الآلات الموسيقية المرافقة للشعر الشعبي والرقص الفلكلوري

 

 نبذة تاريخية:  تعدّ الآلات الموسيقية الشعبية جزءا لا يتجزأ من الشعر الشعبي الجماعي،  فالشعر هو الكلام الموزون،  والموسيقى هي اللحن الجميل الذي يضبط إيقاع الراقصين،  ويستحوذ على ذهن وقلب السامع،  ومنذ القدم كانت للموسيقى والآلات الموسيقية أهمية بالغة عند الشعوب للدور الذي قامت به هذه الآلات في تطور ونشوء الحضارة الانسانية عبر مختلف المراحل التاريخية،  فقد اعتقد اليونانيون أن بعض الآلات الموسيقية كانت من ابتكار الآلهة،  مما قوى الروابط الاعتقادية بين الآلة الموسيقية وبين القوة السحرية،  من أجل طرد الأرواح الشريرة وتحرير الإنسان من قوى الظلام والشيطان، ويمكننا أن نعتقد أن الاله الموسيقية لم تأت للهو والاستمتاع،  وربما كان الغرض منها دينيا قبل كل شيء،  ويتضح هذا الاعتقاد عند دراسة حضارة ما بين النهرين ووادي النيل والحضارة اليونانية وما تلاها من حضارات مختلفة وقد اكتشفت بعض الآلات الموسيقية التي يعود تاريخها إلى الألف الثالث (1) 
أو الرابع قبل الميلاد،  كما أن كتابة النوطة الموسيقية هي قديمة،  فقد اكتشفت لوحة آشوريّة من القرن الثامن قبل الميلاد نشرها الدكتور (ايبلنغ)(2) نقش عليها نص نشيد سومري عن خلق الإنسان  مع ترجمته إلى اللغة الآشورية فضلا عن رموز مسمارية اعتبرت كنوطة موسيقية وبداية للتدوين الموسيقي،  كذلك استطاع كل من الدكتور ( كورت زاكس و هانز هيكلمان ) جمع عدد من الآلات الموسيقية المصرية القديمة التي تعود إلى عهود مختلفة للسلالات المصرية الحاكمة وهي مجموعة قيثارات مختلفة الاحجام ومزامير مختلفة الأنواع،  وآلات ايقاعية مختلفة الأشكال والأحجام،  واتخذ السومريون في جنوب العراق الآلة الموسيقية (القيثارة ) بمصاحبة الغناء، كما عرف الاكاديون بعض الآلات الموسيقية الوترية،  والأبواق المعدنية،  والطبول،  وفي العهد الآشوري عرف الكثير من الآلات الموسيقية، وقد وجدت قطعة منحوتة تعود للقرن السابع ق.م تمثل سبعة عازفين على آلة الهارب (3) 

 

وفي متحف ليدن نجد رسما جداريا مصريا يمثل أحد الكنعانيين (4)
يعزف على قيثارة بريشة طويلة، وقد كان من عادة المصريين القدماء دفن الآلات الموسيقية بجانب المتوفين،  ولعل الأنباط (5) كانوا يغنون أغانيهم خلال تجوالهم في الصحراء دون تدوين، كما يفعل البدو في كل الأزمان وقد اعتنى الأنباط بالموسيقى، ملوكهم وشعوبهم على السواء، وأكثر ما استعملت الموسيقى أثناء إقامة الطقوس والشعائر الدينية وفي ا

لجنازات والأعياد والحفلات العامة والحروب. (6) ومن الآلات التي استعملها المصريون القدماء آلات النفخ والمزمار المزدوج،  والدفوف،  والطبول (77).
وفي العصور الوسطى نجد أن الأندلسيين أوصلوا صناعة الآلات الموسيقية إلى مرحلة الفنون الجميلة وألفوا الكتب في طرق صنعها وقاموا بتعديل أو إضافة أجزاء أخرى لها كما فعل زرياب. وعندما يقول الغزالي (من لم يهزه الربيع و أزهاره،  والعود وأوتاره فاقد المزاج ليس له علاج ) فهو قول صريح يؤكد أهمية الموسيقى في إدخال السرور والبهجة للنفس الإنسانية المتعبة،  ولأن الغناء هو أقدم صورة لموسيقى الإنسان فإن الآلات الموسيقية ماهي إلا أصوات صناعية نمت وتطورت لتفي بما لا يمكن أن يفي به الصوت الطبيعي (8) 
 
وجاء في رسائل إخوان الصفاء أن الحكماء قد صنعوا الآلات لنغمات الموسيقى وألحان الغناء بطرق فنية كثيرة الأنواع كالطبول والدفوف والنايات والصنوج والمزامير والصفارات.
والعيدان والطنابير والرباب وغيرها, وكان الإغريق والرومان قد أدخلوا بعض الآلات الشرقية الفينيقية الأصل والصناجات والآلات الوترية والمزامير، واصطحبوا معهم بعض الفنانين الشرقيين الذين كان لهم تأثير واضح في ذوق مجتمعهم في ذلك العصر.
لقد ظهرت أشكال عديدة لآلة الرباب وسميت بأسماء المناطق الجغرافية التي وجدت بها مثل الرباب المغربي, الرباب المصري, رباب الشاعر. كما اختلفت أشكالها وأحجامها حسب التسميات السابقة كما تظهر في الصور المرفقة.
وآلة الرباب العربي المبينة في الصورة رقم (5)

هي الآلة المعروفة في منطقة الشرق العربي (بلاد الشام , العراق , الجزيرة العربية , سيناء) وتعرف باسم الربابة , وأكثر ما تستخدم في البادية لمرافقتها للرواة والشعراء، وترافق جراتها أشعار بني هلال ومختلف الأغاني والأشعار البدوية التي يختص بها الرجال دون النساء أو الأطفال، ولا تشاركها العزف آلات أخرى , ومن الألحان المشهورة التي كانت تعزف عليها في مناطق البادية: الشروقي – المسحوب، والهجيني، والهلالي، والأهازيج بمختلف أنواعها، والجوفية.
ومن خلال دراستي للشعر الشعبي والنبطي في الأردن بخاصة، ومناطق الشرق العربي بعامة، لم أجد أو أسمع بامرأة كانت تعزف الربابة أو تغني مع جرة الربابة، وهذه ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل؛ خاصة مع وجود نساء كن ينظمن الشعر ويتغنين به في البادية والريف على السواء، ولا بد من التنويه بأن عزف الربابة ليس مقتصرا على الشاعر، كما أن الشاعر غير مرتبط بالربابة أو بأية آلة موسيقية أخرى؛ فكثير من المداحين الذين كانوا يقصدون الحكام والأمراء يعزفون الألحان في مجالسهم ليسوا بالضرورة هم من الشعراء، بل إن معظمهم رواة يحفظون الأشعار والقصص ويؤلفونها لتسلية من يرجون عطاءه، وقد اختلط الأمر على كثير من الباحثين، المستشرقين منهم بخاصّة، فظنوا أن عازف الربابة هو شاعر ينظم ويلحن الشعر, وهذا، إن حصل، فهو لا ينطبق على كل الرواة؛ فأغلبهم ليسوا من الشعراء. ويعتقد أن آلة الكمان المعروفة حاليا هي ابنة الربابة التي تطورت بعد أن أضيف لها الوتر الثاني ثم الثالث ثم الرابع كما تظهر في الصورة رقم (7).
الآلات الموسيقية التي ترافق الشعر والغناء الفلكلوري في الأردن .
الربابة العربية:  وهي هيكل خشبي مستطيل الشكل, طولها ما بين (50-70) سم (13)، وعرضها مابين (20-25) سم ويلف هذا الهيكل الخشبي بجلد ماعز بعد تصنيعه وتهيئته،  ولها قوس متحرك،  يركز عليه الوتر لتساير الجمل الموسيقية التي تشكلها أصابع العازف بواسطة الضغط على الوتر وتركه حرا, ويصنع القوس من خشب الخيزران , أما الوتر فهي خصلة طويلة من شعر ذنب الفرس , ويرفع الوتر بقطعة خشبية صغيرة تسمى الغزال، ويتم العزف بتمرير القوس على الوتر وبلمس الأصابع وتحريكها , وللربابة جرات عديدة يعرفها العازفون بالتقليد وهي مجموعة الألحان المختلفة التي تناسب جرة الربابة التي تغنى في الجلسات، ولا تعزف على ظهور الخيل أو في حفلات الدبكات والرقص الإيقاعي المعتمد على الحركات السريعة. ولأن الكمنجة مقتبسة عن الربابة بما في ذلك فروعها الأخرى مثل (الكمان ,الفيولا ,الشيلو, الكونترباص) فمن الجدير بالذكر أن الفنان الذي حول الربابة إلى الكمان هو الفنان الإيطالي (كاسباري بيرتولوتي) المولود عام 1540 م والمتوفي عام 1609 م.  غير أن مصمم التركيب الهندسي والرياضي والذي قسم شكلها وتركيبها إلى (72) نقطة فهو (إنجليوتي).
الناي:  الناي من الآلات النفخية القديمة ويعتقد أن الإنسان استخدمها منذ زمن مبكر من تاريخ وجوده على هذه الأرض , وقد بقيت هذه الآلة على طبيعتها منذ آلاف السنين حتى الوقت الحاضر , كما أن بعضها ما زال على طبيعته بكرا كما كان في فجر التاريخ , والآلة القديمة والحديثة الطبيعية تصنع من القصب المجوف مع فتحة في الطرفين , وتثقب ستة ثقوب من الأمام وثقب سابع من الخلف في منتصفها وهذه الثقوب مفتوحة بموجب نسب حسابية مقررة حسب نسب السلم الموسيقي العربي (14) وقد ذكر الناي في اللغة الكلدانية باسم نابو وتعني الحزن والندب وقد عثر على صورة لهذه الآلة على حجرين من اللازورد في مقابر مدينة (أور) بالعراق يرجع تاريخها إلى (2700)ق.م.
وتبين الصورة رقم (8) أحد العازفين وهو يعزف على هذه الآلة وكان لهذه الآلة دور مهمّ في الزمن القديم، بخاصة عند العرّافين والسحرة، ومخاطبة الجن واستدعاء الثعابين وإخراجها من جحورها، وكثيرا ما نرى سحرة الهنود وهم يعزفون على الناي لترقيص أفعى الكوبرا، وآلة الناي تدخل ضمن الأوركسترا العربية الحديثة، والجوق العربي يضم (24) نايا لاستخراج أربع وعشرين طبقة صوتية،  وطول آلة الناي يتراوح مابين (30-40) سم، وعند النفخ على الآلة توضع أصابع اليد اليمنى على الثقوب السفلى وأصابع اليد اليسرى على الثقوب الثلاثة العليا وإبهام اليد على الثقب الخلفي المخصص لتحويل النغمات إلى قرارها،  ثم يوضع الناي على طرف الفم ويحتفظ النافخ بكمية من الهواء في فمه للتصرف به عند الحاجة إليه كي تصدر النغمة الموسيقية سليمة.
وقد قيل في آلة الناي كثير من الشعر في مختلف العصور لصوتها الشجي الذي يدخل القلب فيفرحه أو يحزنه، ومن ذلك ما قاله فيها جلال الدين الرومي.
استمع للناي غنى وحكى        شفه البين طويلا فبكى
مذ رأى الغاب وكان الوطنا             ملأ الناس أنينا شجنا
وقال الشاعر جبران خليل جبران:
أعطني الناي وغني             فالغنا سر الوجود
الشبابة:  قد تكون هي النسخة الأصلية القديمة لآلة الناي , ولتوفر مادتها, وبساطة صنعها فقد انتشرت في منطقتنا،  واستعملها كثير من السكان في الريف والبادية وهي قصبة جوفاء تثقب خمسة ثقوب على عدد أصابع اليد الواحدة (15)، ويتم العزف عليها بواسطة الفم بالنفخ وتحريك الأصابع على الثقوب، وتستخدم الشبابة بكثرة في الأعراس والأفراح الريفية والدبكات، وفي البادية ترافق عادة رعاة الأغنام الذين يعزفون عليها أجمل الألحان كالهجيني، فتردد صداها الجبال والأودية، وفي الريف تستخدم لعزف المواويل التي تنسجم مع التأوهات فتهيج مشاعر الشباب وتثير لواعج العشق والغرام.

المجوز:  وهي آلة قريبة من آلة الناي , تستخدم في الحفلات الشعبية وتسمى أيضا (المقرونة) و (الأرغول) وكانت هذه الآلة معروفة أيام اليونان وتسمى (مون اولوس) أي مزمار الحب , وتبين الصورة رقم (9) صورة المجوز عند اليونان , وصورة المقرونة أو المجوز في رقم (10) وهي نفسها التي تسمى في بعض البلدان (بالزماره) إذا كانت فردية، والزمارة المزدوجة،  وإذا قرنت الزمارتان ببعضهما عندئذ تصبح التسمية (المجوز) صحيحة لأنها مكونة من زوج من القصبات،  وقد عرفت عند السومريين باسم (تيكي) وعند الأكاديين (تيكر) وفي الصين (تيك) وفي اليابان (تاكي)،  كذلك عرفت عند الفراعنة القدماء.

وآلة المجوز تتكون من أنبوبتين (قصبتين مفرغتين) تُربطان مع بعضهما وفي كل أنبوبة خمسة ثقوب أو أربعة أو ستة ثقوب بكل قصبة من قصبتي الآلة وفي مقدمة كل أنبوبة زمارة صغيرة من القصب ويتم العزف عليها بواسطة النفخ،  وأكثر ما تستعمل المجوز في الحفلات الريفية في الأردن، ولا نكاد نعثر عليها في حفلات البادية؛ لأنها تتناسب مع الإيقاعات السريعة والدبكات والرقص الفولكلوري السريع المعتمد على خبط الأرجل والدوران السريع، ويقول أحد الباحثين وهو يصف حفلات الأعراس في معان قديما (كانت معان ترتج في الليل من أصوات المشاركين في الدبكة والسحجة والجوفية،  يؤديها الشباب على أنغام الشبابة،  بينما يضرب على الطبلة شاب آخر،  كما تكون الأدوات الموسيقية حاضرة كالشبابة،  والطبلة، والطبل،  والدف، والمجوز)(16).
الدف:  ويسمى أيضا الطار،  وهو من الآلات المرافقة للاحتفالات، ويعتبر من الآلات الإيقاعية كالطبول والصنوج المصنوعة من الخشب أو الخزف، أو المعدن، أو الجلد، والدف إطار من الخشب دائري الشكل يشد عليه جلد حيوان بعد تصنيعه من جهة واحدة لتبقى الجهة الأخرى مفتوحة ويستخدم من قبل الشباب والفتيات،  وذلك بالنقر أي الضرب على وسطه أو جوانبه ليتناسب النقر مع الصوت المناسب للإيقاع، وقد طور الدف وزين بالصناجات والشناشيل ليعطي نغما وإيقاعا خاصا. وفي بداية العهد الإسلامي حين قدم النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة، استقبل بالنشيد ونقر الدفوف على إيقاع
طلـــع البدر علينــا  من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا  ما دعا لله داع
وتبين الصورة رقم (11) ضارب الدف.
المزهر: آلة شبيهة بالدف(17) إلا أنها أكبر قليلا، ويكثر استعمال هذه الآلة عند أصحاب الزوايا والفرق الدينية والصوفية والدراويش, وحفلات الزار , ويتم الضرب على المزهر من قبل مجموعة يحمل كل منهم مزهرا ينقرون عليه نقرا ينسجم والرقصة الدينية التي يؤدونها، وعموما فإن الدفوف والمزاهر يكثر استخدامها من قبل النساء المحترفات للنقر على هذه الآلات في حفلات الأفراح كالزواج والطهور والخطوبة،  وحفلات المولد النبوي.
 
الطبل:  من أقدم الآلات الموسيقية استعمالا في الحضارات القديمة المصاحبة للرقص والغناء،  وكان للطبل مكانة دينية عند السومريين والبابليين في الهياكل،  وكان صوت الطبل الكبير (بالاق) يعني دعوة الإله لفرض هيبته على سكان الأرض، وكان لهذا الطبل حارسا ملازما له، والطبل يتكون من جلد مشدود على خشب وعادة مايكون من الخشب الصلب الثمين من الجهتين،  والضرب عليه يتطلب من الفنان براعة ومهارة فائقتين، ووجود الطبل مهم جدا في أية فرقة موسيقية ويعادل عددا كبيرا من الآلات الأخرى،  والضارب على الطبل يسمى (ضابط إيقاع) وهو الطبال، وفي كثير من الأحيان يكون هو قائد الفرقة الموسيقية،  ويقع على عاتقه مهمة حفظ الأوزان لمختلف أنواع الأغاني، وهناك طبول أخرى أصغر حجما ولها أسماء عديدة،  كما أن هناك طبولا أخرى كبيرة الحجم قد يصل قطر الواحد منها إلى مترين، وكان يعلق بعامود ويقرع بواسطة العصا، والطبل الذي يعلق بالرقبة يسمى (الدمام) في بعض المناطق، ويستخدم الدمام في الحفلات كما يدق عليه لحضور الاجتماعات، وفي بداية تأسيس إمارة شرقي الأردن دعا أحد أبناء معان الأمير عبدالله بن الحسين للقاء أهالي معان، فقام بدق الطبل إظهارا لحضور الاجتماع،  وقديما كان لكل عشيرة في معان (18) بيرق وطبل،  يدق عند دعوة العشيرة للاجتماع والتشاور في الأمور الطارئة، وقد عرف الغربيون الإيقاع بكلمة    ( رتم ) وتعني انتظام وتناسب في المسافة والزمن، والإيقاع، أي الرتم، عنصر أساسي في علم الموسيقى، وهي نقرات متتابعة بينها علامات سكوت صادرة في فترات منتظمة المسافة ومتوازية البعد، وتستخدم الطبول على أنواعها في الأردن في الرقصات الفولكلورية الحربية كالعرضة والجوفية والأهازيج بأنواعها للانسجام بين الأصوات الناتجة عن ضرب الطبل والخبطات القوية لأرجل الرجال وهم يؤدون الرقص الفولكلوري الحربي. وتبين الصورة رقم (12) ضارب الطبل الدمام بمرافقة الدف في رقص السحجة المعانية.
الطبلة، الدربكة:  هي طبول صغيرة الأحجام ليسهل حملها تصنع من الخشب أو المعدن أو الخزف، إسطوانية الشكل إحدى فتحتيها أوسع من الأخرى، وتغطى الفتحة الواسعة بالجلد وتترك الأخرى مفتوحة، كما تختلف أطوال الإسطوانات لتناسب غرض الاستعمال؛ فالطبلة التي تحمل تحت إبط الطبال يكون عنقها أطول من التي تمسك باليد، كما في الصورة رقم (13)، أو توضع أمام الطبال جالسة على فوهتها الفارغة، ومثل هذه الطبول لا تستخدم في البادية، بل يكثر استعمالها في حفلات أهل الريف ومع الدبكات والإيقاع السريع، كما أنها تستخدم من قبل الرجال والنساء على السواء وفي حفلات النور، وفي هذا يقول مصطفى وهبي التل (عرار) (كنا نهرع إلى دوي طبل النور إلى حيث انتصبت خيامهم فنشهد الألعاب البهلوانية العجيبة ونستمع إلى أغانيهم العذبة) (19). ومعظم أغاني النساء في الريف الأردني التي يرافقها الرقص لا بد لها من وجود الطبلة التي يجلب صوتها الصبايا لاستعراض فنونهن في الرقص والغناء، ومثل هذه الطبول هي التي تستخدم في إيقاظ الصائمين للسحور، لسهولة حملها ونقلها من مكان إلى آخر.
آلات شعبية أخرى:  هناك آلات شعبية صغيرة , كثيرة الأشكال والأنواع هي بنات بيئتها وأكثر ما تستخدمها النساء في الحفلات والرقص الفولكلوري النسائي، وتختلف مابين منطقة وأخرى، ومن هذه الأدوات،  الملاعق التي تضرب على الزجاج أو الخشب أو تنقر على أي قطعة تنك،  ومنها الفقاشات التي توضع على أصابع الفتاة وعند تلامس الأصابع تخرج أصوات متناغمة،  وأدوات الخرخشه، والشناشيل، كذلك يمكن اعتبار الحجول الفضية والذهبية التي كانت تلبسها المرأة في أسفل ساقها تساعد في إظهار النغمات عند اهتزاز الجسد، وتحريك الرجلين، وقد توضع في الحجول بعض الشناشيل التي تجسم الصوت، وكثير من الأشعار الشعبية تغنت بالحجول وأم الحجول والأصوات الجميلة المرافقة للمشية،  كذلك استعملت الطناجر والصحون وربما جميع الأدوات الموجودة في البيت كانت تساعد في عزف الموسيقى الشعبية البسيطة والتي تناسب الألحان القصيرة.
أما الآلات الموسيقية الحديثة التي انظمت إلى الآلات القديمة، وتشارك الآن في العزف فهي كثيرة، لكن استخدامها يقتصر على أعضاء الفرق الفنية الشعبية المحترفة وليست على عامة الشعب، ومن أبرز هذه الآلات القربة، والعود، والبزق، والكمان، والأورغ وآلات النفخ، والطبول الحديثه.

المصادر والمراجع
العقيلي، مجدي، السماع عند العرب، ج4، طبعة أولى، منشورات خريجي الدراسات العليا، ص8.
المصدر نفسه، ص8.
المصدر السابق، وكتاب الموسيقى المصرية والعراقية القديمة ( M.DUCHESNE GUILLEMIN )، 1906 , ص10.
العقيلي، المصدر السابق و(ج، ورف، كاشيت) قاموس الحضارة المصرية - باريس 1968، ص 53.
حمام، عبد الحميد، الموسيقى الشعبية، مجلة الفنون الشعبية، العدد الثالث 1974، دائرة الثقافة والفنون، عمان الأردن، ص7.
فرح، نعيم، تاريخ الشرق الأدنى القديم، صادر عن دار الفكر،  دمشق 1972، ص159.
فرح، المصدر نفسه، ص 159.
العمد، د.هاني صبحي العمد، الأغاني الشعبية في الأردن، منشورات وزارة الثقافة، مطبعة السفير 2011،  عمان،  ص 85.
العقيلي، مصدر سابق.
القثامي،  حمود بن ضاوي،  شمال الحجاز، ج2، طبعة ثالثه،  العصر الحديث للطباعة والتوزيع،  بيروت،  لبنان، 1991م ص212.
العمد، مصدر سابق ص 278.
القثامي، مصدر سابق ج1، ص 202.
الحوراني، عبدالرحمن، التراث الشعبي في حوران،  الطبعة الأولى، 1992م ص 265.
العقيلي، مصدر سابق، ص 49.
الحوراني، مصدر سابق ص 266.
أبو طويلة، صالح، الملامح العامة للحياة الشعبية في مدينة معان،  ط1،  مطبعة السفير، عمان، الأردن، 2011، ص 23.
الحوراني، مصدر سابق ص 265.
أبو طويلة، مصدر سابق، ص 23.
العمد، مصدر سابق، ص 272.
الكاتب: 
مصطفى الخشمان
© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة