جوانب من الحكايات والأهازيج الشعبية في منطقة عجلون

جوانب من الحكايات والأهازيج الشعبية في

 منطقة عجلون

إعداد

ا. محمود حسين الشريدة               م. حسين محمود الشريدة

      مشرف وباحث في الموسوعة العجلونية                باحث في العلوم الاجتماعية              

 

المحتويات

أوّلا : الأهازيج الشعبية:

1- المقدمة.

2- لوحات فنيّة  من الأهازيج والأغاني الشعبية في عجلون

 

ثانيا: الحكايات الشعبية المشهورة في مجال الزراعة في منطقة عجلون

1- المقدمة

2-  السنة الزراعية عند الفلاّح (الروزناما السنوية ) .

3-  التراث الشعبي في السنة الزراعية .

4- التقسيم الطبيعي للسنة الزراعية عند الفلاّح ( الروزناما).

5- الأقوال والأمثال الشعبية عند الفلاحين في السنة الزراعية.

-  المراجع .

 

أوّلا : الأهازيج الشعبية:

1- المقدمة  :  كانت الحياة في الريف بسيطة جدا ، فأبناء الريف متجانسون لا توجد بينهم خلافات إلا بالمقدار الذي تفرضه ظروفهم المرتبطة بالأرض وتقاليدهم المورثة المعتز بها، ويعيشون مستقرين في مساكن شيدت بالطين والحجارة وسُقفت بالقش والأخشاب غير المهذبة .

كانت التعاون هو أهم مظهر اجتماعي يسود الريف الأردني بشكل عام وخاصة في منطقة عجلون (1) ، وربما كان مرد ذلك إلى قسوة الطبيعة عليهم وخاصة في فصل الشتاء وتساقط الأمطار والثلوج في أجزاء عجلون الشرقية ، وأعمال الفلاحة والزراعة في مناطقها الغربية وأقدأم الجبال ، وحالة الفقر التي تميز معظم أبناء المنطقة .

       كانت غالبية الناس في عجلون تعتمد على الزراعة ورعاية الماشية ، وكانت هذه المهن تتحكم في عاداتهم وتقاليدهم ،كانت حياتهم تمتاز بالبساطة والرتابة وتخلو من  التعقيد ، كما يتجلى في أحاديثهم في المضافة وحقول القمح ومناطق الرعي وفي احتفالاتهم في مناسبات الأعراس والختان وغيرها وحتى في أهازيجهم وأغاني الحصادين كانت في غالبيتها من المفردات التي يتداولونها في حياتهم وأعمالهم .

ومثال ذلك :

يا وارد البير .............. دونك دلونا دونك .

قلبي يريدك ..............  وهيلي ما يريدونك .

ومنها أيضاً  :

ما بين كرم العنب واللوز ......   صدق بحبك اكثر من خيي

لبسونا برلون ..... شلحونا برلون

في شوارع عجلون .... سلمولي عليه .

بين المستشفى وعجلون .... ارنب طارد غزالة

يا عمي اعطيني بنتك ............ واجعل الله اخذها

ع  الجنة منا رايح ...............  ع  النار انا واياها

 

ردد العجلونيون الأهازيج المختلفة في كثير من مناسباتهم ، وكانت هذه الأهازيج الشعبية بسيطة في كلماتها يرددوها للترويح عن أنفسهم أثناء العمل في الحقل والمرعى أو في أعراسهم ليدخلوا السرور على سأمعيها ، كانت الأمهات ترددها لأطفالها لتنأم وكانت الصبايا تغنيها أثناء اللعب  وغيرها .

2- لوحات فنيه من الأهازيج الأغاني الشعبية في عجلون

 كان الآباء والأجداد يتغنون بها في مناسبات الأفراح ,وهي ليست مقصورة على منطقة عجلون فقط بل منتشرة في شمال الأردن(2).

 

أ- أغاني تردد من حالة الحركة ( الزفة أو الذهاب للخطبة ):

هبت النار والبارود غنى ... يابَيّ( فلان) ياحامي وطنا

هبت النار وبراس السيقارة ... يابيّ( فلان) ياحامي العذارى

هبت النار وبراس الخروبة ... يابيّ (فلان) ياحامي العروبة .

ومنها أيضاً (3) :

يا الله توكلنا عليك ... يا سيد المتوكلين

يا محمد  حنا عزوتك ... جلايبك يوم المبيع

وان ما بعت حنا نبيع ... برخص ثمن لليشتري .

 

ب- أغاني الأعراس / الجوفية ...

يابو رشيدة قلبنا اليوم مجروح ... جرح عميق وبالحشا مستظل

جابو الطبيب ومددوني على اللوح ... قلت برخى لما عشيري يطل

جاني عشيري مقدام الثوب مسطوح ...

 

ج- أغاني الأعراس / الدبكة ....

   الدبكة عبارة عن رقصة شعبية بسيطة تناسب الفلاحين ،يؤدوها شباب القرى فرحين بهذه المناسبة ،  وهذة الاغنية تناسب تماما هذه الرقصة ( الدبكة ) ، على أنغام الشبابة أو المجوز.

ياظريف الطول من هونا مرق ... مثل عود الزان جارد الورق

ياظريف الطول ع بساطة يبيع ... بين الغرة والحاجب نبت ربيع

ياظريف الطول ياظريف ... وازرع النخلة على الحيط النظيف .

تمنيت اني محرمة بيد اللواح    ... والا ع صدير البنت شباح

قضب بالدبكة (اللواح ) الشاط.. البوسة من خدودة تشرح الخاطر

علشان ( الحلو) والله ما أسافر.... .... واسكن بجنبة دايم الدوما

وأيضا في الدبكة :

ياعسكري يامشوح اطلب اجازة وروح .. أمك تبكي وتنوح وبيك بده مصاري

ياأمباش ياأمباشينا ياللي بدرب فينا ... اعطينا اجازة يومين تانروح ع اهالينا

ياعسكر يااولاد الجيش ع حارتنا لاتيجيش .. أمّك من موديل أوّل وحامل هلكبره لويش.

ياريتني طير اخضر وأهدّي ع المعسكر ... عيني ماهي ع الضابط عيني ع بوشماغ احمر .

 

وأكثرها شيوعا الدلعونا والمواويل(4)  :

على دلعونة على دلعونة ........   الهوا الشمالي غيرلي لونه

الهوا الشمالي غيرلي حالي ......  هويت بدالي بنت الملعونا

على دلعونة يأما دلعنتيني ....... خذيتي الاسمر ما خذيتيني

ويلي عليهم ويلي عليهم ........  طالت الغربة واشتقنا ليهم

قلتلها الاسم قالت سميني ......  قلتلها الورد قالت يسميني

قلتلها الاسم قالتلي مريم ... ...... بمدارس حيفا نزلت تتعلم

لبست البدلة وحرير مقلم ......... ...  تسلم البدلة واليلبسوها

د.أغاني الأعراس / الفاردة للنساء (5):

هذه الأغنية تغنيها النساء وهن في طريقهن إلى بيت والد العروس مشيا على الأقدام .

واحنا مشينا من الصبح للعصر ... واحنا خذينا طيبات الاصل

واحنا مشينا  ليلتين بيوم ............ وحنا خذينا بنت كبار القوم

واحنا مشينا ليلتين بليلة ............... واحنا خذينا بنت اكبرعيلة

........

يابي فلان لاتقول نسيتك ... وانت المبدّى واول ماطريتك

يابي فلان لاتنام غضبان .......والحمد لله فزعتك صبيان

 

يمة ويايمة عبي لي مخداتي ... اطلعت من البيت وماودعت خياتي

يمة ويايمة شديلي قراميلي ... اطلعت من البيت وماودعت انا جيلي

......

يابي فلان وسّع الميدان ... العز لك والفرح للصبيان

يابي فلان كثّر الترحيب ... واحنا بنات عمك مابينا غريب

.......

كثر الله خيركو يخلف عليكو  كثر الله خيركو

ما حليلي غيركو  بالنسايب كلهم  ما حليلي غيركو

ما عجبني غيركو  بالخلايق كلهم  ما عجبني غيركو

ه.المهاهاه/ الترويدة/الزغاريد

ياما صبرنا وقلنا ماصبرناش ... صبر الطريق على الخيال والماشي

ياما شكينا ودمع العين رشراش ... الحمد لله صبرنا وما تفشلناش .

 

و.أغاني الختان

 يُغنّى هذا النوع من الأغاني من قبل النسوة  ، ويظهر من كلماتها بأنّها تحث (الشلبي )(6) الذي يقوم بعملية الختان بذكر الله والطلب منه الترفق بهذا الطفل المدلل .

سموا على فلان وسموا علية ... طايح للطهور ذكر الله عليه

طهره يا شلبي وسمي علية ...... لاتوجع الغالي بندعي عليك

طهره ياشلبي وناولة لمه. ....... يادموع الغالية حدرت ع ثمة

طهره ياشلبي وناولة لخاله.... يادموعة الغالية حدرت ع خلخالة

 ومنها:

يا مطهر الصبيان وبالله عليك

لاتوجع الصبيان وندعي عليك

يا أمطهر الصبيان بالقايلة

لاتوجع ابو شوشتين مايلة

 

 ز. ومن أهازيج وأغاني الفلاحين: تُقال هذه الأهزوجة خلال عمل الحصادين في الحقل ، وهذه الأبيات تساير سرعة  العمل وهي ترمي إلى نسيان التعب وشحذ همة الحصادين(7) :

منجلي يا بورزة وشو جابك من غزة

جابني حب البنات والبنات المزيونات

منجلى وامنجلاه راح للصايغ جلاه

ما جلاه إلا بعلبة ياريت العلبة عزاه

هي عزاه، وهي جزاه، وعزا وليداته وراه

 

ومن أقوالهم: هذه المقولة تصف حيات الفلاح الصعبة وفناء عمرة في العمل بين أدوات الفلاحة:

مات والمنساس بيدة والبقر يجعر عليه

ياما غربل ياما جربل ويا ما هال التبن عليه

 

هذه الكلمات تثير همة الفلاحين ممن يستعمل الشاعوب عند البيدر(8) :

والشواعبة ثلاث واحد طلب الميّة

وواحد قيّل بالفيّة وواحد قرصتة حية

قرصتة حية ومات، ابكن علية يا بنات

وابحشن له وغمقن، بعد عيونه مبحلقات

 

وهذه الأهزوجة تشير إلى حب الفلاح لمحبوبته ويصفها وهي تقوم بانجاز الأعمال الفلاحية المختلفة(9).

ياشوفةٍ شُفتها، بتِلقُط ورا الفدان

من كثر ما لقطت صار العنق ذبلانّ

دعيت على زرعهم يطلع كلة زوان

يا شوفة شفتها بتخبز على الصاج

مدقوقة ع الصدر خرفان وانعاج

لا تزعلن يا السمر والبيض غناج

والبيض شحم الكلى والسود عينيه

 

ومن أشهر أغاني درس(تنعيم القش) البيادر قولهم :

هب الهوا يا ياسين ... ياعذاب الدراسين

يا عذابي معهم ... ضو القمر طالعهم

طالعهم وايلاليهم ..... وايشلع طواقيهم

ياحمرا يا لواحة ..... لونك لون التفاحة

لن حدرت ع البح... لا حدر وراك سباحة

وان طلعت للسماء... طير مرفرف جناحة

............

ومن أغاني عمال الطرق يبين فيها أدوات العمل والشكوى من المراقب (10)

ياللي يريد الشقا يا عيال.. ... ينحر طريق العملية

عند أبو حازم ثلاث تشكال ... كزمة وكريك وعربية

يا ولد لو تصطبي وتشو... عجيج الكريكات عامينا

من شوفا لحجي كتلنا الخوف... ومثل الغنم يوم هجينا

كان الفلاحون في السنين الشحيحة الأمطار يجمعون الأطفال لمناجاة الله سبحانه وتعإلى بشكل جماعي ، بأهزوجة يلتمسون فيها منه تعإلى أن يعينهم ويسقي زروعهم(11).

يا الله الغيث ياربي......... تسقي زريعنا الغربي

يا الله الغيث يابو الجود ... تسقي زريعنا الموجود

يا الله الغيث يا دايم ......... تسقي زريعنا النايم

 

ح.أهازيج /أناشيد الموالد النبوي الشريف:

  هذه الكلمات تجمع الصفات الحسية الجميلة لرسولنا محمد (12)، علية الصلاة والسلام .

صلوا يا أهل الكمال ... على النبي باهي الجمال

من حوى كل المعاني..... ... قدرة ما زال عالي

قدرة عالي مفخم ............ دائما سأمي مكرم

جاههُ جاه معظم ............. وجهه فاق الهلال

وجهه بدر مدور.......... جل من انشأ وصور

راسبة مسك وعنبر........ ... شعرة داجي الليالي

والجبين البرق يلمع ........... خده بالنور يسطع

خدّه للصبح مطلع ............ عينة تسبي الغزال

شعرة مسك وعنبر............... ريقة سكر مكرر

نطقة حق مقرر........... ... قوله أحلى المقالِ

ط. ابتهالات المسحر في رمضان :

  هذه الكلمات كان يرددها المسحراتي الذي كان يتجول في شوارع وطرقات القرى، وينقر على صفيحة من التنك ليخرج صوتاً مميزا يوقظ به النّيام لتناول وجبة السحور، وصلاة الفجر(13)

يا نايم الله يجيرك، قوم حضر سحورك

يا نايم وحّد ربك، وبالتقى عمر قلبك

يا قايمٍ للسحور على سنة الرسول

ي.أهازيج الاطفال بالعيد: كان الأطفال يُعبّرون عن فرحتهم بالأهزوجة التالية:    

بكرة العيد وبنعيد منذبح بقرة سعيد

وسعيد مالة بقرة منوخذ بنته الشّقره

ثانياً.الحكايات الشعبية المشهورة في مجال الزراعةفي منطقة عجلون

1- المقدمة :

 - منذ أن استقرت الأرض بدورتها المنتظمة حول الشمس قبل ملايين السنين، ومنذ أن عرفت الزراعة، وفي كافة الحقب والعصور التي تلت ذلك تكيّف الفلاح في هذه المنطقة مع مواقيت حركة الأرض والشمس وتتابع الفصول الأربعة ، وجعل مواسمه الزراعية تتناغم معها، فيزرع في الشتاء من المحاصيل ما يتحمل البرد، ويكتفي بعدد أقل من ساعات إضاءة الشمس، ثم يزرع في الصيف ما يسمى ( الصيفي ) نباتات النهار الطويل، وفي الربيع يزرع ما ارتوى من المطر، وفي الصيف والخريف يقطف من الثمار ما أنضجته حرارة الجو، وما شبع من خصوبة الأرض.

 

 -   السنة الفلاحية أو السنة الزراعية:  هي عبارة عن المناسبات الزراعية والمناخية المرتبطة بالزراعة و الحرث والبذار والحصاد  مبين فيه تواريخ  أيام إجراء كل عمل زراعي والدورات الزراعية  ، ويسميها البعض ( بالروزناما الزراعية ) .

 

  تبدأ السنة الفلاحية بموسم الحرث والبذار وتنتهي بموسم الحصاد وتقسم الفترات بين هذين التاريخين إلى منازل وفترات تسمى المربعانية، والخمسينية، والصفاريات وغيرها .

     تقسم السنة إلى أربعة فصول حسب التاريخ الميلادي وهذه الفصول ( الخريف – الشتاء – الربيع – الصيف )  والتي لا تتضح معالمها إلا في إقليم حوض البحر الأبيض المتوسط والمدن المطلة علية والمتأثرة في مناخه وأشهر ما تكون في بلاد الشام أو ما فوق خط العرض 30 درجة.  -   تراكم عند الفلاحين ليس في شمال الأردن فحسب بل في بلاد الشام الكثير من الخبرات الزراعية والحياتية والبيئية على مر الأجيال، تشكلت لديهم من خلالها الخصائص المناخية لكل أسبوع من السنة، ونظرا لارتباط هذه الخصائص المناخية في برنأمج عمل الفلاح اليومي، فقد تم ضبط وتوقيت بداية ونهاية المواسم الزراعية المختلفة على أساسها، ومع تراكم خبرات هذا المجتمع الزراعي الفلاحي فقد تشكل لديه وعي مميز عبرّ عنه بالأمثال الشعبية تم خزنها في الذاكرة المجتمعية، كقوانين ثابتة تنظم حياتهِم وأعمالهم .

2-  السنة الزراعية عند الفلاّح (الروزناما السنوية ) .

         أثرت الظروف المناخية والبيئية على تقسيم السنة الزراعية عند الفلاحين في بلاد الشام والجزيرة العربية ، فقد ظهرت الحضارات الإنسانية الأولى في بلاد الشام(14) ، ومنها خرجت الأبجدية الأولى إلى العالم القديم ، وفيها وضع التقويم السنوي المرتبط بحركة الأرض‏. حول الشمس والقمر حول الأرض، كما ارتبط التقويم بظهور النجوم وتوصل الإنسان إلى وضع تقويم زمني يفيده في معرفة أوقات الزراعة، ويعد التقويم السرياني الذي وضع في بلاد الشام أقدم تقويم في العالم اليوم، ولم يتخذ السوريون القدأمى الأوّل من نيسان أول أيام لسنتهم عن عبث، بل لأنّه البداية الحقيقية للحياة ، فبعد موسم البرد والمطر يأتي الربيع ، وتتفتح الأزهار وتكون أكثر نضارة في نيسان، كما يخرج الناس إلى الحقول للتمتع بدفء الربيع.

 

          تختلف تقسيمات أوقات السنة الزراعية بين بلاد الشام والجزيرة العربية (15)، ولكن هذا الاختلاف ليس كبيرا ، فهناك تداخل في التسميات والمناسبات، ويؤثر كل إقليم مناخي على الآخر، وهي ليست تقسيمات حقيقية بل يمكن القول إنها لفظية، وهناك فوارق بين جزيرة العرب وبلاد الشام من حيث الموقع ،وربما هذا أحد أسباب الاختلاف في المناخ، فالجزيرة العربية أقرب

 

لخط الاستواء ما يجعل المناطق القريبة منه أكثر حرارة طوال العام من بلاد الشام ، بينما تقع بلاد الشام في المنطقة المعتدلة، وتتألف من بواد وجبال، ويسود ساحلها المناخ المتوسطي.‏

 

      إن عدم انتشار الحسابات الفلكية للفصول الأربعة، واتساع نطاق الأمية في المجتمع الرعوي البدوي دفع القاطنين في الجزيرة إلى تقسم الفصول ومناخات العام حسب الآنواء وطوالع النجوم واختفائها، في حين أن انتشار المعرفة والكتابة والحساب في بلاد الشام، جعلهم يعتمدون على تقسيمات دقيقة للفصول وكانوا يحددون بداية كل فصل باليوم والساعة، ووصل الأمر إلى درجة أنه تمت الاستعانة بفلكيين من الشرق عند وضع التقويم الروماني القديم .

 

       تبدأ أربعينية الشتاء في منطقتنا( الأردن ومنها جبال عجلون ) في 22 كانون أول، وتنتهي في آخر كانون الثاني من السنة اللاحقة ، وسميت أربعينية لأنّها تتألف من أربعين يوما تقريبا ، أمّا في الجزيرة العربية(16) فتبدأ أربعينية الشتاء( المربعانية) في السابع من كانون الأوّل وتستمر حتى الرابع عشر من كانون الثاني، وفي كلا التقسيمين يبدأ البرد في أول الأربعينية ، ويشتد في منتصفه، وتكثر فيها الرياح والغيوم.‏

 

      تغير المناخ الفصلي له تأثير قوي في حياتنا(17)، فهو يؤثر في الأنشطة التي نقوم بها والأطعمة التي نأكلها والأمراض التي تصيبنا والملابس التي نرتديها، وكذلك في المزاج الذي نشعر به ، وقد كان سكان شبه الجزيرة في الغالب لا يعرفون سوى التقويم القمري والشهور القمرية المعتمدة في التاريخ الهجري، وهذه الشهور كما هو معروف غير ثابتة بالنسبة لفصول السنة ، فشهر رمضان مثلا يأتي في عز الصيف وكذلك يأتي في عز الشتاء، ومثله بقية الشهور القمرية الأخرى، يتم تقسيم فصول السنة بطريقة تناسب هذه التقلبات البيئية، وهي تختلف نوعا ما في بعض تفاصيلها عن التقسيمات الفلكية وإن كانت تتفق معها في العموميات، كان يتم تحديد فصول السنة لديهم من خلال رؤية علأماتها ومن أهمها: ظهور وخفوق بعض النجوم المعروفة والرياح والآنواء(18)،( والنوء يعني النجم) الغارب ) أو كما يقال : سقوط النجم في المغرب وقت الفجر،وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق.(  وكذلك علاماتها الأرضية من بينها النباتات وسلوك بعض الحيوانات والزواحف ؛ أمّا اليوم فقد أصبحت الأمور أكثر تحديدا ووضوحا بالاعتماد على التقويم الشمسي والشهور الشمسية المعتمدة في التاريخ الميلادي ، من حيث كونها تأتي في توقيت ثابت بحسب فصول السنة المناخية .

 

     تقسم السنة إلى 30 نجماً منها 15 نجم تعرف بالآنجم الخضر وال 15 نجم الأخرى تعرف بالآنجم الغبر(19)، كما تقسم السنة إلى خمسة فصول هي : الصيف , والقيظ , والخريف, والشتاء ، والربيع  .

 تقسيم السنة الزراعية عند الفلاح ( الروزنما الزراعية )(20): تُقسّم السنة الزراعية إلى أربعة فصول عند الفلاح في عجلون ، وعند فلاحي منطقة البحر المتوسط ، ويقسم الفصل إلى ثلاثة أشهر وذكر فيها المناسبات الدينية عند المسيحيين في منطقة بلاد الشام ، وفيها العديد من الأمثال الشعبية التي تقال في كل مناسبة من هذه الفصول ، وأنواع الزراعات الشتوية والصيفية ومواقيتها وتطرقت لأنّواع الثمار ومواعيد قطفها وكذلك الأكلات الشعبية في كل فصل من فصول السنة .

 

     وهنالك تقسيمات مختلفة للسنة، وإن كانت تتشابه كثيرا مع التقسيم السابقة ولكنها من منظور آخر، وتتكون من قسمين رئيسين هما( الصيف والشتاء)(21)، ومن ستة أقسام موسمية، تقسم السنة عند الفلاح إلى موسمين: الأوّل :  موسم الشتاء ويبدأ من عيد الصليب ، في 27 أيلول وينتهي في عيد الخضر في 6 أيار، أمّا الموسم الثاني موسم الصيف وهو ما تبقى من السنة .

 

 يصف فلاحو عجلون(الروزناما السنوية ) كل"بمنظاره : فمنهم من نحى منحى آخر في تقسيمه للسنة الزراعية فيقول(22) : تقسم السنة إلى ستة مواسم زراعية متعاقبة، من وجة نظرة وهي: 
الأوّل: موسم الحرث وزرع الحبوب: شهر( تشرين الثاني) .
الثاني: موسم الأمطار: أشهر كوانين (كانون أول وكانون ثاني ) .
الثالث: موسم حراثة الأرض المشجرة وزراعة الخضروات وتقليم الأشجار وحصاد القطاني: أشهر ( آذار، نيسان، أيار).
الرابع: موسم حصاد القمح والشعير وتغطية العنب: (حزيران وتموز).
الخأمس: موسم قطف العنب والتين:(  شهرا آب، أيلول ) .
السادس: موسم الزيتون: تشارين ( تشرين أول وتشرين ثاتي ).

3- التراث الشعبي في السنة الزراعية

    كان الفلاحين في هذه المنطقة لا يعيرون اهتماما كثيرا لما يقال في النشرات الجوية ، فهم يعتمدون على معتقدات موروثة ، وهي في جلها صحيحة حول الأحوال الجوية التي قد تسود المنطقة خلال فترات محددة ، وتجدر الإشارة إلى أن علم الأرصاد الجوية في العالم هو علم حديث لا يزيد عن (150) عاما (23) ، بينما ملاحظات الأجداد من الفلاحين يملكون خبرات متراكمة مئات السنين ،

     كانت الحياة التي عشناها بالماضي إضافة إلى الخبرة والتجربة تؤكد بعض القصص المتوارثة عن الطقس(24) ، حيث تعتمد على الخبرة الموروثة بالأحوال الجوية ، ونحن نعلم أنة بالماضي لا توجد أجهزة رصد أو مختصون بالأحوال الجوية ، ويتحدث كبار السن في مناطق عجلون عن الموروثات الشعبية فيما يخص الروزناما الشتوية للفلاح عن المربعانية :  وما فيها من انجماد وبرد ورياح وأمطار(25)  إذا دخلت المربعانيه على نشاف ( أي بدون مطر ) تنتهي على نشاف ، وان دخلت على أمطار تنتهي على أمطار،  وفي بدايتها عيد الميلاد وعيد رأس السنة ، وخلالها نزرع القمح والشعير وغيرها ، وبعدها تاتي الخمسينية وما فيها من حكايات عن سعد الذابح وغيرة من السعود ولا ننسى قران السبيعي في أواخر شهر شباط وأوائل شهر آذار ، وما يصاحبه من حديث وحكايات عن العجايز والمغزل والعنزات .

     ومنهم من تراه وكأنه فاق من غفلة (26) ، وتذكر أربعينية الشتاء والرياح الشرقية والخوف من الصقيع، وحَر الصيف، ومواقيت التصليب في الخريف، عن مكاثي الفقوس، ونوّار اللوز، ورائحة المشمش، ونضوج التين ،  فيقول المربعانية : سميت بهذا الاسم لأنّ عدد أيامها 40 يوماً تأتي في 22او 23 /12 من كل عام ، وتنتهي في بداية شباط ، وتعتبر بداية البرد وهي تمثل فصل الشتاء بما فيه من أمطار ورياح وغيوم وبرد .

      وكان الناس  في السابق يتجنبون السفر فيها ، لأنّ وسائط النقل كانت أمّا السير على الأقدأم أو استخدام الرواحل ، والمسافر في هذه الفترة يجد من التعب والمشقة الشئ الكثير . وبعد المربعانية تأتي الخمسينية ، وعدد أيامها خمسون يوما وهي ما تبقى من فصل الشتاء ، تبدى من بداية شهر شباط وتنتهي في 22/3 ، وبعدها يستعد الفلاح ( للعشّابة ) أي ازالة اية أعشاب ضارة أو غريبة التي تنمو مع القمح وبقية المحصول الزراعي .

ولكن في سنوات الجدب والجفاف وانحباس المطر، يشعر الفلاح بالضيق والخوف ويستجدي ربه طلبا للغيث والمطر، وفي الثقافة الشعبية يتم الربط بين تأخر المطر وغضب الإله من معاصي البشر، فيقول المثل: (من قلة اهدانا انقلب صيفنا اشتانا) ومنذ القِدم بقي الفلاح يمارس طلب الغيث والمطر من الله عز وجل. وحتى يومنا هذا تقأم صلاة الاستسقاء في الخلاء، فيتوسل الناسُ باللهَ  سبحانة وتعإلى أن يُنـزل المطر رأفة بالنساء والأطفال، ومن تلك الأغاني التي كانوا يرددونها:

    يا ام الغيث غيثينا وبلي قرعة راعينا ... ياربي هاته هاته عللى حارث زرعاتة "يا رب بلِّه بلِّهْ .. واحنا تحتك بالقلِّة (القلة هي الجرة الصغيرة ) .. يا رب بِل المنديل.. قبل نرحل قبل نشيل .. يا رب بِل الشالة .. واحنا فقرية وشياله .. يا رب بِل الشرشوح .. واحنا فُقريه وين نروح ؟"

 ( فُقرية يعني فقراء ).

 

4 . التقسيم الطبيعي للسنة الزراعية عند الفلاّح في عجلون ( الروزناما):

    نتحدث عن الروزنامة الزراعية للفلاح من خلال حديثنا عن الروزنامة الطبيعية التي تحسب من خلال التقويم الفلكي الشمسي مستخدمين المصطلحات التي تستخدم في القويم القمري ، وبالتالي نخرج بما استطعنا من تحديد معالم سنة الفلاح الزراعية التي طوعها من خلال الخبرات الزراعية التي ورثها عمن سبقه من الأجيال السابقة  ، والسنة الشمسية تتألف من أربع فصول،  وفي كل فصل ثلاثة أشهر،  نطالعها على الشكل الآتي :

أ- فصل الشتاء :
يبدأ  الانقلاب الشتوي في الثاني والعشرين من كانون الأوّل (27)، وينتهي مع الاعتدال الربيعي في الحادي والعشرين من آذار ومدته تسعون يوما،  وبعد انتهاء ( التشارين ) تبدأ مباشرة (الكوانين ) حيث يبدأ الشتاء، وهو بالنسبة للفلاحين عماد حياتهم، لأنّه فصل الخير والبركة والعطاء، وهو فصل الماء الذي هو أصل الحياة ، ومياه الأمطار هي المصدر الرئيس للمياه الجوفية .  وهذا الفصل يعطي الأرض والناس حاجتهم من الماء .

    الشتاء هو أحد فصول السنة الأربعة الأهم بالنسبة للفلاح ،  (الأطول ليلا والأقصر نهارا) ، يمتاز هذا الفصل بشدة البرودة ، وفية تهطل الأمطار والثلوج ، وتهب الرياح الشديدة ، وتهاجر الطيور بعيدا عن برد الشتاء ، أي من البلاد الباردة إلى البلاد الدافئة  .

     ويقسم فصل الشتاء إلى قسمين : (الاربعينية والخمسينية ) ، كانت هذه المسميات للتعبير عن شدة البرد أو بدء الدفا أو بداية موسم زراعة نبات معين.

 1- الأربعينية الشتوية(المربعانية):

     وهو اصطلاح يشار به إلى مدة الأربعين يوما الأقصر نهارا والأطول ليلا في العام تبدأ المربعانية  في الثاني والعشرين أو الثالث والعشرين  من كانون الأوّل ، وتنهي في الحادي والثلاثين من كانون الثاني ، وتتسم بالبرد القارص والمطر الشديد ويقال : ( أبرد من كانون، وبكانون كثر النار، وزي عتمة كانون ) ، وفي المربعانية ( يا شمس تحرق ، يا مطر يغرق ) ،  تكون البرودة في باطن الأرض ، ويبدأ ظهور البخار من الفم وتسقط أوراق الشجر وتكثر الأمطار والغيوم ، فيها بداية الآنقلاب الشتوي حيث أطول ليلة وأقصر نهار في السنة يوم 22/12 وهو بداية الشتاء الفعلي يستمر معدل الليل والنهار كما هو لعدة أيام ثم يبدأ التغيير حيث النهار يأخذ في الزيادة من الليل يشتد البرد وتشتد الرياح ويظهر الضباب وتكثر الغيوم ، يستمر نقص الليل ويزداد النهار، تستمر البرودة والصقيع والضباب ، ونهايتها آخر موعد لزراعة القمح والشعير.

2- الخمسينية الشتوية :

  والخمسينية ومدتها خمسون يوما ، تبدأ من أول شباط إلى الثاني والعشرين من آذار ، وتقسم إلى أربعة مطالع نجمية أو سعود (جمع سعد) كل سعد 12,5يوم. ( سعد الذابح، سعد بلع ، سعد السعود وسعد الخبايا )، وفيها المستقرضات: أواخر شباط ، وأوائل آذار ومدتها سبعة أيام.

- سعد ذابح : من 1 ~ 13 شباط  ، وهي فترة تتسم بالبرد الشديد .

- سعد إبلع : من 13 ~ 25 شباط ، وهو كناية عن الأرض في تلك الفترة تبتلع ما يسقط عليها من أمطار نتيجة ابتداء ارتفاع درجة الحرارة.

- سعد السعود : 25 شباط إلى 9 آذار  ، حيث تزداد درجة الدفء وتدب الحياة في النباتات، وخلال هذه الفترة تأتي (المستقرضات ) ، ومدتها سبعة أيام ثلاثة من أواخر شباط وأربعة من أوائل آذار، وتمتاز أحيانا بالمطر الشديد وهبوب الرياح الشديدة والبرد القارص.

- سعد الخبايا : من 9 آذار حتى 21 منه  ، حيث تنهض الزواحف وذوات الدم البارد التي كانت في فترة السبات الشتوي .

       ولهذا السعد قصة في أصل تسميته (28) :  في الماضي وقبل السيارات والطرق المعبدة والجسور على الأودية ، كان السفر على الركايب من الإبل وفي طرق موحلة أو صحاري قاحلة وكانوا يمتنعون عن السفر في أربعينية الشتاء لخطورتها، فكانوا يقولون: بين كانونين لا تسافر يا خبل (يعني بين كانون أول وكانون ثاني ). 
     تقول الحكاية أن شخصاً (اسمه سعد )عزم على السفر بعد نهاية الأربعينية.. حاول والديه منعه من السفر خوفا عليه فأبى إلا أن يسافر ، ولما لاحظ أبوه إصراره نصحه أن يتزود بالفراء والحطب اتقاء البرد المحتمل والمطر, فما سمع نصيحة أبوه وكان يظن أن الطقس لن يتغير, بحكم أن الجو في ذلك الوقت كان دافئ.
ركب ناقته وسافر وبعد يومين من السفر نظرت والدته شمالا فرأت الغيوم الشمالية فخافت على ولدها سعد؛ فأخذت تقول وتردد: (إن ذبح سعد سلم (وفعلاً... ما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطرا وثلجا غزيرة  ، فلم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهي كل ما يملك, حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارص، لذلك ذبح الناقة فكان (سعد الذابح(  ، وبعد أن احتمى في أحشائها من البرد, دب الجوع في سعد و لم يجد أمامه سوى أحشاء الناقة ولحمها للأكل وهكذا كان(سعد البلع )، وما أن انتهت العاصفة وظهرت الشمس حتى خرج سعد فرحا من مخبئه وفرحا بكتابة الحياة له من جديد فكان ( سعد السعود ) ، وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قأم بصنع معطف له من وبر الناقة و بحفظ زاده من اللحم المتبقي من الناقة بواسطة الثلوج أو بطرق قديمة تقليدية وهكذا كان (سعد الخبايا ) .

        يشهد شهر شباط معظم المربعانية ،  ويتسم بالبرد والمطر وتقلب الجو، فيقول المثل:

( شباط الخباط بشبط وبخبط وريحة الصيف فيه) بمعنى أنه قد يمتاز بالدفء خاصة حين تسقط فيه الجمرات الثلاث (جمرة الهوا) في 5 شباط والتي تدفئ الهواء (وجمرة الماء) في 14 شباط وتدفئ الماء، (وجمرة الأرض)  في 21 شباط وتدفئ الأرض.

 

       يتم في شهر شباط ما يسمى ( قران السبيعي ) وهو ما يسمى بـ(المستقرضات ) وهي الفترة التي تمتد من 25 شباط  ولغاية الرابع من شهر آذار، "السرّ في تسمية الأيام السبعة الأخيرة من الخمسينية بـ(المستقرضات) أن الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر شباط  تكون ماطرة وباردة، فيتم استقراض أربعة أيام من الشهر الموالي، آذار ، لتكتمل الأيام السبعة في هذه الخمسينية الباردة"، كما تقول حكايات كبار السن .

     عن بعض الروايات التي سمعوها ممن هم أكبر منهم ، حول "المستقرضات : إن شهر آذار كان يتعجل قدوم الدفء الذي اشتاق إليه الناس، بعد أن ملوا من برودة شباط وتقلباته، فخاطبه قائلا له ( شباط يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني، بنخلي دولاب العجوز يغني) والدولاب هنا هو المغزل.  وبناءً على هذه الرواية، عندما يبدأ الطقس بالتحول إلى الدفء، تخرج إحدى العجائز من البيت، وتبدأ في غزل الصوف، مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة، والجو المعتدل. وقد جاء في بعض الروايات أن تلك العجوز بدأت تشمت من شباط وتقلباته، فسمعها شباط وغضب لهذه الإهانة، واستنجد بابن عمه آذار قائلا (آذار، يا ابن عمي، أربعة منك وثلاثة مني بنخلي العجوز تحرق دولابها والمغزلة) أي أنها تشعل دولابها الخشبي لشدة البرد. فاستجاب له آذار فلم تجد العجوز بدا من أن تجلب كل ما لديها من حطب، ليحترق في مدفأتها، أمّا في آذار فيستقر الجو بشكل نسبي: ويقول المثل الشعبي(راح شباط الغدار وأجا آذار الهدار) .

 

 ب.فصل الربيع :

      يكون الربيع نتيجة حتمية لحالة الشتاء وانعكاسا لها، حيث يقولون "الربيع ابن الشتاء"، يبدأ فصل الربيع بعد أنتهاء خمسينية الشتاء في الحادي والعشرين من آذار،  ويطل علينا كنتيجة طبيعية يولدها فصل الشتاء بما حمل من أمطار وساعات برودة مؤثرة في حياة النبات والحيوان. تذكر الباحثة ناديا البطمة أن شهر نيسان يسمى بشهر الخميس(29)،( الخمسات ) لأنّ في كل يوم خميس من أيام هذا الشهر يجري فيه احتفال معين، فهو إذن نجم الفصول المميز بما حظي من مناسبات وفعاليات ربيعية ، وشهر يمور بالحيوية والعطاء والخضرة والطقس المعتدل والأزهار، إنه شهر الآنطلاق والتجوال في الخلاء، والتمتع بالطبيعة بعد حشر الشتاء والبرد.

       ويعتبر شهر نيسان الحد الفاصل بين الشتاء والصيف حيث تنتهي الأعمال الزراعية الشتوية، وتبدأ الزراعة الصيفية، لذا يقال "في نيسان ظُب العدة والفدان". ويقول أيضاً: "مية نيسان بتحيي الإنسان".  وفصل الربيع هو موسم توالد المواشي، فتفيض المراعي بالخيرات وتخضرّ الروابي على أمتداها، فتجد الماشية حاجتها من الأعلاف الخضراء

الطازجة الطرية فتمتلئ ضروعها بالحليب، ويكون عادة هذا موسم تصنيع الجبنة، والاستفادة من الكميات الفائضة من الحليب، فتكثر المأكولات الربيعية القديمة التي يدخل فيها الحليب واللبن: مثل الهيطلية أو البحتية ( أرز بالحليب ) أو المهلبية، وهي من نشاء القمح المجروش.

        ويُكثِر الناس أيضاً من طبخ الشيشبرك باللبن، وفتة الحليب بالزبدة البلدية والعسل، كما تُدق قرون الخروب الأخضر لينـزل منها سائل أبيض يضاف للحليب فيتخثر ويعطي طعماً لذيذاً، وهذا ما يُسمى( بالمقيقة)، ويصنع أيضاً من عصارة ثمار التين غير الناضجة حيث يحتوي على أنزيمات تسبب تخثر الحليب وتجبنه.

 

     ويُسمّى أيار (جماد) في الذاكرة الشعبية، ولهذه التسمية دلالة زراعية حيث جماد يعني       ( التيبّس) ، فحبة القمح تتجمد وتتصلب في هذا الشهر، وهذه دلالة على نضج القمح في سنابله، وهو موسم الفريكة الخضراء. وهو أيضاً: "أيار شهر الرياحين والأزهار". وهذه الأمثال تبيّن ثمار وخيرات هذا الشهر: "أيار توت ومشمش وخيار" وأيضا في أيار تنضج ثمار البصل وتكون مناسبة لطبخة "المسخّن"، وهي أكلة تتطلب كميات كبيرة من البصل وزيت الزيتون ، وفي هذا الموسم تفوح رائحتها الزكية من بين البيوت. 

ج. فصل الصيف :

  بعد أيار يأتي حزيران، ولما كان الاسم المحلي لشهر حزيران هو شهر "إقلاش" نسبة إلى     ( القالوش)(30) والذي هو من أدوات الحصاد وتشبه المنجل الصغير . فهذا يدل على أن حزيران موسم الحصاد. وهو من المواسم الهأمة، ففيه يكون موعد حصاد القمح والحبوب والمشمش، وهو شهر معتدل الحرارة يصفه المثل: "شهر البسط والكيف، أوله ربيع وآخره صيف".

 

ومن الجميل والمدهش أن الفلاحين يغنون أثناء تأديتهم أعمالهم الشاقة عند قطف الزيتون والحصاد ليروحوا عن أنفسهم ويشغلونها عن التفكير بالتعب. ومن الأمثال الشعبية في الحصيدة : "أحصد عَ بدري قبل ما تيجي الشوبة". (الشوبة هي فترة رياح الخماسين الجافة).

   وبعد حزيران يأتي تموز بحرّهِ ولهيبه وأيامه الطويله، وفي تموز - كما هو الحال في الشتاء -    تبدأ مربعينيات الصيف في العاشر منه وتنتهي في 19 آب وتتبعها خمسينية الصيف.

 

    ومن الأمثال التي تصف أشهر الصيف وتعبر عنها: . "في تموز بتغلي المية في الكوز". أمّا أهم الآنشطة الزراعية خلال هذا الموسم: في الأسبوع الأوّل من تموز يقوم الفلاح بتغطية قطوف العنب بأكياس ورقية لحمايتها من الندى الذي يسبب تشقق العنب وبالتالي تعفنه السريع، ولحمايتها من الحشرات والطيور، وهو أيضاً موسم قطف الخوخ والبرقوق والدراق والتفاح والأجاص والتين.

 

 ومن أهم المظاهر الطبيعية في الصيف ، ( ظاهرة الندى) ، وهو عبارة عن قطرات المياه المتكاثفة عند سطح الأرض، يضفي على الجو اللطف في الصيف، ويؤثر على عقد الثمار الصيفية، إذ أن المزارعين يستبشرون بالندى لزيادة المحصول وبخاصة محاصيل المكاثي، وإذا كانت كمية الندى كبيرة يسمى: "ندى غراق"، أمّا إذا لم يوجد الندى فتسمى "السموم"، وعادة فإن الندى يساعد على جني المحصول وبخاصة حصاد القمح والشعير وثمار الخضروات والفواكه. حيث يقول المثل الشعبي: "تين مشطب عَ الندى"، ويؤثر الندى على عقد الزيتون: "يا ربي ندى وسموم عند عقدك يا زيتون" وكذلك يساعد الندى على زراعة أشتال الخضروات ونقلها ، حيث تتعرض الأشتال للذبول بشكل عام فإن الندى مفيد في رأي الفلاح لأنّه يحسن الجو ويزيد من إنتاج المزروعات.

 

    وموسم العنب والتين من أجمل المواسم في المنطقة ، فهو فسحة للأطفال ليمارسوا هواياتهم المفضلة في صيد العصافير بواسطة الفخ أو النقافة، والألعاب الجماعية، وتصف الباحثة "البطمة" شهر آب بمجموعة من الأمثال: "إن مرَّ آب وما ذريت عدك بالهوا انغريت"، بمعنى أن أي تأخير في تذرية القمح حتى نهاية آب يسبب خسارة في المحصول. وأيضا: ( بعشرين آب اقطف العنب ولا تهاب ) ، وهو موسم الأفراح والأعراس .

 

  د. فصل الخريف : وحسب الباحثة "ناديا البطمة" ان بدء وانتهاء المواسم الزراعية : يدخل فصل الخريف في شهر أيلول وهو شهر الصليب (وعيد الصليب يصادف 14 أيلول حسب التقويم الغربي أو 27 أيلول حسب التقويم الشرقي)، ويقول المثل الشعبي:مالك صيفيات بعد الصليبيات  أي في أيلول ينتهي الصيف، كما يدل هذا المثل على تغير حالة الطقس وبداية فصل جديد: (إن أجا الصليب روح يا غريب) أي إذا حلّ عيد الصليب يعود المصطافون (المعزبون) في الكروم إلى بيوتهم، لذا يقول المثل الشعبي (إن صلّبت خرّبت) أي يسقط المطر ويتلف العنب والتين، (وبعد عيد الصليب كل أخضر يسيب) أي تبدأ الظواهر الطبيعية الخريفية في الظهور، ومن الممكن أن يهطل المطر

 

تبدأ التحضيرات للموسم الزراعي مع نهاية الخريف، ويسمّي الفلاح شهر تشرين أول بـ:

( أَجْرَدْ أول ) ، ويعود سبب التسمية لأنّ الأرض تتجرد من حللها وغطائها الأخضر في هذا الوقت، وكذلك الأشجار تكون قد تجردت من أوراقها. وفي مطلع تشرين ثاني يطلق اسم (الوسم البدري ) وهو موسم البذار المبكر ويسمى هذا البذار (العفير) ، ومن الظواهر الطبيعية في هذا الوقت دخول البرد، فيقول المثل: ( برد تشارين توقّاه، وبرد الربيع استلقاه) أي أن السماء تكون صافية بسبب الرياح الشرقية الحارة التي تهب، بينما في كانون يهطل المطر(31)، و( ما بين تشرين الأوّل وتشرين الثاني صيف ثاني) وهذا يدل على الأيام التي تشتد فيها الحرارة كأيام الصيف لذا تسمى الصيفية الصغيرة ويقول المثل: (اللي ما شبع من العنب والتين بشبع من ميّة تشرين ) .

 

   وهكذا يتواصل الموسم فيبدأ مباشرة شهر تشرين ثاني، وأيضا يسمّى هذا الشهر في الثقافة المحلية بِـ  (اجْرَدْ ثاني ) ، وفي هذين الشهرين (تشارين)، يكون موسم الزيتون، حيث يقصر طول النهار، ويقول المثل: (أيام الزيت أصبحت أمسيت ).

 

وفي شهر تشرين ثاني وهو بداية الموسم الزراعي الثاني، يكون الموعد المناسب لبدء أعمال الحراثة وتهيئة التربة تمهيدا لزراعة الحبوب، وشعار الفلاح الدائم (كل شيء بالأمل إلا الرزق بالعمل ) لذا تعبّر الأمثال الشعبية عن موسم الحراث ووقته فتقول "  " بمعنى إن أمطرت وأصبحت الأرض رطبة أُحرث وابذر. و(اللي ما بحرث في الأجرد عند الصليبة بحرد ) بمعنى حراثة الأرض وإعدادها والعناية بها في تشرين يجد محصولاً وفيراً عند الحصاد ، وبعد اجرد ثاني يأتي ما يسمى الوسم البدري وتصف الباحثة البطمة خبرة الفلاح العلمية وتطبيقاته في استقراء الأحوال الجوية وربطها بحركة النجوم وهجرة الطيور وكيفية اتخاذها مرجعاً زمنياً من سنة لأخرى، وكذلك توقعاته لخصوبة الموسم القادم أو جدبه، فتورد العديد من الأمثلة الشعبية في هذا الخصوص: "سنة الزرزور أحرث في البور" والزرزور هو طير صغير سكني اللون يهاجر إلى مناطقنا (وفي منطقة الغور بالذات ) وفأله حسن عند الفلاحين، ويعني المثل عند قدوم طائر الزرزور احرث جميع أرضك وابذرها حتى الصخرية منها وغير المستصلحة، أي (البور). (وسنة القطا بيع الغطا) والقطا نوع من (الحمام البري ) كان يأتي إلى مناطقنا ) بكثرة في تشارين ، أي وقت البذار فيأكل كثيراً من الحب المبذور، وقدومه فال سيء، والمثل (سنة الحمام افرش ونام) .

 

ويعتبر ظهور قوس قزح في الصباح علامة توحى بأنّ المطر غير محتمل الوقوع ذلك اليوم،  (إن قوّست باكر أحمل عصاتك وسافر) وعلى العكس إذا ظهر القوس بعد ساعات الظهر ففي هذه الحالة يكون وقوع المطر محتملا جداً، (ان قوست عصرية دور لك عَ مغارة دفية ) .

في شهر الصليب-أيلول- وفيه يبدأ موسم الزيتون ، وعن أجرد أول وثاني وتجرد الأرض من حلتها الخضراء ، وسنة الزرزور-طير مهاجر- احرث في البور ،وسنة القطا-نوع من الحمام البري-بيع الغطا وقدومه فأل سيء ،صفحة 32 ، ثم الحديث عن الحراث والبذار وموسم جدادة الزيتون والعونة ونماذج الأغاني الشعبية الخاصة  بموسم الزيتون.

 

 

5- الاقوال والأمثال الشعبية عند الفلاحين في السنة الزراعية:
     الناس بنظرتهم الثاقبة للحياة ومعرفتهم بما يدور حولهم، ومايحدث لهم من تقلبات الطقس والجو، يربطون تلك الأحداث بأمثالها(32)، ويتحسسون حالات الجو، بل خاضوا غمار التجربة، والمجرب يسبق المعلم، أليس هو من قال (اسال مجرب ولاتسأل حكيم) مستندين بذلك إلى خبرتهم الحياتية السابقة ، كانت هذه الأمثال بحق الذخيرة التراثية التي يفخر بها الناس ، لأنّها كما قلنا نتيجة التجربة والخبرة العملية بعد المراقبة والتأمل سنين طويلة.

 -  والمثل الشعبي يقول: (إذا غيمت باكر احمل أغراضك وسافر-  وإذا غيمت عشية لاقيلك مغارة دفية )

 - أمثالهم تنسجم مع التنبؤ الجوي كقولهم (إذا القمر عالطارة الليلة مطارة ) .

 -  الكوانين الأوّل والثاني تعتبر بداية الشتاء ، وهي عماد حياة الفلاحين وفيها يقال : بعد كانون البرد بهون ..ابرد من كانون .. بكانون كثر النار ..زي عتمة كانون .. في كانون شق الماء وازرع .. وفية يظهر قوس قزح ، ان قوست باكر احمل عصاك وسافر ، وان قوست عصرية دورلك على مغارة دفية .. من قلة اهدانا انقلب صيفنا شتانا ..

 - المربعانية: المربعانية يا شمس تحرق يا مطر يغرق ..ان فاتك الميلادي خلي عدساتك للولادي .

    -  الخمسينية وهي خمسون يوما وتأخذ كل شهر شباط وفية : قران السبيعي (المستقرضات ) وفية الجمرات الثلاث (جمرة الهواء وجمرة الماء وجمرة الارض ) ويقال فيه :  شباط ما فيه على كلأمه رباط  ..  وشباط انشبط أو لبط ريحة الصيف فية .. وشباط ساعة شمس ساعة أمطار  .. بشباط ببيض الدجاج على البلاط .. شمس شباط بتخلي الراس زي المخباط .. شباط جر العنزة بالرباط .. شباط عدو العجايز".
-  ان أقبلت آذار رواها وإن أدبرت آذار وراها .. خبي فحماتك الكبار لعمك آذار .. آذار أبو الزعازع والأمطار .. من أراد رؤية الجنة وأزهارها، فلينظر إلى الغور في آذارها .. آذار ابن عمي اربعة منك وثلاثة مني بنخلي دولاب العجوز يغني .. راح شباط الغدار وأجا آذار الهدار 
- هواء الخمسان بيشق القمصان .. وكل ذروة أفضل من مئة فروة .. مطرة نيسان بتحيي قلب الإنسان .. ومطرة نيسان بتحيي السكة والفدان .

    -  سعد الذابح ما بيخلي الكلب على الباب نابح  .. سعد الذابح يموت كل كلب نابح ،كناية عن شدة البرد.

    -  في سعد بلع لا زرع ولا قلع  ، بسعد البلع السما بتمطر الأرض بتبلع .. سعد بلع البرد قد انخلع .

    -  في سعد السعود بتدب المي في العود وبيدفا كل مبرود .. سعد السعود فيه  يخضر العود .

    -  سعد الخبايا تتفتل فيه الصبايا وبتطلع فيه الخبايا .. وبسعد الخبايا اشلح الفروة وألبس العبايا .. سعد الخبايا فيه تطلع الحيايا .

    -  الاعتدال الربيعي يتم في 21اذار ويدخل فصل الربيع وبدايتة شهر نيسان ويقال فيه : في نيسان ضب العدة والفدان .. في نيسان أربع مطرات كبار .. مية نيسان بتحيي الإنسان ..

     -   مالك صيفيات بعد الصليبيات .. ان اجا الصليب روح يا غريب .. بعد عيد الصليب كل اخضر يسيب

  -  برد تشرين أحد من السكاكين .. في تشرين أول (اجرد اول ) وفية تتجرد الاشجار من اوراقها .. في مطلع تشرين ثاني يحل (الوسم البدري) وهو بداية تهيئة الارض للحراثة ، ويبدءا بزراعة العفير ..ويقال : كل شئ بالأمل الا الرزق بالعمل .. ما انقى من قمرة تشرين ، ولا اظلم من عتمة كانون .. ما بين تشرين اول وتشرين ثاني صيف ثاني .. اللي ما بشبع من العنب والتين ، بشبع من مية تشرين ..

-  تشرين موسم الزيتون .. أيام الزيت اصبحت وأمسيت .. قيم أخويَ عنّي وخذ زيتاته منّي ، هذا المثل عند تقليم اشجار الزيتون .. إنّ ابرز الزتون في شباط حضروا له بطاط ، وان ابرز في اذار حضروا له جرار، أمّا اذا ابرز في نيسان بكفاه فنجان ...

-   في منتصف تشرين ثاني يحل( اجرد ثاني) وفي نهاية تشرين ثاني ياتي الوسم المتاخر (الوخري أو اللكسي ) ويقال فية : اللي ما بحرث عند الاجرد عند الصليبة بحرد

-  سنة الزرزور احرث بالبور ، وسنة القطا بيع الغطا ..

-  برد تشارين توقاة ، وبرد الربيع استلقاه ..

 

 

 هوامش البحث ومراجعه

1 . محمود حسين الشريده، فارة الأمس هاشمية اليوم(مخطوط) ،ص 131.

2 . محمود حسين الشريدة .مرجع سابق ، ص 136.

3 . هاني صبحي العمد . أغانينا الشعبية ، ص118.

4 . عبد الكريم عبدالله المومني . تراث واحداث سبعون عاما من تاريخ الاردن الحديث ، ص 62 ،

5 . هاني صبحي العمد. مرجع سابق ،ص  108 .

6 . هاني صبحي العمد. مرجع سابق ،ص134 .

7 . عبد الكريم عبدالله المومني. مرجع سابق ،ص47 .

8 . هاني صبحي العمد. مرجع سابق ،ص 168 .

9 . هاني صبحي العمد. مرجع سابق ،ص 174 .

10 . هاني صبحي العمد. مرجع سابق ،ص 173 .

11 . عبد الكريم عبدالله المومني. مرجع سابق ،ص 33 .

12 . هاني صبحي العمد. مرجع سابق ،ص 179 .

13 . هاني صبحي العمد. مرجع سابق ،ص 188 .

14. محمد قاسم خليل . مقال في جريدة الثورة – دمشق يوم 21/1/2012م

15. محمد قاسم خليل . مرجع سابق .

16. سالم بن لافي الهمزاني ، جامعة الأمام محمد بن سعود –الرياض

17.  سالم بن لافي الهمزاني . مرجع سابق .

18. ابن قتيبة . الآنواء في مواسم العرب

19. الشيخ جميل بن عوض الدهيسي .خبير شعبي بالحسابات ومعرفة الآنجم . موقع بني مالك ، الماضي والحاضر السعودية .

20.   نادية البطمة . فلسطين والفصول الاربعة .

21.  منير ناصر . مقالة في مجلة العودة – العدد 60 :عام/1013م

22. مقابلة مع : الحاج حمدان حسين الغزو88عاما فلاح - بلدة الوهادنة.

23. الكاتبة : تغريد السعايدة ، جريدة الغد الاردنية / 7-3-2013م .

24. حسين الخزاعي – جامعة البلقاء التطبيقية .

25.  مقابلة مع: سليم عيسى بدر 86عاما فلاح – بلدة الوهادنة .

26. مقابلة مع: محمد حسن سلمان الشقاح 83عاما فلاح – الوهادنة .

27.   نادية البطمة . مرجع سابق .ص 59 .

28.  نادية البطمة . مرجع سابق .ص87 .

29. نادية البطمة . مرجع سابق .ص60 .

30.  نادية البطمة . مرجع سابق .ص60.

31. نادية البطمة . مرجع سابق .ص 92 .

32.  نادية البطمة . مرجع سابق .ص

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة