الصناعات التقليدية في محافظة عجلون

الصناعات التقليدية في محافظة عجلون

 إعداد

 د . خليف مصطفى الغرايبه                                               أ. محمود حسين الشريده       

رئيس تحرير وباحث في الموسوعة العجلونية                  باحث ورئيس فريق العمل الميداني في الموسوعة العجلونية 

المحتويات

أولاً-  المقدمة.

ثانياً-  أنواع الصناعات التقليدية في محافظة عجلون.

1-  صناعات ذات مصدر نباتي .

2- صناعات ذات مصدر زراعي.

3 - صناعات ذات  مصدر حيواني .

1.الصناعات النسيجية .

2. – الصناعات الجلدية .

3. مشتقات الألبان .

4 -  صناعات ذات مصدر معدني .

 

-  هوامش البحث ومراجعه .

 

أولاً- مُقدّمــــــــة:    

     اشتهرت منطقة عجلون بصناعاتها التقليديّة، وقد ورد ذكرها في أماكن متفرقة استطعنا أن نجمعها ونصنّفها حسب مادتها الأوليّة،  وأهم الأماكن( المصادر) التي تم اعتمادها في ذلك:

ا. ملفات منطقة جبل عجلون وسجلاتها- أيام الإمارة الأردنية- والموجودة في دائرة المكتبات والوثائق الوطنية في عمان.

ب. المراجع التي كتبت عن صناعات المنطقة الواقعة بين نهري الزرقاء واليرموك أو جزء منها. 

ج. الكتابات التي سجلها الرحالة أثناء زيارتهم للمنطقة في أواخر القرن التاسع عشر،

د- جمع معلومات كثيرة عن العديد من الصناعات المحلية من خلال الاستبيان أو المقابلة مع مجموعة من المعمرين الذين يعيشون في أجزاء مختلفة من المنطقة.

ه- جمع المعلومات من خلال الزيارات الميدانية لمتابعة أثار المصانع كالمعاصر، والطواحين المائية.

      وبعد دراسة كل تلك المصادر تبين بان السكان كانوا قد استغلوا المواد الأولية المتوفرة في منطقتهم خير استغلال، وقاموا بتصنيعها حسب حاجتهم إليها, ومن هنا فقد كانت اغلب صناعاتهم من مصادر نباتية وزراعية وحيوانية, أما الصناعات المعدنية فقد كانت قليلة أو تكاد تكون معدومة.

ثانياً-  أنواع الصناعات:

 اعتمد سكان المنطقة في سدّ حاجتهم من الأدوات على المواد الأوليّة التي اشتهرت بها المنطقة،   وتبعاً لذلك يمكن حصر أنواع الصناعة التي توجد في المنطقة بما يلي:

 1- صناعات ذات مصدر نباتي :

       اشتهرت المنطقة بكثافة غطائها النباتي وتنوعه منذ القدم، وقد كانت أخشاب شجر البلوط أكثر الأنواع جودة وملائمتة للصناعات النباتية وهي :

أ‌- صناعة الأدوات الزراعية : وهي حرفة اقتصرت على الرجال، ومن أهم هذه الصناعات : المحراث والقادم والميجنة، بالإضافة إلى العديد من العصي التي تشكل مقابض للكثير من الأدوات، كالفأس، والمجرفة، والمذراية، والشاعوب(1).

ب-  صناعة الأطباق والصواني القصلية: وهي حرفة نسويه وتمر بثلاث مراحل:

 - التقصيل(2).(ومفردها قصلة وهي ساق نبات القمح، والتقصيل هو أخذ هذا الساق، وجمع السيقان على شكل رزمة).

 - صباغة القصل بألوان متعددة .

 - مرحلة البدي (3)( وهي المرحلة النهائية في صناعة الأداة المطلوبة).

    وكانت كل أسرة تكتفي بصنع حاجاتها من الأطباق، والصواني بأحجام مختلفة وأنواع متعددة.

ج-  صناعة الفحم: وقام السكان بصناعته من أخشاب الأشجار المتنوعة، وقد وفد إلى المنطقة بعض المتعاملين في صناعة الفحم وتجارته وخاصة من سوريا وذلك في بداية العشرينيات من هذا القرن (4)، وتكاد تكون صناعة الفحم النباتي هي الصناعة المقصود فيها التجارة والتصدير إلى الشام و فلسطين، وكان الفحم يستخدم للطبخ والتدفئة ومن الأدلة على أهمية غابات عجلون  كتاب قديم رقم ( 5-11-2971 تاريخ 3-9-1930م ) يطلب فيه متصرف لواء عجلون / اربد ، موجة إلى ديوان رئيس الوزراء وإلى مدير الزراعة والحراج والمعادن يطلب فيه تمديد فترة مناقصة تعهد الفحم من حراج قرية ( فارة ) الهاشمية حاليا، وكميتة (500) قنطارا من (3-9-1930إلى 13-9-1930م).

د- دباغة الجلود: وكانت مادة الدباغة تستخرج من لحاء جذور السنديان، أو أقماع ثمر البلوط، أو قشر الرمان، أو أثمار شجر الخروب.

ه- الركّابة: وهي عبارة عن ثلاثة أعمدة من خشب مربوطة من الأعلى بحيث تنصب ويركب عليها الشكوة التي يخض بها الحليب، وقد استغل السكان أخشاب الغابات في أغراض أخرى مثل سقوف المنازل، وصنع الأبواب والنوافذ، وبعض الأدوات المنزلية .

2- صناعات ذات مصدر زراعي:

        تعتبر المنتجات الزراعية مورداً عاماً اعتمد علية السكان في استخراج العديد من الصناعات الأساسية في حياتهم والتي تتمثل بما يلي:

أ- زيت الزيتون والصابون : تعتمد هذه الصناعات على شجرة الزيتون التي توجد بكثرة في المنطقة، وأقدم الطرق التي كان يتم بها استخراج زيت الزيتون – قبل 150 عام تقريباً – هي الطريقة التي أوردها سترينج Strang .G.L. أثناء تجواله في منطقة عجلون في موسم عصر الزيتون (تشرين الثاني 1884) حيث يقول: "وفي ساحة السوق العام من عجلون شهدت ثلاث مراجل كبيرة مملوءة بثمار الزيتون المهروس وفي كل منها كمية بسيطة من الماء وتحتها نار هادئة (5)".

وكانت ثمار الزيتون توضع في حفرة وتهرس بواسطة أحجار مدورة، ثم تؤخذ المعجونة وتضغط بالأيادي ثم أصبحت تضغط على صخره تميل باتجاه قناة محفورة في صخرة أخرى وفي النهاية حوض ليجتمع فيه الزيتون (6) .

 

    وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تطورت العملية ،  لتهرس ثمار الزيتون بواسطة ما يسمى (البد)(7) وكان في كل قرية بد أو أكثر، ثم تؤخذ المعجونة المهروسة إلى معصرة بدائية ،  وتوضع تحت قطعة عريضة من الخشب التي يعلوها ثقل من الحجارة فيخرج الزيت ويبقى مخلفات الزيتون الذي يسمى "الجفت" الذي كان يستعمل وقودا للأفران الخبز المسماة "الطابون" (8) .

 

    وفي الأربعينات من القرن العشرين عرف السكان "المكبس" كطريقة حديثة لضغط معجونة الزيتون المهروسة بواسطة "البد".

 

   أما الصابون فقد صنعة سكان المنطقة من الأنواع غير النقية من زيت الزيتون، وذلك بخلطة مع مادة تسمى القطرونة وغليه على النار ثم تجفيفه وتقطيعه إلى قطع مربعة من الصابون .

 

ب- صناعة الحلويات :( الزبيب، والدبس، والنبيذ، والقطّين- التين المجفّف- ، والرب – الذي يستخرج من الخرّوب-.

ويعتبر الزبيب، والدبس، والنبيذ من الصناعات التي تستخرج من العنب واشتهرت بصناعتها البلدات والقرى التي تقع في حوض وادي كفرنجة (9) .

    ويصنع الزبيب Raisins من تجفيف العنب الذي يضاف إليه كمية قليلة من الزيت ليزداد الثمر ليونة ويمنعه من التيبس أثناء تجفيفه تحت الشمس(10)، ويعمل الدبس dibs من خلط عصير العنب واعجلون،ويترك لمدة يوم وفي اليوم التالي يصب السائل في وعاء ويسخن حتى يصل إلى الدرجة المطلوبة من التماسك، ويكثر السكان من تناول الدبس في فصل الشتاء لأنة يمد الجسم بالطاقة الحرارية العالية (11).

   أما بالنسبة للنبيذ فكانت الدولة العثمانية تفرض ضرائب باهظة على من يصنعها، وكان المسيحيون من سكان المنطقة يقومون بصنع ماء النبيذ والمسكرات بشكل شخصي وسري (غير مرخص )، ومن دراسة ملف "الرئيسية للمخابرات" لعامي 1929 و1930 تبين أن حكومة شرقي الأردن منعت إعطاء ترخيص بصنع المسكرات لكل الأشخاص الذين تقدموا بطلب لذلك (12).

أما "الرب" فيتم صنعة بهرس ثمار الخروب ونقعها بالماء لمدة ثلاث أيام ثم يُصفّى المحلول الساخن بقِدْرٍ على النار حتى يتماسك قليلا وقد انتشر تناوله في الأجزاء الغربية من منطقة عجلون ،أما في الأجزاء الشرقية منها فقد شاع تناول الدبس.

ج-  طحن الحبوب: اعتمد سكان المنطقة في طحن حبوبهم على نوعين من الطواحين :

 - طواحين يدوية : وهي طواحين صغيرة الحجم تتكون حجرين قطر كل واحد منها 75 سم ، يربط بينهما محور من الخشب الحجر السفلى ثابت والعلوي متحرك يدار باليد بمقبض خشبي، وتقوم بطحن القمح على شكل سنميد وكان يوجد بكل بيت طاحونة .

- طواحين مائية : وهي طواحين تدار بواسطة الماء وتوجد على جوانب الأودية الرئيسية الدائمة الجريان، والتي شهدت أحواضها كثافات سكانية عالية، ومن خلال الزيارات الميدانية تبين أن عدد الطواحين المائية في المنطقة كانت 23 طاحونة  كما يُظهر الجدول التالي:

           جدول رقم 1 توزيع الطواحين المائية في محافظة عجلون

الرقم

المنطقة

عدد الطواحين

1

حوض وادي اليابس(13)

7

2

حوض وادي كفرنجة(14)

(وادي الطواحين)

11

3

حوض وادي راجب

5

     (المصدر تم حصر هذه الأعداد من خلال الزيارات الميدانية في المنطقة ومقابلات مع المعمرين) .

     وقد كان وادي كفرنجة أكثر الأودية من حيث عدد الطواحين المائية ، ويقول الدكتور مرل الذي زار الوادي في 21 آذار 1877 "أن هذا الوادي ملئ بالطواحين وقد أحصيت على الأقل دزينة منها (12 طاحونة) وبعض هذه الطواحين ليست مستعملة "(15) .

     ومن الجدول يُلاحظ أن وادي اليابس يحتل المرتبة الثانية في حين يأتي وادي راجب في المرتبة الثالثة وذلك بسبب قلة عدد السكان في حوضه ، وتخلو منطقة الأودية الواقوهي:ن وادي اليابس ووادي كفرنجة تماما من وجود هذه الطواحين،  وذلك لعدم وجود مجاري مائية دائمة الجريان فيها، كما تخلو منابع نهر اليرموك(حيث توجد بلدات صخرة وعبين وعبلين) من وجود الطواحين للسبب المذكور سابقا، ً وقد اعتمد سكان هاتيْن المنطقتيْن على المطاحن الموجودة في كل من وادي اليابس ووادي كفرنجة حسب قربها منهم .

