القهوة المُرّة تُعتبر من أبرز وأهمّ العناصر التراثية عند البدو في الأردن منذ وقت طويل، فهي تعتبر المشروب الرسميّ عند البدو في الصباح والمساء، وإذا البدوي لم يشربها يشعر بالصُّداع وهذا ما يقولوه.

وهي مرتبطة عند البدو بعادات دائمة وباقية تُمارس لِليوم وهي المناسبات الرسمية والأعراس والخطوبة وطِلبة العروس والعزايم واستقبال الضيوف؛ فيجب أن تقدَّم للضّيف عند وصوله البيت، ويبقى المُضيف يصبّ للضيف حتّى يهزّ الفنجان، وهكذا يكون اكتفى. وجرت المقولة عند البدو: القهوة ثلاث فناجِين: (فِنجان السِّيف، وفِنجان الضِّيف، وفِنجان الكِيف)، وأيضًا يجب أن تُقدّم في مجالس حقّ العرب ومجالس اجتماع شيوخ العشاير.

طريقة صنع القهوة: تكون القهوة على شكل حبوب خضراء، نقوم بتحمِيسها بالمِحماس على النّار حتى يصبح لونها أسود أو أشقر مايل للبُنّي حَسَب رغبة الأشخاص، ثم نقوم بطَحنها حاليًا بالمطحنة، وقديما كانت تُطحن بالجِرن أو المِهباش، وبعد ذلك نقوم بوضع الماء في الطبَّاخ، ونضع على الماء فنجالِين القهوة والهِيل، وأحيانا مِسمارين من القُرنفل ونترُكها على النّار تِغلي، وهكذا تكون نضِجت، ثم نقوم بتفريغها بسخّان مُحكَم الإغلاق حتى تبقى ساخنة، وهكذا تكون جاهزة. القهوة رمز من رموز البدو، فلا تجد بيتا من بيوت البدو إلا وتشُمّ فيه رائحة القهوة المرّة، وهي من العادات البدوية التي ما زال محافظ عليها لليوم.