَلبة حتّى تتحمّل الطَّحْن والدَّقّ، ومع هذا الصّحن (النِّجْر) عصا أو إِيد النّجر، بِتكون كَمَان من النّحاس ثقيلة، بِنْدَقّ فيها القَهوة والهِيل والجُوز وكل إِشِي. والنِّجر إِلُه صُوت ورَنّةِ النّحاس، كانوا يقولوا في صُوت النِّجر: هَالقَلب طَايْلٍ غِلُّه كأنه، مِثل نِجْرٍ كُلّْ مَا حِسُّه دَنَا.

***

النِّجْر (المِهْبَاش)

القَهوة والقَضاء العشائريّ

ما تعنيه القهوة عند البدو أشياء كثيرة بالنّسبة لهم؛ فهي مَجْمع أُنْسِهم، وهي موضع الشورى بينهم، وهي موضع حلّ المشاكل، فيجتمعون ليتداولوا بينهم ما حدث من أمور، وما سوف يحدث من أمور الغزو  وأمور الضيوف، أو يتسامرون وينشدون الأشعار. وإذا حدث أمر من الأمور الكبيرة مثل القتل أو الاعتداء على عِرض فإن الجاهة تتجمّع ويتوجهون إلى أهل المعتدى عليه، وبعد الجلوس تُقدَّم القهوة إلى كبير الجاهة فيضع الفنجان ويقول: لن نشرب القهوة إلّا إذا أعطيتمونا ما جئنا من أجله. وهذا دليل واضح على أهمية القهوة العربية في حياتهم.

القَهوة واعتباراتها

وللقهوة عِدّة اعتبارات، فهي تُعبّر عن احترام الضّيف، وتعبِّر عن الحزن، وعن المبالغة في إكرام الضيف, وعن كَرَم المعزِّب، وتعبِّر عن الدعوة لتناول الطعام، وتعبِّر عن إجابة الطَّلَب بطريق السَّمَاح والتّعبير عن مكانة العشيرة. وعندما تحدث قضيّة بين طرفين فإنّ طرفًا حياديًا يتدخّل بالتوسُّط بينهما، وتبدأ الوساطة بأن يذهب هذا الوسيط إلى الطّرف المُعتدى عليه طالبًا منه العَطوة؛ أي الهُدنة المؤقتة, أو طالبًا منه الصُّلح وذلك حَسب ظروف القضيّة ومراحلها.

القهوة العربيّة وتجهيزها

بِنجيب المِحماس وبِنَّظّفُه  وبِنحُطُّه على النار،  وبعدين بنحُطّ  القهوة  في المِحماس وبِنصير نقلّبها  لمّا يصير لونها أسود أو أشقر لمدة  خمس دقائق،  وبعدين  بنحُطّها بسِدِر لمّا تبرُد.  زمان  كانوا  يحطُّوها بالمِبرد  وبعد ما تُبرُد  بنِغْلِيها مَزبُوط،  وبسْ تِستَوي بنحُطّها في سَخّان  وبنُتْرُكها تُركُد،  ولمّا  يجِي  ضِيف  بِنصُبّ إلُه  قهوة،  ولمّا  يهِزّ الفِنجان  معناها  خَلَص  ما نصُبّ  لُه مَرّة  ثانية.  والقهوة اللّي بتِتسَوّى في العُرس  بِكُون  لُونها أشقر،  بكُون مَحطُوط  عليها  بهَار،  والقهوة اللّي بتِتْسَوَّى في التَّرَح  بِكون لُونها مايِل للسَّواد  لأنها بتِتحَمّس  كثير، 

القَهوة ومُسَمّياتُها

للقهوة عِدّة مُسَمّيات: القهوة السّادة، والقهوة المُرّة، والقهوة البدوية، ومشروب الأجاويد، وبدء الكلام. وللقهوة أهميّة كبيرة بين أبناء العشائر والعُربان، وهي أحد المَعالم البدوية لأنّها سِمةٌ من سِمات الضِّيافة والكرم العربيّ الأصيل، وهي من المَعالم التي لم يستطيع التاريخ والحضارة والتطوُّر أن يطمِسَها, وتلعبُ دورًا مهمًّا بين أبناء العشائر؛ إذ تستطيع كمية القهوة الموجودة في قَعْر الفنجان أن تحُلّ أكبر القضايا المعقّدة ولو كانت قضايا مُستعصية كالمشاكل التي يعتبرها أبناء البدو مشاكلَ يَصعبُ حلُّها بسهولة كقضايا العِرض أو الدَّم.

القهوة العربيّة

هي من عادات وتقاليد البادية: تُسمى القهوة البدوية السّادة والمُرّة مشروب الأجاويد، ومِفتاح السّلام والبَدء بالكلام، والقهوة أحد المعالم العربية الأصيلة لأنّها سِمة من سِمات الضيافة والكرم العربي، ولها أهمية كبيرة عند العُربان، كما أن لها حُرمة واحتراما وتلعب دورا مُهمًّا في حياة البدو الاجتماعية  في حَلّ مشاكلهم، كما تعبّر عن الكلام والفرح والحزن.

على صَبّاب القهوة مَسْك الدلّة بيده اليسار والفناجين في اليمين، وأن يَقف احترامًا وتقديرًا للضيف، ويبدأ بصَبّ القهوة وهو واقف، ثم يمُدّ الفنجان بيده اليمنى، وعلى الضّيف أن يصحّح جَلسته ويتناول بيده  اليمنى أيضًا.

القَهوَة الصَّايْدة

هي القهوة التي لَحِقَها الأذى من طَعْم غَريب أو جِسم غَريب كأنْ يسَوِّيها شَخْص على نَجَاسَةْ (أي غير طاهر). ويقول الحَجّ عبد الله إنّ القهوة الصّايدة هي اللّي بِطِيح فيها نُوع من الحَشرات مثل أبو برِيص أو سَحْليّه أو ذُباب أو صَراصِير من الصحراء، أو شخص نَجِس يسوِّيها، وكان البدوي يميِّزها من القهوة الزِّينة (المَزبوطة) عن طريق ظُهور بعض العلامات على وجه الفِنجان، وإذا شربها البدويّ عند شخص معيّن في بيته وميّز أنّها قهوة صايدة، فهذا إِشِي بِلْحِق العَار فيه بِين العُربان؛ لذلك يحرص البدو على نظافة القهوة لأنّها أهم نوع من أنواع الضّيافة عند البدو.

 

الشِّعر البدوي في القهوة:

الشِّعْر البَدوي من أهمّ فنون الأداء عند البدو، وهو مَوهبة قديمة بين البدو لأنهم يتميزون بفصاحة اللّسان والفطنة، وذلك يعود إلى البيئة التي نشأوا فيها وهي الصحراء، إذ إنّ الصحراء تؤدي إلى صفاء الروح وإظهار الموهبة وصقلها والإبداع، لذلك ظهر أهم الشّعر النَبَطي من عند البدو، وهو أنواع مثل: الغزل والمدح والهجاء والرثاء وشعر القهوة العربية، وهذه الأبيات للقهوة العربية:

يا عامْلِين البُنّ وَسْط التَّرامِيسْ

لا تِقعطَعُونا من حَشَا مُرضعاتُهْ

رُدُّوه لَمَّاتِ اِلِخْشُوم المَقابِيسْ

صُفْرِ الدّْلالِ اللّي عَليها حَلاتُهْ

ما عاد شِفنا البُنّ وَسْطِ المَحَامِيسْ

الصفحات

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة