لرمضان طقوسه الخاصة بين أهالي الكرك؛ إذ يبدأ الناس فيه التقرب إلى الله أكثر فأكثر، وتزداد طاعاتهم، ولكون الصيام يأتي بعد فترة طويلة من الإفطار فإن الناس تهتم بإعداد طعام الإفطار، فقبل الشروع بالصوم يبدأون بشراء حاجياتهم لإعداد الإفطارات الرمضانية، ويركّزون على شراء اللحوم والعصائر وبالضرورة إعداد السّلطات والشوربة، ومن الإفطارات التي يعدّونها مثلا المنسف الكركي بالأخص إذا كانت هنالك عزومة رمضانية، وكذلك يحضرون اللحمة بالفاصوليا واللحمة بالباميا وغيرها من الوجبات والمحاشي، وينوّعون في إعداد الوجبات ومن ثم يشرعون بدعوة الأقارب والأرحام على طعام الإفطارن وهذا نابع من كرم أهل الكرك يدعون بناتهم وخواتهم لطعام الإفطار من باب صلة الرحم، أو قد يجهزون الإفطارات ويذهبون إليهن والإفطار معهن، ويفعل ذلك الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم، فهو شهر الرحمة، وتتوسع الدائرة لتشمل الأصدقاء والأقارب والجيران؛ إذ يحصل دعوتهم على طعام الإفطار، أو قد يفعلون ذلك مع المحتاجين من أبناء السبيل أو من المغتربين أو طلبة العلم أو ذوي الحاجة من أهل البلد، وقد يفعلون أشياء شبيهة كأن يشتروا حاجات الإفطار ويدفعون بها إلى أقاربهم أو رحمهم ليتصرفوا هم بها كما يحلو لهم، وهذه العادة (الفطورات الرمضانية) هي عادة أصيلة بين أهالي الكرك ومتأصلة فيهم.