الكرك

أمّ الغِيث

تُخبرنا الحاجّة عن أمّ الغِيث وتقول إنّه الناس لمّا يكون إلْها حاجة في نزول الأمطار كانت إلْهُم طريقةْ في طَلَب الاستسقاء؛ كانوا يِصنعوا من أدوات الفرن تقليد ما يشبه الصّلِيب، وِيْلَبّسُوا الصّليب أحسن ثياب عشان يصِير شَكل صلِيب مثل العروس، ويِتجَمّعن هالبنات ويكوّنِن مجموعة وحاملات عَصا طويلة على شكل صَليب، بِطُوفن في العَصا في الحارات وهنِّهْ بِمْشِن بِنِشْدِن وبُقُولن:

يامّ الغِيث يا دايِم         بِلِّي زْرِيعْنا النّايم

بِلِّي زَرْع اَبُو فْلان         هَاللِّي عالكَرَم دايِم

يامّ الغِيث يا ربّي          بِلِّي زْرِيعْنا الغربِي

أُمّ البَسِيسِةْ

في أيام الصيف نرى في مناطق البادية وغيرها عاموداً ترابياً يتصاعد في السماء، وينتقل من مكان إلى آخر ويحمل الأتربة والورق والمخلَّفات، ويطلقون عليها في الرِّيف (أُمّ البَسِيسِةْ) وسألت الحاج سالم حماد الطراونه عنها، فقال:

هي رِيح فيها بِسم الله الرحمن الرحيم جِنّ بِلعب فيها، وحينما يراها الناس عن بُعد يقولوا (نُوح نُوح)، حُورِي عَنّا، حَوالِينا مُو عَلينا، ويقولوا: نعوذ بالله من شَرّ أُمّ البَسِيسِةْ، ومن الدَّعَوات اللّي بِنقُولها دايماً: الله يجِيب لِيك أُمّ البَسِيسِةْ، ويقولوها لَلبيت وبِيت الشّعر، وتِنقال لبعض الناس أصحاب  الفتنة والشرّ: (فْلان مِحْوَاس مثل أُمّ البَسِيسِةْ).

الِهْتَاف

ظَلّت النّاس تقول فْلان أو فْلانةْ مَهْتُوف، أو فْلان مَصيُوب، يَعني إنُّه هاظَا الزَّلمة أو المَرَةْ فيها جِنّ، وما ظلّ لِيها دَوَا، بس لما يصِير عند الواحد ابن مَصْيُوب أو ملموس يُوخذوه عند الخطيب يِقرا عليه من القرآن، ويظلّ يُضْرُب فيه لمّا يِطْلَع هالجِنّ، وكمان ظَلّ الخطيب يسوِّي لَلمَهتُوف حْجَاب يْحُطُّه تَحت مَخَدّته أو فَرشتُه أو يعلّقُه في رَقبته، ظَلّ فيه ناس تْطِيب، وفيه ناس ما تْطِيب، واللّي ما يْطِيب ظَلُّوا أهلُه يحُطُّوه في غُرفة لَحالُه يْسَكّرُوها عليه مِشان ما واحَد يشُوفُه، أو هو يقُوم يؤذِي النّاس.

المَنْدَل

تُخبرنا رِيما عن المَندَل وتقول: الناس كان عندها اعتقاد إنّه أمور غامضة يُمكن كَشفها على يد صاحب المَندَل؛ يعني شخص بِعرف بهِيك سوالِيف وبِبَيّن إلْهُم صورة المتّهم في فنجان من زيت زيتون، فكان مثلاً لما يصير سِرْقة أو أي إشِي ينادوا الشخص اللي بعرف في المَندَل ومارَس قبل هالمَرَّة في شُغل المَندَل، الناس كانت ترُوح عند الشخص وتِفتح في المَندَل، هذا الشخص اللّي مارَس في المَندَل بِبيّن إلْهُم الأشخاص اللّي سرقوا، وصورة  الشخص اللّي سرَق، طبعاً فيه نِسوان بِآمْنِن بْفَتح المَندَل، وفيه ناس ما بِآمِن بفَتح المَندَل.

المِلْح

المِلْح مُهمّ كثير، والحياة ما تِخلى من استعمال الملح، وإلُه فوائد كثيرة، بْنِستعمله في أهمّ إِشِي وهو الأكل مِنْشان نملّحُه فيه، والأكل إذا ما كان عليه مِلح أو مِلحُه قليل ما إلُه طَعم. كانت النّاس زمان يجِيبوا الملح من الغُور، ويطِيحوا على الدوابّ ويُقُعدوا يومين أو ثلاثة ما يرجَعوا إلا يكون معاهم المِلح في شْوَالات أو عْدُول.

المْشَخَّص

يلجأ الإنسان في البيئة الشعبية إلى كافة الوسائل والإمكانات التي تتواجد بالحياة في كل حاجاتها، ومن ذلك المَرض الذي يَستعصي على الفَهم والحلّ، ومن هذه الوسائل استخدام (المْشَخَّص) في علاج الكثير من الأمراض مثل (الكَبْسة).

المشاعِل

المشاعل من مُعتقدات منطقة فقُّوع، وهي سَبْع عِيدان من نبتة العِلك أو شجرة الصفيرة، تُوضع في السمن (الحَنْدَقُوق)، وعند تجمُّع الزُّبدة وتَقْشِيدها تُشعَل هذي العِيدان في ليلة الاثنين، ثم تُوضَع في الصَّحن الذي فيه العِيش المْقَفَّر بالسَّمن، وبعد الانتهاء من أكل الصّحن الذي أُعِدّ للمدعوّين، يُحضَر الطّحِين الذي تُوجد فيه المَشاعل، حيث لا يُوجَد فيه رَمَاد من العِيدان المحروقة بقُدْرة الله، ثم يُؤكَل ما في الصّحن من العِيدان بعد أن تنتهي وهي البركة. يقول الحجّ حامد عبد الرزّاق النوايسة:

هاظَ اللّي سمِعتُه من أهل المنطقة لمّا رُحْنا شَمال بْرَعِينا نْدَوِّر الرّبيع.

 

المارِد

يحدثنا المخبر عن المارد، قال: الحجّة سهلة كانت بِتْدَوّر ذَهَب وبْتِبْحَش، دايمًا فيه عِندها طُوبَرْجِي، الأرض اسمها خَواجا، في الأصل كانت لليهود، فيها شَغلات للذهب، راحُوا على الشّام وجابُوا شِيخ وطَاح عليها، وقال الشّيخ: هذِي فيها رَصَد (حَيّةْ)، إذا واحَد قلبُه قَوي وما يْخَاف يفُوت لأنه الحيّة إذا حسَّت إنّه خايف بتِفتَح ثُمّها عليه، وإذا الشخص ما خاف بُوخِذ اللّي بدُّه إياه، طبعاً جابُوا زلمة وفات عليها، قال: أنا قوي وما بخاف. وبس فتحُوا المغارة طِلع الْنا مِن كُثر الذَّهب، أجَا ودُّه يفُوت طِلعَت في وجهه الحيّة، اخْتَرَع ورِجِع لَوَرَا، وسكَّرَت المغارة وما قِدْر يفُوت.

 

اللّيل في المعتقدات الشعبية

كان الإنسان في الوسط الشعبي يعتقد بأمور كثيرة تنظّم حياته، وسألت الحجّة ثريا سالم البلوي، فقالت: إذا سمِعنا عيِّل ولا زَلَمة يصفِّر في الليل بنقول إلُه: الصَّفِير مُو زِين؛ بِجِيب الشّياطين.

وكانوا أهلنا بِوَصُّونا لا نْمُرّ من عند المقبرة في الليل، لأنه الأموات بِطلعوا؛ أولهم (القتيل) وبِآذُوا الناس.

وإذا غسَّلْنا وظَبّ الدَّمَاس (الليل) كانِن الِكْبَارِيّات يِمنعُونا من لَمّ الغَسِيل في الليل؛ حتّى ما يجِينا الشَّرّ.

المَشُوط والمْرَاية في الليل حرام، وكانت العِلكة في الليل حرام، وكانوا يقولُوا: اللّي بِعلِك كأنه بُوكل لَحْم الموتى.

الغُولَة في بساتين سكا

يحدّثنا المُخبر عن أحد أنواع الغُول المَارِد التي كانت توجد في محافظة الكرك، خصوصا قرية سكا، ويقول:

في البساتين اللّي في سكا اللّي جايّات على تلّةْ تحت السّفِلْت صاحبها زَرَعها كرُوم وبساتين، ومات لِيه عْيَال ثلاثة، ومات لِيه عَيِّل بِكر، تِطلع العَنْز من تحت الكرم، وِدْهُم يِكْحَشُوها على شَان ما تُوكل من الزيتون واللّي في هالكرم، بَس يِلحَقها العيِّل بِظَلّ يلحَق فيها عَبِين ما يِوْقَع ويمُوت، ومات أولادُه الثلاثة، قالوا لِيه الناس هذا جِنّ ساكن الأرض، بقُول لِيهم سُكّان المَحَاس طبعاً بِختلف عن الرَّصَد؛ الرَّصَد بكون عند الذَّهَب.

الصفحات

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة