بمناسبة حفل إشهار مكنز التراث الشعبي الأردني وعيد الاستقلال (٧٥)، وجه رئيس اللجنة العليا لمشروع مكنز التراث الشعبي الأردني الدكتور هاني صبحي العمد كلمة أعرب فيها عن فخره بهذا المنجز الذي أهداه للوطن في عيده، وتاليا نص كلمته التي كتبها بهذه المناسبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اكرم الخلق سيدنا ونبيِنا محمدٍ وعلى اله وصحبه الأطهارِ ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين، و بعد،
معالي وزير الثقافة السيد علي العايد الأكرم راعي الحفل
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة، السيدات والسادة، الحفل الكريم المَهيب
الحمد لله من قبل و من بعد
فإنه لمن دواعي سروري وغبطةِ قلبي أن أدعى الى حفل التكريم هذا بمناسبتين، يومِ استقلالِ وطننا الحبيب الغالي وانجاز ونشر مكنز التراث الشعبي الأردني، هذا العمل الذي اضنى من عمل به من الذوات في اللجنة العليا وفريق العمل الناجز. وأذكر في هذا المقام من فقدنا من أعضاء اللجنه فأترحم على أخواي الدكتور عمر الساريسي و الاستاذ مصطفى الخشمان – وأدعو الله تعالى ان يرحمهما ويرحمنا جميعا.
فكرة المكنز في بداياتها كانت فتيةً وغضة تطلبت العمل الدؤوب والمستمر منذ عام ألفين وستة ولأعوام طويلة تجاوزت العشرة اعوام ما بين تطوير الفكرة التي بدأت نهاية التسعينانت من القرن الماضي ، ووضع الخطط الى إقناعِ أصحاب القرار ومن ثم اختيار أعضاء اللجنة العليا واعضاء فريق العمل والبدء بالعمل على مجالات الادب الشعبي المختلفة والمشار اليها في تقدمة المكنز ومتبوعة بالتدقيق والتصنيف والإخراج وصولا الى هذا الإنتاج الرائع الذي أفاخر به اليوم كأحد منجزات العمر. أتذكر البدايات مع أخوتي الأعزاء أعضاء اللجنة عندما بدى الطريقُ طويلا و العملُ مضنياً وأقرب الى المستحيل، واليوم يوم الاحتفال بالإنجاز الكبير. وإذا سمح لي راعي الحفل الكريم ,وأعضاء اللجنة العليا ، فإنني أهدي انجازنا هذا الى الأردن الحبيب في يوم استقلاله. أهديه أرثاً حضارياً للأردن، أهديه لأبنائنا وأحفادنا ولكل مهتمٍ ومحب للادب الشعبي، داعيا وراجيا أن يصان ويحسن استخدامُه وأن يتم البناءُ عليه من قبل الادباءِ والكتابِ والمثقفينَ والباحثينَ في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والفنية من المرئي والمسموع بإنتاج حضاري ثقافي يحاكي التطورَ والمعاصرة ويحفظ الإرث العظيم .
لقد كان حمل فكرة مكنز الأدب الشعبي في الأردن مسؤولية كبيرة مدفوعة بهمّ حماية الموروث الشعبي الأردني الذي هو همّ (لا همّكم الله) للباحثين والمهتمين ومحبي الأدب الشعبي في الأردن وخارجه وخصوصا ونحن نشهد الهجمة الأستعمارية الثقافية والحضارية من مشارق الأرض ومغاربِها من أعداء الأمة والوطن. المكنزُ اليوم هديةُ الأردن الحضارية وعنوانُ اعتزازنا بأرثنا مع خالص محبتنا ووفائنا لأردننا العزيز.
وأدعو بهذه المناسبة وزارةَ الثقافة وجميعَ المؤسساتِ المعنية بالشأن الثقافي والأدبي لاحتضان هذا العمل وترويجه وتسهيل مهمة الأعمال التي ستبنى عليه كركيزة ، وإتاحةِ محتوى "مكنزِ الأدب الشعبي الأردني" لكافة المهتمين عن طريق شبكة الانترنت.
في النهاية ، لم يمنعني من التواجدِ بينكم اليوم وحضورِ حفلكم الغالي على قلبي هذا، إلا وجودي خارج أردننا الحبيب، فأنا بشوق كبير موصول للقائكم جميعا لأشُدّ على ايديكم شكرا وعرفانا وامتنانا بمناسبة انجاز الحلم وتحقق الهدف، وان شاء الله نلتقي قريبا على خير وسلامة .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور هاني صبحي العمد
رئيس اللجنة العليا لمكنز الأدب الشعبي الأردني
26-5-2021