احتضنت الأرض الأردنية تاريخياً شعوبا وحضارات متعددة الأصول؛ فتميز البناء المجتمعي في الأردن بتعدد هويات ابنائه أصلاً، وتاريخاً، ولغةً، وتراثاً، وثقافةً وديناً. وتنوعت هذه الأصول لتشمل: العربية، والشركسية، والشيشانية، والكردية، والتركمانية، والأذرية والأردنية وغيرها، مما يبرز أهمية كل مجموعة تتميز بثقافة خاصة بها من فنون، وطقوس، وعادات تعبر عن تاريخها وحضارتها وموروثها الشعبي الذي تنفرد فيه عن غيرها، مما يعطي الأردن صورةً ثقافيةً أردنيةً عربيةً اسلاميةً متنوعة.
ويأتي دور وزارة الثقافة بتوحيد الجهود مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة للسعي الى تحقيق الانسجام الإجتماعي في المجتمع بغض النظر عن التنوعات الثقافية والدينية للمجتمع.
ويذكر أن المملكة الأردنية الهاشمية صادقت على اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي في العام 2007، وتعتبر وزارة الثقافة / مديرية التراث هي الجهة المعنية بمتابعة تنفيذ وتطبيق الاتفاقية في المملكة.
وتحرص الوزارة سنويا على تعميم طلب الحصول على الدعم الخاص من الصندوق الدولي للتنوع الثقافي على كافة المؤسسات والجمعيات الثقافية للاستفادة من التمويل المقدم، وكذلك على إعداد التقارير الدورية حول الإتفاقية ورفعها لمنظمة اليونسكو، وبالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة والتي تنفذ مختلف البرامج والفعاليات والأنشطة السنوية الثقافية، وخاصة ذات العلاقة بالتنوع الثقافي. ويمكن القول أن جميع البرامج والفعاليات والأنشطة التي تقيمها أو تدعمها الوزارة أو ترعاها تصب بشكل أو بآخر في موضوع حماية وصيانة التنوع الثقافي وتنميته.
وقد دأبت وزارة الثقافة سنويا على الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من خلال إقامة مهرجان للتنوع الثقافي في عمان أو إحدى المحافظات، والذي يأتي تعزيزاً للتراث الأصيل في نفوس الأجيال الناشئة، والحفاظ على الموروث الشعبي لمختلف البيئات الاجتماعية الأردنية؛ ويتخلل المهرجان عروض فنية لفرق تراثية شعبية، بالإضافة إلى عروض لمنتجات وحرف تقليدية وأكلات شعبية تعكس ما يزخر الأردن من تنوع ثقافي. وفي ظل جائحة كورونا، تم إلغاء الاحتفال بهذه المناسبة والتي كان من المقرر اقامته هذا العام في مدينة العقبة، وذلك حرصا من وزارة الثقافة على التقليل من التجمعات التي من شأنها التأثير سلباً على صحة وسلامة المواطنين.