مسجد عجلون
( 645هـ/1247م)
إعداد
د محمد ابوعبيلة – باحث في الاثار
المحتويات
- الوصف العام
- المنشيء وتاريخ الانشاء
- الوصف المعماري والزخرفي
- مداخل المسجد
- الواجهة الغربية
- الواجهة الشمالية
- الواجهة الجنوبية
- الواجهة الشرقية
- وصف المسجد من الداخل
- تخطيط المسجد
- المحراب
- المنبر
- النوافذ
- الرواق الاوسط
- المئذنة
- التحليل والمقارنة
- خلاصة الدراسة
- الهوامش
- المراجع
أوّلاً- الوصف العام للموقع (شكل 1).
يقع المسجد وسط مدينة عجلون ويتبوأ مكاناً وموقعاً متميزين؛ حيث يقع على الطريق الرئيس المؤدي إلى قلعة المدينة، وتنتشر من حولـه العمائر الدينية متل: مَقَام البعَّاج وسِيْدِي بدر وغيره ويُعَدُّ من المساجد الهامّة إنّ لم يكن من أهمها على مستوى الأردن. وما زال يؤدي وظيفته الإنشائية التي أنشئ من أجلها، وهو خير أنموذج باقٍ لجوامع ومساجد الأردن خلال القرن 7هـ/13م؛ لاحتفاظه بتراثٍ مادي يعكس التقاليد المعمارية الأيوبية سواء من حيث تخطيطه أو ضخامة جدرانه وارتفاعها، وارتكاز سقفه على دعامات متينةٍ مثمنةِ الشكل، وبدورها تبين التأثرَ المباشر بين هذا المسجد والمساجد الإسلامية الأخرى في بلاد الشام والعراق ومصر. وتُعَدُّ مئذنة المسجد من المآذن القديمة في بلاد الشام 662هـ/1263م والتي ما زالت تحمل الكثير من السمات التخطيطية والمعمارية لطراز مآذن العصر المملوكي، على الرَّغم من الإضافة التي أحدثت على جزئها العلوي خلال القرن 14هـ/20م إلا َّ أنَّها تبقى واحدة من مآذن الأردن الباقية والقديمة وخير شاهد على العصر.
ثانيا- المُنْشِئ وتاريخ الإنشاء:
تشير المصادر التاريخية أنّ الملك الصالح نجم الدين أيوب637-647هـ 1239-1247م هو الذي أمر ببناء مسجد عجلون، بعد أن خضعت المنطقة لسيطرته، وولّى على المنطقة أحد أمرائه وكبار قادته علاء الدين ايدكين بن عبد الله البندقدار الصالحي عام 643هـ/1245م (1). علماً أنّ تاريخ البناء لا خلاف فيه؛ إذ أنَّه مُسجَلٌ على لوح حجري مستطيل يعلو مدخل المسجد الشمالي عليه كتابة بخط الثلث نفذت بالحفر البارز تشير إلى تاريخ البناء بصيغة :
1- [بسم الله]الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر واقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشَ إلا 2-[الله] فعسى أولئك أنّ يكونوا من المهتدين هذا ما انشأ واعمر العبد الفقير إلى رحمة ربه الراجي عفوه وغفرانه.
3-[…] دعماس بن يوسف الحميدي الملكي الصالحي النجمي في أيام مولانا السلطان الملك الصالح أبو المكارم نجم الدنيا والدين أيوب بن أ4-[لسلطان] الملك الكامل محمد بن السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب خليل أمير المؤمنين جمع الله له خير الدنيا والا 5-[خرة] وذلك في العشر الأخير من شهر جمادى الأخير المبارك سنة خمس وأربعين وستماية أثابه الله تعالى.(الموافق اكتوبر 1247م ). وفي العصر المملوكي وبعد زيارة السلطان الظاهر بيبرس إلى عجلون أَنعم على ملك أمرائه عز الدين أيبك العلاني(العلائي) بولاية منطقة عجلون حيث عمل على ترميم قلعة المدينة (2)، وتشييد مئذنة المسجد يستدل على ذلك من نص الإنشاء على لوح حجري مستطيل يعلو مدخل المئذنة الغربي عليه كتابة بخط الثلث نفذت بالحفر البارز تشير إلى تاريخ الإنشاء بصيغة :
1- بسم الله الرحمن الرحيم انما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخشَ إلا الله فعسى
22- أولئك أن يكونوا من المهتدين انشا هذه المنارة المباركة في أيام السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين بيبرس قسيم أمير المؤمنين3- العبد الفقير إلى الله الراجي رحمة ربه سنجر بن عبد الله الشيزري تغمده الله [برحمته] وأسكنه بحبوحة جنته ورحم الله من ترحم عليه سنة اثنين وستين وستمئه (الموافق 662هـ /1263م).
وفي ولاية الناصر محمد قلاون الثالثة،اجتاح مدينة عجلون سيلٌ جارف 728هـ/1327م نتيجة هطول المطر الكثيف وفيضان ينابيع المنطقة منها نبع أبو الجُود والجِنان وهما من روافد وادي عَجلون/ كُفْرَنْجَة اللذين ما زالا يجريان وسط مدينة عجلون قرب المسجد من الجهة الشرقية. وكان للفيضان أكبرُ الأثر على ممتلكات المدينة العامة والخاصة، وكان لمسجد المدينة النصيب الأكبر من الضرر الذي لحق برواقه القِبْلِي وبعض أجزائه (3).
وعلى أثر ذلك الفيضان وما ألحق من أضرار جرت أعمال تجديد وعمران للمسجد732هـ/1332م وقد سُجِّلت أعمال التجديد على لوح حجري ما زال في ساحة المسجد الخارجية بغير موضعه الأصلي عليه كتابة بخط الثلث المملوكي نفذت بالحفر البارز تشير إلى تاريخ التجديد بصيغة:
1- بسم الله الرحمن الرحيم انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة 22- ولم يخشَ إلا الله فعسى أولئك أنّ يكونوا من المهتدين جدد هذ[ا] الباب المبارك في أيام سيدنا قاضي القضاة علم الدين الإ3- خناي بالشام المحروس بنظر مولانا القاضي تاج الدين محمد الأخناي الحاكم بعجلون في شعبان سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة من الهجرة النبوية المحمدية(الموافق ابريل – مايو1332م ).
ثالثا: الوصف المعماري والزخرفي للمسجد
الواجهة الرئيسة الشرقية
الواجهة مبنية من الحجر الجيري المُشَذّب المعد بعناية وإتقان. ويظهر أنّ طبيعة التكوين الجيولوجي للمنطقة هي الدافع الأساسي لاستعمال هذه المادة بالبناء لوفرته في الطبيعة، وقد استخدم الملاط كمادة رابطة بين الجدران. وتألفت الواجهة من أحد عشَرَ مدماكاً تأخذ حجارةُ المداميك الشكل المربع والمستطيل، أمّا متوسط ارتفاع المدماك الواحد بالبناء ما بين0.37-0.56 م. وتمتد الواجهة من الشمال ـ الجنوب بطول15.40م وترتفع عن سطح الأرض مقدار 5.56م. يمتاز بناء الواجهة بالمتانة والقوة؛ حيث يبلغ متوسط سمك جدرانها ما بين 1.69 ـ2.5م زينت الواجهة بـ وريدة ذات ست بتلات نفذت بالنحت البارز على واجهة المدماك الخامس تشبه مثيلاتها التي تزين المربع السفلي لقبة الرواق الأوسط. أمّا مئذنة المسجد فتقوم في الطرف الشمالي للواجهة وتبرز عن سمتها 3.58م. ولعل أبرز ما يميز هذه الواجهة هو احتواؤها على ثلاثة مداخل تؤدي إلى بيت الصلاة فضلاً عن كتلة المئذنة التي تقع بالركن الشمالي الشرقي.
- مداخل المسجد: للمسجد ثلاثة مداخل في الواجهة الشرقية:
المدخل الأول:
يشغل الطرف الجنوبي للواجهة، وهو عبارة عن دخلة جدارية اتساعها1.63م،وعمقها2.1م وارتفاعها2.7م ويفضي المدخل إلى رواق المسجد الأول.
المدخل الثاني : يتوسط الواجهة وهو عبارة عن دخلة مقببة معقودة بعقد مدبب يبلغ اتساعها2.64م وعمقها1.04م وارتفاعها3.01م، وعلى جانبي هذه الدخلة مسطبتان(مكسلتان) بواقع مسطبة بكل جانب ارتفاع الواحدة منهما0.47م فتح بصدر الدخلة فتحة باب الدخول وهي مستطيلة ومتوجة بعتب حجري ترتفع أرضية المدخل عن ارضية المسجد 0.40م يبلغ اتساعها1.41م وارتفاعها 2.5م وعمق دخلتها1.34م وقد أعدت لارتكاز مصراعي الباب الخشبي. ويفضي المدخل إلى رواق المسجد الأوسط.
المدخل الثالث:
مستطيل الشكل يعلوه عتب حجري مستقيم ُشُغِل داخله بكتابة بخط الثلث نفذت بالحفر البارز حيث تشير إلى منشئ البناء وتاريخ إنشائه 645هـ/1247م كما سبق بيانه ويبلغ اتساع دخلته 1.49م وارتفاعها 2.92م وعمقها2.23م ويفضي المدخل إلى رواق المسجد الثالث.
الواجهة الغربية-
تمتد الواجهة من الشمال ـ الجنوب بطول 18.90م وأما ارتفاعها فمن الصعوبة أخذ مقاساته لوجود الأتربة والأنقاض خلفها .
الواجهة الشمالية:
الواجهة مبنية من الحجر المُشَذّب استخدم الملاط كمادة رابطة بين الجدران، تتالف الواجهة من أحد عشَرَ مدماكاً تأخذ حجارةُ المداميك الشكل المربع والمستطيل ومتوسط ارتفاع المدماك الواحد بالبناء ما بين0.37-0.56 م. وتمتد الواجهة من الشرق ـ الغرب بطول29.50م وترتفع عن سطح الأرض مقدار 5.56م . يمتاز بناؤها بالمتانة والقوة؛ حيث يبلغ متوسط سمك جدرانها ما بين1.69ـ2.50م. أمّا مئذنة المسجد فتقوم في الطرف الشرقي للواجهة ولعل أبرز ما يميز هذه الواجهة هو احتواها على ثلاثة مداخل تؤدي إلى بيت الصلاة.
المدخل الأول:
يشغل الطرف الشرقي للواجهة ويقع على محور بلاطة المسجد الرابعة يقابل النافذة اليسرى على يسار المحراب. وهو عبارة عن دخلةجدارية اتساعها1.34م وعمقها2.5م وارتفاعها2.26م .
المدخل الثاني :
يتوسط الواجهة ويقع على محور بلاطة المحراب وهو عبارة عن دخلة جدارية يبلغ اتساعها1.87م وعمقها2.5م وارتفاعها2.81م.
المدخل الثالث:
يشغل الطرف الغربي للواجهة ويقع على محور بلاطة المسجد الثانية بقابل النافذة اليمنى وهو عبارة عن دخلةجدارية اتساعها1.31م،وعمقها2.5م وارتفاعها2.32م.
الواجهة الجنوبية:
تطل الواجهة على الشارع العام، وهي مبنية من الحجر الجيري المُشَذّب الُمعَدِّ بعناية وتتكون من أحد عشر مدماكاً متوسطِ ارتفاع المدماك الواحد (0.37-0.56م) وتمتد من الشرق ـ الغرب بطول 31.20م، ويشغل الواجهة نافذتان مستطيلتان أعدتا للإضاءة والتهوية ويعلو كلاًّ منهما عتب مستقيم تكتنفا دخلة المحراب من داخل المسجد. وترتفع الواحهه عن الشارع العام ما بين4.30-5.53م .
ب- وصف المسجد من الداخل:
تخطيط المسجد:
تفضي أبواب الدخول الستة المُشار إليها سابقا إلى داخل المسجد، الذي يأخذ الشكل المستطيل ويتبع تخطيطه الطراز غير التقليدي وجوهر تخطيطه (المسجد ذو الأروقة دون الصحن) ويمتد من الشرق ـ الغرب بشكل عرضي بطول28.15م، وعرضه من الشمال ـ الجنوب 15.15م وذلك إذا قيست الجدران من الداخل. ويحتلُّ مساحة إجمالية قدرها 426م²، يتكون المسجد من ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين معقودتين بعقود مدببة كل بائكة تتكون من أربع دعامات تسير عقودها موازية لجدار القبلة، كما ينطلق من أعلى هذه الدعامات عقود عمودية من الجهتين الشمالية والجنوبية، فقسمت سقف كل رواق إلى خمس مساحات مربعة غطي كل منها بقبو متقاطع ما عدا المساحة الثالثة التي تتوسط الرواق الثاني فقد غطيت بقبة ضحلة ترتكز على مثلثات كروية.
وتتكون الدعامات من الحجر المُشَذَّب والمونة الطينية. ولقد أخذ مقطع الدعامة شكل المثمن عند القاعدة، بطول كل ضلع من أضلاع المثمن1.04م، حيث تزداد اتساعا في الأجزاء العلوية التي استخدمت لترتكز عليها أطراف العقود المدببة، يبلغ ارتفاع الدعامة الواحدة3.20م وهي على مستوى واحد بارتفاعات متساوية تقوم جميعها مقام الأعمدة في حمل السقف المقبى بالأقبية المتقاطعة والذي يزيد ارتفاعه عن6.50م. أمّا سقف المسجد فيشغله نافذتان مستطيلتان طول ضلع الواحدة منهما1.36م واتساعها1.2م. أمّا الثانية فطولها1.68م واتساعها1.33م أعدتا لإدخال الضوء والهواء. وتشغل الدعامات كوى جداريه ذات قاعدة مستوية اتّساع الواحدة منها 0.30م استخدمت لوضع أسرجه الإٍنارة الليلية .
المحراب:
يتوسط صدر جدار القبلة دخلة المحراب، وهي معقودة بعقد نصف دائري. وترتكز على عمودين رخاميين مستديرين: تيجانهما ناقوسية الشكل، وزخرف تاج كل واحد منهما بزخارف هندسية عبارة عن مثلثات يعلوها دوائر، وشريط زخرفي متعرج يتوسطها حنية المحراب عمقها 1.19م واتساعها1.79م وارتفاعها2.97م ويتوجها طاقية معقودة بعقد نصف دائري خالية من أية تشكيلات زخرفية.
المنبر:
يقع على يمين المحراب وهو من الخشب المجدد وقد أُنشئ حديثاً، ويتألف من خمس درجات وجلسة، اتساع فتحة باب المقدم 1.72م، وارتفاعه حتى أرضية المسجد3.10م.
النوافذ:
يقع على كل جانب من جانبي دخلة المحراب دخلة مقبية عميقة، معقودة بعقد نصف دائري. ترتفع عن أرضية المسجد مقدار 0.20م يبلغ اتساع الواحدة منهما 1.49م وارتفاعها2.74م وعمقها 1.10م
الرواق الأوسط:
يمتد من الشرق ـ الغرب بطول28.15 م وعرضه من الشمال- الجنوب5.37م ويغطي المربع الأوسط لسقف الرواق قبه ضحلة قطرها 6.56م ومحيطها20.6م ويزين المربع السفلي للقبة شريط زخرفي حجري يمتد حول المربع السفلي للقبة بشكل مستقيم، وتجمع التشكيلات الزخرفية بين الأشكال الهندسية والنباتية وتضم دوائر هندسية، وأغصاناً وأوراقاً تمثل وريدات سداسية وخماسية الأوراق، ينبت من أطرافها أغصان وأوراق نباتية وقرون الرّخاء، نفذت بتقنية الحفر البارز وتأخذ مسافة18م طولاً بالاتجاهات الأربعة وعرض الشريط الزخرفي0.50م, ويتكون من أربعة أجزاء.
وأجمل التشكيلات تلك التي تشغل الجزء الأول التي وضعت داخل إطار عرضه0.29م. ويفصل زخارف هذا الجزء عن الأجزاء الأخرى الثلاثة أقنية طولية متناظرة بخطوط محفورة بالحجر على شكل أخاديد عرض الواحد منهما0.08م. وفتح في الأربع مساحات المحصورة بين المثلثات الركنية أربع فتحات شبابيك إحداها معقودة بعقد مدبب، والأخرى مستديرة بالتبادل بواقع فتحة شباك على كل ضلع من أضلاع المربع السفلي للقبة؛ وذلك للإضاءة والتهوية وتخفيف الثقل الواقع على المربع السفلي. بينما تظهر فتحات الشبابيك من الخارج على هيئة مستطيلة يغشيها حجاب من السلك المجدد.
المئذنـــة
تقوم المئذنة في الطرف الشمالي الشرقي من واجهة المسجد الشرقية. شُيِّدت جميعها بالحجر الجيري المُشَذّب وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بنائه اللونان الأحمر والأبيض، تشغل كتلة بنائية مربعة الشكل ضخمة ومتينة البناء وفي غاية الروعة والجمال، ويكمن ذلك في تقسيم بدنها إلى ثمانية أقسام أو مستويات. وترتبت حجارة المداميك بطريقة معينة تتمثل بارتداد المدماك الأعلى للداخل على المدماك الموجود أسفله ببضع سنتيمترات، ويستمر الارتداد للأعلى بتدرج ملحوظ وزينت بحليات معمارية بعض منها كوى سهمية تبدو كفتحات طولية على جدرانها والبعض الآخر نوافذ معقودة بعقد نصف دائري جميعها قسمت على بدنها ورتبت ووزعت وفق ما يخدم بنيانها ويحقق أغراضها بإدخال الضوء والهواء لجسمها الداخلي.
المئذنة من الخارج
الواجهة الشرقية:
تتكون الواجهة من ثمانية مستويات، وينطبق ذلك على بقيّة الواجهات ويبلغ ارتفاع المئذنة في المستويات الثمانية22.13م.
المستوى الأول: وهي القاعدة، مربعة الشكل طول كل واجهة من واجهاتها الأربعة4.57م وهي مصمتة صماء، تخلو من أيّة حنايا أو تشكيلات معمارية وتتكون من ثمانية مداميك ارتفاع المدماك الواحد 0.45م وترتفع عن سطح الأرض3.60م يفصل القاعدة عن بدن المئذنة شريطٌ مجوف ضيق مستطيل الشكل، ناتج عن تقنية عالية في طريقة بناء المداميك يؤشر على مكان الانتقال من القاعدة إلى البدن،عرض الشريط0.37م، وعمقه0.2م يلتف حول واجهات القاعدة الأربعة.
المستوى الثاني: عبارة عن بدن مربع، يبلغ طول كل واجهة من واجهاته الأربعة4.57م ويتكون من ثمانية مداميك، ارتفاع المدماك الواحد0.45م، ويرتفع عن القاعدة3.60م ويتخلل واجهته الغربية مدخل المئذنة الرئيس.
المستوى الثالث: عبارة عن بدنٍ مربعٍ يتناقص طول كل واجهة من واجهاته الأربعة عن المستوى الثاني؛ حيث يبلغ طول كل واجهة من واجهاته الأربعة4.48م، ويتكون من أربعة مداميك ارتفاع المدماك الواحد0.45م. ويرتفع عن المستوى الثاني1.80م. وقد شُغِلت واجهاته الأربعة بكوى سهمية مستطيلة رأسية بواقع كوة سهمية في كل جانب، أعدت للإضاءة، والتهوية. اتساع الواحدة منهما0.38م وارتفاعها0.80م تبدو من الخارج كفتحة طولية مستوية على الجدار.
المستوى الرابع: وهو عباره عن بدن مربع يتناقص طول كل واجهة من واجهاته الأربعة عن المستوى الثالث؛ حيث يبلغ طول كل واجهة من واجهاته الأربعة 4.38م ويتكون من أربعة مداميك ارتفاع المدماك الواحد0.45م ويرتفع عن المستوى الثالث1.80 م.
المستوى الخامس: عبارة عن بدن مربع يتناقص طول كل واجهة من واجهاته الأربعة عن المستوى الرابع حيث يبلغ طول كل واجهة من واجهاته الأربعة4.29م ويتكون من ستة مداميك، ارتفاع المدماك الواحد0.45م ويرتفع عن المستوى الرابع2.70م.
المستوى السادس: عبارة عن بدن مربع يتناقص طول كل واجهة من واجهاته الأربعة عن المستوى الخامس حيث يبلغ طول كل واجهة من واجهاته الأربعة4.15م ويتكون من ستة مداميك ارتفاع المدماك الواحد0.45م،ويرتفع عن المستوى الرابع2.70م.
وقد شُغِلت واجهاته الأربعة بكوى سهمية مستطيلة رأسية، وزعت بواقع كوة سهمية في كل جانب، وقد أعدت للإضاءة, والتهوية. فاتساعها 0.38م وارتفاعها0.97م وتبدو من الخارج كفتحة طولية مستوية على الجدار.
المستوى السابع: عبارة عن بدن مربع يتناقص طول كل واجهة من واجهاته الأربعة عن المستوى السادس ويبلغ طول كل واجهة من واجهاته الأربعة4م ويتكون من ستة مداميك ارتفاع المدماك الواحد0.45م ويرتفع عن المستوى السادس2.70م .
المستوى الثامن: وهو عبارة عن بدن مربع يتناقص طول كل واجهة من واجهاته الأربعة عن المستوى السابع. ويبلغ طول كل واجهة من واجهاته الأربعة3.86م ويتكون من سبعة مداميك ارتفاع المدماك الواحد0.45م ويرتفع عن المستوى السابع3.15م وقد شُغِلت واجهاته الأربعة بنوافذ معقودة بعقود نصف دائرية بواقع نافذة بكل جانب اتساعها0.38م وارتفاعها0.66م د أعدَّت للإضاءة والتهوية. ويعلو هذا المستوى طنف حجرية أو كوابيل(Corbels) بواقع سبعة كوابيل بكل جانب عرض الواحدة منهما0.28م وطولهـــا0.41م وتقوم مقام المقرنصات حيث حول المعماري قاعدة المئذنة المربعة إلى شكل مثمن. وهي الطريقة الشائعة في تهيئة قواعد الشرفة (دورة) الذي يدور فيها المؤذن عند الآذان.
الواجهة الغربية:
تتكون الواجهة من ستة وثلاثين مدماكاً مدمجة مع واجهتي المسجد الشرقية والشمالية كما يظهر على الرسم التخطيط شيدت جميعها من الحجر المنحوت وفق النظام المشهر. وارتفاع المدماك الواحد0.45م، ويتخلل الواجهة مدخل المئذنة الرئيس والوصول إليه كان عن طريق سطح المسجد. والمدخل مستطيل الشكل اتساعه0.68م وارتفاعه1.26م وعمق دخلته1.40يعلوه عتب مستقيم ويعلوذلك عقد عاتق تشكل من التقاء كتلتين حجريتين على شكل مثلث مفرغ من الداخل ويعلو هذا العقد لوح حجري شُغِل داخله كتابة بخط الثلث المملوكي نفذت بالحفر البارز تشير إلى تاريخ الإنشاء662هـ/ 1263م.كما سبق بيانه.
الواجهة الشمالية:
تتكون الواجهة من خمسين مدماكاً شيدت جميعها من الحجر المنحوت وفق النظام المشهر وتبرزعن سَمَت جدار المسجد الشمالي حوالي0.60م.
الواجهة الجنوبية: تتكون الواجهة من خمسين مدماكاً وقد شيدت جميعها من الحجر المنحوت
وفق النظام المشهر تتصل بواجهة المسجد الشرقية وهي مدمجة مع الجدار مقدار1.044م وتشغل أحد أركان المسجد.
الجزء العلوي من المئذنة:
يتكون الجزء العلوي من المئذنة من شرفة مثمنة الشكل. طول ضلعها من الشمال ـ الجنوب4.87م ومن الشرق ـ الغرب 4.94م ترتكز على طنف حجرية أو كوابيل(Corbels) مدمجة بالأركان عرض الواحدة منهما 0.28م طولها0.41م كما سبق بيانه وتبلغ المسافة الفاصلة بين الطنفة وجارتها بامتداد صفوفها0.27م وتقوم الكوابيل مقام المقرنصات في تحويل شكل المئذنة المربع إلى مثمن ويلي ذلك القسم العلوي للمئذنة، والذي يتكون من جوسق علوي، وآخر سفلي وهما على شكل مثمن، تعلوها جميعها قمة المئذنة وهي من طراز الخوذة ويتمّ الصعود إلى الشرفة عن طريق سُّلـَّم لولبي يدور داخل بدن المئذنة، يبدأ من مدخل المئذنة الرئيس ويفضي للجوسق السفلي الذي يعلو الشرفة.
وكان يلتف حول الشرفة سياجٌ خشبي مزين بزخارف هندسية ونباتية؛ لوقاية المؤذن من خطر السقوط كما يستدل من إحدى الصور القديمة التي التقطت قبل سقوط الجزء العلوي. إلا أنَّه لا وجود لهما الآن بعد تعرضه للانهيار حيث أضيف للمئذنة في القرن 14هـ/20م مئذنة حديثة ترتكز على المئذنة المربعة القديمة وتتكون من بدن مثمن المسقط، ممتد إلى الأعلى 22م تخلله شرفتان للمؤذن، وينتهي هذا البدن بقمة المئذنة يتوجها قائم معدني مكون ثلاثة تفاحات وهلال .
المئذنة من الداخـل:
يأخذ جسم المئذنة الداخلي الشكل الأسطواني قطره1.76م ومحيطه5.52م، يتوسط الشكل الأسطواني عمود حجري أسطواني (فحل) يلتف، ويدور حوله سُّلـَّم لولبي(درَج) صاعد بعكس عقارب الساعة ويتكون الدرج من ألواح حجرية منحوتة، عددها ثمانٍ وستون درجة، تنتهي عند الشرفة (دوره) التي يطوف حولها المؤذن عند الأذان. ارتفاع الدرجة الواحدة0.20م، ويتخلل الجسم الداخلي للمئذنة نوافذ تبدو منحرفة تشبه مرامي السهام(مزاغل) للإضاءة والتهوية اتساع الواحدة منهما 0.58م وارتفاعها0.83م، وعمق دخلتها1.40م.
رابعاً- التحليل والمقارنة:
من حيث التخطيط:
ياخذ المسجد في تخطيطه الشكل المستطيل، ويمتد بشكل عرضي، ويتبع تخطيطه طراز (المسجد ذو الاروقه دون الصحن) يتوسط رواقه الأوسط قبة، ويشغل طرفه الشمالي الشرقي مئذنة، كما سبق بيانه. .تبلغ مساحة المسجد الداخلية 418م2. ويتسع إلى334 مصلي, وفي ضوء ذلك قسمت دراسة وتحليل هذا النوع من التخطيط إلى محورين: الأول منها خصص لدراسة المسقط المستطيل في المساجد والثاني خصص لدراسة المسقط المستطيل في المساجد التي تمتد بشكل عرضي ويتبع تخطيطها طراز (المسجد ذو الاروقه دون الصحن) يتوسط رواقها الأوسط قبة.
المحور الأول- المسقط المستطيل في المساجد:
يرى بعض الباحثين أنّ الشكل المستطيل في المساجد يحقق أغراضا وظيفية من الصعوبة بمكان تحقيقها في الأشكال الهندسية الأخرى(الدائري، المضلع). ومن هذه الأغراض التناظر والمساواة والاعتدال في الصفوف والاستغلال الأمثل للحيّز المكاني، فضلاً عمّا يمنحه هذا النوع من التخطيط من تراص للصفوف، وسد للفرج والفراغ بين المصلين إلى جانب هذه الأغراض الوظيفية، هنالك غرض عقائدي يتمثل في اتساع جدار القبلة في مثل هذا التصميم مما يمنح فرصا أكثر للمصلين في إشغال الصف الأول؛ لما لهذا الصف من قيم وأبعاد عقائدية (4).
المحور الثاني - المسقط المستطيل في المساجد المغطاة بأقبية(ليس لها صحن مكشوف):
عند إمعان النظر في تخطيط مسجد عجلون نجد أنَّه يتبع الطراز غير التقليدي للمساجد، وجوهر تخطيطه(المسجد ذو الأروقة دون الصحن) وعند تأصيل هذا النوع من التخطيط نجد أقدم أمثلته في العمارة الإسلامية جامع عمرو بن العاص في مصر في مرحلة إنشائه الأولى21هـ 641م زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتوالى ظهور هذا النوع من التخطيط في مساجد العصر الأموي نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر مسجد خان الزبيب. ويرجع تاريخ تشييده ما بين عامي 89- 133هـ/ 708- 750م( 5). ومسجد أم الوليد المعاصر لمسجد خان الزبيب, ومسجد قصر الحلابات (6). وجوهر تخطيطه عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط أبعادها 10× 11.61م. تتكون من ثلاثة أروقة أوسعها رواق القبلة وكان يغطي هذه المساحة أقبية أسطوانية ترتكز على صفين من الأعمدة، ما زالت قواعدهما في أرضية المسجد في كل صف أربع قواعد، يشغل جدار المسجد الشرقي والغربي والشمالي ثلاثة مداخل تفضي إلى بيت الصلاة، ويحيط بالمسجد ثلاثة أروقة وزِّعت على الجانبين والمؤخرة متوسط اتساع الواحدة منهما 3.06- 3.34م. ويرجع تاريخ تشييده إلى زمن الوليد بن عبد الملك89- 91هـ (708- 710م) (7). وانتقل هذا النوع من التخطيط إلى بعض مدن وحواضر العالم الإسلامي وظهر في العديد من المساجد نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر مسجد بلخ القرن 3هـ/ 9م ومسجد رباط سوسه بتونس 206هـ/ 821م ، ومسجد بو فتاته في سوسه أيضا 223- 226هـ/ 838- 841م ومسجد ديرسانت كاترين في جنوب سيناء الذي يرجع تاريخه للعصر الفاطمي 495- 500هـ(1101- 1106م ) (8). وظهر هذا النوع من المساجد في العصر الأيوبي.
ومن النماذج الباقية الدالة على ذلك في الأردن مسجد قلعة الأزرق، الذي شُيِّد زمن الملك العادل كما يستدل على ذلك من نص الإنشاء والتعمير الذي يتوج مدخل القلعة 643هـ 1236- 1237م(9). ومن الأمثلة الباقية في العصر المملوكي في الأردن مسجد ريمون الذي يستدل من كتابات المسجد الإنشائية أنَّه شُيِّد في عهد الملك الظاهر بيبرس، وتم البناء سنة 676هـ1277م (10). وقد وجد هذا الطراز من المساجد خارج الأردن ضمن مجموعات معمارية تؤدي أكثر من غرضين وظيفيين، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر: مسجد خانقاه البندقدارية بالسيوفية، بقسم الخليفة 684هـ/ 1285م (11). ومسجد المدرسة الطيبرسية التي أمر بإنشائها الأمير علاء الدين طيبرس الخازنداري الملحقة بالجامع الأزهر بالقاهرة 709هـ/ 1309م(12).
ومن النماذج الأخرى لظهور مثل هذا الطراز خارج الأناضول ومصر والأردن نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر مسجد تيثد في اليمن القرن 7هـ/ 13م، ومسجد (ذي بين) الذي يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن 7هـ/ 13م. وفي ليبيا من النماذج الدالة على ذلك بعض المساجد العثمانية نذكر منها جامع (مراد آغا 959- 964هـ/ 1551- 1556م) وجامع (بن مقيل القرن) 11هـ17م(13).
وعند تأصيل المساجد التي أدخل إليها عنصر القبة التي تتقدم المحراب، نجد أقدم النماذج الدالة على ذلك الجامع الأموي بدمشق97هـ/ 715م ؛ حيث تعلو الجزء الأوسط من الرواق العرضي قبة أمام المحراب عرفت(قبة النسر). وظهر هذا أيضا في المسجد الأقصى بعد إعادة بنائه زمن الدولتين العباسية والفاطمية، بعد تعرضه للتداعي أثر هزة أرضية عنيفة (14).وانتقل هذا التقليد المعماري إلى المغرب العربي وظهر في المسجد الكبير في سوسة بتونس236هـ/ 850م والمسجد الكبير في القيروان248هـ/ 862م، وغيرهما من المساجد. ويعلل بعض الباحثين ظهور هذا العنصر ذو الطابع الديني ما هو إلا تأكيد معماري، الغرض منه إبراز مكان المحراب من خلال تغطيته بسقف يخالف بقية المسجد(15) .
وانتقلت القباب أمام المحراب إلى مصر في العصر الفاطمي وامتازت بكبر حجمها وبزخارفها، وظهرت في الجامع الأزهر359- 361هـ (970-972م)(16), وجامع الحاكم380- 403هـ (990- 1013م) (17). وظهرت القباب تتقدم المحراب في مساجد الغزنويون القرن 5هـ/ 11م ومن النماذج الدالة على ذلك المسجد الكبير لسوق شكري جنوب أفغانستان ويرجع تاريخه إلى زمن السلطان محمود الغزنوي 388- 421هـ/ 998- 1030م.
وانتقل هذا التقليد المعماري إلى مساجد السلاجقة(18). وظهر في جامع أصفهان في إيران 465- 481هـ/ 1072- 1088م (19). وتوالى ظهور هذا العنصر في مساجدهم، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر جامع علاء الدين في نغدا 517هـ/ 1123م والجامع الأرتقي في ماردين 572- 582هـ (1176-1186م ), وجامع علاء الدين في قونيه 550- 617هـ (1155- 1220م) والمسجد الجامع في أردستان 553- 555هـ/( 1158- 1160م) والجامع الكبير في أرضروم 557هـ/ 1179م وجامع دينسر 601هـ/1204م وغيرهما.
وانتقل هذا العنصر نتيجة للتأثيرات السلجوقية على العمارة الأيوبية، وظهر في قبة ضريح الإمام الشافعي بمصر 608هـ/ 1211م(20). كما تأثرت العمارة المملوكية بهذا العنصر وظل يتقدم المحراب. ومن النماذج الدالة على ذلك على سبيل الذكر قبة جامع الظاهر بيبرس بحي الظاهر 665- 667هـ( 1266- 1269م), وجامع الناصر محمد قلاون بقلعة الجبل 735هـ/ 1335م وجامع الطنبغا المارداني خارج باب زويلة 739- 740هـ 1339- 1340م(21).
من حيث العناصر المعمارية للمسجد:
المئذنة
لقد اشرنا إلى ان تخطيط مئذنة المسجد عبارة عن جذع، مسقطه مربع يَسْتدقُّ كلما ارتفع للأعلى. ويتوج نهاية جذع المئذنة كوابيل حجرية تحمل الشرفة(دروه) الذي يلتف حولـها المؤذن عند الأذان. ويرتفع فوقها جوسقان:علوي وآخرسفلي وفوق الجميع(خوذة). وفي ضوء ذلك قسمنا دراسة وتحليل هذا النوع من التخطيط إلى محاور ثلاث: الأول منها خصصناه لدراسة المسقط المربع في البناء بشكل عام، وفي المآذن بشكل خاص. والمحور الثاني خصصناه لدراسة الأصول الأولى لاتخاذ هذا المسقط في المآذن. والمحور الثالث خصصناه لدراسة موضع المئذنة بالنسبة لواجهة المسجد.
المحور الأول- المسقط المربع في البناء بشكل عام، وفي المآذن بشكل خاص:
يرى بعض الباحثين، والمهتمين في شؤون العمارة الإسلامية على وجه العموم، وفي شؤون المساجد على وجه الخصوص أنّ الشكل المربع من الأشكال الهندسية المفضلة على مر العصور. نظرا لما يحققه هذا النوع من التصميم من مرونة، وقابلية للتحوير يؤلف تكويناً معمارياً رائعاً على عكس الأشكال الهندسية الأخرى التي تفتقر لهذه الخواص ويبرهن على ذلك مثال مئذنة (الملوية) في سامراء التي لم يتكرر أنموذجها إلا مرتين على مر العصور. ملوية سامراء 232- 238هـ/ 847- 853م. وملوية جامع أحمد بن طولون في مصر 265هـ/ 879م. في حين أنّ المآذن ذات المسقط المربع بقيت مستمرة منذ العصر الأموي وإلى يومنا هذا.
ومن أسباب ذلك أنّ التصميم المربع أو المكعب في البناء موروث شعبي عند شعوب البحر الأبيض المتوسط، ومصر منذ الألف الثالث قبل الميلاد. لاعتقاد هذه الشعوب أنّ الشكل المربع يوحي للاتجاهات الأربعة على سطح الأرض له دلالة رمزية ترمز إلى قاعدة الفضاء، والكون فضلاً عن خصوصية الثبات. ومن هنا كانت هذه المعتقدات قاعدة أو نقطة انطلاق المعمار في تصميم الأبنية العظيمة كالزيقورات والأهرامات وبرج بابل، وغيرهما. وفي العصور الإسلامية اتخذت الكعبة المشرفة المسقط المربع في تصميمها وهي بالنسبة إلى المسلم أقدس بقعة وأطهر مكان على وجه البسيطة فهي قبلتهم ومحجهم وتوحي للمسلم الإحساس بالثبات الممتد بجذوره في الأرض( 22).
المحور الثاني- المسقط المربع في المآذن: عند تأصيل هذا النوع من التصميم نجد أقدم نماذجه ترجع إلى زمن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتمثل المرحلة الثالثة لمكان الأذان التي عرفت (المطمار) وأصبح هذا التصميم تقليداً موروثاً في فن البناء الإسلامي، احتذى به المعماريون والبناؤون في الأبنية الدينية في العصور التي تلت (23) وظهرت المآذن المربعة في العصر الأموي. ومن الأمثلة الدالة على ذلك مئذنة العروس في المسجد الأموي التي شُيِّدت في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك96هـ/ 714- 715م، ولم يبقَ من معالمها إلا بضعة مداميك حجرية عند قاعدتها، أجريت لها أعمال تجديد في عهد نور الدين زنكي وصلاح الدين. وجدد قِسمها العلوي في العهد المملوكي.
ومن الأمثلة الأخرى مئذنة عيسى في المسجد الأموي بدمشق والتي شُيِّدت هي الأخرى في العصر الأموي زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك وتعرضت للتداعي، وأعيد إعمارها في العصر الأيوبي(24). أمّا أقدم الأمثلة الباقية على المآذن المربعة مئذنة جامع عقبة بن نافع في القيروان والتي يعتبرها بعض الباحثين بمثابة نقطة بداية لتاريخ المآذن وتطورها, التي أنشئت على يد بشر بن صفوان عامل بني أمية على القيروان ما بين سنتي 105، 109هـ/ 724، 729م، يليها في القدم منارة قصر الحير الشرقي 110هـ/ 730م(25). واستمر طراز المآذن المربعة في الظهور في المغرب العربي وأسبانيا نذكر من شهيرات المآذن الدالة على ذلك مئذنة جامع الكتبية بمراكش 548هـ/ 1153م، ومئذنة جامع أشبيليه(الجيرالدا) 580- 594هـ/ 1184- 1197م(26).
أمّا عن طراز مئذنة عجلون موضوع البحث نجد أنَّه يعد استمراراً لما هو مألوف في العمارة السورية الإسلامية، والتي أثرت في مآذن السلاجقة والأيوبيين والمماليك. ومن النماذج السلجوقية الدالة على ذلك مئذنة الجامع الكبير في حلب والتي بناها السلطان السلجوقي أقسنقر من الحجر المنحوت على شكل برج مربع482هـ/ 1089م. ومن النماذج الأيوبية للمآذن نجد أقدم أمثلتها في دمشق في حي سوق صاروجا التي تعرف بمئذنة المدرسة الشامية البرانية587هـ/ 1191م ( 27). ومئذنة جامع قلعة حلب 610هـ/ 1213م(28). ومئذنة المدرسة الأتابكيه في حي الصالحية640هـ/ 1242م. ومئذنة المدرسة المرشدية 654هـ\1256م ( 29).
ومن المآذن المملوكية الباقية في الأردن مئذنة مسجد ريمون 676- 678هـ/ 1277- 1279م ( 30). وفي خارج الأردن مئذنة مسجد فاطمة خاتون 682هـ/ 1283م(لوحة 207أ)(31). ومئذنة مسجد مدرسة المنصور قلاون 703هـ/ 1303م(32). ومئذنة جامع فاطمة في بصري الشام 705هـ/ 1305م(33). وغيرهما. ومجمل القول أنّ الطراز السوري في بناء المآذن قد انتقل إلى الكثير من الأمكنة والبقاع في العالمين العربي والإسلامي. وعند تأصيل الخوذة التي تعلو الجوسق العلوي في مئذنة مسجد عجلون نجد أقدم الأمثلة الدالة على ذلك في العمارة الإسلامية ترجع للعصر الأيوبي، وهي من مميزات المآذن الأيوبية, حيث تتكون من ترس فوقه خوذة واستمرت بالظهور في قمم المآذن حتى منتصف القرن 8هـ/14م وظهرت في منارة أبي الغضنفر بشارع الدّراسة، ومنارة الملك الصالح نجم الدين أيوب وزاوية الهنود, والجامع الطولوني, ومنارة الحاكم وبيبرس الجاشنكير, وقوصون ومنجك اليوسفي، وتنكزبغا وتطورت في بنائها من طوب إلى حجر في منارات كل من منارة بيبرس وقوصون، ومنجك اليوسفي، كما ظهرت في منارات الوجه البحري في القرنين 10،9هـ/16،15م في المحلة الكبرى, وسمنود, ومن الأمثلة منارة خانقاه الجاولية (34).
المحور الثالث- موضع المئذنة بالنسبة لواجهة المسجد:
تشغل الطرف الشمالي لواجهة مسجد عجلون الشرقية. وعند تأصيل موضع المئذنة نجد أنَّه يعد تقليداً لما هو مألوف في المساجد السلجوقية. ومن النماذج الدالة على ذلك مئذنة مسجد نغدا 620هـ/ 1223م(35). ومئذنة مدرسة تاش في قونية 648هـ/ 1250م , ومئذنة مدرسة انجه منارة لي 658- 663هـ/ 1260- 1265م ( 36). ومن الأمثلة المشابهة في الأردن في العصر المملوكي مئذنة مسجد ريمون ومن الأمثلة الأخرى خارج الأردن نذكر على سبيل الذكر لا الحصر مئذنة مسجد فاطمة خاتون 682هـ\ 1283م( 37).
المحراب
يتوسط جدار القبلة في مسجد عجلون دخلة المحراب وهي معقودة بعقد نصف دائري ترتكز على عموديين رخاميين مستديرين تيجانهما ناقوسية الشكل، وزخرف تاج كل واحد منهما بزخارف هندسية عبارة عن مثلثات يعلوها دوائر وشريط زخرفي متعرج. وعند تأصيل المحاريب في المساجد يرى بعض الباحثين أنَّها فكرة إسلامية خالصة، ظهرت لأول مرة في العام الأول للهجرة 622م. عندما أنشأ الرسول -صلى الله عليه وسلم - مسجده. وكان عبارة عن سقيفتين شمالية وجنوبية، ثم أضيف سقيفتان جانبيتان لوصل السقيفتين السابقتين، فكانت السقيفة الجنوبية المتجهة إلى الكعبة بمثابة إطار معماري يحدد اتجاه القبلة.
وتبلورت فكرة المحراب منذ فتح خالد بن الوليد دمشق عنوة 13هـ/ 634م ودخوله معبد جوبيتر من جهة الباب الشرقي. ودخول أبي عبيدة دمشق صلحا من جهة باب الجابية. واتفق الفريقان المسلمون والبيزنطيون على أنْ تقسم الكنيسة إلى قسمين القسم الذي دخل منه أبو عبيدة يبقى كنيسة والقسم الذي فتح عنوة صار مسجدا. وأنشأ له محراباً واحداً وهو محراب المالكية اليوم. ومما يؤكد صحة هذا القول أنّ المسلمين أقاموا المحراب لتثبيت المكان الذي صلى فيه خالد، والصحابة. ثم أصبح هذا المحراب نواة للمحاريب التي أنشئت في المشرق والمغرب كمسجد القيروان 50هـ/ 670م(38). ومحراب مسجد الصخرة 84هـ/ 703م. ومحراب المسجد الأموي 86هـ/ 705م ( 39). ومحراب المسجد النبوي في المدينة المنورة عندما أمر الوليد بإعادة بنائه بنفس الوقت الذي كان يعيد فيه بناء مسجد دمشق. ومحراب مسجد جامع عمرو بن العاص في الفسطاط. ومحراب جامع قصر الحلابات. ومحراب مسجد خان الزبيب ومحراب مسجد أم الوليد ومحراب المسجد الصغير في كل من قصر المشتى وقصر طوبة وقصر الحير الشرقي ومحراب جامع حران والتي يرجع تاريخ تشييدها إلى العصر الأموي 89- 133ه\ 708- 750م (40).
المداخل :
يشغل واجهة مسجد عجلون الشرقية ثلاثة مداخل، وكذلك الشمالية لا تبرز عن سمت الواجهة. وعند تأصيل تعدد المداخل في العمارة الإسلامية نجد أقدم أمثلته في العمارة الإسلامية المسجد الأموي بدمشق87- 96هـ/705- 715م ومسجد قصر الحير110هـ/ 729م . وانتقل هذا التأثير للعمارة الإسلامية في العصور اللاحقة في مسجد الحاكم990هـ/ 1013م ومسجد الصالح طلائع555هـ 1160م (41 ). ويتضح أنّ الغرض الرئيس من هذا التصميم ينطلق من منظور عقائدي، والمتمثل في كراهية المرور أمام المصلين لنهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وأصبحت هذه الكراهية نقطة إنطلاق المعماري المسلم في توزيع المداخل بالمساجد على ثلاث جهات(الجانبين، والمؤخرة) يقع كل مدخلين على محور واحد وبشكل متقابل لضمان استكمال صفوف المصلين من الجانبين ( 42). ومما يسترعي الانتباه إليه أنّ معمار مسجد عجلون قد التزم بهذه القاعدة ، ولم يخرج عن هذا الإطار إلا أنَّه اختلف في توزيع المداخل التي اقتصرت على جهتين بدلاً من الجانبين والمؤخرة ،على نحو ما هو شائع.
وكان من أسباب ذلك طبوغرافية المكان؛ حيث يقع المسجد في بقعة منحدرة تحيط بها المرتفعات من الجانبين الشمالي والغربي ونشاهد المسجد في هاتين الجهتين على مستوى سطح الأرض الأمر، الذي حتم على المعماري فتح المداخل في الجهة الشرقية عندما وجد الظرف المكاني يتيح ذلك.
المكاسل(دكة الجلوس)
يشغل جانبي مسجد عجلون مكسلتان حجريتان بواقع مسطبة بكل جانب من جانبي حجرة المدخل، بعمق سمك الجدار التي شُيِّدت من الحجر. وعند تأصيل المكاسل في العمارة الإسلامية نجد أنَّها ظهرت في الأبنية العامة كالحمامات والمساجد، والمدارس وغيرها وخصوصاً في العصر المملوكي ( 43). ومن النماذج الدالة على ذلك المكاسل في كل من مداخل المدرسة الطيبرسية 709هـ/ 1309م ومدرسة الأقبغاوية 739- 740هـ/ 1338- 1339م والمدرسة البقرية 746هـ/ 1345م ومدرسة صرغمتش 757هـ/ 1356م ومدرسة السلطان حسن 757- 764هـ1356- 1262م ومدرسة السابقية 763- 776هـ- 1361- 1374م ومدرسة أم السلطان شعبان 770هـ/ 1368م ومدرسة الجاي اليوسفي 774هـ/ 1372م( 44).
ويتضح جليا أنّ الغرض من المكاسل كان لأغراض الجلوس، والراحة والاسترخاء. وأمّا المكسلتان اللتان على جانبي مدخل مسجد عجلون، فاعتقد أنَّهما أضيفتا في العصر المملوكي إبّان حكم الملك الناصر محمد قلاون بعد أنْ تعرضت واجهة المسجد وبوابته الشرقية للانهيار بفعل السيل الجارف الذي اجتاح مدينة عجلون(45) وجرت للواجهة أعمال ترميم في العصر المملوكي. ويستدل على ذلك من كتابة التجديد الموجودة في ساحة المسجد الخارجية كما سبق بيانه.
التأثيرات المتبادلة بين مسجد عجلون وغيره من المساجد السابقة عليه وتأثيراته على المساجد المحلية في الفترة موضوع الدراسة:
أوّلاً- التأثيرات المتبادلة بين مسجد عجلون والمساجد السابقة عليه:
أ- مسجد بتليس: بعد أنْ تناولنا التخطيط والتصميم العام لمسجد عجلون، وعناصره المعمارية ومعاييره التخطيطية اتضح جلياَ أنّ الطراز السلجوقي للمساجد الذي شاع في الأناضول في القرن 6هـ/ 12م وجوهر تخطيطه(عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط مغطاة بأقبية يعلو محرابها قبة). يعتبر المؤثر الأول، والمصدر الرئيس المباشر في التأثير على مسجد عجلون نظراً للتشابه الكبير بينهما يصل فيه هذا التشابه إلى حد التطابق. ولتوضيح صحة هذا القول أجد لزاما أنّ نتناول أنموذجا من هذه المساجد. وهو مسجد بتليس لأنَّه الأقدم زمنيا، ويعد من المساجد الأولى التي ظهر فيها هذا الطراز ويرجع تاريخ تجديده إلى عام 545هـ/ 1150(46 ).
التخطيط :
مساحة مستطيلة المسقط تمتد بشكل عرضي من الشرق ـ الغرب وتتكون من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة ترتكزعقودها على دعامات ذات شكل متقاطع تخرج من أطرافها عقود قوسية تحمل السقف ذو الأقبية الطولية ويعلو مربع المحراب قبة مخروطية(47).
طول كل من الضلع الشمالي والجنوبي47.1م وطول كل من الضلعين الشرقي والغربي 31.3م ويشغل مساحة داخلية 1474.23مم² ويتسع إلى 1179 مصلي (48).
نظام التغطية:
يرتكز سقف المسجد على أقبية طولية تمتد من الشرق ـ الغرب محمولة على اثنتي عشرة دعامة، كل منها على شكل متقاطع أربعة مدمجة بالجدارين الشرقي والغربي، وتبرز عن سمت الجدارين 1.23م وزعت الدعامات في بيت الصلاة على شكل صفين متقابلين المسافة بيننهما 2.87م ماعدا الدعامتان اللتان تتقدما المحراب المسافه بيننهما 4× 3.20م،مما يشير ضخامتهما وأنَّهما أعدتا لترتكز عليهما القبة المخروطية التي تعلو المحراب.
نظام الحركة والدخول:
يشغل واجهة المسجد الشمالية ثلاثة مداخل متعامدة على جدار القبلة تمتاز بضخامتها وبروزها عن سمت الواجهة 1.66م وهي في حجور غائرة عمق دخلتها 4م، واتساعها 3.69م.
نظام التهوية والإٍنارة:
يشغل واجهات المسجد الخارجية نوافذ ضيقة أعدت للإضاءة والتهوية. تمتاز بأنَّها لا تفتح إلى الخارج بكامل اتساعها، ولكن كل منها يتسع من الداخل ويضيق من الخارج، تشبه مزاغل رمي السهام في العمارة العسكرية. ولعل السبب في ذلك يعود إلى طبيعة الظروف المناخية في إقليم الأناضول الذي يمتاز بالبرودة العالية وبكثرة الأمطار في فصل الشتاء( 49). أمّا من حيث توزيع النوافذ على الواجهات الخارجية فنجد على جانبي تجويف المحراب من اليمين ومن الشمال نافذتين اتساع كل منها من الداخل 1.23م. وهي في حجورغائرة تمتد بعمق سمك الجدار بشكل منحرف. لتشكل من هذا الانحراف ضيقاً من الخارج يصل فيه اتساع الفتحة 0.84م. وفي الواجهة الشرقية ثلاث نوافذ تشبه مثيلاتها من نوافذ الواجهات الأخرى. ومما يسترعي الانتباه إليه أنّ الجهة الغربية يشغلها نافذة واحدة والسبب في ذلك يعود إلى قسوة الجو من برودة وأمطار في فصل الشتاء الأمر الذي فرض على المعماري حتمية الاستجابة لهذه المؤثرات.
مواد البناء:
اعتمد المعمار في الأناضول في تشييد منشآته العمرانية على ما تمليه البيئة الطبيعية، من مواد أولية للبناء. التي وفرتها جيولوجية المنطقة التي تميزت بغناها بانواع ممتازة من الأحجار وكان أهمها الحجر الجيري، والمرمر فضلاً عن الطين (50). ولهذا جاءت المباني المشُيِّدة من الأحجار ملائمة للظروف المناخية بديعة في صلابتها متينة محكمة في بنيانها ( 51). تميزت بالضخامة، والأتساع الذي كان سببا في اتساع سماكة الجدران التي تبلغ 2م.
خلاصة الدراسة المقارنة بين مسجد عجلون في الأردن ومسجد بتليس في الأناضول:
يتضح جليا بعد أنْ تناولنا مسجدي عجلون وبتليس من حيث التخطيط والتصميم العام لكل منهما وعناصرهما المعمارية ومعاييرهما التخطيطية أنّ هنالك تشابها إلى حد كبير بينهما وهناك الكثير من القواسم المشتركة وعناصر الائتلاف التي تجمع بينهما ويتضح هذا التشابه والتطابق في العناصر الآتية:
التخطيط: المسجدان عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط تمتد من الشرق ـ الغرب بشكل عرضي(ليس لهماصحن مكشوف)؛ حيث نلحظ اختفاء الصحن المكشوف في المسجدين ولا شك أنّ من أسباب ذلك طبيعة الظروف المناخية المتشابهة بين الإقليمين اللذين يشهدا هطول أمطار وتساقط ثلوج في فصل الشتاء فضلاً عن البرودة الشديدة. أمّا من حيث المساحة الداخلية نجد أنّ مسجد بتليس امتاز بضخامته واتساعه حيث تكبر مساحته عن مسجد عجلون مقدار 956.23م² , ويتسع لأعداد أكثر من المصلين تزيد عن مسجد عجلون 845 مصلي.
بيت الصلاة:
يتكون بيت الصلاة في المسجدين من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة. ومن مظاهر الاختلاف بينهما أنّ القبة في مسجد عجلون تتوسط الرواق الأوسط أمام المحراب وهي على هيئة كروية ضحلة بينما نجد في مسجد بتليس أنّ القبة تعلو مربع المحراب وهي على هيئة مخروطية.
نظام التغطية:
شاع في مسجد عجلون التسقيف بأسلوبين (الأقبية الطولية، والقبة).التي ترتكز على ثمانية دعامات أخذت في مسقطها الشكل المثمن ويرتكز على أطرافها عقود قوسية مدببة تصعد للأعلى لحمل السقف، وتعمل على ربط الدعامات بعضها ببعض. ونجد في مسجد بتليس استخدام الأسلوبين في التسقيف(52). والدعامات على شكل صفين متقابلين أخذت الدعامة في مسقطها الشكل المتقاطع. ومما هو جدير بالملاحظة أنّ التسقيف باستخدام الأسلوبين(الأقبية، والقباب) ساعد في زيادة ارتفاع سقف المسجدين.
نظام الحركة والدخول:
يتميز مسجد عجلون بمداخله الثلاث الشرقية والثلاث الشمالية؛ حيث يفضي كل مدخل إلى رواق واتجاه الدخول بشكل موازٍ لجدار القبلة. وأما المداخل الشمالية فاتجاه الدخول متعامد على جدار القبلة وفي مسجد بتليس يشغل واجهة المسجد الشمالية ثلاثة مداخل تبرزعن سمت الواجهة واتجاه الدخول متعامد على جدار القبلة.
نظام التهوية والإٍنارة:
يشغل واجهة مسجد عجلون الجنوبية نافذتان الأولى على يمين المحراب والأخرى على شماله تتشابه مواضعهما مع نوافذ مسجد بتليس الجنوبية. وفي مسجد بتليس يشغل واجهات المسجد الشرقية والغربية والجنوبية نوافذ ضيقة من الخارج متسعة من الداخل.
مواد البناء:
تتشابه مواد البناء في المسجدين(الحجر الجيري). من خلال ما تقدم ذكره يتضح أنّ الطراز السلجوقي للمساجد الذي شاع في القرن 6هـ/ 12م هو المؤثر الأول في التكوين المعماري لمسجد عجلون نظرا للتشابه الكبير بينهما. وأنَّ بعض الاختلافات التي ظهرت لا تضعف بينهما من تأثير. والتي من أسبابها البعد الجغرافي بين الإقليمين فكلما بعدت المسافة بين الأقاليم قل التأثير بينهما. ويبين الاختلاف أنّ معماري مسجد عجلون لم يفقد شخصيته في ملائمة وتكيف منشأته تبعا للظروف المحيطة بموقعها والأحوال المتغيرة بالنسبة للزمان الذي انشئت فيه. إذ أنَّه اقتبس لكنه لم يتقوقع عند حد الاقتباس بل حذف وعدل وأضاف ما يلائم تصميمه الذي وضعه لمنشأته.
ثانيا- التأثيرات المتبادلة بين مسجد عجلون والمساجد المعاصرة له:
أ- مسجد ريمون: شكل
يعتبر مسجد عجلون واحداً من آثار الفن المعماري الأيوبي الباقية وأكثرها شهرةً وأنموذجا،ً خضع لطرازه العديد من المساجد في الأردن في الفترة الأيوبية، والمملوكية والعثمانية وحتى وقتنا الحاضر. ولتوضيح هذا القول نجد لزاما أنْ ندخل في مقارنة أكثر تفصيل مع بعض المساجد التي تأثرت بطراز مسجد عجلون من حيث التخطيط، والتصميم المعماري من ناحية وعناصره المعمارية من ناحية أخرى ومعرفة الأصول، والمصادر، والتأثيرات المتبادلة على عمارته من ناحية ثالثه ونشهد من الأمثلة الباقية الدالة على ذلك وما زال يحتفظ بقدر كبير من القيم المعمارية مسجد ريمون. غير أنّ ما يعنينا في هذا المقام معرفة تخطيطه، وموضع مئذنته وعناصره المعمارية، للمقارنة لبيان أوجه الشبه والتوافق وإظهار الفروق بين المسجدين لمعرفة التأثيرات المتبادلة على عمارته.
موقع المسجد:
يقع المسجد وسط قرية ريمون على أرض منبسطة، تحيط بها الجبال العالية التي هي جزء من جبال عجلون، تكسوها أشجار الزيتون والفاكهه، فضلاً عن أشجار السنديان، والبلوط.
المنشئ وتاريخ الإنشاء:
تشير المصادر الكتابية في المسجد خصوصا الكتابة الموضوعة في بيت الصلاة بغير موقعها التي تتضمن نص أمر إنشاء المنارة المنفذ بخط الثلث المملوكي خمسة أسطر بصيغة: " رسم بعمارة هذه المنارة(1) مولانا السلطان الملك(2) الظاهر رحمه الله ونصر(3) السلطان الملك السعيد(4) خلد الله ماله رحمه الله(5) ونستعين(6)". يفهم من مضمون النص أنّ المنارة(المئذنة) شُيِّدت في أواخر عهد الظاهر بيبرس وأوائل حكم ولده السعيد 676- 678هـ/ 1277- 1279م (53). كما تشير الكتابة على اللوح الحجري المثبت على واجهة المئذنة الشمالية والتي تعرضت بعض أسطرها للطمس جراء توسعةالمسجد، والإضافات التي أحدثتها وزارة الأوقاف مؤخرا. أنه جرت للمئذنة أعمال تجديد في القرن 7هـ/ 13م. والنص صيغته " بسم الله الرحمن الرحيم عز(1) يدوم للموالي السادة عز الدين قاضي القضاة وإلى(3) ….. ( 54) .
تخطيط المسجد: عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط مغطاة باقبيه تمتد بشكل عرضي من الشرق ـ الغرب ويتبع تخطيطه طراز (المسجد ذو الأروقة دون الصحن) يتكون من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة ترتكز عقودها على دعامات ذات شكل مربع تخرج من قممها عقود قوسية مدببة لحمل السقف ذي الأقبية المتقاطعة. يبلغ طول ضلعه الشمالي من الخارج19م والجنوبي17.83م والشرقي17.56م والغربي14.45م.
أمّا من الداخل فيبلغ طول أضلاعه الشمالي16.89م, والجنوبي15.81م والشرقي11.62م، والغربي11.62م.ومساحته الأجماليه الداخليه190م² ويتسع إلى152 مصلي(55). يتوسط جدار القبلة المحراب وهو عبارة عن حنية نصف دائرية تعلوها طاقية نصف دائرية العقد تبرز كتلته عن واجهة المسجد الجنوبية الخارجية . وأمّا سماكة جدرانه فتتفاوت حيث نجدها في الضلع الشمالي والشرقي والغربي تبلغ1.08م في حين تبلغ في الضلع الجنوبي1.75م. شُيِّد المسجد من الحجر الفص النحيت( المشهر).
نظام التغطية:
يرتكز سقف المسجد على أقبية متقاطعة تمتد من الشرق ـ الغرب محمولة على اثنتى عشرة دعامة كل منها على شكل مربع. عشر منها مدمجة مع الجدران الخارجية. وتبرز عن سمتهما ترتكز على أطرافهما عقود قوسية مدببة تصعد للأعلى لحمل السقف وتعمل على ربط الدعامات بعضها ببعض مما ساعد في زيادة ارتفاع سقف المسجد والذي يبلغ ارتفاعه 6.27م. والدعامتان الباقيتان وسط بيت الصلاة.
نظام الحركة والدخول:
يتوسط الواجهة الشمالية للمسجد كتلة المدخل المؤدي إلى داخل المسجد
وهو عبارة عن دخلة يتوجها عقد مدبب.
نظام التهوية والإٍنارة:
يشغل واجهة مسجد ريمون الشرقية والغربية والجنوبية ست نوافذ بواقع نافذتين في كل جهة يتوجها عقود نصف دائرية. ولعل أبرز ما يميز الواجهة الجنوبية هو احتواؤها على المحراب وعلى جانبيه نافذتان بواقع نافذة في كل جانب.
مواد البناء:
اعتمد المعماري في تشييد منشأته على ما أملته البيئة من مواد أولية وفرتها جيولوجية المنطقة والتي امتداد طبيعي لجيولوجية منطقة عجلون التي تميزت بغناها بانواع ممتازة من الأحجار، وكان أهمها الحجر الجيري والطين والجير وقد شُيِّد المسجد من الحجر الجيري وفق النظام المشهر الذي يتعاقب في بناءه اللونين الأبيض والأحمر .
المئذنة:
تشغل المئذنة الطرف الشمالي للواجهة الشرقية وقد شُيِّدت من الحجر المشهر وهي عبارة عن جذع مربع يبلغ ارتفاعه 9م والوصول إليه من مدخل يشغل الركن الشرقي لجدار المسجد الشمالي يفضي إلى سُّلـَّم لولبي قوامه ثلاث وأربعون درجة من الحجر المنحوت تلتف حول عمود أسطواني من الحجر يتوسط المئذنة من الداخل.
خلاصة المقارنة بين مسجدي- عجلون وريمون في الأردن:
يتضح جليا بعد أن تناولنا مسجد ريمون من حيث التخطيط والتصميم العام
وعناصره المعمارية ومعاييره التخطيطية أنّ هنالك تشابها كبيراً بينهما وهناك الكثير من القواسم المشتركة وعناصر الائتلاف التي تجمع بينهما ويتضح هذا التشابه، والتطابق في العناصر الآتية:
التخطيط:
يأخذ المسجدان بتخطيطهما الطراز غير التقليدي(المسجد ذو الأروقة دون الصحن) ولا شك أنّ ذلك كان للتشابه الكبير بالطبيعة الجغرافية للمنطقتين(عجلون، ريمون) حيث يكثر هطول الأمطار وتساقط الثلوج في فصل الشتاء وأمّا من حيث المساحة الداخلية فنجد أنّ مساحة مسجد عجلون تكبرعن مساحة مسجد ريمون مقدار 228م² ويتسع لأعداد أكثر من المصلين تزيد عن مسجد ريمون 182 مصلي.
بيت الصلاة:
يتكون بيت الصلاة في المسجدين من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة تمتد من الشرق ـ الغرب بشكل عرضي.
نظام التغطية:
شاع في مسجد عجلون التسقيف بأسلوبين (الأقبية الطولية والقبة). بينما في مسجد ريمون اقتصر التسقيف على أسلوب واحد وهو الأقبية المتقاطعة. ومن مظاهر الاختلاف بينهما اختفاء عنصر القبة في مسجد ريمون.
ولعل من أسباب ذلك صغر مساحة المسجد إذا ما قورنت بمسجد عجلون التي تبلغ مساحته ضعف مساحة مسجد ريمون، وتنفيذ القبه في الأبنية الدينية يحتاج إلى مساحة أكبر فضلاً عن ان تكاليف الإنشاء أكثر. ومن مظاهر الاختلاف الأخرى أنّ الدعامات ذات مسقط مربع بينما في مسجد عجلون ذات مسقط مثمن.
نظام الحركة والدخول:
يتميز مسجد عجلون بمداخله الستة التي تفضي الى بيت الصلاة.. بينما اقتصرت المداخل في مسجد ريمون على مدخل واحد يشغل الواجهة الشمالية، واتجاه الدخول بشكل متعامد على جدار القبلة.
نظام التهوية والإٍنارة:
يشغل واجهة مسجد عجلون الجنوبية نافذتان الأولى على يمين المحراب والأخرى على شماله وتتشابه مواضعهما مع نوافذ مسجد ريمون التي تتصدر جدار القبلة، ومن مظاهر الاختلاف أنّ عدد نوافذ مسجد ريمون تزيد عن مسجد عجلون بواقع أربع نوافذ ولعل سبب هذا الاختلاف يعود إلى طبوغرافية المكان حيث أقيم مسجد عجلون على أرض منحدرة عن مستوى سطح الأرض من الناحية الغربية لا تسمح بفتح نوافذ في هذه الجهة، بينما في مسجد ريمون أقيم على أرض منبسطة مفتوحة من كل الجوانب.
مواد البناء:
استخدم في بناء مسجد عجلون الحجر المنحوت وفي المئذنة الحجر الفص النحيت (المشهر) في حين نجد أنّ المعمار في مسجد ريمون، استخدم الحجر الفص النحيت المشهر في بناء الواجهات والمئذنة، ولعل سبب ذلك الاختلاف راجع إلى أنّ مسجد ريمون شُيِّد في عهد واحد وهو العهد المملوكي بينما مسجد عجلون شُيِّد في العصرين الأيوبي والمملوكي.
المئذنة:
تشغل المئذنة في المسجدين الطرف الشمالي للواجهة الشرقية وتتشابها في شكلهما المعماري وعناصرهما المعمارية. ومن مظاهر الاختلاف أنّ نظام الدخول إلى مئذنة مسجد ريمون يتم من داخل المسجد، ومن الركن الشرقي للواجهة الشمالية بينما في مسجد عجلون الدخول للمئذنة من سطح المسجد فضلاً عن أنّ عدد درجات السلم الحجري تزيد عن مسجد ريمون بخمس وعشرين درجة وتبع هذا الاختلاف اختلاف آخر في الإرتفاع؛ حيث يزيد ارتفاع مئذنة مسجد عجلون عن مسجد ريمون 11م.
من المقارنة يتضح لنا أنّ المسجدين ينتميان لمدرسة معمارية واحدة شاعت في المنطقة خلال القرن 6- 7هـ/ 12- 13م ، وأنَّ التشابه بينهما قريب إلى حد التطابق نظرا للكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بينهما في كثير من التفاصيل. أمّا أوجه الاختلاف فهي لا تضعف ما بينهما من تأثير بل تشير إلى أنّ معماري مسجد ريمون التزم بصيغه بنائية تلائم طبيعة المكان وتخدم منشآته تبعا للظروف المحيطة بمكانها إذ أنَّه قلد، لكنه لم يتقيد عند حد التقليد بل حذف وعدل وأضاف ما يلائم منشأته فلجأ إلى إضافة فتحات الإٍنارة والتهوية عندما وجد فضاء واسعاً لها وحذف عنصر القبة عندما شعر بضيق مساحة المبنى.
هوامش البحث ومراجعه
1. ابن شداد، عز الدين أبى عبد الله ، محمد بن علي إبراهيم الحنبلي (ت684 هــ/ 1285م).
1962م الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تاريخ لبنان، والأردن، وفلسطين. تحقيق سامي الدهان، دمشق.ص.89.
2 . Berchem,V.M.
1978 Opera Minora. Introduction et bibliographie
par Anouar Louca. Index, etabli. Par charles .Geneguand, I. Geneva: Editions Slatkine.P.390
3. ابن حبيب، الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر. المتوفى سنة 779هـ/ 1377م. تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه. حققه ووضع حواشيه محمد محمد آمين، وراجعه سعيد عبد الفتاح عاشور. مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1403هـ 1982م(ج2) حوادث وتراجم من 709- 741هـ/ 1309
1340م مع نشر وتحقيق وثائق وقف السلطان الناصر محمد بن قلاون.ص.189-1900.
4. العقبي، عبدالحق بشير و خطيري، إبراهيم محمد 1992م استنباط المنهج الإسلامي لبناء المساجد. المنهج الإسلامي في التصميم المعماري والحضري، ط1. الحلقة الدراسية الرابعة، منظمة العواصم والمدن العربية: 51-80. مطابع البلاد: الرياض.ص.51-80.
5. Haldimann, M 1992 Les Implantations Omeyyades Dans LA Balqa:L'Apport D'Umm-EL-Walid. ADAJ. 36:307-323.
6 . Bisheh, G 1985. Qasr al- hallabat: an Umayyad desert retreat or farm- land. SHAJ 2: 263-265
7. كرزويل، ك 1984م العمارة الإسلامية في مصر، وصف قلعة الجبل، ترجمة جمال محرز، مراجعة عبد الرحمن زكي. الهيئة المصرية للكتاب:القاهرة.ص.150.
8. الطايش,علي 1998م طراز المساجد السلجوقية ببلاد الأناضول 470- 708هـ/ 1077- 1308م. ندوة الآثار الإسلامية في شرق العالم الإسلامي، جامعة القاهرة: 215- 242. دار طيبه للطباعة: القاهرة.ص.226-227.
9. Parker, S. T.1986. Romans and Saracens: A history of the Arabian frontier, in James, M. Weinstein (ed.). ASOR.P.19
10. غوانمه ، يوسف 1986م المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون، سلسلة الدراسات التاريخية والتراثية (2). مركز الدراسات الأردنية جامعة اليرموك: الأردن.ص,20-23.
11. ماهر، سعاد"1979م مساجد القاهرة القاهرة: دار المعارف .56,52
12. الشعبان، طلال 1995م المدارس الباقية في قونية والقاهرة خلال عصري سلاجقة الروم والمماليك البحرية، دراسة أثرية معمارية مقارنة، ج1-3. رسالة دكتوراه غير منشورة: جامعة القاهرة.ص.119-127.
13. حداد، محمد حمزة إسماعيل 1998م موسوعة العمارة الإسلامية في مصر من الفتح العثماني إلى نهاية عهد محمد علي 923- 1265هـ / 1517- 1848م، المدخل، الكتاب الأول. مكتبة زهراء الشرق: القاهرة.ص.86.
14. البهنسي،عفيف1998م] الفن الإسلامي، ط2. دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر: دمشق.ص.149-154.
15. الباشا، حسن 1988م قاعة بحث في العمارة الإسلامية. دار التأليف:القاهرة.ص.251.
16. مصطفى، صالح لمعي.
|
|
.
القباب في العمارة الإسلامية.
بيروت: دار النهضة العربية، د.ت.ص.20.
|
17.
عاشور،صلاح.
|
|
" القبة كعنصر مميز لفن العمارة الإسلامية". مجلة المجلة. العدد 25( يناير 1959) ، ص.ص 52-64.
|
18. بدر، منى 1991م أثر الفن السلجوقي على الحضارة والفن في العصرين الأيوبي والمملوكي في مصر، جزئين. رسالة دكتوراه غير منشورة: جامعة القاهرة.ص.451.
19. الباشا، حسن 1988م .ص.251.
20. بدر، منى 1991م.ص.452-454.
21. الطايش، علي 1998م طراز المساجد السلجوقية ببلاد الأناضول 470- 708هـ/ 1077- 1308م. ندوة الآثار الإسلامية في شرق العالم الإسلامي، جامعة القاهرة: 215- 242. دار طيبه للطباعة: القاهرة.ص.223-224.
22. خضرة، فؤاد فياض1999م المآذن المربعة هويتها، تأثرها، تأثيرها. سجل بحوث ندوة عمارة المساجد، التصميم المعماري للمساجد، مجلد4: 21-32. جامعة الملك سعود: الرياض.ص.30,23.
23. فكري، أحمد1961م مساجد القاهرة ومدارسها،المدخل. دار المعارف: القاهرة.ص.276.
24. الشهابي، قتيبة1993م مآذن دمشق تاريخ وطراز بحث ميداني بعدسة المؤلف. وزارة الثقافة: دمشق.ص.61,57.
25. مؤنس، حسين1981م المساجد، سلسلة كتب عالم المعرفة. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: الكويت. ص.131.
26. فارس، محمد كامل1977م مآذن حلب وتطورها الفني والعمراني. عاديات حلب، الكتاب الثالث: 119-176. معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب.ص.127.
27. الشهابي، قتيبة1993م.ص.107.
28. فارس، محمد كامل1977م.ص.134.
29. الشهابي، قتيبة1993م.ص.109,87
30. غوانمه ، يوسف 1986م المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون، سلسلة الدراسات التاريخية والتراثية (2). مركز الدراسات الأردنية جامعة اليرموك: الأردن.ص.20-25.
31. ماهر, سعاد 1979م.ص.44.
32. سالم، محمد عبد العزيز1958م القاهرة مدينة المآذن. مجلة المجلة. عدد 16: 33-42.
33. الشهابي، قتيبة1993م.ص.129.
34. عبد الوهاب، حسن1993م تاريخ المساجد الأثرية في القاهرة، ج1-2 ط2. مطبعة أوراق شرقية للطباعة والنشر: بيروت.ص.127,51.
35. الريحاوي,عبدالقادر 1990م العمارة في الحضارة الإسلامية.ط1 الرياض:جامعة الملك عبدالعزيز.ص.202.
36. الشعبان، طلال 1995م.ص.362.
37. ماهر, سعاد 1979م.ص.51.
38. البهنسي،عفيف1998م.9-10.
39. الشعبان، طلال 1995م.ص.372.
40. البهنسي،عفيف1998م.16.
41. كرزويل، ك 1984م.ص.114.
42. الكحلاوي، محمد.2000م القيم الدينية وأثرها في تخطيط عمارة المساجد. دراسات في علم الآثار والتراث، الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، العدد الأول:169- 258.ص.186-187.
43. رزق، عاصم محمد2000م معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، ط1. دارقابس مكتبة مدبولي:القاهرة.ص.302-310.
44. الشعبان، طلال 1995م.ص.359.
45. ابن حبيب، الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر. المتوفى سنة
779هـ/ 1377م.ص.189-1900.
46. أصلان آبا، أوقطاي.1987م فنون الترك وعمائرهم، ط1. ترجمة أحمد محمد عيسى، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، مطبعة رنكلر: استانبول.ص.65.
47. المليجي، سليمان 1980م الطراز العثماني في عمائر القاهرة الدينية 923هـ/ 1220م. رسالة دكتوراه غير منشورة: جامعة أسيوط.
48. المعهد العربي لإنماء المدن1990م المساجد في المدن العربية، أنواعها وخدماتها وعناصرها المعمارية ومعاييرها التخطيطية، توطئة لموسوعة المساجد. الرياض.ص.161.
49., الطايش, علي 1988م.ص.216.
50. نفس المصدر .ص.216.
51. أصلان آبا، أوقطاي.1987م .ص.66.
52. الطايش، علي 1998م.ص.225.
53.
زامباور.
|
|
معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي. أخرجه زكي محمد حسن، حسن أحمد محمود، واشترك في ترجمة بعض فصوله سيدة إسماعيل كاشف، حافظ أحمد حمدي، أحمد محمود حمدي. القاهرة: الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، مطبعة جامعة فؤاد الأول، 1951م.ص.162
|
54. غوانمه ، يوسف 1986م المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون، سلسلة الدراسات التاريخية والتراثية (2). مركز الدراسات الأردنية جامعة اليرموك: الأردن.ص.23.
55. المعهد العربي لإنماء المدن1990م.ص.161.
المصادر والمراجع
ابن حبيب، حسن بن عمر بن الحسين (ت779هـ/1377م): 1982م تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه. تحقيق: محمد محمد أمين، ط1، مطبعة دار الكتب، القاهرة.
أبن شداد، عز الدين أبى عبد الله ، محمد بن علي إبراهيم الحنبلي (ت684 هــ/ 1285م). 1962الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تاريخ لبنان، والأردن، وفلسطين. تحقيق سامي الدهان، دمشق.
أصلان آبا، أوقطاي.1987 فنون الترك وعمائرهم، ط1. ترجمة أحمد محمد عيسى، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، مطبعة رنكلر: استانبول.
إمام، سامي 1984م الحجر المشهر: حلية معمارية بمنشآت المماليك في القاهرة، ط1. كلية الآداب: جامعة المنصورة.
الباشا، حسن 1988م قاعة بحث في العمارة الإسلامية. دار التأليف:القاهرة.
بدر، منى 1991م أثر الفن السلجوقي على الحضارة والفن في العصرين الأيوبي والمملوكي في مصر، جزئين. رسالة دكتوراه غير منشورة: جامعة القاهرة.
البهنسي،عفيف1998 م] الفن الإسلامي، ط2. دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر: دمشق.
حداد، محمد حمزة إسماعيل 1998م موسوعة العمارة الإسلامية في مصر من الفتح العثماني إلى نهاية عهد محمد علي 923- 1265هـ / 1517- 1848م، المدخل، الكتاب الأول. مكتبة زهراء الشرق: القاهرة.
خضرة، فؤاد فياض 1999م المآذن المربعة هويتها، تأثرها، تأثيرها. سجل بحوث ندوة عمارة المساجد، التصميم المعماري للمساجد، مجلد4: 21-32. جامعة الملك سعود: الرياض.
الدلالعه، عزالدين 1997عجلون في العصر الأيوبي والمملوكي، دراسة لمواقع مختارة (صعد، دوحله). رسالة ماجستير غير منشورة: جامعة اليرموك: اربد.
رزق، عاصم محمد 2000م معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، ط1. دارقابس مكتبة مدبولي:القاهرة
زامباور.1951
|
|
معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي. أخرجه زكي محمد حسن، حسن أحمد محمود، واشترك في ترجمة بعض فصوله سيدة إسماعيل كاشف، حافظ أحمد حمدي، أحمد محمود حمدي. القاهرة: الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية، مطبعة جامعة فؤاد الأول.
|
سالم، محمد عبد العزيز 1985م القاهرة مدينة المآذن. مجلة المجلة. عدد 16: 33-42.
الشعبان، طلال 1995م المدارس الباقية في قونية والقاهرة خلال عصري سلاجقة الروم والمماليك البحرية، دراسة أثرية معمارية مقارنة، ج1-3. رسالة دكتوراه غير منشورة: جامعة القاهرة.
الشهابي، قتيبة 1993م مآذن دمشق تاريخ وطراز بحث ميداني بعدسة المؤلف. وزارة الثقافة: دمشق.
الطايش، علي 1999م طراز المساجد السلجوقية ببلاد الأناضول 470- 708هـ/ 1077- 1308م. ندوة الآثار الإسلامية في شرق العالم الإسلامي، جامعة القاهرة: 215- 242. دار طيبه للطباعة: القاهرة.
عاشور،صلاح,,1959القبةكعنصر,مميز,لفن,العمارة,الإسلامية".مجلةالمجلة.العدد25.ص.52-64.
غوانمه ، يوسف : 1986 المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون، سلسلة الدراسات التاريخية والتراثية (2). مركز الدراسات الأردنية جامعة اليرموك: الأردن.
العقبي، عبدالحق بشير و خطيري، إبراهيم محمد 1992م استنباط المنهج الإسلامي لبناء المساجد. المنهج الإسلامي في التصميم المعماري والحضري، ط1. الحلقة الدراسية الرابعة، منظمة العواصم والمدن العربية: 51-80. مطابع البلاد: الرياض.
فارس، محمد كامل 1977م مآذن حلب وتطورها الفني والعمراني. عاديات حلب، الكتاب الثالث: 119-176. معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب.
فكري، أحمد 1961م مساجد القاهرة ومدارسها،المدخل. دار المعارف: القاهرة.
الكحلاوي، محمد.2000م القيم الدينية وأثرها في تخطيط عمارة المساجد. دراسات في علم الآثار والتراث، الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، العدد الأول:169- 258.
كرزويل، ك. 1984م الآثار الإسلامية الأولى،ط1. ترجمة عبد الهادي عبلة، استخرج نصوصه وعلق
عليه أحمد غسان سبانو. دار قتيبة: دمشق.
ماهر، سعاد 1979" مساجد القاهرة القاهرة: دار المعارف .
مصطفى، صالح لمعي. د.ت القباب في العمارة الإسلامية. بيروت: دار النهضة العربية.
مؤنس، حسين 1981م المساجد، سلسلة كتب عالم المعرفة. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: الكويت.
المليجي، سليمان 1980م الطراز العثماني في عمائر القاهرة الدينية 923هـ/ 1220م. رسالة دكتوراه غير منشورة: جامعة أسيوط..
المعهد العربي لإنماء المدن 1990م المساجد في المدن العربية، أنواعها وخدماتها وعناصرها المعمارية ومعاييرها التخطيطية، توطئة لموسوعة المساجد. الرياض.
قائمةالمراجع الاجنبية:
Berchem,V.M. 1978 Opera Minora. Introduction et bibliographie
par Anouar Louca. Index, etabli. Par charles .Geneguand, I. Geneva: Editions Slatkinee .
Bisheh, G. 1985. Qasr al- hallabat: an Umayyad desert retreat or farm- land. SHAJ 2: 263-265.
Creswell, K.A.C.1968. A Short Account Of Early Muslim Architecture. Beirut: Lebanon Bookshop Bliss Street.
Haldimann, M 1992 Les Implantations Omeyyades Dans LA Balqa:L'Apport D'Umm-EL-Walid. ADAJ. 36:307-323.
Parker, S. T.
1986. Romans and Saracens: A history of the Arabian frontier, in James, M. Weinstein (ed.).ASOR.