يخلو تراثنا الشعبي من الأساطير، لكنّي وجدت في جَدّة الِعْيَال ما يثبت وجود الأسطورة في تراثنا، وقصة جَدّة الِعْيَال ترويها الحاجة مريم عبد الله النوايسه، لقد سمِعَتْها من المرحومة الحاجّة نُوفة الطراونة، قالت:
جَدّة الِعْيَال طِير، وهي ما كانت طير، كانِن نِسوان ثِنتين ضراير؛ وَحْدةْ هي الشيخة، ومثل ما بقولوا شاربة الشفّة على هذيك، يعني غالية، والثانية هي الشغّالة، الأوّلانِية ما جابت ظَنَا، والثانية المحكومة جابت عَيِّل، الأولانِيّة بدها تِنتقم من الثانية، راحت الثانية عالِحْطابَة،ْ وجَت الأولانِيّة الغالية وجابَت الطفل وذبْحته، هاذِي الثانية أجت جِيعانة، دَوَّرَت وما لَقَت، قالت لِيها: تَرِي لِيكِي غَدا، ذَبَحْنا اليُوم، وهاذِي المسكينة مِي دَارية، الأولانِيّة نَوَّمَت إِشِي في الحَمّالة، والثانية راحَت وفتحت القِدر، وِانْ فِيه هاللَّحم وأكلت، وكُل ما تُوكل وِانْ اللَّحم زُعُق، قالت: يا خَيتِي لَحِمْكُو أحمر وزُعُق، قالت لِيها: كُلِي بَس، قالت لِيها: صَحْ لِيها جُوز وقالت أعور؛ الحَقّ علَيّ اللِّي عَقّبْت لِيكِي. المَسكينةْ بتُوكِل وهي مِستغربةْ منِ اللّحم، قالت: يا خَيتِي وِين ابني؟ قالت: ابنك مات، قالت: وِين مات؟ قالت: أنا ذَبحتُه وَاطْعَمتِك ايّاه. على ذِمّة اللِّي سُولفُوها إنها صارت المَرَةْ طِير وطارَت، وقالت: أنا يالْبَعيدةْ ورَاكِ لَأبَد الأَبَد لمَّا أَقْطَع ذُرّيتِك وذَرَاكِ.
صارت طِير ومَخالْبُه أصابع خَمسة، وعيُونْها عيوُن آدَمِي ورمُوش آدمِي، بتِخْتلِف عن البُومَةْ، كانوا لمّا يشوفُوها يقولوا: لا تِئْذوها؛ هاي جَدّة الِعْيَال، جِيبُوا لِيها خرزةْ زَرْقا، وكَحّْلُوا عيُونْها، كانوا يقولوا: إِحْنا مِطِلْقِينِك لَسبيل الله، وِاطِلْقي ذُرِّيتنا وذرّيّة ذُرّيتنا، وهي بتيجِي عاد وبِتحُوم، بَرّا الشّرّ ويِكْفِينا شَرّ الشّرّ، مع الماشِي في اللّيل وبتفُوت مَعَاه على الدّار؛ إذا ما سمَّى ولَا تْنَحْنَح بتِيجِي على البيت المِخْلِي، بَرّا الشّرّ، إذا فيه عَيِّل أو واحَد وِدُّه يْسَافر بتُقْعُد على قُطْب البِيت وِبْتِزْعَق (وقُطْب البيت هو الطريقة اللِّي بِسَوِّنْها النِّسوان بُحُطِّن الوَسَط عليها) ولمّا تصِير تِزْعَق وتِصْرَخ بِطُقّن على المِهْوان، وبقُولِن: شَرِّكْ على اللِّي ضَرِّكْ؛ لا أكَلْنا لِيكِي جِلد، ولا يَتَّمْنَا لِيكِي وَلَد، وما عِنَّا غِير اللِّي أكَل العِيش وعَاش، وأخَذ الرُّمح ومَاش. وبُوخْذُوا مِن رِيشْها بَعد ما يكَحّْلُوها وبِحِرْقُوه، وبِكِرْمُوا هالمريض (طِفل أو كبير) وبِطِيب.