***

الحداء: هو نوع من أنواع شعر الحماس، ويؤدى على ظهور الخيل ويكون عادة ليبث الحماس في نفوس المحاربين، ويكون عادة بيتين أو ثلاثة أو بيت، ومنه:

يا ذيب يا عَجلِ الهَذيب              يا اللي مرواحك بالهقش

رَوِّح ونرمي لك عشاك               بالسيف منقوش النمش

والحداء الآن لا يؤدي وظيفة اجتماعية، فقد جرى دمجه في بحور الشعر، وهو الرجز، ويستخدم كقصيدة كاملة.

***

حداء الإبل: تختلف الروايات التاريخية حول الحداء، وهو الغناء الذي يطلقه الرعاة للإبل أو الخيل، لكنهم يجتمعون على جذوره الضاربة في التراث العربي.

ويجمع المؤرخون ورواة البادية أن (التدويهة) هي الأصل والبداية لكل أنواع الحداء.

هناك نوعان من الحداء: حداء الإبل وحداء الخيل، والاثنان من بحر الرجز، وسمي رجزاً نسبة إلى رجز البعير، فالبعير عندما يكون مقيداً أو مريضاً يتقارب خطوة ويضطرب مشيه.

كما أصبح حادي النوق رسول غرام يبلغ تحايا العاشقين لربات الخدور على هوادجهن وهي تتمايل في سيرها. كما فعل الكميت بن زيد الأسدي في غزليته المشهورة:

يا حادي العيس عرج كي أودعهم... يا حادي العيس في ترحالك الأهل

أصَّلَت الثقافة العربية لحداء الإبل شعراً وموروثاً شفاهياً متناقلاً، تأسس لذلك المخزون الشفاهي كم هائل من الحكايات والقصص والمرويات، نجدها في كل العصور.