سرايا -
يستعرض كتاب « التراث الشعبي في مدينة معان »، للباحث والإعلامي عبدالله آل الحصان، الذي صدر حديثاً بدعم من وزارة الثقافة الأردنيّة، ضمن سلسلة فكر ومعرفة، ألوان التراث الشعبي المنتشرة في مدينة معان، ويركز في دراسته على مختلف صنوف التراث الشعبي التي تُعبر عن أبناء منطقة معان وجوارها تاريخياً واجتماعياً.
تضمن الكِتَاب تُراث مدينة معان المميَّز، الذي تكوَّنَ نتيجة ظروف حياة أهل معان الخاصّة، من خلال عوامل أدَّت إلى تكوين هذا المجتمع نتيجة تجاربهم ورغباتهم وأحاسيسهم وتأثرهم في مختلف الميادين، ما جعل التراث الشعبيّ فِي مدينة معان أحد أهمّ ركائز الهويّة الأردنيّة؛ لما يحمله من خصائص فريدة؛ حيثُ تحملُ ملامح هذه الثقافة الشعبيّة الرموز الماديّة والمعنويّة المُعَبِّرَة عن الثَّراء الثقافيّ، وعن التعدُّديّة والانفتاح الثقافيّ، وبذلك تدل هذه الثقافة على ملامح الهويّة ومكوناتها فهي تُعبِّر عن الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة التي كانت تسود مدينة معان.
يقول آل الحصان في مقدمة كتابه الذي يقع في 396 صفحة من القطع المُتوسطَة: "يتناول هذا الكِتَاب جوانب متعددة من التراث الشعبي في مدينة معان وهو جزءٌ مهم لا يستهان به من التراث الشعبي الأردني بمكوناته الغنيّة الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالهويّة الوطنيّة من خلال تقديمه للأجيال القادمة على نحوٍ يليقُ بهِ، وذلك بالاعتماد على العديد من المصادر والمراجع والدراسات المُتخصصة والعمل الميدانيّ الذي استمرَّ لعشرِ سنواتٍ من خلال جمع المعلومات التراثيّة والمقابلات مع كبار السن حفظة هذا التراث من الجيل القديم الذي يعيشُ بين ظهرانينا".
وتضمن الكِتَاب البحث في تُراث مدينة معان بما يحويه من عادات وتقاليد وممارسات ثقافيّة وفنيّة ومُفردات أنثروبولوجية، ودور هذا التراث في حفظ الهويّة الثقافيّة للمدينة من خلال عدة فصول أبرزها: تاريخ المدينة وأنماط عيشها وطرق إنتاجها في مراحل زمنية مختلفة، كما تناول التراث المادي من أنماط معماريّة، والحركة التجاريّة، وأدوات الإنتاج التي كانت سائدة قديماً، والتراث غير المادي كالأغاني الشعبيّة والأمثال الشعبيّة والحكايات، وجميع الأنماط والممارسات الثقافيّة من عزاء وفرح وطقوس متعددة ومعتقدات شعبيّة، وأنظمة ري وطرق الزراعة التقليديّة، إضافةً إلى ثقافة الغذاء.
يعرض هذا الكِتَاب في صفحاته للقارئ مادة قريبة منه عايشها أو سمعَ عنها، عرضها الباحث بالطريقة المُثلى للأجيال الشابة المُتعطشة لِمعرفة هذا التاريخ والتراث، ما يولد الشعور بالهويّة والاستمرارية واحترام التنوع الثقافيّ والإبداع البشريّ.
ومن الجدير بالذكر بأن مؤلف الكِتَاب عبدالله آل الحصان عَمِلَ في الصحافة والإعلام مع قناة رؤيا الأُردنيّة وموقع المدينة نيوز وجريدة الدستور الأردنيَة، وغيرها لأكثر من 12 سنة، وهو يعمل في الوقت الحالي "إعلامي" في كلية معان الجامعيّة التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية.
وهو باحث في مكنز التراث الشعبي الأردني، وعضو لجنة تحكيم مُسابقة الشعر الدوليّة في مهرجان دوز الدّولي للشعر الشعبي في تونس، وفي عام 2011م تم اختياره ليكون سكرتيراً لتحرير مجلة معان الثقافيّة عندما تم اختيار معان مدينة للثقافة الأردنيّة.
نُشِرت لهُ العديد من الأبحاث في مجال التاريخ والتراث الشعبي، ولهُ مشاركات متعددة في مجال الخط العربي والفن التشكيلي، وقام بتنفيذ عدد من المبادرات المجتمعية على مدار سنوات، وشارك في عدد كبير من المؤتمرات العلميّة والمهرجانات والملتقيات في الأردن وخارجه ، إضافةً إلى كونه حاصل على العديد من الجوائز والتكريمات.