اختيار العروس
التصنيف: 
  • الممارسات الأجتماعية والطقوس والأحتفالات
  • عادات الزواج
المحافظة: 
الشرح: 

كيفية اختيار العروس في أيامهم

إن أهل العريس لم يكونوا يتطلعون إلى أوصاف خارقة في العروس من حيث جمالها بل كانوا يقومون بالسؤال  عن معاملة أمها مع أهل زوجها وكانوا يمتثلون لقول رسولنا الكريم (تنكح المرأة لاربع لمالها ، وجمالها ولحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربــت يداك ) .

فعندما تكون هناك موافقة مبدئية على طلب أهل العريس تبدأ بعض الخطوات التقليدية تذهب الجاهة أو وفد من عِلية القوم والرجال المقربين لطلب يد العروس، وقبل شرب القهوة يباشر أكبرهم سنًا ومقامًا بالطلب وبعد مشاورة عم العروس وخالها يجيب والد العروس على طلب بـ(مبروكة عليكم). وبعد شُرب القهوه تبدأ قريبات العروس بالزغاريد إعلانًا بقبول العروس للعريس، وبعد قبول طلب يد العروس يقوم العريس بالذهاب إلى بيت العروس بحضور أهله وجمع من نساء الحيّ وقريبات العروس لرؤية العروس لأول مرّة تُعرف بـ(الصّمده)، ويحضر أهله وهم يحملون (المَسْكَة)، وفي هذه الأثناء يكون المأذون والمدعوون جاهزين لعقد قران العريس على العروسة وهو ما يعرف (بالملاك أو كتب الكتاب).

مراسم حفل الزفاف الذي يحدده أهل العريس مع أهل العروس فقد كان يستمر أسبوعا كاملا للرجال الذين يتوافدون كمدعوين وكمهنئين للعريس يُحْيُون ليالي أسبوع في تنظيم السامر في أرض فضاء واسعة، يجلس بها المدعوون في صفين متقابلين أو أكثر، يتسابق ويرقص الفرسان وهم يركبون الخيل العربية والسّحْجة ويتحاورون ذاكرين الصفات والمناقب الحَسَنة في العرسان، تأخذ النِّسوة بالمهاهات والأغاني والأهازيج يزفّون العريس ، مثل (شيّعو لولاد عمّه يجُولُو، بالخيول المبرقعة يغنّولو)، وعندما يزفّون العروس: (هذه أصيلة بنت الأصايل، هذي اللّي لا انقال عنها ولا جرى، ولا حد عيّرها ولا حد عابها، أويها يا سرّ ضاوي والحِلي كلُّو ليها). وإن واسطة نقل العروس لبيت العريس كانت على الهَوْدج المحمول على ظهر الجمل، ومزيَّن بالورد والأقمشة زاهية.

وكما وصفت لنا الحاجة (حَمْدَه) الأعراس قديمًا، قالت:

أعراس زمان أزكى من عرس الحين مية مرّة، ولا يدري العريس عن العروس ولا هي، لا بتشوفوا ولا بشوفها، فبيجي العريس يخطب العروس من الشِقّ من عند أبوها من غاد يِقرى فاتحتها، ما كان في عَقد ولا بِين، قراية الفاتحة وخلص شهر شهرين لما تجهز العروس حالها غير هو مسوِّي لها بيت عبارة عن أكياس خربوش، بيجي العريس بياخُذ العروس، وجهاز العروس: (ثوب، عباية، كندرة صوفية، ولُحُف من عند أهلها) على أيامنا كانت العروس لا تبين ولا بشوفها العريس، على زمانّا بَسَاطة وبَركَة دنيا فيها بركَة رحمة من عند رب العالمين، يِجي يتعلّل عندها قبل العرس قريبات العروس، يِجِن عندها يسهرن معها يِسندنها رفيقاته يغنّن عندها لمّا يجيها القطار، ويحُطّن على الإبل بُسُط مَفارش جوخ أحمر، تركب وحده من رفيقاتها عندها، ويغنّن: (يمشِن شوي شوي والهِجن (الابل) يمشن شوي شوي، نقرع ونقودك يا جميل قطرات نقرع ونقودك والجمل مجيران والخيل تلعب عندنا شوي شوي) يا سلام هاي الحياة ولّا بلاش، فعند الإبل يجي حما العروس، ويقول: (يالله يا خوي دير إيدك) تسعة الخال، واللّي بدفع ثلاثين، وعشرين حسب ما يقدر.

ولما يجوا يطلعوا العروس: شِدّلنا هِجن (الإبل) يا ضاحي يا من هو ذيب مراحي.

ولمّا العروس تطلع: قومي اركبي قومي اطلعي من يمِّك، احنا دفعنا حقوق أبوك وعمك.

ولمّا يجي زَلَمة كَبير على بيت (يا مرحبا فيك يلي جيت هالساعةْ، واسمك أبو فلان بايدك خاتم الطاعةْ، وحياة من خلّى نجوم الليل لمّاعةْ، حارم على قلبي ما ينساك لا يومِن ولا ساعةْ).

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة