العرس عنّا يختلف من محلّ لمحلّ، بس عنّا في القرية الطِلبة بتكون في الخريف اللّي كنّا نسمّيه أجرد وكوانين، وبتظلّ حتى نخلّص من الحصاد والبيادر. أيام زمان كان الخطيب ما يشوف خطيبته لحال إلّا يكون واحد من أهلها قاعد معهم، وما كان فيه مَهر ولا ذَهب ولا أثاث ولا مؤجل، ما في إشي من هالسواليف هاذي، لكن أهل الخطيب بتّفقوا مع أهل خطيبته على 100 نيرة أو 200 نيرة، وأهل العروس هم اللّي يجهّزوا بِنتهُم من كل إشي، وكان الأثاث قليل (بعض المَواعين اللّي ينطبخ فيهن، وشوية هدوم للعروس، وشويّة فَرش مثل المَفارش، الخُرج، وعِلو وقلادة ذهب نسمّيها "مجيريه").
وبس تِجْهَز العروس، والعريس يجهِّز لُحُف وفَرْشات ومَخَدّات، وبس ينتهوا من الحصاد بروح أهل العريس لأهل العروس وبطلبوا منهم يبلّشوا في العرس، بجيب أهل العريس الحِلو وهدوم والقهوة والشاي.
وتقوم الناس وتبني بيت الشّعر ويقسموه لقسمين؛ واحد للزُّلم والثاني للنسوان، ويحطّوا البَيارق ويبلّش العُرس يوم الأحد ويظلّ ليوم الأربعاء، ويزور أهل العريس أهل العروس ومعهم الحِلو والسُّكّر والشّاي والقهوة والبهَار؛ عَشان يبيّنوا محبَّتهم ليهم.
وفي بيت الشَّعر بِبَلّشن النِّسوان يغنّن والزلم تِجي من العُربان يباركوا للعريس، وبعدين الزّلم يدَحُّوا وبتِطلع مَرَة ملثّمة ولابسة عباية زَلَمة ومَعاها عَصَاية وتصير تحُوشِي قدّام الزّلم، وكنّا نقول عنا الحُوشَاية، وبطلع زَلَمه وبصير يحُوشِي قدّام السّامر، والنّسوان يغنّن وبزغردن عشان يشجّعنهُم، وبظلّوا في الليل وللوحدة بالليل وأهل العريس بقدّموا القهوة والشّاي والقِرفة والحِلو مثل الحَلْقُوم والملَبَّس، ويوم الأربعاء ببلّش الناس يتجمّعوا مشان يرُوحُوا مع الفاردة ويجيبوا العروس، وإذا كانت العروس من نفس القرية أو العَرَب يروحن النّسوان مَشِي، ويكونن من 3 إلى 4 نِسوان بلبسن عباية وحدة، وبغنن أغاني مثل:
(افتح اِلْنا الباب يابي الولد وافتَح النا الباب )
أهلنا غِيّاب والشمس احرقتنا أهلنا غياب
وكنا نغنّي
(من الصُّبح للّيل ياما مشينا من الصبح لليل)
وبعدما يصلن بيت العروس بظلّن شويّى عندها وهنّه بغنّن، وأهل العروس بقدّمو ضيافتهم وهنّه راجعات بعترض الفاردة واحد من أهل الحي أو العرب اللّي بيتهم قريب من بيت أهل العروس، وبعزمهم وبتفوت الفاردة وبسوّي ليهم أكل (فتّة خبز عَويص واللّبن وسمْن بلدي أو منسف لحم حلال)، وبس يوكلوا بتطلع الفاردة وهمّه بِمدحوا الزّلمة اللّي عزمهم.
بس تصل العروس لبيت العريس بتحطّ خميرة على الباب حتّى الله يبارك ليهم فيها، وبتساعدهم وحدة من النّسوان لأنه العروس مغطّيَة، وبعدين بتصير زفّة العريس بعد العزومة الي بنسمّيها عزومة العريس، والزلم بتغنّي: يالله توكَّلنا عليك ........... يا سيّد المتوكّلين
وكانو بغنّوا:
يا أهل الفرح ........... الله يهنّيكوا
كم صبياً على الحول يدرج ليكو
وبس يقرّبوا يفوّتوا العريس مشان واحد من الشباب يضربه، وقبل ما يفوت العريس بتغطّي العروس وجهها بالحَطّة، وبيجي العريس ويزيحها عنها. وثاني يوم بقوم أبو العريس بذبح الذبايح وبعزم العرب كلها، وكان يوزّع الأكل على البيوت وسلامتكو.