الكرك

رحلة العروس إلى البحر الميت

هي إحدى العادات التي كانت سائدة في منطقة الأغوار الجنوبية، تقوم على أساسها العروس، يوم زفافها، بزيارة خاصة إلى البحر الميت، وزيارة أهل البَرَكة لغايات التبرُّك بهم.

كانت هذه العادة سائدة في منطقة الأغوار الجنوبية، ويقال إنّ بدايتها كانت من أهل غور الصافي عندما تأتي العروس من الكرك يوم الصالون لا بد أن تزور منطقة البحر الميت، وقد كانت هذه العادة موسّعة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وبدأت بالاختفاء حاليًا.

حِنّا العروس

بِقوم أهل العريس بإبلاغ معارفهم وقرايبهم وجيرانهم بموعد الرُّوحة على دار أهل العروس، وبيكونِن نِسوان أهل العريس مجهّزات سِدِر حِنّا، وبِروحن فيه على دار أهل العروس مشان يحَنِّنها، ويغَنِّن:

يا حنّا ما رِيدك على كفُوف ايدينا

حتى يِجِي محمّد ويحنّ علينا

يا حِنّا ما ريدك على شَعر راسي

لحتّى يكون محمّد ونَّاسِي

وهذي العادة نادر ما تصير في الأفراح اليوم، الوقت هذا كُل شي بِصير في الصّالة. الحِنّا بِنحَطّ على إيد العروس مِشان يجمِّلها ويعطيها جَمال، والحِنّا زين .

حمّام العروس

***

بِقومن نساء القرية وبِجِن على دار أهل العروس، بجيبن كل إشي بِلزم لحمّام العروس من ميّة ياخذنّه وصابونة وليفة وكل إشي بِلزم، وبعد هيك بِعملن حوالي العروس حلقة؛ ووحدة بتصُبّ الميّة، ووحدة بتفرك. وبس يخلّصن بتيجي وحدة بتمشّط العروس، وتكحّل عيونها وبتلبّسها فُستانها، وبِجَلّلنها على فرشة، وبِقومن يغنِّن عليها.

حفلة الوداع

تطوّرت العادة بما يُسمّى حِنّا العروس، وأصبحوا يسمّونه حفلة الوداع، وتقوم البنت وأهلها بدعوة الأقارب والأصدقاء (صاحباتهن) ليلة الحِنا (الوداع)، وتكون بكامل زينتها، وتجتمع الصديقات والأقارب بالغناء والرقص فرحة بصديقتهنّ.

تجري العادة في بيت أهل العروس، ويقدموا أهل العروس الحلوى مثل القاتو والكنافة وصرار القضامة والحلو.

وبِغنّوا صاحباتها وأهلها:

يا رْوِيدِتْنَا يا براءَه                  يا رْوِيدِتْنَا يا هِيه

مِنِ حْوِيرِتْنَا رَحَلْتِي                 لَحْوِيرِتْهُم يا هِيه

يا شْعِير اَشْقَرْ يا براءه             يَامّْ شَعْر اَشْقَر يا هِيه

جهاز العروس

تبدأ أم العروس بتحضير الأثاث اللّي رح تدَخّلُه مع بِنتها، ومن أهم هذا الجهاز الفَرْشات ولُحُف والمَخدّات، وكلّها تُصنع من صوف الغنم، وتُدخل كذلك البُسُط المنسوجة من الغَزْل، وتركِّز كثيراً على أدوات المطبخ (طناجر، سكاكين، وكاسات، ...).

جاهَة الطِّلْبَة

بعد أن يأنس الشاب وأهله رضا من أهل الفتاة ( وأحيانًا قبل أن يتأكدوا من ذلك) يُحضرون الجاهة، فيلجؤون لأحد شيوخ ووجهاء القوم واحد أو اثنين أو أكثر، ويذهب معه والد العريس والعريس وإخوته إلى أهل العروس ويسلّمون عليهم ويستقبلهم أهل الفتاة، ويرحّبون بهم ثم تبدأ أحاديث المجادلة العامّة والأسئلة والتذكير بوشائج القربى والتحالفات القديمة والمُصاهرات السّابقة؛ فهذا أمُّه خالة أمّ فلان... وهكذا، وكلّ ذلك انتظارًا لتقديم فِنجان القَهوة السّادة.

ثلاثة العروس

هي انقضاء ثلاثة أيام على حفلة العرس، وتُحسب من دخول العروس بيت الزوج يوم الخميس، وتقام الثلاثية الأحد.

ثلاثية العروس تقليد شائع وواسع الانتشار في منطقة الأغوار الجنوبية ، ويكون هناك مراسم معينة موجودة حاليا في المنطقة، وتشمل أمورًا كثيرة، أهمها:

عزومة خَوات العروس وأمّها وأبيها على وجبة الغداء، ويقوم أهل العروس بشراء الهدايا للعروس، وتشمل ذهبًا وملابس ومكياجًا وأشياء أخرى.

وتُقام حفلة غناء بسيطة في بيت العروس، مثل تشغيل مسجل وأغاني خفيفة أثناء وجود الأهل عند العروس.

تنجيد الصُّوف

بعد عملية غسل الصوف وتنشيفه ونفشه تأتي عملية تنجيد الصوف، حيث تجتمع النساء عند أم العريس ثم تقوم النساء بوضع الصوف النظيف فوق قطعة القماش الذي يسمى (بالساحلي)، يُوزَّع الصوف بانتظام داخل القماش، ثم تبدأ المرأة بالحياكة الجانبية حول الصوف (خياطة الساحلي)، بعد ذلك تقوم بالخياطة الداخلية بشكل منتظم أفقي وعمودي وقُطريّ، وتتمّ الخياطة في منتصف وحوافّ الفرشة المحشوّة بالصوف، ويستخدم في ذلك المِيبَرَه وخيط الفَتْل العريض ذا اللون الأبيض، بعد ذلك تتمّ تغطية الفرشة داخل الوجه، أو ما يسمى (الكِسْوَة) بقطعة قماش جميلة اللون ليكون الوجه الذي تظهر به. وحاليًا يُستخدم قماش يُسمّى السجّاد.

 

تلال العرايس

هذا المكان في غور النّميرة كانت العروس والعريس يقومون بزيارته بغرض التبرُّك بالمكان، وهو مكان من التراب الأبيض الحُوّر يُشبه الشِّيد الأبيض، ويجب على العريس والعروس يوم الزفّة زيارته وتلطيخ بعض أجزاء الوجه والجسم بالتراب الأبيض بهدف التبرُّك.

العروس والعريس زمان كانوا يروحوا تلال العرايس اللّي موجود بعد غور عسّال عند النّميرة، وكان هذا التلّ أبيض حُوّر مثل الشِّيد، وكان العروس والعريس لازم يلطّخو خدودهم شوية من الحُوّر مِشَان تحِلّ عليهم البركة، ومش كل العرايس بتروح؛ بعض الناس المتشددين والجهال من مرّة هم اللّي بِرُوحو على تلال العرايس.

تقاليد نَقُوط العَروس

نَقُوط العروس بِبَلّش بس أمّ العروس تِعزم نِسوان القرية، بيجِن النّسوان وكل وحدة معاها شويّة طحين محطوطة في صينية من النّحاس، وكان كل وحدة منا عندها صينيّة من النحاس مِشان هاذي السّواليف، وفي نُصّ الطّحين بنحطّ صحن فيه شويّة سكّر أو لبَن جَميد أو شويّة سمْن بلدي، وبنعطيه لأم العروس، وهي بتِعطينا بداله في نفس الصحن شويّة حلو أو عِنَب أو تِين وقِطعة قماش ملوّنة بنقول عنّه مَنديل أو إشار، بتحطّه النّسوان على رُوسهن.

الصفحات

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة