مديريّة التراث في وزارة الثقافة

 

لم يكن في وزارة الثقافة مديرية للتراث غير المادي لغاية العام 2008، عندما تم إعداد التقرير الوطني لتقييم القدرات في مجال صون التراث الثقافي غير المادي، وكان ذلك في إطار مشروع ميدلهر/ التراث المتوسطي الحي، الذي تمّ بالشراكة مع اليونيسكو، والاتحاد الأوروبي، وبيت ثقافات العالم في باريس، وشمل كلا من الأردن، ومصر، وسوريا ولبنان، وكان من نتائج هذا التقرير على الصعيد الوطني الأردني الوصول إلى التحديات التي تواجه العمل في التراث الثقافي غير المادي، وكان من أبرزها:
تناثر الجهود الوطنية للعاملين في حقل التراث غير المادي.
غياب التشريع القانوني الذي يضمن صون وحماية هذا التراث.
غياب التنسيق بين العاملين في هذا المجال.
كثرة المادة المنجزة في هذا المجال دون أن يكون هناك مرجعية تتجمع فيها.

غياب قاعدة البيانات الضرورية لمثل هذا العمل
وعليه تم تأسيس مديرية التراث  التي أخذت على عاتقها منذ تأسيسها في عام 2010،  الاتصال مع كافة الجهات المعنية  من خلال مخاطبة جميع المؤسسات والجامعات والهيئات والجمعيات والوزارات ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون المتوقع وجود أبحاث أو أعمال لديها، وهي التي تتشاركها في تحمل مسؤولية إدارة التراث الثقافي المادي  في الأردن وحمايته والحفاظ عليه،  وإمكانية تجميعها في مكان واحد وهو مديرية التراث،  وقامت المديرية أيضا بإنشاء مكتبة خاصة بالتراث الثقافي غير المادي، تكون مهمتها الحصول على نسخة من كل عمل تقوم به المؤسسات المختلفة في مجال التراث الثقافي غير المادي في الأردن، سواء أكان كتابة أم سمعيًا بصريًا. ولدى مديرية التراث حاليا موقع إلكتروني خاص بالتراث الثقافي غير المادي، ويتم العمل على أن يكون المصدر الأول للباحثين حيث سيتم ربطه بقاعدة البيانات الوطنية المتعلقة بهذا التراث.

ومن مشاريع مديرية التراث:
مشروع المكنز الوطني الأردني:
وهو مشروع يقوم على جهود حثيثة لخبراء تراث أردنيين بإشراف ورعاية وزارة الثقافة متمثلة بمديرية التراث ويهدف المشروع إلى إحياء التراث الأردني وحفظه من الضياع،  بتكوين قاعدة معلومات أردنية في مجال المأثورات الشعبية من خلال الألفاظ المتداولة وشرح معانيها وضبط الألفاظ وتشكيلها، وهو مشروع وطني يحمل في طياته  جمع و توثيق التراث الثقافي غير المادي وحصره، حيث يقوم الباحثون من الجامعات المختلفة بجمع وحصر ميداني يشمل جميع المصطلحات التراثية في مناطق المملكة.
المشروع الوطني لحصر التراث الثقافي غير المادي
يهدف هذا المشروع إلى عملية حصر التراث الثقافي غير المادي: " الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثها الثقافي، وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها "،  وقد تشاركت وزارة الثقافة/ مديرية التراث بعملية حصر التراث الثقافي غير المادي بالتعاون مع اللجنة الوطنية للثقافة والتربية والعلوم في محافظة مأدبا عام 2012،  ونتائجها موجودة في حوزة مديرية التراث ورقيا وإلكترونيا وهو مشروع بتمويل من اليونسكو والاتحاد الأوروبي.
المشروع الوطني لحصر التراث الثقافي غير المادي
قدمت وزارة الثقافة / مديرية التراث، مشروعا لحصر التراث، وتم الموافقة عليه بمنحة من دولة الكويت لمسح التراث الثقافي غير المادي عن طريق وزارة التخطيط، في ثلاث محافظات بشكل متزامن، ووزارة الثقافة هي الجهة المنفذة للمشروع ومدراء المديريات للمحافظات التالية: ( الزرقاء/ الكرك / البلقاء )،  ويهدف هذا المشروع إلى حصر التراث الثقافي غير المادي في المحافظات من خلال إشراك المجتمع المحلي في الجرد، وتزويد مديرية التراث  بكل ما يتعلق بالتراث غير المادي لإدراجها على قاعدة البيانات وتحديد عناصر التراث الثقافي غير المادي المهدّدة بالانقراض، ورفع الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي، وتحديد العناصر التراثية التي يمكن ترشيحها على القائمة التمثيلية لليونيسكو، وتدريب أفراد المجتمع على تقنيات التوثيق، وإعداد ملفّات الترشيح للتراث العالمي، وهذا المشروع جزء من أهدافه وفعالياته تدريب الباحثين.

مشروع إعادة تأهيل المادة الصوتية المسجّلة في السبعينيات من القرن الماضي
للحفاظ على الموروث الأردني الثقافي، والكنز الذي قام بتسجيله نخبة من الباحثين في التراث، في أواسط السبعينيات والثمانينات، وفي مناطق مختلفة من المملكة، ارتأت مديرية التراث أن يصار إلى البحث عن هذه الأشرطة وتفريغها وتوثيقها لما  تحويه من معلومات قيمة تساعد في الحفاظ على الهوية الأردنية ولتصبح مرجعا مهما للباحثين في التراث الأردني.
ولدى مديرية التراث حوالي (950) شريطًا (كاسيت) مسجلة في معظم مناطق المملكة، وهي تسجيلات صوتية لتراثيات متنوعة تشكل كنزاً في ذاكرتنا الوطنية، ويجري العمل الآن على  تحميل هذه الأشرطة على جهاز الحاسوب، وعمل قاعدة بيانات تحوي جميع المعلومات المتعلقة بالذي أجرى المقابلة وربط هذه المعلومات بالتسجيل الصوتي ليصار لاحقاً إلى رفعها على موقع المديرية الإلكتروني, كما تعمل المديرية على تحويل هذه المادة إلى أشرطة ممغنطة CD،  وحفظها في أرشيف الوزارة،  من أجل إثراء المكتبة الإلكترونية بمادة غنية حول التراث الشعبي الأردني ومساعدة الباحثين في الرجوع إلى المعلومة بكل سهولة ويسر.
مشروع تسجيل ذاكرة الروّاد ولم يطبق على أرض الواقع
وهو مشروع يهدف إلى تسجيل ذاكرة الروّاد الذين أسهموا في بناء صروح العلم والمعرفة والثقافة والسياسة والإدارة في الدولة الأردنية وتوثيقها لكي يتسنى للأجيال الاطلاع عليها والإفادة منها.
مشروع مسابقة المخطوطات والوثائق في المملكة الأردنية الهاشمية
جاءت فكرة هذا المشروع من أجل الحفاظ على الذاكرة الوطنيَّة،  ونشر التراث الوطني المخطوط، وإتاحته للجمهور الأردني والعربي. وحفظ التراث الوثائقي في المملكة الأردنية الهاشمية وفق الأسس العلمية. بالإضافة إلى نشر ثقافة الاهتمام بالوثيقة، ومعرفة قيمتها الحقيقيّة.
إصدار مجلة الفنون الشعبية:   تستأنف مديرية التراث إصدار الفنون الشعبية بعد توقفها ما يزيد عن عشرين عاماً.
إطلاق موقع إلكتروني لمديرية التراث:  هو موقع خاص مهم يسهل الرجوع إليه عبر الشبكة العنكبوتية لكل من يبحث في التراث الأردني، ومن يرغب في التواصل مع الباحثين والقائمين على التراث الثقافي غير المادي في الأردن.
لجنة المحافظة على التراث الوثائقي:  شاركت مديرية التراث في اللجنة المذكورة،  من أجل تطوير فكرة السجل الوطني الوثائقي، حيث تهدف اللجنة إلى تأسيس سجل للتراث الوثائقي، والمحافظة عليه،  كونه جزءاً من الذاكرة الوطنية والإقليمية والعالمية , والتنسيق والاقتراح في مجال الترشيحات للسجل العالمي للتراث الوثائقي ( ذاكرة العالم ).
توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة الحسين بن طلال :  لتبادل الابحاث والخبرات ما بين الجامعة ومديرية التراث في عام 2012
الاتفاقيات:
اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005
صادق الأردن على الاتفاقية في عام 2007 وقد تم تقديم تقرير الأردن حول تنوع أشكال التعبير الثقافي، الذي تم إعداده لمرور أربع سنوات على المصادقة على الاتفاقية،  وقد تلقت الوزارة كتاب شكر من اليونسكو على إعداد التقرير في 15/3/2012،  وتقوم المديرية بإرسال طلبات تمويل لمشاريع حول التنوع الثقافي لتمويلها من صندوق التنوع الثقافي "اليونسكو". 
 
اتفاقية حماية وصون التراث الثقافي غير المادي 2003
حيث تعمل الوزارة حالياً على إعداد التقرير الأردني حول تطبيق اتفاقية التراث الثقافي غير المادي وذلك لمرور ست سنوات على المصادقة عليها.

 
الاتفاقية العربية لحماية المأثورات الشعبية:
صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء رقم 705 تاريخ 19/4/2011 المتضمن الموافقة على انضمام المملكة الأردنية الهاشمية إلى الاتفاقية العربية لحماية المأثورات الشعبية والقانون النموذجي الخاص بها / تم إيداع وثائق المصادقة موشحة بالتوقيع الملكي السامي بخاتم الديوان الملكي الهاشمي لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بموجب كتاب معالي وزير الخارجية رقم 9/693/66551 تاريخ 13/12/2011
 
إصدارات مديرية التراث
كتاب التنوّع الثقافي في الأردن: وهو كتاب متخصص في التنوع الثقافي أسهم بتأليفه مجموعة من الباحثين وحرَّره مدير مديرية التراث د. حكمت النوايسة،  حيث وثّق عناصر ومفردات التنوع الثقافي، ويأتي هذا الكتاب ضمن نشاط وزارة الثقافة/ مديرية التراث البحثي في توثيق الذاكرة الثقافية في المملكة الأردنية الهاشمية، ويسعى إلى بيان الآفاق الثقافية التي تسير فيها هذه الأنشطة، مع تركيز الكتاب على تنوّع أشكال التعبير الثقافي في الأردن، بدءًا من القوانين والتشريعات الضامنة لحرية التعبير الثقافي.
الورش التي أقامتها مديرية التراث
ورشة العمل بشأن تطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي (2003)، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وأقيمت في المركز الثقافي الملكي / عمان، 10-12/7/2011.
وهدفت الورشة إلى تعريف المشاركين بالمبادئ الأساسية للاتفاقية وتقديم بعض المهارات للمشاركين لتعزيز قدراتهم في مجال التراث، للمضي قدماً في الحفاظ عليه، وتعزيز قدرات الدول الأعضاء لتنفيذ هذه الاتفاقية في بلدان البحر الأبيض المتوسط من خلال تطوير المشاريع الوطنية (توطين الاتفاقية على أرض الواقع في العالم العربي).
ورشة نحو استراتيجية وطنية للتراث
تحت عنوان "نحو استراتيجية وطنية للتراث الثقافي غير المادي"  أقيمت خلال الفترة 5-6 / 11 /2012 ورشة مختصة اقتصرت على الخبراء والمختصين في مجال التراث، وتضمنت الورشة عدّة محاور هي:
المحور التنظيمي و المحور التشريعي و السياحة والتراث الثقافي غير المادي و تجارب مميزة في صيانة التراث. وانبثق عن الورشة عدد من التوصيات لحل المعضلات التي تعرقل تشتت المسيرة التراثية وتم رفعها إلى أصحاب القرار، والمديرية بصدد الإعداد لمشروع كبير يتناول التشريعات المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي.
من إنجازات ومشاركات مديرية التراث
توثيق مجموعة من المشاريع التي لها علاقة بالترا ث الثقافي غير المادي مثل الآلات الموسيقية الشعبية، السامر، القهوة العربية، النول.
إقامة أسبوع ثقافي تراثي ضمن ( أيام ثقافية تراثية في مدينة مادبا خلال الفترة من 22-24/10/2012 )، واشتمل الأسبوع التراثي على معارض للفنون والحرف التقليدية،  الأزياء الشعبية،  الحلويات الشعبية،  وتقديم مجموعة من عروض الفرق الفلكلورية الشعبية،  أمسيات شعرية نبطية.
عقد مؤتمر صحفي لبيان المشاريع التي تنفذها مديرية التراث في وزارة الثقافة  وسعيها لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها إعداد قاعدة بيانات عن التراث غير المادي في الأردن، وتحديثها في ضوء المستجدات والمسوحات الجديدة، والتنسيق مع الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية بشأن المستجدات.
مشاركة مديرية التراث مع جامعة فيلادلفيا في مؤتمر " الثقافات الشعبية.
مشاركة مديرية التراث مع مديرية ثقافة عجلون في المهرجان الأول للتراث في عام 2012 وتم توثيق ما حدث في المهرجان في ذاكرة مديرية التراث.
اختيار باحثين في كل محافظة من ( الزرقاء / الكرك / البلقاء ) بناء على أسس ولجنة اختيار في مشروع حصر التراث الثقافي غير المادي في المحافظات،  وتدريب الباحثين على بنود الاتفاقية وكيفية جمع وحصر التراث وتوثيقه في الاستمارات المعتمدة،  وحفظه في ذاكرة المديرية لرصده في موقع مديرية التراث الالكتروني ليسهل الرجوع إليه للباحثين. 

 

الكاتب: 
سناء العبداللات
© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة