ياسر العبادي
رعى وزير الثقافة علي العايد، أمس حفل إشهار «مكنز التراث الشعبي الأردني» في المركز الثقافي الملكي، فيما افتتح أيضا معرضا للصور والوثائق بمناسبة عيد الاستقلال وذلك في المكتبة الوطنية. وقال العايد في كلمته: الشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا الانجاز الكبير الذي يضع قاعدتنا المعرفية والإنسانية ضمن التراث المعرفي والإنساني العالمي من كنوز ثقافية حقيقية تتحصل في مكنز واحد ، جرى حفل الاشهار لمكنز التراث الشعبي الاردني ضمن الخطة الوطنية لمئوية الدولة الاردنية الذي نظمته الوزارة برعاية العايد.
بدأ حفل الاشهار بعرض تفدبمي لمشروع مكنز التراث وشرح عن قاعدة بيانات المكنز الموجودة على الموقع الالكتروني لمديرية التراث.
كما قام وزير الثقافة في ختام الحفل بتكريم اللجنة العليا للمكنز، التي تكونت من: أ.د. هاني العمد/ رئيس اللجنة، د. عمر الساريسي (رحمه الله)/ عضواً، أ.د. محمد غوانمة /عضواً، أ. نايف النوايسة/عضواً، أ. مصطفى الخشمان (رحمه الله)/ عضواً، د. أحمد شريف الزعبي/ عضواً
وقال الباحث نايف النوايسة في الحفل: نقف اليوم في حضرة منجز إبداعي ثقافي تراثي وطني كبير،.. نعبر إلى مئوية جديدة حاملين معنا إرثنا الثقافي والإنساني والاجتماعي الذي تركه البناة الأوائل، متسلحين به، مستندين إلى جذوره وطاقاته المعرفية والإنسانية. إن المكنز الذي بين يدينا ونجتمع اليوم لإطلاقه والإعلان عنه، هو حصيلة عمل دؤوب لخبراء ومختصين بالتراث، ولجان قدمت كل ما يمكن ان تقدم منذ عام 2010 وحتى هذه اللحظة، فهي تستحق الشكر منا أولا، فهذا الانجاز الذي يضع قاعدتنا المعرفية والإنسانية ضمن التراث المعرفي والإنساني العالمي، هو كنوز ثقافية حقيقية تتحصّل في مكنز واحد، وتتاح لكل باحث ودارس.
لقد قامت اللجان العاملة على انجاز هذا المكنز على جمع ما يقارب (100.000) مئة ألف مفردة في مختلف المجالات التراثية، ومن محافظات الوطن جميعا لتكون في هذا المكنز التراثي المهم، وشرح معانيها وضبط تشكيلها، بهدف حفظها من الضياع، ليصدر بشكله الحالي في خمسة مجلدات يستفيد منه الباحثون في مجال التراث والأدب والفنون واللغة ومجالات علم الاجتماع والتاريخ، والقائمون على المتاحف، والإعلاميون المتخصصون في إعداد البرامج المرتبطة بالتراث، والقائمون على مراكز البحوث التراثية والاجتماعية والمكتبات المتخصصة بالتراث، ويشكّل معجما نوعيا خاصا بتراثنا الشعبي ومفرداته المحكية.
يذكر أن مشروع المكنز ثقافي متصل بآفاق عربية وعالمية قام على جهود حثيثة لخبراء أردنيين مختصين بالتراث، بإشراف وزارة الثقافة ورعايتها ممثلة بمديرية التراث.
ويسعى المشروع إلى إحياء التراث الأردني وحفظه من الضياع، من خلال تكوين قاعدة بيانات أردنية في مجال المأثورات الشعبية، وذلك بعد جمع الألفاظ المتداولة وشرح معانيها وضبطها وتشكيلها.
ويهدف المشروع إلى جمع المفردات المحكية لكل منحى من مناحي الحياة العامة في الأردن، ووضع شرح موجز لكل مفردة من المفردات التي تم جمعها، وتصنيف وإدخال سائر البيانات المتعلقة بالمكنز حاسوبياً وفق قاعدة بيانات خاصة، وتهيئة البيانات المدخلة فنياً وإخراجها في شكل معجم نوعي خاص بالتراث الشعبي في الأردن، وأن تنسجم خطة المكنز وتتكامل مع التجارب العربية المشابهة.
وقد عمل المشروع وفق مسارين في جمع التراث الشعبي الأردني غير المادي ميدانيا ووثائقيا من خلال ما نص عليه مشروع الاتفاقيات العربية لحماية المأثورات الشعبية، ومن خلال المشروع الوطني لجمع التراث الشعبي الأردني، ضمن خطة الوزارة لحفظ التراث وصونه واستكمال ما لم يجمع جمعه، كما تمت عملية الجمع عملية الجمع الميداني وفقاً للمحاور التي تبنتها منظمة اليونسكو، وهي: العادات والتقاليد الشائعة في المجتمع الأردني، الأدب الشعبي وأشكال التعبير الثقافي، الفنون الشعبية وتقاليد أداء العروض، الحرف الشعبية والمهن التقليدية، المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، وتصنيف عناصر التراث الثقافي غير المادي.
أما مراحل الجمع فقد سارت ضمن مرحلتين: المرحلة الأولى: جمع مفردات الحياة الشعبية بكل ما تعنيه هذه الحياة وشرحها بإيجاز. المرحلة الثانية: فهرسة المفردات وتصنيفها، تمهيدا لإصدارها
يشار إلى أن فكرة المشروع كانت انبثقت من توصيات اجتماع خبراء التراث العرب حول التسجيل وقواعد البيانات في الحفاظ على المعارف التقليدية والفلكلور، بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.