انهت مديرية التراث في وزارة الثقافة المشروع الثقافي التراثي الوطني لحصر التراث الثقافي غير المادي في الاردن.
المشروع كان استمر خلال الفترة 2013 – 2016، وقدمته من خلال ثلاثة كتب هي نتاج هذا المسح الميداني للمجتمع خلال هذه الفترة، وصدرت أخيراً عن وزارة الثقافة.
مدير مديرية التراث في وزارة الثقافة د. حكمت النوايسة قال: إن التراث الثقافي وبما يشكله من تكامل في إطار الخلفية الاجتماعية والثقافية لأي امة هو شاهد حي على قدرة الانسان للاحتفاظ بالهوية الوطنية والقومية لأنه مرآة تعكس تفاصيل وحياة المجتمع المتمثلة بالتقاليد واشكال التعبير الشفاهي والفنون وتقاليد اداء العروض والممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات والمعارف وغيرها من المهارات المرتبطة بالفنون الفلكلورية والتقليدية.
النوايسة الذي ادار المشروع أضاف ان المشروع الوطني لحصر التراث الثقافي غير المادي انطلق ميدانيا في ثلاث محافظات هي الكرك والبلقاء والزرقاء.
وبين أنه تم استكمال جميع مفردات التراث غير المادي وتوثيقها، حيث شكلت المادة المكتوبة أكثر من سبعة الاف صفحة تناولت مختلف الحقول والتعريفات المعتمدة في تصنيف هذا التراث، كما تم انتاج ثلاثة افلام من المحافظات التي اجري فيها المسح.
واضاف النوايسة ان من قام بجمع هذا المنجز ميدانيا هم فريق من الشباب تم اختيارهم بدقة ومن المجتمع المحلي، وقدموا نموذجا مهما في الالتزام والقدرة والمسؤولية العالية لإنجاز متطلبات عملهم وبما يتوافق والمشروع حيث تم اعدادهم مسبقا من خلال اجراء بعض التدريبات العملية والعلمية لإتمام مهمتهم.
وتحدث النوايسة عن اهمية ما جمع من مادة تراثية تم تصنيفها وترتيبها وفق الحقول المعتمدة للتراث الثقافي غير المادي ومن المحافظات الثلاث حيث كانت أبرز ابوابها تتمثل في المطبخ التراثي والازياء وفنون الاداء والالعاب التراثية وسبل العيش الحر كتربية المواشي او حرف يدوية تقليدية لتشكل بمجملها ارشيفا وطنيا خالدا يفيد منه الدارسون ويظل على الدوام يسرد حكاية الانسان الاردني على مرّ الزمن.
واضاف النوايسة ان المشروع الذي اقيم بدعم من صندوق التنمية الخليجي «منحة دولة الكويت»، ونفذته وزارة الثقافة، من خلال مديرياتها، والمجتمع المحلي في محافظات الزرقاء والبلقاء والكرك جاء ليسهم في حصر وحفظ هذا التراث، وتقديمه كمرجع للبحث والدراسة، وليكون جزءا من مشروع موسوعة المعارف الأردنية التي تهدف الى الوقوف على إنجازات الإنسان الأردني في العصر الحديث، والتأسيس لمعرفة موسوعية تفيد الباحثين في شتى المجالات، بحيث تحفظ ذاكرة الوطن، وتبرز إنجازاته على أكمل وجه.
جاء الفصل الاول من الكتاب حول العادات واشكال التعبير الشفهي بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، فيما حصر الفصل الثاني فنون وتقاليد اداء العروض، اما الفصل الثالث فقد جمع فيه كل ما يمكن جمعه من الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات.
وفي الفصل الرابع جمعت المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، لتختم مادة الكتاب بالفصل الخامس الذي جمع المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية والمهن التقليدية.
الراي