المتاحف والهوية الحضارية الأردنية

مقدمــة

   من يقرن الكتابة عن الأردن بالقيام بجولات مدروسة وواعيّة على المواقع الحضاريّة الموجودة على أرضه سيقف على أهميّة  ما وراء هذه المواقع من حركة تمور بالحياة والعطاء والتواصل غير المنقطع، ويدرك أن تاريخ هذه  المواقع يعود إلى أقدم العصور التاريخيّة المعروفة وسيتعزز لديه أهميّة الدور الفاعل للأردن في العمق الحضاري العربي والإنساني منذ كانت الحياة المدنيّة في هذا البلد وتعاقب الدول وتداخل الثقافات على أرضه.

   وقد يتساءل سائل ويقول: الأردن بلد شبه صحراوي وطارد للسكان وبالتالي هو فقير ولا يتحمل أعباء وجود حضاري مثل البلدان المجاورة، ويصدق عليه أن يكون ممرًا للحضارات لا مقرًا لها.. وأقول: إن من يتتبّع درب الحضارات في الأردن من شماله إلى جنوبه سيدرك عكس ذلك تمامًا، وحسبنا من ذلك أن أشير إلى مظهرين من مظاهر هذا الوجود الحضاري:

  •  وجود حضاري وطني(1):

    تشكّلت في الأردن ممالك من أبنائه على مر التاريخ وأودعت أرضه إرثًا حضاريًا ما يزال باصرًا مثل: الإرث المؤابي والذي تمثّل في ما تركته مملكة مؤاب على الأرض وكشف عن ذلك نقش ميشع الشهير، والإرث الأدومي المتمثل ببقاء عاصمتهم بصيرا الادوميّة في الطفيلة حتى الآن وإرث العمونيين، وإرث الأنباط والبتراء وغيرها شاهد عليه، والوجود الغسّاني في المنطقة وما أعقب ذلك من وجود إسلامي بعد معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة وما تلاها من معارك، وخلّفت وراءها عشرات المقامات لكبار الصحابة الذين قادوا هذه المعارك أو شاركوا فيها، وأما القصور الأمويّة الصحراويّة فتشهد أطلالها على حياة ذات نمط مدني مضى أصحابها وبقيت منهم شواهد ناطقة، ويكاد سهل الحميمة يقول الكثير، وهو المكان الذي احتضن ولادة الثورة العباسيّة ثمّ انطلاقة الخلافة بعد ذلك.

 

    وإنّ الوقوف في آثار آيلة واستنطاق ما بقي من جدرانها وحجارتها لهو الشهادة على أنّ الأردن متحف حضاري كبير، وفي عصور لاحقة أشاد الأيوبيون والمماليك العديد من المواقع التي مازالت ماثلة حتى الآن.

  • وجود حضاري للغزاة(2):

     لم يقف الأمر عند حدود أصحاب الأرض في أن تُقتصر المظاهر الحضاريّة على ما كان من نِتاجهم وإنما بنى الغزاة من الأمم الأخرى صروحًا لهم تشهد على تقبّل التراب الأردني لهذا الحوار الحضاري بين آثار السالفين جميعهم، فلا نعدم أن نجد وجودّا للأشوريين والبابليين والفرس والرومان والصليبيين وبعد ذلك الأتراك إذا نظرنا إليهم من زاويّة القوميات الوافدة إلى منطقتنا.

 

   وتشير القلاع والمسارح والمدرّجات والتماثيل والأعمدة الضخمة والفخار والزجاج بكل أنواعه والُّقى الكثيرة المختلفة في أم قيس وجرش وعمان وعراق الأمير ومادبا وأم الرصاص والكرك والطفيلة والشوبك والعقبة وسواها من المواقع كلها تشير إلى بصمات على الأرض واضحة مازالت حتى اللحظة يُعاد بين جنباتها بعض ألوان النشاطات الثقافية.

 

ما المقصود بالهويّة الحضاريّة؟

    تميز الثقافةُ أمةً عن أمة وشعبًا عن شعب ودولة عن دولة وهي عمومًا العنوان الرئيس لهويّة الأمة والمرآة التي تعكس شخصيتها(3)، والذي أراه أنّ الحضارة بمعناها الأشمل هي التي تعكس شخصيّة الأمة أو الشعب؛ ذلك أنّ الثقافة معنيّة بالجانب الروحي أو الفكري ويمكن تعريفها بأنها مجمل ما يقدّم لعقل الإنسان وروحه لتُخلق له بيئة نفسيّة وروحيّة تستقبل كلّ المستجدات بحيث تحقق له التوازن في فترة زمنيّة ما(4)، بينما الحضارة تشمل الثقافة وفق ما تعنيه، والمدنيّة التي تعني كافة الجوانب الماديّة من حياة الشعوب والأمم(5). 

 

    وتقوم الهويّة الحضاريّة العربيّة على مرتكزات خمس هي: العرق، اللغة، التاريخ، الثقافة، والدين.  وعلى مستوى الشعوب العربيّة فإنّ الهويّة لكل شعب تتركز في خصوصيّة الثقافة الفرعيّة وتشمل العادات والتقاليد والمعتقدات وفنون الأداء الشعبي وكافة ألوان الأدب، وتضافر هذه العناصر يعطى لأيّ شعب في أمتنا العربيّة شخصيّته الخاصّة، وهويّته التي يتميّز بها. وتتعرض الهويّة العربيّة عمومًا والوطنيّة بخاصّة  للكثير من تحديات العولمة التي قد تؤثّر عليها، فأصبح من الضروري التنبه لحمايّة هذه الهويّة، والسعي إلى تماسكها وغرسها فى نفوس الناشئة بشتى الوسائل والأدوات(6)، ومن هذه الوسائل المتاحف.

 

   ما هو المتحف:

  يذهب بعض الباحثين إلى تعريف المتحف بأنه مؤسّسة دائمة لا تهدف إلى كسب مادي وإنما غايتها التعليم والترفيه، وفي هذه المؤسسة تنتظم كوادر متخصّصة تقوم على رعايتها وخدمة جمهورها الذي يرتادها حسب لائحة تعليمات تضبط العمل فيها(7).

   وهناك من يعرّفه بأنه معهد غير تجاري يهدف إلى خدمة المجتمع وتطويره، فضلًا عن متابعته كل ما ينتجه الإنسان في بيئته ويقوم بعرضه لغايات الدراسة والمتعة ويفتح أبوابه لكلّ الناس على اختلاف مستوياتهم(8).

   تعدّدت الآراء حول تعريف موحّد للمتحف، لكنّها جميعها تتوافق على أنّ المتحف مؤسسة تعليميّة غير تجاريّة لا تهدف إلى ربح مادي، وهذا ما يتفق مع تعريف منظمة المتاحف الأمريكيّة الذي ينصّ على أنّ المتاحف هي أماكن لجمع التراث الإنساني والطبيعي وحفظه بغرض التعليم والثقافة، وهذا الأمر يستدعي وجود تقنيات عالية المستوى وطاقم بشري مدرّب، في حين ترى منظمة المتاحف العالميّة أنّ المتحف عبارة عن معهد دائم يقوم على جمع وحفظ وعرض التراث الإنساني والطبيعي والعلمي بغرض الدراسة والتعليم والمتعة(9). وقد طوّرت منظمة المتاحف العالميّة تعريفها سنة1974م فأضافت إلى ما سبق خدمة المجتمع وأنّ المتحف لا يسعى إلى الربح المادي وأنه يفتح أبوابه لعامّة الناس( 10).

 

أنواع المتاحف(11):

يتحدّد نوع المتحف تبعًا للمواد المعروضة فيه، فيحمل الاسم الذي يتصل بنوع هذه المواد، فقد قام هودسون ونيكولاس سنة 1975 بدراسة طبيعة المتاحف ووظائفها، وقاما بحصرها في خمسة وأربعين نوعًا ثم تمّ تصنيفها تحت ستّة مستويات يجمع كلّ مستوى الأنواع المتماثلة في الوظائف.

    أما أقسام المتاحف فهي على النحو التالي:

  1. الآثار: وتتعلّق متاحف الآثار باقتناء التحف الأثريّة وحفظها وصيانتها وعرضها أمام الزائر والدارس بطريقة فنيّة لائقة.
  2.  الفنون: وهو ما يتضمّن اللوحات الفنيّة لكبار الفنانين بهدف الإمتاع والدراسة، ويشمل أيضًا مجموعة من المنحوتات والمجسمات الجماليّة، كما يشمل ما يقع تحت الفنون التطبيقيّة كالأعمال الفنيّة المتمثلة في بعض أنواع الأثاث والسجاد.
  3. العلوم: وتهتم متاحف العلوم بشرح مبادئ المواد العلميّة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء وتطبيقاتها في مجال الصناعة والزراعة وتتوزع على مجالات النبات والحيوان والجيولوجيا.

   وأضيف إلى هذه الأقسام متاحف الحياة الشعبية(12) التي تجمع كلّ ما له علاقة بالتراث الوطني من أزياء وحلي وسلاح ولوازم  البيت والعمل والسوق والحيوانات والفلاحة ونحو ذلك من ألوان هذا التراث.                                      

  1. 1.   المتاحف في الأردن(13):

متحف الفلكلور الأردني: يقع قرب المدرج الروماني، يعرض الحياة التقليديّة في الأردن، من أزياء وأثاث ومحتويات المنزل وآلات موسيقيّة وبعض المصنوعات التقليديّة الأردنيّة من القرن التاسع عشر.  

متحف التراث الشعبي الأردني: يقع قرب المدرج الروماني، يعرض الزي الشعبي، والأواني المنزليّة التراثية، والحلي وأدوات الزينة القديمة. ويحتوي على مجموعة من لوحات الموازييك من بعض الكنائس البيزنطية.   

متحف صرح الشهيد: الهدف من إقامة هذا الصرح هو تخليد ذكرى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم دفاعا عن الوطن وأهله، ويشتمل  على معروضات تتحدث عن تاريخ القوات المسلحة الأردنيّة منذ الثورة العربيّة الكبرى وحتى أيامنا الحاضرة مثل: الأسلحة والعتاد واللباس، ويقع في منطقة المدينة الرياضيّة في عمان.

متحف الحياة البرلمانية: يقع هذا المتحف في مبنى البرلمان القديم في جبل عمان/الدوار الأول، ويتكون من ثلاثة أجنحة هي: الوسط  ويشمل قاعة البرلمان، والجناحين الأيمن والأيسر، ويهدف المتحف إلى إعادة إحياء مبنى البرلمان بشقيه المعماري والمتحفي.

المتحف الوطني للفنون الجميلة: أسسته الجمعيّة الملكيّة للفنون الجميلة في عمان، ويهدف الى تبادل وإقامة المعارض بينه وبين  المتاحف العالميّة والمؤسسات المعنيّة في البلاد العربيّة ودول العالم، وتنظيم الفعاليات الفنيّة والثقافيّة والمشاركة في النشاط الفني العالمي. يضم المتحف أكثر من ألفي عمل فني من دول عربيّة وإسلامية.

متحف الحياة الشعبيّة في الجامعة الأردنية: يتصل هذا المتحف بقسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنيّة الذي يدرس بعض المباحث الأكاديميّة عن الحياة الاجتماعيّة في المجتمع الأردني، ويضم مواد كثيرة من التراث الشعبي الأردني.

متحف التاريخ الطبيعي الأردني/جامعة اليرموك: تأسّس هذا المتحف سنة1981، يضم عددًا كبيرًا من الموجودات الحيوانيّة والنباتيّة  والجيولوجيّة المتنوعة، ويقدم المتحف خدمات علميّة وتثقيفيّة للطلبة وشرائح مختلفة من المجتمع المحلي، بالإضافة إلى إجراء البحوث والدراسات البيئيّة الميدانيّة لدراسة الحياة البريّة وحمايّة التنوع الحيوي في الأردن، ويهدف المتحف إلى جمع العينات التي تمثّل الثروات الطبيعيّة في الأردن وحفظها بالطرق المناسبة تمهيدًا لدراستها، وتقديم الخدمات التربويّة للمؤسسات التعليميّة في الأردن، وتشجيع التعاون العلميّ مع المهتمّين داخل الأردن وخارجه.

متحف آثار اربد: يعود تأسيس هذا المتحف إلى بداية الستينيات من القرن الماضي ويشتمل على قطع أثريّة فخاريّة وزجاجيّة يعود تاريخها إلى مختلف العصور الأثريّة بدءًا من العصر الحجري القديم وحتى العصر الإسلامي. 

متحف آثار أم قيس: ويشتمل على أسرجة فخاريّة وجرار صغيرة وأقنعة وحجارة مزخرفة وبعض التماثيل المصرية، فضلًا عن  توابيت حجريّة بازلتيّة وتيجان وقواعد أعمدة من الحجر الكلسي والبازلتي إضافة لبوابتين من الحجر البازلتي ولوحات فسيفسائية. 

متحف آثار جرش: تخصّص هذا المتحف باقتناء اللقى الأثريّة المكتشفة في جرش، ويشتمل على  عدد كبير من القطع الفخاريّة والزجاجيّة والمعادن والعملة والمجوهرات والأحجار الكريمة وبعض التماثيل ولوحات فسيفسائيّة من مناطق جرش المختلفة.

متحف آثار عجلون: ويوجد في إحدى قاعات قلعة عجلون التاريخية. ويشتمل على أدوات  مصنوعة من الصوّان وأواني وأسرجة فخاريّة ومصافي للسكر وبعض الأدوات النحاسيّة والبرونزيّة وأدوات طحن الحبوب، كما يضم نقوشًا وكتابات عربيّة عثر عليها في قلعة عجلون.

متحف الحياة الشعبيّة في السلط: يوجد في مركز السلط الثقافي، ويهدف إلى المحافظة على  التراث الشعبيّ بكلّ ألوانه في محافظة البلقاء من الاندثار. ويتكون المتحف من قسمين رئيسيين يمثّلان حياة البداوة والريف. وكذلك يقع متحف آثار السلط في مركز السلط التجاري الجديد ويحتوي المتحف على قطع فخاريّة وزجاجيّة من عصور مختلفة. 

المتحف الأثري في مادبا: يتميّز هذا المتحف بوجود قطع من الفسيفساء المختلفة بالإضافة إلى عدد من التيجان الكورثتيّة والأيونيّة  والأعمدة والمذابح المنحوتة بشكل دقيق. كما يضمّ مجموعة من الآثار الفخاريّة والزجاجيّة والمعدنيّة والمسكوكات الفضيّة التي تعود إلى عصور مختلفة.

 متحف مادبا الشعبي: أنشئ هذا المتحف داخل عدد من البيوت الشعبيّة المبنيّة على أرضيات أثريّة، ويضمّ نمطًا للمسكن الشعبي  القديم ولوحة فسيفسائية.

متحف العقبة التراثي: يطلّ هذا المتحف على ميناء الصيادين وبجوار قلعة العقبة المملوكيّة وبيت الشريف حسين بن علي وساحة  الثورة العربيّة الكبرى،

متحف أثار الكرك: أسسته دائرة الآثار العامّة سنة 1981 داخل قلعة الكرك، ويضم قاعتين: خُصصت القاعة الأولى للمقتنيات التي تعود العصور الحجريّة وحتى العصور الإسلاميّة المتأخرة، واما القاعة الصغرى فتضم كلّ المقتنيات المتعلقة بالقلعة.

متحف قصر الملك المؤسس، متحف معان: يقع قصر الملك المؤسّس في معان، وكانت جامعة مؤتة تشرف على ترميمه، ثم آل أمر  الإشراف عليه إلى جامعة الحسين بن طلال في معان، وتحوّل القصر إلى متحف وطني شامل يحكي من خلال مقتنياته قصة ولادة الدولة الأردنيّة الحديثة، ويتكون المتحف من طابقين، ويضم الطابق الأول قاعة للصور، ومجموعة من الأسلحة والحلي وعينات من الأعشاب والأواني الفخاريّة التي استخدمها أهالي المنطقة، وفي الطابق الثاني المعروضات الخاصة بالملك المؤسس.

متحف الشمع في مادبا: يقع في الجهة الغربيّة من مدينة مادبا ويحاذي جبل نيبو الشهير، وهو وليدة استثمار خاص، ويضم  معروضات تمثل مسيرة الأديان في المنطقة ويعكس بمقتنياته المستوى الذي وصل إليه التآخي الإسلامي المسيحي في الأردن، ويحكي قصّة الأديان من زمن سيدنا نوح، ويعرض أيضًا مجسّمات تراثيّة تمثل الطابع المحلّي الشعبي، ويتّصل به مشغل خاصّ بالفسيفساء، ويقوم أصحاب هذا المتحف بتسويقه داخل الأردن وفي الغالب خارجه.    

متحف البتراء القديم: يقع داخل الصخر الطبيعي ضمن أحد الكهوف النبطيّة في البتراء ويحتوي على مجموعة من اللقى الأثريّة  التي تعود إلى الفترات الادوميّة والنبطيّة والرومانيّة والبيزنطية، والتي تم اكتشافها في مدينة البتراء. 

متحف البتراء النبطي: يتميّز هذا المتحف بأنّه يحتوي على مقدّمة نظريّة مصورة عن تاريخ مملكة الأنباط وجيولوجيّة البتراء  والزلازل والتجارة النبطيّة وطرق القوافل، بالإضافة إلى قطع أثريّة تصوّر تحضير الطعام في العصر الحجري الحديث، وفنّ النحت النبطي، وهندسة المياه النبطية، والعديد من المكتشفات  الأثريّة التي تعود إلى العصور البرونزيّة والنحاسيّة وغيرها.

متحف آثار إقليم العقبة: يقع هذا المتحف داخل قصر الشريف الحسين بن علي في مدينة العقبة ويضم قطعًا أثريّة عثر عليها في  موقع أيله الإسلاميّة العائدة إلى البدايات الأولى للإسلام وما تلاها من فترات أمويّة وعباسيّة وفاطميّة. 

متحف العقبة التراثي: يُعد هذا المتحف من أجمل المعالم الحضاريّة في العقبة ويقع على أرض الشاطئ الأوسط في ميناء الصيادين،  ويعرض المتحف قصّة وتاريخ وتراث مدينة العقبة، ويعكس من خلال مقتنياته طبيعة الحياة الشعبيّة فيها منذ بداية القرن الماضي، ويتضمّن كلّ ما يخصّ البيت البدويّ والسوق القديم والحوش(باحة المنزل التراثية) والبيت التراثيّ والحديقة التراثيّة (الحفيرة) والقاعة البحريّة وقاعة الصور التاريخيّة وقاعة القلعة وبانوراما العقبة.

متحف المزار الإسلامي: ويقع في مدينة المزار الجنوبي في الكرك ويحتوي على نقوش وقطع أثريّة فخاريّة ونقود إسلاميّة تعود إلى مختلف العصور الإسلامية، بالإضافة إلى العديد من الصور الفوتوغرافيّة للآثار الإسلامية، وتشرف وزارة الأوقاف على هذا المتحف.

متحف الكتاب المدرسي: ويحتوي على عينات من الكتب المدرسيّة التي استخدمت في مدارس المملكة الأردنيّة الهاشميّة منذ عام 19211، ويقع المتحف في كليّة المجتمع في مدينة السلط، وتشرف عليه وزارة التربيّة والتعليم.

متحف النقد/البنك المركزي: تأسّس هذا المتحف سنة 1988، وهو عبارة عن مجموعة من المسكوكات القديمة والحديثة التي تمّ  تداولها في الأردن في العصور الإسلامية بخاصّة، فضلًا عن إصدارات مجلس النقد الأردني من الأوراق النقديّة والمسكوكات، وإصدارات البنك المركزي من أوراق النقد والمسكوكات المتداولة والميداليات التذكاريّة. ويهدف المتحف إلى تقديم الخدمات التعليميّة والبحثيّة ونحو ذلك.

متحف البريد الأردني: تأسّس سنة 1979 وتحتلّ الطوابع الأردنيّة جزءًا كبيرًا منه، ويضم المتحف ستة أجنحة هي: جناح الطوابع،  وجناح الوثائق التاريخية، وجناح الأجهزة والمهمات البريديّة، وجناح الشهادات التقديريّة، وجناح التصاميم والبروفات، وجناح الإهداءات.

المتحف الملكي للسيارات: وتأسّس سنة 2003م في حدائق الملك الحسين، ويضمّ السيارات والدراجات الملكيّة بالإضافة إلى مقتنيات  ومصورات أخرى.

متحف الاثار جامعة مؤتة: تأسّس سنة 1994 ويتبع قسم الآثار والسياحة في كليّة العلوم الاجتماعية، ويتألّف المتحف من ثلاث  قاعات لعرض القطع الأثريّة والتراثيّة وصور ورسومات وشروحات للمسكوكات التي تم الحصول عليها من الحفريات الأثريّة التي أجريت في منطقة جنوب الأردن، ومن المجتمع المحلي.

متحف الأطفال: تأسس المتحف سنة 2007 ويهدف إلى تقديم خبرات متنوّعة للتعلّم من خلال الاكتشاف واللعب، ويضمّ المتحف أكثر من 1500 معروضة تفاعليّة ومجموعة متنوعة من البرامج.

متحف البنك الأهلي الأردني للنّميّات: تأسّس هذا المتحف سنة 1999 في البنك الأهلي الأردني، ويضمّ المتحف أكثر من 40 ألف نميّة تغطي فترة زمنيّة تزيد على 2500 عام، وأقدمها مسكوكة تعود إلى سنة  600 ق.م، فضلًا عن المجاميع النحاسيّة الأمويّة، ومجاميع من أوزان ما بين النهرين، والأوزان الفنيقيّة والرومانيّة والبيزنطيّة والإسلاميّة والأنباط  والمدن العشر والولايّة العربيّة، بالإضافة إلى مكتبة متخصّصة ضمّت كتبًا ودوريات متخصصة بعلم النميات.

متحف دار السرايا: تأسّس سنة 1994 في دار السراي في إربد، وفيه سبع قاعات ضمّت العديد من المعروضات التي ترصد  المراحل الحضاريّة للآثار في الأردن.

متحف الأردن: تأسّس هذا المتحف سنة 2005م ويقع في وسط عمان، ضمن المجمع الثقافي الرابط بين شرق عمان وغربها، الذي  يضم مباني أمانة عمان الكبرى ومركز الحسين الثقافي. وهو متحف وطني شامل للتاريخ والآثار والحياة السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة في الأردن منذ العصر الحجري وحتى التاريخ الحديث للأردن مرورًا ببقيّة العصور. ولا تنحصر مهمّة متحف الأردن في تقديم قصّة الأردن لزواره بوصفه مكانًا للذاكرة الوطنيّة فحسب، بل تتعداها إلى المحافظة على التراث الوطني، والاتصال مع المجتمع المحلّي بطبقاته كافة. فضلًا عن كونه مركزًا للمعرفة والتعلم، بالإضافة إلى أنّه يتيح الفرصة للدارسين بإجراء الأبحاث المتعلقة بتاريخ الوطن وتراثه. كما أنّ للمتحف تواصلًا مع المتاحف والمؤسسات العالمية، من خلال مجموعة من الاتفاقيات الموقعة معها، ومن ضمنها متحف اللوفر في باريس.

  هذا جزء من أهمّ المتاحف في الأردن، وهناك غيرها من المتاحف التي لم آت على ذكرها في هذه الورقة، مما يجعل البحث في أمر المتاحف، ودورها في الحياة الاجتماعية أمرًا شائقًا.

ما المطلوب؟

   من كلّ ما سلف وقفنا على أنّ المتاحف هي السجلّ الأمين لذاكرة الشعوب والأمم، وهي الإطار المكين الذي يُحصر داخله المنجز الحضاري لأيّ شعب أو امّة.. ولا يقف الأمر عند هذه الحقيقة وإنّما تحمل المتاحف رسالة ثقافيّة وفنيّة مهمّة تعكس خصوصيّة الهويّة الحضاريّة لكل أمة.

   فكيف ننظر لهذا الشأن من زاوية تعزيز خصوصيّة الهويّة دون أن ننغلق على أنفسنا وننعزل عن العالم، ما المطلوب إذًا؟ وأرى أنّ الأمور التاليّة تجيب على السؤال إلى حد ما:

1)   تأسيس متحف شامل في الأردن تُحصر فيه كل الآثار التي تمثّل المراحل الحضاريّة التي مرّت على الأردن، وكلّ ألوان التراث الشعبي بقصد عكس صورة ناطقة عن مجالات الحياة التي عاشها الإنسان الأردني.

2)   استخدام التكنولوجيا في أرشفة محتويات المتحف وضبط سجلاته.

3)   تأسيس مكتبة كبيرة مختصة برسالة المتحف قادرة على تلبيّة ما يحتاجه الباحثون من معلومات والإجابة عن استفساراتهم.

4)   تشبيك العلاقة مع المتاحف في الداخل والخارج من خلال وسائل الاتصال الحديثة، للاطلاع على أحدث المعلومات المتّصلة بهذا الامر.

5)   عمل بانوراما مدعومة بالضوء والصوت لتنقل طبيعة ما احتواه المتحف من مقتنيات.  

 

  

الهوامش

  1. نايف النوايسة، السجل المصور للواجهات المعماريّة في الأردن،الكرك، جامعة مؤتة، 2001م، ص15
  2. لانكستر هاردنج، تعريب: سليمان الموسى، دار ورد الأردنيّة للنشر والتوزيع، ط5، 2009، ص39
  3. حسن العايد، الثقافة بين الأصالة والمعاصرة، من أبحاث ملتقى عمان الثقافي(المعالم الثقافيّة والحضاريّة في الأردن عبر العصور) ج2، وزارة الثقافة، 2002، ص123  
  4. د.إبراهيم بدران، حول الثقافة العربيّة وثورة المعلومات، من كتاب مستقبل الثقافة العربية، رابطة الكتاب الأردنيين، 2002، ص12
  5. د.محمد محمد حسين، الإسلام والحضارة الغربية، دار الفتح، ط1، بيروت، 1969، ص9
  6. المتاحف في الأردن، الموقع الاليكتروني خليّة المعرفة:

Jooran.the beehive.org content 975-2594                                       

 

  1. د.عياد موسى العوامي، مقدّمة في علم المتاحف، طرابلس، ليبيا، ط1، 1984، ص7
  2. د. عبد الرحمن الشاعر، متحف التاريخ الطبيعي/وسيلة اتصال، دار المريخ للنشر، الرياض، 1986، ص11
  3. د. خلف فارس الطراونة، متاحف الآثار والتراث الأردني، عمان، 2006، ص13
  4. د.عبد الرحمن الشاعر، مقدمة في تقنيّة المتاحف التعليمية، جامعة الملك سعود، الرياض، ط1، 1992، ص5
  5. د.خلف فارس الطراونة، متاحف الآثار، ص13
  6. د.هاني العمد، المتاحف الشعبيّة في الأردن، مجلة الفنون، وزارة الثقافة،ع23، 1996
  7. نفسه، ص14. وانظر: الموقع الاليكتروني لوزارة الثقافة الأردنية/المتاحف. وانظر: النشرة التعريفيّة بمتحف العقبة التراثي/ سلطة منطقة العقبة الاقتصاديّة الخاصة.

 

     

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة