العباه - استخدامات العباه
التصنيف: 
  • الممارسات الأجتماعية والطقوس والأحتفالات
الشرح: 

تعد العباءة الرجالية جزءًا لا يتجزأ من الزي العربي التقليدي في الأردن وفي أغلب البلاد العربية، وقديمًا كان لا بد للرجل من ارتداءها فوق الثياب في كل الأوقات وفي جميع المناسبات، ولم يكن ارتداؤها يقتصر على فئة معينة، بل كان الرجال يلبسونها بمختلف فئاتهم الاجتماعية.

        والعباة أو العباية –بحسب طريقة اللفظ بين أبناء المجتمع-  هو الاسم المتعارف عليه للعباءة الرجالية في الأردن، على خلاف البلدان العربية التي تطلق عليها تسميات مثل (البشت أو المشلح) وذلك لتمييزها عن العباءات النسائية، وسبب عدم تمييزها باسم في الأردن هو أنه لم تكن هناك ألبسة نسائية تحمل نفس الاسم حتى يكون هناك حاجة لتمييزها عن غيرها.

       وارتداء العباءة فوق الثياب عادة عربية قديمة جدًا، وقد كان العرب قديمًا يطلقون عليها اسم البردة، ويقال أن العباة سترة؛ أي أنها تستر جسم صاحبها إذا كانت ثيابه خفيفة، وهي مظلة يستظل بها من حرارة الشمس في الصيف حيث يقوم صاحبها بوضعها فوق عمامتة، أو ينصب عصاه ويلقيها عليها ليستظل بها في الأرض البرية، كما أنها دثار تقي صاحبها من البرد في أيام الشتاء الباردة، وقد كان البدوي إذا التقى بشخص أو ضيف في مكان ليس فيه فراش فإنه يفرش عباءته على الأرض ويجلس ضيفه عليها تقديرًا له، ويعد نفض طرف العباءة إشارة للتعبير عن الاستنكار والغضب وإذا نفض عباءته في وجه شخص فهذا يدل على الاستياء من ذلك الشخص، وبخلاف ذلك جرت مؤخرًا عادة وهي أنه إذا تقدم رجل للحديث في مناسبة عامة فإن أحد الحضور يقوم بخلع عباءته وإلباسها للشخص المتحدث، تعبيرًا عن احترامه وإشارة إلى أن المتحدث يمثله في كل كلمة يقولها.

          والعباءة الرجالية جزء أصيل وقديم في الزي الأردني، وقد تطورت أشكالها وأنواعها والمفاهيم الاجتماعية المتعلقة بها بتطور الحياة، وبرغم تطور الحياة وتحول الكثيرين إلى اللباس العصري ما زالت العباءة العربية تحضى باهتمام واسع في المجتمع الأردني بوصفها مكونًا رئيسًا في الزي العربي، فهي لاتزال جزء رئيس من الزي التقليدي عند كبار السن في الأرياف والبادية، وجزء مهم في لباس شيوخ العشائر ووجهاء المجتمع لما لها من رمزية كبيرة في وجاهة الشخص ومركزه المجتمعي.

        وفي المناسبات العامة والقضايا الاجتماعية المهمة كالجاهات والعطوات ومجالس إصلاح ذات البين لابد للوجهاء من ارتداءها، فهي تضفي على صاحبها المزيد من الهيبة والوقار، ولا غنى عنها في مثل هذه المناسبات.

         وهي عنصر من أهم العناصر التي يتميز بها التراث الأردني لما لها من ارتباط وثيق بالمجتمع فتجد أنه لا تخلو مناسبة أو مهرجان أو احتفالية من حضور بارز للعباءة، ولا تجد عمل فني يمثل الحياة الأردنية –سواء كان يمثل تلك الحياة قديمًا أو حديثًا- إلا والعباءة حاضرة فيه.

المرفقالحجم
PDF icon stkhdmt_lbh.pdf1.01 ميغابايت
© 2025 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة