البنية والبناء الجيولوجي لمحافظة عجلون

البنية والبناء الجيولوجي لمحافظة عجلون

(Geology

إعداد

د. خالد محمد عكاشة المومني

جيولوجي في سلطة المصادر الطبيعية

 

 

المحتويات

أوّلاً- عوامل البناء الجيولوجي

    - النشأة الجيولوجية للأردن ومنطقة عجلون.

ثانياً- طبقات الأرض حسب الأزمنة الجيولوجية:

1-  طبيعة المكونات الصخرية للمنطقة:

    2-  حقبة الحياة المتوسطة:

   أ- صخور العصر الترياسي.

   ب- العصر الكريتاسي.

    3- حقبةالحياة الحديثة.

ثالثاً- التراكيب الجيولوجية وطبوغرافية المنطقة:

1- التكوينات الصخرية (Rock Formation).

   2-  تكون جبال عجلون وانتمائها لما يعرف بجبال الأردن الغربية.

   3- التراكيب الجيولوجيّة (أنواع الصخور):

 رابعاً-  الثروات المعدنية في محافظة عجلون:

 1- حجارة البناء.

 2- الجبس.

 3- الحديد.

 

 البنية والبناء الجيولوجي في محافظة عجلون

 

أوّلاً- عوامل البناء الجيولوجي:

      سنتحدث في هذا العنوان عن عوامل البناء الجيولوجي لمنطقة عجلون وجبالها حيث يبلغ مُعدل ارتفاع جبال عجلون في شمال المملكة حوالي 1000 متر عن سطح البحر، وتبلغ أعلى قمة فيها الـ1247 متراً في منطقة المتاخمة للقاعدة العسكرية عند جبل أم الدرج والتي يحدّها بلدة سوف من الشرق وبلدة عنجرة من الغرب.

- النشأة الجيولوجية للأردن ومنطقة عجلون:

    لقد تأثرت النشأة الجيولوجية القديمة للأردن منــذ عهد الكامبري بعوامل عدة نذكر من أهمها:

1. بحر التيثس: هو البحر الذي غمر المنطقة الواقعة للغرب والشمال الغربي من البلاد وتقدم هذا البحر مراراً باتجاه الضفة الشرقية للأردن ليغطيها جزئياً أحيانا أو كلياً أحياناً أخرى .

2. الشق الجيولوجي الممتد بين وادي عربه وبحيرة طبريا والــــذي يفصل بين الأردن و  فلسطين.

3. الدرع العربي الإفريقي الكائن في المنطقة الواقعة جنوب وجنوب شرق الأردن ولقد كان هذا الدرع يغذي رصيف بحـــــر التيثس باستمرار برواسب تعرية كيماوية وميكانيكية .

      تقدم البحر ولأول مرة نحو الأردن خلال عهـــــد الكامبري الأسفل والمتوسط حتى وصل إلى الطرف الشرقي للمنطقة المتوسطة من وادي عربه، بينما استمر ترسيب الرمال في أحواض محاذية للطرف الشرقي والجنوب الشرقي لمنطقة الترسيب البحري هذه وبعدها انحسر البحر في عهد الكامبري المتوسط ويستدل على هذا الانحسار من رواسب الرمل القارية في الطرف الشمالي لوادي عربه التي تعلو رواسب الرمل البحريـــة(1).

      ولما تعرضت المنطقة لغزو بحري جديد في العهد الاردوفيشي الأسفل غمر البحر أرض المؤخرة المنبسطة كما غمر كافة مناطق الأردن الجنوبية الشرقية وأثناء ذلك ترسبت رمال بحرية بيئتها ضحلة وهي عبارة عن رمال دقيقة وغضار رملي وذلك في عهد الاردوفيشي المتوسط والأعلى وحتـــى اللياندوفريان ، أما خلال العهد السيلوري الأعلى فقد ساد المنطقة ترسيب قاري متفتت كما هو ملاحظ في الجزء الجنوبي الشرقي للأردن(1) .

  أما بالنسبة لرواسب عهد الديفوني الأسفل والمماثلة لما يعرف بـ " تشكيل تبوك" في السعودية فانه يعتقد بوجودها تحت رواسب حقب الحياة المتوسطة (الميسوزويك) في أحواض الجفر ووادي السرحان والأزرق .

    ولقد أشارت الدراسات الباليونتولوجية على عينات من بئر الصفرا والتي تقع على مسافة 44 كم شرقي عمان ، بأن ترسيباً محلياً حــــدث خلال العهد الكربوني ، وهناك اعتقاد آخر بأن بقايا رواسب عهدي الكربوني والبيرمي يمكن أن توجد في أحواض الجفر والأزرق ووادي السرحان وفي المنطقة الشمالية الغربية للضفة الشرقية من الأردن ، أما أثناء العهد البيرمي فقد حدث ميل عام باتجاه الشرق وتعرضت صخور حقب الحياة القديمة (الباليوزويك) للتعرية .

     هذا وتجدد الترسيب ثانية في العهد الترياسي الأسفل حيث تمثل صخور هذا العصر أقدم رواسب لحقب الحياة المتوسطة ( الميزوزويك ) ، وتتكشف هذه الصخور في نهاية مصبات الأودية التي تشق الانحدار الفالقي بين وادي حسبان وشمال منطقة اللسان ، ولقد كان الترسيب البحري مقتصرا على المناطق الشمالية والغربية للضفة الشرقية بينما تعرضت المناطق الواقعة للشرق والجنوب الشرقي من حوض الترسيب للتعرية ، كمــــــا ترسبت في هذا العصر رواسب رملية وطينية وجيرية إلا أن البحر انحسر ثانية في نهايته وتعرضت كل المنطقة لعوامل التعرية(2) .

    ولما تقدم البحر ثانية في العهد الجوارسي المتوسط قذف في المناطق الشمالية والغربية والشمالية الشرقية للمملكة برواسب رملية وطينية وصخور جيرية دولومايتيه بينما ساد باقي مناطق الأردن ترسيب قاري ، وتتكشف صخور العهد الجوارسي فقط في الأودية الجانبية من وادي الأردن الممتدة جنوبا حتى مسافة 20 كم من وادي الزرقاء .

    ولقد لوحظ بان خطوط شواطئ بحري الترياسي والجوراسي تجري متوازية تقريبا كما لوحظ بان رواسب من هذين العصرين توجد تحت رواسب رمل العصر الكريتاسي الأسفل (رمل الكرنب) في عدة آبار محفورة في الشمال والشمال الشرقي للمملكة(3) .

   وتتميز رمال الكرنب الواقعة للشمال والشمال الغربي من شاطئ بحر الجوارسي بأنها ترسبت في منطقتي الرصيف القاري والمنطقة الساحلية بينما يتميز الجزء السفلي لهذه الرمال الواقعة للجنوب والجنوب الشرقي من هذا الشاطئ ببيئة ترسيب قارية ، أما الجزء العلوي لهذه الرمال فقد ترسب في بيئة بحرية مالحة إلى بحرية أقل ملوحة . وتمتد رمال عصر الكريتاسي الأسفل القارية باتجاه الشرق وأقصى الجنوب الشرقي ويصبح سطحها العلوي احدث عمرا كلما اتجهنا من الغــــرب إلى الشرق إذ لا تقتصر السحنة الرملية على صخور عصر الكريتاسي الأسفل بل تغزو رواسب عصري الكريتاسي المتوسط والأعلى الواقعة باتجاه الشرق والجنوب الشرقي(4) .

    هذا وتتصف رواسب عصر الكريتاسي الأوسط ( السينوميني- التوروني ) ببيئتها البحرية الكاملة كما أن سماكة هذه الرواسب عالية في المناطق الغربية والشمالية والغربية والشمالية من الأردن .

     أما في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية والشرقية فإن سماكة هذه الرواسب تتناقص وذلك نتيجة لانحسار هذه الطبقات  وتقل فيها نسبة المواد الكلسية كما تسودها بيئة ترسيب رملية ،أما بالنسبة لرواسب عصر الكريتاسي الأعلى ( السانتوني – الماسترختي ) فقد تشكلت صخورها بمجموعتين مختلفتي الخصائص الترسيبية على الوجه التالي(5) :

- المجموعة الأولى :

   وتضم صخور كلسية طباشيرية وصخور كلسية رملية وصخــــور كلسية متسلكتة وصخر الصوان ومعدني الفوسفات والتربيولي . وهـذه الصخور تشكلت بمناطق ذات تراكيب خفيفة التقوس .

- المجموعة الثانيـــة :

   وتضم صخور الدولومايت والحجر الجيري الكلسي الصماء المتداخلة فيها صخور الصوان السمراء – البنية اللون كما تضم صخور المـــــارل المقطرنة السميكة . وتشكلت صخور هذه المجموعة في أحواض توافرت بها محليا بيئات ترسيبية مختزلـــة .

ولقد ترسبت صخور العهد الثلاثي البحرية ( البالوســـين – الايوسين ) أيضا في مناطق خفيفة التقوس وحوضية الشكل في تراكيبها .

ثانياً- طبقات الأرض حسب الأزمنة الجيولوجية:

1-  طبيعة المكونات الصخرية للمنطقة:

   عند دراسة الطبقات الصخرية المكونة لمنطقة عجلون وما حولها نجد ظهور الصخور الجيرية ذات الأصل الرسوبي في معظم المناطق، وفي الغالب يكون لونها ابيضا مائلا إلى البني على السطح الخارجي بسبب التجوية، وتدل هذه الصخور على البيئة المائية عند الترسيب، وهذا يدل على أن المناطق الشمالية من المملكة كانت قديما مغطاة بالماء في الوقت الذي ترسبت فيها الصخور.

     وتظهر في هذه الأقاليم صخور المارل والطباشير والفوسفات حيث تتميز بوجود بقايا كائنات حية قديمة مثلا الأصداف والأسنان وأثار لهذه الكائنات وخاصة الأسماك، حيث تظهر الأسنان في كثير من المناطق وخاصة الصخور الفوسفاتية.

   كذلك يمكن مشاهدة الحجر الرملي الذي يظهر بألوان مختلفة، خاصة البني والأحمر والأبيض، وتكون حبيباته خشنة وسهلة التفتت، ومعظم الصخور في هذه المناطق من أعمار جيولوجية متوسطة حسب السلم الجيولوجي.    

  ومن مميزات الصخور الرسوبية في هذه المنطقة سهولة تشكلها، حيث تظهر فيها التراكيب الجيولوجية المختلفة مثل الطيات والصدوع والتطبق.

2-  حقبة الحياة المتوسطة:

   تعتبر صخور حقبة الحياة المتوسطة (الميسوزويك) الصخور الرئيسية المكونة للتتابعات الصخرية في المحافظة وما حولها، على سبيل المثال يتكشف خام الجبس على حدود محافظة عجلون مع محافظة البلقاء (منطقة الصبيحي – سيل الزرقاء)والعائد ترسيبه للعصر الترياسي ضمن تكوين أبو رويس، أما السواد الأعظم للتكوينات الجيولوجية في محافظة عجلون فينتمي للعصر الطباشيري (الكريتاسي) ضمن ما يعرف جيولوجيا بمجموعة عجلونAjlun Group، (شكل رقم 1 و 2)(6،7).

أ- صخور العصر الترياسي:

   تتكون من صخور رملية وجيرية وغضار وانهيدرايت وملح مما يدل على بيئة منطقة المد والجزر. ويتكشف الجبس عند التقاء وادي العزب ووادي الهونه مع نهر الزرقاء بالقرب من بلدة الصبيحي وذلك في السفوح السفلية لجبال عجلون وجبال البلقاء ويعتبر هذا الموقع من المواقع الهامة لخامات الجبس الموجودة في صخور العصر الترياسي ضمن تكوين أبو رويس والمتكشفة بسماكات قد تصل إلى 60 متر بشكل طبقات كتلية متعاقبة ومتكررة من الجبس وطبقات رقيقة من الدولومايت والصلصال بالإضافة إلى الحجر الصلصالي السلتي البيتوميني ويتميز الصلصال باللون الأحمر والجبس باللون الرمادي.

ب- العصر الكريتاسي:

تشمل صخور العصر الطباشيري (الكريتاسي) مجموعة هامه من الصخور الرسوبية مثل الحجر الجيري والمارل والحجر الرملي والصوان. وبشكل عام تعتبر مجموعة حجر الكرنب الرملية ذات العمر الكريتاسي السفلي (البيان - ابتيان) من أقدم الصخور المتكشفة في المحافظة والتي يوجد فوقها صخور مجموعة عجلون والتي تتكون بشكل رئيسي من صخور جيرية مارلية تمثل الكريتاسي الأعلى في المنطقة (سينوماني - توروني)(8).

 

شكل 1: مقطع عمودي للتكوينات الصخرية لمجموعة عجلون

(شرق وشمال شرق عجلون)

3- حقبة الحياة الحديثة:

 تتمثل صخور ورواسب هذه الحقبة بتواجد لتكوينات الموقر الطباشيري المارلي (ماستريختيان - باليوسين) وأم رجام الصواني الجيري (ايوسين)، ترسبت هذه الوحدات في بيئة بحرية ضحلة وبيئة شاطئية عميقة نسبيا.

تغطي قشور الكالكريت والتي يصل سمكها إلى مترين مساحات كبيرة في الأجزاء الشمالية الشرقية والوسطى وتتكون غالبا من مواد جيرية مع صوان، كما يشكل حصى الهضبة (بلايستوسين - حديث) حواف مجاري الأودية وتغطي التربة الحديثة ذات اللون البني الشاحب إلى المصفر مساحات كبيرة من المنطقة.

شكل2: مقطع عمودي للتكوينات الصخرية لمجموعة عجلون

(غرب وشمال غرب عجلون)

 

ثالثاً- التراكيب الجيولوجية وطبوغرافية المنطقة:

     تتميز التراكيب الجيولوجية في المنطقة بشكل عام بوجود نظام فوالق رئيسي باتجاه شرق – غرب مع تواجد لأنظمة أخرى اقل أهمية في الاتجاهات شمال شمال شرق، شمال شرق وشمال غرب وجميعها من العمر الثلاثي المتأخر تقريبا، كما تمت ملاحظة حركة أفقية على بعض الصدوع المتجهة شرق – غرب بالإضافة لتسجيل انخسافات عمودية على بعض الصدوع الأخرى(9).

   طيات الطبقات في المنطقة قليلة التحدب وشبه متوازية وتتراوح اتجاهات محاورها من شرق شمال شرق وشمال شرق إلى غرب شمال غرب وهناك عدد من الالتواءات والتي تصاحب غالبا الصدوع الرئيسية. تقع قمة التركيب الإقليمي والمعروف بقبة عجلون بالقرب من قرية عبين والتي تبعد حوالي 10 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة عجلون (شكل رقم 2)(10)، حيث تتميز المنطقة بوجود جبال عالية يقطعها العديد من الصدوع وتغطس القبة المشار إليها باتجاه الشمال حيث يوجد سهل اربد وينعكس ذلك بوجود ميل إقليمي للطبقات باتجاه شمال، شمال شرق وتتحكم شبكة الصدوع في المنطقة بمسار الوديان حيث أن العديد منها عميقة وله جوانب سحيقة (شكل رقم 3)(11).

شكل 3: خريطة تبين طبوغرافية المناطق الوسطى والشمالية الشرقية لعجلون

مقياس 1: 50000

1- التكوينات الصخرية (Rock Formation):

       لقد أسلفنا الذكر بان السواد الأعظم للتكوينات الصخرية في منطقة عجلون تنتمي إلى ما يعرف جيولوجياً بمجموعة عجلون والتي تتألف من الحجر الجيري والمارل والحجر الرملي والصوان وتتبع في معظمها إلى العصر الكريتاسي (شكل 4 و 5)، ولقد أشار الباحثون إلى أن هذه المجموعة بدأت في الترسيب إثناء ارتفاع كبير البحر عالميا مع بداية العصر السينوماني من الكريتاسي الأعلى، وفي هذه الأثناء كان الأردن جزءا من الرف القاري العريض لبحر التيثس الذي غمر معظم الأردن عدا مناطق أقصى الجنوب.

       خلال هذه الفترة ترسبت الصخور الكربوناتية من مياه هذا البحر وشكلت مجموعة عجلون، ففي شمال ووسط الأردن تكونت صخور المجموعة أساساً من تعاقب دوري لصخور الحجر الجيري مع صخور المارل. وتبلغ السماكة القصوى لصخور المجموعة حوالي 610 أمتار في المناطق الواقعة بالقرب من سيل الزرقاء.

2-  تكوّن جبال عجلون وانتمائها لما يُعرف بجبال الأردن الغربية:

     جيولوجياً تنتمي جبال عجلون إلى ما يعرف بجبال الأردن الغربية المحاذية لصدع البحر الميت التحويلي. وتسمى أجزاء هذه السلسلة من الجنوب إلى الشمال: جبال الشراة الواقعة بين وادي الحسا حتى أقصى الجنوب ثم جبال مؤاب إلى الشمال منها في منطقة الكرك وذيبان ثم جبال البلقاء حتى نهر الزرقاء وأخيرا جبال عجلون شمال نهر الزرقاء، تضيق المنطقة الجبلية في الجنوب بحيث تكون اقل من 20 كم بينما تتسع في الشمال في منطقة عجلون بحيث تكون اكبر من 60 كم (منطقة رأس منيف).

        أما بالنسبة للنشأة الجيولوجية لهذه السلسلة فانه من المؤكد علميا أنها لم تنشأ من خلال عمليات بانية للجبال فلم تحدث عملية تصادم صفائح كالهملايا والألب فالطبقات الصخرية تكاد تكون أفقية طيات او صدوع دفع إقليمية ولا تحول أو نشاط مغماتي مما يميز الحركات البانية للجبال، أما السبب الرئيس في تكونها هو حدوث عملية رفع بالإضافة إلى تشكل انهدام وادي عربه – البحر الميت – غور الأردن والذي أدى إلى تشكل عدد كبير من الأودية الرئيسية التي حددت هذه الجبال وأعطتها الارتفاعات المعروفة اليوم.

 

 

  شكل4: خريطة تبين طبوغرافية المناطق الغربية والشمالية الغربية لعجلون

مقياس 1: 50000

شكل 5: خريطة جيولوجية توضح توزيع تكوينات مجموعة عجلون

(وسط وشمال شرق المحافظة) مقياس 1: 50000.

 

 شكل6: خريطة جيولوجية توضح توزيع تكوينات مجموعة عجلون

( وسط وشمال غرب المحافظة ) مقياس 1: 50000.

3- التراكيب الجيولوجيّة (أنواع الصخور):

       أما أهم التراكيب الجيولوجية الموجودة في منطقة عجلون يمكن ذكرها بحسب تصنيفها العُمري من الأقدم إلى الأحدث كما يلي(12و13):

  1.  تكوين ناعور الجيري: وعمره سينوماني, ويصل سمكة إلى حوالي 180م. يميز التكوين وجود ثلاثة وحدات كتليه على الأقل من الحجر الجيري السكني المصفر الشاحب وعقدي إلى دولومايتي ومارلي أحيانا (شكل رقم 1) بالإضافة إلى بعض وحدات أخرى اقل سماكة من حجر سكني مصفر وعادة عقدي ومستحاثي وبه عقيدات من الصوان في الجزء العلوي ، تتبادل الوحدات الجيرية مع مارل طري وحجر جيري مارلي عقدي وفي بعض الأحيان مع الجص وعدسات من الطين الجيري المخضر، يحوي التكوين مستحثات المحاريات ومعديات الأرجل والقنفذيات وثقوب الثلاسينويد. تدل الصخور وتجمعات المستحثات على أن التكوين ترسب في بيئة مد وجزر ومستنقعات إلى بيئة بحرية مفتوحة.

           شكل 7: صورة توضح طبيعة توضع صخور تكوين ناعور.

 

2- يعلو تكوين الناعور وبشكل متوافق تكوين الفحيص (سينوماني) ويبلغ سمكة حوالي 70م ويتكون غالباً من مارل سكني مصفر اللون وعقيدات جيرية مارلية يتخللها حجر جيري سكني مصفر رقيق الطبقات إلى مخطط وحجر جيري مستحاثي عقدي مع حجر جيري عقدي صلب نسبياً رقيق إلى متوسط التطبق في الأجزاء الوسط (شكل رقم 2)، هذا بالإضافة إلى وجود عدسات من الطين الجيري خاصة في الأجزاء السفلى. يحوي التكوين على مستحثات من ذوات المصراعين ومعديات الأرجل والثقوب، وتدل نوعية الصخور والمستحثات على أن بيئة الترسيب تحت مدَيه.

 

شكل8: صورة توضح طبيعة توضع صخور تكوين الفحيص

(2 كم جنوب مدينة عجلون).

3- يتوضع فوق تكوين الفحيص تكوين الحمر (سينوماني) بسماكة حوالي 40-50م والذي يشكل في الأجزاء الجنوبية الغربية من المنطقة حائط عمودي إلى شبة عمودي يتكون غالباً من حجر جيري سكني مصفر إلى زهري أعيد تبلوره جزئيا مستحاثي كتلي إلى سميك وفي المناطق الشرقية ويتألف من حجر جيري سكني إلى سكني مصفر متوسط إلى سميك الطبقات ورقيق إلى مخطط أحيانا وعقدي جزئياً إلى دولومايتي في الجزء السفلي (شكل رقم 3). ترسيب هذا التكوين حدث في بيئة بحرية مدية إلى تحت مدية.الطبقات عقدي في الغالب ومستحاثي إلى مزدحم الأصداف (شكل رقم 4)، ويتميز الجزء العلوي بأنه مخطط أحيانا وتكثر فيه العقد الجيرية الميكريتية قرب النهاية العلوية كما يتواجد في الجزء السفلي عدسات طينية جيرية خضراء إلى سكنية أو بنية. تشتمل المستحثات على ذوات المصراعين والثقوب ومعديات الأرجل. 

شكل9: صورة توضح طبيعة توضع صخور تكوين الحُمّر (شرق عنجرة).

 

4- يلي تكوين الحُمّر وبشكل متوافق تكوين الشعيب وبسماكة تصل إلى 65م (سينوماني إلى توروني مبكر) ويتألف معظمه من حجر جيري مارلي ومارل اصفر إلى سكني مصفر رقيق إلى متوسط الطبقات عقدي في الغالب ومستحاثي إلى مزدحم الأصداف (شكل رقم 4)، ويتميز الجزء العلوي بأنه مخطط أحيانا وتكثر فيه العقد الجيرية الميكريتية قرب النهاية العلوية كما يتواجد في الجزء السفلي عدسات طينية جيرية خضراء إلى سكنية أو بنية.تشتمل المستحثات على ذوات المصراعين والثقوب ومعديات الأرجل، ترسب هذا التكوين غالباً في بيئة بحرية تحت مدية متوسطة العمق إلى ضحلة، يوجد هذا التكوين ضمن منحدرات خفيفة متميزة باللون الأصفر محصور بين الحائط الذي يمثل تكوين الحمر في الأسفل ويعلوه منحدرات حادة من الحجر الجيري الكتلي أو السميك التطبق التابع لتكوين وادي السير الجيري.

 

 شكل10: صورة توضح طبيعة توضع صخور تكوين شعيب

(منطقة اشتفينا – طريق اربد).

 

 

5- يتكون تكوين وادي السير الجيري (توروني) ويشكل متوافق فوق تكوين العيب ويتراوح سمكة من حوالي 70م في الأجزاء الوسطى (شمال ثغرة عصفور) ولغاية حوالي 220م في الأجزاء الشمالية الغربية(جنوب عنبة) يتألف الجزء السفلي من دولوميت ودولوميت جيري سميك إلى حجر جيري أعيد تبلوره،  بينما يغلب على الجزء الأوسط الحجر الجيري المارلي، وأما الجزء العلوي فيتكون من حجر جيري سكني مبيض وصلب ميكريتي متوسط إلى سميك التطبق،  وكتلي إلى رقيق التطبق،  ومخطط أحيانا ويتميز الجزء الأوسط بوجود الردست والتي تشكل في الأجزاء الغربية طبقة صلبة بسمك حوالي متر، بينما يتميز الجزء العلوي بوجود طبقة كوكينا غنية بالمحاريات يصل سمكها إلى حوالي 6م.

       يحوي التكوين مستحثات أخرى مثل معديات الأرجل وذوات المصراعين، تتميز المنطقة شرق وشمال شرق رأس منيف بوجود كتل جلمود /صلبة من بريشيا الصوان تمتد لعشرات الأمتار أحيانا ذات لون سكني داكن إلى شاحب وتوضع بشكل غير متوافق على الأجزاء العلوية من تكوين  وادي السير، ومن المحتمل أن تكون قد تشكلت نتيجة لانزلاق كتل ضخمة من الصوان التي كانت جزء من تكوين عمان السيليسي ، ترسيب هذا التكوين في منصة بحرية مفتوحة ضحلة.

  شكل 11: صورة توضح طبيعة توضع صخور تكوين وادي السير (منطقة صنعار).

 

 

 

رابعاً-  الثروات المعدنية في محافظة عجلون:

    تتمتع محافظة عجلون باحتوائها على عدد من ثروات الخامات المعدنية كالحديد والجبس وحجارة البناء، والتي تستغل في صناعات الاسمنت والزجاج وتزيين المباني وأعمال الديكور الداخلي والأعمال الإنشائية بشكل عام، ويمكن ذكر أهم هذه الخامات كما يلي:

  1. حجارة البناء:

   تشتهر عجلون بتواجد أفضل حجارة البناء في الأردن، وقد استخدمت هذه الحجارة منذ زمن في بناء المنازل نظرا لجودتها العالية وقوة تحملها وجمالها ولكن اليوم تستخدم فقط في عمليات تزيين المباني سواء من الداخل أو الخارج فقط. وحجارة البناء ما هي إلا صخور الحجر الجيري ذو الصلابة العالية، ابيض اللون وقليل الامتصاص للماء (شكل 12). تتواجد حجارة البناء في عجلون في تكوين وادي السير ذو العمر التوروني(14).

 

 شكل 12: صورة مقلع لاستخراج أحجار البناء في منطقة اشتفينا.

 

2- الجبس:

    ويتكشف الجبس عند التقاء وادي العرب ووادي الهونه مع نهر الزرقاء بالقرب من بلدة الصبيحي وذلك في السفوح السفلية لجبال عجلون وجبال البلقاء ويعتبر هذا الموقع من المواقع الهامة لخامات الجبس الموجودة في صخور العصر الترياسي ضمن تكوين ابورويس والمتكشفة بسماكات قد تصل إلى 60 متر بشكل طبقات كتلية متعاقبة ومتكررة من الجبس وطبقات رقيقة من الدولومايت والصلصال بالإضافة إلى الحجر الصلصالي السلتي البيتوميني ويتميز الصلصال باللون الأحمر والجبس باللون الرمادي (شكل 13).

شكل 13: صورة لخام الجبس في السفوح السفلية لجبال عجلون.

خام الجبس الموجود في هذه المنطقة هو من النوع غير المتبلور ويتوضع بشكل كتلي ضمن الصلصال الجيري وبألوان متغيرة مابين الأصفر والأخضر خاصة في الجزء العلوي من تكوين أبو رويس. ويبلغ الاحتياطي شبه المؤكد حوالي 17250000 طن(15).

 

 3- الحديد:

 يوجد خام الحديد في منطقة تل قويدر أو ما يعرف بخام وردة الواقعة على بعد 7 كم غرب قرية برمه شمال سد الملك طلال. يوجد الخام على شكل عدسة غير منتظمة طولها قرابة 300 م وعرضها قرابة ال 200 م بينما يتراوح سمكها بين 9.8 م في المركز ليصل إلى اقل من متر عند الأطراف. يقع الخام في تكوين الحمر من العصر السينوماني والمعدن الرئيس للخام هو الهيماتايت. معدل أكسيد الحديد Fe2O3هو 67.9% (شكل 14)مما يعني انه خام جيد في نسبة الحديد فيه ويقدر الاحتياطي الموجود في المنطقة ما يقارب 561000 طن(16 .

        شكل 14: عينة لخام الحديد من منطقة مغارة وردة في عجلون.

 

المراجع:

(1) عبدالقادر عابد، جيولوجية الأردن وببيئته ومياهه، نقابة الجيولوجيين الأردنيين، عمان، 2009

(2)عبدالقادر عابد،جيولوجية الأردن وببيئته ومياهه، نقابة الجيولوجيين الأردنيين ،عمان، 20، 571 صفحة.

      (3) عبدالقادر عابد، جيولوجيا الأردن، مكتبة النهضة الإسلامية، عمان، 1982، 232 صفحة.

(4) عبدالقادر عابد، جيولوجيا الأردن، مكتبة لنهضة الإسلامية،عمان، 1982، 232 صفحة.

(5) Abed, A. M., 1978, Depositional Environments of the ،Kurnub (Lower Cretaceous), Dirasat, 5, 31-44.

(6) غسان عبدالحميد، جيولوجية منطقة جرش لوحة رقم (1-3154)، سلطة المصادر الطبيعية، عمان، 1995، نشرة رقم 30.

(7) محمد أبو قديرة، جيولوجية منطقة دير أبو سعيد لوحة رقم (IV-3154)، سلطة المصادر الطبيعية،عمان، 2005.

(8) Abed, A. M., 1982b. Depositional Environment of Wadi Sir Formation Faces 7, 229-236

(9)غسان عبدالحميد، جيولوجية منطقة جرش لوحة رقم (1-3154)،سلطة المصادر الطبيعية،عمان، 1995،نشرة رقم 30.

(10) المركز الجغرافي الملكي الأردني، الخريطة الطبوغرافية / لوحة جرش، المركز الجغرافي الملكي، عمان، 1997.

(11) المركز الجغرافي الملكي الأردني،الخريطة الطبوغرافية / لوحة دير أبو سعيد،المركز الجغرافي الملكي،عمان، 1997.

(12) غسان عبدالحميد، جيولوجية منطقة جرش لوحة رقم (1-3154)،سلطة المصادر الطبيعية،عمان، 1995،نشرةرقم30.

(13) محمد أبو قديرة، جيولوجية منطقة دير أبو سعيد لوحة رقم (IV-3154)، سلطة المصادر الطبيعية،عمان، 2005.

(14) سامر منيزل و بسام الصناع، خامات الحجار الزينة في الأردن، سلطة المصادر الطبيعية، 1995.

(15) قاسم العمري، الجبس في الأردن، سلطة المصادر الطبيعية، عمان، 1996.

(16)عبدالقادر عابد، جيولوجية الأردن وببيئته ومياهه ،نقابة الجيولوجيين الأردنيين،عمان، 2009، 571 صفحة.

 

 

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة