العصر الحجري القديم أو الباليوثي

العصور الحجرية1,600.000-3000 ق.م

إعداد الباحثين

 أ.د. زيدون حمد المحيسن          د. محمد فاضل الخطاطبة

 

المحتويات

 

 1:1:1- العصر الحجري القديم Paleolithic (1.500.000 – 17.000) ق.م

     1:1المرحلة الأولى من العصر الحجري القديم 1.500.000-100.000 ق.م

     2:1 المرحلة الثانية من العصر الحجري القديم 100.000-38.000 ق.م

     3:1 المرحلة الثالثة من العصر الحجري القديم 38.000-17.000 ق.م

 

1:1: 2 العصر الانتقالي بين الإنسان الصياد والجامع للقوت وبين الإنسان المنتج

 Epi-Paleolithic   17.000-8.500 ق.م

1:1الثقافة الكبارية (17.000-10.000) ق.م، وتقسم لمرحلتين:

        1:1:1  الكبارية غير الهندسية (17.000- 12.000) ق.م.

        2:1:1  الكبارية الهندسية (12.000- 10.000) ق.م

2:1 الثقافة النطوفية (10.000-8.500) ق.م، وتقسم لمرحلتين:

    1:2 المرحلة المبكرة (10.000-9.000) ق.م.

    2:2  المرحلة المتأخرة (9.000-8.500) ق.م.

 

3:1:1:2 العصر الحجري الحديث Neolithic (8.500-3.000) ق.م

    3: 1 العصر الحجري الحديث المبكر (ما قبل الفخاري) (8.500-5.500) ق.م.

    3: 2  العصر الحجري الحديث المتأخر (الفخاري) (5.500-3.000) ق.م

 

2: 1- العصور الحجرية1,600.000-3000 ق.م

 الملخص

 سميت العصور الحجرية بهذا الاسم بسبب بدء الإنسان بصناعة أدواته من الحجر, وتبدأ في منطقتنا في موقع أبو هابيل على أطراف غور الأردن(1,600,000000ق.م), وهو ما عرف بالعصر الحجري القديم, ويمر بالعصر الحجري الوسيط ويمثله موقع مغر الحمام في وادي راجب, وينتهي بالعصور الحجرية الحديثة(8,500-300ق.م) وأهمها موقع عراق الدب بالقرب من باعون "

 

المقدمة

 تبدأ العصور الحجرية (عصور ما قبل التاريخ) حينما أصبح الإنسان صانعاً للأدوات، ومعظم ما بقي لنا من هذه الأدوات مصنوع من الحجر، ومن هنا جاءت التسمية (خارطة رقم 1)، وتنتهي باختراع الكتابة، وتبدأ العصور التاريخية، حيث أننا بوجود الوثائق المكتوبة نستطيع التحدث عن شعوب بأسمائها، وما جرى لتلك الشعوب من أحداث وتطورات، وبدأت الكتابة في العراق ومصر مع بدايات الألف الثالث قبل الميلاد، بينما الأردن وفلسطين لم يطوروا نظاماً كتابياً خاصاً بهم إلا في الألف الثاني قبل الميلاد(1).

 

2: 1:1:1- العصر الحجري القديم Paleolithic (1.500.000 – 17.000) ق.م

عاش الإنسان في هذا العصر صياداً وجامعاً للقوت بالقرب من مصادر المياه في الغالب، وقام الإنسان في هذا العصر بصنع أدواته من الصوان، مثل الفأس اليدوي والمكاشط لتنظيف الجلود ورؤوس الرماح القصيرة والسكاكين للقطع، إضافةً لأدوات أخرى صنعت من العظام والأخشاب، لكن لم يتم العثور إلا على عددٍ قليل من هذه الأدوات، بسبب طبيعة المادة التي صنعت منها وتعرضها للخراب (2).

وقد قسم هذا العصر إلى ثلاثة مراحل، وهي:

1-    المرحلة الأولى من العصر الحجري القديم 1.500.000-100.000 ق.م:

 جاءت البقايا الأثرية التي تعود للمرحلة الأولى من العصر الحجري القديم قليلةً إذا ما قورنت مع المراحل اللاحقة، حيث أقامت السلالات البشرية الأولى بداية الأمر في العراء، ثم أقامت في مداخل الملاجئ الصخرية والكهوف الطبيعية دون الدخول إلى أعماقها المظلمة، وفي نهاية المرحلة أقام الإنسان لنفسه كوخاً بسيطاً من الحجارة وأغصان الأشجار والجلود.

وقد تم الكشف عن موقعين يمثلان المرحلة الأولى من العصر الحجري القديم في منطقة المرتفعات المطلة على غور الأردن، وهما:

  •   موقع أبو الخس (حمة أبو ذابلة): يبعد 1.3كم شمال شرق موقع طبقة فحل، وقد ناسب الموقع وجود الإنسان الأول، حيث أعشاب السفانا المرتبطة مع غابات البلوط، والحيوانات مثل الأيائل والفيلة والخيل، مما شكل مصدراً غذائياً للإنسان.
  •   موقع أبو هابيل: ، وهو يقع في منطقة الأغوار في منطقة جبلية مطلة على غور الأردن على شواطئ بحيرة اللسان القديمة ، إلى الشرق من قرية أبو هابيل بالقرب من مثلث الهاشمية حلاوة الأغوار. ويُعدّ من أقدم مواقع العصر الحجري القديم في الأردن، وتم العثور في الموقع على عددٍ من الأدوات الصوانية، يعود تاريخها للفترة الواقعة ما بين 1.800.000-600.000 سنة.

 

اللوحة رقم 1 أدوات حجرية (3)

 

2-    المرحلة الثانية من العصر الحجري القديم 100.000-38.000 ق.م:

     أقام الإنسان في المرحلة الثانية من العصر الحجري القديم في المناطق الجغرافية المختلفة، سواءٌ أكان ذلك في الصحاري أو المرتفعات الجبلية أو السواحل. فقد سكن الإنسان داخل الكهوف بالإضافة لمواقع العراء؛ حيث ارتبطت عملية السكن في الكهوف بالقدرة على إشعال النار، لأن الكهف يشكل مصيدة للإنسان الضعيف أمام غيره من الأحياء، وبناءً على هذا فإن الوظيفة الأولى للنار كانت كسلاح (4)، وازدهرت صناعة الأدوات الصوانية، وأصبحت دقيقةً جداً، وقام بتصنيع أدوات جديدة عوضاً عن الفؤوس اليدوية تكونت من مكاشط متعددة الأشكال والأنواع، بالإضافةِ إلى رؤوس الرماح القصيرة، وكان إنسان هذه المرحلة أول من دفن موتاه.

 

3-  المرحلة الثالثة من العصر الحجري القديم 38.000-17.000 ق.م:   شهدت المرحلة الثالثة من العصر الحجري القديم اختفاء الأدوات المصنعة في الفترة السابقة، وظهور أدوات جديدة مكونة من نصال طويلة، ومكاشط علوية، وأصبحت الأدوات الخشبية هي الشائعة في هذه المرحلة.

  وقد أقام إنسان هذه المرحلة لفترةٍ محدودةٍ في العراء، مثل موقع وادي الحمة بالقرب من بلدة المشارع في غور الأردن، بالإضافةِ إلى الكهوف والمآوي الصخرية وأهمها مغر الحمام الذي يقع في وادي راجب.

 

1:1:2: 2 العصر الانتقالي بين الإنسان الصياد والجامع للقوت وبين الإنسان المنتج

 Epi-Paleolithic   17.000-8.500 ق.م:

حدثت تغيرات في الأحوال المناخية في هذا العصر، مما كان له أثر في تغير الغطاء النباتي والحيواني، وبالتالي توزيع المجموعات البشرية في المناطق التي يتوافر بها الغذاء، وقد تكيّفَ الإنسان مع المعطيات الجديدة، حيث جمع بذور الأعشاب البرية، وتخصص في صيد وأكل أنواع محددة من الحيوانات، وتم الكشف عن عدد من أدوات الطحن والجرش، إضافة إلى المنجل الذي استعمل في قطع الأعشاب البرية، وكذلك صنارة صيد الأسماك المصنوعة من العظم.

وقسم هذا العصر إلى الثقافتين التاليتين:

أ‌.   الثقافة الكبارية (17.000-10.000) ق.م، أطلق على هذه المرحلة اسم الكبارية نسبة لمغارة كبارا في فلسطين، حيث عثر في هذه المغارة على مجموعة من الأدوات التي تمثل بداية العصر الانتقالي، وتقسم لمرحلتين:

  1. الكبارية غير الهندسية (17.000- 12.000) ق.م.
  2. الكبارية الهندسية (12.000- 10.000) ق.م.

 

ومثلَّ موقع (وادي الحمة 26 و31 و33) قرب بلدة المشارع المرحلة الأولى من الثقافة الكبارية، وتم العثور في الموقع على مجموعة من الأدوات صغيرة الحجم غير هندسية الشكل (5).

ب‌. الثقافة النطوفية (10.000-8.500) ق.م، أطلق على هذه المرحلة اسم النطوفية نسبة إلى وادي النطوف في فلسطين، وتقسم لمرحلتين:

  1. المرحلة المبكرة (10.000-9.000) ق.م.
  2. المرحلة المتأخرة (9.000-8.500) ق.م.

 

 تمتاز المرحلة المبكرة عن المرحلة المتأخرة باستعمال طريقة صناعة المناقيش الصغيرة، وصنعت فيها أدوات ميكروليثية هندسية دقيقة الشكل مشذبة، وتوصف مواقعها بأنها مخيمات غير ثابتة، وتركزت في مناطق سواحل البحر والبحيرات والوديان، بينما أطلق على مواقع الفترة المتأخرة اسم مخيمات استثمارية، وأهم المواقع التي تمثل الثقافة النطوفية في عجلون:

   عراق الدب ويمثل المرحلة الانتقالية من الفترة النطوفية وهي مرحلة الصيد، وجمع الغذاء إلى حياة الاستقرار والزراعة وهو العصر الحجري الحديث قبل الفخاري وسيأتي ذكره في الفقرة التالية.

3:1:1:2- العصر الحجري الحديث (8.500-3.750) ق.م:

Neolithic

     انتقل الإنسان في هذا العصر من حياة الصيد وجمع القوت والتنقل إلى التدجين والزراعة والصيد والاستقرار في قرى ثابتة، وتطورت قرى النطوفيين لتصبح أكبر مساحةً وأفضل تنظيماً من السابق، وتركزت القرى بالقرب من المصادر المائية الدائمة، خاصة سكان غور الأردن والمرتفعات الجبلية، أما الذين سكنوا المناطق الصحراوية فلقد اعتمدوا الصيد مصدراً للحياة، وتطلبت معطيات الحياة الجديدة أن يتخلى الفرد عن الفردية في سبيل الجماعة(6).

   كما حصل تطور على صناعة الأدوات الصوانية لتتناسب وحاجات الإنسان الجديدة، فزادت صناعة شفرات المناجل ورؤوس السهام، وتنوعت أشكال المثاقب والسكاكين والمكاشط، وصنع أدوات جديدة لخزن الطعام والشراب من الحجر الجيري في البداية، ثم استخدمت الأواني الفخارية منذ الألف السادس قبل الميلاد(7) ، ويعدّ اختراع صناعة الفخار من أعظم انجازات هذا العصر، بالإضافة إلى الزراعة والتدجين، وتم الاعتماد على الفخار منذ هذا التاريخ لمتابعة تطور الحضارة وانتشارها (الأداة الأفضل للتأريخ النسبي).

     كما وصلت العلاقات الإنسانية المتبادلة نظاماً واسعاً، حيث عثر على بعض الأدوات المصنوعة من الأوبسديان المستورد من بلاد الأناضول في المواقع الأردنية المختلفة، كما حصل تطور هام في الفنون والمعتقدات الأخرى، يظهر من خلال المخلفات الأثرية التي عثر عليها.

وأهم المواقع في محافظة عجلون هما طبقة فحل وعراق الدب في عجلون.

وقد قسم هذا العصر إلى فترتين هما:

  1. العصر الحجري الحديث المبكر (ما قبل الفخاري) (8.500-5.500) ق.م.
  2. العصر الحجري الحديث المتأخر (الفخاري) (5.500-3.000) ق.م.

 

     استطاع الإنسان في العصر الحجري المتأخر تصنيع أوانٍ من مادة الصلصال، أطلق عليها اسم "الفخار الأسود المصقول"، وعدَّ هذا النوع من أقدم أنواع الفخار التي ظهرت في بلاد الشام، وقد عثر على كسرٍ قليلة العدد من هذا الفخار في موقعي عين راحوب وتل الشونة الشمالية.

     ويبدو أن سكان العصر الحجري الحديث المتأخر فضلوا السكن داخل حفر سكنية، عثر على عددٍ منها في تل الشونة الشمالية، إلا أنَّ سكان المرتفعات الجبلية شيدوا بيوتاً بأشكال مستطيلة ودائرية من الحجارة الغشيمة.

     ولقد كان هؤلاء الناس على درجة من التقدم في مضمار الفنون، حيث عثر على دمىً تمثل أشكالاً آدمية وحيوانية، حيث عثر في عين راحوب على دمية مصنوعة من العظام تمثل أنثى.وموقع عراق الدب في عجلون يمثل  المرحلة الانتقالية بين الفترتين النطوفية والعصور الحجرية الحديثة.

الهوامش

1.أبو طالب، محمود 1978م الأردن وفلسطين في العصور القديمة. عمان: وزارة الثقافة والشباب.ص. 51,33.

2.هاردنج، لانكستر 1983م آثار الأردن. تعريب سليمان موسى. ط3. عمان: منشورات وزارة السياحة والآثار.ص.27.

 

انترنت

4.أبو طالب، محمود 1978م.ص.35 .

5.كفافي، زيدان، 1990؛ الأردن في العصور الحجرية، مؤسسة آل البيت: عمان.ص.101-105.

6.هاردنج، لانكستر 1983م.ص.28.

7.نفس المصدر.ص.28-29.

 

المصادر والمراجع

  1. أبو طالب، محمود 1978م الأردن وفلسطين في العصور القديمة. عمان: وزارة الثقافة والشباب
  2. كفافي، زيدان، 1990؛ الأردن في العصور الحجرية، مؤسسة آل البيت: عمان.
  3. هاردنج، لانكستر 1983م آثار الأردن. تعريب سليمان موسى. ط3. عمان: منشورات وزارة السياحة والآثار.

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة