مشكلات الباحثين الشباب في مجال التراث
في العالم العربي
د. إيمان مهران·
توطئة
يعد الشباب الملمح الرئيسي لمستقبل أيّ أمة، وهو التغيير والقدرة على تجدد الرؤية في فكر الأمم الرامية للتنمية. ونحن هنا في العالم العربى مازلنا نعاني من مشاكل تمسّ دور الشباب الذي يعانى تهميشًا نتج عنه ترهّل أمتنا، التي لا تضيف للعالم سنويًا الكثير من إبداعات متميزة على المستوي الدولى كنتيجة لهجرة شباب المبدعين منها واتخاذهم أوطانًا جديدة تحتضن أحلامهم، أو لتقوقعهم وانسحابهم وعدم مشاركتهم بالقدر المأمول من تلك الفئة العمرية.
ماذا نقصد بالشباب؟
الشباب في المعجم اللغوي هو جمع مذكر ومؤنث معًا، وتعني الفتاء والحداثة، ويطلق لفظ شبان، وشبيبة، كجمع لمذكر مفرد شاب، ويطلق لفظ شابات، وشوابّ، كجمع مؤنث على مفرد شابّة، وأصل كلمة شباب هو شب بمعنى صار فتيًا، أي «من أدرك سن البلوغ ولم يصل إلى سن الرجولة ([1])
وفي المعجم اللغوي الإنجليزي Oxford تعني كلمة الشباب باللغة الإنجليزية كل من اللفظتين Youth و Young، وتطلق على المرحلة العمرية التي تمتد ابتداءً من مرحلة الطفولة إلى ما قبل الرشد.([2])
ويرى علماء الاجتماع أنّ الشباب هو الكتلة الحرجة التي تحمل أهمّ فرص نماء المجتمع وصناعة مستقبله، كما أنّهم يشكلون التحدّي الكبير في عملية تأطيرهم وإدماجهم في مسارات الحياة الاجتماعية والوطنية والإنتاجية النشطة والمشاركة، إنهم يشكلون العبء الذي تضيق به السلطات ذرعًا، وتخشاه أيما خشية، في الوقت نفسه الذي تقصّر فيه في وضع الاستراتيجية الكفيلة بتوظيف طاقاتهم الإنتاجية، وتوقهم إلى البذل والعطاء ([3]).
وفي هذه الورقة نستهدف شباب باحثي التراث الشعبي في الفئة العمرية التى تقع في العشرينات والثلاثينات من العمر، التي من المفترض أن تكون بدأت في العمل وظهرت ملامحها كعنصر فعال في مجال هام وثري ويحتاج تنوع في العاملين به سواء في الدراسات المرتبطة بالعادات والتقاليد والمعتقدات أوالمرتبطة بالأبداع والفنون الشعبيّة بكافة مجالاتها.
التواصل وآلياته في عالم متغير
التواصل هو الفعل الذي يحقّق أقصى درجات الاستثمار لكافة إمكانيات الإلقاء والتلقي باستخدام الوسائل والوسائط التي تناسب الحال في بعديه الزماني والمكاني، يتضمن العناصر الآتية:
1. الفعل: فالتواصل الفعّال فعل يقوم به الكائن البشري وليس فطرة جبل عليها. أي أنّ الإنسان لا يمارس التواصل الفعال بطبعه، بل من خلال الفعل القائم على الجدّ والأخذ بالأسباب والتوظيف الأمثل للمعارف والمهارات والطاقات (البدنيّة والنفسيّة). وهذا الفعل محكوم بالكثرة والإنتاجيّة الموصوفة بالنجاح.
2. التوازن : يقوم التواصل الفعال على مبدأ التوازن بين الإلقاء والتلقي من حيث استثمار إمكانيات الطرفين وتوفير شروطهما اللازمة التي تكفل عدم الإضرار بأحدهما لصالح الآخر. فالملقي يستثمر كل إمكانياته التي تؤهله للقيام بعملية ما.
3. الاستخدام : يقوم التواصل الفعّال على الاستخدام الأمثل لكافة أشكال التواصل الذاتي والبينشخصيّ والجماهيريّ، التقليديّ منها والجديد؛ وتوظيف كافّة وسائط تقديم الرسالة التواصليّة من نصوص، وصور ثابتة أو متحركة، وأصوات، وألوان، في شكل منفرد أو متعدّد وصولًا بالفاعليّة إلى أقصى مدى ممكن، يستنهض التواصل الفعّال كلّ الإمكانات التي تسهّل العمليّة التواصليّة، فيأخذ من كلّ وسيلة تواصليّة وكلّ وسيط أفضل ما يمكن أن يجود به.
4. المواءمة: لا تتحقّق فعاليّة التواصل بمجرّد التطرّق لمجموعة من العناصر المكوّنة للعمليّة التواصليّة، بل لابدّ من مواءمة هذه العناصر لمقتضى الحال في بعديه الزماني والمكاني. وتتحقق هذه المواءمة عند النظر إلى الحال كبعد زمكانيّ واحد لا يتجزأ.([4])
وهنا نتحدث عن شباب باحثي التراث الشعبي في العالم العربي وإشكالية التواصل معهم. وهل تحققت أطر التواصل وعناصرها في التعامل مع تلك الفئة العمرية. لنجد أنّ جمودًا ما يضرب التواصل مع تلك الفئة ولا يهتم برؤيتها وتفعيل دورها، بل بات التعامل في المجال مقصورًا على فئة ارتبطت تجاربها بالمؤسسات المعنيّة حسب، وبزمن بعينه وظروف ترتبط بالمطروح على القائمين في تلك المؤسسات. ممّا يجعل الرؤية محدودة برؤية القائمين على تلك المؤسسات، لذا تسير التجربة فى المجال التراثي في العالم العربي وراء الحكومات والاتفاقيات الموقعة ورؤى الغرب وتوجّهه في المجال، ولا يملك محيطنا العربي حتّى الآن رؤيته التي تنبع من تجربته الخاصة.
فمجال الموروث مجال مختلف فى العالم العربى الذي ظهرت فيه الأديان السماوية بما وراءها من موروث مازالت آثاره موجودة، كما يعدّ موقعه الجغرافي وسيطًا حضاريًّا بين الشرق والغرب.
وأرى أنّ موقعه كان يمكنه أن يفرض رؤية خاصّة في مجال التراث لولا وقوع المجال فى حالة من التخبط بين علماء اللغة وعلماء الاجتماع المتأثرين بالغرب وبمدارسهم، وخروج علماء الفنون التطبيقيّة من تلك المجموعة العلميّة، فضلًا عن الوضع السياسيّ الذي يفرض حدود التعامل مع الآخر الذي يفرض رؤيته بحكم النظرة الفوقية.
وأرى انّ الغرب استفاد من شباب المهاجرين العرب المتخصّصين وجدّد رؤيته نحو هذا الشرق العربي المتكئ على إفراز الغرب وتوجهه، لذا كان يمكن لشبابنا الإمساك بهذا الخيط والبدء بمنعطف أكثر خصوصيّة يدعم رؤيتنا الذاتيّة العربيّة في مرحلة تتعرض فيها الثقافات لاختراق نتيجة الوسائط المتعدّدة وهيمنة لغات على لغات؛ فالصورة ستتغيّر في العالم ونحن لابدّ أن نستعدّ برؤية تحمي موروثنا وتفعل الجديد المختلف ولا يملك ذلك إلا شباب الباحثين العرب.
حدود مشكلة شباب الباحثين التراثيّين في العالم العربيّ
أزمة الشباب العربىّ الباحث وراء موروثه جزء من أزمة تهميش الشباب العربي بعامّة في جميع المناحي من الخليج للمغرب العربي مرورًا بمصر التي مازالت بعد ثورتين تعاني استيلاء الكبار على أغلب الوظائف الرئيسيّة، بل إنّ المتوسط للشاغلين للوظائف التننفيذية والأماكن التي تتخذ القرار يتعدّى الخمسة والخمسين عامًا حتّى يصل للخمسة والثمانين.
ويكفي أن نعرف أنّ هناك ما يزيد على ثمانين ألفًا من كبار السن مستشارون للوزارات يتقاضون المليارات في حين أنّ الشباب المصري يعانى بطالة وهو يتعدى نصف السكان.
وبالقياس نجد التشابه بالحالة المصرية في أغلب العالم العربي خاصّة المغرب العربي فبلد كالجزائر عكست لديه الأوضاع السياسية فراغ الساحة من الشباب المغيّر للأوضاع ليهيمن على مقدرات البلاد كبار السن الذين استولوا على الحكم منذ فترة تحريرها في الستينات حتى الآن.
أما شباب الفلكلورين العرب فقد كان المشهد يرتكز على:
1. سيطرة الجهات الرسميّة والمقرّبين على أغلب الفرص المتاحة مع الجهات الدوليّة المختلفة.
2. التعتيم على تفاصيل كثيرة تمس المجال مما يقلّص التحاق خبرات متعدّدة فيه.
3. السيطرة على شباب الباحثين بالعمل دون اسم صاحبه، بل ذوبان مجهوده تحت مظلة الكبار من خلال مظلّة المؤسسات التي لا تعترف إلا بمن شهدت لهم السنوات بخبرتهم.
4. صعوبة النشر للشباب؛ ذلك أنّ لجان النشر تسيطر عليها الفئة المتصدرة للمشهد دائمًا.
مشكلات شباب باحثي التراث الشعبي في العالم العربي
يتسم العمل العربي بعامّة بعدم التنسيق بين الجهات المعنيّة في المجال التراثيّ في البلد الواحد. ويتعثر التعاون العربيّ في مجال التراث التقليديّ في ظلّ سيطرة شكليّة لمصر بسبب الريادة وعدد الباحثين وكم الإصدارات الورقيّ الكبير الذى لا يتناسب مع حجم التطبيق الذى يصطدم بالوضع الاقتصادي وهيمنة التجارب الفردية غير المجتمعة على أهداف محدّدة؛ فتأتي التجارب العربية كتقليد للتجربة المصرية المتعثّرة في الرؤية، وبالفروق البينيّة بين التوظيف للموروث بين المناطق العربية.
ففي حين تعتمد رؤية منطقة الخليج على الموروث التقليديّ بوصفه جزءًا أصيلًا لخصوصيتها الثقافيّة وتاريخها وتأكيد هويّتها، تتعامل معه دول المغرب العربي كمصدر رئيسي للدخل القومي؛ فهو وظيفي أصيل في رؤيتها لذاتها ورؤية الآخرين لها، بينما تتعامل معه دولة بأهميّة مصر وحجمها بما لا يتناسب مع المنتظر منها ودورها الحضاريّ، ليخرج لنا متواضعًا أمام المأمول منه، بالرغم من حجم التغيّر النوعيّ الذي أوجدته مصر في التعامل مع الموروث.
ولا يوجد مؤسّسات مسئولة عن تنسيق وإدارة مجهودات الباحثين الشباب، كما لا يوجد برنامج عمل يتمّ البحث من خلاله على المتميزين وتأهيلهم بما يتناسب وقدراتهم وما يمكن أن يضيفوه للمجال.
شباب باحثي التراث الشعبي وتمثيل المنطقة دوليًا
لعب الانترنت دورًا كبيرًا في تواصل الشباب الباحث خارج حدود بلاده، فقد كانت تلك السبل الحديثة وسيلة قرّبت الزمن وعرّفت الشباب بالعديد من المؤسّسات والهيئات التى تدفع بتلك الفئة العمرية؛ حيث إنّ هناك جوانب معتمة في تمكين الشباب الباحث في الفلكلور كانت أداتها الجهات التالية:
الجامعات: فبرامج التأهيل للشباب والمنح والمزايا التي يمكن أن تمهّد الطريق للباحثين للتزود بالجديد في المجال محكومة باللوائح وظروف كلّ جامعة، وهو ما يبعد العدالة عن توزيع تلك المنح عن المتميزين من الشباب، بل إنّ للجامعات دورًا سلبيًا في تواصل الباحث مع الخارج؛ فالدعوات والمشاركات التى تصل لإدارة الجامعة يمكن أن تصل للمنتفعين بها بعد انتهاء الزمن المحدد، مما يمنع الشباب المتطلع للبحث والتواصل من اكتساب خبرات جديدة.
المجتمع المدني: لعبت الجمعيات الأهلية دورًا في إعداد خبرات شابّة أهمّها تجربة جمعيّة المأثورات الشعبيّة التي أفرزت الأرشيف القومي للفنون الشعبيّة بإشراف الأستاذ الدكتور أسعد نديم والأستاذ صفوت كمال، وتجربة جمعيّة أصالة التي أفرزت موسوعة الحرف التقليدية، وتلك التجارب ساهم فيها شباب الباحثين بشكل رئيسي.
رؤية جديدة للشباب العربي باحثي التراث الشعبيّ
في ظل الوضع الراهن يجب علينا أن نكون جادّين في العمل مع الشباب وتأهيله والدفع به نحو المزيد والمزيد من التعامل مع الميدان في الظروف التي تعيشها أمتنا العربيّة. وهناك آليات لابدّ من التعامل معها إن كنّا نريد تحريك الواقع الذى لا نرى من خلاله إلا مجموعة من الباحثين الأساسيين يهيمنون منذ عشرات السنين على مفاصل المجال، وهو ما يجعل كسر هذا الحاجز صعبًا لدخول رؤى مختلفة في ظلّ ما يملأ المؤسسات العلميّة العربيّة من جمود وتصلّب واضحين منعكسين على مستوى التمثيل العربيّ الدّولي ومساحة الإبداع التى تفتقر للمختلف الذي لا يتناسب مع ما قدّمته المنطقة العربيّة ولا الحضارة العربيّة للإنسانيّة من معطيات.
الحداثة والباحث الشاب هل تطرحه على الساحة؟
سخّر عصر المعلومات إطارًا مختلفًا من التواصل وعدم السريّة في المعلومات، وإتاحة التواصل المباشر مع الجهات المختلفة، وهو ما منح للشباب آليّة جديدة للتواجد بعيدًا عن ترشيح الجهات الرسمية التى أصيبت بالجمود وسخّرت إمكانتها لخدمة باحثين بعينهم. ولو تمّ حصر ورصد المشاركات العربيّة في الخمسين سنة الأخيرة سنجدها لا تتعدّى أسماء بعينها وكأنها رقعة شطرنج من هنا لهنا، ممّا أدّى إلى نتائج منها:
1. هجرة الشباب من الوطن إلى بديل يثمّن مجهوداته سواء داخل المنطقة أو خارجها، ولقد استفاد الخليج العربي الأكثر إنفاقًا على المجال من هذا.
2. هجرة الشباب من مجال التراث لأيّ مجال بحثيّ آخر خوفًا من عزل الباحث وهو العزل الذى يجعله يتوقف في بداية طريقه العلميّ.
الحلول الإجرائية التي يمكنها أن تسهم في تجديد الرؤية لشباب باحثي التراث الشعبي العربي
لابدّ من الإشارة إلى أنه في المرحلة التي نعيشها الآن، إن لم يكن للباحثين الشباب مساحة فهناك عزوف للشباب المتميّز عن البقاء في المجال مقابل فرص عمل أخرى أكثر جاذبيّة، وعلينا في الأساس أن نضع قواعد إعداد باحث التراث الشعبي العربي لنتمكّن من تحديد المطلوب منه، وهي، من وجهة نظري، كما يأتي:
1. قواعد أكاديميّة.
2. قواعد أخلاقيّة وقيميّة.
3. تأهيل فنّي متخصّص.
وهنا تظهر التجربة المصريّة في إعداد باحثين شباب من خلال إنشاء المعهد العالي للفنون الشعبيّة التابع لأكاديميّة الفنون بالهرم، فالمعهد الذي أنشأه الأستاذ الدكتور أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي. يعد نقطة الارتكاز الرئيسية في مصر للتعامل في المجال، كما أسهم قبول مرحلة البكالوريوس على يد الأستاذ الدكتور عصمت يحيى عام 2008 في تخريج مجموعة من الشباب المتميّز من فئة عمريّة أصغر نسبيًا.
تلك التجربة التى أخرجت شبابًا متخصّصًا فى مجال البحث الميدانى فى التراث التقليدي.
ورغم خلاف كاتبة السطور مع فكرة إنشاء مرحلة بكالوريوس للتخصص إلا أنّ القائمين على المعهد مازالو يحاولون في تمهيد الطريق للتوصّل إلى خريج يحمل من الخبرات ما يجعله يسهم بشكل فعال فى المجال، أملًا فى خلق جيل يسدّ الحاجة فى الجهات المعنيّة بدراسة التراث التقليديّ في وزارة الثقافة التى تمتلك مشاريع ضخمة كمشروع الأطلس الذي يعتمد على الجامع الميداني. ومن خلال وجودي بالمعهد والتدريس لمرحلة البكالوريوس أرى أنّ المجال سيكون أكثر ثراءًا بوجود كلّ الباحثين من كلّ المجالات وليس بإعداد متخصّص من مرحلة التعليم الجامعى الأولى. وأرى أنّ الإعداد لمرحلة الدراسات العليا أهمّ وأجدر بالرعاية والتركيز في مصر والعالم العربي لأسباب منها:
- أنّ التخصّص الدّقيق بتفاصيله التقنيّة سواءً أكانت أدبًا أم اجتماعًا أم فنونًا تشكيليّة أو فنونًا حركيّة لن يتوفر في إعداد مرحلة البكالريوس بالمعهد كما هو موجود في الكليات المتخصّصة سواء في عدد الساعات أو طبيعة المواد التى تدرس أو جذور العلم التى تتيحها المكتبات المتخصّصة والمسارح والورش التشكيليّة، فكلها آليات تمدّ دارس مرحلة البكالريوس بخبرات تقنية عالية في مجاله الدقيق، مما يثري مجالنا التراثي في حال انضمام هؤلاء الخريجين المتخصصين لمجالنا الفلكلوري في مرحلة الدراسات العليا، ليظهر لنا دارسون في مراحل التعليم العالي أكثر تميّزًا.
- أنّ كلّ مجال علميّ به شقّه التاريخيّ والتراثىّ الحيّ وهو ما يعزّز أهمية اختراق الدراسات التراثيّة المجالات الأخرى بتدريسها في مرحلة التعليم الجامعيّ في كلّ الكليات، وليس التقوقع في حدود تخصّص ما نعدّ له عينات من كلّ التخصّصات وتخريج من لا نضمن قدراته في سوق العمل. فالطبيب الصيدلى مثلًا لو انضمّ لمجالنا سيضيف عمقًا في مجاله الكيميائي ومجال الموروث التقليدي على السواء مما يثرى التحليل العلمي للظاهرة الفلكلوريّة ولا يقتصر على الوصف السطحى فقط، كذلك التشكيلي المالك للأدوات فالتحليل الممنهج بمدارسه التشكيليّة سيخضع لرؤية أكثر ارتباطًا بمجاله الأصليّ ومعرفته وممارسته للتعامل مع الخامات.
- أنّ مجال العمل في الموروث التقليدي أضيق من استيعاب الخريجين بصورة مستمرة، فالدرجة الجامعية الأولى ترتبط بمصدر دخل ثابت للخريج لا يضمنه ذلك المجال.
ومع الوقت هناك رؤيا تتجدّد بالتطبيق فى المعهد مع إرادة جماعيّة قادرة على إنجاح التجربة في مصر، فقد أفرز العديد من المتميزين في المجال، ودعم المجال بأجيال جديدة بإشراف أساتذة متخصصين مازال بينهم الأساتذة المؤسسين لتجربة المعهد وتجربة مرحلة البكالريوس.
حول تمكين شباب باحثي التراث الشعبي العربي وإشكالية المؤسسات العربية
تلك هى المشكلة الحقيقية في هذا الموضوع وهى ترتكز على جديّة دولنا العربيّة في تمكين الشباب والفئة العمرية المتوسّطة بخاصّة، في ظل التغير المجتمعي الذي أتى على أوضاع كثيرة وما يعانيه الشباب من ضغوط، وجاء مجال البحث التراثي ليضيف جهادًا على جهاد فالباحث العربيّ جزء من تلك الفرص البعيدة والمعاناة وسط تعدّد مسؤليات الشاب في الاستقلال، وهنا أقترح ما يأتي:
1. التنسيق فى الوطن الواحد من خلال الجهات المعنيّة وكسر حاجز الصمت بين الشباب والكبار.
2. التنسيق العربيّ العربيّ من خلال المؤسسات بوساطة الجامعة العربية.
3. تشجيع المجتمع المدنىّ على الدخول كشريك فى المجال التراثيّ مما يعزّز الشراكة، ويعزّز المجال بالباحثين الشباب.
4. تفعيل دور المؤسسات العلميّة وما تطرحه من قضايا بما يمهّد للتواصل بين الأجيال.
5. تعزيز الدوريات والمطبوعات التى يمكنها أن تخصّص أعدادًا لنشر أبحاث الشباب.
المراجع
- مجموعة من المشاركين، معجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الرابعة 2004، ص470.
- 2. مصطفى حجازي، الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الثانية، 2006.
- 3. محمد الأمين موسى، التواصل الفعال: الأسس النظرية والمجالات التطبيقية، الشارقة، جامعة الشارقة،2012، ص17.
- 4. Oxford, Learner’s Pocket, Dictionary, Fourth edition 2008, page : 518 .
- · أكاديمية وباحثة من مصر.
[1]. مجموعة من المشاركين ـ معجم الوسيط ـ مكتبة الشروق الدولية ـ الطبعة الرابعة 2004، ص470.
[2] Oxford, Learner’s Pocket, Dictionary, Fourth edition 2008, page : 518 .
[3] مصطفى حجازي ـ الإنسان المهدور : دراسة تحليلية نفسية اجتماعية ـ المركز الثقافي العربي ـ الدار البيضاء ـ المغرب، الطبعة الثانية 2006، ص203
[4] 4. محمد الأمين موسى، التواصل الفعال: الأسس النظرية والمجالات التطبيقية، الشارقة، جامعة الشارقة،2012، ص17.