رعى وزير الثقافة علي العايد، اليوم الأربعاء 26/5/2021، حفل إشهار "مكنز التراث الشعبي الأردني" في المركز الثقافي الملكي، فيما افتتح أيضا معرضا للصور والوثائق بمناسبة عيد الاستقلال وذلك في المكتبة الوطنية.
وقال العايد في كلمته: الشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا الإنجاز الكبير الذي يضع قاعدتنا المعرفية والإنسانية ضمن التراث المعرفي والإنساني العالمي من كنوز ثقافية حقيقية تتحصل في مكنز واحد ، جرى حفل الإشهار لمكنز التراث الشعبي الأردني ضمن الخطة الوطنية لمئوية الدولة الأردنية الذي نظمته الوزارة برعاية العايد.
بدأ حفل الاشهار بعرض تقديمي لمشروع مكنز التراث وشرح عن قاعدة بيانات المكنز الموجودة على الموقع الإلكتروني لمديرية التراث.
كما قام وزير الثقافة في ختام الحفل بتكريم اللجنة العليا للمكنز، التي تكونت من: أ.د. هاني العمد/ رئيس اللجنة، د. عمر الساريسي (رحمه الله)/ عضواً، أ.د. محمد غوانمة /عضواً، أ. نايف النوايسة/عضواً، أ. مصطفى الخشمان (رحمه الله)/ عضواً، د. أحمد شريف الزعبي/ عضواً
وقال الباحث نايف النوايسة في الحفل:
نقف اليوم في حضرة منجز إبداعي ثقافي تراثي وطني كبير،.. نعبر إلى مئوية جديدة حاملين معنا إرثنا الثقافي والإنساني والاجتماعي الذي تركه البناة الأوائل، متسلحين به، مستندين إلى جذوره وطاقاته المعرفية والإنسانية. إن المكنز الذي بين يدينا ونجتمع اليوم لإطلاقه والإعلان عنه، هو حصيلة عمل دؤوب لخبراء ومختصين بالتراث، ولجان قدمت كل ما يمكن ان تقدم منذ عام 2010 وحتى هذه اللحظة، فهي تستحق الشكر منا أولا، فهذا الإنجاز الذي يضع قاعدتنا المعرفية والإنسانية ضمن التراث المعرفي والإنساني العالمي، هو كنوز ثقافية حقيقية تتحصّل في مكنز واحد، وتتاح لكل باحث ودارس.
لقد قامت اللجان العاملة على إنجاز هذا المكنز على جمع ما يقارب (100.000) مئة ألف مفردة في مختلف المجالات التراثية، ومن محافظات الوطن جميعا لتكون في هذا المكنز التراثي المهم، وشرح معانيها وضبط تشكيلها، بهدف حفظها من الضياع، ليصدر بشكله الحالي في خمسة مجلدات يستفيد منه الباحثون في مجال التراث والأدب والفنون واللغة ومجالات علم الاجتماع والتاريخ، والقائمون على المتاحف، والإعلاميون المتخصصون في إعداد البرامج المرتبطة بالتراث، والقائمون على مراكز البحوث التراثية والاجتماعية والمكتبات المتخصصة بالتراث، ويشكّل معجما نوعيا خاصا بتراثنا الشعبي ومفرداته المحكية.
يذكر أن مشروع المكنز ثقافي متصل بآفاق عربية وعالمية قام على جهود حثيثة لخبراء أردنيين مختصين بالتراث، بإشراف وزارة الثقافة ورعايتها ممثلة بمديرية التراث.
ويسعى المشروع إلى إحياء التراث الأردني وحفظه من الضياع، من خلال تكوين قاعدة بيانات أردنية في مجال المأثورات الشعبية، وذلك بعد جمع الألفاظ المتداولة وشرح معانيها وضبطها وتشكيلها.
ويهدف المشروع إلى جمع المفردات المحكية لكل منحى من مناحي الحياة العامة في الأردن، ووضع شرح موجز لكل مفردة من المفردات التي تم جمعها، وتصنيف وإدخال سائر البيانات المتعلقة بالمكنز حاسوبياً وفق قاعدة بيانات خاصة، وتهيئة البيانات المدخلة فنياً وإخراجها في شكل معجم نوعي خاص بالتراث الشعبي في الأردن، وأن تنسجم خطة المكنز وتتكامل مع التجارب العربية المشابهة.
وقد عمل المشروع وفق مسارين في جمع التراث الشعبي الأردني غير المادي ميدانيا ووثائقيا من خلال ما نص عليه مشروع الاتفاقيات العربية لحماية المأثورات الشعبية، ومن خلال المشروع الوطني لجمع التراث الشعبي الأردني، ضمن خطة الوزارة لحفظ التراث وصونه واستكمال ما لم يجمع جمعه، كما تمت عملية الجمع عملية الجمع الميداني وفقاً للمحاور التي تبنتها منظمة اليونسكو، وهي: العادات والتقاليد الشائعة في المجتمع الأردني، الأدب الشعبي وأشكال التعبير الثقافي، الفنون الشعبية وتقاليد أداء العروض، الحرف الشعبية والمهن التقليدية، المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، وتصنيف عناصر التراث الثقافي غير المادي.
أما مراحل الجمع فقد سارت ضمن مرحلتين: المرحلة الأولى: جمع مفردات الحياة الشعبية بكل ما تعنيه هذه الحياة وشرحها بإيجاز. المرحلة الثانية: فهرسة المفردات وتصنيفها، تمهيدا لإصدارها
يشار إلى أن فكرة المشروع كانت انبثقت من توصيات اجتماع خبراء التراث العرب حول التسجيل وقواعد البيانات في الحفاظ على المعارف التقليدية والفلكلور، بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.
كما افتتح العايد معرضا للصور والوثائق في المكتبة الوطنية بمناسبة احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بعيد الاستقلال الخامس والسبعين ومئوية الدولة الأردنية.
واشتمل المعرض على صور ووثائق منذ عهد الإمارة حتى الاستقلال وأوسمة وطوابع وصور للأمير عبدالله الأول أثناء توقيع وثيقة الاستقلال في قصر رغدان العامر بوجود القوميين العرب.
وبهذه المناسبة أشار العايد خلال تجواله في أرجاء المعرض إلى أهمية إقامة مثل هذه المعارض الهادفة وأهمية إشراك المجتمع المحلي في مثل هذه الفعاليات.