تختزن الذاكرة الشعبية في محافظة الكرك مقولة " جميد كركي ، سمن بلقاوي ، زيت طفيلي " ، مقولة سادت في زمن اجدادنا ومن قبلهم وبعض من ابائنا ، الى ان اخفتها الحداثة التي غيرت الكثير من مفاهيم معيشتنا حتى في نمط غذائنا ، بل وكل تفاصيل حياتنا
تسجل المقولة اياها لحالة وطنية جسدت عمق الاواصر والتكامل بين ابناء الوطن الواحد الذي تشكل مناطق الكرك والسلط والطفيلة ثلاث حلقات اصيلة في عقده الفريد ، لذا كان حدثا عاديا في ذلك الاوان الجميل ان تجد بائعا كركيا يطوف السلط والطفيلة بخرائط مليئة بالجميد ، او ان تجد بائعا سلطيا او طفيليا يجوب انحاء الكرك بخوابي السمن والزيت
ظلت منتجات اللبن الجميد والسمن والزيت البلدية والمصنعة يدويا زمن الجدات والرعيل الاول من اخوات الرجال ولامد طويل في مقدمة ما تحرص الاسرة الاردنية على ادخاره لعامها كمؤونة غذائية اساسية لاغنى عنها ، الى ان اعترى هذا المفهوم في ايامنا هذه تغيير كبير هبط كثيرا باهمية تلك المكونات على سلم اولويات الاسر الاردنية بشيوع منتجات دخيلة تحمل ذات المسميات ، لكن بنكهة ادنى مذاقا .
ان يذهب السلطي والطفيلي الى الكرك لشراء اللبن الجميد ، وان يذهب الكركي الى السلط والطفيلة لشراء السمن والزيت في ذلك الزمن الجميل رغم وجود منتج مماثل في مناطقهم ، فيعني الثقة بان السمن البلقاوي اجود ، وكذلك الجميد الكركي والزيت الطفيلي ، لثقة مطلقة بالمنتجين فلا خلط متعمدا ولا تصنيعا كيفما اتفق على حساب النكهة والمذاق ، ثم لاجشع بربح يفوق الحاجة بل ما تيسر من حلاله
شهادة حديثه على صدقية مقولة " جميد كركي ، سمن بلقاوي ، زيت طفيلي " جاءت على لسان الاديبة الباحثة في التراث ابنة السلط بسمه النسور لدى افتتاحها كوزيرة ثقافة في حينه معرضا للاغذية التراثية اقيم قبل اعوام في بلدة القصر شمال الكرك .
بالحرف الواحد قالت سلطية المولد اردنية الهوى النسور ممازحة سيدات كركيات شاركن بمنتجهن من الجميد في المعرض اياه " يله السمن النا والجميد الكو" ، ما قالته النسور كباحثة في التراث اكد مصداقية المقولة مدار الحديث حول خصوصية السمن البلقاوي والجميد الكركي ، بانتظار باحث تراثي من الطفيله ليحضر للكرك ليعيد لتراثنا القه ويقول " الزيت النا والجميد الكو" او ان يذهب للسلط فيقول " الزيت النا والسمن الكو ."