الألعاب الشعبية في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين

الألعاب الشعبية في منطقة عجلون

في النصف الثاني من القرن العشرين

(دراسة في الموروث الشعبي – الأنثروبولوجي الحركي) 

الدكتور جاسر حسني العنانزة

أستاذ مشارك في جامعة البلقاء التطبيقية

 

المحتويات

  • الملخص 
  • لإطار النظري والمنهجي للدراسة
  • مجالات الدراسة
  • مشكلة الدراسة ومبرراتها
  • أهمية الدراسة
  • أهداف الدراسة
  • أسئلة الدراسة
  • منهجية الدراسة
  • أداة الدراسة
  • نتائج الدراسة
  • إجراءات الدراسة
  • تحليل النتائج ومناقشتها
  • التوصيات
  • المراجع

 

 

الملخص:

       هدفت هذه الدراسة  إلى حصر الألعاب الشعبية التي كانت منتشرة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين، ولتحقيق هذا الهدف اعتمد الباحث منهجية تقوم على  المقابلات الشخصية المفتوحة مع بعض الفئات العمرية التي كانت تمارس هذه الألعاب (ذكورا وإناثا) وبأسلوب العينة القصدية الموزّعة جغرافيا على التجمعات السكانية في المنطقة التي تم حصرها ب(25) شخصا .

      وبعد ذلك تم تحليل النتائج ومناقشتها وتوصّلت الدراسة إلى نتائج متعددة أبرزها :

1-  كانت  أشهر الألعاب الشعبية السائدة في منطقة عجلون الألعاب  الآتية: الحجلة والاستغماية وطاق طاقية ولعبة نط الحبل الثلاثية والشقله والكِرّة والمجادي والقلول (الدحول) والعجلة(الطوق) والزقيطة وغيرها.

2-  غلب على الألعاب الشعبية في النصف الثاني من القرن العشرين الطابع الذكوري ، حيث اقتصرت العاب الآناث على: الحجلة وطاق طاقية ونط الحبل الثلاثية والزقيطة.

3-  إن أغلب الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين كانت على الأرجح العاب بدنية أكثر منها عقلية.

وفي ضوء النتائج السابقة يوصى الباحث بضرورة إحياء الموروث الشعبي وذلك   بتبنّي برامج تدريبية للأطفال بالاعتماد على بعض الألعاب الشعبية باعتبارها عاملاً هاما في مكافحة مشاكل السّمنة والتشوهات القومية عند الأطفال، وإجراء المزيد من الدراسات حول الألعاب الشعبية في مناطق أخرى باعتبارها تراثا مهما يمكن الاستفادة منه في برامج التربية الرياضية المعاصرة.

1 – الإطار النظري والمنهجي للدراسة :

1:1 مفهوم اللعب:

     يُعد اللعب مدخلاً وظيفياً لعالم الطفولة ووسيطاُ تربوياُ مهماُ يسهم في تشكيل شخصية الطفل وبنائها من جميع الجوانب الحسية والحركية والاجتماعية والانفعالية والعقلية ويؤدي إلى تغيرات نوعية في تكوين الطفل ، فمن خلال اللعب يكتسب الطفل معارفه عن العالم الخارجي ويكتشف بيئته ويتعرف إلى عناصرها ومثيراتها المتنوعة،ويتعلم أدواره وأدوار الآخرين ويتعلم ثقافة مجتمعه ولغته وقيمه وأخلاقه ،ومن خلال أنشطة اللعب المتنوعة يتعرف الطفل إلى الأشكال والألوان والأحجام ويقف على ما يميز الأشياء المحيطة به من خصائص وما يجمع بينها من علاقات وما تحققه من وظائف وهذا ما يثري حياته العقلية بمعارف مختلفة عن العالم المحيط به، ويكون بداية لتعليمه مهارات التفكير(عويسن،رزان2009 )

     وقد تباينت تعريفات اللعب واختلفت باختلاف الاتجاهات الفكرية وتباينت بتباين تخصصات الفلاسفة والعلماء والمربين وعلماء النفس. فمنهم من عرف اللعب "بأنّه نشاط هادف أو غير هادف يقوم به الأطفال بهدف تحقيق المتعة والتسلية" و يستغله الكبار ليسهم في تنمية شخصياتهم بمختلف أبعادها وسماتها العقلية والجسميةوالوجدانية والاجتماعية"(الحيلة،2004).

ويعرف اللعب بأنّه نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية (الغامدي،حمدة2009)

أمّا برونرBruner)) فقد عرف اللعب بأنّه نشاط ممتع يمارس لذاته وليس لأشياء أخرى لا ينجم عنه عواقب أو نتائج محبطة للطفل بل إنه يمثل وسيطاً رائعاً للاكتشاف والاختراع والإبداع يتجلى واضحاً في نتائجه.(Bruner, 1986, p.61).

ويعرف بياجيه ( Piaget) اللعب بأنّه عملية تمثل تعمل على تحويل المعطيات الواردة من الخارج لتلائم حاجات الطفل ورغباته، وتصبح جزءاً من خبرته كما يعد اللعب مظهراً من مظاهر النمو الاجتماعي والتطور العقلي (Mclaughlin, 999,p.5).

وهو ما يمكن أن نسميه الموروث الشعبي(عبدالغفار،أحمد 1987).

     واللعب تبعا لتعريف قاموس علم النفس والنظرية المعرفية هو نشاط حر ، غرضه الاستمتاع، ويكون على شكل حركة أو عمل يمارس فرديا أو جماعيا ، ويستغل طاقة الجسم الحركية والذهنية، وهو وسيط فعال يكسب الأطفال دلالات تربوية إنمائية لأبعاد شخصيتهم العقلية والوجدانية والحركية، وله وظائف عديدة منها التطور اللغوي والعاطفي عند الأطفال والقدرة على استعمال الأدوات ، وحل المشكلات ، والعمل المشترك ، والمهارات الاجتماعية، والنضج العقلي  Braunvand,1987)).

    ويرى الباحث إن اللعب "نوع من الأنشطة لها مجموعة من القوانين التي تنظم سير اللعب وعادة ما يشترك فيه اثنان أو أكثر للوصول إلى أهداف مسبقة التحديد ويدخل في هذا الأسلوب عنصر المنافسة وعنصر الصدفة وينتهي اللعب بفوز أحد الفريقين".

2:1 مفهوم اللعب الشعبي:

     يمكن القول بأنّ لكل مجتمع من المجتمعات موروثه الشعبي الذي يُعد أحد ركائزه الاجتماعية والذي يميزه عن غيره من الجماعات حتى في البلد الواحد فضلاً عن الوطن العربي الكبير، إلا أن الوحدة النسبية للسلوك والأنماط الفكرية التي تربط بين أرجاء الوطن العربي من الخليج إلى المحيط ساهمت في وجود نوع من التواصل الإنساني بين الأفراد وبين الجماعات ذات السمات والخصائص المشتركة من خلال عملية الإبداع وإعادة الإبداع التي يقوم بها الإنسان معبراً عن المجموعة المتجانسة التي يرتبط بها وعن سماتها الجماعية ،

وتعد الألعاب الشعبية التي يمارسها الأطفال في بيئاتهم المختلفة بصورة عفوية دون إشراف من أحد أو تعليم منظم، أو شروط مسبقة، تراثًا ثقافيًا وتقليدًا اجتماعيًا يتناقله الأطفال جيلا بعد جيل، بغض النظر عن موقف الكبار من حولهم يمارسونها في الهواء الطلق، والشوارع، والساحات العامة، والحقول، وأمام بيوتهم وداخل ساحاتها وغرفها(الحيلة، 2004).

     وتذكر عبد السلام،تهاني(2001) أن "اللعب ظاهرة ثقافية تمتد إلى ما وراء مجال حياة الإنسان، وهو شيء خاص بتراثه ، والتراث جزء من ثقافة المجتمع، كما أن اللعب ملازم للثقافة ومتغلغل فيها منذ القدم ، وعن طريقه تنتقل الثقافة من جيل لآخر".

ويعرف صالح،احمد عبدالهادي (1988) الألعاب الشعبية بأنّها "كل لعبة يمارسها العامة تلقائيا من المهد إلى اللحد ، ويتوارثونها جيلاً بعد جيل يضيفون إليها أو يحذفون منها ، يستوي في ممارستها الجنسان منذ الطفولة.

       ويشير عثامنة ( ٢٠٠٠ ( إلى أن الألعاب الشعبية تعد تمثيلاً أو محاكاة اجتماعية منظمة، وهي نموذج عمل حقيقي للمواقف المختلفة التي يتعرض لها الفرد، فمن يقوم باللعب له الحرية الللأفراد وما بالأدوار والإحلال محل غيره من الشخصيات، وربما تبديل بعض الفقرات أو الأحداث أو النتائج بما يتناسب ووضعه النفسي ومشاعره الداخلية، وبذلك توصف الألعاب الشعبية بأنّها نشاط يبعث على الشعور بالمرح والسرور، يعبر معها الفرد عن مشاعره وأحاسيسه ويلبي احتياجاته الفسيولوجية، وهي مرتبطة بالحياة اليومية للفرد وتعالج مواقف حياتية واقعية.

    ويرى عاشور (1998) أن الألعاب الشعبية التي يمارسها الآباء قديما يمارسها الأبناء حاليا، ولكنها مطورة، أي مضافًا إليها بعض الحركات الحديثة، وهي جميعها تعكس الأحوال المعيشية للأفراد  وما زالت موزعة على جميع أيام العام.

ويؤكد السايح (2007) أنها تتميز بتأثيراتها البنائية فى الأطفال فتظهر بها الألفة بالعالم الخارجي ، والقدرات العقلية، والعمليات المعرفية.

     ويؤكد الخوالدة ) ١٩٨٧ (على أن الألعاب الشعبية تعكس الواقع الراهن للأطفال واحتياجاتهم النفسية والجسمية والاجتماعية .

3:1 خصائص الألعاب الشعبية :

تذكر السيد (2000) أن من خصائص الألعاب الشعبية ما يلي:

1- تتميز الألعاب الشعبية باستخدام الخامات المحلية والوحدات التي تستمدها من البيئة .

2- اللعب الشعبي فن جمالي جماهيري، يتناول الموضوعات المتوارثة التي يعرفها الجميع.

3- اللعب الشعبي لا يعترف بقواعد المنظور، ويعتمد على الزخارف الهندسية والنباتية في زخرفة منتجاته.

4- تأثير البيئة على نوعية الألعاب الشعبية أو الحرف المُمارسة ، فالبيئة الزراعية تفرض على الفنان الشعبي صناعة الفخار لتوفر الطينات وصناعة السلال والحصير وغيرها . وفي البيئة الصحراوية أو البدوية تكثر صناعة غزل الصوف والنسيج والصناعات التي تعتمد على الجريد بسبب توفر النخيل .

4:1 أقسام الألعاب الشعبية :

تكاد تجمع الدراسات التي تناولت اللعب الشعبي على أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام(الخوالدة، 1987،الحيلة ،2004)

1- الألعاب الشعبية الحركية.

2- الألعاب الشعبية الإيهامية والتمثيلية.

3- الألعاب الشعبية الترويحية الرياضية.

5:1 مجالات الدراسة :

 تنحصر مجالات هذه الدراسة بثلاثة محاور هي :

1- المجال المكاني (الجغرافي) : الذي يهتم بدراسة الألعاب الشعبية في منطقة عجلون التي تبلغ مساحتها  420كم2( مساحة المحافظة حالياً)، ببيئاتها الشفاغورية والجبلية، حيث مرّت المنطقة بأربعة مراتب إدارية فكانت مديرية ناحية منذ بداية فترة الدراسة(1950) وحتى نهاية عام 1965فأصبحت قضاء حتى عام 1971 وفي عام 1972 تحوّلت إلى متصرفّية(لواء) ، وكانت خلال هذه الفترات تتبع إداريا إلى محافظة إربد، إلى أن تم ترفيعها إلى محافظة عام1995م.

2- المجال السكاني (البشري) : الذي يهتم بدراسة الألعاب الشعبية لدى سكان منطقة عجلون والذي كان عددهم يتراوح بين 70 ألف نسمة تقريباً( عدد السكان في عام 1950) و120ألف نسمة ( عدد السكان مع نهاية القرن العشرين).

3- المجال الزماني: تناولت هذه الدراسة الألعاب الشعبية في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث بدأت هذه الألعاب بالتراجع مع بداية القرن الحادي والعشرين لتغيّر أسلوب الحياة لسكان المنطقة.

 

 

  6:1 مشكلة الدراسة ومبرّراتها :

    يعد اللعب حاجة ضرورية للإنسان، يحتاج إلى اللعب حتى بعد سنوات الطفولة، ولكل مرحلة ألعابها التي تتناسب مع النمو العقلي والجسدي. وقد حظي اللعب الشعبي بمكانة هامة في حياة الشعوب عامة والأطفال خاصة. وأثره في تخليص الأطفال من توترهم النفسي وتلبية احتياجاتهم الجسدية والعقلية والانفعالية، و جاءت هذه الدراسة لتستقصي الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في منطقة عجلون في العقدين الماضيين.

       وتؤكد دراسة حسين (2000) أن الألعاب التكنولوجية الحديثة الوافدة إلينا من الدول الغربية تفقد أطفالنا فى هذه المرحلة الامتثال لمعايير المجتمع ، حيث أنها تبتعد عن العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية التي تعد أهم وسائل الضبط الاجتماعي لذا فإن الحاجة تدعو إلى إحياء هذا التراث القديم وجعله مؤثرا فكريا وروحيا وحركيا. وللحفاظ على استمرارية ألعابنا الشعبية فى ظل مجتمعاتنا الحديثة المتطورة قد يتسنى لبعض المتخصصين ابتكار العديد من الأشكال والصور الجديدة لها ، وبث الدينامية فى مقوماتها الأساسية لكى تناسب العصر الحالي.

      ولما كانت المملكة الأردنية الهاشمية  تتمتع بتنوع التراث الشعبي  نظراً لتنوع مناطق المملكة من حيث الطبيعة الجغرافية والعادات والتقاليد ، فإن الكشف عن أهم الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في المملكة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على موروثنا الشعبي ، كما يمكن لمعلم التربية الرياضية أن يشتق موضوعاته من التراث الشعبي فيعطي التلاميذ فرصة ممارسة بعض الألعاب الشعبية وما شابه ذلك من موضوعات ذات صلة بالتراث الشعبي .

7:1أهمية الدراسة:

  تظهر أهمية البحث من خلال ما يلي :

1- أهمية اللعب بشكل عام :

     هناك إجماع على أهمية اللعب للطفل الصغير كوسيلة للمتعة والتعلم. فاللعب في ذاته مكافأة للطفل، وهو نشاط طبيعي وضرورة بيولوجية هامة تتم به عمليتا النمو والتطور، فيكتسب به مهاراته الحركية ويتقوى جسمه، وتتطور مهاراته الاجتماعية واللغوية و الفكرية من خلال الأنشطة التي تتيح له فرص التجريب والاكتشاف والانخراط فيها لفترات طويلة من الزمن والتي تمكنه من اكتشاف العالم المحيط به، وتحليله واختباره ،مما يكسبه الرؤية الصحيحة للأشياء وتعرف ألوانها وأشكالها وأحجامها والوقوف عند خصائصها، وما يجمع بينها من علاقات ووظائف،تساعد الطفل على تكوين رموز ومفاهيم ،وصور ذهنية للأشياء التي يتفاعل معها، ليختزنها في بنيته المعرفية على شكل أبنية معرفية،وهذا ما يثري حياته العقلية ،ويطوّر مهاراته الفكرية بطريقة ممتعة ترضي فضوله وحاجاته.

-  أهمية الألعاب الشعبية :

تحتل الألعاب الشعبية مكانة مرموقة في نفوس اللاعبين خاصة أولئك الذين يعيشون الأرياف و القرى باعتبارها من أهم الوسائل الترفيهية لديهم، إن لم نقل الوحيدة خاصّة و أنها ألعاب تمارس برغبة و تتميز بروح اللعب المتضمن للفرحة و البهجة و السرور، تحقق النشاط و اليقظة و الانشراح لها طابع خاص مشوقة، تجذب اللاعبين إلى ممارستها، سهلة في متناولهم بسيطة بعيدة عن التكلف لا تحتاج إلى استعداد خاص، معروفة لها طابعها المحلي.

8:1  أهداف الدراسة :

سعت هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1-   التعرف علىالألعاب الشعبية السائدة في محافظة عجلون في العقدين الماضيين.

2-   الكشف عن مدى ممارسة الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في محافظة عجلون في العقدين الماضيين في الوقت الحاضر.

9:1أسئلة الدراســة :

سعت هذه الدراسة للإجابة عن الأسئلة الآتية:

السؤال الأوّل: ما الألعاب الشعبية السائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين ؟

السؤال الثاني: ما طبيعة الألعاب الشعبية السائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين ؟

10:1 منهجية الدراسة:

يشكل المنهج أحد العناصر الأساسية في أي بحث علمي والذي لا يمكن الاستغناء عنة ، ويمكن اعتبار المنهج سلسلة من الخطوات و العمليات العقلية التي يقوم بها الباحث حتى يصل إلى نتائج  و يعد هذا البحث  من بين الدراسات الوصفية التي تهتم بالكشف عن الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في منطقة عجلون في العقديين الماضيين ومحاولة تصنيفها وفق مقياس محدد ، لذا سعى الباحث إلى اعتماد هذه الطريقة معتقداً أنها الآنسب لإجراء البحث.

11:1 مجتمع الدراسة وعينته:

يتكون مجتمع الدراسة من جميع الأشخاص الذين يقطنون منطقة عجلون والذين تجاوز سنهم الخمسين سنة، وقد  تم الوصول إلى (25) شخصاً حيث تم إجراء المقابلة معهم تحت إشراف الباحث، وبالتالي فقد أصبح الحجم الكلي لعينة الدراسة(25) حالة، وتم اختيار العينة بالطريقة القصدية، لأنّ هذه الطريقة هي الآنسب لغايات الدراسة الحالية ، كونها تخدم الغرض الذي من أجله أعدت هذه الدراسة، والجدول التالي يبين الخصائص الديمغرافية الرئيسية لأفراد العينة (الجنس والمؤهّل العلمي والعمر).

جدول رقم(1) خصائص أفراد العينة الاجتماعية حسب متغيرات الجنس والمؤهّل العلمي والعمر.

المتغير

 

الجنس

المجموع

ذكور

اناث

 

المؤهل العلمي

اقل من ثانوية عامة

3

7

10

ثانوية – بكا

6

3

9

اعلي من بكا

4

2

6

المجموع

13

12

25

 

العمر

50- أقل 55

6

4

10

55- اقل من 60

5

5

10

60 فأكثر

3

2

5

المجموع

14

11

25

المصدر :عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

12:1أداة الدراسة:

     اعتمد الباحث المقابلة كاداة لجمع المعلومات،وتعد المقابلة أداة ذات أهمية في جمع المعطيات أو البيانات من الميدان ، واعتمد الباحث طريقة المقابلة المفتوحة والتي تعتمد على طرح أسئلة دقيقة من حيث الصياغة والترتيب، ومن ثم يترك المجال فيها لأفراد العينة للإجابة بإجابات حرة دون التقيد بوقت أو كم، مما يسهم في الحصول على بيانات ومعلومات تكشف عن جوانب جديدة ومعمقة للظاهرة التي سيتم دراستها.

 

-    نمقدمة:دراسة ( الإجراءات والبيانات والمعطيات الخام الخاصة بالدراسة ):

   1:2 مقدمة :

        يعد اللعب الشعبي في الوطن العربي  جزءاً من ثقافة المجتمع وتعكس عاداته وتقاليده وقيمه ومفاهيمه، وهي على ثلاثة أنواع ( العاب الذكور والعاب الآناث والألعاب المشتركة بين الجنسين)، وقد حظي اللعب الشعبي باهتمام كبير في الماضي، وسبب ذلك الاهتمام بالألعاب الشعبية، أن ألعاب الماضي تتميز بامتيازات تربوية جيدة ساهمت في الحفاظ على المجتمع متماسكا، حيث كانت تعتمد في أصل اللعب على الشرف والأمانة وحسن النية، وقضاء وقت الفراغ بالترويح عن النفس،بالإضافة إلى أن هذه الألعاب لم تخرق عادات وتقاليد المجتمع بل حافظت عليها،فلا يختلط الأوّلاد في اللعب مع البنات، بل كل جنس ينصهر في بوتقة واحدة إطارها المحبة والصدق، وبكثرة الألعاب كسر الأطفال حاجز الملل لوجود البديل، وراعى كل جنس قدراته في نوع اللعبة التي سيلعبها حسب عمره وطاقته.

2:2 إجراءات الدراسة :

    بعد أن تم تحديد مشكلة البحث وأسئلة ، وكذلك عينة البحث ، تم الاتفاق مع أفراد العينة على أن تتم مقابلتهم في –المضافان العشائرية في محافظة عجلون وكان سبب اختيار ذلك لتمكين أفراد العينة من سهوله الوصول بالإضافة إلى أن المضافات العشائرية تعتبرا مكاناً يجتمع فيه كبار السن باستمرار ، حيث تم الاتفاق مع أفراد العينة على  ان يتم إجراء مقابلة واحدة يوميا ، وباشر الباحث بإجراء المقابلات بتاريخ 10/9/2010 ،في الفترة المسائية وقد استمرت حتى تاريخ 19/9/2010.

    وللكشف عن الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين  ، تم اعتماد المقابلة المباشرة الشخصية مع أفراد عينة البحث كوسيلة رئيسة في جمع البيانات والمعطيات الخام الخاصة بدراسة الألعاب الشعبية. و تم اختيار أسلوب المقابلة بالنظر إلى المزايا الكبيرة التي تقدمها المقابلة على صعيد جمع المعلومات كماً ونوعاً. فالمقابلة تتيح مرونة كبيرة على صعيد طرح الأسئلة وتوجيهها وعلى صعيد توجيه النقاش بصورة محددة، كما تتيح المقابلة توضيح الأسئلة وتبسيطها للمستوجب تبعا لمستواه التعليمي والثقافي، وهو الأمر الذي لا تتيحه الاستبانة على سبيل المثال. تم وضع إطار عام للومناقشتها:طرحها الباحث أثناء المقابلة، وروعي في الأسئلة ان تتيح للشخص المستجيب أن يعطي أكبر قدر من المعطيات والتفاصيل، وفي هذا السياق قام الباحث بمقابلة (25) شخصاً ، وفيما يلي عرضٌ لأهم النتائج التي تم التوصل إليها.

 

3:2 تحليل النتائج ومناقشتها :

-   النتائج الخاصة بالسؤال الأوّل: ما الألعاب الشعبية السائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين ؟

أظهرت النتائج الخاصة أن الألعاب الشعبية السائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين وفقاً لتقديرات أفراد العينة تمثلت بالألعاب الآتية:

جدول رقم (2)الألعاب الشعبية السائدة في منطقة عجلون

 في النصف الثاني من القرن العشرين

اسم اللعبة

العدد

النسبة المئوية%

الحجلة

7

28.0

الاستغماية

3

12.0

طاق طاقية

5

20.0

لعبة نط الحبل الثلاثية

3

12.0

الشقله

2

8.0

الكره

1

4.0

المجادي

1

4.0

الجلول(الدحول)

2

8.0

العجلة(الطوق)

1

4.0

المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

 والشكل رقم واحد يوضع توزيع تلك الألعاب:

شكل رقم (1) توزيع الألعاب الشعبية وفقاً للنسب المئوية

المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية

شكل رقم (2) توزيع الألعاب الشعبية وفقا لعدد أفراد العينة

 

 المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

يظهر من تقديرات أفراد العينة أن لعبة "الحجلة" جاءت في المرتبة الأوّلي، حيث شكلت ما نسبته(28%) من تقديرات أفراد العينة، تلتها لعبة" طاق طاقية" في المرتبة الثانية حيث شكلت ما نسبته(20%) من تقديرات أفراد العينة، ويلاحظ أن باقي الألعاب، قد جاءت بنسب متقاربة وفقا لتقديرات أفراد عينة البحث،ويمكن القول بأنّ ما يتعلق بلعبة الحجلة ولعبة طاق طاقية، يمتاز بالخصائص الآتية:

1-   سهولة أداء كل منهما.

2- أن كلا منهما لا يحتاج إلى مساحة واسعة، مع ملاحظة أن منطقة عجلون منطقة جبلية، وبالتالي لا تتوفر المساحات الواسعة لممارسة بعض الألعاب الأخرى.

3-   أن كلاً منهما يعد من الألعاب المناسبة للجنسين.

4- وفيما يتعلق بباقي الألعاب فتجدر الملاحظة ان تلك الألعاب تتطلب توافر عناصر اللياقة  البدنية ، بالإضافة إلى ضرورة توفر مساحات مناسبة للأداء.

-النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني: ما طبيعة الألعاب الشعبية السائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين ؟

 للإجابة عن هذا السؤال تم تصنيف الألعاب الشعبية وفقاً لمتغير الجنس(ذكر، أنثي) ، ومتغير طبيعة اللعبة الشعبية (بدنية، عقلية)، وفيما يلي توضيحا لذلك:

أولا: تصنيف الألعاب الشعبية وفقا لمتغير الجنس(ذكر، أنثي):

كان تصنيف أفراد العينة للألعاب الشعبية وفقاً لمتغير الجنس كالأتي:

  

جدول رقم(3) عدد أفراد العينة ونسبتها وفقا لمتغير الجنس

اسم  اللعبة

ذكر

أنثى

ذكر%

أنثى%

الحجلة

4

21

16

84

الاستغماية

24

1

96

4

طاق طاقية

14

11

56

44

لعبة نط الحبل الثلاثية

5

20

20

80

الشقله

24

1

96

4

الكره

24

1

96

4

المجادي

23

2

92

8

القلول(الدحول)

24

1

96

4

العجلة(الطوق)

18

7

72

28

الزقيطه

16

9

64

36

المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

 

شكل رقم(3)النسب المئوية لتصنيف الألعاب الشعبية وفقا لمتغير الجنس

 

المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

شكل رقم(4)تصنيف الألعاب الشعبية( ذكر، أنثى) وفقاً لعدد أفراد العينة

 

المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

يظهر من التحليل السابق أن الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين تخص الذكور أكثر من الآناث،  في حين اقتصرت العاب الآناث على لعبتين اشتهرتا في منطقة عجلون ، وهما (الحجلة، ونطة الحبل الثلاثية) ويمكن تفسير النتيجة السابقة بالاتي:

1- أن مجتمع منطقة عجلون من نوع المجتمعات المحافظة، حيث يتم تحديد حركة الآناث من حيث الخروج إلى الساحات والشوارع وما يرافق ذلك من اللعب أو اللهو .

2- شاع في بعض الأوقات ان بعض الألعاب تؤثر على عذرية الفتاة وبالتالي فإن الإطار العام لألعاب الآناث كان محصوراً على بعض الألعاب ،التي لا تتطلب الخروج بعيدا عن المنزل، ولا تؤثر في نفس الوقت على الجانب الفسيولوجي للإناث.

ثانياً: تصنيف الألعاب الشعبية وفقا لمتغير طبيعة اللعبة الشعبية (بدنية، عقلية)،

كانت تقديرات أفراد العينة على هذا المتغير وفق الآتي:

جدول رقم (4) تقديرات أفراد العينة لتصنيف الألعاب الشعبية

وفقاً لمتغير طبيعة اللعبة الشعبية (بدنية،عقلية)

اسم  اللعبة

بدنية حركية

بدنية عقلية

بدنية حركية%

بدنية عقلية%

الحجلة

22

3

88.0

12.0

الاستغماية

19

6

76.0

24.0

طاق طاقية

14

11

56.0

44.0

لعبة نط الحبل الثلاثية

15

10

60.0

40.0

الشقله

18

7

72.0

28.0

الكره

21

4

84.0

16.0

المجادي

19

6

76.0

24.0

الجلول(الدحول)

14

11

56.0

44.0

العجلة(الطوق)

23

2

92.0

8.0

الزقيطه

16

9

64.0

36.0

المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

شكل رقم(5)النسب المئوية لتصنيف الألعاب الشعبية

وفقاً لمتغير طبيعة اللعبة الشعبية (بدنية،عقلية)

 

المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

 

 

شكل رقم(6) تصنيف الألعاب الشعبية( بدنية، عقلية) وفقا لعدد أفراد العينة

 

 المصدر: عمل الباحث من استمارة المقابلات الشخصية.

يظهر من تقديرات أفراد العينة أن أغلب الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في منطقة عجلون في النصف الثاني من القرن العشرين كانت ألعاباً بدنية-حركية، أكثر منها ألعابا عقلية، ويعزو الباحث النتيجة السابقة إلى الأتي:

1-أن أغلب الألعاب الشعبية تعتمد على أدوات البيئة المحلية، وهي في الغالب عبارة عن حجارة أو عصي أو حبال أو أشجار الزيتون أو السنديان، التي تشتهر بها منطقة عجلون بسبب طبيعتها الجبلية، وهذه تحتاج إلى مجهود بدني أكثر منه عقلي.

2- أن أغلب الأطفال كان يمارس هذه الألعاب بدافع المتعة والترويح عن النفس بعيداً عن التوجيه أو الإرشاد من قبل الاخرين، وبالتالي فإن الأطفال لم يكونوا يركزون على جانب الاستفادة العقلية من تلك الألعاب بقصد الترفيه عن النفس، فالمهم بالنسبة لهولاء الأطفال هو قضاء وقت للعب بغض النظر عن الجوانب الأخرى التي ترافق ذلك.

التوصيات: في ضوء النتائج السابقة يوصي الباحث بالاتي:

1- نظراً للتقدم التكنولوجي الهائل والسريع في الألعاب الالكترونية يرى الباحث التركيز على إعادة إحياء الألعاب الشعبية عن طريق تضمينها في مناهج  التربية الرياضية للمرحلة الأساسية  التابعة  لوزارة التربية والتعليم نظرا لأهميتها في تنمية الجانب الحركي والجانب العقلي.

2- ضرورة تبني برامج تدريبية للأطفال بالاعتماد على بعض الألعاب الشعبية باعتبارها عاملاً هاما في مكافحة مشاكل السمنة والتشوهات القومية عند الأطفال.

3- إجراء المزيد من الدراسات حول الألعاب الشعبية بحيث تتناول تلك الدراسات الألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأطفال في مواسم معينة وذلك بهدف الوصول إلى صورة متكاملة تسهم في الحد من شيوع وانتشار الألعاب الالكترونية المعاصرة

 

 

4-المراجع

1:4المراجع العربية:

حسين، سامية حسن(2000) دراسة ميدانية لظاهرة انتشار مراكز الألعاب الحديثة كأحد أنشطة الترويح فى محافظة الإسكندرية "دراسة جدوى" ، المؤتمر الدولي السابع لمراكز الإرشاد النفسي ، جامعة عين شمس .

الحيلة، محمد(2004) ، أثر انتفاضة الأقصى المبارك في نوعية الألعاب الشعبية التي يمارسها أطفال فلسطين من (4-8) سنوات وفي تخليصهم من توتراتهم النفسية "دراسة تحليلية"مجلة جامعة النجاح للأبحاث، العلوم الإنسانية، اﻟﻤﺠلد ١٨(1) 171-198.

خوالد، هيامحمد محمود(2003)العب الشعبي عند الأطفال و دلالاته التربوية في إنماء شخصياتهم، دار المسيرة، عمان .

السايح ،مصطفى (2007) : موسوعة الألعاب الصغيرة ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، القاهرة.

السيد،هيام،(2000) الفن الشعبي، دار المعرفة، بيروت.

صالح،أحمد عبد الهادي(1988) الألعاب الشعبية في الإحساء، الرياض : مطابع الحمضي.

عاشور، هالة، (1998)الألعاب ووسائل التسلية، وأثرها النفسي والتربوي في طفل السادسة والثانية عشرة"، رسالة ماجستير في العلوم التربوية، جامعة القديس يوسف، بيروت،

عبد السلام، تهانى (2001) الترويح والتربية الترويحية، دار الفكر العربى، القاهرة.

عبد الغفار، أحمد(1987) ،. الموروث الشعبي في العالم العربي وعلاقته بالإبداع الفني والفكري ، المهرجان الوطني الثالث للتراث والثقافة ، الندوة الثقافية الكبرى .

عثامنة، محمد، "(2000) تطور الألعاب الشعبية في شمال الأردن "دراسة وصفية"، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم درمان الإسلاميّة، السودان،

عويس، رزان. (2009) . فاعلية اللعب في إكساب أطفال الروضة بعض مهارات التفكير دراسة تجريبية فيمدينة دمشق على أطفال الروضة من عمر (5-6) سنوات، بحث مقدم للمؤتمر العلمي التربوي، (نحو استثمار أفضل للعلوم التربوية والنفسية في ضوء تحديات العصر)، كلية التربية، جامعة دمشق.

الغامدي، حمده. (2009). الوحدات التعلمية في ضوء مهارات التفكير (مرحلة رياض   الأطفال)، وزارة التربية والتعليم – تعليم البنات، المملكة العربية السعودية.

 

 

2:4  المراجع الاجنبية

1-      Bruner, Jerome (1986) play, thought and language ,association of great Britain,  new York.

2-      Braunvand, Jan (1986) The study of American Folklore, New York. (www.norton&company.com Third edition).

3-      McLaughlin, Lisa (1999) Should children play with monsters? http://proquest.umi.com/pqd,.

 

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة