عشيرة الفريحات، نسبُها، ودورها الاجتماعي والتاريخي
في جبل عجلون.
إعــــداد
خالد زكي ظاهر فريحات أ. سامر عبدالرزاق فريحات
عضو اتحاد المؤرخين في تراث القبائل وأنسابها باحث في الموسوعة العجلونيّة
المحتويات
أوّلاً- نسب عشيرة الفريحات .
ثانياً- عشيرة الفريحات في الأردن وفلسطين .
ثالثاً- زعامات عشيرة الفريحات قبل عصر التنظيمات العثمانية:
1. الشيخ يوسف البركات.
2. الشيخ ضرغام العباس الفريحات.
3. الشيخ بركات الأحمد بركات.
رابعاً- زعامات العشيرة منذ عهد التنظيمات العثمانية حتى وقتنا الحاضر:
1. الشيخ حسن أفندي البركات.
2. الشيخ إبراهيم أفندي العباس.
3. الشيخ خزاعي افندي الدرغام.
4. الشيخ راشد باشا الخزاعي.
خامساً- الخاتمة
- هوامش ومراجع البحث.
أوّلاً- نسب عشيرة الفريحات :
ذكر المؤرّخون العديد من الآراء عن نسب هذه العشيرة نورد أبرزها:
1- أول من ذكر هذه العشيرة ونسبها حسب ما وصلنا من معلومات هو الكاتب الانجليزي فريدريك بيك(1) حيث يقول :"يزعمون أن جدهم فريح من قبيلة اللهيب اليمنية، ولسبب ما خرج فريح و أخوه فرح و مقداد من اليمن و نزلوا بجوار سيل الزرقاء ومن ثم تفرقوا, و ذهب فرح إلى قارة بسوريا , ورحل مقداد وهو جد المقداديين إلى بصرى الشام ، أما فريح فقد أقام في خربة الوهادنة التي كانت مركزا للشيخ حمد جد حمولة الخطاطبه القاطنة اليوم في كفرنجة"، وهذا الرأي هو المحفوظ في ذاكرة أبناء العشيرة وما تناقلوه عن إباءهم وأجدادهم.
2- تناقل الرأي السّابق أيضا عدد من الكتاب و الباحثين:
- يقول العلامة المجاهد عزة دروزة(2) وهو أصلا من عائلة دروزة التي تعود بنسبها إلى عشيرة الفريحات في جبل عجلون "تنتسب عشيرة الفريحات إلى قبيلة اللهيب اليمنية".
- ويقول الأستاذ روكس بن زائد العزيزي(3) في معرض حديثه عن عشيرة الفريحات" يقول كبارهم: إن جدهم فريح الذين ينتسبون إليه من قبيلة اللهيب وهم غير اللهيب في منطقة حلب وغير اللهيب المقيمين بناحية أريحا في قضاء ادلب بسوريا" ، ثم يكمل سرد القصة التي ذكرها فريدريك بيك عن تناقل الأخوة الثلاثة و يقول مصطفى مراد الدباغ: " الفريحات من اكبر حمايل منطقة عجلون وأقواها، يذكرون أنهم من قبيلة اللهيب وأنهم من الجبور القحطانية" , ويقول أيضا في كتابة القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين في معرض حديثه عن القبائل الزبيدية يقول: "ومنهم أي من زبيد اللهيب في معظم بلاد الجليل ومنهم العرامشة والفريحات في جبل عجلون وهناك جماعة في جبل جنين ".
- يقول محمد مهيدات(4) عن عشيرة الفريحات "يزعمون أن جدهم فريح من قبيلة اللهيب اليمنية " وذكر أيضا قصة تفرع الأخوة الثلاث المذكورة في كتاب فريدريك بيك.
- يقول عوني جدوع العبيدي(5):"الفريحات في جبل عجلون أقارب اللهيب بفلسطين، و اللهيب من عشائر الناصرة وصفد وبلاد الجليل، واللهيب أصلا من بني زبيد القحطاني".
- جاء في كتاب عن حياة العلامة محمد عزة دروزة(6) ":تعد عشيرة الفريحات من اكبر عشائر منطقة عجلون وهم من أعقاب قبيلة اللهيب من عرب الجبور من القحطانية".
من خلال ما سبق من آراء نجد أن معظم الآراء السابقة حول نسب عشيرة الفريحات المقدادية وأبناء فرح في حسية وقارة (الاغاوات) وكانت على الأوجه التالية :
1.الفريحات من قبيلة اللهيب اليمنية .
2.الفريحات من اللهيب من الجبور القحطانية أصلا من اليمن يقيم في مناطق عجلون كفرنجه و راجب، ومحافظة جرش في بلدة الجزازة والحسينيات ونجدة.
3.الفريحات من قبيلة زبيد
4.الفريحات والمقدادية والاغاوات من قبيلة اللهيب اليمنية
ثانياً- عشيرة الفريحات في الأردن وفلسطين:
تنتسب هذه العشيرة إلى جدها (فريح) وهو من رجال القرن السادس عشر الميلادي(7) وعلى الأخص في منتصف القرن المذكور حيث كان ينزل بخربة الوهادنة(8) في لواء عجلون عند عشيرة الخطاطبه(9)، كان فريح من المقربين لشيخ العشيرة (الشيخ حمد) فقد عاش عنده مُعززاً مُكرّماً، ومع مرور الزمن أصبح مستشاراً للشيخ حمد يشاوره في معظم أمور العشيرة ، وفي ذلك الوقت كان يقيم بمنطقة الغور( الشيخ سعيفان) شيخ عرب المشالخة(10)، وكان من الشيوخ الذين تهابه جميع القبائل المجاورة ، وكان لدى شيخ الخطاطبه ابنة جميلة ذاع صيتها بين القبائل، وما أن سمع بها الشيخ سعيفان حتى أرسل رسولاً لوالدها يطلب منه يد ابنته رغم انه متزوج من أكثر من واحدة، وبما انه لا يرفض له طلب احتار الشيخ حمد في موضوع زواج ابنته لأنه إذا رفض هذا الزواج سيقوم سعيفان بغزوه وهو وعشيرته لا قبل لهم بهذا الشيخ، فجمع أبناء عشيرته و شاورهم في أمر الشيخ سعيفان، وكان فريح من ضمن الذين استشيروا في هذا الموضوع فعرض عليه خطة للتخلص من هذا الشيخ، فوافق الشيخ حمد وقال له سأعطيك ابنتي إن خلصتني من الشيخ سعيفان فوافق فريح على ذلك وطلب من الشيخ حمد أن يرسل للشيخ سعيفان بالموافقة وذكر له موعد العرس ليتسنى له تنفيذ الخطة.
وعند موعد العرس، قام فريح بوضع عبدة (أنثى) في هودج العروس، ونصب كميناً للفاردة القادمة(الجماعة التي تأتي لأخذ العروس) عند أرض تسمى عين الزغدية، وهذا الكمين مؤلف من معظم أبناء العشيرة تحت الأشجار، ولما حضرت الفاردة لأخذ العروس كان على رأسها الشيخ سعيفان، وكان ضمن الفاردة القادمة هودج وبه ابنة الشيخ سعيفان، ومعها خُرْج من المال مهراً للعروس. وما أن ظهرت الفاردة، أخذت الخيل تتسابق ويعلوهم سوط الأهازيج والأغاني، وعند موقع الكمين أحاط بهم رجال الخطاطبه بقيادة فريح من جميع الجهات، وهجموا على الفاردة هجمة رجل واحد. فقتل الشيخ سعيفان وهرب جميع من معه. ويقال بأنه هودج ابنة الشيخ سعيفان بقي يسير حتى وصلت أراضي قرية راجب المطلة على أراضي عبّاد بجوار سد الملك طلال(حاليّاً)، فلحق بها فرسان العشيرة وعقروا ناقتها، لذلك سميت تلك الأراضي بمعقر الناقة(11). وكثرت الأقوال حول مصير ابنة الشيخ سعيفان التي قال معظمها بأنها قتلت.
وبعد هذه الواقعة تزوج فريح ابنة الشيخ حمد، وكانت هذه الحادثة هي الحجر الأساس لظهور زعامة فريح وأبنائه من بعده(12) . وبعد هذه الواقعة حصلت واقعة أخرى بين الخطاطبه والرشدان؛ حيث يقال(13) بأن الشيخ حمد شيخ الخطاطبه خرج في رحلة صيد، وفي الطريق التقوا بفتاة من عرب الرشدان، فغازلها الشيخ حمد وأرادها لنفسه رغم أن فريح نصحه ألاّ يتعرض للفتاة، وعندما علمت عشيرة الرشدان بأمر الشيخ حمد أخذ النزاع يحتدم بين العشيرتين وتدخل بعض شيوخ العشائر للصلح بينهما. واتفقوا أن يكون الصلح في مضارب الرشدان بمنطقة الكورة، فاستشار الشيخ حمد صهره فريح فأشار عليه بأن لا يذهب للصلح وألاّ يتناول الطعام في مضارب الرشدان، لكنه لم يلقِ بالاً لنصيحة صهره فريح، وذهب مع بعض أقاربه للصلح وبقي فريح في مضارب العشيرة وهناك غدروا به وقتلوه وقطعوا رأسه على مائدة الطعام.
وقامت عشيرة الخطاطبه بعد ذلك بالثأر لمقتل شيخهم، حيث نصبوا للرشدان كميناً في منطقه تعرف حتى يومنا هذا بـــــ (عراق الرشدان) وقتلوا جماعة منهم، وبعد مقتل الشيخ حمد تسلم الشيخ فريح مشيخة العشيرة وبدأ صيته ينتشر بين القبائل المجاورة وأنيطت به مسؤولية توريد أموال الضرائب إلى والي دمشق.
وفي حوالي (1009 هجري -1600م) هجم صخور الغور على مضارب الخطاطبه، فخرج لهم فريح على رأس فرسان عشيرة الخطاطبة وبعد صدام شديد بين العشيرتين قتل فريح أثناء المعركة، وقد عقّب فريح ابنه سليم وخلّف سليم ستة أبناء هم : (سلامة، وعثمان، ومحمد، وبركات، وفرحان جد آل دروزة، وفروح جد فريحات اليامون)، ثمّ خرج فرحان و فروح عام 1657 في حملة الأمير سعد الدين الفقاري على طريق الحجيج، حيث كان البداوة يعتدون على الحجاج آنذاك، وأثناء مرور الحملة من الشام إلى جبل عجلون أخذ الأخوان المذكوران مع الجيش التركي، وحين وصول الجيش إلى نابلس هرب الاثنين واختبأوا فيها لحين ذهاب القوة، وبعدها اخذ فرحان يعمل بالدرازة أي الخياطة فسمي بدروزة ، وذهب فروح إلى جبع ومنها إلى اليامون من أعمال جنين وسكن فيها هو وذريّته إلى يومنا هذا، ومن ذريتهم الآن في مدينة الرصيفة في الزرقاء نتشارك معهم في كل المناسبات.
وفي تلك الفترة كانت زعامة منطقة عجلون في بني هاني والرشدان، فثار الرباع على الرشدان وأخرجوهم من الكورة واستلموا الزعامة بدلاً من الرشدان، أما بني هاني قد أرسل إليهم ظاهر العمر حملة لتأديبهم وإنهاء زعامتهم وفي عام (1761) ظهر يوسف البركات لعشيرة الفريحات.
ثالثاً- زعامات عشيرة الفريحات قبل عصر التنظيمات العثمانية: اشتهر في عشيرة الفريحات بعض الزعماء الذين كانت لهم ادوار اجتماعية وتاريخية كبيرة ومن أهمّهم:
1. الشيخ يوسف البركات:
وهو يوسف بن بركات الأول بن سليم بن فريح تولى زعامة العشيرة في حوالي عام (1761م) وهي أول زعامة للفريحات بعد مقتل جدهم فريح على يد صخور الغور في عام (1600م)(14)، وقد افتتح يوسف البركات عهده باغتصاب أراضي كفرنجه(15) والتي كانت ملكاً لأهالي عنجره، وقد امتنع عن دفع الضرائب للدولة العثمانية مما اضطر إلى أن يتحصن في قلعة عجلون –الربض(16)- خوفا من هجوم السرايا العثمانية عليه وفعلا حوصر في القلعة هو وعشيرته لعدة أشهر واستطاع أن يذهب إلى والي عكا(احمد باشا الجزار ) كي يتوسط لدى والي دمشق لفك الحصار عنه وتم له ذلك، حيث فك عنه الحصار، واعفي من الضرائب، و قد ذكر هذه القصة الرحالة السويسري (بيركهارت) في رحلته إلى قلعة عجلون عام(1812م) حيث قال: ( لقد تركت حصاني وأخذت رجلا ليصحبني إلى قلعة الربض بالقرب من عين جنا، والتي تقوم على قمة جبل يبعد ثلاثة أرباع الساعة من عجلون، وعلى مسافة قصيرة من جنوب قرية كفرنجه، وهذه القلعة محل إقامة زعيم منطقة عجلون من عائلة بركات –يوسف البركات- والتي ما زالت الزعامة في يدها من سنين عديدة، ثم اخذ أفرادها يتصارعون عليها مؤخرا، وحوصر الزعيم يوسف البركات في القلعة لعدة شهور وقد ذهب الآن إلى والي طبريا الجزار ليستعين به، وبقيت عائلته. وبعد أن صدرت أوامر مشددة بعدم تمكين أشخاص غير معروفين من دخول القلعة وبإحكام إغلاق البوابة ).
ويستطرد بيركهارت فيقول (إنّه كانت بحوزته كتب توصية إلى يوسف البركات من متسلم دمشق، ويصف انه حينما وصل إلى بوابة القلعة تجمع جميع الأهالي على سور القلعة ليسألوا من أكون وماذا أريد، ولما شرحت لهم عن طبيعة مهمتي فتح الأهالي البوابة، ولكن الأهالي كانوا شديدي الحذر مني، وقد استدعي رجل يجيد القراءة وكتب بصوت عالي(17) – وعلى أثر ذلك أصبح يوسف البركات زعيم عشيرة الفريحات أمراً من والي دمشق، وتمّ تعينه شيخا لمشايخ جبل عجلون –سنجق- وقد أشار إلى ذلك الرحالة (القس كلاين) الذي زار عجلون عام (1868م) قال: إن بلدة كفرنجة هي مركز الحاكم الفرعي الذي يسمى بالأفندي وتقع منطقة جبل عجلون تحت نفوذه وهو ينتمي إلى عائلة قديمة تسمى عشيرة الفريحات(18) وكان من أهم سلطات يوسف البركات:
- يعتبر هو المؤسس لزعامة عشيرة الفريحات من شمال سيل الزرقاء حتى درعا.
- هو الوحيد الذي كان يجهز الجيوش ويبعثها إلى الأستانة.
- يحكم بالإعدام على أي شخص يعبث بأمن المنطقة .
- لا يستطيع احد أن يحكم عليه بالجلاء.
- يقوم بجباية الضرائب من السكان لحساب الدولة العثمانية.
وكان مركز عمله كفرنجه وسرايا اربد. وحدث انه ذات يوم ذهب يوسف البركات إلى قرية تبنه وإلى بيت شريدة الرباع (جد آل شريدة ) فأكرمه واحتفى به على مضض، ذلك بسبب الغيرة التي دبت في الشريدة على أثر تسلّم يوسف البركات سنجقية جبل عجلون بما فيها منطقة الكورة، وأثناء وجود يوسف البركات في منزل الشريدة(19)، أوعز الشريدة لخادمه أن يقول ليوسف البركات " يا معزب روح وتعال" وقد فعل ذلك الخادم وقال ليوسف البركات أثناء تناوله طعام الغداء " يا معزب روح وتعال" فغضب يوسف وكاد أن يقضي عليه لولا شريدة دخل في الحال وتوسط للخادم عند يوسف، عندئذ علم يوسف أن هناك مؤامرة حيكت ضده، فرفع يده عن الطعام وخرج غاضباً، وصمم على الانتقام. وبعد حين عاد يوسف إلى تبنه ومعه الجنود وضرب خيمته على سطح دار الشريدة الذي اشتد غضبه وعزم على الانتقام من يوسف البركات، فاستدعى عشرة رجال من رجاله الأشداء وقص عليهم القصة، وتواعدوا أن يقتلوا يوسف في سرايا اربد، ثم ذهب الشريدة إلى يوسف واستعطفه أن ينزل عن سطح بيته، ووعده أن يوافيه في اربد بعد أيام لتأدية ما يطلب منه من أموال، وفي الوقت المحدد ذهب الشريدة و رجاله إلى اربد وكان الوقت ليلا فطرقوا باب السرايا فرد عليهم الخادم (عيسوه) وهو نصراني ربضي فأعلموه بأن يخبر سيده أن الشريدة أتى بالأموال.
وجاء في بال يوسف بأن الشريدة لم يأتِ بهذا الوقت من الليل إلا للفتك به فأمر الخادم أن يفتح له الباب، ولما استوضح الخادم من الشريدة عن ذلك أجابه أنه لوحده ففتح له الباب و فور دخولهم انقضوا على الخادم فقتلوه، ثم دخل الشريدة ورجاله على غرفة يوسف البركات وبعد أن وجهوا اللوم على استهتاره بهم عندما نصب بيته على سطح منزلهم وبعدها قتلوه وعادوا راجعين إلى تبنه.
وهناك رواية أخرى تقول بأن يوسف البركات عندما جاءه الشريدة إلى السرايا بإربد كان يستحم وخادمه عيسوه على الباب وعندما سألوا الخادم عن يوسف قال لهم إن سيده يستحم فادخلوا الجفت-الخرطوش- من ثقب الباب وقتلوا الخادم، ثم كسروا الباب ودخلوا على يوسف وقتلوه، وبعد مقتل يوسف البركات في عام 1825م(20) طلبت عشيرة الفريحات الثأر له فخرج فياض البركات شقيق يوسف إلى الكورة طالبا الثأر لأخيه لكنه قُتل، فخلفه أخوه الثاني كايد البركات(21) فقاد معارك ضارية و شديدة مع الشريدة فأرسل الشريدة يستنجد بوالي دمشق، فأرسل الوالي قوة من الجند للقضاء على المنازعات والقبض على كايد وأودع في السجن ثم أعدم في قرية سوف.
وقد اشتهر كايد المذكور في أنحاء عديدة من جبل عجلون وخاصة في منطقة سوف التي تم إعدامه فيها، واخذ الناس يطلقون على أبنائهم اسم كايد على اسم كايد البركات المذكور تيمناً به. وتذكر بعض روايات أهل العشيرة(22) انه في بعض المعارك بين الفريحات والشريدة ان الفريحات هاجموا وقتلوا نحو 60 شخصاً من الشريدة، و دارت معارك طاحنة بين الفريقين وكان من ضمن المنهوبات التي غنمها الفريحات سرير، وعندما عادوا به إلى ديارهم وجدوا طفلا صغيرا لم يشعروا بوجوده أثناء أخذ السرير، وفيما بعد تبين أن الطفل الذي بالسرير هو كليب الشريدة فحضرت والدته إلى مضارب عشيرة الفريحات وطالبت به فأعطوها إياه وأكرموها، وبعد هذا النزاع الطويل بين العشيرتين تدخلت بعض العشائر المجاورة، وتم الصلح بين الطرفين وحل الوئام بدل الخصام، و فيما بعد جرت علاقات مصاهرة بين العشيرتين وما يذكر أن نخوة عشيرة الفريحات كانت في البداية وأثناء معاركهم مع الشريدة (ثور يا دم عيسوه)، ويعنون بذلك عيسوه النصراني الذي قتل مع يوسف البركات في سرايا اربد وأنهم لم يأخذوا دم عيسوه حتى يأتي دور دم يوسف البركات.
وقد تغيرت هذه النخوة فيما بعد إلى إخوة شيرة، نسبة إلى (شيرة بنت مصطفى السلامة السليم الفريحات)، وروايتها كما يلي(23):أن شيرة المصطفى الفريحات بنت بكر لم تتزوج، وهي أيضا شاعرة، لم يكن يوجد في المنطقة شاعرة مثلها، وعاصر تلك الفترة الشيخ نمر بن عدوان الشاعر المعروف بفقده لزوجته( وضحا ) وبكاها شعراً، وتغنت بذلك العربان، وقد وصف له المقربون شيرة بنت مصطفى الفريح وقالوا إنها ستكون له إذا تزوجها عوضاً عن وضحا، فأرسل ابن عدوان بقصيدة موجهة إلى شيرة مع أحد عبيده، وأوصاه بأنْ يرسلها إلى والدها مصطفى الفريح وأن لا يُسلمها إلى شيرة، فقدم العبد إلى كفرنجة، ولكنه لم يجد مصطفى والد شيرة ، فسألت شيرة العبد عما يريد من والدها فقال لها انه يحمل رسالة من نمر بن عدوان فقالت أعطني إياها فلما قرأتها تبين أن الرسالة هي قصيدة يطلب فيها يد شيرة من والدها فردت عليه شيرة بقصيدة مماثلة تقول فيها :
قوم يا غلام نضوا تفزفز سرساح في بحر الرحاريح
رافوف على ام الريال نصاح لا فز جز الرفيف المسربل بالكواز
بز الزميل جاي حده يهتز وارضي الهزيل وكيف ما مزت يمتاز
يطوف طوف الزبرقان مع الخز بين العراق ومصر وشيراز
مرسول لابن عدوان بك قد كز ومروع بعنبر فاد نيراز
زرزور زور بالزوزاز تنزوز زرزوري زوزلي بهزاز
ومن بعد يا راكب اللي تقول وز اسرع من الخاطوف او حدبة الباز
من منطقتي خذلي سلامي ومن الدر والياقوت واليلو والماز
ومن الزمرد مع الزبرجد مع الخز سيلان والفيروز والجوهر الناز
تشكي لنا من هوى اخضرانية من نسمة الريح تهتز وتقول حورة لها طارق الريح هزاز
عمك لو شافها بالنواعس هز صابو رواعيد مع رواجيف هزاز
ولو شافها ميت من ساعته فز زار النعيم وبجنة الخلد فاز
جزنا من الرعراع يا صاحبي جز واللي ملكو شيء به اليوم ممتاز
وازكى صلاة الله ما هزهز الوز على النبي ما ساح سايح ومعتاز
2. الشيخ ضرغام العباس الفريحات:
وهو درغام بن عباس بن مصطفى بن سلامة بن سليم بن فريح، تزعم عشيرة الفريحات في بداية القرن التاسع عشر، وبعد مقتل الشيخ يوسف البركات، وكان له دور بارز أثناء ثورة جبل عجلون (1839م) والتي قادها احد أبناء العشيرة الفريحات، وهو بركات الأحمد البركات، ونجد له ذكراً في كثير من الوثائق التي أرّخت لهذه الثورة. فقد كان من ضمن الموقعين على الوثيقة المرسلة من مشايخ جبل عجلون إلى والي دمشق مبينين له ما قد وقع عليهم من ظلم المتسلّمين إبان الحكم المصري للبلاد العربية، وقد بقي على قيد الحياة حتى عام (1873م) ؛حيث ذكرت الكتب التاريخية أنه تسلم عضوية مجلس إدارة القضاء في عام (1872م) ومما يذكر أيضاً انه استطاع أن يستملك أراضي قرية الجزازة في جرش والتي كانت تسكنها عشيرة البلاونة، ومن أبنائه (خزاعي و فندي) الدرغام .
3. الشيخ بركات الأحمد بركات :
ويعرف ببركات الثاني ابن أخ الشيخ يوسف البركات، وقد تزعم العشيرة بعد إعدام عمه كايد في سوف، وكان من المشايخ في العشيرة في تلك الفترة الشيخ ضرغام العباس، وكان مساعده الشيخ بركات الأحمد الذي قاد ثورة جبل عجلون ضد الإدارة المصرية إبان الحكم العثماني، وكان سبب هذه الثورة أن المُتسلمين الأتراك وخاصة محمد أغا والخواجا موسى ظلموا السكان والفلاحين من أهالي جبل عجلون وأثقلوا كاهلهم بما يفوق طاقتهم بالضرائب والأموال الأميرية، وقاموا بسجن كثير من الفلاحين ممن عجزوا عن دفع الضرائب، فقامت على أثر ذلك بعض أحداث الشغب مثل مجابهة العسكر والاستيلاء على خيولهم ومتاعهم. وكانت هذه الثورة هي إحدى مشاعل الثورة الرئيسية والتي كان مصدرها الأول حوران بقيادة الشيخ محمد الرفاعي(24).
أرسل الوالي عن طريق حسن أغا اليازجي مستفسرا عن سبب هذه الفوضى والشغب، وطلب محمد أغا الشربجي من مشايخ جبل عجلون أن يحضروا المقابلة في قرية كفريوبا لدراسة الوضع فأرسلوا له بأن يحضر إليهم بنفسه ليستجدي الأمر، وفي النهاية تمت المقابلة بين الطرفين في قرية المزار تبين لمشايخ جبل عجلون ومنهم الشيخ ضرغام العباس الفريحات، وبركات الأحمد الفريحات، أن حسن أغا اليازجي سبب هذه الفوضى فطلبوا منه أن يبلغ الوالي استرحاماً برفع الظلم عنهم والذي أجراه عليهم متسلمين منطقة عجلون، وأنهم – إن- وافق الوالي سيقومون بإرجاع منهوبات العسكر، فما كان من الوالي والمتسلمين إلا التنكّر لهذا الاسترحام، فطلب الوالي من المتسلمين القبض على زعماء الشغب والفوضى وعلى رأسهم الشيخ بركات الأحمد والشيخ صلاح عبدالرحمن الشريدة وإعدامهم.
وعندها قام بركات الأحمد وصلاح عبدالرحمن بإشعال الثورة ضد العسكر من جديد في(16/آب/1839م -7/جمادى آخرة/1255هجري)(25)جاء بركات الأحمد وصلاح عبدالرحمن ومعهم خمسون رجلاً من حملة البنادق، وعشرون خيالاً فنهبوا القرية التي كان العسكر يخيمون بها، وكان من ضمن المنهوبات ثلاثة جياد، فأدركهم شيخ القرية فردّوا له الجياد واخذوا بقية المنهوبات، ثم سطوا على قلعة اربد وتبادلوا مع الجنود المرابطين إطلاق الرصاص ثم سطوا على الشونة(26) ونهبوها، واستمرت بعد ذلك اعتداءات الثوار على العسكر، مما اضطر المتسلمون إلى تجريد حملة ضد الثوار فهاجموا قرية الطيبة مركز الثوار، وحصل تبادل إطلاق الرصاص ثم انسحب الثوار إلى قرية تبنه فلحقهم العسكر إلى القرية فأرسل الثوار رجلا يطلبون الاستئمان فأبوا إلا أن يُسلم الثوار أسلحتهم، فرفض الثوار ذلك، ثم انسحبوا إلى الغابة المجاورة للقرية واستحكموا فيها واتخذوها مقرا لثورتهم، وكان عدد الثوار نحو 200 من حملة البنادق و 200 من حملة النياشين.
بعد ذلك بدأت مطاردة العسكر للشيخ بركات الأحمد الفريحات ولصلاح عبدالرحمن الشريد وفشلت هذه المطاردات ، وفي إحدى المرات حضر العسكر إلى قرية كفرنجه وطلبوا من شيخها ضرغام العباس جمع أسلحة القرية فأحضر لهم خمسين بندقية من أصل مائة وخمسين بندقية في جبل عجلون(27)، وبعد مضايقات شديدة من العسكر على الثوار اضطر الثوار إلى طلب الأمان من العسكر مقابل تسليم أنفسهم، في ذلك الوقت ترامى لأسماعهم بأن نجدات من حوران مقر الثورة الرئيسية قادمة فرجعوا عن طلب الأمان، واستمروا في مقاومة العسكر ثم استمر إسماعيل بيك لإخضاع الشيخين بركات الأحمد وصلاح عبدالرحمن بالتعاون مع محمد خفتان بيك، إلا أن هذه الحملة لم تنجح بسبب وعورة المنطقة وكثافة غاباتها، وبعدها لجأوا إلى اللين والمهادنة، وأرسلوا بعض شيوخ البلقاء من بني صخر للتدخل لدى الشيخين الثائرين فتم إقناعهم لتسليم أنفسهم، حيث سلما نفسيهما لمحمد خفتان بك وجاء في رسالة رسمية من محمد شريف باشا اخبره إلى نهاية ثورة الجبل وتقول الرسالة: يقول عبدكم محمد اغا الشربجي متسلم عجلون في كتبه الواردة "إن الشيخين المدعوين بركات الأحمد و صلاح عبدالرحمن اللذين كانا رؤساء الأشقياء قد استئمنا عبدكم خفتان ففعل وذهبا إليك " وبعد ذلك قامت الإدارة المصرية بعزل المتسلم والخواجا موسى خارجي كاتب حسابات عجلون وسجنته وقامت بجمع الأسلحة من جبل عجلون، بعد ذلك اتخذت الإدارة المصرية من قرية تبنه معسكرا لها وعينت الشيخ يوسف الشريدة متسلما للواء بدلا من المتسلم السابق محمد اغا الشوربجي.
ومما يذكر أيضا أن بركات الثاني عقد حلفا مع العدوان الذين كانوا قد التجأوا في ذلك الوقت إلى منطقة عجلون بعد أن أخرجهم المهداوية من البلقاء في المرحلة الأولى من حروبهم مع المهداوية، وقد اثبت هذا الحلف قوته ومتانته حيث أغار العداون والفريحات على بني صخر وأخرجوهم من منطقة عجلون(28)، ثم أنّ هذا الحلف مجتمعاً بمؤازرة آل عبد الهادي من القيسية ضد أعدائهم آل جرار وال طوقان من اليمنية، وكان آل جرار قد انهزموا في معركة صانور من قبل خصمهم آل عبدالهادي فاستنجدوا بالصقور وقام آل عبدالهادي بالاستنجاد بالفريحات والعدوان وانتصروا على آل جرار مرة أخرى وعاد الفريحات والعداون بالغنائم بعد هذه المعركة(29) ، وقد كان الرحالة ( و.م تومسون) أحد شهود هذه المعركة و قد وصفها في رحلته المسماة بالأرض والإنسان حيث يقول(30):
"ها نحن في جنين في اليوم الأول من شهر نيسان عام (1875م)-عام الرحلة- هنا صخب وجلبة عظيمتان وقد بدا لي أن جماعات مختلفة مرت من وسط البلدة مساء أمس وهم بدور الغور( الصقور ) وجبل عجلون(الشريدة) قد جاء بهم آل جرار وال طوقان وال النمر لكي يساعدوهم ضد آل عبد الهادي. وقد وقعت مناوشة أثناء الليل بالقرب من جبع مع أنصار آل عبدالهادي في عرابة، ويقول أهل جنين وهم من حزب آل جرار أن الهزيمة لحقت بال عبد الهادي، ولكن الاشتباكات ما زالت مستمرة ومازال سكان القرى الصغيرة يهاجرون منها، وإذا ألقيت نظرة على الجبال المقابلة فأنك ستشاهد نساء وأطفالاً يسيرون بسرعة، وهم يحملون أثاثهم على الحمير والبغال والجمال. إن الأمر ما زال يسود في هذا الموضع لان عقيله أغا الذي ينزل في مرج ابن عامر يرفض أن يشترك في القتال، وقد حدث ذات يوم أنني مررت بهذا السهل و كان هناك قتال فأغتصب احد اللصوص جوادي، ولن أنسى الأسلوب الهادي الذي استعاد به رفيقنا – و هو من أقارب الاغا –الجواد, ذلك انه قد نذر جماعة النهابين قائلا انه إذا مسوا أي شخص في حمايته فلن يكون بينه وبينهم خبز وملح في هذا الجانب من الأردن، إن هذا التأكيد سيوفر لنا الحماية اليوم.
ويتابع تومسون قائلاً: ولكن لا بد لنا من الالتفاف طويلا حول الأماكن التي يتقاتل فيها هؤلاء الناس أنهم منقسمون على بعض فنصف أهل سيلة الحارثية مثلا مع آل عبدالهادي والنصف الآخر مع آل جرار، وأنت تستطيع أن ترى لمعان بنادقهم في هذه اللحظة وهم يطلقون النار من منازلهم ضد بعضهم البعض، وأن النسوة اللواتي يحطن بي حانقات شد الحنق على آل عبدالهادي، فقد أطلق أنصارهم قبل فترة النار على قرية قريبة في ناحية الروحة قرب يعبد فقتلوا بعض الأشخاص واحرقوا بيوتهم ونهبوا أبقارهم ومواشيهم، وقد أقسمت النسوة انه إذا وقع واحد من أبناء آل عبدالهادي في أيديهن فسوف يشوينه في النار المتلظية، وهذا جعل التجوال في هذه المنطقة حافلاً بالمخاطر".
ونقتبس أيضا مما كتبه محمد عزة دروزة في كتابه العرب والعروبة(31) عن هذه الحرب الأهلية نقلا عن كتاب تاريخ جبل نابلس و البلقاء :
"إن العدوان و الفريحات في الحرب الأهلية التي نشبت بين ضفتي اليمن وقيس في جبال نابلس في الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الهجري، ومما قاله عنهم أنهم كانوا في صف القيسية وان زعماء الصف اليمن آل جرار وطوقان وقد استنجدوا بعرب الصقر وعباد وال الشريدة، وان العدوان بقيادة سلطان البلقاء الأمير علي الدياب – كما يسميه المؤلف –وبما انضم إليهم من حلفائه الفريحات جاءوا إلى فلسطين واشتبكوا مع جماعات الصف اليمني، وان الدائرة في أول الأمر دارت على الصف القيسي، ثم تغير الموقف نتيجة قتل الشيخ رباح العيد الصقر من قبل أحد عبيد الأمير علي، فتمكن القيسيون من الغلبة على خصومهم وهزيمتهم شر الهزيمة، وجمع الصقر شملهم واحتشدوا في مكان اسمه (الشرار) فتوجه الأمير علي الدياب نحوهم واشتبك معم وكسرهم ونهب مواشيهم و شرد نسائهم، ثم سار نحو يافا فنهب عرب أبو كشك ونهب كل من صادفه من الصف اليمني، ومن الجملة قرى البرقاوي ويذكر الاستاذين عليان الجالودي ومحمد عدنان البخيت في كتابهما قضاء عجلون في عهد التنظيمات العثمانية(32):
إن حلف الفريحات كان مكوناً من العدوان والنصيرات في الحصن وبني حسن والرشدان ووقفوا بجانب ال عبدالهادي ضد آل جرار، الذين كان في صفهم الشريدة وبني صخر وعباد. ومما يؤكد وقوف حلف الفريحات والعدوان إلى جانب آل عبدالهادي أن آل عبدالهادي بعد انتهاء الفتنة و تكريماً للفريحات أرسلوا البنائين إلى كفرنجه لبناء قلعة أو حصن شبيهة بقلعتهم في فلسطين وكان هذا عام (1864م) وهذا البناء موجود و بقاياه موجودة حتى وقتنا الحاضر في كفرنجه ويسكنه فخذ من ال فضل البركات(33) .
رابعاً-زعامات العشيرة منذ عهد التنظيمات العثمانية حتى وقتنا الحاضر: كان لعشيرة الفريحات دور تاريخي هام من خلال شخصيّات رسميّة واجتماعيّة اعترفت بهم وبدورهم الدولة العثمانية آنذاك وهم:
1.الشيخ حسن أفندي البركات :
هو حسن بن بركات احمد بن بركات بن سليم بن فريح، وقد ورث الزعامة عن والده الشيخ بركات الأحمد صاحب ثورة عجلون ضد الإدارة المصرية في بلاد الشام عام (1839م)، ويعد من أشهر زعماء العشيرة في العصور المتأخرة، وقد عاصر في زمانه الشيخ يوسف الشريدة الذي توفي عام (1877م)، وقد وصفه الرحالة(اوليفانت) سنة (1879م) بأنّه يستطيع أن يُجنّد (1400م) فارس، في الوقت الذي لا يمكن لغيره تجنيد عشرة فرسان؛ لأنه كان يعمد إلى مساعدة أهل القرى والقبائل البدوية التي كانت تسانده(34)".
ومما يذكر أن الشيخ حسن أفندي البركات كان أول من تسلم عضوية مجلس إدارة قضاء عجلون عن عشيرة الفريحات، وكان ذلك في عام (1869م) وتكررت عضويته في المجلس لعدة سنوات (1869-1871-1873-1877-1878-1880م)، وكان الشيخ حسن البركات من المعارضين لسياسة الدولة العثمانية وقد امتنع عن دفع الضرائب، وقام بثورة عارمة في منطقة عجلون ضد الولاة والمتسلمين العثمانين وتسمّى هذه الثورة (بثورة سوف).
- ثورة سوف:(نموذج للدور الاجتماعي والتاريخي لبعض زعماء العشيرة)
ذكر الرحالة (ميرل) أسباب هذه الثورة فقال(35):"إن أسباب تذمر الأهالي هي المعاملة السيئة التي عامل بها الأتراك الأهالي، حيث يتم جمع الضرائب مُقدّماً، بالإضافة لجمع كميات أخرى من الأموال إعانة للدولة العثمانية تحت اسم "الإعانة الجهادية"، وقد رفض الشيخ حسن البركات شيخ عجلون وسوف دفع الضريبة واستعد للمقاومة، وكان ذلك نحو عام (1870م)حيث اخذ الشيخ حسن بركات يطارد الأتراك من مكان إلى مكان، وينصب لهم الكمائن، ويوقع بين صفوفهم الأذى بعد أن أخذت أمواله وأبناؤه إلى جهات لا يعلمها، ولا يعرف مصيرهم، حتى شكّل من نفسه قائداً ثائراً يحمل عتاده وسلاحه على ظهور دوابه ورجاله، وشكل منهم قافلة غزو لاسترداد ما خسرته عائلته وبلده دون حق أو عدالة(36).
وفي تلك الفترة عُزل عن مجلس إدارة القضاء، وطُلب منه دفع ضريبة متأخرة عن خمسة عشر عاما، وبقيت هذه الثورة حتى عام (1879م) حيث عزم عاكف باشا متصرف لواء حوران القضاء على الفريحات وزعامتهم في كفرنجه ولواء عجلون لولا تدخل مشايخ المنطقة الذين اقنعوا عاكف باشا بالعدول عن محاربة الفريحات(37)، واضطر أخيراً أن يدفع الشيخ حسن الضرائب " وفي رأي آخر أن الإدارة توصلت إلى نوع من التفاهم معه، فقد أشار الرحالة أوليفانت إلى أنّ الضرائب لم تُجبي من العشيرة عند مروره بها(38)، ويقول بأنّه شاهد شيخ سوف وعجلون –الشيخ حسن البركات- قادماً للقائم مقام داوود عبدي وتعهد بإعادة الأمن إلى المنطقة، وفي عام (1881م) طرحت الحكومة أراضي الشيخ حسن البركات في راجب من أجل إيفاء الأموال المطلوبة عليه وبيعت إلى جيران أفندي اسير بمبلغ 90 ألف قرش، وكان هذا بعد وفاته لأنه توفي نحو عام 1881م ومن أبناء الشيخ حسن( محمد – يوسف الحسن البركات) وكانوا من زعماء العشيرة في أواخر العهد العثماني .
2- الشيخ إبراهيم أفندي العباس:
هو أخ درغام وقد ذكرته بعض الكتب التي تبحث في تاريخ جبل عجلون باسم إبراهيم أفندي الدرغام خطأً لان (درغام) هو أخوه ووالدهما عباس المصطفى وقد دخل في عضوية مجلس إدارة القضاء في عام (1884م)
3- الشيخ خزاعي افندي الدرغام:
هو خزاعي بن درغام بن عباس بن مصطفى بن سلامة بن فريح ، دخل خزاعي أفندي الدرغام عضوية مجلس إدارة القضاء لعدة مرات (1874-1875-1889-1890م) وكان أيضا رئيسا لمجلس اختيارية قرية الجزازة التي استملكها والده.
وقدتمكن بعض شخصيات عشيرة الفريحات من تقلّد عضوية مجلس إدارة القضاء بعهد التنظيمات الإدارية(39)، ومحكمة البداية وكان ينتخب في مجلس عضويتها اثنان من أبناء عشائر المنطقة وقد فاز بعضويتها من عشيرة الفريحات كل من :
1- مزيد افندي الدرغام الفريحات سنة (1880م)
2-الشيخ حسين افندي البركات الفريحات سنة (1892م)
4- الشيخ راشد باشا الخزاعي:
هو راشد بن خزاعي بن درغام ابن عباس بن مصطفى بن سلامة بن سليم بن فريح جد عشيرة الفريحات بمحافظة عجلون، وأمه من عشيرة العدوان (فرسخ العدوان). ولد راشد باشا في بلدة كفرنحه في عام (1849م)، وترعرع في كنف والده خزاعي الدرغام وجده درغام افندي وكان جده شيخا للعشيرة وكذلك والده كان شيخا ومختارا لقرية الجزازة في جرش وكان، راشد باشا يرافق والده وجده في كثير من مجالس العشيرة مما كان له الأثر الكبير في بناء شخصيته، ومما ساعده على الخوض في مجال الزعامة، وفي نهاية القرن التاسع عشر الماضي كان راشد باشا عضوا في مجلس اختيارية قرية الجزازة التي كان رأسها والده خزاعي الدرغام، تزوج راشد الخزاعي من أربعة نساء :
- الأولى: خزنة المومني ولم تنجب منه.
- الثانية يُقال يقال لها بنت طراد من باعون وأنجبت له ( محمد و فهد ) توفوا و لم يعقبوا.
- الثالثة: رفقة بنت الشيخ حسن البركات، وكانت رفقة شاعرة وفارسة وتقرأ وتكتب، وبالإضافة إلى ذلك كانت على قدر كبير من الجمال، وكان لوالدها حسن البركات صيت وجاه وكان زواج راشد الخزاعي منها له سبب في تزعم راشد باشا للعشيرة وللواء عجلون، وقد أنجبت رفقة الحسن لراشد الباشا ستة أبناء وهم ( فوزي، ومحمود، وشفيق، وفواز، وفايز، ولطفي).
- الرابعة : بعد وفاة رفقة في عام (1928م) تزوج راشد الخزاعي ببهيرة بنت محمد صالح الصمادي العجلوني، وكانت متزوجة قبل راشد من رجل من أصل شامي اسمه جميل رسلان الملقي، و كان معها من الزوج الأول ولد اسمه حسني، وبنت اسمها (وصال) فتبناهم راشد باشا وجعلهم كأبنائه وأنجبت بهيرة من راشد أيضا خمسة أبناء وهم ( رفيق، ووفيق، وحسان، وفائق، وإحسان) .
وللشيخ راشد باشا الخزاعي دور قيادي من الناحية الاجتماعية، وللتدليل على ذلك نورد هذا الموقف: حصل مع بداية زعامة راشد موقفه من نصارى عجلون وحمايتهم، حيث أراد جماعة من مسلمي عجلون مهاجمة النصارى وسلبهم وترحيلهم، فاستنجدوا براشد الخزاعي، فقدم راشد باشا على صهوة جواده ويرافقه فرسان العشيرة وتمكّنوا من إعادة النصارى إلى بيوتهم وإعادة جميع مسلوباتهم، وعلى اثر ذلك قامت الجماعة المعتدية بدعوة راشد ليزورهم ويتناول طعام الغداء في مضافتهم، فرفض الشيخ راشد باشا الدعوة (وقال انأ لستُ على استعداد أن أدخل بيت من يسرق جاره )، وقام النصارى بإبلاغ البابوية بالحادثة، وعلى اثر ذلك أرسل البابا كتاب شكر لراشد يشكره على ما قام به تجاه النصارى، وأرسل بوسام الوشاح الأكبر (القبر المقدس ) ولكن الوسام ضاع بعد وفاة راشد باشا(40)، واستطاع أن يتحصل على وسام الإخلاص من السلطان عبد الحميد في عام (1333هجري-1904م) وهذا الوسام موجود حتى وقتنا هذا لدى احد أحفاده (معاوية شفيق راشد).
- ونورد هنا الأدوار التاريخية البارزة في حياة الشيخ راشد الخزاعي:
- راشد باشا الخزاعي يوقع على برقية إلى مؤتمر الصلح في باريس :
لقد سيطرت القوات العربية على سوريا وتأسست فيها الدولة العربية برئاسة الملك فيصل بن الحسين، وكانت إمارة شرق الأردن تتبع هذه الدولة وعند إعلان بريطانيا عن مشروع تجزئة البلاد السورية من خلال اتفاقية (سايكس بيكو) الموقعة في شهر نيسان (1916م) و وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين في شهر تشرين الثاني (1917م) فقد قامت في البلاد العربية عدة احتجاجات شديدة ضد مشاريع التقسيم والتجزئة للبلاد العربية. وعلى اثر ذلك عقد مؤتمر الصلح في باريس والذي حضره الملك فيصل مندوبا عن البلاد العربية، وعلى اثر ذلك قامت الشخصيات والزعامات في البلاد السورية وخاصة في شمال الأردن (عجلون) بالابرق إلى الملك فيصل ببرقية يعبرون فيها عن سخطهم و رفضهم لمشاريع التجزئة والمطالبة بوحدة البلاد السورية وكان راشد باشا أول الزعماء الوطنيين الذين وقعوا على هذه البرقية بتاريخ (10/11/1919م).
- الشيخ راشد و ثورة حوران في آب / 1920م :
في (24/7/1920م) قامت معركة ميسلون وعلى أثرها سقطت الدولة العربية في سوريا واحتل الجيش الفرنسي مدينة دمشق، وبعد هذه المعركة بحوالي شهر قامت الدولة الفرنسية بمطالبة الأهالي وخاصة منطقة حوران بدفع الضرائب وأرسلوا رئيس الوزراء علاء الدروبي. وكان متعاونا مع الفرنسيين أرسلوه لجلب الضرائب من منطقة حوران، فما كان من الحوارنة الذين كانت دماء شهدائهم في ميسلون لم تجف بعد قاموا بقتل رئيس الوزراء (الدروبي) وقطعوا المواصلات البرقية والهاتفية و عطلوا سكة الحديد وأخذوا يستعدون للمقاومة .
وفي أواخر شهر آب (8/1920م) زحفت الحملة فلاقاها المجاهدون في الكسوة جنوب دمشق و دارت معركة شديدة انتهت بتغلب الحملة فواصلت تقدمها فصدها الثوار في المسمية فشقت طريقا لها فعادوا إلى قتالها في غياغب واشترك الأردنيون في المعركة عند قرية نوى حيث استعمل الفرنسيين مدافعهم لضرب خطوط الوطنيين فقد قام الخيالة الأردنيون بالالتفاف حول خط الفرنسيين وابدوا شجاعة فائقة واستمرت المعركة من الفجر حتى العصر و قد حرص الزعيم احمد مريود على إشراك الأردنيين في محاربة الفرنسيين لشعوره بالخطر على مصير الأردن من جهه و من جهه أخرى رغب أن يكون الأردن قاعدة انطلاق للثورة و تعزيز التلاحم النضالي بوجه الاستعمار وبعد المعركة عاد أهالي شرق الأردن عن طريق ( طفس – الرمثا-سوف) ومن جملتهم راشد باشا خزاعي و جنوده(41) .
بعد سقوط الدولة الفيصلية العربية في سوريا وعلى أثر معركة ميسلون بتاريخ (24/7/1920م) غادر الأمير فيصل وبرفقته اللواء علي خلقي الشراري من دمشق إلى حيفا ألح الأمير فيصل على اللواء خلقي الشراري بالعودة إلى شرق الأردن وتدارس الوضع في تلك المنطقة مع الزعماء الوطنيين فيها من أجل تشكيل دولة عربية في شرق الأردن تخلف الدول العربية الفيصلية في سوريا وبالفعل وفي شهر آب سنة (1920م) عاد اللواء خلقي باشا الشراري إلى اربد واجتمع بالزعماء الوطنيين في تلك المنطقة وقرروا مقابلة المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل لمعرفة نوايا بريطانيا بالنسبة لشرق الأردن وندما تمت المقابلة بفترة قليلة قام السيد هربرت صموئيل بزيارة مدينة السلط، وطلب الاجتماع بزعماء شرق الأردن فقابله بعضهم وامتنع زعماء منطقة عجلون من مقابلته (42)فأرسل إليهم نائبه الميجر سومرست فاجتمع بهم في قرية أم قيس (43)بتاريخ (2/9/1920م)، وقد حضر هذا الاجتماع عدد من الزعماء والشيوخ و كان على رأسهم اللواء علي خلقي الشراري وراشد باشا خزاعي، فقام الشيوخ الست بتوجيه سؤال للميجر سومرست عن مصير منطقة شرق الأردن وعن نية بريطانيا وكان الجواب من سومرست على النحو الآتي:
5 .تشكيل حكومة في منطقة اربد لا علاقة لها بحكومة فلسطين
2.منع الهجرة الصهيونية
3.منع بيع الأراضي لليهود
التواقيع:
راشد باشا الخزاعي (الفريحات) / سعد العلي (البطاينة)/سليمان باشا السودي (الروسان) /ناجي باشا (العزام)/ محمد باشا الحمود (الخصاونة ) /تركي باشا الكايد (العبيدات ) نجيب فركوح(44)، وتم فعلا تشكيل هذه الحكومة بتاريخ (7/9/1920م) تاريخ الاجتماع السابق لزعماء منطقة عجلون وقد انتُخب مجلس تشريعيّ لها سُمي (المجلس الإداري التشريعي) كان ضمن عضوية المجلس كل من السادة التالية اسمائهم :
1- راشد باشا خزاعي عن جبل عجلون.
2- سعد العلي البطاينة ونجيب الفركوح عن منطقة بني جهمة.
3- سليمان باشا السودي (الروسان ) عن منطقة السرو.
4.ناجي العزام ناحية الوسط
5.محمد الحمود-والد معالي ضيف الله الحمود – عن منطقة بني عبيد
6.تركي الكايد عن ناحية الكفارات.
وأقاموا مقرا للحكومة ومقرا للبلدية و رفعوا العلم العربي السوري ذو النجمة الواحدة على دار الحكومة واستعملوا القوانين العثمانية وقد تعرضت هذه الحكومة بعد فترة بسيطة للانشقاقات أدت إلى تشكيل حكومات في بعض النواحي المنفصلة عنها وهذه الحكومات هي :
1. حكومة عجلون
2.حكومة دير يرسف
3.حكومة جرش
4.حكومة الوسطية
5.حكومة الرمثا
أما حكومة ناحية عجلون(45) فكانت من أول هذه الحكومات حيث انفصلت عن حكومة (دير يوسف) بتاريخ (15/9/1920م)، وشكل راشد باشا زعيم عشيرة الفريحات مجلساُ لإدارة حكومته مكون من عشرة أشخاص سمي (مجلس العشرة)، وكان هذا المجلس برئاسته وتولى عنه نيازي التل وظيفة قائم مقام، كما تولى الملازم عبدالله الريحاني قيادة الدرك في المنطقة، وعضوية محمد الأمين المومني ، وكليب الظاهر الفريحات وغيرهم، وفي تلك الفترة قامت بعض الزعامات الوطنية في سوريا للجوء إلى شرق الأردن وخاصة الاستقلاليين هرباً من الفرنسيين اثر معركة ميسلون وسقوط سوريا، ومن الزعماء الذين قدموا إلى الأردن الزعيم احمد مريود، ورشيد طليع وعادل أرسلان، والشيخ كامل القصاب، وعادل العظمة، وخير الدين الزركلي، وقد استضاف الشيخ راشد الخزاعي بعض الوطنيين في مضافته، وكان على رأسهم الزعيم احمد مريود وكانت المقابلات في منزله تدور حول إقامة حكومة عربية برئاسة احد أبناء الشريف حسين بن علي – شريف مكة – خلفاً لحكومة الملك فيصل في سوريا، والتي أطاح بها الفرنسيون في (آب/1920م)، ونجد أن الزعيم احمد مريود كان يكتب رسالته للوطنيين بهذا الشأن من بيت الشيخ راشد باشا الخزاعي، فقد جاء في رسالة من الزعيم احمد مريود إلى علي خلقي الشراري مؤرخه بتاريخ (25/10/1920م) يقول فيها(46):
( اكتب إليكم من قرية كفرنجه من دار راشد الخزاعي، وغدا نستأنف السير إلى السلط، لابد انك تعرف جمال هذه البلاد الطبيعي الفتان فاستمتّ في خدمتها .. حرام والله أن تسقط في أيدي أبناء صهيون، لابد أن تعرف أنها أجمل من لبنان فاستبسل في الدفاع عنها، أرجوك أن تكتب لعثمان قاسم وأخبره عن روح الحياة الكامنة في البلاد وأنها إذا سقتها ريح الجنوب بأمطارها عاشت وانتعشت، وكلفه أن يكتب لمصر، ومصر تكتب لمكة بالهمة والسرعة للاستفادة من نسمة الحياة التي تتردد حتى الآن في صدور الثوار قبل أن يُقضي عليها، أوصل كتابي للأمير محمود الفاعور وللعم اسعد افندي....).
- التطورات السياسية في عهد إمارة شرق الأردن ودور راشد باشا الخزاعي فيها :
في تاريخ (21/11/1920م) وصلت الأمير الهاشمي (عبدالله بن الحسين )إلى معان ويقول محمد علي العجلوني(47) : عندما بلغتنا أنباء قدوم الأمير عبدالله إلى معان فأخذت أبث الدعوة له في قرى عجلون، ثم مضيت مع خلف التل واحمد التل جنوبا إلى معان لكي نكون في خدمة القضية العربية، وابلغنا الأمير أن شرق الأردن بأسرها تؤيده وبعد أسابيع انتدبني الأمير لمرافقة الشريف علي بن حسين الحارثي إلى عمان وكان بتاريخ (7/12/1920م )(48) وكان قصده أن يستوثق من رغبات السكان فجئت مع الشريف الحارثي إلى عمان ومنها إلي السلط وهناك كتبوا بعض الرسائل لزعماء عجلون ولما وصلت الرسائل إلى عجلون بقدوم الأمير عبدالله إلى معان ذهب وفد شيوخ منطقة عجلون وتقول الوثائق البريطانية –أن الوفد ذهب إلى عمان وأجمع رجاله بالشريف علي الحارثي في منتصف شهر كانون الأول ولصعبة الموصلات لم يذهب هؤلاء الشيوخ إلى معان بل كتبوا رسالة إلى الأمير جددا فيها البيعة.
وفي رواية أخرى انه عندما تنامى لأسماع أهالي جبل عجلون عامة وراشد باشا الخزاعي رئيس حكومتها وصول الأمير عبدالله إلى معان ومبايعته، وهناك اخبرهم الأمير بأنه سوف يتقدم إلى عمان، وكان حاكم عمان من دار الكردي (سيدو علي حسين الكوراني الكردي )وكان عضو مجلس شورى حكومة السلط برئاسة مظهر ارسلان والمشكلات بتاريخ (21/11/1920م) وكان عسكره من رجال راشد باشا الخزاعي ومنهم (محمد الخيال- فوزي الرشيد –عبد المجيد الحمود) فقاموا بإطلاق النار على الكردي وأصابوه في قدمه وذلك من اجل فتح الطريق إلى عمان أمام الأمير عبدالله بن الحسين ونقل الكردي على اثر الإصابة إلى دمشق للمعالجة، ومع ذلك وبتاريخ (12/آذار 3/1921م) دخل الأمير عبدالله إلى عمان بين التهليل والترحيب وكان هذا التاريخ هو بداية تأسيس الإمارة الهاشمية في شرق الأردن وكانت منطقة عجلون في بداية عهد الإمارة نواة ومقر الاستقلاليين الذين قدموا من سوريا بعد سقوط الدولة العربية فيها وبعد أن تأست الإمارة في شرق الأردن بدأوا يتحركون على الصعيد الثوري ومحاربة الاستعمار وخاصة الفرنسي ففي تاريخ (23/6/1921م) قام الاستقلاليين بمحاولة اغتيال الجنرال غرو عندما توجه لزيارة الأمير محمود الفاعور في القنيطرة بالجولان واتهم هذه المحالة احمد مريود ورفاقه فتمت ملاحتهم إلا أن الزعامات في شمال الأردن أبطلوا محاولات اعتقاله وبعد ذلك انضم عدد من الزعامات شمال الأردن إلى حزب الاستقلال وكان من بينهم (راشد باشا خراعي – سليمان السودي – سالم الهنداوي – تركي الكايد(49).
وفي عام (1924م) نشط الاستقلاليين مرة أخري وقاموا ببعض الأعمال الثورية على حدود شرق الأردن وعلى أثر ذلك وجهت الحكومة البريطانية إنذاراً بتاريخ (19/8/1924م) إلى الحكومة الأردنية لوقف النشاطات الثورة ضد الفرنسية على أرضها وإبعاد زعماء الاستقلال السوريينن. وفعلا وبتاريخ (21/24/1924م) انصاعت حكومة علي الركابي للإنذار وقامت بإبعاد الزعماء السوريين وهم (عادل ارسلان – نبيه العظمة – ارحم مريود – فؤاد سليم – عثمان قاسم – سامي سراج – احمد خلعي – محمود الهندي) إلى معان على اثر ذلك قامت المظاهرات في الإمارة وتعريض رئيس الحكومة للاعتداء من قبل احد المواطنين فقامت الحكومة باعتقال بعض الشخصيات الوطنية ومنهم بشير الحسن العاوي وسليمان باشا السودي وعبد القادر التل وصالح مصطفي التل ولوحق قسم آخر من الوطنيين وهم راشد باشا الخزاعي وعلي نيازي التل وسعيد خير ومحمد المحيسن وصالح النجداوي وفعلا تم اعتقالهم أيضا وتعذيبهم من قبل مدير الشرطة (شوكات حميد الجركسي) من جرش ومعان (عاصم بسيسو) من غزة.
وعندما قامت الثورة السورية في جبل العرب (الدروز) في عام (1925م) وقف الوطنيين الأردنيين الثورة ومساندتها مما دفع قائد الجيش الأردني الجنرال فريديك بيك في أيلول (1925م) بجمع مشايخ شرق الأردن (حديثة الخريشة – مثقال الفايز- راشد خزاعي – محمود الفنيش – سليمان السودي – ناجي العزام – سالم الهنداوي – ملوح أبو للبن – منصور القاضي – عواد بن ماضي – مرزوق بن قلاب – شهاب الحمد – شهوان الدغمس – محمد اخو رشيدة – نواش ابو دلبوح – محمد الحرحشي ) وطلب منهم ملازمة الحياد تجاه الثورة السورية في جبا الدروز وقال في حديثه معهم أن الحكومة البطاينة ستحقر كل من يترك بلاده يذهب إلى سوريا.
ولكن الوطنيين لم يأبهوا بذلك وقام عدد كبير من رجال الأردن بالالتحاق بالثورة السورية قدروا بأكثر من ألف مقابل ولما اعتدى الفرنسيين على حي الميدان في دمشق وتطوع ما يزيد على ألف رجل للتوجه إلى الشام لمساندة إخوانهم السورين واشتعلت الثورة السورية وامتدت جذورها إلى الجنوب في الجولان وقاد الثوار هناك الزعيم الوطني أحمد مريود الذي نال شرف الاستشهاد على تلك الأرض في إحدى المعارك الضاربة مع القوات الفرنسية بتاريخ (31/5/1926م) وعلى أثر استشهاد الزعيم الوطني احمد مريود أعلن الحداد في إمارة شرق الأردن وقد جاء في أوراق المرحوم تركي كايد العبيدات انه في (10/حزيران / 1926م) ذهب إلى عمان لمقابلة سمو الأمير عبدالله وكان الحديث بينهما عن حياة المجاهد أحمد مريود. وعن الطريقة الشجاعة التي استشهد فيها وروى أن سمو الأمير عبدالله قال له (اعرف يا باشا انك بحالة حزن شديد علي صاحبك الكريم، كنت اعرف عمق العلاقة بينكما وقد ابلغني راشد باشا الخزاعي بأنكم أعلنتم الحداد في قريتكم وهذه مخالفة ولكن البطل القومي يستحق التكريم بارك الله فيكم بالوفاء) وقد شكر تركي باشا الأمير على حسن مواساته بالمجاهد البطل احمد مريود وقال له يسعدني يا صاحب السمو أن تكون مواساتك لنا بأبي حسين حسنة .
- المؤتمر الوطني الثالث في أيار 1930م:
عقد المؤتمر الوطني الثالث بتاريخ (25/5/1930م) في ديوان التل وشيخهم عبد القادر التل وكان هذا المؤتمر برئاسة حسين باش الطراونة وقد شارك بالمؤتمر ما يقارب ألف مشارك كان أبرزهم :
1.راشد باشا الخزاعي /عجلون .
2.مصطفي باشا المحيسن / الطفيلة .
3.أيوب فاخر الشركسي / عمان .
4.سليم بك البخيت / السلط .
5.طاهر بك الجقة / عمان .
6.سالم باشا أبو الغنم / مادبا .
7.شمس الدين سامي / عمان .
8.نايف باشا خليل المجالي / الكرك .
9.عيسي بك مدانات /الكرك .
وقد ناقش المؤتمر قضايا عديدة منها قضية ملكية الأراضي وقضية إنعاش الأردن اقتصاديا .
- الأحداث في فلسطين والإعلان عن الضرائب والمظاهرات في شرق الأردن في حزيران 1930م:
كانت المحكمة العسكرية البريطانية قد أصدرت حكما بالإعدام على ثلاثة من شباب فلسطين على خلفية أحداث هبة البراق (محمد جمجوم – عطا الزير – فواد حجاي ) وقبل موعد الإعدام بيومين عمت فلسطين الإضراب والمظاهرات وما أن ترامي الخبر إلى مسامع الوطنيين في شرق الأردن عامة وإلى أعضاء حزب اللجنة التنفيذية الخاصة مما دعا هذا الحزب إلى إعلان الإضراب والمظاهرات في أيار (15-16-1/حزيران/1939م).
- الانقسام في حزب اللجنة التنفيذية في تموز 1930م:
على اثر عقد المؤتمر الوطني الثالث رفض بعض المؤتمرين (عبدالله الشريدة – محمود الفنيش) التوقيع على مقررات المؤتمر حصل انقسام بين أعضاء حزب اللجنة التنفيذية وقام رفيفان المجالي بتاريخ(20/7/1930م) بالتقدم بطلب إلى الحكومة بالموافقة على تشكيل الحزب الحر المعتدل، وهو حزب منافس لحزب اللجنة التنفيذية وما أن سمع الأمير عبدالله بهذه الانقسامات حتى قام بدور الإصلاح وقام بزيارة راشد باشا الخزاعي في كفرنجة وفي طريقه عرج على قرية سوف وزار علي الكايد و زار أيضا كل من حسين الطراونة، و شلاش المجالي، و زعل المجالي، وسلامة المعايطة، ونايف المجالي في الكرك، خلال هذه الزيارات حاول الأمير عبدالله بإجراء الصلح بين أعضاء حزب اللجنة التنفيذية المعارض و حزب المعتدل الحر الموالي للحكومة و قد تكللت مساعي الأمير عبدالله بالنجاح حيث قام حسين الطراونة في تشرين ثاني 1930م بتوجيه الدعوة للاجتماع في منزل مثقال الفايز لتقريب وجهات النظر بين الطرفين و قد حضر هذا الاجتماع حوالي مئة شخصية أردنية ومنهم راشد باشا الخزاعي وفعلا تم الإصلاح وفي نهاية هذا الاجتماع اقسم الحضور يمين الإخلاص للبلاد .
- المؤتمر الوطني الرابع 1931م:
كان من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في عام (1931م) حسب ما جرت عليه العادة من انعقاد المؤتمرات الوطنية في كل سنة وقد تأخر عقد هذا المؤتمر إلى (16/3/1932م) و تم هذا العقد في فندق الكمال في عمان برئاسة حسين باشا الطراونة وكان على رأس الحضور أيضا راشد باشا الخزاعي وتمخض عن هذا المؤتمر عدة قرارات وهي :
- تأليف حكومة نيابية و دستورية وإلغاء القوانين الاستثنائية
- إلغاء المعاهدة البريطانية
- تخفيض الضرائب
- الاستغناء عن الموظفين المستعارين
بتاريخ (3/2/1933م) دعا مثقال الفايز بعض مشايخ و زعماء شرق الأردن في منزله بحجة المداولة في حالة البلاد الاقتصادية وما وصلت إليه من التدهور وأسفر الاجتماع عن إرسال برقية المندوب السامي نصها :
(الشعب الأردني الذي شيدتم له كيانا قوميا يرى في الاستمرار على تحصيل الأموال السابقة وبيع اعتماداته من قبل المصارف الزراعية والحيلولة دون إيجاد رؤوس الأموال مع ما هي في البلاد من ضائقة خانقة يجعله يعتقد بوجود سياسة جديدة لهدم كيانه والتنكيل به و لهذا فأنه يستصرخ سموكم مسترحما إنقاذ البلاد بإنهاضها من كبوتها لما ترونه من الوسائل والمشاريع العمرانية مولانا المفدى ) .
وعلى الفور أرسل مثقال الفايز برسالة إلى (ارلوزوروف ) رئيس الوكالة اليهودية يطلب فيها أموالا لتغطية نفقات الاجتماع الذي عقد في بيت مثقال الفايز ومصاريف البرقيات والسيارات وقد كرر مثقال الفايز طلبه لهذه الأموال من (موشيه شرتوك) في رسالة بتاريخ (4/6/1933م) وقال له:
( نحن موقفنا حرج وخاصة بعد الاجتماع ) وعلى ما يبدو أن الاجتماع السابق كان مصيدة لزعماء الأردن للإيقاع بهم من ناحية تحت موضوع حالة البلاد العربية الاقتصادية من ناحية أخرى عملية استغلال للوكالة اليهودية(50).
- رحلة راشد باشا إلى قصر العظم ومقابلة جمال باشا السفاح :
في عام (1916م) وبعد أن زاد ظلم الأتراك للعرب على اثر الإعدامات التي قام بها جمال باشا لأحرار العرب في بيروت و دمشق وعمت البلاد الفوضى واخذوا يطالبون في الانفصال عن الدولة العثمانية مما أدى إلى مراجعة نفسه وطلب مقابلة زعماء و شيوخ بلاد الشام فأرسل إليهم لموافاته في قصر العظم بسوريا و كان من ضمن المدعوين (سنجق جبل عجلون ) راشد باشا الخزاعي فذهب راشد باشا على رأس مكون من أربعين رجلا من وجهاء جبل عجلون نذكر منهم :
( طلال مسعود الفريحات – سالم الفاضل الفريحات – كليب ظاهر الفريحات – مصطفى الأحمد المصلح الفريحات – الشيخ قاسم السليم الصمادي من عنجره – الشيخ موسى محمود الزغول من عنجره –الشيخ فايز المحمود الوحشة من خربة الوهادنة – الشيخ عارف محمود الوحشة من خربة الوهادنة – الشيخ نمر بني ملحم من قرية جديتا) وكان في حراسة الوفد (منيزيل بني سلمان – محمود أبو ضلع من كفرنجه ).
وقد سار هذا الوفد مرورا بأيدون واربد والنعيمة والرمثا وفي الطريق مر الشيخ راشد باشا بمنطقتي حسية و قارة التي يسكنها أقاربه من الفريحات و يقال لهم الاغاوات وأصر أقاربه على استضافته فذهب الوفد في المقدمة إلى الاجتماع وتأخر راشد باشا عند أقاربه وعن وصول جميع الوفود إلى قصر العظم من ضمنهم وفد جبل عجلون, دخل جمال باشا إلى قاعة الاجتماعات ووقف و اخذ يتفقد الحضور قائلا " هل حضرت جميع الوفود ؟ " عندها نهض احد أعضاء وفد
جبل عجلون وقال إن الوفد الموجود ونحن بانتظار راشد باشا حيث حضر معنا وهو الآن في ضيافة أقاربه الاغاوت في حسية ونحن في هذا الوقت بصدد موعد حضوره ان شاء لله فأمر جمال باشا بتأخير الاجتماع بعض الوقت لحين اكتمال الوفد.
وعندها نهض وامتعض بعض الباشوات من الوفود الحاضرة في الاجتماع ومنهم سلطان باشا الأطرش قال مادامت جميع الوفود مكتملة مع زعمائهم إلا راشد باشا فلا داعي لتأخير الاجتماع حضر أم لم يحضر، ولكن جمال باشا أسكته بالضرب على الطاولة وقال له اجلس مكانك ولا يبدأ الاجتماع إلا بحضور راشد باشا و أثناء حديثهم دخل الشيخ راشد إلى القاعة فهم جمال باشا واقفا و سار باتجاهه واستقبله على الباب ووقفت معه الوفود المشاركة و سار به إلى أن أجلسه على مقعد قريب منه وبدأت الوفود اجتماعها وكثرت المناقشات وجاء دور راشد باشا في الحديث حيث اخذ يتكلم عن الظلم الذي أجراه العثمانيين عليهم وعم مشاكل السكان من فقر وجوع ومرض وعن الجهل الذي كان يسيطر على السكان بسبب قلة المدارس، وتتريك اللغة العربية لغة القران الكريم، ومنع أي شخص أن يكتب عريضة، أو كتاب إلا باللغة التركية وأرسلوا المعلمين الأتراك وجميع هذا لطمس اللغة العربية، وجعل البلاد العربية تعيش في ظلام دامس وكثرة الضرائب، واخذوا يأخذون الضرائب لسنين قادمة، وضرائب بدل الخدمة العسكرية، وقلة الأمن والأمان، وأصبحت الفوضى تعم البلاد وكثرت الجرائم والنهب والسلب وخاصة على طريق الحجاج.
وكانت كلمه الشيخ شاملة جلبت أسماع الوفود إليها، وخاصة لان كلماتها كانت حادة أمام جمال باشا الذي كان يهابه الكثير من أبناء العروبة، بسبب ظلمه وبطشه وعند نهايته كلمته اخذ صوت التصفيق يعلوا واخذ الجميع ينظرون إليه بعين الوقار والاحترام لجرأته وكانت كلمته لها اكبر الأثر لدى جمال باشا، وبعد الانتهاء من الاجتماعات التي دامت سبعة أيام متتالية غادرت جميع الوفود من قبل سلطان باشا الأطرش، وكيف انه استخف بشخص راشد باشا أمام زعماء بلاد الشام، وما أن سمع راشد بذلك تأثر كثيرا وأرسل أحد جنوده المدعو(محمود أبو ضلع) إلى جبل الدروز؛ لأخذ فرس سلطان باشا الأطرش كعلامة على قدرة راشد باشا بالرد على الاستخفاف الذي بدر تجاهه، وبالفعل ذهب المذكور إلى ديار سلطان باشا الأطرش واستطاع بمغامرة عجيبة أن يأخذ الفرس ويعود بها إلى عجلون بعد أن وضع علامة على أن هذه المغامرة من قبل راشد باشا زعيم عشيرة الفريحات وجبل عجلون، وبعدها حضر سلطان باشا إلى جبل عجلون لمصالحة راشد باشا وتم ذلك وأعاد له فرسه بعد تقديم الاعتذار وأصبح الطرفان على حب ووئام بعد التنافر والخصام، وفيما بعد وقف سلطان باشا الأطرش مع عشائر جبل عجلون ضد اعتداءات بني صخر على المنطقة .
- أبرز محطات حياة الشيخ راشد الخزاعي :
كان للشيخ راشد باشا الخزاعي الفريحات دور بارز في العديد من المواقف الهامة في الحياة السياسية حيث شارك في جميع المؤتمرات الوطنية في عهد الإمارة ومن أول مؤتمر والذي عقد بتاريخ (6/6/1933م) بعمان وكذلك شارك في العديد من الأحزاب الوطنية الأردنية،وهي تضم:
- حزب أنصار الحق سنة 1928م
- حزب اللجنة التنفيذية 10/4/1929م
- حزب التضامن 24/3/1933م
- حزب مؤتمر الشعب الأردني في شهر آب 1933م
- الحزب الوطني الأردني في نهاية عام 1936م والذي كان من أعضائه الدكتور محمد صبحي أبو غنيمة.
وكان الخزاعي عضوا في العديد من الحركات القومية ومنها القوميون العرب وحزب الشعب الأردني الذي تشكل عام 1927م , وقد قاد الخزاعي مظاهرة اربد التي شارك بها أشخاص من مختلف أنحاء الأردن للاحتجاج على إعدام الإنجليز فؤاد الحجازي وعطا الزير ومحمد خليل جمجوم اثر ثورة البراق عام 1930م، كما شارك الخزاعي في المؤتمر الإسلامي
في القدس فضلا عن مشاركته في مؤتمر بلودان بلبنان حول وحدة بلاد الشام والذي ترأسه رئيس وزراء العراق حينها ناجي السويدي في ذلك الوقت .
رابعاً- الخاتمة: مما سبق نستطيع القول بأنّ عشيرة الفريحات قامت وما زالت تقوم بدور قيادي، واجتماعي، وتاريخي في جبل عجلون وما يجاوره لمدة تُقارب ثلاثة قرون، ويظهر ذلك من خلال الأدوار الرسمية، والشعبيّة التي قام بها العديد من رجالاتها في عهد التنظيمات العثمانية، والمجلس النيابي والوزاري في عهد الأردن الحديث كما في الجدول التالي:
التاريخ
|
اسم العضو
|
1869م
|
الشيخ حسن البركات الفريحات سنجق
|
1871م
|
الشيخ حسن البركات الفريحات سنجق
|
1872م
1873م
|
الشيخ درغام العباس الفريحات
الشيخ حسن البركات الفريحات سنجق
|
1874م
|
خزاعي الدرغام الفريحات
|
1875م
|
خزاعي الدرغام الفريحات
|
1877م
|
الشيخ حسن البركات الفريحات سنجق
|
1878م
|
الشيخ حسن البركات الفريحات سنجق
|
1880م
|
مزيد افندي الدرغام الفريحات (محكمة بداية القضاء)
|
1880م
|
الشيخ حسن البركات الفريحات سنجق
|
1881م
|
الشيخ حسن البركات الفريحات سنجق
|
1882م
1884م
|
مزيد افندي الدرغام الفريحات (محكمة بداية القضاء)
إبراهيم افندي العباس الفريحات
|
1887م
|
الشيخ حسين البركات الفريحات (محكمة بداية القضاء)
|
1889م
|
خزاعي الدرغام الفريحات (محكمة بداية القضاء , رئيس مجلس اختيارية الجزازة)
|
1890م
|
خزاعي الدرغام الفريحات
|
1892م
|
الشيخ حسين البركات الفريحات (محكمة بداية القضاء)
|
1893م
|
الشيخ حسين البركات الفريحات
|
1895م
|
الشيخ حسين البركات الفريحات
|
1904م
|
راشد الخزاعي الفريحات (باشا و سنجق )
|
1928م
|
سلطان محمد الفريحات (باشا بمرسوم أميري)
|
1954م
|
محمود راشد خزاعي الفريحات (نائب)
|
1956م
|
محمود راشد خزاعي الفريحات (نائب)
|
1958م
|
محمود راشد خزاعي الفريحات (نائب)
|
1962م
|
محمود راشد خزاعي الفريحات (نائب)
|
1989م
|
عبدالسلام الفريحات (نائب)
|
1991م
|
عبدالسلام الفريحات (نائب)
|
2004م
|
عبدالله فريحات (نائب)
|
2011م
|
محمد اسماعيل فريحات (نائب)
|
المصدر: خالد زكي ظاهر فريحات- عضو اتحاد المؤرخين في تراث القبائل وأنسابها
هوامش البحث ومراجعه
1. تاريخ شرق الأردن وقبائل فريدريك ,ص 297
2. العرب والعروبة , محمد عزة دروزة, ج5,ص228
3. معلمة التراث الأردني, روكس بن رائد العزيزي, ج4,ص190
4.عشائر شمال الأردن, محمود مهيدات,ص117
5. جريدة السبل الأردنية, العدد 197,تاريخ 16/9/1997, بحث منشور عن ترابط العشائر الأردنية والفلسطينية ,عوني جدوع العبيدي
6. محمد عزة دروزة د.يحيى جبر و اريج دروزة ,ص1
7. وما يدل على هذا القول أن دفتر طابور لواء عجلون رقم (185) والمؤرخ بتاريخ (1005هجري-1596م) وهو من ترجمة البخيت ص(7) بوجود مزرعة باسم مزرعة فريح من قرية نجد / جرش وهي حاليا من قرى عشيرة الفريحات
8. خربة الوهادنة قرية من قرى محافظة عجلون تقع إلى الغرب من عجلون وتبعد نحو 15 كم، من عشائرها (الغزو – الخطاطبه – الوحشات –البدور –الحدايدن)
9. عشيرة الخطاطبه تنتسب إلى جدها محمد الخطيب أصله من الحجاز، ونزل في البدء ببلدة مادبا وبعدها هاجر ابنه رضوان إلى قرية كفرنجه وأقام فيها كُتّاب سمي بالخطيب ويسمى نسله بالخطاطبه
10. المشالخة/عدة فروع وكل فرع منها يرجع إلى أصل ولكن الرئاسة على العشيرة في فرع السعيفان
11. معقر الناقة /جنوب غرب راجب تطل على أراضي بلدة عباد وسد الملك طلال
12. هذه الرواية عن المرحوم محمد يوسف جديف الفريحات عن والده كان يعمل جابيا لدى الدول العثمانية و ذكر هذه القصة أيضا سالم محمد سالم الفريحات عن والده
13. يعود نسبهم إلى راشد بن قيس من جهينة وكان اسمهم في الجاهلية بنو غيان وعندما اسلموا اسماهم الرسول (ص) بنو الرشدان وسكنوا منطقة الكورة منذ القدم، وحصل بينهم وبين المهيدات نزاع على زعامة المنطقة واخرجوا المهيدات وحصل خلاف بينهم وبين الشريدة واخرجوا الشريدة من الكورة إلى اربد، ثم تحالفوا مع الفريحات والعدوان ضد الشريدة.
14. تاريخ شرق الأردن وقبائله/فريدريك بيك /ص 418
15. كفرجه تقع إلى الغرب من عجلون، وهي مركز عشيرة الفريحات ويقال أنها سميت بهذا الاسم اختصار لكلمتي كفر الإفرنج، أي مزرعة الإفرنج وهي كانت كذلك في العهد الصليبي.
16. الأردن في التاريخ والشعر والصورة /محمد ابو وصفة ص 116
17. قامت وزارة السياحة الأردنية بتخليد اسم هذا الزعيم كتبت على لوحة المعلومات الموجودة في ساحة قلعة عجلون أن يوسف البركات سكنها هو وعشيرته.
18. قضاء عجلون / عليان الجالودي ص 463
19. الشريدة / يقال انه يعود نسبهم إلى بني مخزوم وأقاربهم آل الخالدي في القدس، وآل مراد في دير نخاس، وال شاهين في نابلس، نزل جدهم حماد منطقة الكورة بجوار المهيدات، وصاهر شيخ المهيدات، وتزوج ابنته، ثم وقف الشريدة بجانب الرشدان واجلوا المهيدات عن الكورة، وفيما بعد حارب الرشدان الشريدة وأجلوهم عن الكورة، ثم حصل نزاع بينهم وبين الفريحات وانتهى النزاع بالصلح بعد حروب دامية.
20. قضاء الجالودي /عليان الجالودي ص 298 – المسجد الزبداني /احمد الشقيرات ص 350
21. تاريخ شرق الأردن ص 298-243
22. الرواية عن محمد سالم بن عبدالله الاسعد الفريحات الذي عاش أكثر من 100 عام وتوفي قبل 70 عاماً.
23. رواية الشيخ احمد علي الحجي –أبو باسل – بتاريخ 4/2/1999م في منزله الكائن في كفرنجه
24. تاريخ الإدارة العثمانية في شرق الأردن /احمد صدقي شقيرات ص 37
25. دراسات وثائقية /أيمن شريدة وثيقة رقم 10 ص 22 وثيقة رقم 11 ص 52
26. الشونة مكان تجميع السلاح و العتاد
27. دراسات وثائقية /أيمن شريدة وثيقة رقم 26 ص 72
28. الجغرافيا التاريخية للمنطقة الغربية في جبل عجلون / د.خليف مصطفى غرايبه ص 178
29. تاريخ شرق الأردن و قبائله / ص 298
30. رحلات في الأردن والقدس /ترجمة / سليمان الموسى 151
31. العرب والعروبة /محمد عزة دروزة م 2 ص 239
32. قضاء عجلون في عهد التنظيمات العثمانية /عليان الجالودي –محمد عدنان البخيت ص 70
33. عن حسان الراشد الخزاعي وعبد الرؤوف احمد محمد الجبر
34. قضاء عجلون /عليان الجودي ص (465)
في ربوع الأردن من مشاهدات الرحالة /سليمان الموسى ص 139-140
35. قضاء عجلون /عليان الجودي ص (465) قضاء عجلون /محمد عدنان البخيت ص 17-72
36. تاريخ سوف الاجتماعي /مصطفى العتوم
37. تاريخ الإدارة العثمانية في شرق الأردن /احمد الشقيرات ص 44
38. قضاء عجلون /عليان الجالودي ص 414 -320 -126
39. تاريخ الإدارة العثمانية في شرق الأردن /احمد صدقي شقيرات ص 112 -114-115
قضاء عجلون /عليان الجالودي ص 224
قضاء عجلون في عهد التنظيمات العثمانية /محمد عدنان البخيت ص 28
40. رواية عن حسان راشد الخزاعي.
41. احمد مريود /محمود عبيدات ص 219-221
تاريخ الأردن في القرن العشرين /سليمان الموسى – منيب الماضي ص 93-94
42. التطور السياسي في شرق الأردن في عهد الإمارة /ميسون عبيدات ص 34
43. إمارة شرق الأردن /محمد محافظة ص 39
إمارة شرق الأردن في ربع قرن /سليمان الموسى ص 61
التطور السياسي في شرق الأردن في عهد الإمارة / ميسون عبيدات ص 34 ص 196
44. وجوه ملامح /سليمان الموسى ص 26
التطور السياسي في شرق الأردن في عهد الإمارة / ميسون عبيدات ص 197
45. إمارة شرق الأردن /محمد محافظة ص 40
التطور السياسي في شرق الأردن في عهد الإمارة /ميسون عبيدات ص 197
تأسيس الإمارة /سليمان الموسى ص 34
تاريخ الأردن في القرن العشرين /سليمان الموسى –منيب الماضي ص113
46. صور من البطولة /سليمان الموسى ص 120
47. مجلة الهلال عدد خاص عن الثورة العربية الكبرى 1967م
48. جريدة الرأي الأردنية تاريخ 19/5/1967 يوم الاثنين ص 37
موضوع دور أبناء عجلون في تأسيس وبناء الإمارة / د . خليف غرايبه
49. رواية عن عبد القادر نايف خزاعي عن عبد القادر مصطفى أحد أعضاء الوفد
50. الأردنيون و القضايا القومية /محمد خريسات ص 316