صابرين الطعيمات
جرش- تنشط سيدات محافظة جرش، هذه الأيام، في مشاريع تصنيع المنتجات الموسمية منزلياً، المؤلفة من مواد مصنعة ذات قيمة غذائية عالية بأسعار ميسورة وجودة عالية، بينما يجري تسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنشآت السياحية والمحال التجارية التي تهتم بهذه المواد التي تنتجها السيدات، لا سيما وأن منهن عضوات في الجمعيات الخيرية والتعاونية.
وأكدت هؤلاء السيدات أن استخدام المنتجات الزراعية الموسمية وتصنيعها يعد موسم دخل جيدا للأسر ذات الدخل المحدود، والأسر التي تعيلها سيدات؛ حيث تقوم السيدات بشراء المنتجات الموسمية أو زراعتها في حدائق المنازل والأراضي الزراعية المملوكة، التي تتميز بانخفاض أسعارها وتنوعها، ومنها ثمار المشمش والخوخ واللوزيات والكرز والدراق والحصرم والعنب والتين، وتصنيعها منزلياً بطريقة صحية وآمنة، فضلا عن إنتاج المربيات بمختلف أنواعها، والمخللات و”الخبيصة”، وتحضير الزعتر البلدي وغيره من المنتجات المطلوبة منزليا.
وبهذا الصدد، تقول الخمسينية أم سراج العياصرة، إنها تستغل موسم المنتجات الزراعية من الفواكه متعددة الأنواع في مزرعتها، وتصنيعها منزليا وإنتاج عبوات مختلفة الأوزان من المربيات والمخللات والزعتر البلدي والخل الطبيعي بمختلف أنواعه، علاوة على إنتاج كميات كبيرة من “الخبيصة” التي تصنع من العنب.
وتوضح أن هذه المنتجات التي تسوقها في المنطقة التي تقطن فيها تشهد طلبا متزايدا، نظرا لجودتها وأسعارها المناسبة وتعدد أنواعها وزراعتها في أراضيهم الزراعية بلا أي إضافات كيميائية أو هرمونية، واعتمادهم على مياه الينابيع والعيون القريبة في ريها، ما دفعها لزيادة الرقعة الزراعية واستثمار كل المساحات الزراعية المتوفرة لزراعة مختلف أنواع أشجار الفاكهة، وزيادة مساحة معرشات العنب لإنتاج أكبر كمية ممكنة من “الخبيصة” ومربى العنب وخله.
وتبين أنها تحصل على المواد الأولية من مزارعها التي تنتج اللوزيات والتفاحيات والإجاص والعنب والتين والزعتر البلدي والمشمش والخوخ والدراق، وتقوم بتصنيعها منزليا بمواد تنتج في مزارعها، وهو ما يزيد رغبة المواطنين بشراء هذه المنتجات، لا سيما وأنها تعتمد على المواد الطبيعية، بينما تخلو جميع المواد المستخدمة من المواد الحافظة والمصنعة وغير الصحية.
وتؤكد أنها توفر دخلا لا يقل عن 3000 دينار سنويا، تعيل بها أسرتها، وتقوم كذلك بتقديم الخدمات الزراعية لمزارعها من حراثة وتسميد وتقليم وري المياه وتغطية أجور العمالة.
وبدورها، تقول العاملة مها الحوامدة إنها تنتظر موسم المنتجات الزراعية من الفواكه بفارغ الصبر لتقوم بشرائها من المزارعين مباشرة، وتصنيعها وإنتاج مواد غذائية تباع بشكل وسعر أفضل من البيع المباشر للفواكه الموسمية.
وتضيف أنها تستغل المواسم السياحية لتسويق المنتجات من مربيات ومخللات وزعتر بلدي، إضافة إلى إنتاج “الخبيصة” وغيرها من المواد الغذائية التي تحتاجها الأسر الأردنية وزوار المواقع السياحية، التي تتميز بها محافظة جرش بشكل خاص، مطالبة الجمعيات الخيرية والتعاونية بدعم عمل السيدات المنتجات من خلال دورات تدريبية وتأهيلية وورشات عمل لتطوير مهاراتهن الأساسية ومبادئ عملهن.
ومن جهتها، تقول الناشطة عضو مجلس محلي بلدية جرش الكبرى عفاف النظامي، إن السيدات الجرشيات يتميزن بالعمل الإنتاجي للمواد الغذائية بمختلف أنواعها وأشكالها، لاسيما وأن هذه المنتجات متوفرة في جرش وأسعارها مناسبة، والمنتجات التي تصنع منها مطلوبة في مختلف الأسواق المحلية والعربية، لا سيما في هذه الفترة التي تتميز بنشاط السياحة الداخلية وعودة المغتربين في إجازات الصيف، وحاجتهم لهذه المواد الغذائية قبل سفرهم.
وتبين أن محافظة جرش بحاجة ماسة إلى مركز تسويق متخصص لهذه المنتجات الجرشية التي تتميز بها، خاصة وأن مشكلة هذه المنتجات تكمن في تسويقها، لأن المواد المنتجة لا تتحمل فترات تخزين طويلة، بل يجب تسويقها في وقت قصير حتى لا يصيبها التلف.
إلى ذلك، يقول رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، إن البلدية درست فكرة إنشاء مركز تسويق متخصص للمنتوجات الجرشية والحرف والمهن المختلفة التي كان يتم تسويقها في المهرجانات والمعارض والمواقع السياحية؛ لضمان التسويق على مدار العام وفي أي وقت، خاصة وأن هذه المنتجات الغذائية والحرفية والموسمية يطلبها الزوار من مختلف دول العالم.
ويوضح أنه في حال توفر التمويل المناسب الذي يغطي تكاليف المشروع فسيتم البدء بتنفيذه على أرض الواقع، خاصة وأن محافظة جرش بحاجة إلى مركز تسوق متخصص على مدار العام، وأن يكون عدد العاملين فيه كبيرا جدا ويوفر فرص عمل، خاصة للسيدات، فيما قامت بلدية جرش الكبرى بتأسيس وحدة تمكين المرأة التي تعنى بدعم السيدات المنتجات، من خلال تقديم مشاريع ومنح ودورات تدريبية وتأهيلية لدعم هذه المشاريع وتطويرها وتنميتها.