المسكن التقليدي(البيئي) للفلاّحين في المنطقة الغربية من محافظة عجلون

المسكن التقليدي(البيئي) للفلاّحين

في المنطقة الغربية من محافظة عجلون

إعداد

أ. محمود حسين الشريدة

مشرف وباحث في الموسوعة العجلونية

 

 

المحتويات

  • المقدمة
  • بيوت الفلاحين القديمة.
  • أنواع المساكن

   أ. المساكن الدائمة المستقرة

     1- بيت الطين

     2- بيت الحجر

  •  أقسأم بيت الطين
  •  ملحقات البيت
  • التعاون في صيانة البيوت

 ب- المساكن غير المستقرة.

  •  بيت الشعر
  • هوامش البحث ومراجعه

 

 

المقدمة:

 تشمل هذه الدراسة : ( التجمّعات السكانيّة في الجزء الغربي من محافظة عجلون) وتضم  كلاً من : راجب ، مغاريب كفرنجة ، قافصة ، الوهادنه ، خربة صوفرة ، خربة الشيخ راشد ، دير لصمادية الجنوبي والشمالي، الهاشمية، حلاوة، بالإضافة إلى كل من: سليخات خربة اهجيجة، خربة أبو فلاح ،السبيرة  ،وكركمة.  مرت حياة الناس في المنطقة الغربية من محافظة عجلون والممتدة من منطقة راجب جنوبا وحتى حلاوه شمالا بمراحل متعددة ، تطورت حياتهم فيها مع تطور الحياة من حولهم خاصة نمط المعيشة وأساليب العمل ، ومن خلال كبار السن،  نطل على حياة من سبقنا منهم لنضعها بين أيدي المهتمين ممن وجدوا في أفياء الحضارة الحديثه وما فيها من تقدم علمي وتقني .

 اعتاد الناس على السكن في الكهوف الحجرية والمتوفرة بكثرة في المنطقة، وهذه الكهوف متعددة الأحجام ولا تزال تسمى بعض هذه الكهوف بأسماء العشائر التي سكنتها أو بأسماء أخرى، في كل قرية من هذه المنطقة، وكان الناس يسكنون بشكل مجموعات في الكهف الواحد، وذلك حسب سعة هذا الكهف، ومعظم الكهوف منحوتة بالصخر وبشكل منتظم وخاصة المداخل، وقد يوجد لبعضها منافذ ( طواقي ) بالسقف لدخول الضوء أو الهواء، ولون جدرانها الداخلي أسود قاتم، نتيجة لإشعال النار فيها، من أجل طهي الطعام والتدفئة، كما هي في بلدة الوهادنه وخربة صوفرة والهاشمية وحلاوة،  ويقال بأنّ هذه الكهوف حفرت في الصخر منذ زمن بعيد، وقد استخدمت من قبل حضارات غابرة، حيث أن بعض هذه الكهوف تتصل مع كهوف أخرى مجاوره بواسطة ممرات وسراديب داخلية وقد يتصل بعضها بآبار الماء.

 بالأضافة إلى الكهوف أعتاد الناس على بناء المساكن المبنية من الحجر والطين وكانت تمتاز بصغر حجمها وقلة ارتفاعها وكان يطلق عليها(اخشاش أو الخص ) كما هي سابقا في راجب وقافصة وخرابة الخزيمات والهاشمية وكركمة ،ثم تطور الأمر مع تطور الحياة إلى بناء المساكن الواسعة والمبنية من الحجر والطين ،ومن خلال المقابلة مع السيد سليم عيسى عبدالله بدر من مواليد عام 1926م من بلدة الوهادنة والذي كان مختارا لعشيرتة في بداية الخمسينيات من القرن العشرين والذي حدثنا عن مساكن المواطنين في هذه المنطقة :

تعتبر بيوت"الطين والحجر"إحدى أنواع العمارة ( القديمة )،  التي تعكس المستوى الحضاري للشعوب في الزمن القديم، وتعبر عن تطور حاجة الإنسان في كل الأزمنة، كانت المساكن متلاصقة وبشكل تجمعات كان يطلق عليها قديما حارات، ولكل عشيرة حارة خاصة بها.

 كانت تلك المساكن تعتمد في بنائها على الحجر مع استخدام الطين المضاف إليه(القش ) أو التبن وهي مادة تخرج من حصاد القمح أو الشعير ، حيث يتم طحنها وخلطها مع الطين لزيادة قوة البناء وتماسكه ، تلك البيوت القديمة الطينية اتسعت لأصحابها في ذلك الوقت، على الرغم من صغر مساحتها وكثرة عدد الأفراد القاطنين فيها، ففي هذه المساكن عاش آباؤنا وأجدادنا، ومنها خرج رجالات كان لهم دور بارز في بناء  واعمار هذه البلاد  .

 

بيوت الفلاحين القديمة(1)

 نعني بالبيوت القديمة هي التي حلت محل الخشاش والخص ( أي البيوت الصغيرة) ، والتي تتميز بارتفاع سقفها من الداخل، إضافة إلى أن الأبواب والشبابيك مبنية على شكل أقواس، وذلك للتخفيف من الضغط على الباب والشباك بسبب ارتفاع الجدران وثقلها وعدم استخدام الحديد في ذلك الوقت للبناء.
         يتكون البيت في الغالب  من حجرة واحدة أو حجرتين، وساحة واسعة يوجد بها ( حظيرة ) اسُتخدمت قديماً لتربية الماشية والطيور(الدجاج البلدي ) كما إن المنافع الصحية تقع خارج هذا البيت، ويوجد في جدران البيت الخارجية فتحات أو ما تسمى (طواقي) لتربية الحمام ،كما هو في الصورة رقم/3.

 كما تحتوي هذه المساكن في بعض الأحيان على بئر ماء يتم إنشاؤه داخل الساحة الخارجية للبيت، ويتم تجميع مياه الأمطار من خلال هذه الساحة عن طريق قناة موصلة للبئر، ويتميز البناء القديم باستخدام حجارة ذات حجم كبير، حيث أن سماكة عرض الجدار يزيد عن المتر في بعض الأحيان ، وتحيط بهذه المساكن أسوار عالية من الحجر والطين ولها مداخل على شكل أقواس وقناطر، إضافة إلى وجود مضافة في بعض الأحيان مساحتها تقدر بحوالي 50 مترا مربعا، واستخدمت هذه المضافة في السابق لاستقبال الضيوف، يخلو مبنى المضافة من استخدام عنصر الحديد والاسمنت ، حيث تم بناؤه من الطين(والتبن)، بالإضافة إلى استخدام جسور الخشب وأعواد (الُقصيب) والذي يستخدم في دعم سقف البناء، ومن ثم يوضع علية الطين المخلوط بالتبن.

 

 تتميز هذه المساكن بالدفء في فصل الشتاء والبرودة أثناء فصل الصيف، اعتاد بناء هذه البيوت أناس من فلسطين، حيث يتميز أهل نابلس باحتراف بناء المساكن على طريقة الأقواس والقناطر.

 ويوجد في هذه المساكن جرة خاصة  تستخدم لحفظ الماء وكانت تسمى قديماً (بالخابية) وتوضع في زاوية البيت من الداخل أو الخارج ، وفي بعض المساكن يتم تثبيتها على ارتفاع من سطح الارض وتستخدم للأغراض المنزلية كالشرب والطبخ .

أمّا (الكواير) وهى بناء لخزن الحبوب على شكل مستطيل ويبلغ ارتفاعه اكثر من مترين، يقع بين القنطرتين، والمواد المستخدمة لبناء الكواير هي نفس المواد المستخدمة في بناء البيت ، ليتم بها حفظ انواع الحبوب المختلفة من قمح وشعير وذرة ومحصول (الكرسنة) الذي يستخدم لإطعام الدواب المختلفة، وفي حالات اخرى يتم وضع الحبوب في آبار أرضية داخل البيت تشبه الكواير.

مرت حياة الناس في هذة المنطقة بمراحل متعددة ، تطورت حياتهم فيها مع تطور الحياة من حولهم خاصة نمط المعيشة وأساليب العمل ، ومن خلال كبار السن ، نطل على حياة من سبقنا منهم لنضعها بين أيدي شبابنا ممن وجدوا في أفيء الحضارة الحديثه وما فيها من تقدم علمي وتقني.

 

صورة رقم(1)

(بقايا أحد البيوت القديمة في بلدة الوهادنة ويظهر فيها القناطر والرف

الذي كان يستخدم لحفظ مونة وأثاث البيت فيه)

              وقبل أن نتحدث عن تطور بيوت السكن وأشكالها وأقسامها وعن كيفية مساكن الناس في هذه المنطقة سابقا، يقول الحاج مصطفى الخليل بني عطا أحد أكبر المعمرين في بلدة الهاشمية مواليد (1910م)، اعتاد الناس على السكن في الكهوف الحجرية والمتوفرة بكثرة في المنطقة، وهذه الكهوف متعددة الأحجام ولا تزال تسمى بعض هذه الكهوف بأسماء العشائر التي سكنتها أو بأسماء أخرى ، بالأضافه إلى الكهوف أعتاد الناس قديما على بناء المساكن المبنية من الحجر والطين وكانت هذه المساكن تمتاز بصغر حجمها وقلة ارتفاعها وكان يطلق عليها(الخص) ثم تطور الأمر مع تطور الحياة إلى بناء المساكن الواسعة والمبنية من الحجر والطين .

ونستطيع تقسيم مساكن الناس إلى قسمين (2)

1 - المساكن الدائمة المستقرة :

وهي ما أعتاد الناس الاستقرار فيها بشكل دائم أو أطول مده من السنة، وهذه المساكن عبارة عن بيوت مبنية من الحجر والطين، وكانت تمتاز باتساعها وبعرض جدرانها وقلة النوافذ فيها، وكانت معظم البيوت قريبه جدا" من بعضها البعض وخاصة مساكن العشيرة الواحدة، وتكاد تكون الجدران متلاصقة وجميع البيوت تفتح أبوابها على ساحة واحده  تكبر أو تصغر حسب كبر أو صغر العائلة، تحيط بها المساكن من جميع الجهات،  ويكون لها مدخل واحد مسيطر عليه للضرورات الأمنيه.

يبنى البيت من الطين و الحجارة ( الدبش )، التي يتم قطعها من المحاجر أو الصخر، وكان يقوم عليها أناس متخصصون في البناء يتم استقدأمهم من فلسطين أو الشام، ويعتمد حجم البيت ونوع الحجارة المستعملة في البناء على الوضع الاجتماعي لصاحبه .

      فبيت  الفلاح العادي يكون ضمن التجمع السكني للعائلة، أو ما يسمى" بالحارة "، أمّا بيت الوجيه أو المختار فيكون منفصل محاط بسور عالي، تستعمل فيه الحجارة المقطوعة بشكل هندسي لبناء الواجهة الأماميه والأبواب والشبابيك، وعادة يكون أكثر من حجره، وقد تصل مساحة ألحجره الواحدة إلى أكثر من 70 م2،  كما هو الحال في بيت ( المرحوم عبدالقادر ابو صيني وبيت المرحوم عقاب محمد الزعارير) في بلدة الهاشمية  وغيرهم، ويبنى البيت بشكل عام على نوعين:

بيت الطين(3) : وهو عبارة عن فناء واسع من أربعة جدران عريضة، قد يصل عرض الجدار إلى متر أو أكثر ،  مبني من الدبش والطين ، ويقأم فيه عدد من( القناطر )، وهي عبارة عن أقواس من الحجارة ألصلبه المصنعة بشكل هندسي، واجبها حمل السقف، والذي يتكون من عدة طبقات ، الطبقة الأولى منها عبارة عن خشب أشجار الطرفا أو الحور الصلبة والمستقيمة ، توضع فوق القناطر بشكل متلاصقة، يوضع فوقها طبقه من القصيب أو أغصان الدفلى، ثم تليها طبقة من البلانّ ، ثم طبقه سميكة من الطين المخلوط بالتبن ثم طبقه من تراب وقد يصل سمك هذه الطبقات على السطح لغاية 50 سم, ثم طبقة طين، وتقوم النسوة بدلك الطبقة  الأخيرة بأحجار مصقولة  تسمى ( المدلك )، لإغلاق أية تشققات فيها لمنع تسرب الماء منها أو لمنع نمو الإعشاب على السطح، مع ترك ميلأنّ في السطح إلى جهة معينه لسهولة تصريف مياه الأمطار باتجاه( المزراب )، ويترك عدة منافذ في السطح لتفريغ الحبوب والتبن في مخازنها. وهذا النوع من البيوت هو السائد في معظم منازل هذه المنطقة .

صورة البيت القديم ونظهر فية القناطر والرف والشباك بما فية شبك الحماية وطواقي الحمام، (هذا البيت في بلدة الوهادنة )

 

بيت الحجر (العقد) : وهو عبارة عن فناء واسع تصل مساحته إلى 80م2 مبني من أربعة جدران متينة عريضة مبنية من الحجر والشيد ( الكلس) ومسقوف بالحجارة على شكل قناطر متلاصقة تعلوه قبة صغيره قليلة الميلان، وجميعها من الحجر المصنع بشكل منتظم، لا يوجد بداخله أية دعائم للسقف سوى الجدران، يعلو السقف كميه من الطين لمنع تسرب الماء إلى الداخل يسمى هذا البيت( بالعقد ) وعاده لا يستعمل هذا النوع من البيوت إلا شيخ العشيرة أو المختار، وكما هو في منزل المرحوم عبدالقادر حسن ابو صيني في بلدة الهاشمية ، ومنزل المرحوم محمود المطلق ابو عناب في كفرنجة وغيرهم، ولا يزال بعض هذه العقود ماثلا للعيان.

 

أقسأم بيت الطين (4)

    صمم بيت الطين ليكون البيت الدائم للفلاح، وجرت العادة أن لا يكون البيت إلا حجره واحده ، وفي هذه الحالة ، تتطلب الضرورة أن تكون هذه ألحجره واسعة وقد تصل حوالي (100) م2 ، وقد يقأم هذا البيت على كهف ، كما هو في بيت المختار الحاج عبد الرحيم الربابعه في بلدة الهاشمية وبيت المرحوم سعد جبر الشقيري قي بلدة الوهادنة.

      ونتيجة لذلك يقسم البيت حسب حاجة صاحبه إلى الأقسام التالية: ( وقد لا توجد في كل البيوت ولكن توجد في معظمها)

المصطبة:

 وهي القسم العالي من أرضية البيت، وقد يكون ارتفاعها حوالي مترا واحدا، حتى لاتصل إليها الحيوانات التي تبيت في البيت. وتستعمل المصطبة من قبل الساكنين في البيت للجلوس والنوم والأكل، وعلى المصطبة يتم الطبخ وصنع القهوة ويتوسطها موقد النار ويسمى الموقدة أو (النقرة) وفيه يتم إعداد الطعام وصنع القهوة والتدفئة وخاصة في فصل الشتاء، يوجد مع الموقدة كل من المنصب أو المركب وهو سيخ حديد قوي دائري الشكل ولة ثلاثة ارجل توضع علية الطنجرة وقت الطبخ، ثم الملقط لتحريك النار والجمر، وفي الغالب تكون المصطبة ضمت أكثر من نصف مساحة البيت من الداخل .

المطوي:

وهو مكان خاص يسمى( بالمطواة ) أو المطوى والذي يتم ترتيب الفراش العربي الذي يصنع من    ( الصوف )عليه، اضافة إلى اللحف والتي تصنع من نفس المادة ، والبسط والتي تستخدم لفرش الارضية في اوقات الشتاء ، حيث تصنع هذه البسط من شعر الماعز، وقد يكون داخل جدار البيت أو يكون بشكل بارز في أحد أركانه.

الرف :  يصمم من الطين ويرتك على أعمده خشبية تدق بالجدار، الصورة رقم/ 1، ويقسم بشكل أحواض يوضع بداخله الأدوات المنزلية، ويحفظ فوقه المواد الغذائية من سمنه وجبنه وزيت، أو يخزن فيه الرمان والليمون، التي يتم الاحتفاظ بها إلى فصل الشتاء. وقد يوجد في الجدار بعض الاحيان خزائن تستخدم لحفظ المواد الغذائية التي كانت تتم صناعتها يدوياً كاللبن واللبنة والجبنة والسمن البلدي والكشك والخبز.

الكواره: وهي المكان الواقع ما بين القنطرتين الحأملتين للسقف، تبنى من الطين والتبن وقد يوضع معه شعر الماعز لزيادة المتانة، ويخزن فيها مادة القمح أو الطحين، وقد يفتح لها منفذ من السطح ، لتفريغ القمح فيها من أعلى سطح البيت.

المتبن(التبان):

 هو شبيه بالكواره، ولكنه يخصص لوضع علف الحيوانات من شعير أو ذره أو تبن.

سدة الحطب:

تقع بين قنطرتين مرتفعه عن مستوى أرض البيت، يوضع عليها الحطب الذي يخزن من أجل استعماله للتدفئة في فصل الشتاء أو لطبخ الطعام طيلة أيام السنة.

العقدة :

      تكون العقدة في البيوت الواسعة المساحة ولا يستخدمها سوى وجهاء العشائر أو المختار، كماهر في بيت المختار أحمد الصالح الربابعه  في بلدة الهاشمية ، والعقدة بمثابة طابق أول داخل البيت، تبني في  إحدى واجهات البيت وعلى حافة المسطبة ويصعد إليها من خلال ثلاث أو أربع درجات مبنية من الحجر ومسقوفة بالحجارة علي شكل أقواس أو تسقف بالخشب ، للعقدة في البيت أكثر من فائدة ومنها :

ا. استخدامها للجلوس والنوم من قبل الضيوف .

ب. إعطاء مكانة اجتماعية مميزة لصاحب البيت .

ج. استخدام داخلها لإيواء المواشي أو الفرس أو تخزين مؤونة البيت

كل هذه الأقسأم توجد داخل البيت لتؤدي وظائفها في أي وقت من الليل أو النهار أو أي يوم من أيام السنه ، ولكن يوجد ملحقات للبيت الدائم وخاصة إذا كان منفصل عن بيوت الحارة ومنها .

  • ملحقات البيت

ا . العريشه:

موقعها خارج البيت وهي ملاصقه للجدار الخارجي بجانب الباب وهي المكان المخصص للنوم والجلوس والسهرات في فصل الصيف والخريف . ومساحتها تعتمد على حجم الاسره وعلى الوضع الاجتماعي لصاحب البيت .

ب . بئر الماء :

يوجد في المنطقة العديد من آبار الماء ، وقد تكون داخل البيت ، أو في فناء الدار وداخل الحوش أو خارجه. ومعظم الآبار التي كانت مستعمله قديما" في هذه المنطقة هي آبار روميه أو كفريه كما يسميها الأهالي ،  تمتاز بعمقها وسعتها ، ولكن في الفترات اللاحقة تعلم الناس حفر آبار جمع الماء في أي مكان يريدون ، ويستعمل ماء البئر للاستخدام المنزلي وسقاية المواشي ، لعدم توفر مياه النبع في نفس البلدة .

بئر ماء رومي ، كان يستخدم للشرب والاستخدامات الأخرى ، يوجد هذا البئر في خرابة قافصة ، جنوب غرب بلدة الوهادنة ب 5كم .

ج .  الخم (القن) : يستعمل لتربية ومبيت الدجاج والطيور الأخرى .

د .  الصيره:   هي المكان المخصص لمبيت المواشي في فصل الصيف ، أمّا في فصل الشتاء وأيام البرد والمطر فيلجأ الفلاح إلى مبيت مواشيه في الكهف أو داخل بيته وهذا يعتمد على مقدار ما لديه من مواشي .

ه .  الحوش: وهو السور الذي يحيط بالبيت ويكون ارتفاعه من ثلاثة إلى أربعة أمتار، وذلك للضرورات الأمنيه، وعادة يكون السور ذو جدار متين ، وفي داخل الحوش يوجد مكان ( موقدة خاصة لخبز الشراك ). كما يوجد بإحدى اطرافه مكان خاص يسمى بالطابون لأنتاج الخبز، وهو عبارة عن فرن من الطين يشبه الفخار في صلابته، حيث تستخدم به (الجله) وهي مخلفات الحيوانات ويتم اشعالها فيه ليلاً وعند الصباح يكون قد اكتسب درجة حرارة عالية ، حيث يتم تنظيفه ومن ثم الخبز فيه .

 

الصورة رقم / 4 ، صور بيت قديم لفلاح ، في دير الصمادية الجنوبي

 و .  الخشاش: وهي غرف صغيرة الحجم تم استعمالها في أوقات لاحقه من أجل مبيت " الفدان " وهو الدواب من خيل أو بغال أو بقر أو حمير والمستخدمة لحراثة الأرض أو نقل ما يلزم عليها .

التعاون في صيانة البيوت (5)

         وبعد الانتهاء من عملية البناء يتم "تبييض"البيت ويتم ذلك من خلال قطع نوع من الحجارة والصخور الطرية ذات اللون الابيض ، ومن ثم طحنها على حجارة الصوان ونقعها بالماء لفترة معينة من الزمن ومن ثم دهن البيت بها باستخدام نبات الطيون والبلان، يسمى"المكانس"ويستخدم هذا النوع من النباتات في تبييض الالمنازل وتنظيفها أيضاً .

          يقول الحاج أمين الحاج فاضل الخطاطبة من بلدة كفرنجة من مواليد 1912م ، كانت الحياة في السابق تتميز بالبساطة والتعاون ، حيث كانت نساء القرية يتعاون مع بعضهن البعض في ترميم هذه المنازل في فصل الصيف استعداداً لاستقبال الشتاء.

        وكان كبار السن من اهل القرية يقومون بالسهر كل يوم عند شخص معين بما يعرف باسم التعليلة ، وكان يستخدم السراج للاضائة ، وهو عبارة عن قارورة  فخار أو معدن حيث يعبأ بمادة زيت الزيتون ، يوضع فية قطعة من القماش ملفوفة تخرج من فتحة معدة لذلك يتم اشعالها لاعطاء بعض النور ، ثم تحولت فيما بعد إلى قارورة زجاجية ولها اداة حديدية تسمى (الجرس ) ويوضع بها قطعة خاصة من القطن ويوضع عليها (البنورة)  وهي زجاجة شفافة تساعد على اعطاء انارة اوضح ،  يستعمل فيها مادة الكاز وحديثا في الكهرباء  .

          كانت لعبة المنقلة تستخدم للتسلية ، كما يذكرها الحاج أحمد سليمان حمود الخطاطبة من بلدة الوهادنة  وهي قطعة خشبية لها حوالي 10 عيون ويستخدم فيها حجارة صغيرة ، أمّا الأكلات الشعبية في ذالك الوقت فاهمها"المنسف والمجدرة والمكمورة والمفتول والمطابق والمردد والمسخن" والبرغل وهو قمح مسلوق يتم جرشه ، بالاضافة إلى الكشك الذي ينتج من خلط البرغل واللبن وتجفيفة  ويستخدم على طول أيام السنة ، ومن الاكلات ايضاً "جعاجيل"وهي تتكون من طحين القمح والبيض ونبات اللوف والجعدة التي تنمو في السهول حيث يتم خلطها مع بعضها البعض وطبخها على نار مع اللبن .

        ويقول الحاج أحمد غصاب حمدان الغرايبة  مختار عشيرة الغرايبة في بلدة الهاشمية مواليد 1924م ان شبابيك البيت ، وفي اغلب الحالات يكون شباك واحد في واجهة الباب، يتم صنعها من الواح خشبية متصلة مع بعضها البعض ، ويوضع عليها شبك حديدي لحمايتها ، ويتم التحكم بفتح واغلاق الشباك من خلال قضيب من الحديد يسمى (بالشنكل)، حيث يوفر لها نوع من الحماية . وكان بيت السكن وبجميع أنواعه يغلق بباب ضخم من الخشب القوي ، وفي بعض الأحيان يبطن بصاج من الحديد زيادة في القوه وحماية من الحريق .

 لقد عاش في هذه المنازل سابقاً جميع أفراد الأسرة أو ما يعرف بالأسرة الممتدة وهي الأسرة التي تتكون من الاب والأم والأبناء المتزوجين وغير المتزوجين ، حيث طبيعة أعمالهم الزراعية تقتضي منهم ان يكونوا متواجدين للقيأم باعمال الزراعة والحصاد وتربية الماشية .

2- المساكن غير المستقرة :  (6)

      نظرا" لطبيعة عمل سكان المنطقة الزراعية ، واعتمادهم على الحيوانات في أعمال الفلاحة ، مثل الأبقار والخيول ، والحمير ، وكذلك تربية ورعاية الأغنأم ، ونظرا" لاتساع أراضيهم الزراعية ، وبعدها عن مراكز القرى والبلدات اضطر الفلاح إلى ترك منزله الدائم في أوقات مختلفة من ألسنه للقيأم بانجاز أعماله ، بعيدا" عن مسكنه وعلى الشكل التالي :

       أ.  يترك الفلاح منزله الدائم في بداية فصل الشتاء، ليسكن في بعض الكهوف الحجرية الكبيرة والمنتشرة في أجزاء كثيرة من هذه المنطقة، وقد يسكن الفلاح أو مجموعه من الفلاحين في كهف واحد، لأسباب متعددة منها: الدفاع ضد اللصوص وقطاع الطرق وقد تصل مدة سكناهم في هذه الكهوف إلى شهر أو أكثر ، وهي ألمده الزمنية التي تستغرقها عملية حراثة الأرض .

ب. يترك الفلاح منزله الدائم مرة أخرى  في بداية موسم الحصاد ليستقر في حقله، وقد يسكن الفلاحين مجتمعين أو قريبين من بعضهم البعض مشكلين مجموعة بشريه قريبه من حقولهم طلبا" للأمن وتوفير دفاع قوي ضد أي خطر يداهمهم. وقلما يسكن الفلاح لوحده ، وفي هذه الحالة يكون أمنه مهدد بكل شيء ،  يسكن الفلاحين في بيوت الشعر ، ويختلف حجم بيت الشعر من واحد لآخر حسب مكانة صاحبه الاجتماعية ، وقد يكون بيت الشعر بعمود واحد أو عمودين أو ثلاثة أعمده، وسنأتي للحديث عن بيت الشعر في مكان آخر من هذا البحث .

ج. يترك الفلاح مسكنه الدائم في فترات وأوقات مختلفة من السنه، ليبحث مع مواشيه عن المراعي المناسبة، سواء في منتصف الربيع أو الصيف، وتكثر في هذه المرحلة عمليات الترحال من مكان لآخر ، وقد يسكن الفلاح في هذه المراحل أمّا الكهوف أو بيوت الشعر .

 ويؤكد الحاج حمدان حسين الغزو مواليد 1924م من بلدة الوهادنة أن القرى والبلدات كانت تخلو من السكان في فترتين من ألسنه هما فترة حراثة الأرض وفترة حصاد المحصول ، وذلك لأنّ طبيعة عمل هذا المجتمع الفلاحة ، ولم يبقى في القرية سوى بعض كبار السن من الجنسين.

بيت الشعر:   بيت الشعر هو من المساكن الغير دائمة ، تتم صناعتة محليا ،  ينسج على ايدي النسوة ويتالف من عدد من الشقق (ومفردها شقة ) وهي عبارة عن بساط منسوج من خليط من شعر الماعز والصوف وعددها ثمانية شقق ، طول الشقة 15م وعرضها نصف متر ، تخاط اطرافها مع بعضها البعض كبساط واحد ، ويضاف لها وصلات لربط الحبال والاعمدة والشعب ، أمّا الحبال فتجدل من شعر الماعز المخلوط بالصوف لمتانتة ، ينصب بشكل مقوس قليلا من الجانبين ( أي برفع الاعمدة من الوسط اكثر من الشعب الجانبية ) حتي يسهل انزلاق ماء المطر على الجوانب .

      وبيت الشعر في عرف الناس قد يكون من عامود واحد أو عامودين أو ثلاثة اعمدة أو اكثر ،  يعتمد حجم وعدد اعمدتة على الوضع الاجتماعي لصاحبة ، فمثلا بيت الشعر للفلاح يتالف من عامود واحد ، بينما بيت الشيخ أو المختار أو الوجية فيتالف من اكثر من عامود .

       يستخدم في صناعة بيت الشعر الأدوات التالية (7)  .

1 . المغزل الخشبي : وبواسطتة يتم تحويل الصوف أو الشعر إلى خيوط .

2 . الصيصاة : اداة نسيج وترتيب الخيوط ، وهي مصنوعة من الحديد المعكوف ولها قبضة خشبية .

3. النيرة : أداة خشبية تصنع من الخشب وتستعمل لتقسيم الخيوط المراد نسجها إلى قسمين متناصفين ، يكون نصفها تحتها والنصف الاخر فوقها .

4. الميشع : عبارة عن عصا يلف حولها الخيوط المغزولة وتستعمل في نسيج المفارش أو شقق بيت الشعر.

5.المنساج : قطعة خشبية طولها متر وعرضها حوالي 10سم ، تصنع من خشب العبهر أو القيقب ، لمتانتها وخفة وزنها ، ويستعمل لدك خيوط المفرش .

المستقرة لدى الفلاح في هذه المنطقة ، هذا البيت من عامودين)

 

 

 

هوامش البحث ومراجعه

  1.  الشريدة، محمود:  (فارة الأمس الهاشمية اليوم – دراسة المكان والزمان والإنسان ) ص157
  2.  الشريدة، محمود: ( الوهادنة بين الماضي والحاضر ) ص190
  3.  الشريدة، محمود، مرجع سابق، ص 194
  4. الغرايبه، خليف ، الجغرافيا التاريخية لمرتفعات عجلون الغربية ،ص 185
  5.  الغرايبة، خليف: مرجع سابق ، ص184 .
  6. الشريده، محمود: فارة الأمس الهاشمية اليوم .ص 163 .
  7.  الغرايبة، خليف: مرجع سابق ، ص 151
  8. مقابلة مع الحاج مصطفى خليل بني عطا (1910) الهاشمية.
  9. مقابلة مع الحاج أحمد سليمان الخطاطبة (1918) الوهادنه .
  10. مقابلة مع الحاج أمين فاضل الخطاطبة (1910) كفرنجة .
  11. مقابلة مع الحاج محمود محمد حسن فريحات (1939) راجب.
  12. مقابلة مع  الحاج أحمد غصاب حمدان الغرايبة (1924) الهاشمية .
  13. مقابلة مع  السيد سليم عيسى عبدالله بدر (1926) الوهادنة .
  14. مقابلة مع  الحاج حمدان حسين محمد الغزو (1923) الوهادنة

 

 

المراجع

  • الشريدة، محمود: فارة الأمس الهاشمية اليوم – دراسة المكان والزمان والإنسان  .
  • الشريدة، محمود:  الوهادنة بين الماضي والحاضر
  • الغرايبه، خليف ، الجغرافيا التاريخية لمرتفعات عجلون الغربية

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة