(أم الغيث): اعتادت النساء البدويات على ترديد غناء خاص بفصل الشتاء، فمن المعلوم أن البادية في فصل الشتاء كانت قليلة الأمطار، ويندر فيها سقوط المطر، والبدو شأنهم شأن غيرهم، بحاجه إلى هذه النعمة من السماء لحاجتهم وحاجة أغنامهم وقطعانهم، ولذلك لجأت النسوة إلى ترديد غناء بدايته (يا ام الغيث غيثينا) ويقصدن بأم الغيث السماء.

فهن يستنجدن بالله وبالسماء في إنزال المطر بعد حبسه، ومن الطقوس أن النساء (كانن) يدورن على البيوت ويجمعن الجريش والسمن واللبن ثم (يقومن) بطبخ ما جمعنه وتوزيعه على البيوت البدوية حتى يكون هناك صدقة، ويتقبل الله هذه الطاعة فينزل البركة.

ومن هنا نستدل على أن البدو كانوا يقومون بما يقوم به الإسلام من صلاة الاستسقاء.