لم تنقطع زيارة الإنسان المسلم للأماكن المقدّسة في الحجاز، وكان الحاج أو المعتمر يُعدّ نفسه لهذه الزياره إعداداً جيداً، وهذا الإعداد كان يسمّى (زهاب)، ويقول الحاج حامد عبد الرزاق النوايسه:

سمعت من أبوي والكبار في العمر إنّه الحج بس ينوي للحِجّة بِشتَري أول إشِي رَحُولة (ناقة أو جمل)، وبعدين بجهّز البَكيلة وكميّتها (مُدّ ولّا مُدِّين )، وهيي من القمح ومعاها الشعير، وبِقلُوها وبعدين يِطحنوها وهَظُول (مِرياح).

ولمّا يِهلك الحاج من المركوب ومن طول السفر، ولمّا تغيب الشمس، بحُطّ رَحُولته وبِعَشّيها وبِرمي زُوّادته اللّي معه وبحُطّ زاده وبوكل، وعلى هالحال الثّلَث شهور؛ شهر يوَدّيهم وشهر يْجِيبهم وشهر لأداء الحجّ. ومن الزَّهَاب: القِربة لَلمَيّهْ، وإذا معه حُرمَةْ بُوخِذ طحين وصاج مِشان يخبزوا، وبوخذوا قْرَاص خبز، وتمر، وسمن، ولبن زعاميط، وخبز مْبَسْبَس، ولمّا يرجع الحاج أغلب زُهُبْتُه التّمر.