أقام ديوان الهريس الثقافي أمسية أدبية ونقدية، شارك فيها عدد من الأدباء والنقاد الأردنيين والعرب، وذلك يوم الاثنين الماضي، عبر منصة (زووم).
واستهلت الأمسية، التي أدارها الإعلامي نضال برقان، مفرداتها بقصيدتين قصيرتين للشاعرة حياة دراغمة، الأولى حملت عنوان «أبي» وقالت فيها: «منذ سالف الحب والأوان/ كان أبي/ رجلا أمين على الأحزان/ لم يرو عنه كتاب/ ويا عجبي../ كيف الصقور تسقط مثل الأوطان؟/ أوجاعي كبيرة/ وإذا صار وطني جزيرة/ سيظل قلبي.. الإنسان».
أما الثانية فقالت فيها: «أزهارك تلج كفي/ كي تورق/ ما عدت أنا ماء يفيض/ كي تغلغل زرعك فيه/ اذهب حيث أينعت قطوفي/ في مهادي/ في غذاء روحي/ وقطفت الخيرات من ودادي/ فلا تليق بك/ شهقة الغياب».
تاليا كانت المشاركة للشاعر نايف عبد الله الهريس، الذي قرأ قصيدة انحاز من خلالها إلى الحكمة، والانشغال بالشأن العام، والدعوة للالتفاف حول الموروث الأصيل، وفيها يقول: «يا راحلا والضاد في خذلان/ مأسورة ببراثن الشيطان/ هرأ المعاني من وقود حروفها/ فكوى الأصول بشعلة الإفتان/ بيد تؤول فهم مدرسة النهى/ في فلسفات غواصب الأوطان/ في دسّ تثقيف الفتى بمشارب/ أسقت خمير سياسة السلطان/ يوم انشقاق الفكر عن جسد الرؤى/ الرأي حُرِّف عند كل رهان/ فتبصروا يا قوم في ضاد الحمى/ ألا تنخ بمصرف الأعطان/ يا زينة الدنيا وزينة أهلها/ المدح فيك هجاء للأوثان/ قل للذي قتل الكتاب بميت/ لا تستحق أواصر الرثيان/../ قل يا رصينا بالثقافة تزدهي/ والعبقري بغيب جهدك شان/ إن الثقافة روضة أنشأتها/ وقطوفها من شمعة العرفان/ يا خير من ربى وأتحف قومه/ بلسانه العربي للأذهان..».
تاليا كانت المشاركة للشاعر خليل حسين اطرير، الذي قرأ قصيدتين، حملت إحداهما عنوان «عنان الخطى»، أما الأخرى فحملت عنوان «بين المطرقة والسندان»، وفيها يقول: «الدھرُ يرسمُ للخطى العثراتِ/ أو يمهدن دربَ البلا لأباةِ/ وتراه يعكرُ صفوَ خلٍّ باسماً/ يطوي الجدودَ ويطحنُ الفلذاتِ/ طوراً يغازلُ بالسعادة غاشماً/ أو تارةً قد يمتطي الموجات/ لكنَّ ما يدمي الحياةَ مرارةً/ لونٌ من الأقزامِ والخاواتِ/ يبغي أسيرُ على دروبِ غِوايةً/ رھنَ الضلالةِ طافيَ الزلاتِ/ يرمي اتهاما أنْ جنحتُ إلى هوى/ لا يرتضيه يعدُّ لي خطواتي/ يتوعدَنْ: أنت انحرافُ مَسالكٍ/ أثمانها لونٌ من الآهات/ فِكرُ التمزقِ يهدمن أمالَنا/ ويلٌ لشعبٍ مشْبعِ الأنّاتِ..».
وكان شارك في الأمسية الناقد فوزي الخطبا، والناقد الدكتور رائد الحاج، عبر مداخلتين نقديتين، وقفا خلالهما على جماليات القصائد التي قرئت في الأمسية، إذ تتبع الخطبا الأدوات الفنية والجمالية للقصائد، في حين تتبع د. الحاج الإطار الموسيقي للقصائد.
كما شاركت في الأمسية الأديبة شيرين العشي حيث قرأت قصيدة بعنوان «كؤوس خالية» من ديوان «سابر الخضم» للشاعر نايف الهريس، وكان حضر الأمسية عدد من عشاق الأدب من الأردن والوطن العربي.