أغاني الأطفال في محافظة معان مصطفى الخشمان

مقدمة :

عندما نقول أغاني الأطفال فلا يعني ذلك أننا نتكلم عن لون معين من الغناء لكننا نتكلم عن ألوان والحان وإيقاعات عديدة تخص الأطفال في مراحلهم العمرية المختلفة،  ويمكن لأيّ باحث الغوص في دراستها وتتبعها ومن ثم ترتيبها بألوانها، ومعانيها،  وأغراضها لأهميّتها،  فالأطفال أهم شريحة في المجتمع لأنّهم الجيل الذي نعدّه ونرعاه للمستقبل الواعد وكلّنا أمل أن يحقّق ما لم نستطع ونتمكن من تحقيقه في المجالات العلمية والحضارية،  وإحراز القوة والمنعة للوطن،  وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم للأمة.

تقترن أغاني الأطفال عمومًا بالألعاب لولع الطفل باللعب وكثرة الحركة والنشاط،  وانسجام الغناء مع إيقاع اللعبة أو الرقصة يساعد على حفظها وتأديتها منغّمة،  ملحّنة وعندما تكون الألعاب والأغاني جماعيّة فإنّ ذلك يساعد في تقوية الروابط بين الأطفال أنفسهم وبين الجيران من أبناء الحي الواحد، وإن كان هذا اللعب يسبب مشاجرات ومصادمات بين الأطفال، لكنهم سرعان ما يعودون إلى اللعب معًا وقد نسوا ما حدث قبل دقائق. كما أنّ النصوص الغنائية لا تخلو من محتوى فكريّ؛ (1) فهي معبّرة إما عن قصة أو حركة أو مثل يدل على مستوى التفكير للطفل،  طموحاته،  آماله،  أمانيه،  وهي جزء من الأدب الشعبي الذي يعبّر عن الفكر الشعبي الجماعي.

والغناء يبدأ عند الطفل قبل وصوله إلى مرحلة الوعي الكامل لما يقوله؛ إذ يبدأ بكلمات مختلطة،  مبهمة،  لكنها ملحّنه ولها وقع موسيقي وأحيانًا قافية (2).

صفات أغاني الأطفال :

تعدّ أغاني الأطفال من الأغاني الشعبيّة المؤثّرة في النفس وتتميّز عن غيرها من أغاني الكبار بكونها جماعية أكثر منها فردية، كما تتصف الأغاني ببساطة المعنى والجرس الموسيقي وقصر الأوزان والابتعاد عن التفاعيل الطويلة،  كما أنّ الأغنية قد تتسلسل لتحكي قصّة مغنّاة،  كما تتصف الأغاني بعلاقتها بالحيوانات انطلاقًا من حب الطفل للحيوانات الأليفة،  وتختلف أغاني الذكور عن أغاني البنات لأنّ أغاني الذكور تتوافق مع قوة الأداء الحركي للعبة المرافقة، أما أغاني البنات فمعظمها يدور حول تدليل الطفل ولبس العروس وزينتها ولأنّ أغنية الطفل أغنية جماعيّة فهذا يعني أهميّة الوزن والقافية والجِرس الموسيقي.

أقسام الأغاني:

يمكن تقسيم أغاني الأطفال إلى قسمين رئيسين من حيث موطنها: ريفية وحضرية، وتقل الأغاني المخصصة للأطفال كلّما اتجهنا نحو البادية، وعمومًا فإنّ الطفل في البادية يعتبر رجلًا أو امرأة منذ الصغر بمعنى عدم معرفة الأهل والمجتمع لحقوق الطفل ونظريات التربية الحديثة وكان هذا هو واقع المجتمعات القديمة سواءً البدوية والريفية.

القسم الأول : الأغاني التي يغنيها الكبار للصغار

-   عند ولادة الطفل ومعظمها تؤدّيها النساء فرحًا بقدوم الطفل وقيام والدته بالسلامة وتتضمن آمال الأهل لتحقيق أمانيّهم المستقبليّة بعد أن يشتدّ عود الطفلن فبعد الولادة تغني الأم لطفلتها وهي تهدهدها: (3)

هليّتي وهلّيتي

 

محلاكي يومن جيتي

وانتي عزيزة،  غاليه

 

مليتي علينا البيتي

 

 

 

وهلّيتي تعني أنك جئت إلى هذه الحياة وملأت علينا البيت بعد أن كان فارغًا

وعند هدهدة الطفل للنوم تغني له:

 

نام يا حبيبي نام

 

لاذبح لك طير الحمام

لا تصدقني يا حمام

 

بكذب عالغالي لينام

 

 

 

-------------------------------------------------------------------

نيمتك بالمرجوحه

 

عند الجيّه والروحه

غني له يا مليحه

 

بلكي عا صوتك بنام

 

 

 

-------------------------------------------------------------------

نيمتك بالعليّة

 

خفت عليك من الحيه

غني له يا زهريه

 

بلكي عا صوتك بنام

 

 

 

وتتدرّج أغاني الكبار للصغار ابتداءً من مولد الطفل إلى الترانيم المرافقة لترقيصه ثم أغاني المناسبات والأعياد والختان إلى أن تصل إلى الأغاني المرافقة للألعاب. (4)

وعند ختان الطفل يمتزج فرح أمه بخوفها فتغني له مع مجموعة نساء الحي أو الجيران:

 

طهره يا شلبي وناوله لأمه

 

يا دموعه الغالية نزلت على كمه

طهره يا شلبي وناوله لجده

 

يا دموعه الغالية نزلت على خدّه

 

 

 

وتمتزج الزغاريد بالأغاني والمجموعة تغني لفرح المطّهر:

يالله يا شلبي سمّي عليه

 

فلان مدلل وما شاء الله عليه

يا مطهر الصبيان ايدك ايدك

 

  لا توجع فلان نقطع ايدك

 

 

 

القسم الثاني : أغاني الأطفال التي يغنيها الأطفال أنفسهم:

1- في المراحل العمرية المبكّرة تكون الأغاني مبهمة المعاني وأهم ما فيها اللحن والجرس الموسيقي.

2-  مرحلة الاهتمام بالقافية مع بقاء ضبابيّة غموض المعاني.

3- قبل دخول المدرسة أو مرحلة الروضة وفيها يبدأ الأطفال حفظ الأناشيد والأغاني الطويلة التي تكون واضحة المعاني للكبار دون فهم الصغار لمضمونها أو معانيها القريبة والبعيدة.

4- تأخذ الأغاني طابع الاقتران بالألعاب والتمثيل وفصل ألعاب الجنسيين يؤدي إلى ظهور أغان ولاديّة وأخرى بنّاتية.

5-  في نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة تأخذ الأغاني الطابع الوطني والنضالي.

وحين يتقدم الطفل أو الطفلة قليلًا في العمر يبدأ بحفظ الأغاني القصيرة الواضحة المعاني ويبدأ بغنائها أمام الأهل والأقارب فرحًا بغنائه مع استحسان الحضور:

ماما وبابا بحبوني

 

علّموني وربوني

يا ربي تحفظ بابا

 

والماما نور عيوني

 

 

 

ومن أغاني مرحلة الروضة وبداية المدرسة سجلت عددًا كبيرًا منها في مدينة معان بتاريخ 1/6/1994م من ابرزها:

عندي ديك

عندي ديك اسمه مرسي

 

نط وئف عالكرسي

جبت الموس وذبحته

 

ابميه سخنه نظفته

بلوز وجوز حشيته

 

للمس (إفلانه) أدمته

 

 

 

 

 

-----------------------

حمار جدّي

 

كله عنده سياره

 

وجدي عنده حمار

بركبنا خلفه

 

ويأخذنا مشوار

الشرطة بتأشر له

 

سيارات تزّمر له

 

 

 بيب بيب باب

 

 

 

 

 

 

-----------------------

وما إن يقبل العيد حتى يجتمع عدد من الصغار ويردّدون وفرحتهم بالعيد وهداياه تملأ نفوسهم

 

بكره العيد وبنعيد

 

ابنذبح بقرة السيد

والسيد ما له بقره

 

بنذبح بنته هالشقرا

والشقرا ما فيها دم

 

بدنا نذبح بنت العم

 

 

 

 

 

-----------------------

أرنب نط

أرنب نط

 

فوء الشط

كتب لي خط

 

مين بئراه

 

 

 

 

ويتطوع أحدهم أو إحداهن لتقول:

أنا بئراه

 

خمس سنين ما بنساه

 

 

ليلى يا ليلى

ليلى يا ليلى

ليش عم تبكي

 

 الماما ضربتني

ليش يا ليلى

عشان صاحبتي

 

 صاحبتك مين يا ليلى

 

 ومي نئي اللي بدك ياها

 

 

 

 

 

 

 

 

-----------------------

يا جارنا الهندي

يا جارنا الهندي

تع شوف شو عندي

عندي كلب اسود

بده يوكلني

رحت عند أختي

لئيتها بتبكي

مسحت دمعتها

بطرف شلحتها

شلحتها الشامية

سرئوها الحرامية

 

من تحت النملية

 

 

 

       

 

 

 

 

 

-----------------------

حدره بدره

حدرة بدره

حدرة بدره

أللي عمي

عدي عشرة

 

 

 

واحد،  اتنين، ثلاثة،  اربعة

خمسة،  سته،  سبعة،  تمانيه

تسعة، عشرة

-----------------------

بطارية

بطاريّة،  بطارية           أللي عمي عدي للمية

عشرة،  عشرين،  تلاتين،  أربعين،  خمسين،  ستين،  سبعين،   تمانين

تسعين،  ميّه

-----------------------

فلفل حار

حارّ حارّ فلفل حار

 

يا مزروع حول الدار

حلفت عليك ما تطلع

 

وان طلعت اسم الله عليك

 

 

 

-----------------------

صحن السكر

دور يا صحن السكر

 

وئع مني وانكسر

مين شمّه ما لمّه

 

شمّته فلانه

 

 

 

-----------------------

ومن أغاني البنات الشائعة أثناء الدراسة في الصفوف الثلاثة الأولى:

        يا مدارس يا مدارس

يا مدارس يا مدارس

ياما أكلنا ملبس خالص

نشكرك يا معلمتنا

عا نظافة مدرستنا

 

 مدرستنا حلوه خالص

 

 

 

 

 

-----------------------

دربكة يا دربكة

دربكة يا دربكة

جوزك سافر عا مكة

جابلك وردة بيضا

علئتيها بالأوضة

والأوضة ما لها مفتاح

والمفتاح عند الحداد

والحداد بده خبزه

والخبزة عند الخباز

والخباز بده قمحة

والقمحة عند الفلاح

والفلاح بده بيضه

والبيضة عند الجاجة

والجاجة في الطاحونه

والطاحونه امسكره

 

 فيها ميه معكرة

هون امأص

وهون امأص

 

 لسان الأطة بده أص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

وقد سجلت بعض الأغاني ذات اللكنة المصرية وذلك بسبب اختلاط الأطفال الصغار أثناء الدراسة بأمثالهم من الأطفال الوافدين الأمر الذي أدى إلى امتزاج اللهجة المصرية باللهجة المعانية وهذا من أسباب امتزاج الثقافات ومن هذه الأغاني

بابا جاي

بابا جاي امتى

جاي الساعة سته

راكب ويلا ماشي

راكب بسكاليته

حمرا ويلا بيضا

بيضا زي الأشطة

والعسكر وراه

والضباط إدامه

 

 

 

 

 

 

 

-----------------------

ليمونا

 

ليمونا ليمونا

 

كسرت الأزاز

إمي وابويا

 

راحو عالحجاز

اخويا الصغير

 

راح عالمدير

اخويا الكبير

 

بعتلي جواب

بعت الجواب لصاحبتي

 

وئع منيابسكتي

هو ده

 

لا مش ده

 

 

 لازم يكون هو ده

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 

 

-----------------------

ستي البطة

ستي البطة

 

عم تتوضا

جاها ضيوف

 

من بيروت

 

 

 يا خروف يا خروف

 

 

 صب الشاي في الكباية

 

 

 صب العصير عالحصير

ولا حركة ولا كلام

 

ولا تبين للأسنان

 

 

 في مدينة الأصنام صنم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وعند كلمة صنم تمنع الحركة والضحك حتى لا تظهر الأسنان ومن يفعل ذلك يخرج من اللعبة وتعاد الكرة حتى يبقى لاعب واحد ويكون هو الفائز

-----------------------

ومن أغاني الأطفال الكبار الأدائيّة التي سجلتها  في معان وتقترن بالتمثيل أو الرياضة على شكل دائرة:

 

طاق طاقية

طاق طاق طاقية

 

شباكين بعلية

رن رن يا جرس

 

حول واركب عالفرس

والثعلب فات فات

 

في ذيله سبع لفات

والثعلب فات بدارنا

 

بسلامته عاوز يمسكنا

وانتي يا ام الشعر طويل

 

بصي وراكي أهو المنديل

 

 

 

 

 

 

 

 

-----------------------

العمال العمالي

مسيكم بالخير

 

يا العمال العمالي

اهلا ومسا الخير

 

يا العمال العمالي

يلا اعطونا ابنيتكم

 

يا العمال العمالي

ما بنعطيكو ابنيتنا

 

إلا بالألف والميّه

ثم ترد المجموعة الأخرى قائلة:

ننزل على داركم

 

وانكسر ابوابكم

هذي عروستنا

 

والله لناخذها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-----------------------

انا الحرامي

مين في الحديقة

 

أنا الحرامي

ماذا تفعل

 

أقطف وردة

مين اللي أمرك

 

أنا أمرت نفسي

اخرج من هنا

 

اخرج من هنا

 

 

 

 

 

 

 

-----------------------

ومن أغاني المواسم عند نزول المطر يتجمع الأطفال ويغنون:

 

أمطري وزيدي

 

بيتنا حديدي

ملكنا عبد الله

 

ورزقنا على الله

 

 

 

 

 

 

-----------------------

يا رب تشتّي:

يا رب تشتي تشتي

 

واروح عند ستي

تعمل لي فطيرة

 

وأكلها وأنام

وأصبح جيعان

 

 

 

 

 

-----------------------

شميسه

شمست شميسه

 

عا مغاير عيشة

عيشة بالمغارة

 

ابتحلب قطة وفارة

 

اجى القط وكبها

 

 

 

 

 

 

-----------------------

ولعلّ من أبرز الأغاني التي تقترن بالأداء الحركي التمثيلي هي أغنية سبع ولاد:

خالي عنده سبع ولاد،  سبع ولاد،  بتعرف شو بشتغلوا ؟

أول واحد كان نجار،  كان نجار

هيك بيعمل دايمًا (ويتم تمثيل عمل النجار باليدين)

ثاني واحد كان حداد،  كان حداد

هيك بيعمل دايمًا (ويتم تمثيل عمل الحداد باليدين)

ثالث واحد كان خباز،  كان خباز

هيك بيعمل دايمًا (ويتم تمثيل عمل الخباز باليدين)

رابع واحد كان شوفير،  كان شوفير

هيك بيعمل دايمًا (ويتم تمثيل مسك السائق للمقود باليدين)

خامس واحد كان دكتور،  كان دكتور

هيك بيعمل دايمًا (ويتم تمثيل مسك الطبيب للسماعة)

سادس واحد كان فرحان،  كان فرحان

هيك بيعمل دايمًا (ويتم تمثيل الفرح بالابتسام)

سابع واحد كان كسلان،  كان كسلان

هيك بيعمل دايمًا (ويتم تمثيل الكسل بالنوم)

ومن أغاني المواسم أغنية أم الغيثالتي يغنيها بعض الكبار بالإضافة إلى الصغار وهي رجاء واسترحام لنزول المطر كما أنها تعبر عن الشعور الديني لدى الأطفال:

يام الغيث غيثنا

 

بلي شويشة راعينا

راعينا حسن القرع

 

لا بشبع ولا بقنع

 

 

 

-----------------------

أم الغيث يا دايم

 

بلي ازريعنا النايم

بلي ازريع ابو فلان

 

اللي عالكرم نايم

 

 

 

-----------------------

يا الله الغيث يا ربي

 

تروي زريعنا الغربي

 

 

-----------------------

المراجع

  1. الباش، حسن، أغاني وألعاب الأطفال في التراث الشعبي الفلسطيني، دار الجليل للطباعة، دمشق، طبعة أولى، 1986م
  2. الحوراني، عبد الرحمن، التراث الشعبي في حوران، الطبعة الأولى، دمشق 1992م
  3. الحوراني، عبد الرحمن، التراث الشعبي في حوران،  المصدر نفسه
  4. القسوس، نجيب، ملامح من التراث الشعبي في محافظة الكرك، منشورات جامعة مؤته 1994م
  5. العمد،  هاني، الأغاني الشعبية في الأردن، الناشر وزارة الثقافة، مطبعة السفراء، عمان، الاردن2011
  6. مقابلة مع السيدة أم طارق في منزلها في معان بتاريخ 15/7/1994م
  7. مقابلة مع السيدة أم خالد في الشوبك 20/7/19994م
  8. مقابلة مع السيدة أم نبيل في معان 25/7/19994م
  9. بعض الأغاني دونتها من ذاكرة أطفالي (محمد،  رامي، رولا) 1/6/1994م

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة