***

بعد أن تتمّ مراسمُ العرس كاملة، وبعد أن يرجع الناس من القطار، ويزفون ابنهم ويفرحون ويغنون ويرقصون. ويذبحون الحليلة في صبيحة اليوم التالي للعرس، ويقوم أهل العريس وبالتحديد أبوه بدعوة الناس إلى طعام الغداء، ويقدُم الناسُ يهنئون العريس ويباركون له، ويجتمع أقارب العريس ويشاركون في إعداد الطعام، فهي مهمة ليست بالسهلة تحتاج للعمل الجاد في الذبح والسلخ وتقطيع اللحم وغسله، ومن ثم طهيه وإضافة اللبن بالقَدر المناسب وتحريكه جيدا لكي لا يفقس اللبن ويخرب الشراب. وفي هذه العملية يستعير أهل العريس القدور للطهي من الجيران والأقارب، وكذلك يشارك الأقاربُ أهلَ العريس بإحضار الذبائح معهم، فمثلا يُحضرون نعجة أو جدي أو عنز أو كبش كلٌّ حسب قدرته، ويسمونها نقوط لأبو العريس، ويُعتبر هذا اليوم يوما مليئا بالعمل والنشاط؛ لأنه يوم فرح كبير يشارك فيه الجميع، ويقولون "فلان اقرى لابنه"، وبعض الناس يقومون بهذه العملية يوم القطار نفسه، ولكن الأفضل أن تأتي بعد القطار بيوم.

***

القِرى بيكون يوم الجمعة، وبتجمّع فيه نسوان الحي والزُّلم وبيجو الزُّلم بِذبحو الذبايح وبغسّلوهن وبنضفوا اللحم من الدم وبحطّوه في القدورة، وبحطّو عليه ميَّه وبولّعُوا عليه النار، وبعد شويّة بكبُّوا الميَّه مشان إذا فيه دم يتصفّى، وبردُّوا يحطوا عليه ميّه وبخلُّوه يُطبخ ولمّا يجي يِستوي بحطُّوا عليه المَرِيسَة (اللبن)، وبكون فيه قدورة ثانية فيها عِيش أو رُزّ، ولمّا يِستوي بِطفُوا عليه، وبعد صلاة الظهر يِجي المعازيم على الفرح وبقدّمُوا ليهم أهل العرس المناسف، والمعازيم بنقطُّوا العريس.

***

في العرس لما يصير عنّا عرس، والعروس للعريس، بيجي أبو العريس بِذبح ذبايح وبسوّي مناسف قبل ما يروحوا على الإكليل أو الصلاة ويصلّوا، وقبل الغدا بيجوا الناس يلّي معزومين من أصحاب ومعارف مسيحيّين ومسلمين، وبِعطوا النَّقوط للعريس. والنَّقوط هو مبلغ من المال، وعادةً قيمة النقوط يا مساوية يا أكثر من القيمة يلي قدّمناها قبل ( كانوا يقولوا قدمتوا للناس بيجيك، ويلّي بالقدر بتطلّعُه المِغرفة) وبعد ما نخلّص القِرى يلّي هو غدا العريس، بِباركو الناس، ويا بارد وحلو أو قهوة سادة وبروّحو الناس، وبعدين بيجوا على موعد الإكليل يلّي في الصلاة.