عجلون في العصر العباسي

عجلون في  العصر العباسي

 إعداد

الأستاذ الدكتور محمد حسين محاسنة

 

 

المحتويـــــــــــــات

ملخّص.

- المقدمة .

 - عجلـون (المنطقة، والمدينة، والقلعة).

 - بلاد ومدن عجلون في كتب الجغرافيا الإسلامية.

 - بلاد عجلون في الشعر العباسي.

 - الدعوة العباسية وقيام الدولة. 

 - الأردن وعجلون في العهد الفاطمي.

 - حوران وعجلون في عهد السلاجقة.

- الخاتمة.

- الهوامش والتعليقات.

- قائمة المصادر والمراجع

 

 

-المقدمة :

كانت البلاد الأردنية منطلقاً للدعوة العباسية ، فلما خشي عبد الملك بن مروان على حكمه من الهاشميين عمل على إبعاد من كان منهم في دمشق، وكان علي بن عبدالله بن العباس أقام في دمشق وابتنى فيها داراً، فسهّل له عبد الملك  مغادرتها  إلى الحميمة في منطقة الشراة(1).

وقد استفاد علي بن عبدالله من إقامته في الحميمة  بعيداً عن أنظار أهل دمشق وبني أمية،  حيث كان يتابع أخبار بني أمية وأحوالهم، فموقع الحميمة على طريق الحج والتجارة جعلها ملتقى لأهل الحجاز وغيرهم دون أن يتنبه الأمويون لذلك.

ومن هذه المدينة نجح بنو العباس في قيادة ثورتهم التي تمكنوا فيها من القضاء على حكم بني أمية وإقامة الدولة العباسية ؛ حيث بُويع أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بالخلافة ليلة الجمعة 13 ربيع الآخرة سنة132هـ/750م(2).

وبهذا فإن الأردن كانت تشكل ثقلاً له دوره وأثره الفعال في خلافة بني أمية، ومنها انطلقت الدعوة العباسية التي تمكنت من تقويض أركان دولة بني أمية.

 

عجلـون (المنطقة، والمدينة، والقلعة):

    

      نالت عجلون اهتمام الخلفاء والسلاطين منذ العصور الإسلامية الأولى(4)، وتشمل عجلون منطقة شمال الأردن اليوم والتي تمتد من وادي الزرقاء جنوباً إلى نهر اليرموك شمالاً، ومن نهر الأردن والغور غرباً إلى البرية شرقا ًإلى ما بعد مدينة جرش(5) حتى المفرق(الفدين)، وبذلك فإنها تضم ما يعرف اليوم بـِ : مناطق إربد وجرش وحوران والغور الشمالي والأطراف الغربية من البادية.

  وقليلاً ما ورد ذكر عجلون في كتب الجغرافيا، وإنما جاء ذكرها متأخراً منذ القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي بعد أن بنى فيها عز الدين أسامة قلعة عجلون، يقول القلقشندي في صبح الأعشى:"عجلون قلعة من جند الأردن مبنية على جبل يعرف بجبل عوف في جبال الشام تشرف على الغور؛ وهي محدثة البناء ، بناها عز الدين أسامة بن منقذ أحد أكابر أمراء السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 580هـ/1184م"(6).

وهناك إشارات تدل على أن بعض المدن كانت عامرة منذ زمن ما قبل الإسلام ، واستمرت بعد دخول الإسلام إلى بلاد الشام والأردن ، وبعض المدن صار لها أهمية كبيرة ودوراً هاماً في تاريخ المنطقة.

وذكرت  المصادر الجغرافية وبشكل مقتضب بعض البلاد العجلونية، كما ورد ذكر لبعض مدن وقرى عجلون في قصائد وأشعار العصر العباسي.

فمدينة بيت راس كانت عامرة قبل الإسلام، واستمرت عامرة في صدر الإسلام، وكان يقيم فيها الخلفاء والأمراء واستمرت عامرة في  العصر العباسي(7)،وقيل إنه أهدي إلى جماعة من أهل بيت راس شاةً، فقالوا : إن جيراننا هؤلاء أحوج منا إليها، فبعثوا بها إليهم ، وما زالوا يتهادونه حتى رجعت إلى الجماعة الأولى(8)وتغنّى بمدينة بيت راس الشعراء في العصور المختلفة، قال حسان بن ثابت(9):

قد عفا جاسمٌ إلى بيت راس       ...        فالجَوابي فحارثُ الجولان

وذكروا أبياتاً تتحدث عن بيت رأس نُسبت إلى الطفيل بن عمرو الدوسي أنه قال(10):

قد عفا جاسمٌ  إلى بيت رأسٍ       ...      فالحوانِي فجانِبُ الجَوْلانِ 

فحِمى جاسمٍ فأبنيةُ الصُّفـر        ِ ...       مَغْنَى  قنـــابــــلٍ  وهِجـــــــانِ

فالقُريّـات من بَلاَسَ فدارَيَّـا          ...       فَسَكّاءَ فالقصور الدَّواني 

قد دنا الفِصْح فالولائدُ يَنظِمْنَ       ...       سِـراعــاً  أكِـلَّةَ  المــَرْجــانِ

وكانت جنوب حوران ضمن بلاد عجلون ، وأحياناً تضاف كل منطقة عجلون إلى حوران أو إلى عمل حوران التابع لدمشق، وظلّت مدينة بُصرى منذ زمن بعيد ومما قبل الإسلام هي مركز حوران(11)، ثم بُنيت مدينة صرخد(12) في العصر العباسي، وصارت مركزاً لحوران، وأصبحت المدينتان تتبعان لإدارة إسلامية واحدة بعد ذلك، وتتناوبان مركزية حوران(13).

 

بلاد ومدن عجلون في كتب الجغرافيا الإسلامية:

سكتت المصادر الجغرافية والتاريخية في الحديث عن منطقة عجلون في العصر العباسي، فلم يرد ذكر لمدينة عجلون أو المناطق التابعة لها إلآ نادراً ، وقلما تجد إشارت تستطيع من خلالها استقراء دور منطقة عجلون أيام العباسيين ولا البحث في أوضاعها الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.

ومن الإشارات القليلة التي ورد ذكــرها في المصادر والتي لها علاقــة بمنطقة عجلون في العصر العبــاسي مـا جــاء  في كتــاب البـلدان لليعقوبي (ت 284هـ/897م) الذي  ذكر: فحل وجرش والسواد من كور الأردن، وقال بأن أهلها أخلاط من العرب والعجم(14)

وهذا يعني أن هذه المناطق؛ أي فحل في منطقة الغور الأردني وجرش إلى الشرق من عجلون ، وهما من البلاد العجلونية كانت مأهولة بالسكان  أيام اليعقوبي في القرن 3هـ/9م.

أما ابن خرداذبّة (ت 300هـ/912م) فقد ذكر جرش وفحل من كور الأردن وأضاف إليها كورة بيت راس(15) التي قال فيها حسان بن ثابت(16):

كأن سبيئة من بيت راس                   يكون مزاجها عسلٌ وماء

فنشربها فتتركنا ملوكــاً                     وأُسـداً ما يُنَهنِهُنا اللقــاءُ

أما كورة البثنية وكورة حوران وظاهر البلقاء وجبل الغور والجابية فعدّها مع كور دمشق، كما ذكر ضمن كور الأردن كورة جدر وكورة آبل(17)، ورغم أنه لم يبين لنا ماذا تشمل هاتين الكورتين إلاّ أنه من الواضح أن كورة جَدَر هي جدارا أي أم قيس اليوم التي كانت تعرف أيام الرومان باسم جدرا أوجدارا، أما كورة آبل فلعلها أبيلا أي إربد ، وكل هذه المناطق كانت جزءاً من بلاد عجلون.

وذكر البكري وهو من جغرافي القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي مدينة بيت راس وقال عنها: " هي حصن بالأردن ، سمي بذلك لأنه في رأس جبل"(18)، وذكر ما قاله النابغة الذبياني في بيت راس(19):

كأن مشعشعاً من خمر بصرى                       نمته  البخت مشدود الختـام

حملن قلالة  من  بيت راسٍ                         إلى لقمان(20) في سوق مقام

 

وكانت الأجزاء الشمالية من منطقة عجلون تابعة لجند دمشق وهي منطقة اربد وبيت راس والجزء الشمالي من حوران ، وكانت ضمن كورة حوران وجبل الغور(21).

ويذكر المقدسي وهو من أشهر جغرافي القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي أن  حوران والبثنية والجولان من رساتيق دمشق(22)، ولم يذكر جرش ككورة وإنما قال بأنها ضمن كورة أذرعات، فلعل التقسيمات كانت تتغير بين فترة وأخرى، ويحدث تداخل في تقسيم الكور والأقاليم، وتلحق بعض الكور مرة بالأردن ومرة بدمشق  وربما بفلسطين، فجرش مثلاً كانت تتبع مرّة للأردن ومرّة لدمشق ففي القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي كانت تابعة لجند دمشق؛ حيث كانت تتبع لأذرعات ؛ وهي من كور دمشق، يقول المقدسي:"أذرعات مدينة قريبة من البادية ، رستاقها جبل جرش، وهو يقابل جبل عاملة، كثير القرى، وجلّت طبرية بهذين الجبلين"(23)وربما  كانت أذرعات قد أتبعت في هذه الفترة لجند الأردن لأنها أقرب إلى جند الأردن منها إلى جند دمشق لكن لم يشر أحد من الجغرافيين إلى ذلك.

وعدَّ ابن الفقيه  كور الأردن فقال:  هي كورة فحل، وكورة جرش وعكا وكورة قَدَس وكورة صور(24)، كما عدّ من كور دمشق أيضاً البثنية وحوران والجولان وظاهر البلقاء وجبرين والغور وكورة مآب وكورة الشراة وبصرى وعمان والجابية(25).

وكانت الأجزاء الشمالية من منطقة عجلون تابعة لجند دمشق وهي منطقة اربد وبيت راس والجزء الشمالي من حوران ، وكانت هذه المناطق ضمن كوره حوران وجبل الغور(26).

بلاد عجلون في الشعر العباسي:

المتتبع لدواوين الشعر وكتب الأدب العربي يلاحظ أن كثيراً من شعراء العصر العباسي ذكروا مدنً أو قرى عجلونية وأردنية في أشعارهم، وبعضهم تغنى بهذه المدن لأنها كانت ملتقى لبعض الشعراء في العصور المختلفة، فهذا طويس(27)المغني ، يتغنى بأشعار تصف الأرض الأردنية يقول(28

لمنِالـدارُ أقفــرتْ  بمَعَـانٍ                                 بين شاطي اليَرْموك فالصَّمّانِ

فالقُرَيّات من بَلاسَ  فدَارَيَّا                                فسَكـّاءَ   فالقُصــورِ الــدواني

ذاكَ مَغْنىً لآل جفنةَ في الدَِّ                                    هـر وحَـقٌّ  تَصَـرُّفُ  الأزمـان

لـوات المسيحِ  في ذلك الديـــر                           دعـــاءُ  القِسِّيس  والرُّهبـــانِ

وورد ذكر لبيت راس في رسائل الجاحظ على أنها مكان لصناعة الخمرل، فقال: " وبالشام موضع يقال له بيت راس تُباع فيه الخمر، ولذلك قال الشاعر: مُجاجة كرمةٍ من بيت راس"(29)، وقال الشاعر العباسي أبو النواس(30):

نتيجةُ كرمةٍ منْ بيتِ راسٍ                              تضيءُ الليلَ مضروبَ الرُّواقِ

أتتْ من دونِها الأيامُ حتى                             تَفانى  جسمُها  والــروحُ  بـــاقِ

أما بشار بن برد(31): فقد ذكر بيت راس في رثائه لأصدقائه فقال(32) :

يابنَ موسى اسقني ودَع عنك سلمى                   إنّ سلمى حِمىً  وفيّ  احتشامُ 

رُبّ   كـــأسٍ  كـالسَّلسبيل  تعلّلــتُ                           بهــا  والعيــــــون  عنّي  نيـــــــــامُ 

حُبستْ  للشُّـراة في  بَيت رأس                         عُتّقتْ  عانساً  عليها الخِتـــامُ 

نفحتْ  نَفحـةً  فهـزّت  نديمي                           بنسيمٍ  وانشقّ  عنها  الـزّكـامُ

وورد ذكر مدينة علعال في ديوان ابن الخياط في إحدى مراثيه البديعة يقول(33):

تَغْشَاكَ تائِقَةً تَزورُ وَتَنْثَني                   بِمُسَلِّمٍ  مِنْ  مُــزْنِهـــا  وَمُـــوَدِّعِ

تَحْبُوكَ مَوْشِيَّ الرِّياضِ وَإنِّما               يُهْدَي الرَّبيعِ إلى الرَّبيع المُمْرِعِ

لاَ يُطْمِعِ الأَعْداءَ يَوْمٌ سَرَّهُمْ                إِنَّ الـرَّدى في طَيِّ ذاكَ المَطْمَعِ

الثَّأْرُ مَضْمونٌ وَفي أَيْمَانِنَا                         بِيضٌ كَخاطِفَةِ الْبـُروقِ اللُّمَّـعِ

وَذَوابِلٌ تَهْوِي إلى ثُغَرِ الْعِدى                     تَوْقَ الْعِطاشِ إلى صَفاءِ المَشْرَعِ

قَدْ آنَ لِلدَّهْرِ المُضِلِّ سَبيلَهُ                       أَنْ  يَسْتَقيمَ عَلى الطَّــريقِ الْمَهْيَـعِ

مُسْتَدْرِكاً غَلَطَ الليّالي فيكُمُ                                مُتَنَصِّلاً مِنْ  جُرْمِهـــا المُسْتَفْظَعِ

هَلّا وَمَجْدُ الدِّينِ قَدْ عَصَفْت بِكُمْ                          عَزَمــاتُهُ بالْغَــوْرِ عَصْفَ الــزَّعْــــزَعِ

وَغَداةَ عَلْعَالَ التَّي رَوَّتْكُمُ                           بالْبِيضِ مِنْ سَمُ الضِّرابٍ المُنْقَعِ

لا تَأْمَنُنَّ صَرِيمَةً عَضْبِيَّةً                                  مِنْ أَنْ  تُقيمَ الْحَقَّ عِنْدَ المَقْطَـعِ

بِقَناً لِغَيْرِ رَداكُمُ لَمْ تَعْتَقَلْ                                  وَظُبيً لِغَيْرِ بَــوارِكُـمْ  ةلــمْ تُطْبِـع

يَا خَيْرَ مَنْ سُمِّي وَأَكْرَمَ مَنْ رُجي                    وَأَبَرَّ مَنْ نُودي وَأَشْرَفَ مَنْ دُعي

إِنّا وَإِنْ عَظُمَ الْمُصابُ فَلا الأَس                    فيهِ الْعَصِيّ  وَلا  السُّلُـــوُّ  بِطَيِّـعِ

لَنَرى بَقاءَكَ نِعْمَةً مَحْقُوقَةً                           بالشُّكْرِ مَا سُقِيَ الأَنامُ وَما رُعِي

الدعوة العباسية وقيام الدولة : 

اندلعت الثورة ضد الأمويين في جميع البلاد الشامية ولم يبقَ على الولاء لبني أمية إلاّ أهل البلقاء، ولما تقدمت الجيوش العباسية نحو دمشق كان أهل دمشق وأهل البلقاء يدافعون عنها، إلاّ أن العصبية القبلية عصفت بجيوش الأمويين وفتحت دمشق أبوابها لبني العباس في رمضان سنة 132هـ/750م(39). وكان حبيب بن مرّة المري أميراً لبني أميّة على عجلون وحوران والبثنية وهو من قادة مروان وفرسانه، فوقف في وجه العباسيين جولات كثيرة، ثم دعاه العباسيون للصلح فصالحهم وأمنوه(40).

 

وبعد سيطرة العباسيين على بلاد الشام عيّن أبو العباس عمه صالح بن علي على دمشق والأردن ، وتعرّضت المناطق التي قاومت العباسيين إلى بعض التدمير والتخريب ومنها البلاد الأردنية فأهملت مدن وقرى عجلون وعملت فيها يد الخراب والتدمير، فدُمّرت الموقر وبعض المدن الأردنية الأخرى  وخضعت لرقابة العباسيين المباشرة، فكان يتولى أمرها رجال مقربون من بني العباس خوفاً من قيام الثورات المناهضة للعباسيين، وكان هذا حال معظم بلاد الشام، وقد أشار أبو نخيلة في شعره أمام الخليفة أبو العباس  إلى تعرض المدن الأردنية للتخريب والتدمير إشارة إلى الإحساس بنشوة النصر؛ فالبلاد الأردنية كانت من أكثر البلاد وقوفاً ووفاءً لخلفاء بني أمية، فالحديث عن تدميرها وخرابها بالنسبة لشعراء ذلك العصر قُربة لبني العباس؛ يقول أبو نخيلة في شعره بمجلس الخليفة العباسي أبو العباس السفاح(41) :

وأمســت الأنبــار داراً تعمّـر     ..................  وخـربت من الشـام أدوار

حمص وبـاب التين والموقر   ..................   ودُمّرت بعد امتنـاع تدمر

وواسط  لم يبق  إلاّ  القرقر    ..................   منهـا ولا الـدير الأخضر

وهذا لم يكن حال المدن أو البلاد الأردنية وحسب، وإنما تعرضت معظم بلاد الشام ومدنها الموالية لبني أمية للتخريب والتدمير، فيذكر بعض المؤرخين أن أبا العباس بعث رجلاً ينادي في عسكر مروان بن محمد ببيتين من الشعر ليفزعهم ويروعهم من البقاء على مساندة بني أمية يقول(42):

يا آل مروان إن الله مهلككم      ///////      ومبدّلٌ أمنكم خوفاً وتشريدا

لاعمّر الله من أنسالكم أحداً      ///////    وبثّكم في بلاد الخوف تطريدا

وبقي الكثير من البلاد الأردنية والشامية على ولائها لبني أمية بعد انتقال الخلافة للعباسيين، لذلك فقد شهدت منطقة الأردن ومنها بلاد عجلون  في عهد العباسيين قيام عدد من الفتن والثورات ضد العباسيين ؛ كان أغلبها من الجماعات الموالية لبني أمية، فمن الفتن التي أصابت الشام الفتنة التي وقعت بين قيس(النزارية) ويمن في بلاد حوران(43) من أرض عجلون، وكان رأس النزارية أبو  الهيذام.

 

لقد وقعت هذه الفتنة سنة 176هـ/ 792م في خلافة هارون الرشيد، وكان على نيابة الشام ابن عمه موسى بن عيسى وعلى نيابة دمشق سندي بن سهل أحد موالي هارون الرشيد، فخاف أن تمتد الفتنة إلى دمشق فيتغلب عليها أبو الهيذام المزي رأس النزارية(القيسية)، فهدم سور دمشق، فلما استفحلت الفتنة  بعث الرشيد إليهم موسى بن يحيى بن خالد البرمكي ومعه جماعة من القواد ورؤوس الكتاب، فأصلحوا بين الناس وهدأت الفتنة(44)، وقبضوا على رؤوس الفتنة وبعثوا بهم إلى الرشيد ، فرد أمرهم إلى يحيى بن خالد فعفا عنهم وأطلقهم(45)، وأنشد أحد الشعراء في هذه الفتنة يقول(46):

قد هاجت الشام هيجاً   /////      يشيب رأس  وليده

فصبَّ  موسى عليه     /////      بخيلـه   وجنـــــوده

فدانت الشام  لمـا        /////     أتى نسيج  وحـيده

أعداء جود أبيه         /////     يحيى وجود جدوده

فجاد موسى بن يحيى    /////     بطـــارفٍ   ولــيـــــده

هذا الجــواد الذي بـذّ        /////    كل  جـــود  بجوده

ومن الثورات التي قامت في الأردن وعجلون ضد الخلافة العباسية::

 

   ثورة الفديني(47): وحدثت في خلافة المأمون(198-218هـ/813-833م) بزعامة سعيد بن خالد بن محمد بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي المعروف بالفديني، وقامت ثورته  في المفرق(الفدين)، فقد ادّعى الخلافة، وأغار على ضياع بني العباس، وتعصّب لليمانية فكان يلاحقهم ويقتلهم(48).

وللقضاء على هذه الثورة وجه والي دمشق محمد بن صالح بن بيهس أخاه يحيى بن صالح إلى الفدين، فلما اقترب منها هرب سعيد إلى زيزياء، فدخل يحيى إلى الفدين وهدم حصنها. أما سعيد فتحصّن بقرية يقال لها الماسوح(مادبا) واستنجد بجماعات من الغور وقوم من غطفان، ثم انظمّت  إليه عيّارة  بني أميّة  ومن جلا عن  دمشق من  أصحاب أبي العميطر(49)، فاجتمع حوله عشرون ألفاً ، غير أن يحيى استمرّ يحاصره حتى أجبره على الخروج إلى حسبان، ثم لاحقه إليها وحاصره حتى تفرّق أصحابه وانتهى أمره(50).

 

وعندما ظهرت دولة بني طولون في مصر والشام  تبعت إدارة الأردن لأحمد بن طولون، فاهتمّ بالأردن كثيراً خاصّة مدينة  العقبة(أيلة) لأنها فرضة الأردن وفلسطين، ومحطة على طريق الحجاج القادمين من مصر والمغرب، وعمد أحمد بن طولون إلى إنشاء طريق جديد أكثر اتساعاً وأكثر أمناً من الطريق السابق على حافة جبل أم نصيلة، فأبعد الطريق عن البحر حتى لا تطغى عليها الأمواج وسميت (عقبة أيلة)(54).

 

أما العهد الإخشيدي فقد شهد قطعاً لطريق الحجاج، وتأثّرت منطقة عجلون بهذه الأحداث ؛ فقد كان يمرّ بها جزء من طريق الحج والقوافل، وهو الجزء الذي يجتاز البلقاء وحوران، وكانت طريق وادي ورّان تمر بأرض عجلون، وفي هذه الفترة بدأ ظهور الجماعات الطامعة بغزو المنطقة،  ففي سنة 354هـ/965م قصد القرامطة مدينة طبرية ليأخذوها من الأخشيد، وفرضوا على الإخشيديين غرامة مالية سنوية مقدارها 300000دينار(55)، وظهرت قبائل بني طي التي تزعمها آل الجراح في الأردن وفلسطين وبنو عقيل في حوران والبثنية(56)،  وكان هناك تواجد لآل الجراح في منطقة عجلون وإربد ولا يزال قسم منهم في منطقة عجلون إلى اليوم في المزار الشمالي.

 

وتعاون آل الجراح مع القرامطة أول الأمر ووقفوا إلى جانبهم، قبل أن يتركوهم تحت إغراء المال، فقد دفع الفاطميون مبلغاً كبيراً من المال لقائد جند العرب حسان بن الجراح الطائي لكسب وقوفه إلى جانب الفاطميين ضد القرامطة والانسحاب من المعركة ففعل(57) .

 عجلون في العهد الفاطمي:

دخل الفاطميون بلاد  الشام  سنة 359هـ/969م  بقيادة جعفر بن فلاح الكتامي، وأقيمت الخطبة للفاطمين في دمشق والأردن ومنها بلاد عجلون للخليفة المعز لدين الله الفاطمي، ولم تكن الأمور مستقرّة  للفاطميين في أكثر بلاد الشام، إلاّ أنهم استطاعوا  كسب تأييد وموالاة  آل الجراح  بعد أن أغروا أميرهم بالمال.

 

وفي سنة 415هـ/1024م اجتمع أمراء القبائل العربية في بلاد الشام ، وهم حسان بن الجراح الطائي وأخوه محمود أمير قبيلة طيء وصالح بن مرداس الكلابي أمير بني كلاب، وسنان بن عليان الكلبي أمير بني كلب، واتفقوا على التعاون لإخراج الفاطميين من بلاد الشام وتقسيمها فيما بينهم على أن يكون لحسان من الرملة إلى مصر(فلسطين)، ولأخيه محمود طبرية وما يتصل بها من الساحل(الأردن)، ولسنان بن عليان دمشق وسوادها، ولصالح بن مرداس شمال بلاد الشام حتى الفرات(60).

 

وقد أثار هذا التحالف مخاوف الدولة الفاطمية، فقام الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله بإعداد جيش قوي أسند قيادته إلى أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري، ، فتوجه بالجيش الفاطمي إلى بلاد الشام، والتقى قادة القبائل العربية في الأقحوانة من بلاد عجلون وبالقرب من طبرية، حيث تمكن من إلحاق الهزيمة بالجيوش العربية سنة 420هـ/1029م(61)، وقتل صالح بن مرداس الكلابي، وفرّ حسان بن الجراح الطائي إلى بلاد الروم فتمكن الفاطميون بذلك من استعادة سيطرتهم على بلاد الشام.

 

حوران وعجلون في عهد السلاجقة:

 كان مركز حوران يتنقل بين بُصرى وصرخد إلى أن تولى السلطان تتش السلجوقي أتابكية دمشق، فجعل على حوران ولديه تكين وفلّوس(62).

 

ولما توفي السلطان تتش أقرهما فيهما أخوهما شمس الملوك دُقاق بعد أن ملك دمشق، وبقيتا في أيديهما إلى أن أستبد ظهير الدّين طغتكين(63) الأتابك بدمشق، وطلب منهما أن ينزلا له عن البلدين، فلم يجيبا فقاتلهما، حتى عجزا عن ردّه فطلبا منه الأمان على  أنفسهما وأموالهما على أن يُسلّما البلدين إليه بمهلة اقترحاها عليه، فأجابهما إلى ذلك ورحل عنهما. فلما انقضت  المدة سلماها إليه، ووفّى لهما بما وعدهما به من الأمان والإقطاع، وذلك في 492هـ/1099م(64)، وعين عليها قائده فخر الدولة كمشتكين التاجي الذي أقام في صرخد وأقام غلامه ألتنتاش في بُصرى(65).

 

وبعد سقوط مدينة القدس بيد الصليبيين سنة 492هـ/1099م(66)، بدأوا  بالإغارة على بلاد المسلمين فقصدوا دمشق مرات عديدة حتى تعرّضت لضيق شديد، فأرسل صاحبها طغتكين إلى الأمير مودود صاحب الموصل يشرح له الحال ويستنجده ضد الإفرنج، فجمع عساكره وعبر الفرات إلى الشام سنة 506هـ/1106م(67) لتقديم النجدة لدمشق ضد الغزو الصليبي.

 

وفي سنة 499هـ/ 1116م كان الافرنج خرجوا إلى سواد طبرية فدخلوا حصن علعال مابين السواد والبثنية، وبدأوا بعمارته ليكون مركزاً لهم للسيطرة على بلاد حوران والوصول إلى دمشق، وكان حصن علعال من حصون عجلون  القوية، فلما عرف ظهير الدين طغتكين أدرك خطورة الأمر إذا أتموا بنا الحصن، فنهض في العسكر وقصدهم على غفلة منهم، فأوقع بهم وقتلهم بأسرهم وملك الحصن بما فيه من الألات والكراع والمتاع(68) .

 

وحدث الخلاف على صرخد بين ألتنتاش الذي استعان بالفرنج وظهير الدين طغتكين،  فبعث معين الدين أنر(69) صاحب دمشق إلى  صرخد بعسكر، التقى بالفرنج ومعهم التنتاش فعاد الفرنج مهزومين، ثم سار معين الدّين أنر  فنزل على الحصن وقاتلهم حتى تسلمه منهم(70) سنة 542هـ/1145م، وعين على  صرخد الأمير مجاهد الدين بزان بن مامين الكردي(71)،  وعين على بصرى حاجبه فارس الدّولة صُرخك(72) فأما صرخد فأقام بها مجاهد الدّين إلى أن توفي سنة 555هـ/11588م، فتولى ابنه سيف الدين محمد،إلى أن أخذها الملك العادل نور الدين زنكي، وعوضه عنها حصن  بو قبيس(73) .

 

وأما بصرى فاستمر فيها فارس الدولة إلى أن قتله فيها زوج ابنته ابن الحاجب في سنة 555هـ/1158م، واستولى عليها، حتى أخذها منه نور الدين زنكي الذي بدأ يفكر بتوحيد بلاد الشام ضد الغزو الصليبي.

 

وفي سنة 513هـ/1121م قام أتابك دمشق ظهير الدين طغتكين بالتوجه إلى جرش وبنى فيها قلعة حصينة من الحجارة الضخمة في معبد زيوس، مما دعا ملك القدس الصليبي بلدوين الثاني إلى التوجه صوب جرش فحاصرها حتى استسلمت حامية القلعة وقام هو وجنوده بتدميرها لأنهم علموا أنهم غير قادرين على الاحتفاظ بها وحمايتها(74)، ويذكر وليم الصوري، وهو مؤرخ صليبي معاصر لبدايات الحروب الصليبية أن مدينة جرش في زمانه كانت مهجورة منذ زمن بعيد بسبب الخوف من الحروب، وأن الذي أعاد السكنى فيها هو أتابك دمشق الذي بنى فيها قلعة على أنقاض معبد زيوس، وكان بناء القلعة  من حجارة المدينة الأثرية الضخمة، وأن تهديم بلدوين الثاني لها كان لأنها صارت  تشكل خطراً على تحركاتهم في المنطقة(75)  

 

الخاتمـة :

من خلال ما توصلنا إليه من معلومات قليلة عن بلاد عجلون في العصر العباسي تبيّن أن بلاد الأردن ومنها عجلون استمرّت تتمتع بمكانة هامّة بعد سقوط الدولة الأموية، ويظهر ذلك من خلال أقوال الشعراء الذين تغنّوا بتدمير البلاد الأردنية، واعتبروا ذكر دمارها في مجالس الخلفاء قربة لهم، وهذا يدل على أهمية المنطقة .

 

ثم تعرض العباسيون لقيام عدد من الثورات الصعبة في البلاد الأردنية من قبل الجماعات التي استمرّت على ولائها لبني أمية، واحتاج العباسيون إلى جهود كبيرة لمواجهة هذه الثورات، إلاّ أن الأمور بدأت تهدأ بمرور الوقت ليصبح العباسيون هم أصحاب الولاية والسيادة في جميع بلاد الشام.

 

وعندما دخل الفاطميون بلاد الشام واجهوا صعوبات كثيرة، ولم يكن من السهولة على أهل بلاد الشام تقبّل المذهب الفاطمي الإسماعيلي، ورغم أن أكثر الناس سلّم بالأمر ، إلاّ أن الأمور لم تستقر للفاطميين تماماً لأن القناعة بالمذهب الفاطمي لم تكن موجودة، فما أن خرج الفاطميون من بلاد الشام حتى انحسر المذهب الإسماعيلي، ولم يبقَ للفاطميين في البلاد سوى الأثر الاجتماعي .

 

وتعرّضت بلاد عجلون مثل غيرها من بلاد الشام للغزو الصليبي، إلاّ أنه الصليبيين لم يتمكنوا من إحكام سيطرتهم على بلاد عجلون بسبب طبيعة عجلون الصعبة، وقربها من دمشق مركز المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي وتعاونها مع دمشق والجزيرة الفراتية لرد الهجمات الصليبية عن كل بلاد الشام، فكانت بلاد حوران وعجلون مركزاً للتجمع والانطلاق لمحاربة الصليبيين، وفيها كانت الموقعة الحاسمة التي خاض فيها صلاح الدين أكبر معارك التحرير  ضد الصليبيي.

  

هوامش البحث ومراجعه

(1)  مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، تحقيق عبدالعزيز الدوري وعبدالجبار المطلبي، دار الطليعة، بيروت 1971م،ص154.

 (2)  الطبري؛ محمد بن جرير(ت310هـ/922م)، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة 1979م، ج7،  ص421، وانظر ابن الجوزي، أبو الفرج عبدالرحمن بن علي(ت 597هـ/1201م)، المنتظم في تواريخ الملوك والأمم، تحقيق سهيل زكار، دار الفكر، بيروت 1995م، ج5، ص10-15، ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم(ت 630هـ/1233م)،  الكامل في التاريخ، دار الفكر، بيروت 1978م،  ج4، ص322-325. 

(3)  القلقشندي؛ أحمد بن علي(ت 821هـ/1488م)، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت 1987م، ج4، ص109.

(4)  يوسف غوانمة، المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون، مركز الدراسات الأردنية، جامعة اليرموك، 1986م، ص46.

(5)  يوسف غوانمة، المساجد الإسلامية القديمة، ص46.

(6)  القلقشندي، أحمد بن علي،(ت 621هـ/1418م)، صبح الأعشى في صناعة الإنشا،دار الفكر، بيروت 1987م، ج4، ص109.

(7)  ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص129، ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر(ت774هـ/1372م)، البداية والنهاية تحقيق أحمد أبو ملحم وآخرون، دار الكتب العلمية ، بيروت 1992م، ج10، ص34، حسن   إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج2، ص18

(8)  الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين(ت 356هـ/967م)، الأغاني، ، دار الكتب المصرية، القاهرة، ج15، ص151.

(9)  ابن خرداذبة، عبيدالله بن عبدالله(ت 300هـ/912م)، ، المسالك والممالك، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1988م، ص18.

(10)  الأغاني، ج15، ص151.

(11)  بصرى مدينة على سيف البرية ، وهي المدينة التي زارها النبي r مع عمه أبي طالب(انظر ياقوت الخموي، شهاب الدين أبو عبدالله(ت 626هـ/1229م)، معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج1، ص441، ابن شداد، عزالدين بن علي(ت 632هـ/1234م)،الأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة، تحقيق سامي الدين الدهان، المعهد الفرنسي، دمشق 1965م، ص70).

(12)  وصرخد بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق وقلعة حصينة  في أرض حوران وبها مشهد ويقال بأن موسى وهارون نزلاها بعد خروجهما من التيه (انظر ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3، ص401، الأعلاق الخطيرة، ج1، ص109).

(13)  ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج1، ص70. 

(14)  اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب(ت284هـ/905م)، كتاب البلدان، دار إحياء التراث، بيروت 1988م، ص 88.

(15) ابن خرداذبّه؛ أبو القاسم عبيدالله بن عبدالله(ت300هـ/912م)، المسالك والممالك، تقديم محمد مخزوم، دار إحياء التراث، بيروت 1988م، ص75. 

(16)  ابن خرداذبّة، المسالك والممالك، ص 75، وانظر ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج1، ص520.

(17)  ابن خرداذبّة، المسالك والممالك، ص75.

(18)  البكري، عبدالله بن عبدالعزيز الأندلسي(ت 487هـ/ 1095م)، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت 1983م، ج1، ص288.

(19)  البكري، ، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج1، ص288.

(20)  لقمان اسم خمّار .

(21)  ابن خرداذبة، المسالك والممالك، ص75.

(22)  المقدسي، أبو عبدالله محمد بن أحمد(ت 380هـ/990م)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، مطبعة مدبولي، القاهرة 1991م، ص162.

(23)  المقدسي، أحسن التقاسيم، ص162.

(24)  ابن الفقيه،أبي بكر احمد بن محمد الهمذاني(ت350هـ/961م)، مختصر كتاب البلدان، دار إحياء التراث العربي1988م، ص111.

 

(25)  ابن الفقيه، مختصر كتاب البلدان، ص 102.

(26)  ابن خرداذبة، المسالك والممالك، ص 74.

(27) هو طاؤوس أو طويس أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله المدني مولى بني مخزوم(مولى أروى بنت كريز أم عثمان بن عفان رضي الله، وكان طويلا مضطربا أحول العين وقالوا بأنه كان مشئوما لأنه ولد يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وفطم يوم توفي الصديق واحتلم يوم قتل عمر رضي الله عنه وتزوج يوم قتل عثمان وولد له يوم  مات علي رضي الله عنه، وكان من المخنثين ويقال بأنه صاحب الألحان وأول من غنّى في الإسلام، وكانت وفاته في سنة 92هـ/ 713م بالسويد وهي على مرحلتين من المدينة(انظر أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج3، ص28، ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص84، أبو المحاسن، النجوم الزاهرة، ج1، ص88،  جواد علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج6، ص309).

(28)  الأصفهاني، الأغاني، ج15، ص150.

(29)  الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر(ت 255هـ/868م)، الرسائل، ج1، ص 141.

(30)  المحب والمحبوب والمشموم، ج1، ص121.

(31)  هو أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي، ولد على الرق، وأعتقته إمرأة عقيلية فنسب إليها، ولد أعمى جاحظ العينين، كان ضخم الجسم مجدوراً، نزل بغداد ولقب بالمرعث للبسه رعاثاً وهو الحلق، واتهم بالزندقة، وكانت وفاته سنة 167هـ/784م الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد(ت 748هـ/1374م)، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1984م، ج7، ص156، ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص149، الصفدي، صلاح الدين خليل(ت 764هـ/1363م)، الوافي بالوفيات، دار صادر، بيروت 1970م، ج3، ص374).

(32)  بشار بن برد، الديوان، ج1، ص1018، أبو الفرج الأصفهاني، ج1، ص101.

(33)  ابن الخياط، الديوان، ج1، 235.

(34)  ابن الأثير، الكامل، ج4، ص182.   

(35) ابن الأثير، الكامل، ج4، ص309

 (36)  انظر ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص129، ابن كثير، البداية ، ج10، ص34، حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج2، ص18

(37)  ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص41.

(38)  ابن الجوزي، المنتظم، ج4، ص752، ابن كثير، البداية ، 41-42.

(39)  الطبري، الرسل والملوك، ج7، ص440.

(40)  ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص334.

(41)  أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج20، ص414 -415، محمد محاسنة، صفحات من تاريخ الأردن، ص 120.

(42)  ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص61.

(43)  ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص173.

(44)  ابن كثير، البداية، ج10، ص173- 174.

(45)  ابن كثير، البداية، ج10، ص173- 174.

(46)  الطبري، الرسل، ج8، ص251- 253، ابن الجوزي، المنتظم، ج5، ص 406، وانظر تفصيل ذلك عند ابن الأثير، الكامل، ج5، ص91-93، ابن كثير، البداية، 10، ص174.

 (47)  هو سعيد بن خالد بن محمد بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي العثماني الفديني من أهل قرية الفدين، والفدين؛ هي المفرق، وهي بلد في أرض حوران بالأردن؛ خرج في أيام المأمون وادعى الخلافة (انظر ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج21، ص56، ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص240، الصفدي، الوافي بالوفيات، ج5، ص67).

(48)  ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج21، ص56، الصفدي، الوافي بالوففيات، ج5، ص67.

(49)  أبو العميطر: علي بن عبدالله بن خالد بن يزيد بن معاوية ، ويعرف بالسفياني، ولقب أبي العميطر عندما خرج على الخلافة العباسية سنة 195هـ/811م، ودعا لنفسه بالخلافة، وطرد عامل دمشق، واستمرّت ثورته حتى سنة 198هـ/814م حيث تمكن ابن بيهس الكلابي من القضاء عليه/ انظر الطبري، الرسل والملوك، ج8،ص415، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج37، ص199،  ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5،ص147، إحسان عباس، تاريخ بلاد الشام في العصر العباسي، ص53-61).

(50)  الطبري، الرسل والملوك، ج9ن ص116، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج21، ص56، ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص240، الصفدي، الوافي بالوفيات، ج5، ص67.

(51)  ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج18، ص94، ابن الأثير،  الكامل، ج3ن ص210،  ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص295،

(52)  الطبري، الرسل، ج5، ص269، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج18، ص95، ابن الأثير، الكامل، ج3ن ص212.

(53)  الطبري، الرسل والملوك، ج9، ص117- 118، ابن عساكر، ج34، ص287،

(54)  المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، دار صادرن بيروت، ج1، ص315-316.

(55)  ابن القلانسي، تاريخ دمشق، ص1، ابن الأثير، الكامل، ج7، ص42، ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص270.

(56)  اليعقوبي، البلدان، ص326، الدواداري؛أبو بكر بن عبدالله بن ايبك،(ت 736هـ/1335م)، الدرّة المضيئة في أخبار الدولة الفاطمية، تحقيق صلاح الدين المنجد، القاهرة 11961م، ص125، محمد محاسنة، تاريخ دمشق، ص85.

(57)  الدواداري، الدرّة المضيئة، ص159، محمد محاسنة، تاريخ دمشق، ص94.

 (58)  المقدسي، أحسن التقاسيم، ص179.

(59) محمد حسين محاسنة، تاريخ مدينة دمشق، ص136        Bianquis,Thiery, Damas La Syria Sous La Domination Fatimide, Damas 1979, vol 1,pp104- 106.               

(60)  المسبحي، أخبار مصر، ص 247، المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي(ت 845هـ/1441م)، اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، تحقيق جمال الدين الشيال، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة 1967م، ج2، ص156،محمد حسين محاسنة، تاريخ مدينة دمشق خلال الحكم الفاطمي، دار الأوائل، دمشق2001م، ص117،     vol 2,p 854. Elisseef,N, Dimashk,encyclpidia of Islam, ,London1960,.

(61) - ابن القلانسي، تاريخ دمشق، ص119، ابن الأثير، الكامل، ج7، ص261،، ابن العديم، كمال الدين(ت 660هـ/1262م)، زبدة الحلب من تاريخ حلب، تحقيق سامي الدين الدهان، المعهد الفرنسي للدراساتالعربية، دمشق 1954م، ، ج1، ص231، وانظر الدواداري، الدرة المضيئة، ص324، مصطفى الحياري، الإمارة الطائية، ص 51، محمد محاسنة، تاريخ دمشق، ص117.

(62) ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج1، ص70.

(63)  - ظهير الدين طغتكين أحد غلمان السلطان تتش وأتابكه، وكان من خيار الملوك مؤثراً للعدل، وزوّجه تتش بأم ولده دُقاق، ، وبعد مقتل تتش تولى ابنه دقاق أتابكية دمشق، وصار طغتكين مقدم عسكره، ثم تملك دمشق بعد دقاق، وكان شهماً شجاعاً مهيباً مجاهداً في الفرنج،  وقف مدافعاً عن بلاد المسلمين ضد الفرنج، واسترد منهم بُصرى وصرخد سنة498هـ/ 1115م، ثم هزمهم في طبرية بالتعاون مع مودود صاحب الموصل وتوفي سنة 522هـ/1128م بعد(السلاجقة، ج2، ص379، 381،ابن كثير، البداية والنهاية، ج12، ص213، أبو المحاسن، النجوم الزاهرة، ج2، ص47) .

(64)  ابن الأثير، الكامل، ج8، ص233، ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج1، ص70.

(65)  ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج1، ص70.

(66)  ابن الأثير، الكامل، ج8، ص189.

(67)  ابن الأثير، الكامل، ج8، ص266.

(68)  تاريخ أبي يعلى، ج1، ص89.

(69)  الأمير معين الدين، مدبر دول أولاد أستاذه طغتكين بدمشق، كان عاقلاً حسن السيرة وموصوفاً بالرأي والشجاعة محباً للعلماء والصلحاء كثير الصدقة والبر، توفي سنة 544هـ/1229م(انظر الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج20، ص 256، الصفدي، الوافي بالوفيات، ج3، ص305).

(70)  أبو شامة ، الروضتين في أخبار الدولتين، ج1، ص59- 60،

(71)  ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج1، ص460، أبو شامة ، الروضتين في أخبار الدولتين، ج1، ص60،

(72)  ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج1، ص70.

(73)  ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج1، ص70.

(74) وليم الصوري(ت 581هـ/1185م)، تاريخ الحروب الصليبية (الأعمال المنجزة فيما وراء البحار)، ترجمة سهيل زكار، دار الفكر، دمشق 1990م، ج1، ص 589،  أسامة شهاب، جرش؛ تاريخها وحضارتها،دار البشير، عمان 1989م، ص47.

(75)  وليم الصوري، تاريخ الحروب الصليبية، ج1، ص589.

 

قائمة المصادر والمراجع:

أ- المصادر

 1- ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم(ت 630هـ/1233م)،  الكامل في التاريخ، دار الفكر، بيروت 1978م  .    

2- ابن الجوزي، أبو الفرج عبدالرحمن بن علي(ت 597هـ/1201م)، المنتظم في تواريخ الملوك والأمم، تحقيق سهيل زكار، دار الفكر، بيروت 1995م .    

3- ابن خرداذبة، عبيدالله بن عبدالله(ت 300هـ/912م)، ، المسالك والممالك، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1988م .

4- ابن شداد، عزالدين بن علي(ت 632هـ/1234م)،الأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة، تحقيق سامي الدين الدهان، المعهد الفرنسي، دمشق 1965م .

5-  ابن العديم، كمال الدين(ت 660هـ/1262م)، زبدة الحلب من تاريخ حلب، تحقيق سامي الدين الدهان، المعهد الفرنسي للدراسات العربية، دمشق 1954م .

6- ابن الفقيه،أبي بكر احمد بن محمد الهمذاني(ت350هـ/961م)، مختصر كتاب البلدان، دار إحياء التراث العربي1988م 

7-  ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر(ت774هـ/1372م)، البداية والنهاية تحقيق أحمد أبو ملحم وآخرون، دار الكتب العلمية ، بيروت 1992م . 

8- الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين(ت 356هـ/967م)، الأغاني، ، دار الكتب المصرية، القاهرة .

9-   بشار بن برد، الديوان. ..................ز

10- البكري، عبدالله بن عبدالعزيز الأندلسي(ت 487هـ/ 1095م)، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت 1983م .

11-الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر(ت 255هـ/868م)، الرسائل، ج1، 141.

12-  الدواداري؛أبو بكر بن عبدالله بن ايبك،(ت 736هـ/1335م)، الدرّة المضيئة في أخبار الدولة الفاطمية، تحقيق صلاح الدين المنجد، القاهرة، 1961م  .

13- الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد(ت 748هـ/1374م)، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت ،1984م.  

14- الصفدي، صلاح الدين خليل(ت 764هـ/1363م)، الوافي بالوفيات، دار صادر، بيروت، 1970م

15-الطبري؛ محمد بن جرير(ت310هـ/922م)، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة ،1979م .

16-  القلقشندي؛ أحمد بن علي(ت 821هـ/1488م)، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، 1987م . 

17- المقدسي، أبو عبدالله محمد بن أحمد(ت 380هـ/990م)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، مطبعة مدبولي، القاهرة 1991م.

18- المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي(ت 845هـ/1441م)، اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، تحقيق جمال الدين الشيال، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة 1967م  .

19- المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، دار صادر، بيروت.

20- مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، تحقيق عبد العزيز الدوري وعبد الجبار المطلبي، دار الطليعة، بيروت 1971م . 

21- وليم الصوري(ت 581هـ/1185م)، تاريخ الحروب الصليبية (الأعمال المنجزة فيما وراء البحار)، ترجمة سهيل زكار، دار الفكر، دمشق 1990م . 

22- ياقوت الخموي، شهاب الدين أبو عبدالله(ت 626هـ/1229م)، معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت

23-  اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب(ت284هـ/905م)، كتاب البلدان، دار إحياء التراث، بيروت 1988م .

ب - المراجع العربية :

24- جواد علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت 1980م..

25- حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام والديني والثقافي والاجتماعي، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة 1964م. 

26- محمد حسين محاسنة، تاريخ مدينة دمشق خلال الحكم الفاطمي، دار الأوائل، دمشق2001م .     

 27-  محمد محاسنة، صفحات من تاريخ الأردن وحضارته، نشر وزارة الثقافة الأردنية ، عمان 2010م.

28- مصطفى الحياري، الإمارة الطائية في بلاد الشام، وزارة الثقافة والشباب، عمان 1977م. .

29- يوسف غوانمة، المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون، مركز الدراسات الأردنية، جامعة اليرموك،إربد 1986م.

  ج - المراجع الأجنبية :

           Bianquis,Thiery, Damas La Syria Sous La Domination Fatimide, Damas 1979.  - 30

31- .Elisseef,N, Dimashk,encyclpidia of Islam, ,London1960

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة