***
العُونة أو الفَزْعَة هي مساعدة النّاس لبعضهم بعض في المواسم المعيّنة مثل: مواسم الحصاد أو بِناء بيت أو تجهيز عَزاء أو تجهيز بِداية مزرعة. وتكون مساعدة الناس لبعضهم مجّانية؛ أي دون الحصول على أجر معين.
العُونة في الغور مِن زمان زمان وهي موجودة، وكانت الناس تساعد بعضها في كلّ شيء، ولمّا كنّا نعمِّر دار جديدة لواحد من النّاس كانت الناس والجيران تِفزع للمساعدة، ولمّا كان فيه صَبّة بيت (سَقف بيت) كانت الناس تِجِي وصاحب الدار ما كان يجيب عُمّال للعمل معه، وكانت الناس تساعد مُساعدة لوجه الله تعالى.
وفي موسم بداية البساتين كانت الناس تِفزع لبعضها وتجهّز البساتين مع بعضها ببلاش وبدون مصاري، وكانت العُونة موجودة.
وكان صاحب الشّغلة اللّي بِعاونوه الناس فيها ما بِجيب إلا غَدَا وشاي للناس، وكانت النّسوان تزغرد على روسنا واحنا نعاون بعضنا.
وهذا ما بِمنع إنّه بكون في ناس بتِشتغل بمصاري، وهذول كانوا عُمّال بِختلفوا عن العونة، والعونة ناس كثير بتيجي بأي وقت للمساعدة بس بدون مصاري. هذه الأيام اختفت العونة بطّلت تكون موجودة، وصار القِرش هو الأساس عند الناس، وبطّل حدا يساعد لوجه الله تعالى، وصار بدّه مصاري على كل شي، وياما عمَّرْنا دُور ببلاش، وكمَّلنا مزارع ما كانت جاهزة ببلاش، وحصَدنا القمح لوجه الله تعالى لمساعدة الناس. يا ريت تِرجع أيّام العونة زَيّ زمان.
***
كان الناس قديما يتعاونون في قضاء حاجاتهم حتى صارت العُونة من أهمّ الأنظمة الاجتماعية في الحياة الشعبية الأردنية. سألت الحاج حامد عبد الرزاق النوايسة عن العونة، فقال:
العُونة تكون بين الناس في كل شيء (الحصاد، الدّراس، جَنْي الزيتون والفواكه، والبناء، وقْصَاص الغَنَم، والنُّول)
عند نَسْج النُّول وبيوت الشَّعر:
يا فرحتي واهتز عالي نُولي من عُقب عامين وهاظا حُولي
يامّ القليعهْ والهوا غَربي نَخْوات النَّشامى تِرْعِب القلبِ
ولد الطريوي لمّا تحل وشافي يا ذيب الغَنم لمّا عذاب بالضّاحي
عالدّروب مَبنيّة يا بيوت النوايسهْ يا صاحب النيّةْ قبل تِتْعَشّى
مِن حَلَب مَلْفاهِن جُملِة رَكَايِب عِزّهِن وقْراهِن يابِي دَرْويش
وفي عُونات الحَصايِد وغيرها:
جابت المَا والغَدا يا خَدّْها برقًا بدا
جابت المَا والصَّبُوح يا خَدّْها برقًا يلُوح
ومن العبارات المعروفة:
عاوَنَ الله مَن يُعين.
عشْرة شالُوا الجَمَل والجَمَل ما شالهُم.