4:6:2 الحياة الاجتماعية في جبل عجلون في عصر
التنظيمات العثمانية
1255-1336هـ/1839- 1918م
إعـــــــداد
الدكتور قاسم محمد أحمد النواصرة
المحتويــــات
1- السكان.
أ- المسلمون (الفلاحون والبدو).
ب- العلاقات ما بين الفلاحين والبدو.
ج- الطائفة المسيحية.
2- العناصر الوافدة.
3- التعليم في الناحية.
- تراجم لعلماء عجلونيين
4- النمط المعماري.
أ- الجوامع.
ب- المقامات.
5- العادات والتقاليد الاجتماعية (الزواج والطلاق، والميراث).
6- أثاث البيت.
7- اللباس.
8- الكرم.
9- الطعام.
10-نتائج الدراسة.
11- الخاتمة
12-هوامش ومراجع البحث.
1- السكان:
أ- المسلمون ( الفلاحون والبدو):
كان من الصعوبة بمكان معرفة العدد الصحيح لسكان ناحية جبل عجلون خلال فترة الدراسة نظرا لعام توافر إحصاءات سكانية دقيقة.
وقد واجهت الدولة الكثير من الصعاب في هذا المجال لعدة أسباب منها: أن عددًا كبيرًا من السكان كان لا يذكر العدد الصحيح في وقت تعداد السكان (الإحصاء) لخوفهم من التجنيد الإجباري الذي فرض عليهم(1).
كما أن التهرب من عدم دفع الضرائب في وقت عانى فيه سكان المنطقة من وطأة ثقل هذه الضرائب التي لم يعد بمقدورهم تحملها(2) الأمر الذي أدى بهم إلى عدم إعطاء العدد الصحيح لسكان الناحية خلال تلك الفترة.
وتعود أو إشارة لتعداد سكان ناحية جبل عجلون إلى القرن السادس عشر حيث بلغ عدد سكان الناحية خلال تلك الفترة اثنتان وتسعون خانة موزعة على عدد من القرى أهمّها: كفرنجة 8 خانات، وراسون 4 خانات، وعجلون 26 خانة ، وفارة 30خانة(3).
وفي أواخر القرن السادس عشر بلغ عدد سكان ناحية عجلون مائة وثمانٍ وعشرين خانة من السكان المسلمين وتسع عشر خانة(4)من النصارى كما هو مبين في الجدول التالي(5):
جدول رقم (3)
القرية
مسلمون
نصارى
خانة
مجرد
خانة
مجرد
كفرانجي (كفرنجة)
15
/
/
/
راجب
18
/
/
/
عنجرة
22
4
19
/
أوصره
5
1
/
/
عرجان
34
/
/
/
باعون
34
1
/
/
المجموع
128
5
19
/
وإذا عقدنا مقارنة بين الجدولين لوجدنا أن سكان ناحية عجلون في الجدول الأول كان مقتصرا على بعض القرى ويلاحظ من خلال الجدول الثاني ظهور قرى جديدة في الناحية.
كما يلاحظ أن عدد سكان الناحية قد ارتفع من خلال الجدول الثاني وهذا يعني أن سكان الناحية كان في تزايد مستمر وفي الوقت نفسه ظهر عدد من النصارى في قرية عنجرة دون غيرها من قرى الناحية.
وقد أشار الرحالة بيركهاردت (Burckhardt) أثناء زيارته منطقة جبل عجلون سنة 1812 إلى عدد سكان بعض قرى جبل عجلون كقرية كفرنجة التي بلغ عدد سكانها خلال تلك الفترة حوالي أربعين عائلة من عائلة الفريحات، في حين بلغ عدد سكان قرية عين جنا ثماني عائلات مسلمة وثلاث عائلات نصرانية(6).
أما الرحالة القس كلاين (Keleine) فقد أشار إلى عدد سكان ناحية جبل عجلون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كما هو موضح في الجدول التالي(7):
جدول رقم (4)
القرية
سكان مسلمين
سكان نصارى
القرية
سكان مسلمين
سكان نصارى
كفرنجة
150
3-4 عائلات
سوف
100
4 عائلات
عنجرة
100
10
عجلون
200
7-8 عائلات
راجب
15
3 عائلات
برما
40 عائلة
4 عائلات
يلاحظ من خلال الجدول أن عدد سكان الناحية وازداد علمًا بأن الإحصائية قد اقتصرت على بعض قرى جبل عجلون وهذا لايعني أن القرى الأخرى كانت خالية من السكان. ومن المحتمل أن الرحالة يشير إلى أكثر القرى سكانًا في تلك المنطقة، ونظرًا لأن الرحالة كان قسًا نصرانيًا فقد أشار بنوع من التفصيل إلى العائلات المسيحية التي سكنت المنطقة وعلاقتها مع المسلمين إضافة إلى حرفهم.
وتعود أول إحصائية رسمية من قبل الدولة العثمانية إلى سنة 1288/1871 فقد أشارت هذه الإحصائية إلى أن سكان ناحية جبل عجلون والمعراض بلغ حوالي أربعمائة وتسعٌ وثلاثين خانة من السكان المسلمين وأربع وخمسين خانة من السكان النصارى وكان المجموع العام لسكان الناحية أربعمائة وثلاثًا وتسعين خانة(8).
والجدول التالي يبين سكان الناحية خلال تلك الفترة بنوع من التفصيل(9):
جدول رقم (5)
القرية
عدد السكان
القرية
عدد السكان
كفرنجة
57
أوسره (أوصره)
10
عجلون
31
حلاوة
15
خربة الوهادنة
21
فاره (الهاشمية)
21
عين جنا
52
عرجان
31
باعون
13
راجب
10
عنجرة
27
يلاحظ من خلال الجدول أن سكان منطقتي جبل عجلون والمعراض ذكروا معًا كما أن تعداد السكان قد ضم المسلمون والنصارى على السواء وثمة ملاحظة أخرى أن سكان كان فر تزايد مستمر الأمر الذي يوحي بوجود حالة من الاستقرار الأمني في هذه المنطقة خلال تلك الفترة.
ومع بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1332/1914 قامت الدولة بعملية إحصاء لسكانها ويبدو أنه الإحصاء العثماني الأخير وقد قدر عدد سكان قضاء عجلون ككل حوالي 61.967 نسمة وشمل هذا السكان المسلمين والنصارى(10). ويعلل تزايد سكان الناحية خلال فترة الدراسة في فاعلية الإدارة العثمانية والتي ظهر بشكل واضح وصريح في النصف الثاني من القرن التاسع مما ساهم في تشجيع الاستقرار في قرى الناحية أضف إلى ذلك أن العامل الأمني الذي تمتع به الأهالي كان له دور كبير في عملية الاستقرار(11). الأمر الذي أدى في النهاية إلى تزايد سكان المنطقة خلال تلك الفترة.
ولا يمكن التقليل من دور الطبيعة الجغرافية في عملية الاستقرار، فموقعها الجبلي ووعورة مسالكها، وكثافة غاباتها جعلها ملاذًا أمنًا لسكان المنطقة من غارات القبائل البدوية التي اعتادت مهاجمة الفلاحين(12).
وكان التجمعات القروية التي نشأت والتحالفات التي قامت من عدة قرى في جبل عجلون تحت زعامة أقوى العائلات (زعامة الفريحات) قد ساهمت مساهمة فعالة في توفير الحماية لأهالي المنطقة(13).
وينقسم سكان الناحية الدينية إلى فئتين هما: المسلمون والنصارى فالمسلمون يشكلون الغالبية العظمى للسكان وينقسمون من حيث معيشتهم إلى قسمين هما: الفلاحون والبدو(14).
- الفلاحون:
الفلاحون هم سكان القصبات والقرى التابعة لها وكانوا يعملون بالزراعة والتجارة وتربية الحيوانات المختلفة كالأغنام والماعز والبغال والحمير والخيول والأبقار وذلك للاستفادة من إنتاجها أو الاتجار بها أو لاستعمالها في الأعمال الزراعية(15).
وقد عانى الفلاحون خلال القرن التاسع عشر من اعتداءات القبائل البدوية ونهبت مزارعهم ومواشيهم، مما انعكس سلبا على أوضاعهم واضطر هؤلاء إلى ترك قراهم والبحث عن مكان أمن يجدون فيه متنفسًا لهم(16). ونتيجةً لذلك تحولت قرى الفلاحين إلى خراب بعد أن كانت عامرة وابتداءً من ثمانينيات القرن التاسع عشر بدأ تحسن واضح على أساليب الإدارة وعكس قدرة الدولة على توفير نوع من الأمن مما هيأ للسكان فرصًا أفضل للاستقرار وممارسة النشاط الاقتصادي(17).
- البـــــــدو:
انتشر في منطقة الدراسة عددٌ من القبائل البدوية خلال تلك الفترة، وكانت كل قبيلة تتكون من عدة فرق أو بطون، وتُقسم البطون إلى حمايل وتضم الحمولة عددًا من الأسر أو العائلات(18). وكان على رأس كل قبيلة شيخ يتمتع بنفوذ واسع على أفراد قبيلته(19).
وقد اعتمدت هذه القبائل في حياتها على ما كانت تبيعه من حيوانات كالإبل والماشية وما تنتجه من سمن وصوف ولبن وفي الوقت نفسه عملت بعض القبائل البدوية بالزراعة ولكن على نطاق ضيق(20).
ومن القبائل البدوية التي وجدت في منطقة الدراسة بشكل دائم: قبيلة البلاونة وقد تواجدوا في غور أبي عبيدة وغور البلاونه وغور دامية واستقر قسم آخر منهم في منطقة شفا الغور وراجب وكفرنجة(21).
وقد أشار لهذه القبيلة ميرل (Merrill) بقوله: "أن قبيلة البلاونة تسكن حول وادي اليابس وفي غور البلاونة وغور أبي عبيدة وكانوا يزرعون القمح ثم يقومون بريه بواسطة قنوات أقيمت خصيصًا لهذه الغاية(22).
وقدر عدد سكان القبيلة 1299/1881 بـ مائة وخمسين شخصًا ويعيشون في ثلاثين خيمة(23).
وفي أواخر الفترة العثمانية يشار إلى أن عدد بيوت هذه القبيلة حوالي أربعمائة بيت وتملك ما مقداره خمسة وثلاثون ألف رأس غنم(24).
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القبيلة قامت بالهجوم على بعض قرى جبل عجلون وقرى ناحية بني عبيد، ففي سنة 306هـ/1889م قامت فرقة من عرب البلاونة بالهجوم على قرية حواره وقتلت أربعة رجال وجرحت أربعة آخرين(25).
ومن القبائل البدوية التي استقرت في منطقة الدراسة أيضا عشيرة المشالخه وقد استقروا في المناطق الواقعة حول مصب نهر الزرقاء جنوبي قرية راجب وفي جزءٍ من غور كفرنجة التابع للغور وفي غور دامية(26).
وكانت تسكن هذه القبيلة في بيوت الشعر وقدر عد فرسانها سنة 1318هـ/1900م حوالي 200 فارس، ودفعوا الضرائب والرسوم المستحقة عليهم للدولة، وقاموا باستغلال الأراضي الموقوفة لمقام الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه(27).
ب- العلاقات ما بين الفلاحين والبدو:
اتسمت العلاقة ما بين الفلاحين والبدو بعدم الثقة، فقد اعتاد البدو مهاجمة قرى الفلاحين ونهب محاصيلهم ومواشيهم. لذلك اضطر القرويون في معظم منطقة جبل عجلون إلى التوصل إلى نوعٍ من التفاهم مع القبائل البدوية المجاورة لهم وكان مضمون هذا التفاهم أن يقدم القرويون للبدو ضريبة على شكل حبوبٍ أو ماشية أو نفوذ وهو ما أطلق عليه اسم الخاوه(28).
أضف إلى ذلك أن الفلاحين وأمام وطأة هجوم القبائل البدوية اضطروا إلى تشكيل تحالفات محلية حماية لأنفسهم من الغارات البدوية وقد أدت هذه التحالفات إلى تخفيف الهجوم البدوي، لا بل إلى تقليصه إلى حد كبير(29). وقد ذكر كوندر (Cloud Conder): أنه شاهد في منطقة جبل عجلون نحو عشرة من الخيالة من بني حسن يسوقون بعض رؤوس الماعز ولم يلبث أن شاهد في الوقت نفسه بعض القرويين يطاردونهم ومعهم البنادق في محاولة منهم لاسترداد الماشية المنهوبة(30).
لقد قاوم القرويون غزوات ولكنّ مقاومتهم لم تكن ناجعة لأن البدو كانوا يشنون الغارات المفاجئة على غنام القرويين فيسوقونها أمامهم ويتوغلون في الصحراء(31).
- إجراءات الدولة العثمانية تجاه عربان البدو في ناحية جبل عجلون:
شهدت ستينيات القرن السادس عشر الميلادي حالة تمرد دائم وإثارة الاضطرابات من جانب العربان في منطقة الغور وقاموا بقطع الطرقات في الألوية المحيطة بعجلون وهي: دمشق واللجون ونابلس والقدس وقاموا بالهجوم على منطقة عجلون(32).
ومع زيادة تعديات عربان البدو على منطقة عجلون وتهديد تلك العربان لقافلة الحج الشامي حيث اتخذت تلك العربان من طريق الحج الشامي هدفًا مربحًا لها وصدرت الأوامر السلطانية لحكام لواء عجلون بتأديب العربان المتمردة والمحافظة على الأمن وحراسة أرجاء اللواء بعد قيام العربان بالإغارة على قافلة الحج في الموسم المقرر(33).
وفي سنة 1571م صدر أمر إلى أمير لواء عجلون وقاضي حوران بقيام بعض الأعراب في قضاء حوران بسلب أموال الناس والتجائهم إلى أماكن وعره والأمر يقتضي التحقيق من ذلك وإلقاء القبض عليهم وتأديبهم(34).
وعمد العثمانيون إلى تعيين الأمراء المحليين من حكام سناجق غزة أو عجلون أو اللجوون أو نابلس أو صفد أو القدس التي كانت تتبع إيالة الشام أمراء على قافلة (35) الحج الشامي في فترات تاريخية. وممن عُين في هذا المناصب قانصوه بن مساعدة الغزاوي أمير عجلون والكرك الذي شغل منصب أمير الحج الشامي مدة خمس عشرة سنة من حوالي عام 890هـ/15722م ومن ثم ابنه الأمير أحمد بن الأمير قانصوه الغزاوي(36). وعللت الدولة أسباب هذا الأمراء لقناعتها بقوة هؤلاء الأمراء وسلطتهم محليا وقدرتهم على تيسير قافلة الحج الشامي بسلام إلى الحجاز(37).
وكانت الدولة العثمانية تُدرك خطورة طريق الحج الشامي ذهابًا وإيابًا حيث تنتشر حوله عشائر بدوية مختلفة، ولذا لجأت إلى اتخاذ إجراءات مختلفة بغية حماية الحجاج من غارات العربان منها لا تعيين أمير عثماني على القافلة سميّ أمير الحج بغية الإشراف على كل ما يتعلق بأمور الحج، وتوفير جو أمن لأداء الحجاج طقوسهم الدينية، ومراقبة قوة عسكرية لحراسة القافلة وكسب عربان البدو بتوزيع مبالغ من المال سميت بالصرة السلطانية تقدم إليهم موسم الحج وتغطية نفقات نقل الحجاج(38).
ومع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر الميلاديين اضطرب حبل الأمن في جنوب بلاد الشام فكثرت تعديات عربان البدو على قرى الفلاحين وعلى قوافل الحج الشامي في الطريق من دمشق إلى تبوك لامتناع ولاة الشام عن دفع مرتبات الصرة المقررة لشيوخ القبائل البدوية، ووصف هذه الحالة من عدم الاستقرار والاضطراب الأمني الرحالة بيركهاردت حيث أشار أن أهالي حوران يطلقون على عشائر السردية(39)، وعرب الفحيلي لفظ أهل الديرة لأنهم يتحركون في نطاق الديرة والتي تصل إلى نهر الزرقاء ويوالون والي دمشق ويدعمونه في حروبه مع القبائل الأخرى ويأخذون مقابل ذلك الخاوة من قرى حوران والجولان وجبل عجلون(40).
وفي حكم محمد علي باشا لبلاد الشام (1831- 1841م) اتخذت إدارته في الشام إجراءات ضد عربان البدو الذين ازدادت تعدياتهم على منطقة حوران وإربد وعجلون لتأديبهم والتنكيل بهم خاصة عربان البدو ضمن المناطق الواقعة جنوبي حوران ومنها: عرب عنزة(41) وبني صخر(42) وباقي القبائل التي تحتشد في سهل حوران(43).
وقامت إدارة محمد علي بتشجيع عربان البدو على الاستقرار في مناطق بهدف الإفادة منها كخالة في الجيش المصري والمساعدة في القضاء على الثورات التي قامت ضد الحكم المصري وضد هجمات البدو(44). وعلى الرغم من الإجراءات التي اتبعتها الإدارة المصرية في تقليص حدة هجمات العربان على منطقة عجلون لكن السنوات الأخيرة من الحكم المصري صراعًا بين العربان والدولة ففي النزاع الذي وقع بين عرب بني صخر وعرب الغزاوية والذي امتد إلى عجلون اضطرت الدولة لوضع خمسين جنديا في شونة إربد (مخازن الحبوب) لحمايتها. وجرت في الوقت نفسه حملة عسكرية لعرب الصقور لتأديبهم واستغل ثوار عجلون هذا الوضع فأغاروا على شونة إربد ونهبوها وأخذوا دفاترها(45). لكنه بعد ذلك تم إلقاء القبض على أشقياء العربان وأمر إبراهيم باشا بإعدامهم وحبس قادة التمرد في سجن عكا(46).
ولم تفلح جهود إبراهيم باشا في وضع حدٍ لتعديات العربان مما جعلهُ يكتب إلى والده رسالةً جاء فيها: "إنّ العربان قد حصل منهم تعدي وتطاول بشكل زائد على حوران وإربد وعجلون وسلبوا ونهبوا وقطعوا الطريق معللاً أنّ سبب ذلك يعود إلى قلة وجود العسكر(47).
ومن جهة أخرى حرصت الإدارة المصرية على توفير سبل الحماية والرعاية لقافلة الحج الشامي وتأمين وصولها بسلام ولضمان ذلك خصصت أعطيات نقدية وعينية لشيوخ العربان في طريق الحج لقاء عدم اعتداءهم على القافلة في الذهاب والإياب(48). وقامت باستئجار الجمال لنقل الجنود والمؤن المتعلقة بالقافلة واشتهرت عربان قرى حوران بتوريد آلاف الجمال إلى القائمين على شؤون القافلة مما سهل نقلها وأتى بالفائدة المالية على أصحاب الجمال(49).
وفي أعقاب خروج قوات محمد علي باشا من بلاد الشام سنة 1841م عانت منطقة عجلون من غياب الأمن وزاد نشاط عربان البدو في المنطقة وزادت تعدياتهم على قرى الفلاحين والاستيلاء على المواشي والغلال وفرض الخاوة(50).
ونظرًا لغياب الأمن اضطرت الإدارة العثمانية إلى إرسال حملة عسكرية مكونة من 600- 700 جندي لحفظ الأمن في عجلون لتعزيز الأمن فيها(51).
وقدم اقتراحًا إلى الصدر الأعظم محمد أمين رؤوف باشا يقضي بضم قضاء عجلون ولواء حوران إلى إيالة الشام الشريف وإنشاء قائمقامية في قرية علعال مع معسكر يستوعب ما بين 600-700 نفر من العسكر مع خيولهم لحماية الأهالي من تعديات عربان البدو(52).
وفي عامي (1849- 1850م) هاجمت عربان البدو الفلاحين ونهبت محاصيلهم في عجلون الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر ففي القتال الذي حصل بين قبيلة السرحان وبني كلاب في جوار قضاء عجلون تم الاستيلاء على 1200 رأس غنم و39 رأس ماعز(53).
واستمر النهج التقليدي الذي انتهجتهُ الإدارة العثمانية في التعامل مع عربان البدو في القبائل مع بعضها البعض وإرسال الحملات العسكرية بين الفينة والأخرى لكنها منذ بداية سبعينات لتشجيع البدو على الاستقرار، وفلاحة الأرض للحيلولة دون اعتداء العربان على القرى الزراعية. في الوقت الذي بذلت فيه جهودًا لإقناع عربان حوران وعجلون بالعدول عن عزمهم مهاجمة قرى الفلاحين والخضوع للحكومة(54).
ورغم الإجراءات التي اتبعتها الدولة للحد من تزايد المد البدوي إلا أنه حصلت اعتداءات من عربان البدو على قرى جبل عجلون وألحقت أضرارًا بالمزروعات وأخذت الخاوة من الفلاحين(55).
وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في منطقة عجلون وأنشئت العديد من المخافر العسكرية في بعض قرى ناحية عجلون وكفرنجة وقرية خربة الوهادنة وصُرف مبلغ 600 ليرة من ميزانية الولاية لإنشاء هذه المخافر(56).
ج- الطائفة المسيحية:
توزعت أفراد الطائفة المسيحية في عدد من قرى ناحية جبل عجلون على شكل أفراد وجماعات تكاثرت في منطقة الدراسة. وتزايدت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأعطوا دورًا أكبر في المشاركة في عضوية مجلس إدارة قضاء عجلون وعضوية محكمة البداية(57).
وقد أشار القس كلاين (Kleine) سنة 1285ه/1868م إلى القرى التي يسكنها نصارى في ستينيات القرن التاسع عشر في ناحية جبل عجلون وهي راجب وخربة الوهادنة وحلاوة وكفرنجة وأوصره وعين جنا وكفرنجة ودبين وأن هؤلاء نصارى يمارسون الأعمال الحرفية التي يحتاجها الفلاحون كصناعة المحاريث والفؤوس وحذو الخيل مقابل مقدار معين من الحبوب وجميع هؤلاء أغريق ارثوذكس(58).
وقد شهدت الفترة الممتدة من 1298 – 1318 هـ/1880- 1900م محاولات جادة لفتح إرساليات تبشيرية في كل من عرجان وخربة الوهادنة وكفرنجة وفارة (الهاشمية) وعنجرة وعجلون. وتأسس في الناحية عددٌ في الناحية من الإرساليات في بعض القرى كما هو موضح في الجدول التالي(59).
جدول رقم (6)
القرية
المؤسس
السنة
الخوري
المساعد
عنجرة
جوزيف جاريللو
1883
حنا طراد
انطوان عساف
عجلون
جاني موريتان
1897
حنا سردينا
يوسف غاريللو
خربة الوهادنة
/
طانيوس أفغاني
حنا
فارة (الهاشمية)
طانيوس أفغاني
حنا
عرجان
طانيوس كساب
يلاحظ أن الإرساليات اقتصرت القرى دون غيرها من قرى الناحية وهذا يعني أن هذه القرى كان يسكنها بعض العائلات المسيحية ووجدت هذه الإرساليات لخدمتهم، كما يلاحظ أن أسماء بعض الخورة تكررت في أكثر من قرية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإرساليات قد استمرت في العمل حتى بداية الحرب العالمية الأولى حيث توقف نشاطها واستأنفت هذا النشاط بعد انتهاء الحرب.
وأشار السجل الشرعي لطوائف المسيحيين في ناحية جبل عجلون فيشار لهم بالمسيحي العثماني وأحيانا بالعيسوي أو العيسوية(60). كما يشير في الوقت نفسه لطائفة الرم الكاثوليك في عنجرة(61).
2- العناصر الوافدة:
شهدت فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر حالة من الاستقرار الأمني في منطقة جبل عجلون نتيجة للإشراف الفعال والمباشر من جانب الإدارة العثمانية وهذا انعكس إيجابيا على زيادة عدد الوافدين إلى منطقة الدراسة على شكل جماعات أو عناصر فردية للاستقرار أما بشكل دائم أو مؤقت(62).
ومن أهم العناصر الوافدة التي لقيت الاهتمام الواسع والكبير من جانب الدولة "الشراكسة" وقد أسكنتهم الدولة في قرية جرش التي كانت من خرائب قضاء عجلون مهجورة خالية من السكان(63).
واستقرت بعض العائلات الكردية في قرية عجلون فقد أشارت وثيقة دركنار إلى استقرار شخص يدعى ياسين بن شمدين الكردي من حي الصالحية في دمشق أقام بشكل دائم في عجلون(64).
كما شهدت المنطقة حالات استقرار فردية في بعض قرى الناحية كان سببه في الدرجة الأولى الزواج فقد استقرت في قرية كفرنجة امرأة من طنطنا (في مصر) بسبب زواجها من إمام في القرية(65).
3- التعليم في الناحية:
اتخذت الدولة العثمانية بعد خروج المصريين سنة 1257هـ/1840م خطواتٍ عملية في سبيل إصلاح التعليم وتحينه فأصدرت سنة 1263/1846 قانون إصلاح التعليم والذي خولها حق الإشراف على مختلف مراحل التعليم في المدارس(66).
وقد نصّ قانون التعليم على مجانيته وحق تعيين معلمين من غير رجال الدين كما نصّ أيضا على الأخذ بطرق التدريس الحديثة(67).
ويمكن تقسيم التعليم في الدولة العثمانية خلال فترة الدراسة إلى نوعين: هما: الكتاتيب والتعليم الابتدائي، وقد ساد ناحية جبل عجلون هذان النوعان من التعليم:
الأول: الكتاتيب:
وهو نظام تعليمي عُرف منذ زمن بعيد ويتولى التدريس فيه معلم أطلق عليه شيخ الكتاب. وكان يتم التعليم في المسجد أو منزل الشيخ ويجلس التلاميذ على حصيرة أو بساط أما الشيخ فيجلس في مكان مرتفع والتلاميذ من حوله(68).
أما أدوات الكتابة فكانت الأقلام التي صنعت من القصب والتي تغمس في الحبر يتم الكتابة على دفاتر من الورق الخشن السميك (الكدش) أو على ألواحٍ من التنك(69).
ولم يكن الشيخ يتقاضى راتبًا بل كان يعتمد على الهبات التي يتلقاها من ذوي الطلاب وهي عبارة عن أشياء عينية كالمواد الغذائية التي يتعامل بها الأهالي مثل اللبن والحبوب والخبز والبيض والزيت(70).
وكان أبناء قرى الناحية يبدأون الدراسة في هذه الكتاتيب في سن متأخرة ويكون التدريس عادة في فصل الشتاء في الوقت الذي لا يتعارض مع أعمال الفلاحة ويبقى التلميذ في الكتاب حتى أخر فصل الشتاء إلى أن يحين موعد الأعمال الزراعية في فصل الربيع والصيف فيترك الكُتاب ويعمل مع والده في الحقل حتى أخر فصل الصيف وبعد ثلاث أو أربع ستين يعلن شيخ الكتاب خدمته التلميذ (تخرجه من الكتاب) (71).
وقد أشارت سالنامة ولاية سورية لوجود عشرة معلمين للكتاب في ناحية جبل عجلون موزعة على قرى الناحية ولكن دون الإشارة لأسماء هؤلاء الكتاب(72).
الثاني: المدارس الابتدائية:
اهتم العثمانيون بالتعليم في قضاء عجلون منذ بداية تأسيس القضاء وفي سنة 1310هـ/1894 أنشئت في القضاء شعبة اللجنة المعارف وكانت تتبع نظارة المعارف العمومية ويرأس هذه اللجنة نائب القائمقام وعضوية ثمانية أعضاء وكانت مهمة هذه اللجنة رعاية شؤون التعليم في القضاء(73). وقد مثل الناحية في هذه اللجنة عبد العزيز أفندي الكايد(74).
وافتتحت أول مدرسة ابتدائية في ناحية كفرنجة في مركز الناحية (كفرنجة) سنة 1311/1893 وكان معلمها محمد أفندي وقد استمر معلما في المدرسة حتى سنة 1315/1897(75) ثم ترد الإشارة لمعلم آخر هو أحمد حلمي أفندي الذي استمر حتى سنة 1317/1899(76).
وفي سنة 1318/1900 أشارت سالنامة سوريا لبهاء الدين أفندي معلم مكتب كفرنجة الابتدائي(77).
وفي قرية عجلون افتتحت مدرسة ابتدائية أخرى اعتبارًا من سنة 1317/1899 وكان معلم هذه المدرسة صالح التل أفندي(78). ومن الجدير بالذكر أن هاتين المدرستين استمرتا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
وفي سنة 1328/1910 نقرر إنشاء عشرين مدرسة ابتدائية في بعض قرى قضاء عجلون ومن بينها قرية عين جنا وهذا يعكس الرغبة المتزايدة من جانب أهالي القضاء في الإقبال المتزايد على العلم والمعرفة وفي الوقت نفسه لقيّ تشجيعا من قبل قائمقامي قضاء عجلون(79).
وكان يُدرس في هذه المدارس القراءة والكتابة والحساب ومهارة الخط إلى جانب العلوم الدينية(80).
وتم تنظيم المدارس الابتدائية في فلسطين والأردن وحُدثت مناهجها بين سنتي 1908 و1914 فأصبحت المناهج تشمل تدريس القرآن الكريم واللغة التركية والتاريخ والجغرافيا والحساب والصحة والرياضة البدنية والعلوم المنزلية والموسيقى(81).
مدارس الطوائف المسيحية:
ظهرت في ناحية جبل عجلون بعض المدارس المسيحية وتركزت هذه المدارس في عجلون وعنجرة وتولت الإرساليات الطائفية أو التبشيرية الإشراف على هذه المدارس والإنفاق عليها ودفع رواتب معلميها(82).
والجدول التالي يبين أسماء المدارس الطائفية التي وجدت في بعض قرى الناحية(83):
جدول رقم 7
القرية
المدرسة
سنة التأسيس
المؤسس
أسماء المعلمين
عددهم
عدد الطلاب
عجلون
الروم الأرثوذكس
1881
فرايموس أفندي
3
22
عجلون
الروم الأرثوذكس
1888
يوسف الخوري
4
21
عجلون
ناصر الربضي
عجلون
سليمان السالم
عجلون
يوسف اللبناني
عجلون
الروم الكاثوليك
1897
عُمر ذياب
21
عنجرة
روم لاتين
1889
عنجرة
روم لاتين
1890
وفي سنة 1319هـ/1901م قام الأب يوسف غاريللوه بفتح مدرستين في كل من عجلون وعنجرة إحداهما للذكور والثانية للإناث تقوم بتعليم حوالي خمسين تلميذ(84).
وكانت المدارس الطائفية تقوم بتدريس اللغة العربية واليونانية، أما مناهج التدريس فكانت تأتيها مطبوعة من دير الروم في القدس(85).
وقد سعت هذه المدارس إلى نشر الثقافة المسيحية التي أنشئت من أجلها في الوقت الذي استقبلت فيه كلا الجنسين (الذكور والإناث)، ولذلك كان الإقبال عليها أكثر من المدارس الحكومية الأخرى(86).
ولا بد من الإشارة إلى أنه لم توجد مدارس إعدادية في قضاء عجلون ولذلك اضطر عدد من أبناء الناحية إلى إكمال دراستهم في مدارس الولاية في مكتب عنبر (87) في دمشق ومنهم حسن البركات ومطلق الحمد من قرية كفرنجة ثم التحقتا بمدرسة العشائر (88)وكان الطالب يتخرج من هذه المدرسة برتبة ضابط في الجيش العثماني(89).
كما يشار إلى ناصر الربضي ومنصور يوسف الربضي من قرية عجلون الذّين تلقيا تعليمًا في كلية المصلبة في القدس(90).
تراجم لعلماء عجلونيين:
- إسماعيل بن محمد الجراحي العجلوني المولد، الدمشقي الوفاة (ت 1162هـ/1748م) في عجلون ثم رحل إلى دمشق ودرس على عدد من علمائها وشيوخ العلم فيها ورحلّ إلى استانبول سنة 1119هـ/1707م وفيها وليّ وظيفة التدريس في الجامع الأموي تحت قبة النسر عُرف مفسرًا ومُحدثًا له مؤلفات وإجازات كثيرة(91)،(وسيكون عنه دراسة وافية في هذا الجزء).
- أحمد العادة العجلوني: عاش في عجلون بعد القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي أحد تلامذة الشيخ محمد الريمون عرف عنه الورع والتقوى والمكاشفة(92).
- عبد الله العجلوني: أحد علماء النحو، له مسائل متعددة في النحو ت(1112هـ/1700م) (93).
- محمد بن احمد العجلوني: له كتاب فهرسة الفلسفة ت (1177هـ/1763م)(94).
- أبو الفتح العجلوني: رحل إلى القاهرة في طلب العلم، درس بالأموي، ت(1193هـ/1779م)، رحل إلى مصر والقدس واستقر في دمشق، ألف في الفرائض والنحو والفقه(95).
- حامد العجلوني: رحل إلى القاهرة في طلب العلم، درس بالأموي، ت(1106هـ/1794م) (96).
- إبراهيم بن عبد الله العجلوني: كان مؤذنًا بجامع العداس(97).
- أحمد بن عبد المعطي أفندي الباعوني العجلوني: الأذان في جامع عائشة الباعونية(98).
- سليمان بن محمد العجلوني: تولى أوقاف السادة الجذاما(99).
- محمد بن أحمد العجلوني: تولى أوقاف مسجد القبة البيضاء(100).
- محمد بن سليمان العجلوني: تولى قراءة جزء بجامع الصابونية(101).
- محمد بن محمد بن محمد العجلوني: تولى قراءة ربع جزء شريف بجانب قبر البني يحيى(102).
- محمد بن يحيى العجلوني: تولى الخطابة في جامع السادات(103).
- ابن محمد العجلوني الكبير أبو الفتح العجلوني المعروف بالعجلوني الصغير: درس في الجامع الأموي بعد العشاء(104).
- حامد بن سالم العجلوني (ت 1106هـ/1694م) رحل إلى مصر وأجازه الأجلاء من علمائها، كانت له وظيفة قراءة جزء شريف بجامع بني الحمر، كما تولى وقف المدرسة اليونسية في دمشق.
- إبراهيم بن عبد الله العجلوني (1162هـ/1748م) تولى التدريس في جامع العداس(105).
4- النمط المعماري في الناحية:
لعبت الطبيعة دورًا أساسيا في تحديد سمات وطراز النمط المعماري لأماكن السكن من حيث التصميم ومساحة البناء وفقًا لطبيعة النشاط الاقتصادي الذي مارسه سكان الناحية(106).
وقد أخذ بعين الاعتبار عند إقامة بيت السكن اتجاهه نحو الشمال لدرء وابل المطر وحر الشمس في الصيف(107).
وتكونت مواد بناء البيوت من الحجارة المحكمة واستُخرجت مادة الطين من المحافر والشيد الأبيض، أما سقف البيت فكان يتكون من جذوع الأشجار والألواح الخشبية(108).
وكانت أبواب البيوت غالبا ما تكون بشكل مستطيل أو بشكل أقواس وكان يميز بيوت الناحية كثرة القناطر ويعتمد عددها على حجم البيت(109).
أما سقف البيت فكان يتكون من جذوع، الأشجار والألواح الخشبية وتغطي هذه بالبلان واللبيد ثم تعلوها طبقة من الطين المجبول ويراعي عملية الميلان لغاية تصريف المياه(110).
وبعد الانتهاء من السقف تصب مصطبة البيت بالطين المجبول كما تقام الكوايير في جدران البيت والروايا لحفظ الحبوب والزيت والمؤن التي توضع في داخلها(111).
وتقام الرفوف والمطاوي لحمل أدوات وأثاث البيت، كما تحفر بعض أبار المياه في داخل البيت والتي غالبا ما تستخدم لحفظ الغلال من السرقة ومن ضرائب الدولة عليها(112).
وكان يعمل فناء (ساحة) للبيت وضم هذا الفناء ملحقات البيت من زريبة الحيوانات وأقنان الدجاج(113).
لقد كانت أنماط السكن لمجمل بيوت الناحية على النمط العثماني القائم على العقود والقناطر المقوسة وأنصاف الدوائر من حيث أشكال النوافذ والأبواب والتقسيمات الداخلية للبيت.
أ- الجوامع
وجد في الناحية خلال فترة الدراسة أكثر من جامع(114) وكانت هذه الجوامع موجودة قبل الحكم العثماني، إلا أنه وخلال فترة العهد العثماني تم إعادة بناء هذه الجوامع وفقًا للطراز المعماري العثماني.
ومن الجوامع التي وجدت في ناحية جبل عجلون "جامع كفرنجة الأثري" في قرية كفرنجة وقد اتبع في بناء هذا الجامع أسس العمارة الأيوبية والمملوكية(115).
ويشبه جامع كفرنجة جامع عجلون الأثري مكن حيث الأعمدة والسقف والمحراب والمدخل الشرقية خلافا لجامع عجلون الذي اقتصرت أبوابه على الجهة الشمالية(116).
ويستدل من خلال النقش المكتوب فوق سقف الباب الرئيسي للجامع على الفترة التي أعيد فيها بناء هذا الجامع في أواخر الفترة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1320هـ/1902م ومن الأسطر المكتوبة على الباب الرئيسي(117).
- إنما يعمرُ مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر.
- هذا جامع الفاروق من جعل بإحيائه للطاعات بابا مشرعا.
- وبعد اندراس جددته عصبة تصدت لفعل الخير والبر أجمعين.
- بأيام سلطان الأنام مليكنا حميد المزايا من به الفضل جمعا.
- قرابة للرحمن أرخ ما ازدهى به نبي الله في الفردوس لمن سعى بيننا.
- 1320هـ.
- جامع عجلون الأثري: بُنيّ هذا الجامع في عهد الملك صالح نجم الدين أيوب(118) صاحب مصر سنة 645هـ/1247م وأشرف على بنائه نائبه في عجلون الأمير علاء الدين أيدكين بن عبد الله البندقدار (119) الصالحي ويمتاز هذا الجامع بمئذنته الطويلة المربعة والمبنية من الحجر(120). ولا توجد إشارة إعادة بناء هذا الجامع في الفترة العثمانية كما حصل لجامع كفرنجة.
أما الجامع الحميدي فقد عُمر على مسجد دارس على يد الشراكسة في جرش سنة 1298/1889م من خلال النقش المكتوب على المدخل الرئيس للجامع "أنشئ هذا الجامع من قبل شراكسة جرش في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1298/1889م(121).
وفي قرية ريمون يوجد جامع قديم (جامع ريمون) الذي يعود بناؤه للعصر المملوكي في عهد السلطان الظاهر بيبرس(122) (658- 676هـ/1260-1277م) وتولى بناءه الأمير ايدمر الظاهر نائب دمشق سنة 676هـ/1277م(123).
أما المساجد فتكاد تكون متوافرة في كل قرية من قرى الناحية فقد أشارت سالنامة سورية إلى وجود ستة جوامع وتسعة مساجد وثلاثة مقامات أولياء في ناحية جبل عجلون ومعراض(124).
ب- المقامات:
وجد في بعض قرى الناحية عددٌ من المقامات لأولياء الله الصالحين والذين كان لهم مكاشفات وكرامات وقد تذاكر سكان الناحية كرامات هؤلاء فيما بينهم. ففي عجلون يشار لمقام السيد بدر والبعاج(125)، وفي خربة الوهادنة يشار لمقام عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه(126)، وفي راجب يشار لمقام الشيخ أبي رغيف والحاجة أميرة(127). وفي عنجرة يار لمقام زاهر(128).
5- العادات والتقاليد الاجتماعية:
أ- الزواج:كان هناك إقبال متزايد من قبل سكان الناحية على الزواج خلال فترة الدراسة.
فالمجتمع زراعي بالدرجة الأولى وهذا الأمر رغّب الأباء في الإكثار من الأبناء لمواجهة ظروف الحياة الزراعية التي تعتمد على كثرة الرجال في العمل ولذلك فإن مركز العائلة وموقعها يعتمد بالدرجة الأولى على عدد رجال العائلة(129).
وكانت مهور النساء في الناحية عالية، وعلى الرغم من ارتفاعها إلا أنه حصل إقبال متزايد من قبل الشباب على الزواج(130).
وذكر يبركهاردت (Burckhardt) أن مهر العروس في ناحية جبل عجلون سبعمائة إلى ثمانمائة قرش قد يرتفع إلى 1500 قرش(131).
وفي أواخر الفترة العثمانية أصدرت نظارة الداخلية في ولاية سورية أمر بضرورة إنقاص المهور في الزواج فارتأت الحكومة تشكيل لجنة جعلت مهر البنت من (1500-3000) قرش ومن تزوج بأكثر من هذه القيمة يؤخذ منه ليره عثمانية للجنة المعارف ومائة ليرة للمجلس البلدي عن كل ألف قرش يزيد فيها المهر عن هذا الحد(132).
ب- الطلاق: وقعت في قرى الناحية حالات طلاق لكنها محدودة وفقا لإشارة السجل الشرعي ويعود ذلك إلى الظروف الصعبة التي كان يعيشها الفلاح في الوقت الذي شكلت فيه الزوجة الساعد الأيمن للرجل(133).
ج- الميراث: أما الميراث فكان يعتبر من العادات والتقاليد الاجتماعية التي سادت في الناحية. وعلى الرغم من حض الإسلام الصريح على حق المرأة في الميراث، إلا أن حقها هضم إلا في حالات نادرة ولذلك ذكر السجل الشرعي الكثير من الشكاوي التي رفعتها المرأة تطلب فيه حقها من الميراث.
يلاحظ من خلال السجلات الشرعية أن المرأة قد طالبت بحقها في الورثة وفقا لما ورد في الشرع الشريف كما أن الميراث قد قسم بين ورثة المتوفي كما ويلاحظ أيضا أن الورثة كانت أما قطعة من الأرض، أو مبلغا من النقود.
6- أثاث البيت:
كانت حاجات الفلاح بسيطة الغاية اقتصرت على مجموعة من مخدات الصوف وفجج وبسط ملونة وعدول من الصوف وحصر أرضية(134).
ومن أثاث الفلاح الفرشة هو ما أطلق عليه اسم الطراحة واللحاف هي مصنوعة من الصوف وأحيانا من القطن(135).
أما أوني الطبخ فكانت من النحاس الأصفر فهي لا تتجاوز طنجرة "طاسة" وعدد من الصحون النحاسية وسدر نحاسي وبعض الأواني الفخارية التي تستخدم للشرب أو لحفظ الزيت "حالوب فخار" والخوابي وبعض الأدوات الجلدية منها الجراب(136).
ووجد في بيت الفلاح المنقل (الكانون) والمد الخشبي لحفظ الحنطة، والحبال التي تصنع غالبًا من القنب أو شعر الماعز وأطباق القش. ومن أدوات الإنارة التي يشار لها بفوانيس الكاز والشمعدانات(137). كما وجد في بيته الدلال التي يحفظ بها القهوة وهي مصنوعة من النحاس والمحماسة المصنوعة من الحديد والمهباش الخشبي والصينية النحاسية التي توضع عليها الفناجين(138).
7- اللباس:
كان لباس سكان الناحية متميزًا بالبساطة والاحتشام وذلك نظرًا للعادات الاجتماعية السائدة والقائمة على المحافظة.
وكان لباس الفلاح خلال تلك الفترة لا يتعدى كسوتين في العام إحداهما في الشتاء والأخرى في الصيف(139).
وقد غطى الرجل رأسه بالكوفية والتي يعلوها العقال الأسود(140). ولبس الفلاح السروال المصنوع من القطن أو الكتان ويعرف "بالدكة" في حين لبست المرأة العصبة على رأسها كما ارتدت الشرس وهو نوع من القماش الأسود ودامر الجوخ(141).
وتزينت المرأة بالأساور الذهبية والفصية والعرجه والخلاخيل والخرز وأنصاف وأرباع الليرات العثمانية(142).
8- الكرم:
كانت دائرة الكرم واسعة النطاق في الناحية وشملت إضافة إلى مسؤولي الدولة الرحالة الأجانب الذين زاروا المنطقة وتحدثوا عن كرم الأهالي فيها. فكان شيخ القرية يوعز إلى المختار بإحضار الذبائح وكميات السمن والعسل والبرغل والشعير لصنع الطعام للضيوف وأن إكرام الضيف من شيم وعادات أهل الناحية في تلك الفترة(143).
وقد امتدح الرحالة بيكنجهام (Bickingham) الضيافة كمظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية السائدة بين سكان الناحية فذكر أن شيخ الفريحات أكرم وفادته أثناء تواجده في قرية كفرنجة(144).
وذكر الرحالة كلاين أن شيخ الفريحات في ناحية جبل عجلون أكرم وفادته وأنه رجل طيب وذكي وقوي(145).
وذكر التل أن أهل هذه البلاد يعيشون عيشة بسيطة وأنهم كانوا يتباهون في الكرم وذبح الضأن والماعز الضيف الذي ينزل عندهم وكان يدعى لتناول الطعام مع الضيف الجيران ووجوه القرية(146).
9- الطعام:
كانت الحبوب هي المصدر الأساسي لغذاء سكان الناحية خلال تلك الفترة، وكانت الحبوب تُطحن ويُضع منها الخبز وهو ما أطلق عليه اسم الكراديش(147).
كما تناول سكان الناحية الحمص والسمسم والعدس والذرة، ومن المواد الغذائية التي تناولها السكان أيضا زيت الزيتوون والأرز والبصل والفلفل والسماق كما تناولوا الدجاج والبيض والعسل والسمن البلدي واللحم البلدي(148).
أما الحلويات فكانت الراحة والسكاكر والكعكبان والملبس الإفرنجي والحلاوه(149).
10- الخاتمة:
تعتبر فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر بداية الاهتمام الفعلي من قبل الإدارة العثمانية في منطقة عجلون بشكل خاص وفي الأردن بشكل عام بعد حالة الاضطراب الأمني والفوضى التي عاشها أهالي المنطقة في النصف الأول من القرن التاسع عشر والتي برز خلالها دور الزعامات المحلية والقبائل البدوية التي استطاعت إدارة شؤون المنطقة لبعض الوقت بالاتفاق مع السلطة العثمانية أو بدونه.
وقد دلت المعلومات المستقاة من المصادر الأولية أن اهتمام الدولة بمنطقة الدراسة قد بدأ فعليًا سنة 1302هـ/1885م وزاد الاهتمام بهذه المنطقة لتعزيز الإجراءات الأمنية من قبل الحكومة في الوقت الذي ظهر فيه توجه من جانب الدولة في أوائل القرن العشرين لإنشاء قضاء جديد يضم منطقة الدراسة وعربان بني حسن.
وتمثلت أولى الإجراءات الإدارية في منطقة الدراسة بتشكيل ناحية في كفرنجة على رأسها مدير ونائب له يعاونه مجلس إدارة الناحية. وكان مدير الناحية يتولى إيصال القرارات التي يتخذها مجلس إدارة الناحية إلى إدارة القضاء في إربد. كما عاونه مجلس الاختيارية في القرى والذين مُنحوا سلطات واسعة في قراهم فكانوا الواسطة ما بين الأهالي والدولة.
وقد مًثّل سكان الناحية بمختلف فئاتهم الاجتماعية من خلال مجلس إدارة القضاء وهيئة اختيارية القرية.
وفي الوقت نفسه عمدت الدولة إلى تعزيز الأمن في هذه المنطقة ولذلك أنشئت عددًا من المخافر الأمنية في بعض القرى التابعة لمنطقة الدراسة.
وعلى الرغم من تطبيق التنظيمات التي أوجدتها الدولة إلا أن هذه المنطقة لم يكن تأثير التنظيمات فيها كبيرًا فقد عانى أهلها من سطوة الزعامات المحلية وفساد الموظفين إداريين وفُرض نظام التجنيد الإجباري الذي لم يكن موجودًا من قبل والضرائب الباهظة التي فرضت عليهم إضافة إلى الخطر الكبير الذي ظل يهددهم طوال القرن التاسع عشر وهو اعتداءات القبائل البدوية المتكررة التي لم تنتهٍ حدتها على الرغم من الإجراءات الوقائية التي اتبعتها الدولة لتقليص هذه الاعتداءات ومحاولة نشر الأمن والاستقرار في المنطقة.
أما الجانب الزراعي فقد لقيّ اهتمامًا واضحا من جانب الدولة ولذلك قامت بتزويد المهاجرين الشراكسة في الناحية بأنواعٍ عديدة من الأشجار لزراعتها.
ومن الجدير بالذكر أن واردات الدولة من الضرائب والرسوم قد زادت خلال تلك الفترة ورافق ذلك بعض التجاوزات التي مُورست من قبل موظفي الدولة على الأهالي.
ويلاحظ أن هناك صلات تجارية ما بين قرى الناحية بشكل خاص وقرى القضاء بشكل عام كما حصل تبادل تجاري مع بعض قرى فلسطين كنابلس والناصرة وحيفا وكان هذا التبادل في تنام مستمر.
وتداول سكان الناحية بعض العملات الرسمية التي كانت (شائعة) منتشرة في منطقة الدراسة إضافة إلى مقاييس ومكاييل وأوزان استخدمها سكان الناحية خلال تلك الفترة.
وقد أولت الدولة اهتمامها بالناحية التعليمية ولذلك قامت بإنشاء عدد من المدارس الابتدائية لرفع المستوى التعليمي لأبناء الناحية.
أما الناحية المعمارية فقد لقيت اهتمامًا من جانب الدولة وخاصة إعادة أعمار بعض الجوامع في منطقة الدراسة خلال تلك الفترة.
11- نتائج الدراسة: خلصت هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
- إن منطقة جبل عجلون عانت من اضطراب وعدم استقرار في أعقاب خروج قوات محمد علي باشا من بلاد الشام في ظل عدم وجود إدارة فاعلة من جانب الدولة مما أدى إلى ازدياد هجمات القبائل البدوية وانتشار قطاع الطرق واللصوص كما برز دور الزعامات المحلية (شيوخ القرى) التي لعبت دورًا في إدارة شؤون المنطقة لبعض الوقت بالاتفاق مع الإدارة العثمانية.
- أن الدافع الأمني كان من الأسباب المباشرة التي دفعت الدولة العثمانية إلى تأسيس ناحية كفرنجة في الوقت الذي زادت فيه حدة هجمات القبائل البدوية على قرى جبل عجلون فكان لا بد من إيجاد إدارة قادرة على توفير الأمن لدى سكان المنطقة.
- أن مدراء ناحية كفرنجة كانوا من شراكسة جرش الذين عينتهم الدولة دون غيرهم من سكان الناحية.
- أن الأعضاء المنتخبين في إدارة قضاء عجلون عن ناحية كفرنجة كانوا من زعامة عشيرة الفريحات ولذلك حافظت هذه الزعامة على توليها عضوية إدارة القضاء فترة من الوقت ولم يشاركهم فيها أحد.
- أن الدولة العثمانية جعلت من قرية كفرنجة مركزًا للناحية لإضعاف زعامة الفريحات وإلغاء دورها في حكم منطقة جبل عجلون خاصة أن هذه الزعامة كانت في حالة صراع وتنافس مع زعامة الشريدة في الكورة.
- أن التمرد الذي قامت به زعامة الفريحات في كفرنجة سنة 1294هـ/1877م كان سببه بعض الممارسات الخاطئة من قبل محصلي الضرائب وإرهاق السكان الذين لم يعد بمقدورهم تحملها.
- أن فترة النصف الثاني من القرن التاسع عشر وعلى الرغم من حالة الاستقرار الأمني التي شهدها، إلا أنه وقعت حالات مخلة بالأمن في تلك المنطقة خلال تلك الفترة وهذا يعني أن الإجراءات الأمنية التي اتبعتها الدولة كان فيها بعض الثغرات.
- إن منطقة الدراسة شهدت حالات استقرار واضحة من قبل سكان آخرين كالشراكسة والأكراد وبعض السكان الآخرين والمسيحيين وقد ساهم هؤلاء السكان في العمل معًا إلى جانب السكان الأصليين ضد غارات الأعداء واللصوص وقطاع الطريق.
- أن الدولة بتزويد المهاجرين الشراكسة في منطقة الدراسة بكل أنواع الدعم من خلال إسكانهم في قرية جرش، كما فرضت ضريبة إغاثة لمساعدتهم بقيمة خمسة قروش ودعمت ناحية كفرنجة بمجموعة من الأشجار المثمرة.
- أن المهاجرين الشراكسة أحدثوا تغيرات واضحة في المنطقة التي سكنوها (جرش) وقاموا بتطويرها وأدخلوا مزروعات لم تكن موجودة من قبل كالتوت كما شقوا القنوات المائية وهذا ساهم في زيادة كمية الإنتاج وفي ازدهار الزراعة كما عملوا على زيادة التبادل التجاري ما بينهم وبين القرى المجاورة لهم.
- أن اهتمام الدولة كان واضحًا في منطقة الدراسة ولذلك قامت بفتح عدد من المدارس الابتدائية في بعض قرى الناحية بهدف رفع المستوى التعليمي لأبناء الناحية.
هوامش البحث ومراجعه
1) مجلة المقتطف، المجلد الحادي والثلاثين، الجزء الثاني، (مصر: 1323هـ/1906م)، ص76.
2) المصدر نفسه، ص76.
3) البخيت والحمود، دفتر مفصل لواء عجلون رقم 185، ص45-46.
4) الخانة: هي وحدة تعداد السكان في الدولة العثمانية، ويقصد بها الأسرة، ويقدر عدد أفرادها ما بين (5-7). انظر: محمد عدنان البخيت، حيفا في العهد العثماني الأول، دراسة في أحوال الساحل الشامي، المؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام، (عمان: الجامعة الأردنية، 1980م)، ص303.
5) البخيت والحمود، دفتر مفصل لواء عجلون رقم 970، ص25.
6) Burckhardt, op. cit, p. 266.
7) ذكر الرحالة كلاين (klein) قرى جبل عجلون والمعراض مع بعضهما بعضا كنوع من التدخل وهو أول رحالة أشار إلى هذا التداخل، وفي الوقت نفسه أشار إلى وجود ما يقارب سبع عشرة قرية في ناحية جبل عجلون والمعراض، وعلى الرغم أنه لم يذكر عدد سكان بعض القرى إلا أنه اكتفى بالقول أن هذه القرية سكانها من المسلمين والنصارى. انظر: Rogan, op. cit, p. 31- 37.
8) أشارت سالنامة ولاية سورية لهذا الاندماج ما بين منطقة جبل عجلون والمعراض جنبًا إلى جنب اعتبارًا من سنة 1288هـ/1871م، وذكرت قرى المنطقتين مع بعضهما بعضا. انظر: سالنامة ولاية سورية، دفعة 4، 1288هـ/1871م، ص256-257.
9) سالنامة ولاية سورية، دفعة 4، 1288هـ/1871م، ص 257، المصدر نفسه، دفعة 5، 1289هـ/1872م، ص157-158.
10) لم نستطع حصر عدد سكان ناحية جبل عجلون خلال تلك الفترة ولذلك اكتفى الإحصاء بذكر عدد سكان قضاء عجلون. للمزيد من المعلومات حول ذلك الإحصاء. انظر:
Zamirmer, Pouplathon statistics of The ottoman Empire in 1914 (middle Eastern studies), vol. 7, 1981.
11) البشير، العدد 1382، بتاريخ 24/4/1899م، ص3، ايجن وغوانمة، بعض الوثائق العثمانية، ص10.
12) الجالودي، قضاء عجلون، ص123، وأيضا:
Ahand Book of Syria, op. cit, p. 604.
13) غنام، المرجع السابق، ص15، وأيضا:
Kazziha, op. cit, p. 9-10.
14) الطراونة، المرجع السابق، ص238.
15) المقتبس، العدد 508، بتاريخ 26/10/1910م، ص2، غنام، المرجع السابق، ص18.
16) ذكر كلاين الذي زار منطقة عجلون سنة 1868م أن سكان قرية برما اضطروا إلى الهجرة من قريتهم نتيجةً لهجمات البدو، والتجمع في الغابات القريبة للقرية. انظر:
Rogan, op. cit, p. 31, Kazziha, op. cit, p. 10.
17) Norman, N. Lewis, Nomad and Settlers in Syrai and Jordan (1800-1980) (London: Cambridge university, 1987), p. 14.
18) بولس سلمان، خمسة أعوام في شرق الأردن، الطبعة الأولى (القدس: مطبعة حريصا، 1929م)، ص280.
19) المرجع نفسه، ص280.
20) خليل رفعت الحوراني، حوران، المقتبس، العدد 509، بتاريخ 7/11/1910م، وأيضا:
Ahand Book of Syria, op. cit, p. 610.
21) سلمان، المرجع السابق، ص281.
22) Merrill, op. cit, p. 427.
23) سالنامة، ولاية سورية، دفعة 14، 1298هـ/1881م، ص259.
24) البشير، العدد981، 25/9/1889م، ص1.
25) المصدر نفسه، العدد 922، 18/12/1889م، ص3.
26) Merrill, op. cit, p. 374.
27) الجالودي، قضاء عجلون، ص137.
28) كوندر وآخرون، المرجع السابق، ص54.
29) محمد محافظة، إمارة شرق الأردن، ص26-27، وأيضا:
Rogan, op. cit, p. 31, Kazziha, op. cit, p. 10.
30) كوندر وآخرون، المرجع السابق، ص54.
31) المرجع نفسه، ص54.
32) سعد الدين أفندي، تاج التواريخ، ج4، ص344-345.
33) بلاد الشام في الأحكام السلطانية، دفاتر مهمة، سجل رقم 14، وثيقة رقم 1078، 977-979هـ/1570-1572م، إعداد وترجمة: فاضل البياتي، الجزء الثالث، (عمان: منشورات لجنة تاريخ بلاد الشام، الجامعة الأردنية، 2007م)، ص 36، دفاتر مهمة، سجل رقم 14، وثيقة رقم 1011/17 رجب 978هـ/15 كانون الأول 1570م، ص110.
34) دفاتر مهمة، المصدر السابق، سجل رقم 12، وثيقة رقم 567، ص156، مهمة دفتري، رقم 12، تسلسل 567، 12 شوال 978هـ/9 آذار 1571م، البياتي، بلاد الشام في الأحكام السلطانية، ص157.
35) القافلة: تدل على جماعة من الإبل كثيرة أو قليلة مُحملة بأكياس مُعدة لحمل الطعام أو السلع التجارية يسوقها الرجال. انظر: محمد المرزوقي، مع البدو في حلّهم وترحالهم، (بيروت: الدار العربية للكتاب، د. ت)، ص126.
36) عبد الكريم رافق، قافلة الحج الشامي وأهميتها في العهد العثماني، مجلة دراسات تاريخية، العدد السادس، (دمشق، جامعة دمشق، 1404هـ/ تشرين أول 1981م، ص7.
37) عبد الكريم رافق، بلاد الشام ومصر (1516-1978م) (دمشق: 1968)، ص213-214.
38) رافق، قافلة الحج، ص9-10، 12.
39) السردية: هي أقوى العشائر التي سيطرت على طريق الحج الشامي في القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين كانوا يقطنون في نواحي حوران. انظر: محمد معتصم الشياب، البادية الأردنية في العهد العثماني، رسالة دكتوراه غير منشورة، (إربد: جامعة اليرموك، 2008م)، ص40-41.
40) Burckhardt, op. cit, p. 308-309.
41) عنزة: سيطرت هذه القبيلة على المنطقة الممتدة من شرق والجنوب الشرقي للبلقاء غربا حتى وادي الشرحان شرقا وشمالا حتى دمشق وتدمر ووصلوا إلى حوران. انظر: محمد معتصم، المرجع السابق، ص48.
42) بنو صخر: شملت ديرتهم جميع لمنطقة الممتدة من درب الحج غربًا إلى أقصى حدٍ للحرة في الشرق ومن الأزرق شمالاً حتى سواقة جنوبا. انظر: معتصم، مرجع سابق، ص230.
43) أسد رستم، المحفوظات الملكية، المجلد الأول، (بيروت: 1935)، ص289.
44) رستم، المصدر السابق، ج1، ص255، 299.
45) المصدر نفسه، ج4، ص1196.
46) المصدر نفسه، ج4، ص1198.
47) المصدر نفسه، ج3، ص318.
48) محافظ الأبحاث، رقم 74، محفظة رقم 248، 1249هـ/1832م.
49) رستم، المصدر السابق، ج4، ص16، 302.
50) الجالودي، قضاء عجلون في عصر التنظيمات، ص10.
51) عينيات دفتري، إرادة داخلية، وثيقة رقم 1560، 17 رجب 1262هـ/1846م، معتصم، المرجع السابق، ص 83-84.
52) أكارلي، بعض الوثائق العثمانية، ص4، معتصم، المرجع السابق، ص84.
53) معتصم، المرجع السابق، ص86.
54) رسالة مدحت باشا والي سوريا إلى الصدر الأعظم، جريدة المؤيد، العدد 5687، 1295هـ/1879م، ص3.
Engin Akarli, Establishment of ma'an Karak mutasrrifyya
55) المقتبس، العدد 85، 29 آذار 1909م، ص4.
56) خليل رفعت الحوراني، مخافر حوران، المقتبس، العدد 563، 2 كانون الثاني 1911م، ص3، معتصم، المرجع السابق، ص100.
57) سبق الإشارة إلى أن الطائفة المسيحية قد شاركت في عضوية مجلس إدارة القضاء كما أن محكمة البداية في القضاء ضمت بين أعضائها أحد المسيحيين وهو مسعود أفندي من عرجان. انظر: سالنامة ولاية سورية، دفعة 28، 1313هـ/1895م، ص211.
58) Rogan, op. cit, p. 37.
59) أبو الشعر، إربد وجوارها، ص618، الجالودي، قضاء عجلون، ص113-116.
60) سجل شرعي 8، حجة 2، 16 جمادى الأولى 1329هـ/1911م، ص19.
61) المصدر نفسه 8، حجة 3، 5 صفر الخير 1331هـ/1913م، ص60.
62) البشير، العدد 634، بتاريخ 2/11/1882م، ص3.
63) سالنامة ولاية سورية، دفعة 20، 1305هـ/1888م، ص147.
64) وثيقة دركنار، سجل 87، نومرو 21، 1317هـ/1899م، ص50، المصدر نفسه، سجل 12، نومرو 131، 1315هـ/1897م، ص160.
65) سجل شرعي 2، حجة 28، 23 شوال 1328هـ/1910م، ص29-30.
66) أحمد سراج الدين، الحركة التربوية وتطورها في سورية ولبنان خلال القرن التاسع عشر، مجلة الأبحاث، السنة الرابعة، الجزء الثالث، (بيروت: الجامعة الأمريكية، 1371هـ/1951م)، ص335.
67) شفيق جحا، التنظيمات أو حركة الإصلاح في الإمبراطورية العثمانية (1856-1876م)، مجلة الأبحاث، السنة الثامنة عشر، (بيروت: الجامعة الأمريكية، 1965م)، ص109.
68) الطراونة، المرجع السابق، ص299.
69) سراج الدين، الحركة التربوية، ص110.
70) عوض، المرجع السابق، ص245.
71) شاهين مكاريوس، المعارف في سورية، مجلة المقتطف، السنة السابعة، الجزء التاسع، 1883م، ص531، الطراونة، المرجع السابق، ص299.
72) أشارت سالنامة في السنة اللاحقة لوجود ثمان معلمين في الناحية. انظر: سالنامة سورية، دفعة 4، 1288ه، 1871م، ص158، المصدر نفسه، دفعة 5، 1289هـ/1872م، ص258.
73) المصدر نفسه، دفعة 26، 1310 مالي/1894م، ص199.
74) المصدر نفسه، دفعة 26، 1312هــ/1894م، ص200.
75) المصدر نفسه، دفعة 25، 1311هـ/1893م، ص228، المصدر نفسه، دفعة 27، 1313هـ/1895م، ص200، المصدر نفسه، دفعة 28، 1314هـ/1896م، ص197، المصدر نفسه، دفعة 29، 1315هـ/1897م، ص203.
76) المصدر نفسه، دفعة 31، 1317هـ/1899م، ص217.
77) المصدر نفسه، دفعة 32، 1318هـ/1900، ص215، سالنامة معارف عمومية، دفعة 6، 1321هـ/1903م، ص542.
78) سالنامة ولاية سورية، دفعة 31، 1317هـ/1899م، ص217، التل، المصدر السابق، ص199.
79) المقتبس، العدد 24، بتاريخ 17/7/1910م، ص3.
80) جحا، التنظيمات أو حركة الإصلاح، ص109.
81) علي محافظة، الحركات الفكرية في عصر النهضة في فلسطين والأردن، (بيروت: الأهلية للنشر والتوزيع، 1987م)، ص31.
82) الجالودي، قضاء عجلون، ص445.
83) المرجع نفسه، ص446.
84) أبو الشعر، إربد وجوارها، ص144.
85) عدنان لطفي عثمان، التطوير التربوي والاجتماعي في عهد إمارة شرق الأردن (1921- 1946م)، رسالة دكتوراه غير منشورة، (بيروت: جامعة القديس يوسف، 1982م)، ص33.
86) الجالودي، قضاء عجلون، ص466.
87) مكتب عنبر: مدرسة إعدادية في دمشق. تأسست سنة 1304هـ/1886م كان عدد صفوفها تسعة صفوف، وكان هذا المكتب في الأصل لتاجر يهودي عني يُدعى يوسف عنبر، وانتقلت ملكية هذه المدرسة للدولة نظرًا لوجود دين للدولة على هذا التاجر. انظر: كرد علي، المرجع السابق، جزء 6، ص100، التل، المصدر السابق، ص185-186.
88) مدرسة العشائر: كان مقر هذه المدرسة إستانبول والتحق بها أبناء العشائر الهامة في الولاية (سوريا)، وكانوا يتلقون تعليمًا يؤهلهم لتولي بعض الخدمات العسكرية أو المدنية. انظر: الجالودي، قضاء عجلون، ص455.
89) المرجع نفسه، ص455.
90) المرجع نفسه، ص456.
91) محمد بن خليل المرادي ت 1206هـ/1791م، سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، الجزء الأول، الطبعة الثالثة، (بيروت: دار ابن حزم، 1988م)، ص 1-259، مهند مبيضين، أهل القلم ودورهم في الحياة الثقافية في مدينة دمشق خلال الفترة (1121-1172هـ/1708-1759م) (دمشق: المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، 2005م)، ص85، 123.
92) يوسف بن إسماعيل النبهاني، جامع كرامات الأولياء، الجزء الأول، (بيروت: إصدار المكتبة الشعبية، 1978م)، ص285، يوسف غوانة، المساجد الإسلامية في منطقة عجلون (إربد: جامعة اليرموك، 1986م)، ص73.
93) المرادي، سلك الدرر، ج30، ص86، مبيضين، أهل القلم، ص285.
94) مبيضين، أهل القلم، ص319.
95) المرادي، سلك الدرر، ج1، ص66، مبيضين، أهل القلم، ص384، 401-402.
96) المرادي، سلك الدرر، ج2، ص11، مبيضين، أهل القلم، ص385.
97) المرجع السابق، ص388.
98) المرجع نفسه، ص389، سجل شرعي رقم 78، حجة 22، 13 محرم 1148هـ/6 حزيران 1735م، ص15.
99) مبيضين، المرجع السابق، ص390.
100) سجل شرعي 77، حجة 77، 12 محرم 1149هـ/24 أيار 1736م، ص46، مبيضين، المرجع السابق، ص391.
101) المرجع نفسه، ص391.
102) المرجع نفسه، ص391.
103) المرجع نفسه، ص391. المرجع نفسه، ص402.
104) المرادي، سلك الدرر، ج2، ص11، مبيضين، المرجع السابق، ص402.
105) سجل شرعي رقم 122، حجة 44، 19 ربيع الأول 1162هـ/1748م، ص12، مبيضين، المرجع السابق، ص402.
106) عبيدات، المرجع نفسه، ص72.
107) المرجع نفسه، ص72.
108) الغرايبة، المرجع السابق، ص181، وأيضا:
Merrill, op. cit, p. 438.
109) مارثا مندي وآخرون، القرية ما بين النمو والتخطيط (دراسات من وادي الأردن) (إربد: جامعة اليرموك، 1990م)، ص98، الغرايبة، المرجع السابق، ص181، وأيضا:
Ahand Book of Syria, op. cit, p. 611.
110) محمود خريسات، السلط دراسة عمرانية من خلال سجلات المحكمة الشرعية في السلط، مجلة دراسات الجامعة الأردنية، المجلد الثالث عشر، العدد الرابع، (عمان: الجامعة الأردنية، 1986م)، ص77، غنام، المرجع السابق، ص16.
111) خريسات، السلط دراسة عمرانية، ص78.
112) المرجع نفسه، ص78، الغرايبة، المرجع السابق، ص184 وأيضا:
Ahand Book of Syria, op. cit, p. 611, Northy, op. cit, p. 70.
113) غنام، المرجع السابق، ص30.
114) الجامع: مسجد كبير يجمع المصلين أيام الجمع والأعياد. أما المسجد فهو البيت الذي يُسجد فيه ول موضع يٌتعبد به. انظر: كرد علي، المرجع السابق، ج6، ص45.
115) يوسف غوانمة، المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون (إربد: جامعة اليرموك، منشورات مركز الدراسات الأردنية، 1986م)، ص37.
116) المرجع نفسه، ص40.
117) المرجع نفسه، ص40.
118) (603-647هـ/1206- 1249م)أيوب بن محمد الملك الكامل بن أبي بكر العادل بن أيوب، ولد ونشأ بالقاهرة، كان شجاعا مهيبا من كبار الملوك الأيوبيين بمصر من أثاره قلعة الروضة بالقاهرة. انظر: الزركلي، الأعلام، جزء 2، ص38.
119) لفظ فارسي مركب من بندق وهي كرات صغيرة من الحجر ودار بمعنى الماسك ويكون المعنى ماسك الكرات وكان الرمي بالبندق من الرياضيات القديمة ويقذفونها بواسطة الآلات صنعت خصيصًا لهذه اللعبة. للمزيد انظر: الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص87.
120) محمود العابدي، الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن (عمان، جمعية عمال المطابع التعاونية، 1973م)، ص231، غوانمة، المساجد الإسلامية، ص40.
121) أسامة يوسف شهاب، جرش تاريخها وحضارتها، الطبعة الأولى (عمان: دار البشير للنشر والتوزيع، 1989م)، ص64 وسيشار إليه حال وروده بـ: شهاب، جرش تاريخها.
122) (625-676هـ/1228-1277م) ركن الدين الملك الظاهر صاحب الفتوحات والأخبار والآثار وليّ السلطنة بعد السلطان قطز سنة 658هـ كان شجاها وفي عهده انتقلت الخلافة العباسية من بغداد إلى القاهرة سنة 659هـ توفي في دمشق سنة 676هـ/1277م. انظر: الزركلي، الأعلام، جزء 2، ص79.
123) غوانمة، المساجد الإسلامية، ص20.
124) سالنامة ولاية سورية، دفعة 4، 1288هـ/1871م، ص287، المصدر نفسه، دفعة 5، 1289هـ/1872م، ص157-158.
125) الشريدة، ناحية الكورة، ص228.
126) سجل شرعي 5، حجة 5، 17 صفر 1336هـ/1918م، ص4.
127) Burckhardt, op. cit, p. 299.
128) مجهول، حوران، المقتبس، العدد 881، بتاريخ 18/1/1912م، ص2.
129) سجل شرعي 2، حجة 21، 20 صفر الخير 1332هـ/1914م، ص144، الشريدة، ناحية الكورة، ص228.
130) سجل شرعي 8، حجة 1، 13 شوال 1328هـ/1910م، ص74.
131) المصدر نفسه، حجة 3، 10 شعبان 1320هـ/1912م، ص72-73.
132) الجالودي، قضاء عجلون، ص505.
133) فاروق نواف السريحين، تاريخ مدينة الرمثا ولوائها، (عمان: المطابع العسكرية، 1985م)، ص195.
134) المرجع نفسه، ص196.
135) الحوراني، حوران، المقتبس، العدد 509، 17/11/1910م، ص1.
136) سجل شرعي 8، حجة 2، 7 شعبان 1331هـ/1913م، ص116.
137) المصدر نفسه، ص116.
138) الحوراني، حوران، ص2، التل، المصدر السابق، ص18، 19.
139) Tristram, op. cit, p. 467-468.
140) Bickingham, op. cit, p. 243.
141) Rogan, op. cit, p. 35.
142) التل، المصدر السابق، ص148.
143) عبيدات، المرجع السابق، ص63.
144) المرجع نفسه، ص63.
145) سجل شرعي 2، حجة 1، 21 محرم 1332هـ/1914م، ص59.
146) التل، المصدر السابق، ص788، التل، المصدر السابق، ص148.
147) المصدر نفسه 5، حجة 2، ذي الحجة 1336هـ/1918م، ص72.
148) المصدر نفسه 5، حجة 2، 2 محرم 1337هـ/1919م، ص102.
149) عبيدات، المرجع السابق، ص63.