الكرك

الدّرَّاسِةْ

يُطلق المزارعون على أسلوب دَرْس القَشّ باستخدام آلة حديثة "الدّرَّاسِةْ"، وهي آلة متقدّمة وحديثة تُربط مع التراكتور لتشغيلها، ويجتمع العمّال عليها بحيث يعتلي البيدر عدد منهم، ويقف على باب الدّرَّاسِةْ شخص، ويُحيط بالبيدر أكثر من شخص، ويستخدم الجميع المربَّعات أو ما يُسمى الشَّعُوب، وهي أداة حديدية لها رؤوس حديدية مدبَّبةْ ودقيقة، في العادة أربع رؤوس تُغرز في القشّ لكي يتم نقله لمكان أبعد، فيقوم العمال الذين على جنب البيدر بتقريب القشّ للذين اعتلوا البيدر، والذين فوق يقرِّبون القشّ للذي على باب الدرَّاسة، ويقوم هو بوضع القش في حَلْق الدرَّاسة والتي تحوي مناشير حادّة تهرُس السَّبَل وتفصل الحَ

الدّْرَاس

لمّا نُحصُد الزّرع  ونِجمعه على البِيدر، كنّا زمان نِطحن القَشّ عن طريق  البْغال؛ بنُربُطهن على الدُّولاب ولمّا يلفّ بِكون في الدُّولاب قمح أو شعير سَبَل، وبلُفّ الدُّولاب وبنِفرِز الحَبّ عن القَشّ، وبعدين بِنذَرِّي الحَبّ عن التِّبن، ونعَبِّي القمح والتّبن في مخازن بشوالات من الخِيش. هسّا بالوقت الحاضر بَطّلَت  شغلة الدوابّ، صار فيه حصّادات بِفِرزن الحَبّ، أو الدّرَّاسات بِفرزن الحَبّ عن التّبن.

الحَصَاد

لمّا بِبَلِّش موسم الحصاد وبِطِيح الزَّرع، بُرُوح راعِي الزَّرع وبُوخِذ معه يا إمّا عُونة، أو مْرَابْعِيّة، أو عُمّال، وبِبَلّشُوا يُحُصدوا الزّرع كلّ واحد معه مِنجَلُه، وطبعًا الحصاد بِبَلّش من الفجر إلى أذان المغرب، وبُحصُد وجه أو وِجهين لمّا يصير الصبح بتريَّحُوا وبِفِطروا، وبعدين بِرجَعُوا للشُّغل لأذان الظُّهر، بِصَلُّوا لأنُّه الشمس بِتكون حامْيِة عليهم. وهمّا بُحصدُوا بكونوا بِغنُّوا أغاني:

 مِنجَلا ومَن جَلاهْ            راح للصّايِغ جَلاهْ

ما جَلاه إلّا بْعُلبةْ             والعُلبة صارت دَوَاهْ

مِنجلِي يا بُو رَزِّهْ              وِيش جابَك من غَزِّهْ؟

الحَصَاد

لِدِّي يا بْنَيّتي، الحَصاد نوعين: حَصَاد قِطَانِةْ، وحَصَاد الحَبّ. حَصَاد القِطانة في تالِي شهر أربعة اللّي إحنا فيه، القِطانة وِشُّوه؟ العَدَس والكَرْسَنّةْ؛ هذا بِقِيص بسُرعة وبُسْكُت مَحَلُّه إذا ما انحصد بْحِينُه. بنُحُصدُه يوم نشُوف الجَرَس صار لونه أصفر، بِتدُبّ العيلة على الزّرع وبنِقلَعُه وبنعمّره وبِنّخّلُه وبِنبَهِزرُه، وبِنحَصِد زَحَّافِي في اليدين، هذا القِطانة، أمّا الشعير والقمح لو طَوّل ما بسأل، لَوِيه؟

الحَصَاد

في شهر خمسة (أيّا) بس يصِير الشّعير لونه أصفر، هَان بَبَلّش في الحصيدة، وبعد ما نُحصُد الأرض في المَناجِل نسوِّي غْمُور، والغْمُور هي الكُومَات الصغيرة من الزّرع المحصود، وبعد الغْمُور ما نِجمعهن نسوّي حِلَل، والحِلَل كُومات الغْمُور، بنُنْقُل الحِلل على البِيدر، وبِنجِيب عدد من الحمير وبنُربُطهن مع بعض، والحمار اللِّي مِن جُوّا بُقُولوا لِيه (رابُوط)، والحمار اللِّي مِن بَرّا بِنقُول ليه (لَوّاح)، وبِنظلّ نُدرُس فيهِن لمّا وجه البِيدر يصِير ناعم، وبعدين بِقِلبُوا البِيدر التِحْتَاني فوقاني، وبِيطلّعوا الخِشِن وبِبَلّشن الحمير يلُفّن كمان مَرّة فوق القَشّ، وبِيظلّوا يكرِّروا فيها، وبِيروحوا

الحْرَاث

هَسَّا لمَّا بِنكون باذْرِين الأرض في الحَبّ اللّي وِدْنا إيّاه، كنّا نُحْرُث على الفَدّان، والفَدّان هو سِيخ  مُثلث بنُربطُه من خَشْبَتِين وبِنعَلّقه في حبل وبنُربطُه في الفرس، وبِتْظَلّ تِسحَب فيه، وعند أوّل حَرْثة كنّا نحُطّ إشي حلو معها مثل الزّبيب أو الموجود عشان يكون موسم خير. فيه أنواع من الحْرَاث: حْرَاث شَتَوي  بعد ما تِشتِي الدّنيا أوّل شَتوة بِنقوم نُحرُث، وفيه صِيفي عادي في شباط أو آذار، وفيه حْرَاث حُمُّص  بِصير في آذار أو نيسان، وفيه حْرَاث ذُرَة في نِيسان، وهَذُول يِتْسَمّن مُنتَجات صيفية.

الحْرَاث

بعد ما يجهّزوا البْذَار ويتوفَّر بِنجِيبُه وبِنرُوح على الأرض بِنبَلِّش نُبذُر، طبعًا بنحُطّ البْذار في شَلِيل  الثُّوب، وبنِمسك الشَّلِيل في الإيد والإيد الثانية نُبذُر فيها، وأنا بَبْذُر وبَس أخلِّص كلّ الأرض بْذَار، بَجِيب دوابّ بْغَال وبَرَكِّب السِّكَّة بعد تجمِيعها، وبغُزّها بالأرض وأنا مِتوكّل على الله نِعم الوكيل، وطبعًا كلّ ما أحرُث قطعة بَرَيِّح الدوابّ وبَشَرّبهن مَيّ، وبَطعمِيهن شعير مِشان يِرجعن يِقدرن يِشتغلن، طبعًا في هذي الفترة بَطَّلُوا الناس يِحتاجُوا البْغال، وصاروا يُحُرثوا على التَّرَكْتَر.

الجُونة

يرُوحن النِّسوان على البِيدر وبِقِيمن السَّبلة وبُوخذن العود، وبعدين بِنقَعُوه في المَيّْ لَبِين ما يِطْرى، وبعدين بِقُعْدن وبِسوّنُّه دْوَار دْوَار لَبِين ما يصير مثل شكل الطنجرة اللّي إلْها إدِين من فوق، ولازم تكون واسعة على شان تجِيبي وتِحفظي فيه الخبز.

الجُورَعَةْ

وهي ترك صاحب المزروعات مِقدار مُعيّن أو قْطَاع من الزَّرْع للفقراء وتطييبًا لأنفسهم، ثم أطلقوا على ذبيحة الانتهاء من الحصاد هذا الاسم، وسمُّوها ذبيحة الجُورَعَةْ أو شاة الجُورَعَةْ، وتُذبح لعمَّال الفلاحة، وتُقام في آخر يوم من أيام الحصاد، حيث يحتفل الفلّاحون في هذا اليوم كلٌّ حسب قدرته، فتُقام الولائم وتُقدّم حلويات مختلفة في ليلة الجُورَعَةْ نهاية موسم الحصاد عند الفلاح.

الجُورَعَة

أوّل ما نخَلّص حَصَاد القمح، بنِجمَع الحِلَل والغْمُور، بِيجِي راعِي الحصِيدة وبِوَزِّع على الأطفال والنّاس  المجاورين لِيه والحَصَّادِين من هالقَشّ قبل ما يِنْدَرِس؛ مِشان ربّنا يبارِك ليه في القَش، وهاذِي العادة  خَفَّت كثير، لكنها موجودة، وأنا لمّا أحصد بَوَزّعها، بَسّ طبيعة العالَم وطْبَاعهُم تغيَّرَت؛ لا ناس بِجِي نَاس، بِكَفِّي فرحة العْيَال الزّْغَار لَمّا تِعطِيهم شوَيّة قَشّ.

الصفحات

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة