الكرك

الصباحيّة

بعد دخلة العريس في الصباحيّة (اليوم الثاني) بتيجي أم العريس أو واحد من جيرانهم أو قرايبهم بجهزوا فطور للعرسان، وبيكون الفطور جاج بلدي محمّر مع شراك بلدي، وبوخذوه على دار العريس مشان العرسان يفطروا عليه.

في هذا الوقت بيكون أهل العريس ذابحين الذبايح ومجهزين اللبن والعيش أو الرز.... وبيكون أبو العريس مشغول باستقبال الناس وقرايبه وأصدقاؤه مشان القرى، ويكون في حالة من البسط والفرح والغنا.

السؤال عن العروس

نسب وجاه العروس

حين يقع اختيار الشابّ على فتاة معينة قد يحصل من النظرة الأولى تبدأ مرحلة السؤال عن العروس، فيُخبر الشابّ أهله عن الفتاة، وتتولّى في العادة أم العروس وأخواته السؤال بشكل دقيق عن أخلاق العروس وحسبها ونسبها، ويفعل ذلك إخوانه وأبوه وأقاربه وهو شخصيًا يحاول جمع أكبر معلومات عن الفتاة. وفي حال كانت الفتاة من أقاربه مثل بنت العم أو ممن نشأ معهم، تصبح هذه العملية سهله جدًا، أما إذا كانت الفتاة بعيدة فإنها تحتاج لوقت للمعلومات والتوثق منها.

تعتبر هذه العملية مهمّة في مجتمعنا، ويَركِن عليها الناس في الحسب والنسب، ويقال في ذلك:

الزواج المبكّر

الزواج المبكر يعني زواج الشاب أو الفتاة وهو صغير قبل بلوغه 15 سنة من عمره، ساد في المجتمع الزواج المبكر حيث كانت العائلات تخطب لأبنائها بأعمار صغيرة قبل أن يتجاوز 15 سنة من عمره، وكذلك الفتاة تكون صغيرة بالعمر. وتكون الحياة بسيطة وأهداف الحياة هي تكوين أسرة للأعمال اليومية؛ فقد كانت تلجأ العادة لزيادة أعداد الأسرة للقيام بالأعمال البيتية والحياتية. ونظرًا لطبيعة الحياة وصعوبتها فقد كان ينجح مثل هذا الزواج لكون الفتاة والشابّ ناضجين لتكوين عائلة صغيرة. وفي هذا السياق كان بعض الآباء يحجز بعض الفتيات لأبنائهم ما تسمى (الطنيبها)، وهو الشخص المعنيّ بالزواج، وفيه بيت شعري على ذلك:

الحليّة

بعد أن يصل العريسان إلى بيت سكناهم يأخذ الأهل بالرقص والغناء، ويستمرون في ذلك وقتا طويلا حتى يهجع الليل، ويشاركهم الأقارب والمهنئون، وقبل النوم ينهض العريس وينحر نعجة بيضاء، ويقول: " حِلِّي حَلّلَكِ الله "؛ أي أنّ زوجته صارت حليلة له. وفي البادية ينضَحُ الرجل زوجته بدم الذبيحة، يعني بذلك أن هذا الزواج مكرس بينهم ومقدس الرباط، وهذه الذبيحة ذات قيمة عالية؛ إذ انهم يعتقدون أنها تدفع عنهم الأرواح الشريرة وأعين الحاسدين وكل شر يحيق بهم وبفرحهم. وبعد الذبح أول من يأكل من لحمها بعد طهيها هما العريسان، ويطلق على الذبيحة الحليّة نسبة إلى أنّ الزوجة تصبح مُحلّلة لزوجها بعد ذبح هذه الذبيحة.

اختيار العروس

كيفية اختيار العروس في أيامهم

إن أهل العريس لم يكونوا يتطلعون إلى أوصاف خارقة في العروس من حيث جمالها بل كانوا يقومون بالسؤال  عن معاملة أمها مع أهل زوجها وكانوا يمتثلون لقول رسولنا الكريم (تنكح المرأة لاربع لمالها ، وجمالها ولحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربــت يداك ) .

التبرُّك بالشيخ

زيارة العروس إلى الشيخ: هي الزيارة التي كانت تقوم بها العروس برفقة أهلها يوم عرسها إلى الشيخ من أجل أن يقرأ عليها آيات من القرآن الكريم بهدف حلول البَرَكة عليها .

كانت العروس أيام زمان تروح مع الفاردة إلى بيت الشيخ، وكان فيه شيخ في غور المزرعة اسمه فليّح العجالين، وكانت كل عروس من عشيرة الهويمل لازم تروح على الشيخ فليح؛ لأنه الهويمل مْخَاوْيِين الشيخ، وكانت العروس تِجي مع هاالفاردة والناس تغني، ويقوم الشيخ ويقرأ عليها المعوذات الثلاث، ويعقِد ليها عُقْدة، وتعلّقها على كِتفها، مش دايمًا في بعضهن بطّلَت العقدة.

الأولياء والمزارات وتعظيم شأنهم

الأولياء في نظر الناس هم أناس صالحون لهم معرفة برب العالمين والكون، ولهم القدرة على نفع الناس، وإذهاب الأذى عنهم من عين وحسد وسحر وتلبُّس جِن، يذهبون إليهم لمعالجة أطفالهم، ولعمل حُجُب لوقف الموت في أطفالهم، أو حُجُب للمحبّة والإقبال، أو لتزويج بناتهم.

الاعتقاد بأن صِياح الدِّيَكَة لرؤية الملائكة ونهيق الحمير لرؤية الشياطين

ثمة اعتقادات كثيرة للناس في المنطقة، وهم يتقيدون بها لما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم من التزام بها وكأنها قرآن مُنْزَل، ويحسون أنهم إذا ما تجاوزوها أصابتهم المصائب وحلت فيهم الكوارث، فمثلا إذا شاهد أحدهم الأحذية مقلوبة يجب أن يردَّها بالشكل الصحيح لأنه يعتقد أنها صارت في وجه الله أو غير ذلك.

إكرامُ عيون الماء والأشجار والمُغُر المقدّسة والخوف منها

يرتبط بالذهن الاهتمام ببعض المناطق مثل: المُغُر القديمة، أو الأشجار المعمَّرة، أو عيون الماء القديمة، ويحصل لها اهتمام بالغ، ويكون مصدرَ الاهتمام حدثٌ معين حصل عندها، أو لقدمها أو لارتباطها ببعض الخرافات، فيعظّمها الناس ويهتمون بها، فمثلا مغارة النصبة هذه مغارة قديمة في منطقة جوزا، يعتقد الناس أن الجنّ يسكنها، فتجدهم يخافونها ويخافون الاقتراب منها، ويروي بعض الناس أنهم سمعوا غناءً وقرعَ طبول الجنّ فيها وسموه (عُرس الجِنّ)، ويخاف النّاس من بعض الأشجار القديمة مثل (نخلة قطيفة)، وهي تقع في المنطقة نفسها، وقد شاهدوا أفعى كبيرة تسكنها، ويقولون إنّها (رَصَد) أي جِنّيّ حارس على كَنْز، ويهابونها ول

اعتقاد الناس حول مساكن الجِنّ والغُولَة والتحرُّز منها

يرتبط مفهوم الجِن والجانِّي والشياطين والغُولة في مفاهيم الناس بِشدَّة في المنطقة، بحكم أن المنطقة شديدة الوعورة، وفيها الوِديان الكثيرة والمُغُر والفيافي والقِفار، وفيها الأشجار الكثيفة والأدغال، وكثير من المناطق لا تصِلها الكهرباء، وليست مسكونة بالناس، ولذلك ارتبط في أذهان الناس وجود مساكن للجن، بل إنهم يعتقدون أن الجنّ يسكن كقبائل في أماكن سكناهم في المُغُر أو الأدغال، ويرتبط بشدة مواقع الصُّفِي بوجود جِن يسكنها وهكذا، ولذلك يحاول الناس الابتعاد عن المناطق التي قد يوجدون فيها، اتقاء أذاهم وتلبُّسهم، فمثلا يبتعدون عن الصُّفِي أو المُغُر، ويبتعدون عن الأدغال والمناطق المقطوعة وغير المسكونة

الصفحات

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة