ظواهر صوتية في لهجة عجلون

ظواهر صوتية في لهجة عجلون

(دراسة وصفية تاريخية)

د. علاء الدين أحمد محمد الغرايبة

أستاذ اللسانيات المشارك

قسم اللغة العربية - كلية الآداب

جامعة الزيتونة الأردنية الخاصة

 

المحتويــــــات

  • الملخص
  • المقدمة
  • عجلون الأرض والإنسان
  • الظواهر الصوتية في لهجة عجلون
  • أولاً: المماثلة
  • ثانياً: الإدغام
  • ثالثاً: الإبدال
  • رابعاً: الفحفحة
  • خامساً: الأمالة
  • سادساً: تسهيل الهمز
  • الخاتمة
  • هوامش البحث

 

- الملخص:

      يهدف هذا البحث إلى الكشف عن الظواهر الصوتية في لهجة عجلون.

وقد اتبعت المنهجين الوصفي والتاريخي في هذا البحث، إذ قمت برصد الظواهر الصوتية في تلك اللهجة، ثم قدّمت تفسيرات صوتية لهذه الظواهر، محاولاً ربط معظم الظواهر بجذورها التاريخية في العربية الفصحى واللهجات العربية القديمة.

أمّا الظواهر الصوتية التي رصدتها في لهجة عجلون فتتمثل بـ: بعض ظواهر الإدغام والإبدال المطرد وغير المطرد، وبعض ظواهر الأمالة وتسهيل الهمز.

الكلمات الدالة: ظواهر صوتية، لهجة عجلون،المنهج التاريخي والوصفي.

- المقدمة:

      قد تواجه دراسة اللهجات العربية الحديثة جملة من العوائق التي تقف حجر عثرة أمام العمل في هذا الميدان المهم من ميادين الدراسة اللغوية، وذلك حين يشعر المتلقي أن دراسة اللهجات الحديثة ضرب من التشجيع لها سعياً إلى إظهارها وإحلالها محل اللغة الفصحى، حتى يذهب به الظن أنها شكل آخر من وجوه محاربة الفصحى التي روج  بعض المستشرقين لها.

    أمّا وقد أيقن أغلب علماء اللغة المحدثين بضرورة البحث في هذه اللهجات منطلقين من إيمانهم العميق أن كثيراً من الخصائص اللهجية المعاصرة ليست إلا أمتداداً لبعض اللهجات العربية القديمة أكثر من رجوعها إلى اللغة الفصحى، فليس بدعا إذن أن نرى دراسة اللهجات : قديماً وحديثاً من أهم الاتجاهات في البحوث اللغوية الحديثة، لا بل إن الجأمعات الأوروبية في القرنين الأخيرين قد اهتمت اهتماماً كبيراً بها، وقد خصص لها في بعض الجامعات فروع  وأقسأم  للتوفّر على دراستها والتخصص فيها، وأصبح هناك علم يسمى(علم اللهجات) يدخل في الدراسات اللغوية، لا بل إن مجمع اللغة العربية في القاهرة قد أنشأ لجنة متخصصة في هذا الجانب من جوانب الدراسات اللغوية.

 

    وقد كان الهدف من هذه الدراسات اللغوية العربية - كما هو هدف هذه الدراسة - الكشف عن أصول هذه اللهجات وبيان خصائصها، وردّها إلى جذورها العربية القديمة، وإلى القبائل التي كانت تتكلم بها؛إذ إنّ اللهجة تطور تاريخي لا بدّ من تسجيله ودراسته قبل أن يصيبه تطور آخر.(1)

 

    ولأجل الذي ذكرت سابقاً ، فقد وجدتني قد يممت شطر قرى محافظة عجلون أفتش عن ظواهرها اللهجّية الصوتية، محاولا الكشف عنها ما أمكنني ذلك ،تدفعني الرغبة إلى تسجيل ظواهرها الصوتيّة قبل أن يصيبها شيء من التغيير والتطور، ، فإذا ما تحقق لي أمر رصد تلك الظواهر أخذت أصفها ظاهرة تلو الأخرى ، محاولا ربط تلك الظواهر بجذورها التاريخية تأكيداً لما نشعر به من أنّ اللهجات العربية ما تزال تحتفظ في كثير من أصواتها وكلماتها بالطابع الفصيح مع شيء يسير من التغيير في ضبطها أو في بعض أصواتها، يدفعني إلى ذلك رفد الدراسات اللغوية بالظواهر الصوتية في لهجة هذه المنطقة.

 

    فدراستي هذه دراسة وصفيّة تاريخيّة لأصوات لهجة عجلون، اعتمدت فيها على الملاحظة الذاتية لما دوّنت من شواهد صوتيّة لتلك اللهجة ، على أني قد استثنيت في هذه الدراسة المدوّن المكتوب من مؤلفات أبناء هذه المحافظة؛ ذلك أن المؤلفات سجل أدبي مكتوب لا يصف حقيقة الأصوات اللغوية وما آلت إليه تلك الأصوات نتيجة التأثر و التأثير بينها في بنى الكلمات، فالمدوّن المكتوب لا يصف ألفونات الأصوات التي هي أساس دراستنا كما يصفها النصُّ المنطوق.

 

    كما استثنيت في هذه الدراسة اللحن الذي أصاب بعض ألسنة ناطقيها- وأعني بعض سكان المنطقة- بسبب من التحضر المكاني الذي أصابهم، فقد رغبت بعض ألسنتهم عن النطق الموضوعي للأصوات نتيجة نزوحهم إلى المدن الكبرى ، فأضحوا يقولون ( آل ) بالهمزة بدلاً من (قال) بالجيم القاهريّة غير المعطشة كما هي في لهجة عجلون على سبيل المثال. أو ابتعاد بعضهم عن كشكشة (الكاف) وهي ظاهرة جلية في لهجة عجلون؛ وعليه فقد اشتملت هذه الدراسة على الظواهرالصوتية التالية: الإدغام ، والإبدال، والأمالة، وتسهيل الهمز،كما اشتملت الدراسة على خاتمة وثبت بأهم المراجع والمصادر التي عليها اعتمدت . 

 

وأخيراً، فقد أفادت هذه الدراسة من جملة من المؤلفات القديمة والحديثة تلك التي عنيت بتناول اللهجات العربية قديمها وحديثها، كما أفادت من الدراسات الصوتية القديمة والحديثة ؛كتلك التي جاءت في (الكتاب) وفي( سر صناعة الإعراب) وفي (شرح شافية ابن الحاجب) وبعض كتب( الإبدال) ، ومما قدّمه إبراهيم أنيس (في اللهجات) ورمضان عبد التواب (في التطور اللغوي)، ومما تناوله بعض الدارسين المحدثين من لهجات قديمة كلهجة( تميم )ولهجة( أسد) ولهجة (هذيل).ومن مراجع ومصادر أخرى قد أثبتّها في آخر الدراسة.                    

                                                                        

  عجلون الأرض والسكان: 

     تقع منطقة عجلون في الركن الشمالي والغربي من العاصمة عمان على بعد (76) كم ؛أي في الشمال الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية ،ويحدها من الشمال والغرب محافظة إربد التي تبعد عن عجلون (32) كم، ويحدها من الشرق محافظة جرش وتبعد عنها (20) كم ، ويحدها من الجنوب محافظة البلقاء التي تبعد عن مركزها السلط (72) كم .وتبلغ مساحة محافظة عجلون (420) كم2؛  وقد قدر عدد سكانها في عام 2005 بـ (122000) نسمة تقريبا.وتتميز هذه المحافظة بتنوع تضاريسها ؛على أن المناطق المرتفعة والمناطق الشفاغورية تغطي أغلب مساحتها ،وتختلف ارتفاعاتها من (1247) م إلى (590) م فوق سطح البحر؛ الأمر الذي مكّن المحافظة أن تتميّز بطبيعتها الخضراء الكثيفة، وتنوّع إنتاجها الزراعي، وجوّها المعتدل صيفا البارد شتاء .  

 

      وقد قسّمت الحكومة الأردنية هذه المحافظة إداريّا إلى : لواء قصبة عجلون ويعمّر مركزها عشائر الصمادية والربضية والعويسات والمقطش ،ويتبعها :عنجرة –وهي أشبه بالمدينة –وتضم عشائر الزغول والسيوف والصمادية والزوايدة والمزاهرة والخليفات، وعين جنّا -وهي ملاصقة لمركز المحافظة – وسكانها القضاة والمومنية والخرابشة والبواعنة والجلابنة، كما يتبع هذا اللواء قرى :الوهادنة  ويعيش فيها الغزو والخطاطبة والشويات والحداد والوحشات والفطيمات، والهاشمية وتضم الغرايبة وبني عطا والربابعة والزعارير والقواقنة والحداد،وحلاوة وفيها النجادات والعرود والمحاشي والسلوط والخرافين. ولواء كفرنجة وتسكنه ثلاث وثلاثون عشيرة منها:  عشائر الفريحات والعنانبة والخطاطبة والشويات ، وقضاء صخرة، ويضم قرى: صخرة وعبين عبلينوفيهما عشيرة المومنية ،ورأس منيف وسامتا ويسكنهما القضاة،وأخيرا قضاء عرجان ويتبعه إداريا قرى : راسون وعرجان وباعون وأوصرة، ويسكن هده القرى عشائر:الدويكات والبعيرات والقدحات والعنيزات والبطوش والعبابنة والطوالبة والطرابشة والمصاروة وبني عبدالغني والشويطرية .(2)

 

- الظواهر الصوتية في لهجة عجلون:

المماثلة:                                                                                                                                                                      

    المماثلة مصطلح لغوي حديث ويضارعه في الدرس اللغوي القديم مصطلحات قد أعطت المفهوم ذاته لمفهوم المماثلة كالمضارعة(3) والتقريب(4) والمشابهة(5) وتعني جميعها: أن يتأثر الصوت بالصوت الذي يجاوره سواء أكان هذا الصوت لاحقاً له أم سابقاً عليه، وذلك بأنْ يجعله مثله أو قريباً منه في المخرج والصفة أو في أحداهما؛ سعياً لتحقيق التجانس الصوتي للأصوات في بنية الكلمات ،ورغبة في تقليل الجهد العضلي المبذول أثناء الكلام. (6)

وقد تحققت  المماثلة في لهجة عجلون بأمرين أولهما: الإدغام، وثانيهما: الإبدال، وهذا بيان ذلك:

 

(1) الإدغام

ذهب علماء اللغة القدماء إلى أن معنى الإدغام لغة:" إدخال شيء في شيء "(7)، أمّا معناه اصطلاحاً فهو: "إدخال حرف في حرف دون وجود حركة تفصل بينهما، إذ يجب سكون الأوّل، ويقسم عندهم إلى  قسمين: الأوّل منهما: أن يلتقي حرفان من جنس واحد، فتسكن الأوّل وتدغمه في الثاني فيصيران حرفاً واحداً مشدداً، فيرفع عنهما اللسان رفعة واحدة. والثاني: أن يلتقي حرفان متقاربان في المخرج فيؤثر الثاني في الأوّل حتى يصير من جنسه، وتدغمه فيه فيصير حرفاً واحداً، ولا يكون إلا في المثلين والمتقاربين".(8)

وعلّة الإدغام عندهم :أنه ثقل التقاء المتجانسين على ألسنتهم فعمدوا بالإدغام إلى ضرب من الخفة؛ لأنّه ثقل عليهم التكرير والعودة إلى حرف بعد النطق به(9)، وكذا هي العلة عند العلماء المحدثين ؛إذ إن الإدغام لديهم هو ضرب من ضروب التخفيف والتيسير في عملية إجراء النطق (10)  ؛ ذلك أنه نتاج التأثير الذي يقع في الأصوات المتجاورة إذا كانت متماثلة أو متجانسة أو متقاربة(11)، وقد قسّم المحدثون تأثير الأصوات هذا إلى نوعين:

1-    رجعي Regressive وفيه يؤثر الصوت الثاني في الأوّل.

2-    تقدمي Progressive وفيه يؤثر الصوت الأوّل في الثاني.

وقد اشتملت اللغة العربية على هذين النوعين من التأثير، وإن كان النوع الأوّل الأكثر شيوعاً فيها. (12)

ولذا قيل: إن القبائل التي اشتهرت بالإدغام هي تلك القبائل التي كانت تميل إلى الخفة والسرعة في كلأمها، وهي قبائل البادية من وسط شبه الجزيرة وشرقيها وهي: تميم، وطيء، وأسد، وبكر بن وائل ،وتغلب، وعبد القيس ، أمّا القبائل التي مالت إلى البيان فقد كانت تجنح إلى التأني والوضوح في كلامها ،وقد نسبت هذه الظاهرة  إلى بيئة الحجاز المتحضرة ،وتلك هي: قريش، وثقيف، وكنانة، والأنصار، وهذيل. (13)

 

  وأما لهجة عجلون فقد جنحت إلى طلب الخفة والتيسير أثناء النطق، وقد تحقق لها ذلك  من خلال أمور عدة هي:

أولها: إدغام الصوتين المتماثلين في فعل الأمر الثلاثي المضاعف ،فهم يقولون: ردّ، غضّ، موافقة بهذا الإدغام لهجتي أسد وتميم(14) ومخالفة به لهجة الحجاز، فقد مالت هذه الأخيرة إلى البيان، فقالوا اردد، واغضض. (15)

 ثانيها: إدغام الصوتين  المتماثلين في الفعل الماضي المسند إلى ضمائر الرفع فهم يقولون: مليت - عديت، بإسقاط الهمزة والمخالفة بين الصوتين، موافقة بهذا النهج لهجة تميم التي عمدت إلى المخالفة وعدم الإدغام أيضاً مع الإبقاء على الهمزة(16) من جانب ، ومخالفة به لهجتي الحجاز وأسد اللتين جنحتا إلى الإظهار(17) من جانب آخر, مع ما يسبب لهما هذا الإظهار من جهد عضلي زائد، قال الفراء: أملَلْت لغة أهل الحجاز وبني أسد وأمليت لغة بني تميم وقيس(18) ؛أي أن قبيلتي تميم وقيس مالتا إلى السهولة واليسر.

ويمثل هذا الأمر مظهرا من مظاهر التداخل بين الأصوات المتماثلة, فماذا عن الأصوات المتقاربة في المخرج وقد عقد لها سيبويه باباً أسماه:" هذا باب الإدغام في الحروف المتقاربة التي هي من مخرج واحد"(19) ،وقد  رأى  فيه أن الحروف المتقاربة مخارجها إذا أدغمت فإن حالها حال الحرفين اللذين هما سواء في حسن الإدغام(20) ،ثم إن الإدغام في كل منهما يكون لقصد التخفيف لثقل التلفظ بالمتجانسين أو المتقاربين. (21) فحين إذا يتوإلى صوتان متقاربان في كلمة واحدة فإن اللغة العربية تميل إلى الإدغام بغية تخفيف الجهد العضلي المبذول عن طريق تجنب نطق الحركات التي يمكن الاستغناء عنها. (22)

وليس الطريق إلى هذا الإدغام مشروعة أبوابه، بل له ضوابطه وقواعده التي فصّل العلماء القدماء القول فيها ولا حاجة بنا أن نذكرها كلها، بل إن ما تجدر الإشارة إليه منها أنه "متى قصد إدغام أحد المتقاربين فلا بد من القلب والقياس قلب الأوّل إلا لعارض"(22)، ومن هذه الضوابط أيضاً قول الاستراباذي:" اعلم أن إدغام أحد المتقاربين في الآخر في كلمة إذا لم يلبس ليس إلا في أبواب يسيرة، نحو انفعل وافتعل وتفّعّل وتفاعل و فنعلل".(24)

ولنا وقفة مع الأوزان التالية:" تفعّل وتفاعل " وقد ذكرها الاستراباذي" ويتفعل " ولم تذكر في النص السابق، أمّا الأخريات من الأوزان فلا حاجة لنا بها هاهنا ؛إذ إنها تفضي بنا إلى مظهر آخر من مظاهر المماثلة ،وهو الإبدال أي التقريب بين الأصوات دون إدغامها، وهذا مما لسنا بصدد الحديث عنه الآن، ثم إن مظاهر الإبدال بين الأصوات في وزن ( افتعل ) تكاد تكون واحدة في اللهجات جميعها، فضلاً عن أن الوزن (فنعلل) لا صورة له- فيما أحسب- في هذه اللهجة.

فأهل عجلون يدغمون التاء في الأوزان الثلاثة التي ذكرت " تفعّل وتفاعل ويتفعّل" بالصوت اللاحق لها، شريطة قلب صوت التاء إلى جنس الصوت المؤثر أولا،على أن يكون هذا الأخير من الأصوات المتقاربة أو المتجاورة في المخرج من صوت التاء؛ إذ تتأثر التاء في الأوزان السابقة بالصوت اللاحق لها بما يسمى ( بالمماثلة الرجعية المباشرة)؛ سعياً لتحقيق التجانس الصوتي ورغبة في تقليل الجهد العضلي المبذول أثناء النطق، على أنه يمكننا تسجيل الملاحظات التالية على هذه الظاهرة:

 

 أولاً: تجنح لهجة عجلون إلى إبدال ياء الفعل في ( يتفعل،ويتفاعل،ويتفعلل ) باءً ؛هربا - فيما أحسب- من نصف الصائت ، فتصبح الأوزان على هذه الشاكلة ( بتفعل وبتفاعل وبتفعلل) قبل الإدغام و( بفّعّل وبفّاعل وبفّعلل ) بعد الإدغام؛ فهم يقولون في:" يتصبّر ، يتطلّع ، يتسلّم ، يتزقزق ، يتدحرج ، يتشرّب ، يتجزّأ ، يتذكّر ، يتثائب ، يتظاهر ".على النحو الآتي:" بصّبّر ، بطّلّع ، بسّلم ، بزّقزق ( بالجيم القاهرية ) ، بدّحرج ، بشّرّب ، بجّزّأ ، بذّكّر ، بثّاوب (بسقوط الهمزة )، بظّاهر ".

ثانياً: تجنح هذه اللهجة إلى إدغام التاء بالصوت المؤثر اللاحق لها في الأوزان: ( تفعّل وتفاعل وتفعلل ) لتصبح الأوزان بعد الإدغام ( فّعّل وفّاعل وفّعلل ) ولسكون الفاء فقد جلبت هذه اللهجة همزة الوصل للنطق بالكلمة ( افّعل وافّاعل وافّعلل ) فهم يقولون في:" تصّور ، تصادق ، تطمأن ، تسلّق ، تزوّج ، تدرّب ، تشرّف ، تجمّل ، تذبذب ، تثاقل ، تظاهر ، تضأمن ". على النحو التالي:"اصّوّر ، اصّادق ، اطّمّن ( باسقاط الهمزة ) ، اّسّلق ، اّزّوج ، ادّرّب ، اجّمّل ، اذبّذب ، اثّاقل ( بالجيم القاهرية ) ، اظّافر ، اظّامن     ( بقلب الضاد ظاء )".

 

  ولهذا الإدغام في هذه اللهجة ما يسوغ  وقوعه ،من حيث إن الأصوات التي أدخلت فيها التاء هي أصوات متقاربة في المخرج من صوت التاء، وإن لم تكن جميعها كذلك فهي متجاورة معها في بعضها الآخر، جاء في الشافية ما نصّه:" وتاء تفعّل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء" ،وجاء في شرحها ما مفادة: أن تاء الماضي من البابين تدغم في الفاء إذا كانت إحدى الحروف الاثني عشر التي ذكرنا أن التاء تدغم فيها، وهي: التاء والطاء والدال والظاء والذال والثاء والصاد والزاي والسين والضاد والشين والجيم نحو:     ( أجّاءروا)، منبهاً إلى أن هذا الإدغام مطرد في الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسمي الفاعل والمفعول.(25)            

         

     وقد جاء الإدغام في لهجة عجلون موافقا لهذا القياس ،فهو على سبيل المثال لم يقع حين جاورت تاء الافتعال أصوات بعيدة المخرج من مخرج التاء كالحاء والميم  فهم يقولون:" اتحمّم وبتحمّم " و" اتحرّى وبتحرّى "و" اتمشّى  وبتمشّى " بالإظهار، وذلك لأنّ الحاء صوت حلقي والميم صوت شفوي فتباعد مخرج هذين الصوتين من مخرج التاء.

 

بيد أن الناظر في الأصوات التي تدغم فيها التاء يجد أن مخارجها متقاربة من مخرج التاء على أنها قد تميزت عنها بصفات أخرى؛ فالطاء ( انفجاري – مفخم – مجهور ) ، والدال ( انفجاري – مجهور ) ، والصاد ( احتكاكي – مفخم )، والزاي ( احتكاكي – مجهور – صفيري )  ، والسين ( احتكاكي– صفيري )،والشين ( احتكاكي – متفشٍ – غاري )،   والجيم ( مزجي – مجهور – غاري )،والثاء ( احتكاكي– أسناني )،والظاء ( الأصلية والمبدلة من الضاد في لهجة عجلون ( احتكاكي – مفخم – مجهور – أسناني ) .

 

وأما التاء فصوت ( انفجاري – مرقق – مهموس ) ولهذه الصفات كان صوت التاء هو الضحية لهذا التأثير بين تلكم الأصوات؛ ذلك أنها أصوات لها مميزات صوتية عالية القيمة ؛ فكان لها قوة التأثير كما كان لها سطوة الحضور في تلك الأبنية، وقد أقر الدرس الصوتي الحديث هذا الأمر حين اشترط بعض المحدثين لتحقيق هذا الإدغام (المماثلة) شروطاً هي: المجاورة، والتجانس وقوة التأثير، وأن يمتلك الصوت المؤثر قيماً وظيفية عالية التميز. (26)

 

وعليه ، فكلما كانت الفروق الصوتية عالية القيمة للأصوات المؤثرة كان الإدغام حسناً ،وكلما قلّت هذه القيمة كان الإظهار هو الحسن؛ لقول سيبويه في قراءة من أدغم " لا يسّمّعون "(27) " يريد لا يتسمّعون ، والبيان عربي حسن لاختلاف المخرجين"(28)،والحقيقة كان البيان عربياً حسناً في هذا الإدغام ؛لتداني الصفات بين التاء والسين فكلاهما صوت احتكاكي مهموس، لا يمتلكان القيمة الصوتية  العالية للتأثير، وإلاّ لِمَ كان الإدغام بين الزاي والصاد وهما من مخرج السين عربياً حسناً ولم يعقب عليه سيبويه.(29)

 

ثم ما يؤكد هذا أنه لما تقاربت الثاء أيضاً من سمات التاء من حيث إنهما صوتان مهموسان بيد أنهما يختلفان في صفتي الآنفجارية والاحتكاكية ؛ إذ الثاء صوت احتكاكي والتاء صوت انفجاري كان البيان فيهما جيدا، لا بل إن الثاء قد تأثرت بالتاء الأنفجارية الأخيرة فقال سييوية:" ثلاثُّ دراهم"تدغم الثاء من ثلاثة في الهاء إذا صارت ثاءً.... وقالوا: حدثّهم ، يريدون حدثتهم فجعلوها تاءً والبيان فيه جيد".(30)                        

                                                 

(2)

الإبــــــدال:

الإبدال لغة:

البدل خَلَف من الشيء، والتبديل: التغيير، واستبدلت ثوباً مكان ثوب، وأخاً مكان أخ، ونحو ذلك من المبادلة(31)، وفي الصحاح:" أبدلت الشيء بغيره وبدله الله من الخوف أمناً، وتبديل الشيء أيضاً: تغييره(32) ،وعن ابن منظور: "تبدل الشيء وتبدل به واستبدله واستبدل به، كله: اتخذ منه بدلاً".(33)    

الإبدال اصطلاحاً:

عرّف ابن يعيش الإبدال قائلاً:" البدل أن تقيم حرفاً مقام حرف إمّا ضرورة وإمّا صنعة واستحساناً في بعض الكلمات مع بقاء الأصوات الأخرى".(34) فالإبدال عند علماء اللغة القدماء أن تتفق الكلمتان في المعنى وفي الأصوات جميعها عدا صوت واحد له موضع الترتيب نفسه في الكلمتين دون أن تتعمد هذا التعويض بين الأصوات، وإنما في لغات مختلفة لمعان متفقة، تتقارب في لغتين لمعنى واحد كي لا يختلفا إلا في صوت واحد(35)، إذ لم يشترط ابن السكيت وأبو الطيب اللغوي وكثير من رواة اللغة الأوّلين وجوب تقارب المخارج والصفات في النظائر المتعاقبة. (36)

في حين اشترط أبو علي الفارسي فيما نقله عنه ابن جني وجوب تقارب المخارج في الأصوات المبدلة إذ قال:" أصل القلب في الحروف إنما هو فيما تقارب منها"(37) ،وقال ابن سيده:" ما لم يتقارب مخرجان البتة فقيل: على حرفين متقاربين فلا يسمى بدلاً ،وذلك كإبدال حرف من حروف الفم من حرف من حروف الحلق".(38)

 

وليس ثمة خلاف بين القدماء والمحدثين في تعريف الإبدال من حيث هو إقأمة صوت مكان صوت في كلمة(39)، لكن المحدثين شددوا على أن تكون الأصوات المبدلة متقاربة في المخرج، فإبراهيم أنيس يرى أن الكلمات التي فسرها علماء اللغة على أنها من الإبدال حيناً أو من تبادل اللهجات حيناً آخر جاءت نتيجة التطور الصوتي ، وإن الكلمة الشائعة في الاستعمال هي الأصل والأخرى فرع لها أو تطور عنها، وهذا التطور مرهون بوجود علاقة صوتية بين الصوتين المبدل و المبدل عنه (40) ،ويقول إسماعيل عمايرة:" لا شك أنّ قرب الأصوات في صفاتها ومخارجها يفسر لنا تبادلها سواء أكان ذلك في العربية  ام في سواها من اللغات الأخرى".(41)

 

 

أنواع الإبدال:

لقد قسم علماء اللغة الإبدال إلى نوعين:

1- الإبدال القياسي ( الصرفي ): ويطلق هذا المصطلح على التبدلات الصوتية الناجمة عن التفاعلات الصوتية وتأثر بعضها ببعض ،التي لا يترتب عليها تغيير في معنى الكلمة الصرفي أو وظيفتها النحوية، فهو قياسي تسري قوانينه على كل لغاتها ولا تختلف (42)،وهو ذاته ما اصطلح عليه رمضان عبد التواب:" بالتغيرات التركيبية وهي التي تصيب الأصوات من جهة الصلات التي تربط هذه الأصوات بعضها ببعض في كلمة واحدة".(43)

 

2- الإبدال السماعي ( اللغوي ): وهذا النوع من الإبدال أمّا أن يكون إبدالاً لهجياً ؛أي أنه شاع في قبيلة معينة وأصبح يُنسب إليها، أو أن يكون سمع وشاع دون أن يُنسب إلى قبيلة معينة. فهو إذن إبدال قاصر على لغة أو لغات معينة(44) ،وهو ذاته ما اصطلح عليه رمضان عبد التواب بمصطلح ( التغييرات التاريخية) :" تلك التغييرات التي تحدث من التحول في النظأم الصوتي للغة بحيث يصير الصوت اللغوي في جميع سياقاته صوتاً آخر". (45) ،أو الإبدال الحر: وهو أن يتحول الصوت اللغوي في الكلمة إلى آخر دون تأثره بصوت غيره في الكلمة نفسها تغيراً مطرداً ، وإذا لم يكن الإبدال مشروطاً بموقع معين من الكلمة دخل تحت باب الإبدال غير المطرد. (46)

 

ومن مصطلحات هذا الإبدال:

أولاً: الاستنطاء ( إبدال العين نوناً ):

      تجنح لهجة عجلون إلى استبدال العين نوناً في لفظة ( أعطى ) لتصبح ( أنطى ).

وهي سمة لهجية قديمة عرفت بظاهرة الاستنطاء ، ومعناها: أن تجعل العين الساكنة نوناً إذا جاورت الطاء كأنطى في أعطى، وقد نسبت إلى لغات " سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والآنصار"(47) ،وقد قرىء بها قوله تعإلى:" إنا أعطيناك الكوثر"(48) أنطيناك بإبدال العين نوناً(49)، كما قرىء بها قوله تعإلى- وقد نسبت هذه القراءة لابن مسعود والأعمش- " وأعطاهم تقواهم "(50) وأنطاهم بالنون لا بالعين (51)، ثم إنها جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" اليد العليا هي المنطية، واليد السفلى هي المنطاة "(52).

 

ويرى بعض العلماء المحدثين أن إبدال العين نوناً لا تؤيده الدراسات الصوتية الحديثة من حيث إنهما صوتان قد تباعدا في المخرج ، فالعين صوت حلقي والنون صوت لثوي      ( فموي ) فليس في هذه الظاهرة ما يسوغ ذلك الإبدال (52)، على أننا نجد في بعض كتب المحدثين شيئاً من التفسير لهذا الإبدال، من حيث إن العين والنون صوتان مجهوران متوسطان؛ أي لا هما بالآنفجاريين ولا بالاحتكاكيين ،وهذا مما يجعل بينهما نوعاً من القرابة الصوتية التي تسبغ الإبدال في مثل هذا الموقع(54) ،فضلاً عن أن نطق النون الساكنة التي تأتي قبل الطاء مع الألف أكثر يسراً وسهولة من نطق العين في مثل هذا الموقع، ولعل اليسر والسهولة في نطق النون مع الهمزة قبل الطاء هو الذي أجاز هذا الإبدال(55) ،وأضاف غيرهم محاولاً تفسير هذه الظاهرةالقول : إن " أنطى " هي من " أتّى " بتشديد التاء، وفك الإدغام في العربية وفي غيرها من اللغات السأمية يستدعى تعويض أحد الحرفين المتجانسين بالنون كثيراً، فيحصل من ذلك " أنتى " ثم يبدل بالتاء طاء فتصير " أنطى ".(56)

 

وإذا كان لنا من رأي في هذه المسألة فإننا نقول: إنه يمكن تحميل هذه الظاهرة من باب تقليل الجهد العضلي المبذول أثناء النطق ،من حيث إن العين صوت حلقي ،وأما النون فصوت ( فموي ) وكلاهما صوت متوسط مجهور، والأصوات الفموية أسهل نطقاً من الأصوات الحلقية ؛ذلك أن المسافة التي يتم فيها حبس الهواء أو تضييقه في الفراغ الفموي هي أطول وأوسع من تلك التي تتم في الفراغ الحلقي. وعليه استبدلت العين نوناً في هذه اللهجات.وقد قوّى هذا الإبدال وسوّغه أن صوت العين الحلقي الخلفي قد جاور صوت الطاء الأمامي المفخم فأثر الأخير في الأوّل من باب المماثلة الرجعية ،في الوقت الذي يشكل فيه تجاور صوتين حلقيين صعوبة نطقية.وإن كان الأمر لم يتجاوز هذا المثال.بقي أن نقول: إن هذه اللهجة ما زالت ممتدة في لهجاتنا إلى اليوم إذ هي شائعة في فلسطين وفي الأردن وفي العراق وفي سورية وفي لغة الأعراب بصحارى مصر. ومنهم بعض أعراب الفيوم. (57)

 

 

ثانياً: الطمطمانية ( إبدال اللأم ميماً ):

تجنح لهجة عجلون إلى استبدال اللام ميماً فهم يقولون:" أمبارح " في " البارحة ".

وهي سمة لهجة عربية قديمة عرفت (بالطمطمانية) ومفادها: أن تجعل (لأم التعريف) ميماً، وهي سمة تعرض في لغة حمير كقولهم: "طاب امهواء، يريد طاب الهواء"(58)، وفي شرح المفصل:" يقال إنها في لغة طىء أمرجل في الرجل"(59) ،وجاء في همع الهوأمع "أنها لغة عزيت لبعض طىء وحمير"(60) ،وأضاف السيوطي في معرض حديثة عن ( إبدال اللأم ) قائلاً:" جعل أهل اليمن ومن داناهم بدلهما ميماً".(61)وقد جاءت هذه الظاهرة في حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حين خاطب بعض مَن نهجوا هذا النهج قائلاً:" ليس من أمبر أمصيأم في أمسفر" في: ليس من البر الصيام في السفر، فأبدل لأم المعرفة ميما. (62)

 

ورجّح بعض اللغويين المحدثين أن هذا الإبدال هو من بقايا اللغات السامية ،فقد رويت أداة التعريف حيناً "باللأم " كما في العربية وحيناً أخر "بالنون" كما في العبرية، فليس بغريب بعد هذا أن تروى أداة التعريف في بعض اللهجات السامية " بالميم " ،ثم هي ما زالت ممتدة حتى الآن وبصورة مطلقة في اليمن، وفي جنوب المملكة العربية السعودية. (63)

 

ولهذا الإبدال ما يسوّغ وجوده ،من حيث إن ثمة علاقة صوتية واضحة جلية بين اللأم والميم فهما من الأصوات المتوسطة أو المائعة مجهوران منفتحان مستفلان، ولعلّ القرب في المخرج والتلاقي في بعض الصفات هو ما يسوغ إبدال بعضهما من بعض؛إذ إن العربية قد حفظت لنا جملة من الألفاظ التي تعاقبت فيها اللام والميم.(64)

 

ثالثاً: الفحفحة ( إبدال العين حاء ):

تجنح لهجة عجلون إلى إبدال العين حاء فهم يقولون في " معهم " " محهم " بالحاء لا بالعين،ومنهم من يدغم الهاء بالحاء إذا أسرع فيقول " محّم"، وهي سمة لهجية عربية قديمة عرفت في تميم(65)، يقول إبراهيم أنيس:" أجمعت الروايات اللغوية من أنَّ " تميما" التي اتخذت دائماً مثلاً لقبائل وسط الجزيرة قد روى عنها أنها كانت تقول: " محّم " فقد قلبت العين المجهورة إلى نظيرها المهموس وهو (الحاء) لمجاورتها لصوت مهموس وهو (الهاء)، ثم أدغمت الهاء في الحاء إدغاماً تقدمياً على غير العادة في الإدغام العربي.(66)

 

ولعل سائلا يسأل ما الذي يدفعني إلى تسمية ظاهرة إبدال العين حاء " بالفحفحة " وقد عُرفت في أغلب الكتب اللغوية بعكس ذلك ؛إذ إن الفحفحة وقد نسبت إلى هذيل تعني إبدال الحاء عيناً(67)لا العكس، فإننا نجيب عن ذلك بأمور عدة:

أولها: إنني أتفق مع إبراهيم أنيس من أن التسمية ونقصد هنا " الفحفحة " نفسها لتحملنا على الشك في وصف القدماء لهذه الظاهرة، فكلمة " الفحفحة " إذا نظر إليها في ضوء مصطلحات الكشكشة(68) والعجعجة(69) نرى أن الحرف الثاني في كل هذين المصطلحين هو الحرف المقلوب إليه، وكان مقتضى هذا أن يكون معنى " الفحفحة " قلب العين حاء لا العكس. (70)

وثانيها: ان ابن مسعود الذي نسبت هذه الظاهرة إلى قراءته حين قرأ قوله تعإلى:" حتى حين "(71) بإبدال الحاء الأولى عيناً " عتى حين "(71)  روي عنه ما يفيد عكس ذلك أي قلب العين حاء، وذلك في قوله تعإلى:" قالوا 
نعم
 "(73) قرأ ابن مسعود " قالوا  نحم "(74) ،كما قرأ قوله تعإلى:" إذا بعثر ما في القبور "(75)
" بحثر " بالحاء لا بالعين(76)؛ مما يعني هذا تزأمن الروايتين لهذه الظاهرة: رواية إبدال العين حاء في "بعثر" ورواية إبدال الحاء عيناً في "عتى"، فإذا صحت الرواية الأولى كانت أولى بأنّ توسم ظاهرة إبدال العين حاء بالفحفحة من الظاهرة الأخرى ؛لأنّها أحق بهذا الاسم من قلب الحاء عيناً".(77)

أمّا ثالثها: فإن هذيلاً كانت تقلب العين حاء مهموسة، إذ دعا لذلك داع كأن يليها حرف مهموس كالثاء نظراً للتجاور بين الصوتين ،أو كالهاء كما مر آنفاً ؛سعياً في تحقيق التجانس الصوتي وتيسير النطق بهما(78) ،لا بل قد يكون أمر هذا الإبدال بين الصوتين لا تحده قيود أو شروط في هذه اللهجة وفي غيرها ،وما يؤيد هذا أنّ ابن الآنباري ينقل في كتابه ( ايضاح الوقف والابتداء):" ذبع بدلاً من ذبح" بعد نقله ما هو العكس عن لهجة هذيل وهو إبدال العين حاء في " ربح بدلاً من ربع وهو الفصيل(79)،ثم إن المعاجم العربية حفظت لنا جملة من الألفاظ التي تعاقب فيها الصوتان:( العين والحاء) تعاقباً صوتياً ،وذلك بأنّ تكون العين إحدى لبنات الكلمة في حين تكون الحاء النظير البديل لها في الكلمة الأخرى(80)، ويقول ابن منظور: " بعثرت وبحثرت لغتان ".(81) ،وعليه لِمَ لا تكون الفحفحة مصطلحاً يعبر عن إبدال العين حاء كما عبرعما هو العكس من هذا الإبدال، خاصّة إذا ما علمنا أن نسبة هذه الظاهرة إلى هذيل كانت تخص ( حتى ) دون سائر الآنماط اللغوية الأخرى. (82)

بقي أن نقول: إن لهذا الإبدال في هذه اللهجة ما يبرره جوده ،من حيث إن العين والحاء صوتان حلقيان، بيد أن العين صوت مجهور والحاء صوت مهموس،" فلولا بحة في الحاء - كما يروي الخليل بن أحمد - لأشبهت العين لقرب مخرجها من العين"(83) ،ويقول رمضان عبد التواب:" لولا الجهر في العين لكانت حاء".(84)

 

وفي ضوء ذلك ، فإن جنوح لهجة عجلون إلى إبدال العين حاء لهو توجه منها للتخلص من الجهر الذي في العين واستبداله بالهمس الذي في الحاء ،وهو توجه يمثل صورة لغوية حضرية، إذ إن الصورة المشتملة على المهموسات صورة حضرية وإن الصورة المشتملة على المجهورات صورة بدوية(85)، وما تجدر الإشارة إليه أنه ما كان ليحدث هذا الإبدال لولا أنه  قد توافر له في لفظة " محهم " ما يعززه ويسوّغ إقأمته ،من حيث إن الهاء صوت مهموس والحاء كذلك ،فأثرت الهاء بالعين وقلبتها إلى صوت مجانس لها كان هو أقرب الأصوات مخرجاً منها وهو صوت الحاء النظير المهموس للصوت العين المجهور، فيما يسمى بالمماثلة الرجعية المباشرة.

 

وتقول أمنه الزعبي في هذا الصدد اعتمادا على ما ساقته من مظاهر الإبدال لهذين الصوتين في اللغة العربية واللغات السامية: إن اللغة قد توجهت في مرحلة من مراحل عمرها في بعض بيئاتها إلى إجراء تغييرات في صوت العين للتخلص من صفة الجهر فيه، وربما جهروا الحاء أحياناً توهما منهم. (86)

 

رابعاً: الكشكشة ( إبدال الكاف " چـ " ):

تجنح لهجة عجلون إلى إبدال الكاف صوتاً مزجياً (چـ ) في عدد ليس بالقليل من مفرداتها، فهي ظاهرة جلية في لهجتهم، بيد أنها ظاهرة ليست مطردة، إذ تعمد اللهجة إليها حين يلي الكاف صائت أمامي، فاهل عجلون يقولون في:(كلب ، كبد ، كذبة، كتف ، كلمة ، دعك الجلد ، يبكي ، بركة ، حكي):( چَـلِب ، چـِبد ، چـِذْبة ، چـِتفِ ، چـِلْمِة ، دعچِ الجلد ، ببچي (بإبدال ياء الفعل باءً) ، برچِة ، حَچي ) على النحو الذي ذكرنا،على أنهم يقولون: (كلأم ، وحاكم ، وسمك ، وشبكة ، وشباك ، ومسكين ، وكان ، وملك ، وأكلة) كلُّ ذلك ( بالكاف ) لا بالكشكشة.

وتطرد صورة الإبدال هذه ( الكشكشة ) في كاف المخاطبة، إذ تستبدل هذه اللهجة كلَّ(كاف) للخطاب االمؤنث صوتاً مزجياً (چـ ) حيثما كانت وكيفما كانت في الوقف أو في الوصل، في حين تبقي على الكاف في خطاب المذكر دون تغيير، فهم يقولون للمذكر المخاطب:( كيف حالك ، سمعتك ، كتابك ، معك ، إليك ، عليك الحق ، هظاك في " ذلك"  ) بالكاف ، في حين يخاطبون المؤنث على النحو الآتي:(چيف حالچ ، اسمعتچ ، كتابچ ، معچ ، إلچ ( إليك ) ، عليچ الحق ( بالجيم القاهرة ) ، هظيچ " في تلك " )بالكشكشة.

وظاهرة قلب الكاف صوتاً مزجياً هي سمة لهجية عربية قديمة عرفت " بالكشكشة " ،ونسبت إلى أناس من تميم(87) وأسد(88)،ونسبها آخرون إلى ربيعة ومضر(89) ،ونسبها ثعلب في أماليه إلى هوازن(90)، وفي لهجات العرب لأحمد تيمور ينقل نسبتها كذلك إلى سليم(91) وبكر(92) وتغلب(93) وقضاعة(94) ،فكأنها ظاهرة عاشت في كثير من اللهجات العربية القديمة، الأمر الذي حدا ببعض العلماء المحدثين أن يخلص إلى أنها لهجة عربية ذكرها اللغويون في كتبهم دون أن يسمعها بنفسه أو لم يجر على لسانه وإلاّ لما اختلفوا في دلالتها (95)، فقد رويت دلالة هذه الكشكشة وحقيقتها الصوتية بأشكال عدة تصف هذه الظاهرة محاولة الوقوف عند جوهرها، وتلك هي: (96)

  1.  قلب كاف المخاطب المؤنث شيناً في حالة الوقف.
  2.   إلحاق شين بكاف المخاطب المؤنث في الوقف.
  3. جراء الوصل مجرى الوقف.

وقد راق لإبراهيم أنيس الوصف الأوّل حين قال:" فالذين رووا هذه الظاهرة بين اللهجات العربية القديمة وقصروها على قلب كاف المخاطبة إلى(شين) كانوا أقرب الجميع إلى الصواب ،على أنه رفض فكرة أن يكون هذا الإبدال مرهوناً بالوقف فقط إذ ليس له ما يبرره من الناحية الصوتية"(97) ،لا بل إن عبد القادر مرعي عرف الكشكشة بأنّها: نطق كاف الخطاب المؤنث شيناً(98) ،مما يعني هذا إيمانه بالرواية الأولى دون اشتراكها بالوقف. وإني لا أتفق معهما في هذا الرأي وذلك بناء على أمرين:

أولهما: أن أغلب الذين رووا هذه الظاهرة استشهدوا بالشواهد التي اختصت بحالة قلب الكاف شيناً، كاحتجاجهم بالقراءات القرآنية " قد جعل ربش تحتش سرياً"(99) ،وقوله تعإلى" إن الله اصطفاش وطهرش "(100) بإبدال كاف المؤنث شيناً(101)، وقد أنشدوا للمجنون: (102) : 

          فعيناش عيناها وجيدش جيدها       سوى أن عظأم الساق منش دقيق

في حين اصطنعوا لظاهرة إلحاق شين بكاف المخاطب المؤنث أمثلة يبدو أنها كانت من وضعهم مثل: أعطيتكش وأكرمتكش،(103)فهي أقوال فيما يتخيل أنها تصف هذه الظاهرة وتقف على حقيقتها ، وهي لا توازي في علم  أصول الاحتجاج- فيما أحسب- حجة القراءات القرآنية-وإن كانت شاذة- والشواهد الشعرية.

أمّا ثانيهما: فإن وجود هذه الظاهرة في لهجات عربية حديثة وقد قلبت الكاف صوتاً مزجياً دون أن تلحق شيناً لكاف الخطاب ،كما في بعض لهجات شرقي الجزيرة العربية والخليج العربي وفي جنوب العراق وفي فلسطين والأردن وسوريا(104) يلقي ضوءاً على روايات اللغويين من اللهجات القديمة ويبني جسراً بين هذه اللهجات وما أمتد منها في لهجاتنا العربية، ثم ليؤكد - فيما أحسب - ما ذهبنا إليه من أن الكشكشة إبدال شين لا زيادة شين.

وفي ضوء ذلك فأحسب أني أطمئن إلى القول: إنَّ الكشكشة ظاهرة تختص بإبدال الكاف المونثة شيناً لا بزيادة شين بعد تلك الكاف؛" إذ ليس هناك ما يدعو إلى أن تتصل الكاف بصوت آخر بل حلَّ مكان الكاف"(105) ،مع تحفظي على مسألة رهن تلك الظاهرة بخطاب المؤنث فحسب، إذ هي ظاهرة يمكن لها أن تطال جملة من الكافات المتناثرة في بنى الكلمات العربية وقد حصل ذلك، أمّا اطرادها في كاف المؤنث فهو أمر يغفر لبعضنا أن يجعل تعريفها مرهوناً بذلك، ولست ازعم هذا الرأي اعتباطاً بل أني قد لمست في الأشعار التي رويت لهذه الظاهرة ما يشير إلى ذلك إشارة واضحة، يقول ابن جني في سر الصناعة:" قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن، عن أبي العباس أحمد ابن يحيى لبعضهم:     

  إن نأيت جعلت تدنيش      وإن تكلمت حثت في فيش  

   حتى تنقى كنقيق الديش

 

فشبه كاف " الديك " لكسرتها بكاف ضمير المؤنث"(106) ،ومعنى هذا أنهم أبدلوا من صوت الكاف شيناً (چـ) دون أن يكون هذا الصوت ضميراً للمؤنث المخاطب، وهذا دليل على أن العربي قديماً قد نطق الكاف صوتاً مزجياً بغض النظر عن موقعها وماهيتها ، وإلا كيف لنا أن نفسر وجود هذه الظاهرة حديثاً وفي مواطن عدة من لهجات بلاد العرب التي تمتد من الخليج إلى ساحل البحر المتوسط، ،لكنني أعود وأقول: إن لاطراد هذه الظاهرة في كاف الخطاب المؤنث سبباً مقنعاً لتحديد ظاهرة الكشكشة بها.

 

وعود إلى ذي بدء حيث نصوص القدماء التي تعرض لمفهوم الكشكشة، وأساسها كتاب سيبويه نجد أن  ثمة تحديدا  يتعلق بالصوت المبدل من صوت الكاف فهو في أغلبها صوت الشين(107) ،ولكن السؤال المطروح في هذه المسألة هو: هل الصوت المبدل هو صوت الشين الغاري الخالص ام هو صورة لنطق يقرب منه؟ لقد تصدى ابن دريد لوصف هذا الصوت، فقال: "إنه الحرف الذي بين الجيم والشين(108)" ،ووصفه ابن فارس وصفاً مختلفاً قليلاً حين قال:" الحرف الذي بين الشين والجيم والياء"(109) ،ونلحظ من هذه الأوصاف أن الأصوات المشتركة جميعها في وصف صوت الكشكشة هي أصوات غارية تقرب من صوت الكاف الطبقي.

 

أمّا علماء الدرس الصوتي الحديث فقد ذهب بعضهم إلى أن صوت الكشكشة يوافق صوت (ch) في كلمة (chair) في اللغة الآنجليزية أي " تش "(110) ؛إذ يرجح إبراهيم أنيس أن ما سمعه الرواة ليس " شيناً " وإنما هو " تش " بدليل شيوع هذه الظاهرة في اللهجات العربية الحديثة على صورة " تش " فليس مثل هذا مما يسوّغه التطور الصوتي"(111) ،وقد وصفه- اعتماداً على التجارب الصوتية الحديثة- بأنّه يتكون من عنصرين: أولهما ينتمي إلى الأصوات الشديدة وهو ما يشبه التاء، وثانيهما إلى الأصوات الرخوة وهو ما يشبه الشين(112) ،واكتفى إسماعيل عمايرة بوصفه قائلاً:" صوت مشرب بالشين".(113) ،ولكن لماذا رمز الشين تحديدا؟

 

لقد حاول بعض العلماء المحدثين تفسير اختيار القدماء رمز الشين تعبيراً عن هذه الظاهرة بعدم وجود رمز كتابي لهذا الصوت في الأبجدية العربية (114) ،وإني أرى أن ظهور القيمة الصوتية للشين وهي ( التفشي ) وطغيانها على الصوت المزجي البديل هو ما جعل القدماء يختارون له رمز الشين، فهو صوت مشرب بالشين في كل أحواله كما هو في الدرس الصوتي الحديث(115) ،وقد لحظ القدماء هذا حين عللوا وقوع ظاهرة الكشكشة في اللهجات العربيّة ، فقال البغدادي:" أرادوا البيان في الوقف لأنّ في الشين تفشياً".(116)

وأخيرا ، فإنَّ أهل عجلون يبدلون صوت الكاف حين يليه صائت أمامي صوتاً مزجياً     ( چـ)، دون أن يقيدوا هذا الإبدال بكاف الخطاب المؤنث ،على أنها تطرد معهم وهذا الموطن. ولهذا الآنتقال ما يسوّغ وجوده ؛فهو أمر مقبول من الناحية الصوتية تبعاً لقانون الأصوات الحنكية(117) ،ومفاده: أن أصوات أقصى الحنك كالكاف والجيم القاهرية الخالية من التعطيش تميل بمخرجها إلى نظائرها من الأصوات الأمامية حين تليها في النطق حركة أمامية كالكسرة، لأنّ الكسرة في هذه الحالة تجتذب إلى الأمام قليلاً أصوات أقصى الحنك، فتنقلب إلى نظائرها من أصوات وسط الحنك ويغلب أن تكون هذه الأصوات الجديدة من النوع المزدوج أي الجأمع بين الشدة والرخاوة. (118)

بقي أن نقول: إننا نستطيع تفسير هذه الظاهرة من باب تخفيف الجهد العضلي المبذول أثناء النطق؛ إذ إن الكاف صوت انفجاري ينحبس الهواء معه في مجرى النفس أثناء النطق به، نتيجة التقاء عضوي النطق وهما مؤخرة اللسان بالطبق، فكان الخلاص من هذه الآنفجارية التي في الكاف قلبها صوتاً مزجياً يبدأ بالآنفجارية وينتهي بالاحتكاكية، وقد سبقني إلى هذا إسماعيل عمايرة حين قال:" لقد كان بعض العرب على تفاوت في ضيقهم ذرعاً بالصفة الآنفجارية في الكاف، وقد مر بناء أن بعضهم كان يكشكشها أي ينهي الصوت الآنفجاري بصوت احتكاكي هو الشين".(119)

القاف والگاف ( الجيم القاهرية):

تجنح لهجة عجلون إلى إبدال (القاف) (جيماً غير معطشة) جنوحاً مطرداً، وتسمع هذه القاف كما هي في الحرف الانجليزي ( g ) من ( Good ) أي إن نطق هذا الصوت يكون معقوداً بين القاف والكاف؛ كما في الجيم القاهرية والكاف اليمنية ، فأهل عجلون يقولون في:(  قال ، قحط ، قمر ، قطة ، ينقل ، دقيقة ،شنق ، حريقة ، رزاق ، فوق ، ورقة):( ورگة ، گال ، گحط ، گمر ، گطة ، ينگل ، دگيگة ، شنگ ،  ، رزاگ ، فوگ )على النحو الذي ذكرنا- بما يشبه الجيم القاهريّة.

 

وهي سمة لهجية عربية قديمة عرفت في لهجة تميم(120) ،كما سمعت في لهجة أسد(121) ،وهي من اللهجات التي عدها سيبويه(122) وابن جني مرذولة غير متقبلة ، فقال ابن جني:" ولا يؤخذ بها في القرآن ولا في الشعر ولا تكاد توجد إلا في لغة ضعيفة مرذولة غير متقبلة وهي الكاف التي بين الجيم والكاف".(123)

وقد وصف ابن فارس هذه الظاهرة  قائلاً (124) :"أمّا بنو تميم فإنهم يلحقون القاف باللهاة حتى تغلظ جداً، فيقولون "القوم" فيكون بين الكاف والقاف، وهذه لغة فيهم، قال الشاعر:

ولا أكَول لكدر الكوم: قد نضجت                    ولا أكول لباب الدار: مكفول

على أن ابن فارس وابن دريد قد وصفا الصوت بأنّه: حرف بين القاف والكاف(125)، لا كما وصفه سيبويه: بأنّه بين الجيم والكاف(126)، وقد ظهرت هذه اللهجة في قراءة ابن مسعود لقوله تعإلى:" فأما اليتيم فلا تقهر"(127) بـ "لا تكهر "(128) ،وجاء في المزهر ما نصه - نقلاً عن الفرّاء – "سمعت بعض بني غنم بن دودان من بني أسد يقول: فلا تكهر"(129) ،وكان ابن خلدون قد أقر بوجود هذه الظاهرة في عصره. (130)

ولهذا الإبدال بين القاف والكاف (الجيم القاهرية) ما يسوغه ،من حيث إن القاف كما وصفها القدماء صوت مجهور مخرجه " من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى"(131)،أمّا في الدرس الصوتي الحديث فإن القاف صوت لهوي مهموس(132) لا صوت مجهور كما عدّه القدماء، وهو أمر يزيد من التقارب الموجود بين الصوتين المبدلين في لهجة عجلون أصلاً ؛ذلك أن المسافة بين القاف الفصحية والكاف طويلة وهي ضعف المسافة التي بين القاف اليمنية والكاف. (133)

 

وعليه؛ فإن التبادل بين الصوتين في لهجة عجلون يكون أكثر قبولاً من حيث إن القاف المجهورة 
( الجيم القاهرية ) وقد وصفها العمايرة بأنّها تقرب من النطق الآنجليزي لصوت ( G) في الكلمة الآنجليزية 
( Good ) (134) والتي ما زلنا نسمعها في أرياف الأردن وسوريا وبواديها والعراق وبعض مناطق من فلسطين وأرياف مصر وصعيدها وسائر بلدان الوطن العربي(135) - تقترب أكثر في المخرج من صوت القاف المهموسة التي استعملها المعيار الفصيح.

 

ومما تجدر الإشارة إليه ،أن لهذا الصوت ( القاف ) جملة من التغيرات التاريخية التي طرأت عليه في لهجات البلاد العربية ،فهو في كلأم كثير من أهل مصر والشام ( همزة )، وينطق في السودان وجنوب العراق ( غيناً )، وفي بعض بلدان الخليج العربي ( كالبحرين والرياض ) ينطق صوتاً مزدوجاً كالجيم الفصيحة، وينطق في بعض نواحي فلسطين(كافاً ). (136) ولا يمكننا وصف ما أصاب هذا الصوت من تغيّر وتطور إلا من باب تخفيف الجهد العضلي المبذول أثناء النطق، إذ إن صوت القاف صوت لهوي انفجاري قد ضاق العرب ذرعاً بصفة( الآنفجارية) التي فيه، فقلبوه إلى  الأصوات السابقة ؛بدليل حاجة هذا الصوت إلى القلقلة، بل إن حاجته إلى القلقلة أوضح من حاجة غيره لها. (137)

 

 وفي ضوء ما سبق، فأحسب أن المسافة القصيرة التي يحبس فيها الهواء قبيل مخرج القاف الفصيحة وبُعد هذا المخرج عن مخرج الهواء خارج الفم حال النطق بالقاف الفصحية -هي التي استدعت كل هذه التغيرّات، ومنها ذلك التغيّر الذي أصاب صوت القاف في لهجة عجلون ؛ إذ تقدم مخرج " القاف " إلى الأمام قليلاً تجاه آخر الطبق للتخلّص قدر المستطاع من صفات القوة التي في القاف، ولأنّ القاف في الأصل صوت مجهور فقد  استبدل بها 
ال " گ " التي هي صوت مجهور أيضاً ".(138)

 

 

اللام والنون:

يقول سيبويه في مخرج هذين الصوتين:" ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى [ مما فوق الضاحك والناب الرباعية والثنية مخرج اللأم ] وما فوق الثنايا مخرج النون"(139) ، وأغلب آراء القدماء على ما ذكره سيبويه كما يروي الاستراباذي. (140)

ولم يخالف علماء الدرس اللغوي الحديث العلماء القدماء في وصفهم مخرج (اللام والنون)، لا بل جاءت أغلب عباراتهم كما هي عند سيبويه ومن تبعه، إذ تتلاقى في مجملها بأنّ يعتمد طرف اللسان على أصول الثنايا العليا ،وما جاء من تسميات مختلفة عند بعضهم فلا أهمية له ما دأم الوصف واحداً.(141) ثم إن هذين الصوتين مجهوران متوسطان ،فاللأم صوت جانبي أمّا النون فصوت أغن ( أنفي ). (142)

ويجنح أهل عجلون إلى إبدال اللأم نوناً في عدد من المفردات فهو إبدال ليس مطرداً ، وما يفسر هذا الإبدال ويسوغه هو التداني في المخرج بين هذين الصوتين والتلاقي في بعض الصفات؛ فهم يقولون في:(اسماعيل، وبرتقال ، وجبرائيل ، وعزرائيل ):(اسماعين ، برتقان ،جبرين " بإسقاط الهمزة " ، وعزريين " بإسقاط الهمزة ") على النحو الذي ذكرنا.

وليس الإبدال بين اللأم والنون بدعاً في لهجة عجلون، فقد جاءت المعاجم العربية وكتب الإبدال حافلة بالكلمات التي تعاقبت فيها النون مع اللأم(143)، لا بل لقد تعاقب هذان الصوتان في بعض اللغات السأمية(144) ،وإن نقل عبد العزيز مطر عن مصنّفي كتب اللحن أنها لحن(145) إلا أنها قد شكلت ظاهرة في اللغة.

وما تجدر الإشارة إليه أن لهجة عجلون قد اتفقت مع لهجة أسد في هذا الإبدال ؛ إذ روى الفراء أن أسداً تقول:" اسماعين بالنون وسائر العرب باللام"(146) ،ويروى ضاحي عبد الباقي أن تميماً وقد شاركهم القيسيون يقولون :" جبرئيل باللام في حين أنّ بني أسد كانوا ينطقون جبرين بالنون"(147) ،ثم استنتج من هذا الذي قدم أن الصيغة الأسدية هي المتطورة عن التميمة. (148)

بقي أن نقول: إنه لا يمكن لنا تفسير هذا التبادل بين الصوتين من باب قانون السهولة والتيسير فكلاهما صوت متوسط مجهور،بل نترك أمر هذا الإبدال مرهوناً بالظروف البيئية التي تفرض على الإنسان اختيار أصواته ،خاصة إذا ما تقاربت المخارج بين تلك الأصوات.

                                                                                                                                                          

السين والصاد:

        حدد العلماء القدماء مخرج السين والصاد بين طرف اللسان وفوق الثنايا(149) ،وهما في الدرس الصوتي الحديث صوتان أسنانيان لثويان. (150) فالسين والصاد يخرجان من مخرج واحد، كما أنهما مهموسان احتكاكيان صفيريان، إلا أن الصاد صوت ( مطبق ، مفخم ، مستعل ) والسين( منفتح  مستفل) (151) ،وقد قال سيبويه:" لولا الإطباق لصارت الطاء دالاً والصاد سيناً".(152)

         ويجنح أهل عجلون إلى إبدال السين صاداً في جملة من ألفاظهم  رغبة  في تفخيم مفرداتهم - دون أن  يقصدوا ذلك-على أن فيه تخفيفا من الجهد العضلي المبذول أثناء النطق ؛إذ يفضي بهم هذا الإبدال إلى بيئة بنائية متجانسة من حيث التفخيم والترقيق، فالسين أخف من الصاد ؛لأنّها صوت مرقق، أمّا الصاد فصوت مفخم، فهم يقولون في:( ساخن ، بساط ، سطر ، سخلة ، سطح ، فستان ، ساطع ، ساقط ، سيطر ):( صاخن ، بصاط ، صطر ، صخلة ( بتفخيم اللأم ) ، صطح ، فصطان ، صاطع ، صاقط ، صيطر) على النحو الذي ذكرنا.

أمّا وقد توافرت في الألفاظ السابقة عوامل  صوتية ملائمة للتفخيم بوجود الأصوات المفخمة (الخاء والقاف والطاء ) فقد  أبدلت السين صاداً للتفخيم الكائن في الصاد، وكان سيبويه قد عقد باباً لهذا الإبدال أسماه " هذا باب ما تقلب فيه السين صاداً في بعض اللغات "(153) ،أي أن هذا الإبدال هو ظاهرة صوتية عربية قديمة، وقد قال سيبويه في معرض حديثة عن السين:" تقلبها القاف إذا كانت بعدها في كلمة واحدة، وذلك نحو: صقت، وصبقت، ذلك أنها من أقصى اللسان، فلم تنحدر انحدار الكاف إلى الفم، وتصعدت إلى ما فوقها من الحنك الأعلى"(154) ،ثم قال:" فلما كانت كذلك أبدلوا من موضع السين أشبه الحروف بالقاف ليكون العمل من وجه واحد وهي الصاد؛لأنّ الصاد تصعد إلى الحنك الأعلى للإطباق".(155) ومعنى هذا أن إبدال السين صاداً هو من باب المماثلة بين الأصوات سعياً للمجانسة بينها لتخفيف الجهد العضلي المبذول.

وقد ذكر سيبويه أن" الخاء والغين بمنزلة القاف في هذا التأثير، فهما من حروف الحلق بمنزلة القاف مع حروف الفم، وقربهما من الفم  كقرب القاف من الحلق، وذلك نحو:" صالغ في سالغ، وصلخ في سلخ"(156) ،وكذلك هو أمر الطاء في هذا التأثير، إذ يقول سيبويه:" وقالوا صاطع، لأنّها في التصعيد مثل القاف وهي أولى بذا من القاف؛ لقرب المخرجين والإطباق".(157) وكذا هي المسألة عند جان كانتينو. (158)

بقي أن نقول: إن مظاهر الإبدال بين السين والصاد في العربية كثيرة وهي مدونة في المعاجم، ومسجلة في كتب الإبدال "(159)، أمّا على مستوى اللغات السأمية الأخرى فإن الأمثلة التي يمكن رصدها على هذه الظاهرة
 قليلة "(160)

 

السين  والزاي:

      حدد العلماء القدماء مخرج السين والزاي بين أطراف اللسان وفويق الثنايا(161) وهما في الدرس الصوتي الحديث صوتان أسنانيان لثويان. (162) فهما يخرجان من مخرج واحد، ويشتركان في بعض الصفات إذ إنهما  صوتان
( مستفلان ، غير مفخّمين ، صفيريان، احتكاكيان ) (163) ،بيد أنهما يختلفان في صفة الجهر وصفة الهمس، فالسين صوت مهموس والزاي صوت مجهور(164) ؛إذ يتطلب  نطقه ذبذبة الوترين الصوتين.

وفي ضوء ذلك ،فإن ما يسوّغ إبدال الصوتين ( السين والزاي ) في عدد من ألفاظ أهل عجلون -هو التداني في المخرج من جانب، والاشتراك في بعض الصفات من جانب آحر، ولئن كانت رغبة أهل عجلون في تفخيم أصواتها - كما ذكرت أنفاً - هي السبب الكامن وراء إبدال السين صاداً، والذال ظاء - كما سنرى لاحقاً - فإن الحاجة إلى الإبقاء على الأصوات  المجهورة  في  مفرداتهم  لإيصالها إلى أبعد مسافة مسموعة، إذ إن الأصوات المجهورة تسمع لمسافة أبعد مما تصل إليه الأصوات المهموسة حسب ما يراه الدرس الصوتي الحديث، فإن أهل عجلون يبدلون السين زاياً للغاية نفسها - فيما أحسب - فهم يقولون في:( الغرس ، غَرَسَ ، فستق ، سعتر ، سنخ " الدهون من الطعام " ، اسفلت ):( الغرز ، غرز ، فزد(ق) ( بالجيم القاهرية ) ، زعتر ، زنخ ، ازفلت )على النحو السابق.

 وما تجدر الإشارة إليه أن  إبدال السين زاياً يعد ظاهرة صوتية عربية قديمة، نسبها ابن جني إلى قبيلة كلب، إذ قال:" وكلب تقلب السين مع القاف خاصة زاياً، فيقولون في سقر : زقر ".(165) ثم إن المعاجم اللغوية وكتب الإبدال(166) قد حفظت لنا أمثلة جسدت هذا التبادل بين السين والزاي فهو سمت تاريخي في مفردات اللغة العربية بل شاركها فيه بعض أخواتها من اللغات السأمية. (167)

    وإن قراءة متأنية للمفردات التي سقناها أمثلة لهذا الإبدال نجد أن أهل عجلون يجهرون بالسين لتصبح زاياً تحت تأثير الأصوات اللاحقة لها في بنية الكلمات، فالراء والغين والعين والخاء والنون في كل من:" الغرس ، سعتر ، سنخ " أصوات مجهورة وأما السين فصوت مهموس مما يعني عدم تجانسها، فاستبدل أهل عجلون صوت(السين) زاياً طلبا للمجانسة بين الأصوات.

    أمّا في كلمة " فستق " التي أصبحت " فزدق " فإنّ العامة من أهل عجلون ينطقون القاف على نحو ما ينطق الصوت الآنجليزي (g) في الكلمة الآنجليزية (Girl)  بمعنى أنه صوت مجهور، فما حدث في هذه اللفظة أن صوت القاف المجهور أثر في الصوتين المهموسين قبله وهما( السين والتاء ) تأثيراً رجعياً غير مباشر لوجود 
( الضمة ) ليصبح الصوتان المهموسان مجهورين ، فالسين أصبحت زايا والتاء أصبحت دالا  لتصير الكلمة ( فزدق" ) بتفخيم الدال وجهر الزاي بشدة أكثر.

 

الضاد والظاء:

        يقول سيبويه في مخرح الضاد:" ومن بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد"(168) ،وعلى خطى سيبويه سار العلماء القدماء(169) ،أمّا مخرج الظاء فيقول سيبويه فيه:" ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج الظاء".(170) ،وتبعه العلماء القدماء في ذلك أيضاً(171) ،وكذا هو مخرجها في الدرس الصوتي الحديث ،فالظاء صوت أسناني(172)  ولا خلاف بين العلماء القدماء والمحدثين في هذا.

        بيد أن علماء اللغة المحدثين قد وقفوا عند وصف القدماء لصوت الضاد ،وأكاد أقول: إنهم أجمعوا
- فيما اطلعت عليه - على أنه وصف ينطبق على صوت قديم قد فقدنا نطقة اليوم،ولهذا خرج في كثير من اللهجات العربية، إذ إن الضاد العتيقة صوت غريب جداً(173) فهو:" أصعب الحروف تكلفاً في المخرج وأشدها صعوبة على اللافظ".(174) فراح بعضهم يتخيل كيفية نطقه كما فعل إبراهيم أنيس حين قال:" والضاد القديمة كما أتخيلها  يمكن النطق بها بأنّ يبدأ المرء بالضاد الحديثة ثم ينتهي نطقه بالظاء فهي إذن مرحلة وسطى فيها شيء من شدة الضاد الحديثة وشيء من رخاوة الظاء العربية، ولذلك كان يعدها القدماء من الأصوات الرخوة".(175) ولصعوبة هذا الصوت على الناطق، إذ هو متفرد في اللغة العربية بين اللغات السأمية فقد تطور حتى صار ظاء أو ذالاً مفخمة أو طاء في الألسن العصرية(176) من باب قانون السهولة والتيسير. (177)

       فأهل عجلون يقولون في:( ضرب ، ضابط ، مضبوط ، ضفدع ، ضبع ، افترض،رضع ، حضر ):( ظرب ، ظابط ، مظبوط ، ظفدع ، ظبع ، أفرظ ، رظع ، حظر ) على النحو الذي ذكرنا، وهو تبادل مطرد في لهجتهم.

 

        على أن الخلط بين الضاد والظاء ليس بالأمر الحديث بل هو ممتد إلى جذور عصر الإسلام(178) ،ونتاج هذا الخلط هو الوصول إلى الضاد الضعيفة كما يرى سيبويه ذلك، إذ يقول:" وهذه الحروف التي تممتها اثنين وأربعين لا تتبين إلا بالمشافهة إلا أن الضاد الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن، وإن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر وهو أخف، لأنّها من حافة اللسان وطبقة، لأنّك جمعت في الضاد تكلف الإطباق مع إزالته عن موضعه، وإنما جاز هذا فيها لأنّك تحولها من اليسار إلى الموضع الذي في اليمين، وهي أخف لأنّها من حافة اللسان، وأنها تخالط مخرج غيرها بعد خروجها، فتستطيل حتى تخالط حروف اللسان في الأيسر إلى مثل ما كانت في الأيمن ثم تنسل من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان، كما كانت كذلك في الأيمن".(179)

 

        ويقول ابن الجزري:" الضاد انفرد بالاستطالة وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وقلَ من يحسنه، فمنهم من يخرجه ظاء"(180) ،ولربما كان قول السيرافي فيما رواه الاستراباذي عنه يتفق ووصفنا لما يحدث من تبدل صوتي بين الضاد والظاء في لهجة أهل عجلون إذ يقول:" إنها لغة قوم ليس في لغتهم ضاد، فإذا احتاجوا إلى التكلم بها في العربية تعضلت عليهم فربما أخرجوها ظاء، لإخراجهم إياها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما تكلفوا إخراجها من مخرج الضاد فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء".(181) وقد أوردت المعاجم جملة من الألفاظ التي تعاقب فيها هذان الصوتان. (182)

 

         أمّا الوصف الحديث لصوت الضاد فهو مختلف عما هو عند القدماء، إذ يحدث من انطباق اللسان على أصول الثنايا ؛أي أنه أسناني لثوي، ثم هو صوت( انفجاري- مجهور- مفخم- مطبق ) فهو النظير المجهور للطاء(183) ،وإذا كانت ( الضاد المعاصرة ) على هذا الوصف من أقوال العلماء المحدثين فهي تقترب كثيراً من صوت الظاء ( بيّ أسناني  )، فكلاهما صوت مجهور بيد أن الضاد الحديثة انفجارية والظاء احتكاكية، وعليه فإن أمر تبادل هذين الصوتين في هذه اللهجة مقبول في الدرس الصوتي الحديث بناء على تقارب مخرجهما وتلاقيهما في بعض الصفات كالتفخيم والإطباق والجهر.

 

 

الظاء والذال:

   مخرج ( الظاء والذال ) عند القدماء بين طرفي اللسان وأطراف الثنايا(184) ،وهما عند العلماء المحدثين صوتان أسنانيان(185)،كما أنهما يشتركان في صفتي الاحتكاك والجهر، بيد أنهما يختلفان في الأطباق وعدمه ؛إذ إن الظاء صوت( مطبق مفخم) أمّا الذال فصوت( مستفل مرقق). (186) وقد قال سيبويه:" لولا الإطباق لصارت  الظاء 
ذالا "(187) ،وتبعه في هذا  نفر من العلماء القدماء. (188)

 

     وهذا التداني في المخرج والتلاقي في بعض الصفات بين هذين الصوتين هو ما يجيز الإبدال بينهما ويسوغ وجوده في بعض مفردات هذه اللهجة، ثم هو يعكس - أي الإبدال - رغبة أهل عجلون بتفخيم أصواتهم رغم ما في هذا الأمرمن صعوبة ، إذ لا تتحقق السهولة في التخلص من صفة الترقيق وإنما تتحقق في التخلص من الأطباق ( التفخيم ). فأهل عجلون يجنحون إلى إبدال الذال ظاء في بعض مفرداتهم رغم ما في الظاء من صعوبة نطقية للتفخيم الذي بها مبتعدين عن الذال رغم ما فيها من يسر وسهولة ،فهم يقولون في:(الذوق ومشتقاتها، هذا وهذه ، الأخذ ومشتقاتها):( الظوق "بالجيم القاهرية" هاظا وهظيّه،الأخظ) على النحو الذي ذكرنا .

 

     وقد سجلت لنا المعاجم العربية وكتب الإبدال(189) عدداً من الكلمات التي تعاقب فيها هذان الصوتان، بيد أن هذا التحول لا وجود له في اللغات السأمية الأخرى، لأنّها قد تخلصت من الأصوات الأسنانية الطويلة في حقبة مبكرة من تاريخها ،حتى إنها لم تضع لها رمزاً كتابياً وذلك بصورة مطلقة(190) ،ويكاد يقرب أمراندثار الأصوات الأسنانية في اللغات السأمية مما حصل لها في اللهجات العربية الحديثة، إذ اندثرت هذه الأصوات في بعضها، وقد عد رمضان عبد التواب هذا الآندثار مظهراً من مظاهر السهولة والتيسير في اللغة. (191)

 

     ومعنى هذا أنّ الأصوات الأسنانيّة لم تندثر في لهجة عجلون كما اندثرت في اللهجات الأخرى، بيد أنها أصبحت عرضة للتبادل فيما بينها، يحكمها في ذلك رغبة أهل تلك المنطقة في الإبقاء على تفخيم بعض أصواتها.

الفاء والثاء:

     يقول سيبويه في مخرج هذين الصوتين:" ومما بين طرفي اللسان وأطراف الثنايا مخرج .... الثاء، ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا مخرج الفاء"(192) ،وعلى خطى سيبويه سار أغلب علماء اللغة القدماء(193)، وفي الدرس الصوتي الحديث عدّ العلماء الثاء صوتاً أسنانياً ،وعدوا الفاء صوتاً شفوياً أسنانياً(194) ،وهي صفة كما يقول جان كانتينو مذكورة عند القدماء بدقة.(195)

 

     ويتلاقى الصوتان في بعض الصفات، إذ إنهما صوتان مهموسان احتكاكيان(196) تكاد نغماتهما تحدث الوقع نفسه على طبلة الأذن ففيهما شبه كبير، وهو أمر أقرّه صاحب الرعاية إذ قال:" لولا الشدة التي في الثاء والرخاوة التي في الفاء مع خلاف المخرجين لكانت الفاء ثاء والثاء فاء؛ لاشتراكهما في الهمس والانفتاح والتسفل، وقرب مخرج أحدهما من الآخر"(197) ،لا بل إن حسام النعيمي يرى أن مخرجهما يكاد يكون واحداً(198) لما فيهما من الشبه.                                                                                                                                                                                  

 

    وعليه، فأحسب أن ثمة ما يسوغ تبادل هذين الصوتين من حيث قرب مخرجيهما وتلاقيهما في بعض الصفات. فأهل عجلون يقولون في:( فَمْ ، فوم ، فالول (مرض جلدي) ، حفالة ، اللفأم ):( ثُمْ ، ثوم ، ثالول ، حثالة ، اللثأم ) . على النحو الذي ذكرنا.

وقد ظهر مثل هذا الإبدال في قراءة ابن مسعود وابن عباس لقوله تعإلى:" من بقلها وقثائها وفومها"(199) على النحو الآتي "وثومها "(200) ،وقد قال ابن جني مبيناً أصل المفردتين:" يقال الثوم والفوم بمعنى واحد كقولهم: جدث وجدف، وقام زيد ثم عمرو ويقال أيضاً: فم عمرو، فالفاء بدل فيها جميعاً لسعة تصرف الثاء وكثرتها وقلة الفاء".(201)

 

    وكان اللغويون قد نسبوا النطق بالثاء في بعض هذه المفردات إلى تميم، و النطق بالفاء إلى الحجاز"(202) ،ومن ذلك أن تميماً تقول:" الأثاثي بدلاً من الأثافي، وتلثمت على الفم لا تلفمت"(203) ويقول عبد الجواد الطيب:" إن هذيلاً إزاء هذه الظاهرة كانت - فيما نظن - يغلب عليها طابعها الحجازي الذي تأثرت بها أكثر من عداه"(204) ،وهو الأمر ذاته الذي أقرّه علي ناصر غالب حين تناول لهجة أسد بالوصف والتحليل مقدماً لنا روايات تثبت نسبة الثاء إلى أسد.(205)

 

ومهما يكن من أمر هذه الأقوال و صحة نسبتها إلى القبائل فإن اختيار الأصوات المتقاربة في المخرج والصفة متروكة لظروف البيئة التي تحكم هذا الموضوع، فقد حفظت لنا المعاجم العربية وكتب الإبدال جملة من الكلمات التي تعاقب فيها هذان الصوتان.

 

    وإذا كانت اللغات السأمية قد تخلصت من الأصوات الأسنانية ومنها الثاء - كما أسلفنا الذكر - في وقت مبكر، وهو الأمر ذاته الذي تجنح إلى فعله بعض اللهجات العربية سعياً إلى تحقيق السهولة واليسر بحسب ما ذهب إليه رمضان عبد التواب وغيره من العلماء(206) فإن تمسك لهجة عجلون بصوت الثاء يمكن أن يقال فيه على أقل تقدير: إنه مخالف لقانون السهولة والتيسير، على أن فيها حفاظاً على الأصل من الأصوات في المفردات العربية كما روت ذلك بعض كتب اللغويين. (207)

(3)

الإمالة

     عرف المبرد الأمالة قائلاً:" أن تنحو بالألف نحو الياء لعلة معينة"(208) ،وأما هدفها:" فلضرب من التجانس الصوتي"(209)،وقد ذهب أغلب علماء اللغة القدماء هذا المذهب في التعريف (210) ،وإلى هذا الرأي ذهب علماء اللغة المحدثون بيد أنهم توسعوا في مظاهر الأمالة ولم يقصروها على نوع واحد(211) كما فعل القدماء ،وهو إمالة الفتحة طويلة كانت أو قصيرة نحو الكسرة الطويلة أو القصيرة.

     أمّا موانع الأمالة فقد ذكرها علماء اللغة في مؤلفاتهم كما ذكرها علماء التجويد في نصوصهم وتلك هي: أصوات الاستعلاء السبعة " الصاد والضاد والطاء والظاء والغين والخاء والقاف"(212) ،أمّا عن علة منع الأمالة مع هذه الأصوات فيرويه سيبويه قائلاً:" لأنّها حروف مستعلية إلى الحنك الأعلى، والألف إذا خرجت من موضعها استعلت إلى الحنك الأعلى، فلما كانت مع هذه الحروف المستعلية غلبت عليها، كما غلبت الكسرة عليها في مساجد ونحوها، فلما كانت الحروف مستعلية كانت الألف تستعلي وقربت من الألف، كان العمل من وجه واحد أخف عليهم فيدغمونه" .(213) لئن الأصوات السابقة مستعلية ،فهي " تتطلب صعود اللسان تجاه الحنك الأعلى، بينما تتطلب الأمالة انحدار اللسان تجاه الأسفل"(214) فكان بينهما تناف كما يرى ابن يعيش. (215)

        وعليه؛ فقد أكد سيبويه عدم حدوث الأمالة مع هذه الأصوات في العربية الفصحى حين قال:" ولا نعلم أحداً يميل هذه الألف إلا من لا يؤخذ بلغته"(216)، ولا حاجة بنا أن نذكر ما ردده العلماء القدماء بعد سيبويه في هذه المسألة، إذ لم تتجاوز في مضمونها ما جاء به صاحب الكتاب. (217)

       أمّا تعليل مسألة عدم الأمالة مع هذه الأصوات حسب ما يقتضيه الدرس الصوتي الحديث - فأحسب - أن هذه الأصوات الاستعلائية ( أصوات الإطباق الأربع زيادة على الأصوات الثلاثة الغين والخاء والقاف) هي أصوات مفخمة (218)، وبناء عليه فثمة تناقض بين ما تتطلبه أصوات الاستعلاء المفخمة من ارتفاع مؤخر اللسان تجاه الطبق ( مؤخر الحنك ) وما تتطلبه ظاهرة الأمالة من ارتفاع مقدمة اللسان تجاه مقدم الحنك ( نحو الياء والكسرة ) ؛إذ الياء صوت لين أمامي غير مفخم. (219)

     وتميل لهجة عجلون إلى أمالة الفتحة نحو الكسرة ،ذاك أنهم يقولون:" لِعِب ، نِدِم، شِرِب، شِبِِع ، فِهِِم، عِمِل، لَِبِِس " كلها بالأمالة، وعلة ذلك أنه لا يوجد في هذه الكلمات ما يمنع هذه الأمالة. في حين يقولون:( صَفَق ، غَسَل ، قال ، غَصّ ، طَرَق ، حَبّص ، ضَرَب) ، بالفتح لا بالأمالة، مع ما يرافق ذلك من تغيير صوتي لبعض الأصوات ( القاف والضاد )، أمّا منعهم الأمالة مع هذه الكلمات فذلك لأنّّ الفتحة قد صاحبت صوتاً مستعلياً مفخماً فحال هذا الأمر دون أمالتها كما بينا علة ذلك سابقاً.  ثم إنهم لا يميلون كل فتحة قد صاحبت صوت الكاف فهم يقولون:" كَبَس ، كَوى ، كَمّل" ، وعلة ذلك - فيما نحسب - أن الكاف صوت خلفي ( طبقي ) لا يتوافق والكسرة  التي هي صوت أمامي.

 

       وبالنظر إلى الأمثلة التي سقناها نجد أن أصحاب هذه اللهجة يميلون كلّ فتحة نحو الكسرة حين يتأتى لها ذلك، في حين يمنعون عنها هذه الأمالة إذا تعذر أمر ذلك، وخاصة إذا تعلقت هذه الفتحة بصوت خلفي مفخم، أمّا حين  يتعلق الأمر بصوت الألف فإن اللهجة لا تميلها أياً كان وجودها وأياً كان نوع الصوت المجاور لها، فهي تبقى على فتح الألف مع الكلمات التالية:" صاعقة، وضابط، وخائف، وظاهر، وغابر، وقائل " ،كما تبقى عليها مع الأصوات غير المستعلية من نحو:" جابر ، وتأمر ، وهأمل "؛ إذ لا فرق بينهما صوتياً في هذه اللهجة سوى أنها تفخم الألف مع الأصوات المفخمة.

 

        وإن سأل سائل: ولِمَ يقولون: "رِضِع ، حِضِر" ؟ فإننا نرد على ذلك بما قاله مكي القيسي تعقيباً على من أمال "ضِعافاً" في قوله تعإلى:" ولو تركوا من خلفهم ضِعافاً"(220) وهو صوت مستعل، ومفاد قوله:" اعلم أن الأمالة فيه حسنة مع حرف الاستعلاء في " ضِعافاً " لأنّ الذي تمتنع معه الأمالة لتصعده مكسور، وهو الضاد فلم يعتد به، للكسرة التي هي عليه لأنّها توجب الأمالة، لأنّه لما انكسر تسفل عن استعلائه وتصعده بالكسر الذي هو من الياء، فضعف تصعده عن منع الأمالة، فجازت الأمالة للكسرة وحسن ذلك، لأنّهم يميلون مع حرف الاستعلاء، وبين الممال والكسرة  حرف ساكن نحو: مِقلاة، ومعطار، يقدّرون الكسرة كأنها حرف الاستعلاء لسكونه فإذا كانت الكسرة على المستعلى نفسه، كان آكد في جواز الأمالة".(221) ولعلَّ هذا عينه ما يفسر أمالة لهجة عجلون الكلمات التالية:" مِسطرة ، مِعلكة ، مِكلاة ، مِلح ، سمِج ، مِلقط ، مِنسف ، مِنجرة ، مِغرفة ، مِخرز". رغم وجود بعض الأصوات المستعلية في بعض هذه المفردات.

 

    ولا تقتصر الأمالة عند أهل عجلون على ذلك، بل هم يميلون الفتحة قبل هاء التأنيث في الإعلام والصفات. وهي ظاهرة عربية قديمة كما يقول سيبويه:" سمعت العرب يقولون: ضربة ضربهِ وأخذت أخذهِ، شبه الهاء بالألف فأمال ما قبلها، كما يميل ما قبل الألف "(222) ،وقد أخذ بهذه الأمالة بعض القراء(223) ويعتقد القدماء بوجود صائت قصير قبل الصائت الطويل الذي من جنسه اعتقاداً خاطئاً يرفضه الدرس الصوتي الحديث.

 

    فأهل عجلون يقولون: " فاطمهِ، فتحية، وعاشِه في ( عائشة )، وتعبانِه، ونعسانِه ، وزعلأنِّه ، ومجنونِه ، ومسافرِه ، وولدانِه ، وراسبِه "، في حديثهم عن الإعلام المؤنثة وصفاتها ،"وغرايبِه ، وعلاونِه ، وربابعِه ، وخصاونِه ، وهناندِه ، وعبابنِه ، وطلافحِه " في أسماء العائلات المنتهية بالهاء بدلاً من فتح ما قبل الهاء.

 

   ولنا أن نضيف إلى هذا الباب نوعين من الأمالة كان قد حددهما بعض علماء اللغة المحدثين (224) ،وقد وجدتني ألتمسهما في لهجة عجلون وهما:

أولاً: أمالة الفتحة إلى الضمة: وذلك أنهم يقولون في:" قَوْل، وضَوْء، وقَوْس، ودَوْلة " على الترتيب:" قول وضو
( بإسقاط الهمزة ) وقوس ( بالجيم القاهرية ) ودولة"؛ إذ قاربت هذه اللهجة الفتحة من الواو، مما ترتب على ذلك انكماش صوت اللين المركب ( aw ) الظاهر في المقاطع الأولى من الكلمات السابقة ،فتحول هذا الصوت بعد المقاربة إلى صائت طويل خالص هو الواو المدية ( õ )؛هربا من وجود نصف الصائت في تلك الكلمات.

 

ثانياً: إمالة الفتحة إلى الكسرة: وذلك أنهم يقولون في:" بَيْت ، وزَيْت ، وشَيْخ" على الترتيب:" بيت وزيت وشيخ". فقد أمالت هذه اللهجة الفتحة مع الياء، مما ترتب عليه انكماش صوت اللين المركب ( ay ) الظاهر في المقاطع الأولى فتحول هذا الصوت بعد الأمالة إلى صائت طويل خالص هو الياء المدية (ĕ).

    وربما كان السبب من هذه الأمالة - فيما أحسب - أن أهل عجلون يرغبون في الإبقاء على الوضوح السمعي لأصواتهم من حيث إن أشباه الصوائت قصيرة ووضوحها السمعي قليل بينما الأصوات الصائتة الخالصة واضحة عالية في سمعها، وقد تأتي لها ذلك من أنها أصوات لا تعترض طريقها أي عائق يحول دون اندفاعها بيسر وسهولة إلى الخارج ،على العكس مما يحدث للأصوات الوقفية ؛إذ يفقد الصوت شيئاً من طاقته نتيجة التوقف فيقل وضوحه السمعي (225) هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن في هذا الآنتقال (الأمالة) إيثاراً من لهجة عجلون للأسهل من الأصوات؛ ففي نطق الأصوات المركبة صعوبة تفوق نطق الأصوات الصائتة، ولهذا فقد ربط رمضان عبد التواب ظاهرة انكماش الأصوات المركبة بقانون السهولة واليسر(226) ،كما علل كل من عبد القادر مرعي ويحيى عبابنة ظاهرة انتشار انكماش الأصوات المركبة في اللهجات العربية بصعوبة نطق الأصوات المركبة. (227)

 

   بقي أن نقول: إن إبراهيم أنيس قد نسب الفتح إلى جميع القبائل التي كانت مساكنها غربي الجزيرة بما في ذلك قبائل الحجاز أمثال قريش(228) ،ورأى غيره أن الحجازيين قد أمالوا في مواضع(229) ،في حين نسب الأمالة إلى جميع القبائل الذين عاشوا في وسط الجزيرة وشرقيها وأشهرها تميم وأسد معلّلاَ مسألة الأمالة هذه من باب أن أهل البادية كانوا يميلون - في كلأمهم - إلى الاقتصاد في الجهد العضلي المبذول إذ تحقق لهم الأمالة ذلك بما فيها من انسجام بين الأصوات. (230)

(4)

تسهيل الهمزة

    للهمزة  ملامح صوتية تميزها من غيرها من الأصوات الصامته والصائته، من حيث إنها صوت حنجري انفجاري لا مهموس ولا مجهورلدى بعض المحدثين،ومهموسة عند غيرهم مجهورة لدى القدماء، يتم نطقها بإقفال الأوتار الصوتية إقفالاً تاماً أمام الهواء الخارج لحبسه مدة من الزمن ثم إطلاقه فجأة محدثاً هذا الصوت الأنفجاري، فهو إذن وقفة حنجرية كما يرى بعض علماء اللغة المحدثين.(231)

    وعملية إنتاج الهمزة هذه هي- بلا شك- تحتاج إلى جهد عضلي كبير، وقد أحسّ العلماء القدماء مشقة هذا الجهد العضلي بحسهم المرهف، فهي صوت شديد مستثقل قد استثقل النطق به إذ كان إخراجه كالهوع(232) ؛ولهذا كان نطق الهمزة دون تخفيف ضرب من التكلف واحتمال الصعوبة.

 

    ولأجل صعوبة نطق الهمزة فقد اعتراها في النطق العربي جملة من التغيرات الصوتية كــ: (الإبدال والحذف والتسهيل)وغيرها مما هو موجود في كتب الصرف والقراءات(233) ،لا بل إن هذه التغييرات الصوتية - كما يرى بروكلمان - لها أصل في اللغات السأمية كالبابلية والآشورية التي تميل إلى ترك الهمزة إذا جاءت مسبوقة بصائت، والتعويض عنها بمد الصائت قبلها. (234) ويرى بعض علماء اللغة المحدثين أن ظاهرة الخلاص من الهمزة في اللهجات العربية يعد مظهراُ من مظاهر قانون الاقتصاد في الجهد العضلي المبذول. (235)

 

    وتجنح لهجة عجلون إلى تخفيف الهمزة حيثما وجدت أثناء النطق سعياً إلى تخفيف الجهد العضلي المبذول وذلك من خلال أمور عدة:

أولاً: إنهم يقولون في:( رأس: راس) وفي( فأر : فار) ، وفي( بائع : بايع) ، وفي( يؤاتي : بيواتي) ، وفي( كفؤ : كفو) على أساس من إبدال الهمزة ألفاً أو واواً أو ياء بحسب حركة ما قبلها، وهذا ما أكده سيبويه حين قال:" إذا كانت الهمزة ساكنة وقبلها فتحة فأردت ان تخفف أبدلت مكانها ألفاً وذلك قولك في رأس...  راس ..... وإن كان ما قبلها مضموماً فأردت أن تخفف أبدلت مكانها واواً وذلك قولك في الجؤنة...... الجونة .... وإن كان ما قبلها مكسوراً أبدلت مكانها ياء ..... وذلك الذئب والمئرة: ذيب وميرة، فإنما تبدل مكان كل همزة ساكنة الحرف الذي منه الحركة التي قبلها، لأنّه ليس شيء أقرب منه ولا أولى به منها".(236)

 

    وفيما أحسب فإن ما  قال به القدماء من أن الهمزة الساكنة تبدل ألفاً أو واواً أو ياء بحسب حركة ما قبلها يحتاج إلى إعادة نظر، وإنما تفسيره عندي أن الهمزة لم تبدل صوائت طويلة بل أسقطت ثم أشبع الصائت القصير السابق لها ،فتولد من هذا الإشباع الصوائت الطويلة المجانسة لها، فالواو من إشباع الضمة والياء من إشباع الكسرة والألف من إشباع الفتحة.

 

    وقد وقف عبد الصبور شاهين عند هذه الظاهرة، وعدَّ هذا التخفيف ضرباً من أساليب أهل الحجاز، إذ إنهم يسقطون الهمزة التي لا تناسب نبرهم(237) ،وقد لجأوا إلى أن يعوّضوا موقعها بوساطة نبر الطول، محققين بذلك هدفين: أولهما: نبر المقطع ذاته بطول الحركة. ثانيهما: الاحتفاظ بالإيقاع المقطعي، أعني زنة الكلمة كما لو كانت مهموزة إذ تذهب الهمزة مخلفة عنها طول الحركة السابقة عليها. (238)  

 

ثانياً: يسقط أهل عجلون الهمزة المتطرفة في نهاية الكلمة ويتعاملون مع الصائت قبلها بواحد من ثلاثة أمور:

أ‌-  أن يكون صائتاً طويلاً ،وفي هذه الحالة يبقى على حاله، فهم يقولون في: ( مساء وسماء وغداء ووفاء وعشاء)على الترتيب:( مسا، وسما، وغدا، ووفا، وعشا ).وبعضهم من يبدل مكان الألف هاء فيقول : (مسه،وسمه،وغده،ووفه،وعشه).

ب- ان يكون الصائت قصيراً ،وفي هذه الحالة يشبع حتى يصبح صائتاً طويلاً بعد الإسقاط فهم يقولون في:( قرأ، وبدأ، وخطأ، وملأ، وعبّأ )على الترتيب: ( قرا، وبدا، وخطا، وملا، وعبّا ).

  جـ- تسقط الهمزة مع الأسماء المؤنثة الممدودة مع تقصير الصائت الطويل الذي هو قبلها وزيادة هاء التأنيث، فهم يقولون في:( خرساء وسوداء وصفراء وحمراء وعوراء ) على الترتيب: ( خرسه وسوده وصفره وحمره وعوره ). ويرى  رمضان عبد التواب أن الخلاص من علامة التأنيث - وهنا الألف الممدودة - يُعد مظهراً من مظاهر قانون السهولة والتيسير. (239)

 

ثالثاً: ورد في لهجتهم على سبيل التخلص من الهمزة قولهم في الهمزة الساكنة المسبوقة بصائت في:( أبطأت ، ملأت ، هدأت ، توضأت ، أطفأت المحرك )على النحو الآتي:( ابطيت ، مليت ، هديت ، اتوظيت " بالظاء " ، طفيت المحرك ).

وهي ظاهرة لهجية عربية  قديمة عرفت عند العرب، فقد ذكر ابن النحاس أنه أُثر عن أسد أنها تقول:" أرجيت الأمر بدلاً من أرجأت الأمر أي أخرته"(240)، وروى ابن قتيبة عن عامة عصره أنهم لا يهمزون طائفة من المفردات ومنها:" أبطأت واستبطأت وأطفأت وهدأت ".(241) وكأننا أمام توافق نطقي بين لهجة عجلون ولهجة العامة من عصر ابن قتيبه. وقد فسر إبراهيم أنيس هذه الظاهرة بأنّها نوع من الميل إلى السهولة والبعد عن التزام التحقيق في النطق بالأصوات. (242)

 

رابعاً: تسقط همزة القطع في بدايات الكلم من لهجة عجلون فهم يقولون في:(  أجاب ، أقام ، أذاب ، أنام ، أعاب ، أهاب )على النحو الآتي:(جاوب ، قوّم ، ذوّب ، نوّم ، عيّب ، هيّب )، وكأنهم بهذا الإسقاط يتخلصون من نبر الهمزة وقد عوضوا مكانه نبر التضعيف، ومما يسجل على هذا السلوك النطقي أن الألف تعود إلى أصلها الواوي في بعض المفردات وإلى أصلها اليائي في مفردات أخرى كل حسب أصله.

 

وعن القبائل التي آثرت الهمزة وتلك التي آثرت التسهيل يقول عبده الراجحي:" إن القبائل التي كانت تحقق الهمزة قبائل كانت تعيش في البادية، أمّا القبائل التي كانت تسهل فهي التي كانت متحضرة في الحجاز وبخاصة قريش في مكة والأوس والخزرج في المدينة".(143) وفي ضوء ما تقدم يمكننا القول: إن ظاهرة تسهيل الهمزة شائعة في اللهجات العربية الحديثة بيد أنها ظاهرة ممتدة جذورها في التاريخ معلومة  . 

 

الخاتمة

 

وبعد: فهذا جهدي في الكشف عن الظواهر الصوتية في لهجة عجلون، قد بيّنتها ووقفت عند ملامحها، واصفاً تلك الظواهر وقد ربطتها بجذورها التاريخيّة ما أمكنني ذلك، راجياً أن يكون هذا البحث قد غطى القضايا الصوتية في تلك اللهجة، وأن يكون قد رفد الدراسات اللغويّة بالظواهر الصوتية في لهجة عجلون، وفي ختام هذا البحث أعرض لأهم النتائج التي لمستها أثناء إعداد هذا البحث والآنتهاء منه:

1) تجنح لهجة عجلون إلى إبدال الكاف صوتاً مزجيّاً (چـ) في بعض كلماتها ويطرد هذا الإبدال  وكاف الخطاب المؤنث ،فيما عرف قديماً بصفة ( الكشكشة ) وهي صفة صوتية من خصائص لهجة تميم وأسد وغيرهما.

2) تجنح لهجة عجلون إلى إبدال القاف ( جيماً قاهرية غير معطشة ) ،وهذا الإبدال سمت لهجي تاريخي عرض في لهجة تميم وسمع في بني سعد، إذ تتقدم هذه القاف في مخرجها إلى الأمام قليلاً حتى تضحى صوتاً مجهوراً.

3) ظهرت في لهجة عجلون بعض الظواهر الصوتية التي عرفت في اللهجات القديمة كالاستنطاء والطمطمانية والفحفحة والكشكشة ،وقد قدمت وصفاً لتلك الظواهر ثم ربطتها بجذورها التاريخيّة.

4) اندثر صوت (الضاد) في لهجة عجلون اندثاراً بينّا ؛إذ ابُدلتْ تلك اللهجة الضاد ظاء إبدالاً مطرداً.

5) حافظت لهجة عجلون على الأصوات الأسنانية ( الظاء والثاء والذال ) في الوقت الذي تعرضت فيه هذه الأصوات للأنّدثار في اللهجات الحديثة.

6) تميل لهجة عجلون إلى جهر بعض أصواتها ما سمحت لها قوانين الإبدال ذلك؛ فهم يبدلون من السين زاياً وإلى تفخيم بعضها الآخر حيث يبدلون من الذال ظاء والسين صاداً طلباً في وضوحها الصوتي.

7) تجنح لهجة عجلون إلى ميل الفتحة إلى الكسرة في بعض المفردات ،وتمنع عنها ذلك حين تجاور الفتحة صوتاً مستعلياً، على أنها لا تميل صوت الألف أياً كان موقعه ومهما كان نوع الصوت المجاور له.

8) تجنح لهجة عجلون إلى الخلاص من الهمزة من باب السهولة والتيسير.

وما تجدر الإشارة إليه في تمام هذا البحث أن جملة من الظواهر الصوتية التي خلصت إليها قد تلتقي وظواهر صوتية أخرى في لهجات عربية وفي مواطن متنوعة- تكاد تكون في معظمها- من هذا الوطن الممتد بسبب أمتداد الظواهر اللغوية القديمة في لهجاتنا الحديثة، وكنت قد أشرت إلى بعض هذا التلاقي في وريقاتي السابقة ما أمكنني ذاك .

هوامش البحث ومراجعه

1)     انظر على سبيل المثال: لهجة البدو في إقليم ساحل مريوط، عبد العزيز مطر، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967م. و: دراسات في لهجات شرقي الجزيرة العربية، ت.م جونستون، ترجمة أحمد محمد الضُّبيب، الدار العربية للموسوعات، بيروت. و: الخصائص الصوتية في لهجة الأمارات العربية، دراسة لغوية ميدانية، أحمد عبد الرحمن حماد، دار المعرفة الجأمعية، الاسكندرية، 1986.و: لهجة شمال المغرب ( تطوان وما حولها)، عبد المنعم سيد عبد العال، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1968م.و: ظواهر نادرة في لهجات الخليج العربي، عبد العزيز مطر، دار قطري بن الفجاءة، قطر.و: الإبدال في لهجة جنوب البصرة، علي ناصر غالب (بحث)، مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة، العدد (22)، 1991، مطبعة دار الحكمة في البصرة، السنة الرابعة والعشرون. و: من أمتداد اللهجات العربية القديمة في بعض اللهجات المعاصرة، رمضان عبد التواب، مجلة المجمع العلمي العراقي، العدد 35، 1984.و: لهجة الكرك، دراسة وصفية تاريخية، عبد القادر مرعي الخليل ويحيى القاسم، منشورات جامعة مؤتة، عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، الطبعة الأولى، 1996م. و: لهجة كفرسوم، إحسان الفرحان، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، (2005)، بدعم من وزارة الثقافة.

2)     انظر جغرافية الأردن ،تأليف نايف الروسان وآخرين ،والجغرافيا التاريخية للمنطقة الغربية من جبل عجلون ، خليف غرايبة، وبكبيديا(الموسوعة الحرّة) على الآنترنت .

3)     الكتاب، سيبويه، 4/478 وما بعدها.

4)     السابق 4/445، المقتضب، المبرد، 1/225، الخصائص، ابن جني، 2/139، شرح الشافية، الاستراباذي 3/231، شرح المفصل، ابن يعيش، 10/48.

5)     شرح الأشموني، الأشموني، 4/601.

6)     التطور اللغوي، رمضان عبد التواب 22، التطور النحوي، برجسترآسر 21، الأصوات اللغويّة، عبد القادر عبد الجليل 284، أصوات اللغة، عبد الغفار هلال 230، الأصوات اللغوية، محمد الخولي 225.

7)     لسان العرب، ابن منظور، مادة (دغم).

8)     الكتاب 4/104 وما بعدها، المقتضب 1/197، الخصائص 2/227، الأصول في النحو، ابن السراج 3/405، الجمل في النحو، الزجاجي 378، المفصل، الزمخشري 393، شرح المفصل 10/121، الممتع في التصريف، ابن عصفور 2/631، الكشف عن وجوه القراءات، مكي القيسي 1/143، الاتحاف، البناء 20، النشر، ابن الجزري 1/215، التبصره، مكي القيسي 109.

9)     الكتاب 4/417، المفصل 393، شرح المفصل 10/121.

10)   انظر الأصوات اللغوية، عبد القادر عبد الجليل 299، المدخل إلى علم اللغة الحديث، قسطندي الشوملي 118، دراسة الصوت اللغوي، أحمد مختار عمر 332، اللهجات العربيّة في التراث، أحمد علم الدين الجندي 1/297، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 149، في حقيقة الإدغام (بحث)، جعفر عبابنه 50، تحليل الظواهر الصوتية في قراءة الحسن البصري (بحث)، سمير استيتيه 195.

11)   المصطلح الصوتي، عبد القادر عبد الجليل 182، في اللهجات العربية، إبراهيم أنيس 63، اللهجات العربية في القراءات القرآنية، عبده الراجحي 126.

12)   في اللهجات العربيّة، 62، اللهجات العربية في القراءات القرآنية 126.

13)   في اللهجات العربيّة، 64، اللهجات العربية في القراءات القرآنية، 133.

14)   لهجة قبيلة أسد، علي ناصر غالب، 86، لغة تميم، ضاحي عبد الباقي، 116.

15)   الكتاب، 4/473.

16)   لغة تميم، 117.

17)   لهجة قبيلة أسد، 87.

18)   لسان العرب، مادة ( ملل).

19)   الكتاب 4/445.

20)   السابق 4/445.

21)   السابق 4/445.

22)   مجموعة الشافية من علمي الصرف والخط، الجاربردي 2/332، الكشف 1/134، الممتع في التصريف 2/631.

المصطلح الصوتي، عبد القادر مرعي، 183، المدخل إلى علم اللغة الحديث، رمضان عبد التواب، 118، دراسة الصوت اللغوي، 332.

23)   شرح الشافية 3/264، وانظر سر صناعة الإعراب، ابن جني 2/815.

24)   شرح الشافية 3/270.

25)   السابق 3/291، وانظر الكتاب 4/460 وما بعدها.

26)   علم الصرف الصوتي، عبد القادر عبد الجليل، 431.

27)   الصافات /8، وتنسب القراءة إلى حفص وحمزه والكسائي وخلف، الاتحاف 368.

28)   الكتاب 4/463

29)   السابق 4/463.

30)   السابق 4/464.

31)   العين، الخليل، مادة (بدل).

32)   الصحاح، الجوهري، مادة (بدل).

33)   لسان العرب، مادة (بدل).

34)   شرح المفصل 10/7 وانظر شرح الشافية 3/197، المزهر، السيوطي 1/460، فقه اللغة، الثعالبي 66.

35)   المزهر 1/460.

36)   انظر مقدمة كتاب الإبدال لأبي الطيب اللغوي 1/10.

37)   سر صناعة الإعراب 1/180.

38)   المخصص، ابن سيده، 13/274.

39)   المصطلح الصوتي، 170، لغة تميم 67.

40)   من إسرار العربيّة، إبراهيم أنيس 62 وما بعدها.

41)   بحوث في الاستشراق واللغة، إسماعيل عمايره، 202 وما بعدها.

42)   لغة تميم، 69، المصطلح الصوتي 171.

43)   التطور اللغوي، 17.

44)   لغة تميم، 70، المصطلح الصوتي 172.

45)   التطور اللغوي، 17.

46)   لغة تميم، 70 وما بعدها.

47)   المزهر 1/222، في اللهجات العربيّة 122 وما بعدها، من لغات العرب لهجة هذيل، عبد الجواد الطيب، 114.

48)   الكوثر/1.

49)   لسان العرب، مادة (نطا)، مختصر شواذ القراءات، ابن خالويه، 181.

50)   محمد / 17.

51)   مختصر شواذ القراءات، 141، لغة هذيل، 114.

52)   الاقتراح، السيوطي، 83، تفسير البحر المحيط، أبو حيان الآندلسي، 8/525.

53)   في اللهجات العربيّة، 123، المصطلح الصوتي، 175، فصول في فقه اللغة، رمضان عبد التواب121، لغة هذيل، 114، علم اللسان العربي، عبد الكريم مجاهد، 205.

54)   في اللهجات العربيّة، 123، لغة هذيل، 114.

55)   المصطلح الصوتي، 175.

56)   في فقه اللغة المقارن، إبراهيم السأمرائي، 95.

57)   فصول في فقه اللغة، 103، المصطلح الصوتي، 175، علم اللسان العربي، 205.

58)   فقه اللغة، الثعالبي، 129، المزهر 1/423.

59)   شرح المفصل 10/34.

60)   همع الهوأمع في شرح جمع الجوأمع، السيوطي، 6/273.

61)    السابق 6/273.

62)    شرح الشافية 3/216، المفصل 366، سرّ صناعة الإعراب 1/423، شرح المفصل 10/34، همع الهوأمع 6/273.

63)    في اللهجات العربيّة 124، المصطلح الصوتي 173، علم اللسان العربي 206.

64)    في اللهجات العربيّة 124، فصول في فقه اللغة 129 وما بعدها، تطبيقات في المناهج اللغوية، إسماعيل عمايره 149، التغير التاريخي للأصوات، أمنه الزعبي، 175 وما بعدها.

65)    جمهرة اللغة، ابن دريد، 6.

66)    في اللهجات العربيّة 64 وما بعدها، وانظر لغة تميم، 102، وانظر الرواية في الرعاية، مكي القيسي 164.

67)    المزهر 1/222، الاقتراح 200، لغة هذيل 110، علم اللسان العربي 209، المصطلح الصوتي، 173، لهجة شمال المغرب، عبد المنعم سيد عبد العال، 77.

68)    الكشكشة كما عرّفها البغدادي في خزانة الأدب أن تجعل مكان الكاف المؤنث شيناً في الوقف، 11/461، وانظر تعريفها في فقه اللغة للثعالبي 129.

69)    العجعجة كما جاءت في الكتاب وقد نسبت إلى بني سعد أن تبدل الجيم مكان الياء في الوقف 4/182، وانظر لسان العرب مادة (عجج)، وانظر جمهرة اللغة،5.

70)    في اللهجات العربية، 95، وأراني أصمئن إلى القول أن عبد الجواد الطيب قد أيد إبراهيم انيس في هذا، لغة هذيل 113.

71)    يوسف / 35.

72)    مختصر شواذ القراءات، 63، الإبدال، أبو الطيب اللغوي 1/295، القلب والإبدال، ابن السكيت، 32.

73)    الأعراف /44.

74)   همع الهوأمع 2/76، وانظر في اللهجات العربيّة 96.

75)    العاديات / 9.

76)    مختصر شواذ القراءات 178، البحر المحيط 8/436، وانظر لغة هذيل 113.

77)    لغة هذيل 113.

78)    السابق 113، وانظر في اللهجات، 96.

79)    القلب والإبدال، 13، وانظر المزيد في علم اللسان العربي، 209.

80)    الإبدال: أبو الطيب اللغوي 1/292 وما بعدها، الإبدال، ابن السكيت 466، سرّ صناعة الإعراب 1/241، العين مادة (عدس) و( حدس) ولسان العرب مادة ( حكش ) و(حكل) و(حنش) وانظر جهود أمنة الزعبي في هذا المضمار فقد جمعت في كتابها التطور التاريخي للأصوات جملة من تلك الكلمات، 30 وما بعدها.

81)    لسان العرب، مادة (بعثر).

82)    المصطلح الصوتي، 173، علم اللسان العربي 209، التغير التاريخي للأصوات 29.

83)    العين، 1/57.

84)    المدخل إلى علم اللغة، 164.

85)    في اللهجات العربية، 96.

86)    التغير التاريخي للأصوات،31، وللاستزادة ينظر الإبدال في ضوء اللغات السأمية، ربحي كمال، فصول في فقه اللغة، رمضان عبد التواب.

87)    الكتاب 4/199، فقه اللغة وسر العربيّة 129، شرح الشافية4/419، الكامل في اللغة والأدب 1/371 وما بعدها، المصطلح الصوتي 175.

88)    العين مادة (كشَّ)، الكتاب 4/199 وما بعدها، خزانة الأدب 11/461، الصاحبي، ابن فارس، 35، المزهر 1/210 ونص ابن فارس، لغة أسد، 101، المصطلح الصوتي 175، الأصوات اللغوية، إبراهيم انيس 169.

89)    الخصائص 2/11، مجالس ثعلب 100، وانظر خزانة الأدب 11/467، المزهر1/221، اللهجات العربية في التراث، 1/359، من أمتداد اللهجات العربية القديمة (بحث)، رمضان عبد التواب، 174.

90)    المزهر 1/211، التطور اللغوي 93.

91)    لهجات العرب، أحمد تيمور، 66.

92)    السابق،70، وانظر التطور اللغوي، 93.

93)    السابق، 74.

94)    السابق، 78.

95)   علم اللسان العربي، 202.

96)    انظر التفصيل في هذا الأمر، لغة تميم، 73.

97)    في اللهجات العربية، 108.

98)    المصطلح الصوتي، 175.

99)    مريم / 24.

100)   آل عمران / 42.

101)   فقه اللغة وسرّ العربيّة 129، شرح المفصل 9/49، لغة تميم، 73، اللهجات العربيّة في التراث 1/361، المصطلح الصوتي، 175، التغير التاريخي للأصوات، 66.

102)    سرّ صناعة الإعراب 1/206، وما بعدها، وانظر أبياتاً أخرى في الجمهرة 1/5، والإبدال اللغوي 2/231 وما بعدها، المصطلح الصوتي 175، والتغير التاريخي للأصوات، 67.

103)    سرّ صناعة الإعراب 1/207، وانظر الكامل في اللغة والأدب، 371، خزانة الأدب 11/461.

104)    في اللهجات العربية، 108، التطور اللغوي 93، المصطلح الصوتي، 176، علم اللسان العربي 203، التطور التاريخي للأصوات، 68، لهجة شمال المغرب، 83. لهجة الكرك،58.

105)    اللهجات العربيّة في التراث، 1/361.

106)    سر صناعة الإعراب 1/206 وما بعدها،خزانة الأدب 11/461، وانظر أبياتاً أخرى في الإبدال اللغوي 2/231.

107)    انظر ما جاء في هأمش (95).

108)    الجمهرة 1/5.

109)    الصاحبي 36.

110)    في اللهجات العربيّة 109، ظواهر نادره في لهجات الخليج العربي، عبد العزيز مطر، 79، علم اللسان العربي 203ن المصطلح الصوتي 176، التطور اللغوي، 92، لغة تميم، 77، لهجة قبيلة أسد، 104، لهجة شمال المقرب 83، لهجة الكرك، 59، اللهجات العربية في التراث 1/361، التطور التاريخي للأصوات 76.

111)    في اللهجات العربيّة، 109.

112)    السابق، 108، وانظر التطور اللغوي والوصف ذاته 92.

113)    تطبيقات في المناهج اللغوية، 204.

114)    علم اللسان العربي، 203، التطور التاريخي للأصوات، 66.

115)    انظر مواطن هذا الرمز ما جاء في هامش (110) و(113).

116)    خزانة الأدب 11/461، وانظر ما جاء في الكامل 371.

117)    التطور اللغوي، 92.

118)    السابق، 92، دراسات في لهجات شرق الجزيرة العربية، جونستون 99، في اللهجات العربية،108.

119)    بحوث في الاستشراف واللغة، 228.

120)    المزهر 1/222، الصاحبي 36، جمهرة اللغة ، 5، لغة تميم، 101.

121)    لهجة قبيلة أسد، 97.

122)    الكتاب 4/432.

123)    سرّ صناعة الإعراب 1/46.

124)    الصاحبي 36 وما بعدها.

125)    السابق 36 والجمهرة 1/222.

126)    الكتاب 4/432.

127)    الضحى / 9.

128)    مختصر شواذ القراءات 175.

129)    المزهر 1/114.

130)    مقدمة ابن خلدون، ابن خلدون، 345.

131)    الكتاب 4/433، الأصوال في النحو 3/400، شرح الشافية 3/252.

132)    علم اللغة العام، كمال بشر 109، الأصوات اللغوية، محمد الخولي 32-36، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 76، مناهج البحث في اللغة، تمأم حسان 125، علم اللغة، محمود السعران، 182، 156، دراسات في فقه اللغة ، محمد الآنطاكي 156، المدخل إلى علم اللغة، 221.

133)    بحوث في الاستشراق واللغة، 222، التطور التاريخي للأصوات، 62، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 167.

134)    بحوث في الاستشراق واللغة 222.

135)    مدخل إلى علم اللغة 222، التطور اللغوي، 21، لهجة شمال المغرب 81، الإبدال في لهجة جنوب البصرة، علي ناصر غالب 369، لهجة كفرسوم، إحسان الفرحان،39، لهجة قبيلة أسد،98.  

136)    التطور اللغوي، 21، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، 168.

137)    بحوث في الاستشراف واللغة، 221.

138)     الاصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، 168.

139)    الكتاب 4/433.

140)    شرح الشافية 3/253.

141)    علم اللغة، محمود السعران 169، علم اللغة العام،130، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 61، مناهج المدخل إلى علم اللغة 226، مناهج البحث في اللغة، 134، دراسة الصوت اللغوي، 316.

142)    المراجع السابقة، وانظر الكتاب 4/435،والرعاية 132.

143)    الإبدال، أبو الطيب اللغوي 2/382 وما بعدها، الإبدال والمعاقبة والنظائر،الزجاجي 95 وما بعدها، سر صناعة الإعراب 1/321، لسان العرب مادة ( بهكل) و(بنق) وانظر جهود أمنة الزعبي في جمع تلك المفردات، التطور التاريخي للأصوات 167 وما بعدها.

144)    التطور التاريخي للأصوات، 167، 170.

145)    لحن العامة، عبد العزيز مطر، 224.

146)    معاني القرآن، الفراء 2/391، لهجة قبيلة أسد، 92.

147)    لغة تميم، 131، وانظر لهجة قبيلة أسد، 93.

148)    لغة تميم، 131.

149)    الكتاب 4/433، سر صناعة الإعراب 1/47، شرح الشافية 3/250.

150)    الأصوات اللغوية، إبراهيم انيس 67، علم اللغة العام ،96، أصوات اللغة العربيّة، عبد الغفار هلال 126.

151)    انظر ما جاء في هامشي 145 ، 146.

152)    الكتاب 4/436، وانظر الأصول في النحو 3/404، والجمل في النحو 413.

153)    الكتاب 4/479.

154)    السابق 4/479.

155)    السابق 4/480.

156)    السابق 4/480.

157)    السابق 4/480

158)    دروس في علم أصوات العربيّة، جان كانتينو، 86.

159)    الإبدال/ ابن السكيت 2/115 وما بعدها، الإبدال والمعاقبة والنظائر 79 وما بعدها، سرّ الصناعة 1/209 وما بعدها، لسان العرب مادة ( بسط ) و (بصط) و(حضحض )، وانظر جهود أمنة الزعبي في جمع بعض المفردات 84 وما بعدها. 

160)    التطور التاريخي للأصوات، 88.

161)    الكتاب 4/436، الأصول في النحو 3/404، الجمل في النحو 413، سر صناعة الإعراب 1/60.

162)    الأصوات اللغوية، إبراهيم انيس 67، علم اللغة العام 96، أصوات اللغة العربيّة،126.

163)    انظر ما جاء في هأمش 156 ، 157.

164)    الكتاب 4/434، المقتضب 1/194، علم اللغة العام 87 وما بعدها، الأصوات اللغوية، سمير استيتيه 1070، المصطلح الصوتي، عبد القادر مرعي 106.

165)    سرّ صناعة الإعراب 1/196.

166)    الإبدال، أبو الطيب اللغوي 2/113 وما بعدها، الإبدال ابن السكيت 467، الإبدال والمعاقبة والنظائر82 وما بعدها، سر صناعة الإعراب 1/196، لسان العرب مادة ( ربز) و(رجز) وانظر جهود أمنة الزعبي في جمع التي تعاقب فيها هذان الصوتان التطور التاريخي للأصوات 89 وما بعدها.

167)    التطور التاريخي للأصوات، 91.

168)    الكتاب 4/433.

169)    المقتضب 1/193، سرّ صناعة الإعراب 1/47، شرح الشافية 3/252 وما بعدها.

170)    الكتاب 4/433.

171)    المقتضب 1/193، الجمهرة 1/8، الأصول في النحو 3/401، سرّ صناعة الإعراب 1/47.

172)    الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 45، علم الأصوات اللغوية، مناف مهدي 56، علم اللغة العام، 118، دروس في أصوات العربيّة، جان كانتينيو 64.

173)    دروس في علم أصوات العربيّة 87، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 46 وما بعدها، علم اللغة العام، 104 وما بعدها، الدراسات الصوتية عند ابن جني، حسأم النعيمي 308، مناهج البحث في اللغة، 121، وغيرها من المراجع.

174)    الرعاية 185.

175)    الأصوات اللغوية، إبراهيم انيس،47.

176)    مدخل إلى علم اللغة، 67، دروس في أصوات العربيّة67، علم اللغة العام 107، التطور التاريخي للأصوات، 93وما بعدها، العربيّة ال فصحى، هنري فلش137، الأصوات اللغوية، إبراهيم انيس،48 وما بعدها.

177)    التطور التاريخي للأصوات 163.

178)    التمهيد، ابن الجزري، 99.

179)    الكتاب 4/432 وما بعدها.

180)    النشر 1/163.

181)    شرح الشافية 3/256.

182)    الإبدال، أبو الطيب اللغوي 2/267 وما بعدها، الإبدال والمعاقبة والنظائر82 وما بعدها، سر صناعة الإعراب 1/215، لسان العرب مادة (بظظ) و(بضض) وانظر جهود أمنة الزعبي في جمع تلك المفردات التي تعاقب فيها هذان الصوتان 163 وما بعدها.

183)   علم اللغة، محمود السعران 155، دروس في علم أصوات العربيّة،30، الأصوات اللغوية، إبراهيم انيس، 46، علم اللغة العام 104، المدخل إلى علم اللغة، 31، دراسة الصوت اللغوي، 316.

184)    الكتاب 4/433، المقتضب 1/193، سرّ صناعة الإعراب 1/47.

185)    الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 45، أصوات اللغة العربيّة، عبد الغفار هلال، 126،علم اللغة العام 118، دروس في علم أصوات العربيّة 64 وآخرين.

186)    انظر هأمشي 184 ، 185.

187)    الكتاب 4/436.

188)    الأصول في النحو 3/404، الجمل في النحو 413، الرعاية، القيسي 122.

189)    لسان العرب مادة (خظرف ) و(حفظ) وانظر جهود أمنه الزعبي وجمعها تلك المفردات 133 وما بعدها.

190)    التطور التاريخي للأصوات، 133.

191)    التطور التاريخي، 52، وانظر الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، 69.

192)    الكتاب، 4/433.

193)    الجمهرة 1/8، الأصول في النحو 3/401، سرّ صناعة الإعراب، 1/47، المقتضب 1/194.

194)    الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 44، علم الغه العام، 182، علم اللغة، محمود السعران، 173، أصوات اللغة العربية، 126، دراسة الصوت اللغوي 315، وآخرين.

195)    دروس في علم الأصوت العربيّة، 43.

196)    أنظر هأمشي 193 ، 194

197)    الرعاية، 227.

198)    الدراسات الصوتية عند ابن جني، 145.

199)    البقرة / 61.

200)    مختصر شواذ القراءات،6، الإبدال، أبو الطيب اللغوي 1/187، المحتسب، ابن جني 1/88، تاج العروس، الفيروز أبادي مادة (ثوم).

201)    المحتسب 1/88، سرّ صناعة الإعراب 1/248.

202)    لغة تميم 132 وما بعدها، لهجة هذيل 122.

203)    لهجة هذيل 122.

204)    السابق 122.

205)    لهجة قبيلة أسد 89 وما بعدها.

206)    التطور اللغوي 52، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 69، التطور التاريخي للأصوات 130 وما بعدها.

207)    المحتسب 1/88، سرّ صناعة الإعراب 1/248.

208)    المقتضب 3/42.

209)    سرّ صناعة الإعراب 1/52.

210)    المفصّل 335، أسرار العربيّة 279، همع الهوأمع 3/375، شرح الشافية 3/4، الأصول في النحو 3/160، الجمل في النحو 394، الاتقان، السيوطي 1/256، الاتحاف 74، النشر 2/24.

211)    تحليل الظاهر الصوتية في قراءة الكسائي (بحث)، سمير استيتيه 107 وما بعدها، لغة هذيل 69، المصطلح الصوتي، عبد القادر مرعي 158.

212)    الكشف 1/204 وما بعدها، الكتاب 4/128، المقتضب 1/225، شرح الشافية 3/14 وما بعدها، الاتقان 1/260، همع الهوأمع 3/383.

213)    الكتاب 4/128.

214)    الكشف 1/171.

215)    شرح المفصل، 9/60.

216)    الكتاب 4/129.

217)    انظر ما جاء في الهوامش 208، 209، 210.

218)    الكشف 1/218، النشر 1/161، مناهج البحث في اللغة 90، دروس في علم أصول العربيّة 37، المصطلح الصوتي 154.

219)    في الدراسات القرانية واللغوية، عبد الفتاح شلبي 45، الأصوات اللغوية، سمير استيتيه، 217.

220)    النساء /9.

221)    الكشف 1/377.

222)    الكتاب 4/140 وما بعدها.

223)    انظر اللهجات العربيّة في القراءات القرآنية، 138.

224)    التطور اللغوي، 49 وما بعدها، في اللهجات العربيّة 57، لهجة الكرك، عبد القادر مرعي ويحيى عبابنه،86.

225)    الأصوات اللغوية، سمير استيتيه 172.

226)    التطور اللغوي، 49.

227)    لهجة الكرك، 86 وما بعدها.

228)    في اللهجات العربية، 53.

229)    اللهجات العربية في القراءات القرانية 140، لغة هذيل 70.

230)    في اللهجات ، 53.

231)    مع الاختلاف في جهرية الهمزة وهمسها، محاضرات في اللسانيات، فوزي الشايب 151، المحيط في الأصوات، محمد الآنطاكي 84، علم اللغةا لعام 112، الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 89 وما بعدها، علم اللغة، السعران 17 وما بعدها، ميكانيكة النطق (بحث)، سمير استيتيه 526.

232)    الكتاب 3/548، شرح الشافية 3/31 وما بعدها، شرح المفصل 9/107 ، 10/124.

233)    الكتاب 3/541، سرّ صناعة الإعراب 1/69، الاتقان 1/277، الممتع في التصريف 404.

234)    فقه اللغات السأمية، بروكلمان، 41.

235)    التطور اللغوي، 47 وما بعدها، وانظر الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس 78.

236)    الكتاب 3/543 وما بعدها.

237)    القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث، عبد الصبور شاهين 109.

238)    أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي، عبد الصبور شاهين 169.

239)    التطور اللغوي،24

240)    إعراب القرآن، ابن النحاس 1/630.

241)    أدب الكاتب، ابن قتيبة 391.

242)    في اللهجات العربيّة، 77.

243)    اللهجات العربيّة في القراءات القرآنية، 106، اللهجات العربيّة في التراث 1/336.

 

 

 

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

  1. ابن الجزري، محمد بن محمد الدمشقي، النشر في القراءات العشر، تقديم علي محمد الضباع، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1998.
  2. ابن جني، أبو الفتح عثمان، سرّ صناعة الإعراب، دراسة وتحقيق حسن هنداوي، دار القلم، دمشق، ط2، 1993.
  3. ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن، من كتاب البديع لأبن خالويه، عنى بنشره: ج. برجشتراسر، دار الهجرة (د.ت),
  4. ابن دريد، محمد بن الحسن الأزدي، جمهرة اللغة، مكتبة الثقافة الدينية.
  5. ابن السكيت، أبو يوسف يعقوب، كتاب الإبدال، تقديم وتحقيق حسين محمد محمد شرف، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 1978.
  6. ابن فارس، أبو الحسن أحمد، الصاحبي، تحقيق السيد أحمد صقر، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة.
  7. ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، 1955.
  8. 8.     ابن يعيش، موفق الدين يعيش، شرح المفصل، عالم الكتب، بيروت.
  9. الاستراباذي، رضي الدين محمد النحوي، شرح شافية ابن الحاجب، تحقيق محمد محي الدين وآخرين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1982.
  10. استيتيه، سمير شريف، الأصوات اللغوية، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2003.
  11. أنيس، إبراهيم، الأصوات اللغوية، مكتبة الآنجلو المصرية، القاهرة، ط4، 1999.
  12. أنيس، إبراهيم، في اللهجات العربيّة، مكتبة الآنجلو المصرية، القاهرة، ط3، 2003.
  13. بشر، كمال، علم اللغة العام ( الأصوات العربيّة)، مكتبة الشباب، القاهرة، 1987.
  14. البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1983.
  15. الثعالبي، أبو منصور، فقه اللغة وسرّ العربيّة، تحقيق مصطفى السقا وآخرين، مطبعة مصطفى البابلي، مصر.
  16. الجندي، أحمد علم الدين، اللهجات العربيّة في التراث، الدار العربية للكتاب، 1983.
  17. الراجحي، عبده، اللهجات العربيّة في القراءات القرآنية، دار المعرفة الجأمعية، الاسكندرية، 1996.
  18. الزجاجي، عبد الرحمن بن اسحاق، الإبدال والمعاقبة والنظائر، تحقيق فوزي يوسف الهابط، دار الولاء للطبع والتوزيع، 1993.
  19. الزعبي، آمنة، التغير التاريخي للأصوات في اللغة العربية واللغات السأمية، دار الكتاب الثقافي، أربد، الأردن، ط1، 2005.
  20. السيوطي، عبد الرحمن جلال، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين، دار الفكر، (د.ت).
  21. سيبويه، أبو بشر عثمان بن قنبر، الكتاب، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت،ط1.
  22. الطيب، عبد الجواد، من لغات العرب لهجة هذيل، منشورات جامعة الفاتح، (د.ت).
  23. عبد الباقي، ضاحي، لغة تميم دراسة تاريخية وصفية، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة، 1985.
  24. عبد التواب، رمضان: التطور اللغوي، مظاهره وعلله وقوانينه، مكتبة الخانجي بالقاهرة، مطبعة المدني، القاهرة، ط1، 1983.
  25. عمايره، إسماعيل أحمد، بحوث في الاستشراق واللغة، دار وائل للنشر، عمان، ط2، 2003.
  26. غالب، علي ناصر، لهجة قبيلة أسد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1989.
  27. اللغوي، أبو الطيب عبد الواحد، الإبدال، تحقيق عز الدين التنوخي، دمشق، 1960.
  28. المبرد، أبو العباس محمد، المقتضب، تحقيق عبد الخالق عضيمة، لجنة أحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1385هـ.
  29. مجاهد، عبد الكريم، علم اللسان العربي، منشورات جامعة القدس المفتوحة، ط1، 1997.
  30. مرعي، عبد القادر، المصطلح الصوتي عند علماء العربية، منشورات جامعة مؤته، الأردن، ط1، 1993.
© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة