عمان 30 تشرين الثاني (بترا)- قال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي أن توثيق الذاكرة الوطنية الأردنية ليس ترفا، بل أولوية، مؤكدا ضرورة العمل سوية في هذا المشروع بما يتفق مع روح العصر، والاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في ذلك، وتوطين المشروع الذي هو في الأصل مشروع عالمي منبثق عن منظمة اليونسكو بحيث يصبح محليا، وترجمة ذلك بسلسلة من الأنشطة والمشاريع التي تدعم موقف الأردن في هذا المجال.
وقال خلال ترؤسه اليوم لاجتماع اللجنة الوطنية الأردنية لذاكرة العالم إن "كل يوم نتأخر في هذا الجانب نفقد عناصر مهمة جدا، سواء في الوثائق أو التراث السمعي والبصري والمرئي والمسموع، وجميع أشكال وعناصر الذاكرة الوطنية".
وأشار الدكتور الطويسي إلى حرص الأردن على تجسيد هذا العمل بشكل مؤسسي، وأن يكون له إطار قانوني وتشريعي كما سعت البلدان الأخرى في المنطقة التي حافظت على تراثها، على الرغم من أن مشروع توثيق الذاكرة الوطنية يتقاطع مع جهات متعددة، ومؤسسات وطنية، وأكاديمية مختلفة كل لها دورها في جانب معين، مبينا ضرورة أن ينعكس هذا الجهد على أرض الواقع بتكاتف الجميع.
وتحدث مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور نضال عياصرة عن الجهود التي تقوم بها المكتبة الوطنية في مجال الأرشفة وحفظ الوثائق، مبينا أنها تحتوي على 900 ألف وثيقة مؤرشفة.
وعرضت مديرة مديرية التراث في وزارة الثقافة حنان دغمش لطبيعة عمل اللجنة الوطنية التي ستضطلع بمسؤولية الإدارة العامة للبرنامج ورصده في الأردن، وإنشاء والحفاظ على سجل ذاكرة العالم الوطني الأردني من خلال تشجيع وتلقي وتقييم ترشيحات التراث الوثائقي للإدراج فيه، وتنسيق واقتراح الترشيحات من الأردن إلى سجل ذاكرة العالم الدولي، والتعاون مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية في الأردن لتطوير السجل الوطني والمساهمة في السجل الدولي، من أجل رفع مستوى الوعي ببرنامج ذاكرة العالم في الأردن وتعزيزه.
كما تحدث خلال الاجتماع عدد من رؤساء اللجان الفرعية المتخصصة الذين بينوا طبيعة عمل كل لجنة، والمهام التي ستقوم بها، والتي توزعت بين التعليم والتوعية برئاسة أنسام ملكاوي، ولجنة قانون الوثائق الوطنية برئاسة الدكتور غالب شنيكات، ولجنة الأرشيف السمعي والبصري برئاسة بسام رزق.
وعُرِضَ خلال الاجتماع فيلم ترويجي عن انضمام المملكة لبرنامج ذاكرة العالم الذي يقام بالتعاون مع منظمة اليونسكو/عمان، ويهدف إلى حفظ التراث الوثائقي الموروث من الإهمال، وتجاوز ضعف ظروف التخزين، وهشاشة وتقادم الأشكال الفيزيائية للحفظ، والأخطار العامة الصناعية والطبيعية.
وكانت اللجنة الوطنية الأردنية لذاكرة العالم تأسست في أيلول 2017، ويرأسها وزير الثقافة، وتضم في عضويتها ممثلين عن وزارة السياحة، والمكتبة الوطنية، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومركز التوثيق الملكي، والقيادة العامة للقوات المسلحة- الجيش العربي، ومركز المخطوطات والوثائق في الجامعة الأردنية، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وأمانة عمان الكبرى، ومكتب اليونسكو في عمان، ووزارة الثقافة.