وهي عبارة عن جَريشة مطبوخة مع الزُّبدة حتى تتحوّل إلى سمن بلدي، ويُضاف إليها البهارات والحواجَة من أجل إكسابها الطّعم الجيد، كانوا الناس زمان تربِّي غنم، وبعد ما الغنم ما تجِيب البَهَم الصغير ويصير فيها حليب، ونُحلُب من الغنم ونحُطُّه جُوّا السّعِن، والسِّعِن هو جِلد ذبيحة فيه إلُه طريقة خاصة نِعمله حتى يصير جِلد مَدبوغ، ونحُطّ فيه اللَّبَن لمَّا بِتْجَمَّع الحليب في السِّعن، بعد أكَم يوم لمّا يرُوب الحليب بِنْخُضّ السِّعن وبِنطَلِّع منُّه زُبْدة ولَبَن، ونحُطّ الزُّبدة في خَريطة أو جَاط كبير.

وبعد ما نِجمَع الزُّبدة ويصِير عندنا كميّة، نِجبي الزُّبدة وبنحُطّها في قِدر وبنحُطّها على النار، وبنكون ناقعين جريشة بنحُطّها فيها على شان تمُصّ كل الأشياء وبِتنَظِّف الزُّبدة، وبعدين بنحُطّ عليها الحْوَاجة، والحْوَاجة عبارة عن بَسْبَاس وحَنْدَقُوق وعُصْفُر وكُرْكُم، وبعد ساعة غَلِي بِنطَيِّح السَّمن من على النار، ونْصَفِّيه ونْخَلِّي الجَريشة لَحالْها، وبنحُطُّه في صحن وصِينية، وبِكون طَعمها زاكي، وفي هاذي الأيام قَلَّت القِشدِة، وبطَّل فيه ناس كثير يِعملها في الغور.