الشِّعر الهجِيني الكركي
التصنيف: 
  • فنون وتقاليد أداء العروض
  • الهجيني
المحافظة: 
الشرح: 

الِهْجينِي شَكل جميل من أشكال الغناء البدويّ، شاع استخدامه في البادية الأردنية، وانتقل إلى الرّيف الأردني بكلّ سهولة ويسر، وتبعاً لجمال أشعاره وجاذبية ألحانه فقد عشقه الناس وتغنَّوا به، وحمّلوه مشاعرهم وأحاسيسهم وعواطفهم الدفّاقة بالعشق والمحبة.

        أمّا أصل غناء الهجِيني فهو ما كان يُطلق عليه اسم "الحُداء" قديمًا، حيث ارتبط هذا الغناء بسير الإبل والقوافل التي تقطع الصحراء، بقصد الترفيه عن المسافرين من عناء التِّرحال في الأسفار الطّوال، كما ارتبط بجمع الإبل إذا تفرقت في المرعى. وقد أخَذت كلمة الحُداء في اللغة السريانية معنى المديح، في حين اشتُقّ اسم الهجيني من الهَجِين من الإبل، أي المولد ذي البأس القويّ منها، ويؤكد حمام أن غِناء الهجيني المعروف في الأردن حاليًا يقوم بنفس الوظيفة التي كان يقوم بها الحُداء قديماً.

توارثت الأجيال الكركية بعضُها عن بعض مجموعةً ثرية من الأشكال الغنائية الجميلة، تناقلتها مشافهةً عبر الأيام، وتدوالتها في مختلف مناسباتها الاجتماعية، مثل: الهجيني، والرَّويد، ...

إنّ ثمّة أشكالاً غنائية كركية قد تميزت بها مدينة الكرك، وعُرفت بانتسابها إلى هذه المدينة الأردنية الخالدة وتجذرها فيها، ولعلّ غناء الهجيني الكركي - بألحانه المختلفة وأوزانه المتعددة- من أهم الأشكال الغنائية التراثية التي يعتز بها أهل الكرك، ويتميّزون بإبداعها ونظمها وغنائها على الفِطرة والعفوية، حتى إنّه لا يُتصوَّر أبداً أن كركياً واحداً أو كركية واحدة لا يمكنه غناء أحد أشكال الهجيني.

        ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن تصنيف الهجيني الكركي إلى عدة أشكال، كما أن ثمّة قصائد هجينية مشهورة بمُجملها، على أنّ بعض الهجينيّات قد اشتُهرت بمَطالعها الغنائية، وذلك تبعاً لمناسباتها أو جزالة أشعارها، بالإضافة إلى حِرفِية الشعراء الذين أبدعوا تلك القصائد الهجينية، كما في مطلع القصيدة الهجينية التالية:

دَنِّ القَلَمْ وَابْيَضَ القِرْطَــــاسْ

 

وِبْخَاطِرِي نَظِمْ بيتيــــــــنِ

عَالْلِـي بْهَـوَاها سَـليتَ النَّـاسْ

 

سَـــبْعٍ سِــنِينٍ تِـوالَــــنِّ

 

ومثال آخر ميسون الصُّنًّاع، التي أبدعت في غناء مختلف ألوان الغناء وأجادت في غناء الهجيني الكركي أيّما إجادة، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر هذا النموذج من غناء الهجيني لميسون الصناع:

 

يـا خَـيِّي يَالله أنَــا وِيـَّــاكْ

 

عَالغــُـورِ نِزْرَعْ بِسَاتِيــــنِ

لازْرَعْ لَوِلْفِــي ثَــلاَثْ وَرْدَاتْ

 

وَاسْقِيهـِـنْ مِنْ مَيِّــةَ العيِــن

 

 

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة