بكين- الرأي
افتتح أول من أمس في العاصمة الصينية بكين مهرجان الأزياء الشعبيّة للبلدان الآسيوية، بمشاركة أكثر من ست وعشرين فرقة من أكثر من ستة عشر دولة هي: بنغلاديش، كمبوديا، الهند، الأردن، كازاخستان، لاوس، لبنان، روسيا، نيبال، الفلبين، كوريا، سيريلانكا، تايلند، سوريا، تركيا، وفيتنام بالإضافة إلى عشر فرق تمثل مختلف أقاليم جمهورية الصين الشعبية.
وبحسب مدير الوفد الإداري والفني الأردني الذي أوفدته وزارة الثقافة بالتعاون مع السفارة الصينية بعمان، الدكتور سالم الدهام مدير شؤون المحافظات في وزارة الثقافة، فإنّه وبرغم العمل الشاق والمضني لجميع الفرق المشاركة في المهرجان إلا أنه كان غاية في الروعة والجمال؛ إذ جرى الإعداد له بشكل دقيق، وبذلت جهود استثنائية من قبل الإدارة المنظمة للمهرجان والفرق المشاركة، حيث كانت التدريبات (البروفات) تزيد عن عشر ساعات يوميا، وذلك من أجل توحيد الإيقاع العام لثقافات ست عشرة مجموعة قدمت أفضل ما يعكس طبيعة ثقافتها الشعبية ومزاجها العام، ولباسها التقليدي وطقوسها المتنوعة بين الحب والأمل والمعاناة، وكل ذلك في عرض مموسق لا يتجاوز ثلاثة دقائق.
الأجمل في الأمر، بحسب الدكتور الدهام، هو أن المهرجان كان فرصة للتلاقي والتعارف وتمازج الحضارات؛ فقد رقص العرب على الموسيقى الهندية، ودبك الأردنيون واللبنانيون على أنغام الموسيقى الكزخية، وراح كل من السيرلانكيين والفيتناميين يتبينون الحدود الفاصلة بين الموسيقى التركية والعربية، حيث أدى الأردنيون في البروفات الداخلية بمشاركة السوريين بعض الفقرات على إيقاع المجوز التركي... أما في العروض الرئيسية في الأولمبياد الصيني المترامي الأطراف، فقد كانت كل فرقة تفرض على الجمهور وجميع الفرق المشاركة آداءً متناغما معها لمدة ثلاث دقائق.
وعن الحضور الأردني، أكّد الدهام أنّه كان بهيا شيقا حاز على إعجاب الجميع، فقد بدأ اللباس الشعبي قادما من أعماق التاريخ، وراحت الموسيقى تصدح في أعماق الفضاء، ليصفق معها الجميع نشوة واحتفاء بهذا الشلال العذب المتدفق من تناغم عناصر العرض جميعا، مما حدا بالوفود والفرق وشخصيات المهرجان للتهافت على أبنائنا وبناتنا لالتقاط الصور التذكارية معهم، الأمر الذي كان له أطيب الأثر في نفوسنا جميعا.