3-  صناعات ذات مصدر حيواني:

     تعتبر تربية الحيوانات من الحرف الرئيسية عند سكان المنطقة بشكل عام وعند سكان الأجزاء الغربية منها بشكل خاص, ولذلك كان الحيوان مصدرا هاما للكثير من الصناعات وهي :

أولاً-   الصناعات النسيجية:

      هي حرفة اقتصرت على النساء وقد برعن نساء المنطقة في صناعة منسوجاتهن بأشكال مختلفة ولأغراض متعددة وذلك للأسباب التالية:

1-  توفر المواد الأولية التي تتمثل في شعر الماعالصناعة,أغنام .

2-  بساطة الأدوات المستعملة في مختلف مراحل هذه الصناعة ,في مرحلة قص الشعر أو جز الصوف يستعمل مقص حديدي عادي ، وفي مرحلة الغزل يستعمل مغزل خشبي يدوي صغير، وفي مرحلة النسيج تستعمل أدوات غير مكلفة صنعها السكان في بيئتهم المحلية وهي :

أ‌-     النيرة: أداة نسج وترتيب الخيوط وتصنع من قرن الغزال أو الحديد.

ب‌-النيرة : أداة خشبية تصنع من خشب البلوط آو الزيتون وتستعمل لتقسيم الخيوط المراد نسجها إلى قسمين متناصفين يكون نصف تحتها والنصف الأخر فوقها.

ت‌-المشيع : عصا عادية يلف حولها الخيوط المغزولة والتي توضع بشكل أفقي على خيوط الأساس في النسيج (16).

ث‌-المنساج: قطعة خشبية طولها متر عرضها حوالي 10 سم ويستعمل لدك الخيوط الأفقية مع العمودية (خيوط الأساس ) وهو يصنع من خشب العبهر أو القيقب

3-  حاجة السكان الماسة لهذه الصناعات, فمنها كان المسكن (بيت الشعر) الذي اعتمد علية قسم كبير من السكان في السابق , ومنها كان الأثاث المنزلي (الفرش والبسط) ونظرا لذلك لم يكن في هذه المهنة أسرار غامضة , وكانت أعمال الغزل والنسيج أعمال عادية تتقنها كل امرأة  (17) .

وأهم الصناعات النسيجية التي عرفها السكان

أ‌-     الصناعات القائمة على شعر الماعز : يقص الشعر من الماعز ثم يتم تنظيفه من الشوائب العالقة به وذلك بطرقة أو ضربة بالعصا (وغالبا ما كانت من الرمان) ثم يعمل الشعر لبائق (لفائف) وكل لبيقة تزن حوالي 200غم ,بعد ذلك تأتي مرحلة غزل اللبائق ,لتكن مجموعة من الكباب (مفردها كبة وتكون كروية الشكل وكل كبة تزن حوالي 1 كم) ثم تأتي مرحلة نسج الكباكب، واهم الصناعات التي كانت تعمل من شعر الماعز :

1-  بيوت الشعر: ويعتبر من أهم الصناعات على المختلفة.تكون البيت العادي من 8 شقق (مفردها شقة) طول الشقة 15م وعرضها 5, م وتصنع من 8-9 كباكب تقريبا, يتوسط الشقق الثمانية-وبشكل عمودي عليها- قطعة منسوجة تسمى "طريقة" طولها 4 م وعرضها حوالي 25سم ,ويوضع في وسطها العمود الرئيسي في البيت .

2-  الحبال: وكانت تجدل من شعر الماعز وبأطوال مختلفة .

ب‌- الصناعات الصوفية : يغسل الصوف بعد جزه وذلك لتخليصه من الشوائب العالقة به, ثم يكمل لكائك (مفردها لكيكة) وتزن كل واحدة منها حوالي 2كغ تقريبا , ثم تصنع اللكائك "شللا" (مفردها شلة ) بعد غزلها, وبعدها تأتي مرحلة صبغ الشلل بالألوان مختلفة ثم تعقبها مرحلة النسج , واهم الصناعات التي تؤخذ من الصوف :

1-  البُسط (مفردها بساط) وهي على أنواع وأحجام مختلفة ولكن الشائع منها هو ما يسمى "المفرش" ويبلغ طوله حوإلى 3 أمتار وعرضه متر , وهناك نوع آخر من البسط يسمى "الفجة" وهي اقل طول واقل عرض من المفرش .

2-  ج- وهناكرى مثل :ضبيه القهوة ، والشويحة، والريبان ، ورشمة الفرس (18) .

 ج-  وهناك صناعات تتكون من خليط الشعر والصوف وهي:

1-  العدول (مفردها عدل):كيس كبير من الشعر والصوف ويتسع لأكثر من 12 صاع من القمح والطحين.(144كغ) .

2-  الرمة :وهي رسن يكمم في نصفها الأول فم صغير البقر ويربط نصفاها الثاني بإحدى أرجل البقر, أثناء حلبها .

3-  الخرج: ويستعمل لنقل الكثير من الحاجات كالألبسة والمحاصيل المختلفة.

4-  الربق: وهو يشبه الحبل ويربط على أطرافه صغار الحيوانات من الماعز و الأغنام , ويتسع الربق أحيانا لأكثر من عشرين منها .

5-  ثانياً- الصناعةلها الراعي بشكل خاص للدفاع عن نفسه أو لمحاولة جمع الأغنام.

ثانياً-  الصناعة الجلدية:                          

   وهي صناعة اقتصرت على النساء كذلك فبعد مرحلة دبغ الجلود تأتي مرحلة تصنيعها بأشكال متعددة بحسب الحاجة إليها ,ومعظم هذه الصناعات تؤخذ من جلود الماعز والأغنام أما جلود الأبقار فكانت تصدر إلى نيسان ونابلس واربد لعدم خبرة الناس في كيفية تصنيعها.

وأهم الصناعات الجلدية :

أ‌-     الشكوة وتستعمل لخض (رج) الحليب لاستخراج الزبدة ، وتدبغ عادة في لحاء جذور السنديان .

ب‌-الخافة : ويخزن فيها العدس والقمح والحمص والبرغل .

ت‌-الضبية : ويوضع فيها اللبن بعد استخلاص الزبدة منه .

ث‌-الشراع : ويحمله الراعي معه ليصنع فيه الجبنة .

ج‌-  القربة وتدبغ قبل تصنيعها من قموع ثمار البلوط أو قشور الرمان كوعاء ينقل فيه الماء من مصدر المياه (الينابيع) إلى البيوت وذلك على الحمير ,والأنواع الصغيرة منها تحملها المرأة على ظهرها وبمساعدة رأسها (وذلك بوضع حزام القربة على جبهة الرأس).

ح‌-  السّعن ويصنع من جلود صغار الماعز والأغنام ويوضع فيه الماء الذي يتزود فيه الراعي .

خ‌-  العكة ويوضع فيها السمن .وتدبغ خاص.ار ثمر الخروب بشكل خاص .

د‌-    الجراب ويوضع فيه الخبز

ثالثاً- منتجات الألبان:

      اعتمد السكان في غذائهم - بشكل أساسي- على المنتجات الحيوانية التي قاموا بتصنيعها بطرق متعددة تتناسب أغراضهم المتنوعة واهم هذه المنتجات: الحليب، والزبدة، واللبن، والجينة ، والجميد، والكشك، واللبنة.

 

4- صناعات ذات مصدر معدني:

   يمكن القول بشكل عام بان المنطقة فقيرة بمواردها المعدنية أكثر من أية موارد أخرى (19),واهم المعادن التي كانت توجد في المنطقة في السابق هي :

الحديد : وقد وجدت خاماته بالأجزاء الجنوبية من المنطقة، وفي مغارة الوردة (أو مغارة الورنه في بعض المراجع )(20)الواقعة جنوب شرقي بلدة راجب بحوالي 1.5 ميل ، وبالقرب من تل قويدر يوجد منجم قديم للحديد , وفي عام 1898 وصل شماخر Shumacher  إلى هذا المنجم واحضر منه بعض العينات(21)، وتذكر المراجع بان استغلال هذا المنجم يعود إلى أيام الصليبيين، ويؤكد ذلك وجود بعض القطع الحديدة في الوادي القريب من قلعة عجلون (الربض)كما تعطي بقايا شوائب الحديد الخبث Slag مسافة كم من الطريق المؤدية إلى الفرن الذي كان يتم فيه صهر الحديد (22)، ويوجد الحديد في الصخور الجيرية من عصر السينومانيان وهو على نوعين هما :

أ‌-     الهماتيت الصلب ولونه اسود إلى بني غامق وهو من الأنواع الجيدة الملائمة لصناعة الفولاذ.

ب‌-الليمونيات، وتتراوح نسبة الحديد في هذه المنطقة من 55-68%(23)وقد أورد Blake,G,S  وصفا علميا كاملا للمنطقة التي تتواجد فيها الخامات ، وأشار إلى وجود الخامات بكميات تقدر ب5 مليون طن ، ولكن الصعوبة تكمن في كيفية نقلها وتصديرها لكونها توجد في منطقة شديدة التضرس (24).

  ولقلة الموارد المعدنية في هذه المنطقة, فقد اعتمد السكان على استيراد كل ما يلزمهم من صناعات معدنية حتى البسيطة منها كالمنجل وسكة المحراث ، ويعزا السبب في ذلك إلى عدم اهتمام الحكومتين العثمانية وإمارة شرقي الأردن في إجراء مسح جيولوجي للكشف عن هذه الموارد واستغلالها، إذ أن مثل هذه الصناعات لا يمكن أن تتحقق بجهود السكان الفردية أو الجماعية،  دون الاهتمام الحكومي .

وقد وجد في المنطقة مجموعة من الكور البدائية (25) ، بغرض حشد وإصلاح بعض الصناعات المعدنية ، إذ أصاب التلف أجزاء منها وذلك بتسخين والطرق والتشكيل ,وأنواع الكور الذي استعمل في المنطقة هو منفاخ الأكورديون .

وانتشرت في المنطقة صناعة الفخار بأشكال وأحجام مختلفة منها : الجرة، والطشطوش ، والبكسة، والحُق، والقُعُد، وطابون الخبر(26) ، كما انتشرت فيها المحاجر التي يستخرج منها الحجارة التي كانت تستعمل لأغراض متعددة منها : حجارة البناء والطواحين المائية ، وقد عثر على احد هذه المحاجر الذي أشار إليه الدكتور مرل Merril  ويقع جنوب وادي اليابس، حيث أرفق Merril  رسمه لحجر الطاحونة في هذا المحجر في كتابة "East of The Jordan"  وأشار إلى أنّ اتساع هذا الحجر عشرة أقدام وسمكة ثلاثة أقدام ، ولا يزال هذا الحجر موجودا حتى الآن(27) .

 

 


 

 

 

هوامش البحث ومراجعه:

1-  مقابلة مع السيد محمد عقيل القضاة/عين جنا.

2-  التفصيل: استخراج سيقان القمح الخالية من العقد. وكانت النساء في كل قرية يتجمعن على البيادر في أوقات فراغهن للحديث وجمع القصل .

3-  البدي: تصنيع القصل على شكل أطباق وصواني . وتأتي هذه المرحلة بعد نقع القصل في الماء ليصبح لينا, يسهل ثنية وتشكيلة، مقابلة مع السيدة ريا حسين الرحيل / الهاشمية .

4-  الكتاب الرسمي الموجة من قائمقام عجلون إلى مدير الجوازات رقم 1/3/831 تاريخ 21/12/1931 بخصوص تجنيس احمد عثمان الكردي المقيم في عجلون منذ عام 1925 والذي كان يتعامل مع الفحم , هذا الكتاب موجود في ملف رقم 22/3 "طلبات التجنس بالجنسية الأردنية " إضافة إلى العديد من الكتب المشابهة.

5-  Strange .G.L "Aride through Ajlon and the belka" Op. cit. P. 289

6-  محمد الصلاح "قضاء السلط في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين " ص127 .

7-  البد : بناء من الحجر يبلغ ارتفاعه متر تقريبا ويعلوه حجر كبير على شكل صحن في وسطه حجر طاحون لهرس ثمار الزيتون .

8-  A Hand book Of Syria . Op .Cit . p .280

9-   A Hand book Of Syria . Op .Cit . pp .280-282,602

10-          A Hand book Of Syria . Op .Cit . p .602

11-          محمد صلاح "قضاء السلط في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين " ص 126

12-          رقم الملف 9/0 ويوجد في دائرة المكتبات والوثائق الوطنية, وفيها مجموعة من الطلبات بأسماء أشخاص من بلدة عجلون, يطلبون فيها السماح لهم بصنع المسكرات ,والكتب الرسمية بين وكيل ومدير الجمارك والمكوس والقائمقام عجلون, وجميعها تمنع ذلك . كم هذا الكتاب على سبيل المثال: كتاب رد على رئيس طائفة اللاتين رقم 10/1/12893 تاريخ 16-9-1929                                                  

 كتاب "وديع القبعين" رقم 10/2/1/3019 تاريخ 3/9/1930

13- من أسماء الطواحين التي كانت مستعملة في حوض وادي اليابس: (الحدادية ,المحورية ,الزهراوية ,الشيخية ,المصرية, الديبية)

           (المصدر: موسى علي الزيتون /عرجان)

14- من أسماء الطواحين التي كانت مستعملة في حوض وادي كفرنجة: (أم السود ,العريس, السقيا,  حبيب , الفاغوشية, الأسعد)

   (المصدر: قاسم محمد مثقال فريحات /كفرنجة. فضية عبد الرحمن الزيدان/كفرنجة).

15- Merril, S. Op. Cit. P.3741 

16- خيوط الأساس : وهي الخطوط التي توضع بشكل طولي ويتجاوز عددها 200 خيط .

17- المعلومات عن الصناعات النسيجية أخذت من مجموعة من السيدات المعمرات في المنطقة.

18- ضبيه القهوة : كيس منسوج يزينه حبات من الخرز الأزرق يوضع فيه القهوة وغالبا ما يلعق في أحد أعمدة البيت.

- الشويحية: حزام منسوج طوله متر ونص وعرضه 10سم تلبسه المرأة على وسطها .

- الريبان: العرجة التي تضعها المرأة على رأسها (تشبه عصبة الرأس) ويعلق على أطرافها السفلى قطع من الذهب والفضة.

- الرشمة: رسن الفرس.

19- A Hand book Of Syria . Op .Cit . p 93

20-  Konikoff. A. Op .Cit .P.64

- Blake, G.S "The Mireral Resources of Palestine and TransJordan" Jerusalem P.35

21-  A Hand book Of Syria . Op .Cit . p 93,601

     22- Blake, G.S "The Mireral Resources of Palestine and TransJordan" Jerusalem P.35

- Konikoff. A. Op .Cit .P.46-65

 23- Blake, G.S "The Mireral Resources of Palestine and TransJordan" Jerusalem P.36

24-  Konikoff. A. Op .Cit .P. 65

   Blake, G.S "The Mireral Resources of Palestine and TransJordan" Jerusalem P.36

25- الكور: منفاخ الهواء ومهتمة إمرار تيار مستمر من الهواء على النار التي توجد فيه منطقة الحديد المراد طرقها وإعادتها إلى شكلها الطبيعي.

26- تستخدم الجرة لأغراض متعددة منها حفظ الماء (وتسمى محليا الخابية) كما تستخدم لخزن الزيتون أو الزيت الرب . والطشطوش من أواني الطبخ, أما البكسة فهي الوعاء الذي يوضع فية الزيت المستعمل للاستهلاك اليومي . والحق والقعد من الأواني المنزلية.

27- يوجد هذا المحجر على طريق حلاوة - الأغوار- على جانب وادي أبو صفيد مباشرة شرقي كركمه بحوالي كم ونصف، ويبعد هذا المحجر حوالي 3 كم عن وادي اليابس، فهل كان السكان ينقلون حجارة الطواحين المائية والتي يزيد وزنها عن 2 طن إلى وادي اليابس؟ أم هل كان وادي أبو صفيد اقرب الأودية للمحجر واديا جاريا في تلك الفترة؟ هذا ما حاول الباحث جاهدا أن يجد له جوابا من المعمرين في المنطقة أو من وجود الآثار على جانبي الأودية ولكنه لم يستطع. 

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة