تعتبر شبة النار منذ القدم رمزاً للكرم والسخاء عند العرب كما أن النار وإيقادها في حد ذاته إشارة للترحاب بالضيوف والزوار، ويتجسد ذلك عندما كان يسير المسافرون ليلاً فيرون ناراً تتوقد فيتجهون لها، وتدل شبة النار عادة على إعداد القهوة العربية .

وكان البدو قديماً ينتقدون من يهمل هذا الجانب بقولهم

بعض العرب في شبة النار يحتار يجي الشتاء ويروح ما شب ناره إذا أصبحت شبة النار دلالة على الدعوة إلى الحضور وبالتالي الاجتماع على القهوة ، حيث يرونها فاكهة السمر الصحراوي، فالنار حين إيقادها تعطي نوعاً من الحركة للمكان وتكمل الدراما الصحراوية والتي تدخل فيها المؤثرات الأخرى مثل صوت عويل الجرن وسوالف النشاما، فيتسع الخاطر عندما يجتمع عليها السمار وتبتهج برؤية البيئة الصحراوية ببساطتها وتواضعها.

كانوا يشعلون النار لعمل القهوة بحسب أحوالهم ومشاغلهم ، فمنهم من يشعلها في الصباح الباكر مع (فجة الضو)، حيث يقول أحدهم :

يا زين شبيتها على شقة النور      يضوي على وجيه النشاما سفرها

ومنهم يحب شبة النار بالليل كما قال الشاعر :

الله على فنجان مع هجعة الناس     بدلال نار ما يبطل سناها

وقال آخر :

لا جا العشا شبيت نار المنارة       وادنيت ماحسه يجذب المسايير 

الاهل قديما قبل اكثر من 50سنة على ما اتذكر لغاية اول ما سكنا بيوت الحجر كنا نهتم بشبه النار ودق الحجر كانت رمز للكرم والجود لمن تسمع في بيته.

كان ابوي يهتم بشبه النار قدام بيت الشعر لصنع القهوة وبالليل عشان يشوفوها المسايير والضيوف وتدل على القهوة وكان ابوي يفتخر كل ما كانت النار اكثير المشبوبة.

بالنار كان ابوي يخلينا نوي النار ونشبها بطرف البيت وكان اسم الحفرة اللي نولع النار بيها الوقار.

وفي عشيرتنا كان الاهل يفتخرون بابنهم الي يشب النار ويسوي قهوة وتدل انه اصبح بالغ.