بعد الزفّة في الصّباح الباكر يقوم أهل العريس بذبح عدد من الأغنام، وبسرعة يتناولون وجبة الافطار, ويُحضِرون إفطار العروسين، وتذهب به أمّ العَروس أو أمّ العريس إلى الخلّة وتستأذن لتقدمه لهما فطورًا مبكِّرًا تُناوله لهما من فَتحة صغيرة ولبُرهة وَجِيزة وتسمّى (الصباحية). وإذا كانت الزائرة هي أمّ العروس (كما في غالب الأحيان) فتدخلُ لبُرهة لتطمئنّ على أوضاع ابنتها، وهل كل شيء جرى على ما يرام.

 عند الغداء يَقْدُم الناسُ ويَخرج العريس ويتناولون طعام الغداء، ويُنقّطون العريس بعضَ القِطع المعدنيّة ثم يودّعونه مُهنّئين، ويُعلن أهل العريس عن إعداد وليمة العشاء لمن لم يُدعَ على الغداء، وهكذا ثُمّ وليمة غداء أخرى لمن لم يحضر قبلاً، ثم تنتهي مراسم الولائم.

   يعمِد كثيرٌ من المعارف والأقارب والأصدقاء لتنقيط أبي العريس مواشي "نعجة"، أو "كب" أو "عنز"؛ كلٌّ حسَبَ صداقته وقُدرته ليقوم هو بذبحها وتقديمها للمعزومين.

 وتبقى الأعلام مرفوعة والبيت مبنيّ لمدة أسبوع من العرس، إلى أن يذهب العريس وعروسته بعد أسبوع بالضبط لزيارة بيت أهلها، ويُكرمونهما ويقدِّمون لابنتهم هديّة تسمَّى (عَطِيّة الأسبوع) يعودان بها إلى بيتهما ويبدآن بالانخراط معاً في الحياة الجديدة، وإلى شَقَاء جديد من رعيٍ وحَرْثٍ وحَصَاد ودَرْس وحَليبٍ وخَضٍّ وتَقْشِيد.