عمارة المقامات
(الأضرحة)
إعداد
د. محمد علي أبوعبيله – باحث في الآثار
المحتويات
النمط الأول: مقام البعّاج
- الوصف العام
- المنشيء وتاريخ الإنشاء
- أعمال الإصلاح
- الوصف المعماري العام
- الوصف المعماري من الداخل
- تخطيط المسجد
النمط الثاني: مقام سِيدي بدر
- الوصف العام
- المنشيء وتاريخ الانشاء
- أعمال الإصلاح
- الوصف المعماري العام
- الوصف المعماري من الداخل
النمط الثالث: مقام علي مشهد
- الوصف العام
- الوصف العام للقبر
الهوامش
المراجع
من الآثار الشاخصة في عجلون بشكل خاص والمحافظة بشكل عام والتي ما زالت قائمة للآن وتحتفظ بتراث معماري يعكس التقاليد المعمارية الإسلامية، وتحمل الكثير من السمات التخطيطية لطراز المجموعات المعمارية متعددة الأغراض التي تخدم أغراضاً وظيفية متعددة خصصت كل واحدة منها لتخدم غرضاً وظيفياً مختلفاً بالرغم من اندماجها في كتلة معمارية واحدة، ومثال ذلك مقامي (البعاج) و(سيدي بدر) اللذان يحتلان موقعا متميزاً وسط مدينة عجلون. وفي ضوء ذلك قسمنا دراسة هذا النوع من المقامات إلى ثلاثة أنماط :
النمط الأول: مدافن ملحقة بوحدات معمارية متصلة ضمن كتلة معمارية واحدة، متعددة الأغراض تضم مسجداً ذا قبة، يتقدمه رواق مقبب وضريح, ومثال ذلك مقام البعّاج.
النمط الثاني: مدافن ملحقة بوحدات معمارية منفصلة متعددة الأغراض
تضم فناءً مكشوفاً، ومسجداً مقبّباً، وحجرتين تغطيهما قباب. ومثال ذلك مقام سِيدي بدر.
النمط الثالث: قبر دارس يحتوي على شاهد قبر يتضمن نص تجديد عمارة القبر مؤرخ في سنة 687هـ /1288م ومثال ذلك مقام (علي مشهد).
النمط الأول: مقام البعّاج
مدافن ملحقة بوحدات معمارية متصلة ضمن كتلة معمارية واحدة، متعددة الأغراض تضم مسجداً ذا قبة، يتقدمه رواق مقبب وضريح ومثال ذلك مقام البعّاج.
أوّلاً- الوصف العام للموقع :
يقع(1)مقام البعاج([1]إلى الغرب من مسجد عجلون، ويبعد عنه مسافة 100م ، وما زال يُعرف بين العامة من سكان المنطقة باسم مقام الشيخ محمد البعاج( [2]). وكان المقام قبل التوسع العمراني للمدينة يحتلُّ مكانا متميزا، بين أبنية المدينة. إلا أنَّه في الزمن الحاضر أصبح من الصعوبة بمكان مشاهدته من مكان بعيد، بسبب الأبنية المجاورة له من كل الجهات، باستثناء الجهة الشمالية حيث يفصله عن الأبنية المجاورة شارعٌ عام.
ثانيا- المنشئ وتاريخ الإنشاء:
لا تتوفر لدينا أية مصادر كتابية، أو نصوصاً، تشير إلى تاريخ البناء ومراحل بنائه، وبانيه.فالمعلومات التي اجتمعت بين أيدينا، هي من خلال المسوحات والتحريَّات الأثرية،التي أجراها علماء الآثار الأوروبيون. ويُعد عالم الآثار شوماخر(Schumacher ) من أوائل الباحثين الذين أشاروا بإشارات مبكرة لهذا المقام أثناء مسوحاته الأثرية في منطقة عجلون عام 1314هـ/1896م حيث قال:" بالإضافة إلى مسجد عجلون، يوجد بالقرية مقام الولي البعاج، على الضفة الأخرى من وادي عجلون ".(3).
وفي عام 1371هـ / 1951 م ، أجرى كل من أوغستو نوفيك، وبجاتي (Augustinovic & Bagatti) من إيطاليا مسوحات أثرية شملت مناطق عجلون. وكان موقع المقام ضمن مسوحاتهم، حيث أشار الباحثان:"إلى أنّ سكان عجلون يقسمون إلى قسمين: مسلمين، ومسيحيين. فالمسيحيون يسكنون الجانب العلوي من قرية عجلون، أمّا المسلمون فيسكنون حول السوق بالقرب من نبع الماء، والمقامين المقدسين،(المسجد، ومقام البعاج).والمقام بناء صغير مستطيل الشكل، يعلوه قبة، ويتوسط البناء قبر شيخ مغطى بغطاء أخضر. ويتصدر جدار القبلة محراب مجوف يتجه للجنوب. والسكان لا يعرفون شيئا عن الشيخ، والمكان المقدس(4)
ثالثا- أعمال الإصلاح والتجديد: تأثر مقام البعاج بالعوامل الطبيعية التي أدت إلى تآكل الكسوات الجصية التي تغطي المنشأة من الداخل؛ حيث قامت وزارة الأوقاف الأردنية بإعادة تغطيته بالكسوة الجصية فضلاً عن تقوية سقف المقام، وتكحيل فواصل حجارة مداميك الواجهة الشمالية المطلة على الشارع العام رابعا- الوصف المعماري للمقام:
1- وصف المقام من الخارج)
لهذا المقام أربع واجهات لم يبق منها إلا الواجهة الشمالية التي تطل على الشارع العام؛ حيث تتداخل واجهاته الشرقية، والغربية، والجنوبية مع أبنيةٍ أحدث من عصر بناء المنشأة. ومن ثم لا يظهر من المنشأة إلا الواجهة الرئيسة الشمالية.
الواجهة الشمالية-
شُيِّدت الواجهة من الحجر الجيري المُشَذّب وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بنائه اللونان: الأبيض، والأصفر، وتمتد من الشرق ـ الغرب بطول7.38م، وارتفاعها3.98م، وتتكون من ثلاثة عشر مدماكاً، متوسط ارتفاع المدماك مابين0.26 – 0.35م، وحجارة المداميك مستطيلة، ومربعة. ولعل أبرز ما يميز هذه الواجهة هو احتواؤها على كتلة المدخل الذي يكتنفه نافذتان.
المدخل الرئيس : عبارة عن دخلة معقودة بعقد مدبب يبلغ اتساعها 1.46م، وارتفاعها 2.30م وعمقها0.24م.فتح بصدرها فتحة باب معقودة بعقد نصف دائري يبلغ اتساعها 0.92م، وارتفاعها 1.94م، مغلق عليها مصراعان من الحديد المجدد ينزل منه بدرجتين، تؤديان إلى أرضية المقام. فارتفاع الدرجة الواحدة 0.20م. وعلى جانبي المدخل نافذتان معقودتان، بواقع نافذة معقودة بعقد نصف دائري بكل جانب، ومغشاه بحجاب معدني مفرغ تشرف على داخل المقام، وقد أعدتا للإضاءة والتهوية: فالنافذة الأولى تقع على يمين المدخل واتساعها 0.70م،وارتفاعها1.28م،وعمقها0.98م. أمّا النافذة الثانية فعلى يسار المدخل واتساعها0.66م، وارتفاعها1.19م، وعمقها 0.98م .
2- الوصف المعماري الداخلي للمقام:
التخطيط – يتكون تخطيط مقام البعاج من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل تمتد بشكل رأسي من الشمال ـ الجنوب مسافة11.41م، ومن الشرق ـ الغرب من أوسع نقطة5.37م، ويشغل مساحة إجمالية قدرها 61.27 م22 وذلك إذا قيست الجدران من الداخل. كما يشتمل تخطيط المقام على رواق(سقيفة) مقبى, وقبر، ومسجد وفيما يلي نتناول كلاً منها على حدة:
الرواق- يفضي باب الدخول إلى رواق مقبى، تنخفض أرضيته عن مستوى الشارع العام، وينزل إليه بسلم يتكون من درجتين حجريتين كما سبق بيانه، والرواق عبارة عن مساحة ذات مسقط أفقي مربع تمتد من الشرق ـ الغرب مسافة5.24م، ومن الشمال ـ الجنوب 5.24م، وسقفه على هيئة قبو متقاطع يرتفع عن أرضية المسجد3.78م،ويرتكز على دعائم على شكل حرف(L) باللاتينية، مدمجة بالجدران تبرز عن سمت الواجهات ما بين0.36-0.73م وتنطلق من قممها عقود قوسية نصف دائرية تحمل السقف، وتغطي الرواق كسوات جصية مجددة، وأمّا أرضيته فقد فرشت بطبقة أسمنتية حديثة، متوسط سماكة الجدران ما بين0.96-1.52م .
القبر- يتوسط الرواق المقبى، والمسجد، قبر أو مرقد الولي، وهو عبارة عن تركيبة جصية يحيط بها مقصورة خشبية يقع أسفلها قبر الولي، وهو مستطيل الشكل يشغل مساحة تمتد من الشرق ـ الغرب مسافة 1.88م، ومن الشمال ـ الجنوب 0.89م، ويرتفع0.70موقد جعل القبر في هذا المكان لكي يتسع المجال أمام المحراب لإقامة الصلاة داخل المقام
اللوحة رقم2 البعاج من الداخل- تصوير الباحث
المسجد-
تخطيط المسجد (انظر المخطط)
يتكون تخطيط المسجد من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل تمتد من الشمال ـ الجنوب مسافة5.57م، ومن الشرق ـ الغرب4.59م،يغطيها قبة ضحلة ترتكز على مثلثات كروية. أمّا محيط القبة الداخلي 13.37م، فيرتفع من المركز حتى أرضية المسجد 6 م والقبة من الخارج كروية الشكل ترتفع عن سقف المقام المستوي3.40م، محيطها الخارجي 16.014م، تغطيها كسوة من اللياسة الجصية. يوجد بكل من الضلع الجنوبي والشرقي والغربي للمسجد دخلة معقودة مقبية اتساعها 4.13م، وعمقها 0.43م، فتح بصدر الدخلة الجنوبية حنية المحراب اتساعها 0.85م، وعمقها 0.90م وارتفاعها 1.79م، يتوجها طاقية نصف دائرية. ينطلق من قمة القبة عمود مربع قائم من الرخام الأبيض طوله 0.43م، وعرضه 0.19م وسمكه0.19م، يتوجه طاقية كروية قطرها 0.18م، تشبه الخوذة. والعمود بمثابة شاهد قبر وضعه المعمار عوضا عن شاهد القبر الذي يوضع عادة فوق التركيبة (القبر). يتوسط صدر جدار القبلة الجنوبي محرابٌ مجوف. كما سبق القول يخلو المحراب من الكسوات الزخرفية باستثناء الكسوة الجصية التي تغطيه، يعلوه نافذة مستطيلة الشكل قسمت إلى نصفين، بلوح حجري عرضه 0.20م، وسمكه0.25م، وارتفاعه 0.69م.
من خلال ما تقدم ذكره فإنه يمكن للباحث في ضوء المعالم والعناصر والمميزات المعمارية الباقية إيجاد تفسير واضح لوظيفة هذا المبنى بإتباع أسلوب الدراسات المقارنة مع المباني المشابهة وتأريخ المبنى إلى العصر المملوكي وذلك للمعطيات الأثرية الآتية :
1- من خلال الوصف المعماري لهذا البناء نجد أنه مسجد تمتع بمميزات المساجد التي يتكون تخطيطها من مساحة مستطيلة المسقط تضم مسجداً ذا قبة يتقدمه رواق مقببٌ،ً يطل على الخارج بكتلة المدخل على جانبيها نافذتان، بواقع نافذة بكل جانب وعند تأصيل هذا النوع من التخطيط نجد أنه قد ظهر أولاً في تخطيطات جوامع ومساجد السلاجقة ومن أمثلة ذلك على سبيل الذكر لا الحصر مسجد طاش (حاجي فروح) في الأناضول 612هـ /1215م ومسجد بشارة بك 613هـ/1216م(5) . وتوالى ظهور هذا النوع من التخطيط في المساجد التي الحق بها قباب الدفن في العصر المملوكي ومن أمثلة ذلك مسجد فاطمة خاتون 682-683/12833-1284م. واستمر هذا النمط من التخطيط في الظهور خلال القرون 8-10هـ /14-16م نذكر من الأمثلة الدالة على ذلك على سبيل الذكر لا الحصر جامع حاجي اوزبك 734هـ/1333م وجامع علاء الدين بك 736هـ /1335م(6)
2- إن طريقة تشذيب حجارة الواجهة وبنائها وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بناء المداميك اللونان الأبيض والأصفر، وعند النظر إلى هذا الأسلوب نجد أنه قد استخدم في مئذنة مسجد عجلون المملوكية والمؤرخة حسب نص الإنشاء في سنة 662هـ /1263م
1- إن القبر الذي يتوسط الرواق والمسجد قد ألحق بالمسجد فيما بعد؛ لأنه ليس من المعقول أن يوضع القبر وسط أرضية المسجد بشكل يعيق حركة المصلين ويبدو أن المسجد شيده محسن وأوصى أن يدفن فيه ليحفظ قبره بجو من القراءات والذكر الحكيم وبناء على ماتقدم فإن المقام يرجع تاريخه إلى العصر المملوكي وقد استخدم مسجداً.
النمط الثاني: مقام سِيدي بدر
عبارة عن مدافن ملحقة بوحدات معمارية منفصلة متعددة الأغراض، تضم فناءً مكشوفاً، ومسجداً مقبّياً، وحجرتين تغطيهما قباب ومثال ذلك مقام سِيدي بدر:
أوّلاً- الوصف العام للموقع) انظر الاشكال المرفقة واللوحات )
يقع مقام سيدي بدر إلى الجنوب من مسجد مدينة عجلون، ويبعد عنه مسافة200م، ويتبوأ مكاناً متميزاً وسط المدينة؛ حيث يقع على الطريق الرئيس، الذي يربط مدينة عجلون بالقرى الجنوبية(عنجرة، كفرنجة ، تجمّع بلديات الصفا ) ومدينة عمان
ثانيا- المنشئ وتاريخ الإنشاء:
لا تتوفر لدينا أية مصادر كتابية، أو نصوصاً تشير إلى تاريخ البناء، ومراحل بنائه، وبانيه وكل المعلومات التي اجتمعت بين أيدينا، هي من خلال المسوحات والتحريَّات الأثرية، التي أجراها علماء الآثار الأوروبيون. ويعد عالم الآثار شوماخر(Schumacher ) من أوائل الباحثين الذين أشاروا بإشارات مبكرة لهذا المقام أثناء مسوحاته الأثرية في منطقة عجلون عام 1314هـ/1896م، وذكره بقوله:"على الضفة الأخرى من نهر عجلون أو وادي عجلون، وفي الجزء الجنوبي من القرية، يوجد مقام قديم نصفُ متهدمٌ، للولي الشيخ بدر، وما زالت اللوحة الحجرية التي تدل على المكان موجودة، إلا أنّ الكتابة متآكلة بسبب العوامل الطبيعية، الأمر الذي تعذر علينا قراءته، وفي الموقع مقبرة مترامية الأطراف، كان يقصدها البدو من أماكن بعيدة لدفن موتاهم، و أثناء المسح عثر على كمية كبيرة من المسكوكات العربية، التي ترجع لعصر صلاح الدين الأيوبي"(7)
وفي عام1371هـ / 1951م أجرى عالما الآثار الإيطاليين أوغستونوفيك وبجاتي (Augustinovic, Bagatti)مسوحات أثرية في عجلون، وكان موقع المقام، ضمن اهتماماتهم، حيث ذكروا المقام بقولهم:" على الجانب الآخر من الوادي، المعروف بوادي عجلون، يقع مقام سيدي بدر، والبناء ذو خصائص إسلامية""(8)
وفي عام 1407هـ/ 1986م أصدر غوانمه من جامعة اليرموك كتاباً عن مساجد عجلون القديمة، وكان المقام ضمن الدراسة؛ حيث ذكر أنّ المقام هو رباط للصوفية( خانفاة )، يعود للعصر المملوكي (9) وفي عام 1423هـ / 20022م أجرى الباحث نيل ماكنزي(Mackenziee) مسوحات أثرية، شملت مواقع الاستيطان الأيوبي والمملوكي، وكان موقع المقام، ضمن مناطق المسح؛ حيث ذكر ما أورده غوانمه عن الموقع(10).ومن خلال ما تقدم نلحظ إجماع الباحثين والدارسين على أنّ المقام يرجع تاريخه إلى العصرين الأيوبي، والمملوكي.
ثالثا- أعمال الإصلاح والتجديد:
تأثر مقام سيدي بدر بالعوامل الطبيعية التي أدت إلى تآكل الكسوات الجصية التي تغطي المنشأة من الداخل؛ فقامت وزارة الأوقاف الأردنية بالتعاون مع دائرة آثار عجلون ببناء جدارٍ استنادي داعم، يمتد على طول واجهات الفناء المكشوف: الشمالية والشرقية والغربية، ضمن خطة لصيانة هذا الصرح الحضاري، بالإضافة إلى كِسْوَة جدران المبنى الداخلية، والقباب بكسوة من اللياسة الجصية، بعد تعرض كسوتها الجصية القديمة للتآكل، وتكحيل فواصل الحجارة الخارجية، وتغطية أرضية المنشأة، بطبقة إسمنتية حديثة، بعد تعرض لياستها الجصية للتآكل، إلا أنّ أعمال الصيانة والترميم لم تؤثر على وحدة المبنى، فبقي محافظاً على سماته التخطيطية، ولم يطرأ عليه أية تعديلات تغير من مخططه الأصلي.
رابعا- الوصف المعماري للمقام:
أ- المقام من الخارج
يتكون المقام من فناء مكشوف استخدم كمسجد صيفي من خلال محرابه الخارجي يحيط بالفناء حجرتان مقببتان يتوسطهما مسجد، وفيما يلي نتناول كلاً منهما على حدة:
الفناء المكشوف-
وهو عبارة عن مساحة مثلثه 12.5× 18.11م، تطل عليها واجهات الحجرات، أمّا واجهة المسجد الشمالية فقد أحيطت بسورين حديثين. فالسور الشمالي الشرقي طوله12.5م، وارتفاعه20,2م وسمكه0.90م، ولعل أبرز ما يميز هذا السور هو احتواؤه على كتلة المدخل الذي يفضي إلى داخل المقام. فاتساعه1.71م، وارتفاعه3م. أمّا السور الغربي فطوله18.11م، وارتفاعه20,2م، وسمكه0.90م. والسوران شُيِّدا من الحجر المُشَذَّب، المستخرج من محاجر المنطقة، واستخدم الملاط كمادة رابطة بين الجدران، وفي تكحيل فواصل الحجارة. ويتصدر الفناء المكشوف محرابٌ صيفي مجوف فتح بالواجهة الخارجية الشمالية يخلو من الكسوات الجصية.
محراب الفناء المكشوف-
وهو عبارة عن حنية نصف دائرية. وقد بلغ اتساعها1.25م، وعمقها0.65م وارتفاعها 1.98م. ويتوج هذه الحنية طاقية نصف دائرية العقد، ترتكز على عمودين اسطوانيين مدمجين بالأركان، ارتفاع العمود الأسطواني0.86م.
الحجرات، والمسجد من الخارج(الواجهات):
الحجرة الاولى
لهذه الحجرة أربع واجهات بواقع واجهتان(شمالية،غربية) تطل على الفناء المكشوف. أما الواجهتان الشرقية والجنوبية فقد تعرضتا لتراكم الأنقاض والأتربة نتيجة أعمال تمهيد وتسوية الطريق العام المؤدي إلى الحي السكني المجاور للموقع. وفيما يلي وصف لهاتين الواجهتين الشمالية الغربية كلٌ على حدة:
الواجهة الشمالية- شُيِّدت الواجهة من الحجر الجيري المُشَذّب وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بنائه اللونان الأبيض، والأصفر. وتتكون من اثني عشر مدماكاً. فمتوسط ارتفاع المدماك ما بين0.30- 0.40م، وهي ذات حجارة مستطيلة، ومربعة تمتد الواجهة من الشرق ـ الغرب بطول4.64م، وارتفاعها2.89م، تطل على الفناء المكشوف من خلال فتحة متسعة معقودة بعقد مدبب. اتساعها2.54م وارتفاعها2.58م.
الواجهة الغربية- شُيِّدت الواجهة من الحجر الجيري المُشَذّب وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بنائه اللونان الأبيض، والأصفر. وتتكون من اثنا عشر مدماكاً، متوسط ارتفاع المدماك ما بين0.30- 0.40م، ذات حجارة مستطيلة. وهي مربعة تمتد الواجهة من الشمال ـ الجنوب بطول5م، وارتفاعها2.89م، والواجهة مصمتة تخلو من فتحات التهوية، والإٍنارة.
الحجرةالثانية
لهذه الحجرة واجهتان: واجهة رئيسة واحدة وهي الواجهة الغربية التي تطل على الفناء المكشوف وعلى الشارع الرئيس المؤدي إلى قرى عجلون الجنوبية.أما الواجهة الشمالية فتطل أيضا على الفناء المكشوف وفتح بها حنية المحراب وفيما يلي وصف للواجهة الغربية:
الواجهة الغربية-
شُيِّدت الواجهة من الحجر الجيري المُشَذّب وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بنائه اللونان الأبيض والأصفر، وتتكون هذه الواجهة من أحد عشر مدماكاً متوسط ارتفاع المدماكِ ما بين 0.20-0.30م، ذات حجارة مستطيلة، ومربعة. تمتد من الشمال ـ الجنوب بطول5.45م، وارتفاعها2.69م، وتحوي الواجهة على نافذتين في منسوبين رأسيين يتوسطهما عتب حجري مستقيم.
المسجد
لهذا المسجد واجهة ٌرئيسة واحدة, وهي الواجهة الشمالية التي تطل على الفناء المكشوف. وفيما يلي وصف لهذه الواجهة:
الواجهة الشمالية
شُيِّدت الواجهة من الحجر الجيري المُشَذّب وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بنائه اللونان الأبيض، والأصفر، وتتكون من أربعة عشر مدماكاً، ويبلغ متوسط ارتفاع المدماك ما بين0.20- 0.30م، ذات حجارة مستطيلة، ومربعة تمتد من الشرق ـ الغرب بطول4.39م، وارتفاعها من أعلى نقطة3.57م. ولعل أبرز ما يميز الواجهة هو احتواؤها على كتلة المدخل المؤدي إلى داخل المسجد وهي بأقصى الطرف الشرقي عبارة عن دخلة يبلغ اتساعها1.12م وارتفاعها1.33م، وعمقها1.04م، ويتوّج هذه الدخلة عتبٌ حجري مستقيم يعلوه عقد عاتق وفتح بالنفيس فتحة شباك مربعة صغيرة للإضاءة والتهوية.
ب- المقام من الداخل-
يفضي باب الدخول الرئيس الذي يتخلل السور الشمالي الشرقي، السابق الإشارة إليه إلى الفناء المكشوف الذي يتقدم الحجرات، والمسجد. وفيما يلي وصف لهما:
الحجرة الاولى - تخطيط الحجرة: يتكون تخطيط الحجرة من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل. وتمتد من الشمال ـ الجنوب مسافة5.13م، ومن الشرق ـ الغرب4.07م، وتشغل الطرف الشمالي الشرقي للمقام، يغطيها قبةٌ ضحلة ترتكز على مثلثات كروية، أمّا محيط القبة الداخلي فيبلغ 8.66م، والخارجي7.58م، وارتفاعها الداخلي من أعلى نقطة حتى أرضية الحجرة 3.94م، وارتفاعها الخارجي حتى سطح الحجرة54,1م، وينطلق من قمتها عمودٌ رخامي مربع ويقوم العمود بمثابة شاهد قبراً وضعه المعمار عوضاً عن الشاهد الذي يوضع على التركيبة (القبر) يغطي القبة من الخارج والداخل كسوات جصية مجددة يوجد بكل من الضلع الجنوبي، والشرقي، والغربي للحجرة دخله معقودة مقببة اتساع الواحدة منهما 2.67م، وعمقها 0.46م
الحجرة الثانية
تخطيط الحجرة:
تشغل هذه الحجرة، وهي غرفة المدفن الطرف الجنوبي الغربي للمقام، ويتكون تخطيطها من مساحة ذات مسقط أفقي مربع مغلق من جميع الجهات، وتشرف على داخل المسجد من خلال دخلة مقبية معقودة بعقد مدبب فتحت في جدارها الشرقي تمتد الحجرة من الشمال ـ الجنوب مسافة 3.68م، ومن الشرق ـ الغرب 3.55م. ويغطي هذه المساحة قبة ترتكز على مثلثات كروية أمّا ارتفاع القبة الداخلي من أعلى نقطة حتى أرضية الحجرة الحالية فيبلغ5.10م، ومحيطها الداخلي8.47م والخارجي9.85م، وترتفع عن سطح الحجرة2م. حيث ينطلق من قمتها عمود أسطواني ويقوم العمود بمثابة شاهد قبر وضعه المعمار عوضاً عن الشاهد الذي يوضع على التركيبة (القبر).
ويغطي القبة من الداخل والخارج كسوة جصية مجددة. وفتح بصدر الدخلة المعقودة الشرقية لحجرة الدفن دخلة معقودة كما سبق القول مفتوحة بكامل اتساعها) تفضي إلى ممر مقبي عمقه 2م، وارتفاعه 2م، واتساعه 0.65م يؤدي إلى المسجد الذي ترتفع أرضيته عن مستوى ارضية الحجرة بمقدار درجة سلم ارتفاعها 0.70م ويشغل جدار الحجرة الغربي نافذتان، في منسوبين رأسيين أعدتا لإدخال الضوء، والهواء.
النافذة الأولى- وهي على هيئة مستطيلة في وضع رأسي في المستوى السفلي. يُتوِّجُهَا عتبٌ حجريٌ مستقيمٌ،ويبلغ اتساعها0.56م، وارتفاعها 0.94 م، وعمقها0.60م.
النافذة الثانية- وهي على هيئة مستطيلة في وضع رأسي في المستوى السفلي يتوجها عتبٌ حجري مستقيم وهي أقل اتساعاً وارتفاعاً من النافذة الأولى حيث يبلغ اتساعها0.34م، وارتفاعها0.43م، وعمقها0.60م. ومن الملفت للنظر أنّ حجرة الدفن تخلو من المحاريب على نحو ما هو شائع في المدافن المقبَّبة.
المسجد
يشغل المسجد الطرف الشرقي للمقام. وعلى ذلك فهو يشغل المساحة المحصورة بين الحجرتين ويتوصل إليه من الباب الذي يقع في جداره الشمالي كما سبق بيانه. يتكون تخطيط المسجد من مساحة ذات مسقط أفقي مستطيل تمتد بشكل رأسي من الشمال ـ الجنوب مسافة6.31م، ومن الشرق ـ الغرب 4.07م. ويشغل مساحة إجمالية قدرها25.68م2، وذلك إذا قيست الجدران من الداخل. يسقف المسجد قبوٌ نصف برميلي. ارتفاعه من الأعلى حتى أرضية المسجد3.69م.أما أرضية المسجد فكانت مغطاة بطبقة من الشيد وفي الجزء المجاور للمحراب عثر على أرضية من الحديد المصهور ومما تجدر الإشارة إلية أن الباحث نلسون جلوك اثناء مسوحاتة الاثرية في الأربعينيات من القرن الماضي اشار الى وجود بعض الشوارع في عجلون مغطاة بكميات من الحديد المصهور(11)
محراب المسجد
يتصدر جدار القبلة الجنوبي محرابٌ مجوف. وهو عبارة عن حنية نصف دائرية يبلغ اتساعها1.05م، وعمقها 0.52م، وارتفاعها2.01م، ويتوج هذه الحنيّة طاقيةٌ عقْدُها نصفُ دائري يمتاز بناؤه بالبساطة، ويخلو من كسوات زخرفية باستثناء الكسوة الجصية التي تغطيه ومما تجدر الإشارة إليه أنّ المحراب لا يتوسط جدار القبلة على نحو ما هو شائع في مساجد المنطقة
حيث يبدو منحرفاً إلى جهة الغرب لأنه على محور المدخل المباشر.
من خلال ما تقدم ذكره فإنه يمكن للباحث في ضوء المعالم والعناصر والمميزات المعمارية الباقية إيجاد تفسير واضح لوظيفة هذا المبنى بإتباع أسلوب الدراسات المقارنة مع المباني المشابهة وتأريخ المبنى إلى العصر المملوكي والعثماني وذلك للمعطيات الأثرية الآتية:
1- لقد استخدم في بناء الواجهات مداميك من الحجر المشهر ذو اللونين الأبيض والأصفر تشبه في طريقة بنائها مداميك واجهات مئذنة مسجد عجلون والمؤرخة حسب نص الإنشاء في سنة 662هـ /1263م
2- إن المبنى قد استخدم زاوية دينية ودليل ذلك أن الزوايا الدينية قد عرفت في بلاد الشام، وانتشرت انتشاراً واسعاً منذ العصر الأيوبي وحتى العصر العثماني، وزاوية سيدي بدر تشبه في عناصرها المعمارية ومعاييرها التخطيطية زاوية الدرج في حلب والتي ترجع للعصر المملوكي والعثماني وهي عبارة عن مصلى يشغل مساحة مستطيلة المسقط على جانبيها حجرتان"(12) (حجا 19811م ،مج 31: 205-2166) والزاوية الحريرية والزاوية الشرابيه التي تضم مسجد مستطيل المسقط وقبة ومحراب صيفي وزاوية الشيخ علوان "(13)
(عقده 1981م,مج31: 187-2044) .
1- إن وجود حجرة للدفن يغطيها قبة قد أعدت لدفن مشايخ الزاوية كما هو الحال في قباب الزوايا في حلب, "(14)ومما تقدم ذكره فانه يتضح وبكل جلاء أنّ مقام سيدي بدر قد استخدم زاوية دينية في العصر المملوكي وبقي مستخدما في العصر العثماني.
النمط الثالث: مقام علي مشهد
عبارة عن قبر دارس يحتوي على شاهد قبر يتضمن نص تجديد عمارة القبر مؤرخ في سنة 687هـ /1288م ومثال ذلك مقام علي مشهد:
أوّلاً- الوصف العام للموقع :
إلى الغرب من مدينة عجلون، وعلى بعد6كم، يقع قبر)علي مشهد، ضمن موقع يعرف بتل علي مشهد. والوصول إلى الموقع يمكن عبر عدة طرق: تبدأ من مدينة عجلون باتجاه قرية اشتفينا، ومنها إلى الموقع. أمّا الطريق الآخر فيبدأ من مدينة كفرنجة باتجاه الوادي، صعوداً إلى التل. ولعلّ أقصر الطرق ذلك الطريق الغربي الذي يبدأ من وسط مدينة عجلون، باتجاه طريق قلعة المدينة، وعند مثلث فندق القلعة، يتفرع طريق شمالي، يرتبط بطريق الصوان – الوهادنه، وبالقرب من مفترق طرق الوهادنه - دير الصمادية- الهاشمية ، يتفرع طريق ترابي طوله 200م يؤدي إلى الموقع، ويبلغ طول الطريق 6كم . ويمكن وصف تضاريس الموقع بشكل عام على أنَّها منطقة جبلية، تكسوها أشجار السنديان، والصنوبر, وهي امتداد لسلسلة جبال عجلون، من الناحية الشمالية الغربية ومن هذا الارتفاع، يمكن مشاهدة جبل الكرمل في فلسطين المحتلة، وجبل الشيخ في الجولان المحتل.
أمّا الأرض في محيط الموقع فهي وعرة ، لكنها مثمرة، حيث يميل لون تربتها إلى الوردي، ويعتمد السكان في ري مزروعاتهم على مياه الأمطار في فصل الشتاء، ويتركزالموقع الأثري فوق القمة، ويغطي ما مساحته1600م2. ومن جهة أخرى لا تتوفر لدينا أيةُ مصادر، تشير إلى صاحب القبر، وكل المعلومات التي اجتمعت بين أيدينا عن الموقع، هي من خلال المسوحات والتحريَّات الأثرية، التي أجراها علماء الآثار الأوروبيون. ويُعدُّ عالم الآثار شوماخر(Schumacher) من أوائل الباحثين الذين أشاروا مبكّراً لهذا القبر أثناء مسوحاته الأثرية في منطقة عجلون عام 1314هـ/1896م وذكره بقوله:" إنّ الموقع عبارة عن هضبة
أو تلة ترتفع عن سطح البحر حوالي8266م، تقع إلى الجهة الشمالية الغربية من خربة الصوان، مكللة بأشجار السنديان الجميلة والقديمة.
تمتاز طبوغرافية المكان بحجارته الجيرية المتآكلة، بفعل العوامل الطبيعية، وآثار
الموقع السطحية عبارة عن بقايا أَساسات لأبنية قديمة، متهدمة، مبنية من الحجر، وقبر بحالة جيدة، تحت أشجار السنديان يخص الشيخ علي، وما يميز القبر شاهد، يحمل كتابة عربية، ذات مضامين دينية، جزؤها العلوي تعرض للتآكل بسبب العوامل الجوية، ولم يبقَ إلا التاريخ687هـ/1288م، واسم الشيخ (علي ) محاط بدائرة، والموقع محل احترام، وتقديس لسكان المنطقة الذين ذكروا أنَّه عندما تكون السماء صافية، وخالية من الغيوم، تظهر فجأة سحابة فوق المشهد، تنخفض تدريجيا نحو قمم الأشجار، وتدخل في الغابة(15)."
ثانيا- المنشئ وتاريخ الإنشاء:
ينبغي بادئ ذي بدء أنْ نشير إلى تاريخ تجديد القبر من خلال شاهد القبر. وقد شُغِل داخله بكتابة بخط الثلث المملوكي نفذت بالحفر البارز والذي أوضح بما لا يدع مجالا للشك أنّ القبر جدد في العصر المملوكي، ومجدده هو عز الدين أيبك عبدا لله الملكي المنصوري الصالحي، المعروف بالمختص مُتولي عجلون في ربيع الأول من سنة سبع وثمانين وستمائة الموافق ابريل 1288م وفي عام1371هـ/1951م. زار الموقع عالم الآثار الإيطالي أوغستونوفيك وبجاتي (Augstinovic,Bagatti) أشارا إلى موقع التل، الذي يمكن منه مشاهدة العديد من قمم جبال عجلون كتَلِّ مار إِلياس، وأشجاره الجميلة والقديمة. ومن الشمال يمكن رؤية وادي النوم. ومن الشرق والغرب يمكن رؤية وادي اليابس. وفوق مرتفع تل علي مشهد مجموعة من الحجارة، وضعت بشكل دائري، يحيط بها حجارة أخرى، وضعت كذلك بشكل دائري، وفي وسط الشكل الدائري قبر شيخ أو ولي، شُيِّد من حجارة مشذبة، على شكل مربع.وعلى أغصان أشجار السنديان التي تظلل القبر، بعض قطع القماش ربطت كالأعلام(16)>
وفي عام1399هـ/1970م أجرى ميتمان(Mittmann) مسحاً أثرياً حيث أشار إلى موقع التل وأنَّه يقع على مفترق الطرق، التي تؤدّي إلى قري الهاشمية، وحلاوة ، ودير الصمادية، والوهادنة. ومن أعلى التل يمكن رؤية جزءٍ كبير من مناطق عجلون الجنوبية، والشرقية، وتشكل قمة التل سهلاً مرتفعاً عبارة عن هضبة بيضاوية الشكل، طولها50 م، وعرضها35م، محاطة بالجهة الشمالية، بأشجار السنديان وتغطي بظلالها قبر الولي. وتحتوي منحدرات الهضبة على كهوف عديدة. ومن خلال دراسة الملتقطات السطحية الفخارية أشار إلى أنّ الموقع يرجع بأصوله التاريخية إلى العصر البيزنطي القرن الرابع والخامس الميلاديين وإلى العصر العباسي(17). وفي عام1398هـ/1978 م، أصدر بيرشيم(Berchem) من جمعية النقوش العربية في جنيف، مقالا عن نقوش عجلون الكتابية التي اكتشفها شوماخر عام 1314هـ/1896م.
وكان من ضمن النقوش شاهد قبر الولي(علي)، يتضمن تاريخ تجديد القبر في العصرالمملوكي687هـ/1288م. وذكر القبر بقوله:" موقع قديم، استغله شيخٌ مسلم يدعى علي وقد عاش ودفن فيه"(18), وفي عام1423هـ/2002م أجرى الباحث مكنزي(Mackenzie) مسوحات أثرية في منطقة علي مشهد وأشار طبقاً لملتقطات السطح الفخارية أنّ الموقع يرجع تاريخه للعصر البيزنطي وآثارُه السطحية عبارة عن آبار وبقايا جدران متهدمة(19).
ثالثا- الوصف العام للقبر
يقوم القبر فوق قمة جبلية مرتفعة، مكللةٍ بأشجار السنديان، تعرف بين العامة من سكان المنطقة باسم علي مشهد، ويرى السكان المحليون أنّ القبر يضم رفات ولي من الأولياء الصالحين؛ ولذلك المكان احترام كبير، وتقدير من سكان المنطقة المسلمين، إلا أنَّه للأسف الشديد تعرض النقش الكتابي، الذي أشار إليه عالم الآثار الألماني شوماخرعام1314هـ/1896م، للفقدان، ولم يعد موجوداً بالموقع.تمكنا من الحصول على نسخة من هذا النقش من مجموعة نقوش سوريا الجنوبية التي نشرها بيرشيم بصيغة:
1-[بسم اللـ]ـه الرحمن الرحيم 2-[ كل من عليها فـ]انّ ويبقى وجه ربك ذو 3- الجلال والإكرام جدد هذا ألـ[مشهد]؟44-السعيد ابتغاء مرضاة الله الغفور5-المجيد الفقير إلى الله الراجي عفوه6-وغفرانه الأمير الكبير الأسفهسلار 7-عز الدين أيبك عبد الله الملكي8-المنصوري الصالحي المعروف بالمختص متولي9-عجلون المنصور غفر الله له في شهر10-ربيع [ا]لأول سنة سبع وثمانين و11- ستمـ(ئه) (الموافق ابريل1288م) (20) يحيط بالقبر سلسلة من الحجارة على هيئة متوازي المستطيلات، طولها من الشرق- الغرب8.09م، ومن الشمال- الجنوب4.57م، يتوسطها قبر يمتد من الشرق- الغرب مسافة3.94م، ومن الشمال- الجنوب2.044م، وبعض حجارته مشذبة، وهي من النوع الجيري المستخرج من محاجر المنطقة.
هوامش البحث ومراجعه
(1) سلمان، عيسى. العزي، نجله، عبدالخالق، هناء ، يونس، نجاة: العمارات الإسلامية في العراق، بغداد، دار الرشيد، 1982/ (ج1،ج2،67)
2- محمد البعاج : لم أقف على ترجمة هذه الشخصية في المصادر المتاحة والمتيسرة.(الباحث)