المدح في أغاني النساء الشعبية
غلب المدح في أغاني النساء الشعبية، وقد مدحت هذه الأغاني الوالد، والزوج، وشيخ القبيلة، والعشيرة، والأخ، والابن، ووالد العروس، في أغاني و تراويد شعبّية تثير الحماسة والفخر، والتفاخر الحميد بالأصل و السمات الخُلقية الطيبة.
وفي ما يأتي جولة في هذه الأغاني مبوبة وفق الممدوحين.
مدح الوالد
كل فتاة بأبيها معجبة، وهي ترى في والدها أكبر وأفضل إنسان في الدنيا، لأنه يحميها ويمدها بأسباب الحياة، ولأنّ عينيها تتفتحان عليه، ومما قالته المرأة في أبيها أو في من هو في مقامه:
هيهاه ويصلح ( لابو فلان ) كل مـال الـدّيـر
هيهاه واربع طواحين يـطـحـنن نهار مع ليل
هيهاه واربع عـبـيـد شـدوا ع ظـهـور الخيل
هيهاه والكناين  يقولن له يا عمي صباح الخير
وربما يكون الممدوح لا يمتلك هذه الأشياء، ولكنها تتمناها له لأنه رجل شهم وكريم، ويستحق أن يكون غنيا، وذا قوة اقتصادية ونفوذ اجتماعي كبير.
هيهاه طليت ع الوادي لقيت السبع بالوادي
هيهاه أتـاري بيني وبين الـسـبـع مـيـعـادي
هيهاه ( يـابو فــلان ) يـا طــعــام الــزادي
هيهاه حــسّــك وصـيـتـك بين كل الاجـوادِ
ورأينا كيف تشبه بالأسد الذي يربض في الوادي، فيحميه من تعدي الآخرين، وأنه يجمع الشجاعة والكرم، حتى إن سمعته طبقت الآفاق ووصل إلى مناطق بعيدة، وتناقل سمعته الناس الكرام.
 
هيهاه ومـــضـــافـــة أبــــوي عــمــرتــهــا
هيهاه وحـطـيـت بـشـبـاكـهـا مــيــة قـــواس
هيهاه يا بيي ( فلان ) يا كوم الذهب الاصفر
هيهاه يللي قـلـوب الــعــدا منك تــتــحــســر
وهذه تتباهى بمضافة والدها ذات المئة قوس، وأنه كالذهب الأصفر اللا مع والثمين، وهو محط حسد الأعداء.
هيهاه يا بي ( فــــلان ) يا ســيــفــيــن يوم الحرب
هيهاه يا نــجــمــتــيــن يـا مــاشـي عـلـى الـــدرب
هيهاه وديـتـلـك ( أبـو فــلان ) يا شــجــيــع الـقلب
هيهاه يقطع رقاب العدا ويعلّق مشانق على الدرب
أما هذه المرأة، فهي تشبه الممدوح بالسيفين الحادين، والنجمتين اللتين تشعان في السماء، ولا تنسى أن تمده وقت الحرب بفارس آخر شجاع لا يخاف أحدا ويقتل الأعداء بلا هوادة، وذلك بتعليق مشانقهم على الطرقات.
مدح العشيرة وشيخها
إن العشيرة هي الوحدة الاجتماعية التي كانت تحمي أفرادها، ويترأس هذه الوحدة الشيخ، فهو رمزها والمدافع عنها وممثلها لدى العشائر الأخرى أو في سرايا الحكومة، وهو محط فخر الرجال والنساء، ولا ضير على النساء إن قمن بمدحه وتبيان صفاته، فنسمعهن يمدحنه بصفات عديدة، في ما يأتي مرور ببعض الأغاني في هذا السياق، تقول الأغنية :
 
هيهاه والحمد لله عمرت دار اهـالـيـنا
هيهاه ويميل بيها الجمل كيف ما مال
هيهاه يا بو عباتين لا تفرح بـاخـيذتنا
هيهاه ورجالنا سالمة والمال مخلوف
 
هيهاه واحـنـا قـاعـدين تحت شجرة رمــانِ
هيهاه مــرت عـلـيـنـا ســريــة خـــيـــالـــة
هيهاه مرت فرس ( ابو فلان ) ما عرفناها
هيهاه مـشـنـشـلـة بـالذهب من فوق حـنـّاها
 
فهي تمدح الفرسان الذين مروا مرفوعي الرأس، وتخص بمدحها أحد الفرسان، والذي يبدو أنه ( عقيد القوم ) الذي يجمع المجد والغنى، ودلالة ذلك أن سرج فرسه ورسنها مزينتان بالذهب الغالي النفيس.
وتقول أغنية أخرى:
هيهاه ( يابو فلان ) يا جـــوهــر جماعتنا
هيهاه يا جوهر العز ما انت جوهر المالِ
هيهاه يا بيدر القمح كل الـنـاس تــكــتــالِ
هيهاه كيل عربنا وغطي ع بـنـي هـــلالِ
 
فهذه المادحة تفرق بذكاء ظاهر، بين الجواهر واللآلئ غالية الثمن وبين السمعة العالية والصيت الحسن الذي هو أغلى من تلك الجواهر والذي لا يقدر بثمن، وتقصد بذلك كرمه وجوده، فهو كبيدر القمح الكبير الذي تأخذ منه الناس دون كيل أو وزن، حتى إن عدد من وزع عليهم صدقاته أكثر مثلا من بني هلال     ( يضربون مجازا للدلالة على الكثرة ).
 
وتقول إحداهن:
هيهاه ( يابي فلان ) ويا صندوقنا الاخضر
هيهاه دارك مدينة ونـتـسـوق بـلا مـخـسـر
هيهاه ( يابي فلان ) ويا صـنـدوقـنا الغالي
هيهاه دارك مـديـنة ونـتـسـوق بـلا مــــالِ
 
وهي تشبه الممدوح بالصندوق الكبير ذو اللون الأخضر، والمفتوح دائما على العطاء، وأن الناس يأخذون حاجاتهم منه دون مقابل.
وتقول أغنية:
هيهاه يا ( فلان ) يا طــاحــونــة العاصي
هيهاه يا اجراسها فضّة كن قرقـعن راسي
هيهاه وحياة من سيّج البستان بانـجـاصـي
هيهاه وانتو العزيزين بحملكو على راسي
 
وهذه تشبه أحد الشيوخ بالطاحونة الضخمة التي تقع على نهر العاصي ( وربما تقصد الناعورة الكبيرة )، وهي مزينة بأجراس الفضة التي تصدر ألحانا عالية، وفي الوقت  نفسه تحترمه وتجله كما تحترم جماعته ذوي المجد والقوة والبأس.
 
ونسمع إحدى المادحات تقول:
هيهاه يا أهل الأردن يا اعمامي وخوالي
هيهاه حطولي ع طريق العين مـرجــانِ
هيهاه يللي البنت منكو تسوى مية رجّالِ
هيهاه يللي الرجل يسوى محكمة قـاضي
 
إن هذه المرأة تفتخر بكل الأردنيين رجالا ونساء، فالمرأة الأردنية تعادل مئة رجل، أما الرجل فهو يعادل محكمة بقضائها ومدعيها، لما يحمله الأردني من ذكاء وحكمة واتزان، فكلامه يكون موزونا مثل كلام القاضي، وله وقار وهيبة القضاة الذين يحوزون احترام الناس جميعا.
 
وهناك أغنية راقصة تقول كلماتها:
حنا العقربة بــالـبـيـر ما نــديـر ** وحنا قليلين وكايدين كـثـيرِ
حنا العقربة بالكاس ما تـنــداس ** وحنا قليلين وكايدين الـناسِ
حنا العقربة بالحوش لما نهوش ** وحنا قليلين وكايدين جيوشِ
 
وهذه أغنية نسائية جماعية، حيث يشبهن رجال عشيرتهن بالعقارب، ومعروف أن العقرب يلدغ بسبب وبدون سبب، ومعروف عنه سرعته في الحركة والغدر، فهن يردن إيصال رسالة أنه رغم قلة عدد أفراد العشيرة إلا أن لهم قوة العقرب وسطوه وسرعته، وأنهم متفوقون على الآخرين خصوصا عند الشدائد.
 
وتغني أخرى:
طلو الــنــشــامــى من ورا الــتــلّـــيـنِ
كلهم شــبــاب مــبــرشمــيــن الـخـيـلِ
يا فــرحـتـي وان كان ( فــلان ) معاهم
وان كان ( فلان ) قـــايـــد الــصــفـيـنِ
طــلـي ( يفلانة ) من العلالي وزغرتي
قولي:  هظول اخواني واهلي وعزوتي
 
فهي تفرح بالفرسان الذين أقبلوا من خلف التلال، فهم الذين يحمون الذمار ويستحقون التحية والتقدير والاحترام، ويترجم ذلك عند النساء بالأغاني الحماسية التي تعقبها الزغاريد.
مدح الأخ ومن هو في مقامه كالابن أو الحفيد
تقول الأغنية:
هيهاه ومسيك بالخير يللي جـيـتـنـا الـسـاعة
هيهاه واسمك ( فلان ) وبيدك خاتم الطاعة
هيهاه سبحان من خلى نجوم الليل شـعـّاعـة
هيهاه مقدر على فراقك لا يوم ولا ســاعـة
 
إنها تحيي من جاء لحضور الاحتفال، بل إنها تسميه باسمه حتى لا يظن غيره أنه المعني.
 
تقول أغنية أخرى:
هيهاه يا شــب ( فلان ) يا زيــنــة كــل أهلك
هيهاه يللي كلامك ماضي وماشي على مهلك
هيهاه يللي كـلامك ماضي ع الــرجــاجــيــلِ
هيهاه يـــا مــوقــد الــنــار في ظــلام الـلـيـلِ
وهذه تمدح أحد الشباب، وهو رغم حداثة سنه إلا أن عقله راجح وكلامه متزن، وهو مطاع لا يرد له أمر، ويزين رجاحة عقله طيبة نفسه وكرمه لضيوفه ليلا ونهارا.
 
وتقول أغنية أخرى
هيهاه ثلاث حمامات بوادي عميق ارداسِ ارداسِ
هيهاه مـسـرحــات شـعورهن ورافــعــات الراسِ
هيهاه وقلتلك يا ( فلان ) بــلاد الــغـربة ما تنداسِ
هيهاه وان جـيـت تــروح ودّع جــمــيــع الــنــاسِ
 
حيث تشبه إحداهن أخوات الشب المغترب بالحمامات ذوات الشعر الطويل  المنسدل على الكتفين، ويرفعن رؤوسهن بأخيهن، وهي تنصحه بألا يغترب، لكن إذا أصر على الاغتراب فعليه أن يودع جميع الناس لأهميته ومكانته عند الجميع وما يتمتع به من صفات حميدة.
 
وتقول أغنية:
هيهاه حــوطــتــكــو بالله شـبــاب ملاحِ
هيهاه وتــعــجــبـوني بــهــز الــرمــاحِ
هيهاه وشو عـشـاكـو يا بعد عــيــونــي
هيهاه وصيصان مقلية والزيت طفاحي
 
وهذه المرأة معجبة بالشباب الذين يحملون رماحهم الطويلة، وهي بفرحتها بهم ستقوم بإعداد طعام العشاء الذي يتكون من الدجاج المقلي بزيت الزيتون.
تقول أغنية:
هيهاه يا شب ( فلان ) يا تفاحة
هيهاه يا مــشــمــشــة لــواحــة
هيهاه يــا قـــمـــر بين نــجــوم
هيهاه تــاضــي على الــسـاحة
 
أما هذه المرأة فهي تبتعد عن القوة والبأس والحرب، وتشبه ذلك الشاب بالتفاحة أو المشمشة، وبالقمر المطل على الساحة، والذي يتفوق بجماله على الناس كلهم، حيث من المألوف التغني بجمال الشاب.
وتقول أغنية:
هيهاه ونزلت عالبستان تقطف عنقوده وحبّه
هيهاه لقيت ( فلان ) نــايــم بــحــفــظ ربـّـه
هيهاه واللي كـشـف عن خـــدّه وما حـــبّــه
هيهاه يبلى بـسـبـع سـكـاكـيـن يـقـطـعن يدّه
 
فهذه معجبة بذلك الشاب الوسيم الذي نام في البستان بعد أن نال منه التعب، وتدعو على من رآه ولم يقبله على خده أن تقطع يداه بالسكاكين الحادة.
 
وتقول أغنية:
هيهاه لاطلع ع راس الجبل واشكي الحسود لله
هيهاه لقيت ( فــلان ) نـــايـــم بـــحـــفـــظ الله
هيهاه كشفت عن جــبــيــنــه وقلت ما شــا الله
هيهاه والثّم خـــاتـــم ذهـــب قـــاري كلام الله
 
وهي تشكو الحاسد - الذي يحسد قريبها لقوته وشبابه  لله كي ينتقم منه لأنه لا يخاف الله، ويزين قوة الشاب الذي تتغنى به بأنه يحفظ الآيات القرآنية الكريمة.
وتقول أغنية:
هيهاه واشوف ( فلان ) ع ضو القمر يمشي
هيهاه محنّا وجـيـبه بـالـذهــب مـــحـــشـــي
هيهاه طلبت من ربي يا مولاي ويا عـرشي
هيهاه يحفر قبري ويـمـشـي ورا نــعــشــي
 
وهذه المرأة قد رأت قريبها أو حبيبها الشاب يمشي تحت نور القمر، وتتمنى أن يبارك الله في شبابه، وأن لا يموت قبلها فتتلقى حسرته، بل تود أن تموت قبله فيحفر قبرها ويدفنها بيديه.
وتقول أغنية:
مية اسم الله يا عروس مـيـة اسـم الله
عريسك قمر واسلافك يا مـا شـا الله
مية اسم الله يا عروس يا ام اسوارة
عريسك قــمـر واســلافــك أمــارة
 
فهي تريد أن تطمئن تلك العروس الجميلة  أن عريسها قمر، وأن إخوانه ذوو أخلاق عالية، لا يقلّون بحال من الأحوال عن أهلها وذويها.
 
مدح والد العروس وعشيرتها
 
كانت حنّايات العروس يرددن الأغاني المختلفة لمدح والد العروس وأهلها، حتى تتم الموافقة النهائية على  تزويج ابنتهم بيسر وسهولة، فهم لا يأمنون مكر أو حرد أهلها في فسخ الخطبة، وما تزال بعض العبارات – ولو بصورة أقل – يتداولها الناس، من مثل:  " العروس على مجلاها، ما حدا بعرف مين بتولاها "، وكذلك " ابن العم بنزّل بنت عمه عن ظهر الفرس "، فكانوا يتخوفون من تعنت والد العروس أو ابن عمها، كأن يختلفوا على بقية المهر مثلا أو مقدار قيمة عباة العم أو الخال، فكن يبالغن أحيانا في المدح كي يحصلن على ما قدمن من أجله، ألا وهو إحضار العروس لعريسها بيسر وسهولة دون حردٍ أو مشاكل.
تقول أغنية:
هيهاه وحنا ذبـحنا ع الطريق ذبـيـحـة
هيهاه لما وصلنا دار ابوك يا مـلـيـحة
هيهاه وحنا ذبحنا ع الدرب كــبـشـينِ
هيهاه لما وصلنا صيت أبوكِ هالزينِ
 
فعندما عرفن أن فلانا صار نسيبا الهم، قاموا بذبح كبشين على الطريق شكرا لله على أنه أكرمهم بذلك النسيب الشهم الكريم ذي الصيت الحسن.
وتقول أغنية:
هيهاه والـــعـــســـل بـــقـــراصـه
هيهاه والــسـمـسـم بـــجـــراســـه
هيهاه واللي ما يوخذ بنت الأصل
هيهاه وهـيـلـو السكن على راسـه
 
وهذه تقول:  إن من لا يتزوج بالفتاة ذات الأصل الرفيع، فلا يحق له أن يجني العسل وأن يترك بذور السمسم في أجراسها، ولا يستحق سوى الرماد يصب على رأسه لخيبته وفشله في الزواج من الفتاة الحسيبة النسيبة.
وتقول أغنية:
هيهاه يخلف على ( ابو فلان ) يخلف عليه بالأول
هيهاه طلبنا النسب واعــطــانا غــــزال مــصــور
هيهاه يخلف على ( ابو فلان ) يخلف عليه خلفتينِ
هيهاه طـلـبنا النسب واعـطـانـا بــنـاتـه الـثـنـتـيـنِ
 
وهؤلاء النسوة يبتهلن لله أن يعوض نسيبهن بدل ابنته العروسة الجميلة جدا، التي تشبه الغزال الجميل، وعندما خطبوا ابنته الثانية لم يتردد في الموافقة الفورية على تزويجها مع شقيقتها الحلوة الجميلة أيضا.
 
وإذا كانت المهاهاة تغنى والناس مجتمعة، فإنها لا تغنى وقت المسير في القطار أو الفاردة أو عند الوصول إلى البيت، وإذا كانت المهاهاة فردية، فإن هنالك ألحانا أخرى تسد محلها وتفي بالغرض تماما، ومن ذلك:
فرّش الــديـــوان ( يا بيي فلان ) فـــرّش الــديــوان
والفرحة للـصـبـيـانِ والعز لك والـفرحة للـصـبـيـان
قهوتك عـسـلـيـة ( يا بيي فلان ) قــهــوتــك عـسلية
دقة الـصـبـحـيـة رطلين الـشامي دقــة الـصـبـحـيـة
مـشـرفٍ ومـطـلِّ بيت ( ابو فلانِ ) مـشـرف ومطل
ومشرّع للضيفانِ بيت ( ابو فلان ) مشرع للضيفان
 
ويتابعن:
فرّش القزاز يا ( بيي فلان ) فـــرش الـقـزاز
من جبل لحجاز واحنا أجينا من جبل الحجاز
وضيوف عزازِ حنا لـفينا وضـيـوف عـــزاز
 
إنهن يخاطبن والد العروس أن يرحب بهن وأن يفرش ديوانه العامر بأهله والذي يجتمع به الناس، ومن كثرتهم فإن مقدار طبخة القهوة تعادل رطلين على الوزن الشامي، وأنهن قد أتين من مكان بعيد ( جبل الحجاز )، وعليه أن يفرش أرض الدار بالزجاج ( وربما يعنين السيراميك )، وأن مكانتهن العالية تحتم عليه أن يكون استقباله لهن حسنا يليق بهن.
 
وبعضهن يردّدن :
يا رقاب الوزِّ ودلال ( ابو فلان ) يا رقاب الوز
ع المناسف غزِّ واطـلـع ذبــايح ع المناسف غز
 
كما يرددن:
صفلنا الـكـراسـي يا ( بيي فلان ) صـفلنا الـكـراسـي
رافعات الــراسِ جــنّــك صبايا رافـــعـــات الـــراسِ
ومن الصبح للضاحي ياما مشينا من الصبح للضاحي
من البيض الملاحِ واحنا خذينا من الـبـيـض الــملاحِ
ومن الصبح للعصرِ واحنا مشينا من الصبح للـعصرِ
طيبات الأصــلِ واحــنــا خـذيـنـا طـيـبـات الأصـــلِ
 
ويتابعن:
ليلتين ويـــومِ واحنا مـشـينا لـيـلـتـيـن ويـــومِ
من كبار القومِ واحنا خذينا من كـبـار الــقـومِ
بالثريا دومي عيلة ( ابو فلان ) بالثريا دومي
والبسط مرقومِ فْراشة قطايف والبسط مرقومِ
 
ويهون عليهن تعبهن ومعاناتهن في قطع المسافات الطويلة في سبيل نسب ذلك الشخص الطيب والعائلة الكريمة.
 
ومن أغانيهنّ أيضا:
من وادي لوادي واحنا مشينا من وادي لوادي
بنات الاجوادِ واحنا خـذيـنـا بــنــات الاجــوادِ
من حارة لحارة واحنا مشينا من حارة لـحارة
بنات الأمارة واحنا خـذيــنــا بـنـات الأمــارة
من صيرة لصيرة واحنا مـشـيـنا من صيرة لصيرة
والبنت الأصيلة واحنا خــذيــنــا والبنت الأصـيـلـة
من الصبح للعصرِ واحنا مشينا من الصبح للعصرِ
من بنات الأصلِ واحنا خذينا من بــنــات الأصــلِ
 
ولعلّنا نلاحظ، بعد هذه الجولة، كيف تعمل الأغنية الشعبية النسائية  على تماسك المجتمع، والتقريب بين البعيدين، كما نلاحظ، أيضاً، بعض ملامح من غزل المرأة بالرجل، وتغنيها     بجماله إلى جانب تغنيها بصفاته الخُلقية، ولعلّنا في هذه الجولة  قد أثرنا شجىً وحنيناً إلى تلك الأغاني التي كانت تسهم في تشكيل هوية المجتمع، وتعزز الأخلاق الحميدة.
الكاتب: 
د. "أحمد شريف" الزعبي
© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة